الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > منتديات اللغة العربية والآداب الإنسانية > منتدى البلاغة والنقد والمقال الأدبي

منتدى البلاغة والنقد والمقال الأدبي هنا توضع الإبداعات الأدبية تحت المجهر لاستكناه جمالياته وتسليط الضوء على جودة الأدوات الفنية المستخدمة.

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-04-2013, 06:21 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
فوزي الديماسي
أقلامي
 
إحصائية العضو







فوزي الديماسي غير متصل


افتراضي هويّة الشعر و شعر الهويّة / الشعر التونسي الحديث أنموذجا

هويّة الشعر و شعر الهويّة الشعر التونسي الحديث أنموذجا

بقلم : فوزي الديماسي - تونس


قبل أن نقتحم غمار هذا الموضوع ، علينا أن نقف عند حدّ المصطلحات و حدودها لنؤسّس بذلك للأرضيّة التي سنقف عليها و منها سنحدّد معالم المنهج الذي سنسير وفقه لتناول هذا الموضوع بالدرس ، إذ يبدو العنوان مزدوجا ” هويّة ” و ” شعر ” ، فأيّهما حامل لملامح الآخر ؟و أيّهما يمثّل القادح لانبجاس الآخر ؟ أم هما وجهان لعملة واحدة ( القول) ؟ و من أيّ الأبواب ندخل إلى” الهويّة ” ؟أمن باب الأنطلوجيا فنسقط بذلك في تعويم المصطلح ؟ أم من باب الأنتروبولوجيا فيقتصر بحثنا في باب الشعر عن فئة بعينها و ذلك ما نروم بلوغه ؟ ثمّ من أيّ الأبواب ندخل إلى” الشعر” أمن باب كونه قولا فرديّا يحكي الذات و يحاكيها ؟ أم من باب كونه قولا يحكي الجماعة و يحاكيها ؟ بمعنى آخر هل الشعر قول فرديّ بامتياز أم قول جماعيّ يصدر على لسان الفرد؟ و لماذا نطرح سؤال الهويّة ” الهنا و الآن ” في زمن العولمة ، هذا الزمن الموسوم بنسف الهويّات المحليّة و المنتصر لهويّة نمطيّة معولمة ، و ما تأثيره على الأدب عامة و الشعر خاصة ؟الهويّة :مفهوم الهويّة من ناحية الدلالة اللغويّة ، هي كلمة مركّبة من ضمير الغائب ” هو ” مضاف إليه ياء النسبة ، لتدلّ الكلمة على ماهية الشخص أو ” الشيء ” كما هو في الواقع بخصائصه و مميّزاته التي يعرف بها … بناء على مقوّمات و خصائص معيّنة تمكّن من معرفة صاحب الهويّة بعينه دون اشتباه مع أمثاله من الأشباه فهي خصوصيّة تاريخيّة و لغويّة و دينيّة و فكريّة و ثقافيّة و قيميّة تساهم في نحت ملامح هويّة خاصّة تتميّز عن بقيّة الهويّات الأخرى و التي تختلف عنها بالضرورة و الهويّة لغة الكائن في العالم بها و عبرها يتواصل مع الأنا كما الغير . إنّها شبكة دلاليّة تمنح المعنى للوجود و الثقافة و التاريخ . ومن جهة ما أنّ الإنسان كائن مثقوب بأقواله الرمزيّة فإنّه لا ينأى عن رسم حدود إنيّته و غيريّته بواسطة منطق الهويّة (*) التي تحدّد رؤيته للعالم و للأشياء و بها و من خلالها يكتسب طرق إقامته في العالم فيعرف ذاته و يعرف غيره فهي مخزون و موروث جمعيّ تاريخيّ طويل الامتداد في الزمان و المكان ، مملوء بالأمجاد و الإيجابيات و بالتناقضات و التعارضات – في الوقت ذاته – ضمن تجربة الأمة عبر القرون تقدّما و تخلّفا (*) فهي الوجدان و الشعور و اللغة و القيم و الذكريات المشتركة (*) إذن فالهوية على سبيل التلخيص هي جملة الملامح الفكريّة و العقديّة خاصة بجماعة بعينها ، بها تعرف و تتميّز و تقيم في العالم ، ففي عالمنا المعاصر اليوم يدخل الصراع العربي الإسرائيلي تحت طائلة صراع الهويّة عنوانه الأكبر الأرض التي تمثّل علاوة على أهميّتها الجيوسياسيّة رمزيّة ثقافيّة دينيّة لكلا الطرفين ، و كذلك الحرب التي تقودها أمريكا على الإرهاب في أفغانستان و العراق هي حرب وقودها فرض هويّة بعينها ، و بسطها في كلّ أرجاء المعمورة ، و تنشغل الشعوب بسؤال الهويّة كلّما دخلت في أزمة لا يلوح لها مخرج قريب فتسأل من أنا ؟ و ما خصوصيّتي ؟أي هويّتي ؟ أين أنا من الآخر و أين هو منّي ؟ ماذا أضيف للآخرين و ماذا آخذ عنهم ؟ و ماذا أضفت لهم عبر التاريخ ؟ و ماذا أخذت منهم و ما هو الأصيل في تجربتي ؟ و ما هو الدخيل ؟ و أين هو موقعي في هذا العالم الراهن و من علاقات القوّة فيه ؟ و هل تابع للآخرين أم ندّ لهم ؟ وكيف تلعب هويّتي دورها في تحديد هذا الموقع ؟ (*) وهذا يدلّ بما لا يدع مجالا للشكّ بأنّ الهويّة ليست شيئا محنّطا و سرمديّا فهي في حالة من الحركة و التغيّر الدائمين التي تتفاعل فيها عناصر شتّى تتجلّى في مستويات فكريّة و ثقافيّة و علميّة و تكنلوجيّة ، اقتصاديّة و اجتماعيّة و سياسيّة في واقع محدّد و في لحظة تاريخيّة معيّنة تقصر أو تطول ، في لحظة سرعان ما يجري نفيها و تجاوزها لأنّ الهويّة ليست معطى ثابتا لا يتغيّر (*)الشّعر :ليس الشعر قولا ذاتيّا صرفا ، أو موضوعيّا محضا ، و إنّما هو بين هذا و ذاك . قول يختلط فيه الذاتيّ بالموضوعيّ و يتواشج فيه المقدّس و المدنّس ، و الواقعي و الغيبيّ ، و المندثر والآتي ، يجمع بين الأضداد ويؤلّف بينها ، ما هو بالسّحر و لكن من طينته ، هو رسم بالكلمات على حدّ تعبير نزار قبّاني و هو فضاء للتشكّل اللغوي من زاوية نظر لسانيّة ، و هو توقيع على المكبوت من وجهة نظر تحليل نفسيّة ، إنّه عالم داخل العالم من وجهة نظر فينومينولوجيّة ، و هو في الأخير تعتّمه رماديّة السياسة من وجهة نظر نسابيّة (*) إنّه لحظة تتواءم فيها الديكارتيّة – من زاوية أنّها لحظة متقوقعة على ذاتها – و النيتشويّة – بما هي فكر يقطع مع ثقافة الضعف و الإرتكاس – و الماركسيّة – بما هي لحظة انعكاس وجدليّة صاخبة بين البنية التحتيّة و البنية الفوقيّة – و الفرويدّة – بما هي لحظة تنعتق فيها الذات من مكبّلاتها – إنّها هم جميعا ترسم عالمها بلغة صفتها التحليق تثير و لا تشير على حدّ تعبير الأستاذ منصف الوهايبي هي حلم مكتوب ، و لكن ليس الحلم الذي نحلمه أثناء النوم ، هي حلم اليقظة (*) ففي الشعر تحلم اللغة و يحلم الإنسان ، و بهذه الأحلام الشعريّة يتعالى الوعي الإنسانيّ بالذات و تتعالى اللغة على الاستعمال العاديّ المتلف لقوّتها التعبيريّة .إنّ اللغة الحيّة التي تنبض بالمعاني القويّة و المؤثّرة في نفس القارئ هي لغة الصور و الاستعارات الجديدة التي لا ينتهي الشعر من إبداعها (*) .الشعر منبثق من رحم اللغة ، ينشئ عالمه لغويّا لينتهي إلى لغة تخيط عالمه المخصوص ، فلا يحاكي الشعر العالم كما هو موجود في الواقع و لكن يعبّر عن عالم يعيش فيه الشاعر في أعماق شعوره و في أحلامه و في خياله (*) و اللغة في الشعر كعنوان هويّة ليست منبثقة من عدم أو تنحت من فراغ بل تقف وراءها ذاكرة قرائيّة وقيميّة و معرفيّة و تاريخيّة و اللحظة الشعرية هي لحظة التحام بالوجود و إنصات لصوته الخفيّ / كما أنّ اللغة ليست أداة للاتصال و التواصل أو لتسمية الأشياء فحسب بل هي لحظة للكشف عن سمات صوت الأنا ( الذاتية و الموضوعية ) . الشعر بصفة عامة كرؤية للعالم هو عنوان للهوية يحكيها ويحاكيها و بين الحكي و المحاكاة لحظة فاصلة واصلة تخيط للوجه خصوصياته و تحدّث عنه و هذا ما سنعمل على رصد معالمه في نماذج من الشعر التونسي .في الشعر التونسي :لقد عاشت الأمّة العربيّة لحظة مفصليّة تمثّلت في صدمة الحداثة ، هذه الصدمة التي جعلت من العرب يقفون عارين من أوهامهم فيكتشفون تخلّفهم ، وانعكاسا لذلك انبثقت أصوات تبحث للأمة عن مخرج من لحظة تخلّفها ، و تعدّدت في هذا الباب وجهات النظر و طرق التشخيص و انقسم المفكّرون طرائق قددا ، فمنهم من نادى بإتباع المنهج الغربي للخروج من حالة التخلّف و منهم من نادى برفض الوافد و الرجوع إلى السلف الصالح و منهم من خيٍّر الوسطيّة و التوفيق منهجا. والحداثة العربية التي بدأت معالمها تظهر في منتصف القرن التاسع عشر وحتى القرن العشرين نتيجة للتطورات المادية في مجال الاقتصاد والثروة الطبيعية انعكست اجتماعيا لتولد لدينا مجموعة من التحولات انسحبت بدورها على المنتج الأدبي .يقابل هذا المد التحولي كساد فكري واستلاب الحرية كانت كفيلة بأن يفقد المواطن العربي ثقته بالمطروح في حلبة الفكر العربية آنذاك .فأصبح يتشبث بقضية التحديث لعله يجد شيئا يوازن فيه معادلته الفكرية مع ملاحظة أن هناك تهافتا على المصطلح الغربي المصدّر إلينا خارجيا دون النظر إلى إمكانية انسجامه مع النص العربي الذي نريد أن نسقطه عليه ونتعامل بموجبه لان عملية التحديث تأتي من الداخل (*) والسؤال لايزال قائما مربكا ذلك أنّه سؤال قسريّ فرض المنتصر صيغته و ألزم المهزوم بإجابات لم يتعوّد عليها ، ذلك أنّ الإنسان يطمئنّ إلى سؤال صدر عن خبرته ، و يتلعثم أمام آخر أملته خبرة وافدة . في هذا السياق المربك نشأ مشروع الحداثة العربيّ ، فتحوّل المشروع إلى مشاريع تستنصر الماضي التليد حينا بلسما شافيا من مرارة الشعور بالهزيمة و تقطع معه أحيانا منبهرة بالآخر نموذجا أوفى ، و هكذا تحوّلت الحداثة في الفكر العربي الحديث و المعاصر إلى قضية أضحت بموجبها الحداثة حداثات تختلف تبعا لاختلاف خلفيّاتها النظريّة و الأيديولوجيّة و هو ما تجلّى في المجال الإبداعي الفنّي(*) و لم يكن الشعر التونسي بمنأى عن هذه التطورات الحضاريّة بل استبطنها وتمثّلها فخرجت علينا شعرا يحمل بين جنباته ملامح هويّة منفتحة على منجزات الآخر النصيّة و القاطعة مع قديم الشعر ، و المتّخذة لنفسها أشكالا تعبيريّة مغايرة للصنم الشعري العربي التراثي ، ومن هذه الزاوية يمكن أن نقسّم المدوّنة الشعريّة التونسيّة على ضوء تفاعلها مع سؤال الهويّة إلى ثلاثة أقسام رئيسيّة تختزل طرق تفاعل الشعر مع رجّة الحداثة و كيفيّة صونها للهويّة أو القطع معها .

الكتابة التوفيقيّة :يدخل تحت طائلة هذا العنوان عدد كبير من شعراء تونس على غرار آدم فتحي و محمد الخالدي و عادل المعيزي و حافظ محفوظ و محجوب العيّاري و جميلة الماجري و المولدي فرّوج و عبد الله مالك القاسمي … ممّن استفادوا من منجزات الحداثة فتمثّلوها و استوعبوها بطرق مختلفة وتبدو الكتابة لدى آدم فتحي ومحمّد الخالدي كتابة منخرطة في الحداثة قاطعة مع الأمس الشعري التليد و يظهر ذلك جليّا في نقل الشعر من مرحلة الكتابة الخليليّة إلى كتابة تستقدم فنونا أخرى مثل السينما و المسرح و الفنون التشكيليّة و لقد أثّرت فيها ثقافة الصورة أيّما تأثير مثل قول آدم فتحي في قصيدته ” سيّد الظلال”أَمْسِكْ بِجَسَدِكَ (قَالَ) أَمْسِكْ بِجَسَدِكَ جَيِّدًا، وهَشَّ بظلّه على قطيع ماعزٍ لم يرهُ أحدٌ.كُنَّا هَابِطَيْنِ مِنْ أعَلى البَراءةِ وقد شابَ الوقتُ. على أكتافِنَا غُبَارُ الحِكاياتِ، وتحْتَ أَقْدَامِنا تَنْزَلِقُ الكُهوفُ ذروةً بعد أُخْرَى.أَمْسِكْ بِجَسَدِكَ الضَعِيفِ (قالَ) كي لا تَسْقُطَ غريبًا.- لَكِنِّي لا أخافُ السُقوطَ (قلتُ) السُقوطُصديقي الوَحِيد.……………………………أَمْسِكْ بِجَسَدِكَ (كَرَّر) ولم يُجِبْنِي.…………………………..هَبَطْنَا مع المطَرِ (هل كنت ُ قُنْفُذًا جرحهُ الصمتُ؟) هبطنا في هوّةِ المطر (هل كان أَحَدَ أَيائِل الجبالِ؟) وفي قاعِ الهُوّةِ دخلْنَا سراديبَ لمْ يَدخُلْها قبْلَنَا أحدٌ. جلسْنَا نشربُ التمْرَ والجمرَ على صناديق مَخْتُومَةٍ بالليْلِ. وعند المنعطَفِ الأخيرِ تراءتْ لنا قُرًى رخْوَةٌ، لعلّها ظلالٌ، تنظر إلى نفسها وتعْوِي من وراء نوافذَ حجريّةٍ، مثلما تعوي الذئابُ.أَشارَ إِلَيْهَا ورَفَعَ ظِلَّهُ مِنْ على الأرض. رَفَع ظِلَّهُ مثلما تُرْفَعُ العَصا، أو النخْلَةُ، وبِهِ وخَزَنِي في صدْرِي مَرَّتَيْنِ، ثلاثًا.أَرَأَيْتَ (قالَ) عاقِبَةَ مَنْ لَمْ يُمْسِكْ بِجَسَدِهِ؟- لَمْ أَرَ شَيْئًا (قلتُ) لَمْ أَرَ إلاَّ السلوقيّ يضرب بخطمه كعبي منذ أكثر من موت. وظِلالاً تَعْوِي مِنْ وراءِ نَوافِذَ عَمْيَاءَ.…………………………لَمْ يُجِبْنِي.كانَ قدْ نَسِيَ أنْ يُمْسِكَ بجَسَدِهِ جَيِّدًا، ومات.………………………..لَمْ أَغْفِرْ لَهُ بَعْدُ.لَمْ أَغْفِرْ لِأَحَدٍ،مِنْ يَوْمِهَا،أَنْ أَهْبِطَ المَطَرَ وَحْدِي، وَلاَ أنْ أُمْسِكَ بِذِقْنِي (على رأيِكَ يا جَدّ) أو لَحْدِي (برجي المُمَدَّد) أو نَدَمِي (غِمْد أحلامي) دون أن أرى الكهوف تَبْتَعِد عن قَدَمِي، وَلاَ أَنْ أَسْمَعَ صَوْتًا يشيرُ إلى فَرَحٍ لا يراهُ أحدٌ.……………………هَاهُوَ سَيِّدُ الظِلاَلِأَمسِكْ بجسدكَ (يقول) أَمْسِكْ بِجَسَدِكَ من ضعفهأَمْسِكْ بجَسَدِكَ من ضُعْفِهِ البتّار.قُلْ لَهُ اِمْضِ في طريقكَ. اِمْضِ في طريقك إلى آخر الطريق. سترى الحصانَ الأَبْلَقَ لا تَقْرَبْهُ. والسنابلَ الذهبيّة دَعْها تترنّح كنهايات القرون. سَيَلُوحُ لك القصر المرصود ذو الأبواب التسعة. والينبوعُ المتدفّق من حرائقك الداخليّة. ستشمُّ رائحة التفّاح الذي يفوح دون أن يَرُدَّ الروح إلى أحدٍ. ستسمعُ من بعيد صوت الناي السحريّ، وخشخشةَ أحلامك تتقاطر حجرًا حجرًا، في قاعِ بئرك التي بين الضلوع. ستمرُّ بحانات عديدةٍ لا يدخلها أحدٌ، بينما يخرج منها الجميع. وفي الضباب سيتراءى لك شبحٌ يشبهني. ستراه يَلُوحُ ويختفي، محفوفًا بالخسارات. لا تسأله من أين جاء، ولا كيف أمكن له أن يفرح.……………………….اِمْضِ في طريقك إلى آخر الطريقستراكَ كلَّ صباحٍ تسْتَقْبِلُفُرَصَ الفرحكَمَنْ يعْرِض صدرهُلرصاصاتٍطائشة.وكذلك قول محمّد الخالدي في قصيدته ” حفل الغرباء”

