الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > منتديات اللغة العربية والآداب الإنسانية > منتدى البلاغة والنقد والمقال الأدبي

منتدى البلاغة والنقد والمقال الأدبي هنا توضع الإبداعات الأدبية تحت المجهر لاستكناه جمالياته وتسليط الضوء على جودة الأدوات الفنية المستخدمة.

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-06-2006, 12:20 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
فوزي الديماسي
أقلامي
 
إحصائية العضو







فوزي الديماسي غير متصل


افتراضي سيرة الإنسان بين عودة المكبوت و حلم الكتابة : رواية الزنيم لفوزي الديماسي أنموذجا

رواية الزنيم لفوزي الديماسي انموذجا
بقلم محمد الحبيب الرّويسي *
ثمّة في الإنسان بؤرة لممكنات صامتة هي المستحيل الممكن و الممكن المستحيل . و ثمّة ما يحرّضنا على ضرورة أن نكتب هذه الممكنات بالانطلاق من تلك الشّرنقة بين لغة الاستحالة و لغة الإمكان . و الشّرط في ذلك أن نتحسّس عنف الجرح الذي ينتهي إليه طرح سيرة الإنسان في المدوّنة الروائية للكاتب التونسي فوزي الديماسي . فأي معنى لهذه السيرة و قد انشدّت إلى لحظة العودة و لحظة الحلم ؟ أيّ معنى للزنيم الروائي في عالم يدجّنه الزنيم السياسي و الزنيم القيمي و الزنيم الثقافي ؟
تشي كتابة الزنيم بديباجة إناسيّة ، هي إناسة القبح الذي تعتّمه رماديّة المكبوت . و المكبوت هو ما يشكّل الحقيقة التعيسة للذات الإنسانية . إنه المستند المدندن و السرّي الذي تمركز فيه فوزي الديماسي لتحطيم أسوار الإنسان . و من هنا كانت الرواية إطلالة على عتبات إناسيّة ، هي الوجه الأخر من انفجار الأقنعة التي يتنرجس بها الكائن الإنساني . و السيرة كما حفّت في رواية الزنيم لحظة جريحة يغترب فيها الإنسان بالكلمات و الطقوس حتى أمسى الواقع منشدّا إلى اللاواقع و الراهن إلى اللاراهن . ومن تيه هذا التمزّق نقرأ الدفاتر المتعفّنة لقبح المكان و الزمان و الشخوص في رواية الزنيم :
فالمكان هندسة للعنف الرمزي الذي يترصّدنا و النّاسل من مواقع منغلقة لا تنكشف إلا لتغرقنا في ألم الاحتجاب . و هو ما تضمره سيميائية الزنزانة في النص ، وعنف المرئي و اللامرئي فيها . أما الزمان فوحدة لكنها متقطعة . إنه زمان نفسي / وجودي ينخره الرعب حتى أمسى الإنسان فيه لا يدرك متى تبدأ إنسانيته في الظهور و التنزّه و متى تنغلق . و تكون الشخوص كائنات هشّة تلاعب بها المجهول واستبدّ بها الغياب . و لا يجمعها إلا إرث جسدي سرعان ما يتلاشى امام فتنة المنع و التّنميط و التّرميز و القهر . هي شخوص تعاني الانتحار الحضاري في زمن تعولم فيه الموت . هو ذا عالم رواية الزنيم الذي اخترقته لحظة و سمناها بعودة المكبوت . لكن هذا المكبوت بكثافته اللّغزيّة لا يستثني هامش الحلم الذي يكوّن الكتابة الروائية ، فماذا عن لحظة الحلم المباطنة للمكتوب ؟
لحظة الحلم سفر استكشافي مجنّح في رواية الزنيم . و هي رفض للاندثار عبر تحليق الكتابة فيما يجب أن يكون . و من هنا كانت لحظة التخييل الروائي طفرة إبداعية لأنها إنشاء لمدائن بديلة يكون فيها الإنسان كائن الحرية . وفق هذه اللحظة الحالمة ارتقت الرواية إلى أن تكون مدوّنة الظفر بالمستقبل .
إنّ من معاني الزنيم الروائي رفض قيم العنف التي تصادر إنسانية الإنسان في كلّ زمان و مكان . و لا شكّ أنّ هذا الزنيم يترصّده زنيم معولم ينتهك براءة الكلمات و تعدّد الأشياء .
رواية الزنيم هي بحقّ تعرية إبداعية لقبح الراهن و فضح لعصر السقوط في زمن تصحّّر المعنى

* محمد الحبيب الرويسي
باحث من تونس






 
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
دلالات الكتابة ـــ محمد جبريل فرج مجاهد منتدى البلاغة والنقد والمقال الأدبي 1 23-05-2006 03:41 AM

الساعة الآن 09:37 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط