ما أكثر الفيلة في رمضان !!
جلس الإمام مالك في المسجد النبوي كعادته يروي أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم والطلاب حوله يستمعون فصاح صائح:
جاء للمدينة فيل عظيم - ولم يكن أهل المدينة قد رأوا فيلا قبل ذلك، لأن المدينة ليست موطنا للفيلة - فهرع الطلبة كلهم ليروا الفيل وتركوا مالكا إلا يحيى بن يحيى الليثي(*) فقط !!
فقال مالك: لمَ لمْ تخرج معهم؟ هل رأيت الفيل من قبل ؟
قال يحيى : إنما رحلت لأري مالكًا لا لأري الفيل !!!
▪لو تأملنا هذه القصة لوجدنا أن واحدًا فقط من الحضور هو من علم لماذا أتي؟! وما هو هدفه؟!
لذا لم يتشتت.. ولم يبدد طاقاته يمنة ويسره...
أما الآخرون فخرجوا يتفرجون!!
فانظر لعظمة الفرق بينهما!!!!
لذا نجد أن من حدد الهدف، واستعان بالله وصَل ...
فكانت رواية الإمام يحيى بن يحيى الليثي عن مالك هي المعتمد للموطأ، أما غيره من الطلبة المتفرجين فلم يذكرهم لنا التاريخ!!
وفي زماننا يتكرر الفيل، ولكن بصور مختلفة، وطرائق شتي وخصوصًا في رمضان...
فالناس في رمضان صنفان:
•صنف قد حدد هدفه، فهو يعلم ماذا يريد من رمضان؟!
وما هي الثمرة التي يتمني تحصيلها؟!
•وصنف آخر غافل لاهٍ مفرط، تستهويه أنواع الفيلة المختلفة
فالقنوات الفضائية فيلة
والمسلسلات والأفلام المتدنية فيلة والأغاني والغيبة والنميمة وأنواع المحرمات فيلة
والمضيعون للأوقات بهذه الوسائل الحديثة فيلة.
فاحذر الفيلة وبريقها؛ فإنها ستسلب منك أفضل أوقات العام،وحدد لك هدفآ في رمضان واستعن بالله ولا تعجز ولا تتشتت فإن المحروم من حرم الأجر في موسم الأجور والمغبون من ضيع السلعة الغالية بثمن بخس.
نسأل الله عز وجل أن نكون من الفائزين المقبولين في رمضان.
آمين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ
*أبو محمد يحيى بن يحيى بن كثير الليثي (152 هـ - 234 هـ) إمام وفقيه الأندلس وصاحب واحدة من أشهر روايات الموطأ، أخذها عنه أهل المشرق والمغرب، وشيخ المالكية في الأندلس في زمانه.