صافحتها فإذا يدي ورق وطلّـ أهلا وسهلا… مرحبا!وتبسمت فأضاء حفلـ زمن مضى لم نلتق أوعدت، عفوا إنني…ومضت تفتش في حقيبتها الأنيقةعن سجائرهاوعن ولاعة ذهبيةما فارقت يدها اليمينـ نسيت أين وضعتها،تبّا لذاكرتي.. لقد…ـ هذي الكؤوس تطوف مترعة فماذا تشربين.. أقهوة- بعض النبيذ ؟ـ تفضلي!ـ شكراوعبت كأسها في لهفةوتطلعت نحو السقاة تحثّهموبغمزة منها يهش النادل المعطيرـ معذرةويملأ كأسها جذلافتفرغها وتطفق مرة أخرى تفتش في حقيبتها الأنيقةعن سجائرها وقد رعشت يداهاو دعت، فجاء النادل المعطر يلهثـ عفوا سيدتي..وتعلو همهمات الحاضرين، ولغوهمهذا يلوذ ــ مرنّحا ــ بالشمعدانوذا يحدق ساهما في وجه فاتنةتمخطر في دلال بين منخطفين هاموا في هواهافتمرّ ضاحكةوقد تركت وراها سحبا من العطر المدوخلم تمرّ فلا تحيي مثل عادتهالعلّ ” خطيبها ” في الركن يرقب خطوهاأو أمها مشغولة بفتاتهاولعلّ……………………………………………ثمّ يبادرون كؤوسهم في لهفة.………………………………………………….………………………………………………….…………… …………………………………….دارت بي الأرضون دورتهاودارت بالحفّيين الكؤوسوإذ أنافي حانة كنّا نلوذ بها قديماضجة تعلو وجمع من سكارى الحيّقد ثملوا فراحوا ينشجون:ـ ترى تمرّ ؟لقد مضى دهر وما مرتوها إنّا نشيب وما نسينافمتى تمرّ لتوقظ الصبوات فينا.………………………………………………….………………………………………………….وأفقت من حلميوإذ في القاعةالفيحاء حشد من سكارى الأمسلم أعهد ملامحهم ولا أسماءهممن أين جاؤوا يا ترى ؟ومتى ألتقوا ؟وأنا متيّمها الوحيدأنا قتيل هواهاودعت فهش النادل المعطير يلهث:ـ عفوا سيدتي، وعفوك سيديوسقانافهممت أوقف لحظة هذا الزمانلأغيب في زمن مضىلأرى مساء شرفة ضاءت بهاوأرى حديقتها الفسيحةوهي تخطر في مغانيها.…………………………………………………………….……………………………………………… …………..ما أكثر العشّاق هاموا كلهم فيهالكنني أنا جميعهموأنا متيّمها الوحيدأنا قتيل هواهاتغيّر الزمان بعدنا وكرّت اللياليولم أزل مولّها تشوقني المجالينبحث في جرعائهاعن كنزنا المخبوء في غياهب الرمالعن وردة الرمال.فاستحال الفضاء في الكتابة الشعريّة لديهما أسّا من أسس العمليّة الإبداعيّة و انقلبت بذلك القصيدة من لحظة السماع إلى لحظة القراءة ، و أصبحت العين بدل الأذن سيّدة التقبّل ، فانتهت بذلك اللحظة المنبريّة ليتعامل الشاعر مع متقبّل قارئ لا متقبّل سامع ، كما انقلبت الخطوط و طرق توزيع السطر الشعري لحظة شعريّة بامتياز تقرأ ، ولكن التغيير الذي اعترى شكل القصيدة … يكاد يقف عند التجديد في الشكل العروضي (الأوزان والإيقاعات)، ولم يقترب بعد من مجال اللغة وما يتّصل بها من تشكيلات بلاغية مغايرة للتشكيل المجازي القديم الذي يتعامل مع الصورة الشعرية كزينة وصفية وتوشية ظاهرة لا تدخل في صميم البناء الفنّي للقصيدة ولا تتدفق من نفس المنبع الذي تخرج منه الصورة الكليّة أو البناء الفنّي المتكامل (*) والنصّ على ما يحمله من تجديد في الشكل من حيث طرق الكتابة و الانفتاح على فنون أخرى كالمسرح حيث لعب الحوار في قصيدة آدم فتحي دور تعرية لما يعتري الذات الشاعرة من أحزان و أسئلة حارقة ، بقي النصّ وفيّا لهويّته الشعريّة من حيث المعنى كما لم يقطع مع الأب الشعري و خاصة في باب تعريف الشعر بأنّه “كلام ذو معنى” رغم أنّه يتزيّا بزيّ حديث و يعلن عن هويّة مغايرة قاطعة هكذا ذهب بهما الظنّ بأنّهما يكتبان على وقع هويّة مغايرة وحديثة تدشّن عصرا شعريّا جديدا ، و لكنّها في الحقيقة بقيت وفيّة للأمس الشعري

كتابة القطيعة :هي كتابة نسفت كلّ الهويّات لتنتصر لهويّة الذات/ الشعر ، لهويّة الكلمة ، لهويّة النصّ والنصّ فحسب. قصيدة تتعبّد لنفسها أو لغة تتمرأى في ذاتها … حملت معها من النواهي ما يلزم الشعر بأن يتجنّب أيّ تراسل مع الخارج ، ألزم الشعر بأن يكون حجرة داخليّة تعيش في نور نفسها . هكذا انتفى الموضوع تقريبا ، كما انتفت المباشرة ، و انتفى بالطبع كلّ سرد أو وصف و ما عاد في وسع الشعر إلاّ أن يدور حول موضوع المواضيع و سيره السير و الشعر أعلى (*) و قطعت مع كلّ الإكراهات ( الوزن / المعنى ) لتدشّن بذلك عصر الكتابة الخالصة كما أطلق عليها الأستاذ المنصف الوهايبي والتي تمثّلها أسماء عديدة مثل الشاعر عبد الفتاح بن حمودة و آمال موسى … فالشعر لدى هذا النوع من الكتابة عملا جوانيّا يتجنّب أن يستعير من الخارج اسما أو مناسبة أو موضوعا … الشعر كلّه أمامها وكان عليها أن تبني نفسها دائما كعالم مواز ، كذات أخرى (*) فهي نصّ منغلق على عالمه الشعريّ منه ينطلق و إليه يعود في حركة دائريّة متقوقعة غايتها الإنصات للغة و للذات فيكون بذلك الشعر خالصا لا تشوبه شائبة ، فهذه الكتابة أكثر اشتغالا بالشعر و تكرّسا له (*) إنّه احتفاء بالشعر لذات الشعر ، صفتها الاختزال و التكثيف و الإيحاء و القطع مع الأطناب و الوصف … إنّ قصيدة النثر منذ منتصف الثمانينات هي(قصيدة العولمة) وهي تعبير طبيعي عن حالة التشظي العربية منذ نهاية الحرب الباردة وهي أيضاً تعبير عن (حالة التجريد) و(تبريد اللغة الشعرية) الذي يلتقي مع مفهوم محو الهوية.. الذي تريده العولمة) .إن قصيدة النثر جنس مستقل ونص مفتوح على الأنواع وعلى الآخر (هجين) أما أيديولوجيا قصيدة النثر فهي اديولوجيا العولمة بجمالياتها الشكلية ووحشيتها المرعبة فهي تعبير عن الحوار مع الآخر بشروط غير مثالية.. إذ تنطلق من التلذذ الوجودي المتعالي بالتبعية مع ملامح دونية واضحة خصوصاً إذا كان التوحيد القهري هو البديل لتنوّع الهويات (*) وهذا ما نلحظه في قصيدة عبد الفتاح بن حمودة الموسومة بعنوان ” إعادة قراءة للصباحات ”

