القاص الجزائري خليف محفوظ في حوار مفتوح مع الأقلاميين

[خليف محفوظ]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالسلام حمزة

كيف ينظر الأديب خليف محفوظ إلى إنعكاسات التكنولوجيا المعلوماتيه ( النص الإلكتروني المتفاعل ) على ثقافتنا ؟

7

نعيش لحظة انفجار معرفي كبير ... أصبح الوصول إلى المعلومة أسرع و أيسر ما يكون ...و هناك جيل جديد يتعلم بسرعة و يقرأ بسرعة ... جيل لم يعد يتلقى معارفه بالوراثة عن أبائه و معلميه ..ولكن عبر الوسائط الألكترونية التي تربطه بعالم شديد التعقيد سريع التغير ... جيل فاعل ... وقد عشنا ثورة الفايسبوك و مازلنا نعيشها ... و أول الغيث قطرة ...

[خليف محفوظ]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالسلام حمزة

كيف يرى الأديب محفوظ , مستقبل الكتاب المطبوع أمام هذه التكنولوجيا ؟

الجيل عند ابن خلدون في مقدمته أربعون سنة وله حججه التي استند عليها في تحديد فترة الجيل بأربعين سنة ...منها أن الإنسان يبلغ تمام نضجه في سن الأربعين ..لقوله تعالى " حتى إذا بلغ أشده و بلغ أربعين سنة "...وكذا مدة التيه التي قضى بها الله على بني إسرائيل أربعين سنة يكون خلالها قد زال الجيل الذي ألف المهانة و الخنوع ...وبدأ جيل جديد في النشوء ...

أقول هذا لأطبقه على الكتاب الورقي الذي سألتني عنه في ظل سيادة الكتاب الإلكتروني ... أتوقع أن يستمر الكتاب الورقي لفترة أخرى أقصاها ثلاثين أو أربعين سنة ، حتى إذا انقرض هذا الجيل المتعامل معه و نشأ جيل أنترنيتي خالص سار الكتاب الورقي بدوره إلى الانقراض ... قرأت مؤخرا عن دراسة تتوقع اختفاء الصحف الورقية في غضون خمسة أعوام ...

خالص تحيتي

[خليف محفوظ]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالسلام حمزة

( عفوا أخي عبد السلام هذا الانقطاع ...كنت في رحلة زيارة لمسقط رأسي -البويرة - 120 كلم شرق العاصمة ... ) .
أهلا ً بك من جديد أديبنا الفاضل محفوظ .
ليس فقط مصر عندهم محفوظ , وكذلك أقلام عندها محفوظ ( ههههههههههه )

محفوظ فخر مصر ... و فخر العرب كلهم ....و من دواعي مسرتي أن أكون سميه ....

حفظك الله أخي عبد السلام ...

[سلمى رشيد]

صباح الخير أستاذ خليف
يبدو من الصور التي رأيناها وسعدنا بالتعرف عليك من خلالها أن هناك مفردات مختلفة للطبيعة كنت بالقرب منها ..
أي المفردات تلك أكثرها قربا وتأثيرا عليك ؟؟

سؤال آخر بعيد قليلا

كتبت معنا في السياسي بعض المقالات من وحي الأحداث وغيرها وكنت محاورا قويا ..
إلى أي درجة أثرت بك تلك الأحداث المتسارعة وعلى ما تكتب .. ولماذا توقفت عن الكتابة هناك ؟؟
ولي عودة ؟؟

[سلمى رشيد]

صباح الخير من جديد
مع المطالعة الطويلة والتقدم في العمر نصبح أكثر حيادية عندما نقرأ كتاب ما أو مقال ما ..
هل توافقني الرأي ؟؟
ولماذا لبعض الكتاب كل هذا التأثير على البعض وخاصة في عمر معين ؟؟

[سلمى رشيد]

اثقلت عليك بالاسئلة أستاذ خليف
في الرواية المغاربية بصورة خاصة نرى بوضوح تأثير الإحتلال الفرنسي على الأحداث والجو العام للكتاب ..
وبعض الاحداث كانت صريحة جدا في وصفها ..
ما هو رأيك بهذه النقطة تحديدا ؟؟

[خليف محفوظ]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سلمى رشيد

صباح الخير أستاذ خليف
يبدو من الصور التي رأيناها وسعدنا بالتعرف عليك من خلالها أن هناك مفردات مختلفة للطبيعة كنت بالقرب منها ..
أي المفردات تلك أكثرها قربا وتأثيرا عليك ؟؟

سؤال آخر بعيد قليلا

كتبت معنا في السياسي بعض المقالات من وحي الأحداث وغيرها وكنت محاورا قويا ..
إلى أي درجة أثرت بك تلك الأحداث المتسارعة وعلى ما تكتب .. ولماذا توقفت عن الكتابة هناك ؟؟
ولي عودة ؟؟

صباح الخير و العافية أستاذة سلمى ...سعدت بحضورك ...
أنا شديد التعلق بالطبيعة ...وهذا راجع إلى نشأتي الأولى ... فأنا نشأت في الريف ...في أحضان الطبيعة ...منطلقا في الحقول راكضا مع السواقي متسلقا للأشجار متعفرا بالتراب ...

لهذا طالما ردتت بيني و بين نفسي قصيدة إيليا أبي ماضي " وطن النجوم " فقد رأيت فيها طفولتي تتكرر معه ... أهديك بعض هذه الأبيات :

وطن النجوم أنا هنا * حدَق اتذكر من أنا ؟
ألمحت في الماضي البعيد * فتى غريراً أرعنا
جذلان يمرح في حقولك * كالنسيم مدندنا

* * * * * * *
المقتنى المملوك ملعبه وغير المقتنى

يتسلق الأشجار لا ضجراً يحس ولا ونى

ويعود بالأغصان يبريها سيوفاً أو قنا

ويخوض في وحل الشتاء مهلهلاً متيمنا

لا يتقي شر العيون ولا يخاف الألسن

ولكم تشيطن كي يقول الناس عنه تشيطنا !!

* * * * * * *

انا ذلك الولد الذي * دنياه كانت هاهنا
أنا من مياهك قطرة * فاضت جداول من سنا
أنا من ترابك ذرة * ماجت مواكب من منى
أنا من طيورك بلبل * غنى بمجدك فاغتنى
حمل الطلاقة والبشا شة من ربوعك للدنى

[خليف محفوظ]

أما السياسة فلا تستهويني كثيرا ، ولكنها تفرض نفسها فرضا ... لاسيما في الأحداث العاصفة التي نعيشها ... باركنا الثورة التونسية و الثورة المصرية ...ثم انحرف التيار إلى منزلق خطير في ليبيا و تحالفت قوى دينية مع الناتو ذكرتنا بتحالف "مجاهدي أفغانستان " مع الأمريكان ضد الاتحاد السوفياتي بدعم و دعاية كبيرة من دول عربية بعينها ...الوضع شبهه يتكرر ولكن هذه المرة مع بروز دولة عربية تستغل الفراغ و الانكفاء الحاصل في الساحة العربية لتلعب أدوارا خطيرة ...

[خليف محفوظ]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سلمى رشيد

صباح الخير من جديد
مع المطالعة الطويلة والتقدم في العمر نصبح أكثر حيادية عندما نقرأ كتاب ما أو مقال ما ..
هل توافقني الرأي ؟؟
ولماذا لبعض الكتاب كل هذا التأثير على البعض وخاصة في عمر معين ؟؟

أوافقك تماما ...مع تقدم العمر تضيق لدينا مساحة الشعور و تتسع مساحة العقل ... لذا نكون في هذه المرحلة أكثر موضوعية و عقلانية ....

نحتكم إلى العقل و نقدمه على القلب ... على العكس في المرحلة الأولى ...كان القلب هو القائد ...وكثيرا ما قاد إلى المهاوي ...

قال المتنبي في ذلك بيتا جميلا :


ومما أضر بأهل العشق أنهم ..... هووا وما عرفوا الدنيا وما فطنوا

عميق تحيتي

[خليف محفوظ]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سلمى رشيد

اثقلت عليك بالاسئلة أستاذ خليف
في الرواية المغاربية بصورة خاصة نرى بوضوح تأثير الإحتلال الفرنسي على الأحداث والجو العام للكتاب ..
وبعض الاحداث كانت صريحة جدا في وصفها ..
ما هو رأيك بهذه النقطة تحديدا ؟؟

مرحبا الأستاذة سلمى ...لم تثقلي علي مطلقا ...

نعم كان للاحتلال الفرنسي أثر بالغ في الرواية المغاربية ... والجزائرية خصوصا ....ولعل أسوأ تلك الآثار هي إشكالية التعبير التي خلفها الاحتلال الفرنسي ...الجيل الأول من الروائيين الجزائريين لم يكن يحسن العربية فكتبوا بلغة المستعمر ...ولكنهم كتبوا أدبا وطنيا ملتزما مناهضا للمستعمر ..منهم مولود فرعون صاحب رواية " الدروب الوعرة " فمن أقواله في هذه الإشكالية " أكتب بالفرنسية و أتكلم بالفرنسية لأقول للفرنسيين إني لست فرنسيا " ...و مالك حداد صاحب رواية " رصيف الأزهار لا يجيب ؟ التي وظفتها أحلام مستغانمي في روايتها ذاكرة الجسد يقول مالك حداد معبرا عن ألمه لجهله لغته الوطنية " اللغة الفرنسة منفاي و سجني " ..ومنهم كاتب ياسين صاحب رواية " نجمة " الذي قال عن الفرنسية " اللغة الفرنسية غنيمة حرب يجب الاستفادة منها "
وتأخر ظهور الرواية العربية في الجزائر إلى ما بعد الاستقلال مع عبد الحميد بن هدوقة في رواية " ريح الجنوب "

واستمرت إشكالية التعبير في الرواية الجزائرية إلى اليوم ...يحرص كثير من الروائيين الجزائريين على الكتابة باللغة الفرنسية ...على أنها تمنحهم انتشارا أوسع ...بل هناك من هاجر من الكتابة بالعربية إلى الكتابة بالفرنسية ... مؤلم أن يحصل هذا ..إنه حديث ذو شجون ..أستاذة سلمى ..



عميق تحيتي

[عبدالسلام حمزة]

هل كان خليف الصغير يحلم أن يكون أديبا ًعندما يكبر ؟

[عبدالسلام حمزة]

..................

أهلا ً بالأخت الكريمة سلمى , نوّرت .