افعلي أيّ شيء أيتها الشمس،اجرحي قميصي الأزرق البارد،اضحكي من أنفي المدبب،استهزئي بشفتيّ الفقيرتين،لكن ضعي حبّات لقمح على ركبتين خفت وحديمن ارتعاشهما،أدخلي – بهدوء – إصبعين في عينيّ الغائرتين( لم أعد أرى شيئا ( أيّ شيء) طوال الليل )لا تخجلي من وضع حبّات الفلفل البيضاء الحارة فيمنخريّ،حتّى أسخر من عقاب الأطفال بذلك الشّكل المدهش،لا تخجلي .. افعلي أيّ شيء ..ضعي إبرة مذبّبة في مؤخرتي حتّى أتكلّم ..رجاء .. افعلي أيّ شيءلكن لا تعذّبي أصابعي في الفجرغرّدي أيتها الأغصان هذه المرة … إلى الأبد

وكذلك قول آمال موسى في قصيدتها ” وفي نفسي وقعتُ”

فَارِغًامِنْ كُل هَوىيَمُوتُمَنْ وَقَعَ فِي غَيْرِ طِينِهوسَكن النُّفُوس المُجَاوِرَةمُنْتَشِيًا بِقصصٍ حَمْرَاءكالشَّهواتِ تَمْتصُّ مِنْهُ البَياضوَتَسْطُو على يَاقُوتِهِ النَّائمفي عُمْق المَاء.

ألا تَبَّتْ نَفْسٌلم تَقعْ في نَفِيسِهَاولم تَملأْ القِنديلينِ بوجهها المُتفَتِّحِ في المَاءِ المُرْتعشْ.

فَهَلْ أَنَّ نفسَ النفس، لا تُطربأَمْ ابتلاءُ المَرءِ، أَدْماهُ الوقوع في غير نفسهمَنْ وَقَعَ في غيرهكَمَنْ تَهَاوَىمِن الثُّرَيَّا في ليلٍ غاسقٍومَنْ أَدْركَ في عناصِرِهِ الحُلولَكَمَثَلِ من قَطفَ النُّجوم عنْدَ قَرْنِ الشَّمْسِوَقَدَّ عَرْشًا بِخَاتِمِ المَلِكِ.

قليلاً، جَرَّبْتُ الوُقوعَ زَمَنًاظَنَنْتُ فِي الجِنان النّسيانُوفِي التنزه الاغتسالُوأنَّ ذَهابَ النفسِ طويلاً عَنْ هَوَاهافتحٌأرى فيهما ينقصُ الطِّفْل ليكون مُريداوآدم كي يُسمّى بطلا في الخلق.

يَا أَيَّتُهَا النَّفْسبَيْتِي أَنْتِوسَريرِيوثوبُ نوْمي الشَّفاففِيكِ يَرْقُدُ السُّوءوفِيكِ أَعَدُّ بأصابع كل الخلق خطايا السابقين

كأنك امْرأةوكُلُّنَا رجالٌ نسكنك فرادىنَلْقَاكِ وِسْعًاوَسَكَنًا عَبِقا بالعنبروبدخانٍ مُعطَّرٍ ببخورِ القُدَامَىحين تَسْتَفْرِدِينَ بِيتَكْبُرُ وِحْدَتِي إلى أَنْ أُصْبِح صغيرةوأشْعُرُ أنَّ جُنُونِي لاَ يُضَاهِيك.

فِي هيكلكِ الزِّئْبقِييَعُودُ الدِّفءإلى قطراتِ الشَّمعِ العاطفيةوَحْدُهَا الشَّمعةُ ذات الهوى الشرقي أكثرُ منّي ذوبانًا.

كلُّ الواقعينَ في أنصافهم المتوهِّمةناقِصُونَ هَوىقلوبهم مشرئبّةٌ للعشقِيُبدِّدونَ الحينوروعة الانْصِراف إلى حمَّالةِ الماءِفي تَفْتِيتِ تَصَوّفٍيَضيقُ على فُؤادٍ يَنْبِضُ بِأكْثَرِ مِنْ صُورةفَمَنْ ذَا التِّي تَشفَعُ لنفسها غيرُ نفسهاوَمَنْ ذا الذِّي يَسْتبْدلُوقوعًا بتهشم.

أُقْسمُ أَنِّي لَنْ أرومَ غيري متّسعاوَعْدُ نفسٍوعتْ بِلادها الشَّاسعةوَفُصولها اللاّمتناهيةولَذَّة يُشْبِهُ عنبها ثَدْيًا مَرْمَرِيّاسَقَطَ فِي نشوةِ أُنثى.

أَعُودُ إليَّمُتيّمةأَلُوذُ بالمعنَى في ليلٍ ساطعِ اليقينضَفائِرُهُ تُشبهُ المَدَىأَنْتشِي بِعناقِ البعض لبعضهوصلاة كلّي لكوكبيوأحفرني بئرا عميقةالارْتِواءُ منها، كعينين من زمرد.

الكتابة المنتصرة للهويّة :ليست الكتابة ترفا أو تسلية ، الكتابة مأساة أو لا تكون على حدّ تعبير الأديب التونسي محمود المسعدي ، و مأساة الكتابة و كتابة المأساة مرآة للأقلام … الناسلة من رحم الهمّ الذاتي و الموضوعي ، فالسياسي و الوجودي و القيمي و الحضاري أشياء تنطلق منها الكلمة و إليها تعود . و مصائب الأمة جمّة و لا تكاد تحصى و على من نصّب نفسه صاحب فكر و رؤية و موقف و قلم أن يتمثّلها مبنى و معنى … و بالتالي … أن يكون مثقّفا عضويا بامتياز يدافع بفكره عن أمته و هويتها و كيانها المهدّد في كل حين من قبل ريح جهنّمية نسميها تفاؤلا- العولمة – … فدور الكتابة ريادي في مجال ترسيخ ثقافة الاختلاف لا ثقافة الخلاف الرائجة منذ زمن في مفاصل أمتنا ، وعليه فالكتابة وتد من أوتاد الإنيّة الذاتية لأنها هي الحامية لخصوصية شعب من الشعوب و إن فقدت الكتابة هذا الدور أصبح وجودها نافلا (*)والتمسّك بعمود الشعر و الانتصار للحظة المنبريّة ، و التشبث بما يكون به الشعر شعرا ( وزن و معنى و قافية ) هو عنوان للهويّة . فبالشعر يعلن الشاعر عن تمسّكه بالموروث ردّا على رياح التغريب وثقافة الانسلاخ ، إذ اللحظة الشعريّة لديه هي لحظة يكشف فيها عن ملامحه الحضاريّة و يحدّث فيها عن أيام اعتلت فيها أمته سدّة الوجود و يستدعي فيها أيام النصرو لعلّ ما جاء على لسان جمال الصليعي في قصيدته “عروج” يدّل على ما ذهبنا إليه :

أعددن مرتفقا للروح ذا سعة *** لو مدّت الأرض لم تشغل به طرفاسماؤه من عليّ الحلم حبكتها *** وأرضه راسيات الحزم متصفاهواؤه ملتقى الأشواق ينسجه *** وماؤه من عيون الوجد قد غرفاثماره أو قطوف الخصب دانية *** ورائق من ظلال الخير قد ورفأطفن بالنفس يستجلين منغلقا *** من الصدور فلم يغنمن مقتطفاصدرن عن منهل النجوى بلا بلل *** وعدن من قائل الذكرى وما اعترفايئسن من مذنبات الصمت ما نبست *** ولا كشفن لطيّات الجوى صحفافقلن أدرك جناح البوح مرتحلا *** إلى معارج أعيت قبل من عرفاكنّا سمعنا حديثا عن مصاعدها *** ولم تر العين من أفيائها كنفابل حدثت فلتات الشوق عنعنة *** أخبارها وروت أسرارها كلفاكانت تجيء رياح الطيب مثقلة *** من أرضها فعلقنا طيبها شغفامرّ المحبّون أفواجا إلى غدها *** ولم يعودوا وخلّوا أمسهم ترفاكأنما زمن فيها بلا زمن *** أو كانت الأرض غير الأرض مختلفافلم تدحرج متى فيها ولا سألوا *** عن أين، أين ولا ابتاعوا بها صدفاولم يعب قائل فيها بقولته *** ولم يدن شاعر فيها بما اقترفالا ندّعيها ولا نأتي مراكبها *** لعلّ مثلك موف عندها نتفاشغفنني بحديث ما له شبه *** من الحديث وسحر بعد ما وصفاكأنّ شقّ نجاة شقّ في جدر *** من الظنون وسترا فضّ فانكشفادعوت أدنى جناح البوح معتذرا *** أنّي أطلت بقائي ههنا سرفالعلّ أرضا بلا سوء أجاورها *** فجيرة السوء أضنت جيرتي أسفاأمرّ من صحبة رأسي تجارتهم *** لصحبة لم تبع ودّا ولا شرفاركبت جارح طيري عند مزدحم *** من الشجون بأرض طيرها ألفاوقام بيني وبين الناس لي رصد *** من الرماة أقاموني لهم هدفالا يسمعون خرير الخصب في سحبي *** فقلت في مسمع الأيام بعض كفاسيعلمون متى غابت قوافلنا *** بأيّ همّ قطعنا قفرهم لهفاهذي بقية شكوى في حناجرنا هل يدركون بإذن الموت ما عزفاحملت شكي، يقيني، ثقل مشغلتي وجئت أرسف في فوضاي معترفاكنّا على البوح مهموما و قافية و خافقا لم يزل يهتزّ مرتجفافي ظلمة من غبار الشك مطبقة لولا اليقين لضع الركب واختلفامولاي خلقك جبارون في وهني ولست أملك غير القول منصرفاأريد هارون عن صدري على شفتي لكي تعانق لام العزة الألفامولاي خلقك أغلال على حلمي فكيف أفلت بالأحلام منتصفاوكيف أفرق بحر الشك يا سفنا جرت بها الريح عن شطآنها جنفاولا عصاي معي كي أتقي تعبي ولا أهشّ على حالي بها تلفاولا لساني مفتوح على وجعي ولا أخي حاضر أملي له الصحفاوحين “ألقوا” سعت وهما حبالهمو و خيّلت لي، مددت الكفّ مرتجفالولا هواتف ملء النفس زاجرة لكنت أشبه من ألقى ومن لقفارددت كفّي على جرحي واسعدني أني وجعت لجرحي كلما نزفاحملت شكي، يقيني، ثقل مشغلتي ولذت أركب موجي حائرا تلفاوكان خلفي ملوك، خلف صولتهم غواصب الفلك إمّا فلكنا انعطفاسألت عنهم قرانا، قيل مذ دخلوا وهم على العادة الأولى، هوى ووفاأويت للطور، كان البرد في حلمي وكنت أعرف دفء الطور والكنفاثنيت روحي على أعتاب عزته فكفكف القلب من أوجاعه وكفاسمعت خلف هجوع النفس غمغمة عرفتها وعرفت القوم والهدفاكانوا يمرون تحت الليل همهمة ووقع خطو وصوتا لاهثا وجفاوكنت أسكب أمن النار في بدني وكنت تحت جناح الطور ملتحفاقل فالهثوا بعد هذا الليل موعدنا تنفّس الفجر يا أوهام وانكشفانحن المحبين لم نغلب كما زعموا ولم نبدل ولم نسلم لهم شرفا.الخاتمة :لا يعيش الشاعر بمنأى عن التغييرات الحضاريّة ، و ما الشاعر بكائن مفارق ، بل هو خليط من الذاتي و الموضوعيّ ، تقف وراءه ذاكرة قرائيّة و قيميّة و معرفيّة و تراثيّة و تاريخيّة . يعيش أسئلة العالم الحارقة فيتمثّلها و يستبطنها وتفعل فيه فعلها ، و اللغة التي هي أداته لرسم عوالمه ليست بريئة بل تحمل بين ثناياها رؤية للعالم و للوجود و بالتالي لهويّة الشاعر

الهوامش:* انطولوجيا القول الراغب و الإناسة المظفّرة : محمد الحبيب الرويسي – كتابات معاصرة عدد 62ص 51*الهويّة العربيّة أسيرة التاريخ : د. محمد جابر الأنصاري – جريدة الحياة 23/10/2003*نفس المصدر*العرب و أسئلة الهويّة : فريدة النقاش – مجلة العربي أكتوبر 2001*نفس المصدر*مقارعة أبوّة المكبوت : محمد الحبيب الرويسي – كتابات معاصرة عدد65 ص 23*دراسة في الشعر : رجاة العتيري – الحياة الثقافيّة السنة 23 عدد 92 فيفري 1998 ص 33*نفس المصدر- ص 34/ 35*نفس المصدر- ص 36*شعريّة الحداثة العربيّة : عدنان الهلالي – موقع رابطة أدباء الشام*الحداثة بين المشروع و الإشكال : محمد علي الموساوي – الحياة الثقافيّة السنة 23 عدد 185 سبتمبر 2007 ص 5*تلاقي الأطياف : عبد العزيز المقالح – دار التنوير للطباعة و النشر 1987 ص 229*ندوة الشعر العربي الحديث : الضرورة و الاستمرار – عباس بيضون ج 2 ص72– ديسمبر 2005*نفس المصدر ص 73*نفس المصدر ص 73* عز الدين المناصرة قصيدة النثر.. نص مفتوح بايدلوجيا العولمة :يحيى الأمير موقع الأمبراطور*هويّة الكتابة وكتابة الهويّة : فوزي الديماسي جريدة الحقائق 18/12/2005






 
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 07:06 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط