الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > منتديات اللغة العربية والآداب الإنسانية > منتدى البلاغة والنقد والمقال الأدبي

منتدى البلاغة والنقد والمقال الأدبي هنا توضع الإبداعات الأدبية تحت المجهر لاستكناه جمالياته وتسليط الضوء على جودة الأدوات الفنية المستخدمة.

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع التقييم: تقييم الموضوع: 1 تصويتات, المعدل 5.00. انواع عرض الموضوع
قديم 12-12-2008, 04:37 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
دقي جلول
أقلامي
 
إحصائية العضو







دقي جلول غير متصل


افتراضي النحو البلاغي عند عبد القاهر الجرجاني - دقي جلول-جامعة تلمسان

دقي جلول
جامعة تلمسان-الجزائر

النحو البلاغي في دلائل الإعجاز

اتسع كتاب "دلائل الإعجاز" لعبد القاهر الجرجاني على الكثير من الظواهر اللغوية التي تناول فيها قضايا النحو البلاغي ولعل أبواب مثل الحذف والذكر، والتقديـم والتأخير، والتعريـف والتنكير، والفصل والوصل،..كانت أكثر المباحث التي نالت نصيبا وافرا من كتاب الدلائل ، ترى كيف تناول الجرجاني هذه المباحث؟ هذا ما سنحاول الوقف عنده في هذا المبحث من الدراسة.
أولا : معـاني النـحو :
إن عبد القاهر حين تناول نظرية النظم في كتابه "دلائل الإعجاز" لم يكن يهـدف من تلك الدراسة إلى إعادة الأفكار التي تناولها سابقوه من أمثال الخليـل وسيبويـه، و لكنه جاء بمنهج جديد من خلال ربطه للنحو بالبلاغة المسمى بالنظم فقال "و اعلم أنّه ليس النظم إلا أن تضع كلامك الوضع الذي يقتضيه علم النحو، و تعمل على قوانينـه، و أصـوله، وتعـرف مناهجه التي نهجت فلا تزيغ عنها وتحفظ الرسوم التي رسمت لك،فلا تخل بشئ منها.")[1]( ، فلا يمكن فصل النحو عن البلاغة لأنهما يلتقيان في نظم الكلم و ضم بعضه إلى بعض، كما لا يمكن دراسة بلاغة الكلام دون دراسة النحـو، لأنـه "الأساس في العلاقات التي تحكم النظم، ففساد التركيب ناشئ عن عدم توخي معاني النحـو و أحكامه بين الكلمات، كما نجده يعتبر النحو هو قلب النظم، فهو بالنسبة له القانون الذي ليس له وجود مادي و لكنه موجود وجود قوانين الحركة")[2]لقد أكدت نظريته على عدم الفصل بين النحو والبلاغة فهما: "متلازمان كما تتلازم الفائدة و الإسناد في الكلام")[3]( و قد مثل الشيخ لنظريته التي تعني توخي معاني النحو في معاني الكلم بأمثلة: "و جملة الأمر أن النظم إنما هو ،أن "الحمد" من قوله تعالى: "﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾")[4] (مبتدأ، و " الله" خبر ،و رب صفة لاسم الله تعالى مضاف إلى العالمين، و العالمين مضاف إليه، و الرحمن الرحيم صفتان كالرب، و مالك من قوله:"﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ"﴾([5])صفة، أيضا مضاف إلى يوم، و"يوم مضاف إلى الدين، وإياك: ضمير اسم الله تعالى مما هو ضمير يقع موقع الاسم، إذا كان الاسم منصوبا".)[6](، وبهذا يرى عبد القاهر أن المعاني نوعان :
- معـاني الكلـمات: كان يقول فيها أن المعنى الحمد هو الشكر و معنى الرحمـة والرقة و المغفرة و العطف.
- معـاني النــحو: كالابتداء والإخبار والفاعلية والمفعولية والحالية والصرفية...الخ. فالنظم عند عبد القاهر هو ترتيب الكلمات وفق الترتيب النحوي، و كمثال على ذلك يقدم لنا نموذج من مطلع سورة الفاتحة "جعل الحمد أولا للابتداء به، و جعل الله ثانيا للإخبار به، أما رب فجعلها ثالثا كي يوصف بها الله سبحانه و تعالى")[7](.ولإثبات نظريته يسارع عبد القاهر في الصفحات الأولى من الكتاب بقوله: "معلوم أن ليس النظم سوى تعليق الكلم بعضها ببعض، وجعل بعضها بسبب من بعض، والكلم ثلاث: اسم وفعل و حرف، وللتعليق فيما بينها طرق معلومة ،و هو لا يعدو ثلاثة أقسام: "تعلق اسـم باسـم، و تعلق اسم بفعل، وتعلق حرف بهما")[8](. فمعاني النحو التي قصدها عبد القاهر ليست تلك القواعد النحوية، المتمثلة في مراعاة الصحة القاعدية ،إذ يوضح عبد القاهر معاني النحو بأنها ليست في الإعراب، و لا في معرفة مدلول العبارات، و لذلك فإن البدوي الذي لم يسمع بالنحو قط، و لم يعرف المبتدأ و الخبر، يحسن النظم، كما لم يحسنه المتقدم في علم النحو، لأنه يعرف الفرق بين أن يقول: "جاءني زايد الراكب"، و لا يضره أن يجهل عبارة النحويين بأن يقولوا على زيد، و لأنه يعرف في قولهم:"زيد منطلق" أن زيدا مخبر عنه، و منطلق خبر، و لا يضره أن لا يعلمأنا نسمي زيدا مبتدأ وهكذا")[9] (،و من ثم فإن عبد القاهر لا يفسّر معاني النحو بأنها إعراب الكلمات، أو حركات الإعراب، و إنما المراد به المعنى الذي يفهم من الكلمات، فيحتّم هذا الفهم، أن يكون مبتدأً و هذا خبرا، أو هذه حالا، إذ يستبعد من أن يكون الإعراب من معاني النحو، ففي دلائله يهاجم أصحاب النظرة القاصرة عن علم النحو، إذ ينكر عليهم اهتمامهم بأحوال الإعراب و البناء و إهمال بقية الجوانب، فاتّهمهم بالتكلّف وعدم الالتفات إلى مزية النحو، "وأما النحو فظنته ضربا من التكلّف، وبابا من التعسّف، وشيئا لا يستند إلى أصل، و لا يعتمد على عقل، و أن ما زاد منه على معرفة الرفع والنصب، و ما يتصل بذلك مما تجده في المبادئ فهو فضل لا يُجدي نفعًا و لا تحصل منه على فائدة")[10]
و بهذا استطاع الشيخ الجرجاني أن يُعطي تصوراً واضحًا للبحث النحوي أفرز به منهجا جديدا في هذا المجال، و هو ما أشار إليه أحمد مطلوب بقوله: " يختلف منهج عبد القاهر عن منهج النحاة في بحثه الأساليب النحوية، كما يختلف في فهمه وتفسيره لهذه الأساليب اختلافا كبيرا، فقد أعطى هذه الموضوعات حياةً فقدتها على يد الذين قلّلوا من قيمة النحو، وزهدوا فيه، أو نظروا إليه نظرة ضيقة تنحصر في الإعراب والبناء".)[11]استغلّ الجرجاني ما كتبه سابقوه، وطور مفهوم النحو ليصبح علم معاني النحو فيما بعد.
يشدد عبد القادر على من يزهد في النحو، أو يقلّل من شأنه إلى درجة تشبيبه لهذا الصنيع كمن يصد عن كتاب الله " إن الألفاظ مغلقة على معانيها حتى يكون الإعراب هو الذي يفتحها، وأن الأغراض كاملة فيها، حتى يكون هو المستخرج لها، وأنه المعيار الذي لا يتبين نقصان كلام ورجحانه حتى يعرض عليه، والمقياس الذي لا يعرف صحيح من سقيم حتى يرجع إليه")[12]
فالنحو عند عبد القاهر هو الذي يفتح الألفاظ المغلقة على معانيها، وهو المعيار الذي يعرف به فضل كلام على كلام، وهو مقياس الصحة من الاستقامة في الفكر، وهو ليس قواعد شكلية وقوالب جامدة بحتة، وليس مجرد تقدير إعراب أو بيان صحة الكلام، أو خطئه.
إن الجرجاني في دراسته لهذا المبحث خرج على الآلية المعهودة إلى رؤيا جديدة تعتمد على الإبداع، " وبذلك يكون عبد القاهر أول عالم أخرج النحو من نطاق شكليته و جفافه، وسما به فوق الخلافات، والتمحلات حول الإعراب والبناء، وبحث فيه دفء اللذة الشعورية معاً وأخضعه لفكرة النظم، وأخضع فكرة النظم إليه، وذلك هو الإعجاز الذي أذاب فيه الرجل عصارة أيامه ولياليه")[13](. و قد تنبه عدد من المحدثين للطفرة التي أحدثها الجرجاني في المنهج الخاص بالبحث النحوي، وهذا ما جعل إبراهيم مصطفى يعلّق على منهج عبد القاهر بقوله: "ولقد آن لمذهب عبد القاهر أن يحيا، وأن يكون سبيل البحث النحوي، فإن من العقول ما أفاق لحظة من التفكير والتحرر وأن الحس اللغوي أخذ ينتعش ويتذوق الأساليب ويزنها بقدرتها على رسم المعاني والتأثير بها من بعد ما عاف الصناعات اللفظية وسئم زخارفها")[14]
ثانيا: التـعريـف والتنـكير :
اهتم النحاة العرب كثيرا بهذه الظاهرة اللغوية في مصنفاتهم، إذ نجد هذا الباب حاضرا في كل دراساتهم تقريبا، وذلك لحاجة الأبواب النحوية المختلفة إليه، وقد أقرّ بعض النحاة بتشعب هذه الظاهرة وتداخلها. يقول السيوطي:" لما كانت كثير من الأحكام الآتية تنبني على التعريف والتنكير، وكان كثير الدور في أبواب العربية صدر النحاة كتب النحو، بذكرهما بعد الإعراب و البناء، وقد أكثر الناس في حدودها وليس منها حد سالم")[15] (.ولأهمية هذا أفرد له جانبا من دراسته في الكتاب ولو أنه تكلم عنه بإيجاز، فرق فيه بين "التعريف والتنكير" إذا وقع في التركيب بقوله:"...ومما ينظر إلى مثل ذلك قوله تعالى: ﴿ وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ ﴾")[16]( إذا أنت راجعت نفسك، أذكيت حسّك وجدت لهذا التنكير، و إن قيل (على حياة) ولم يقل على الحياة حسنا وروعة ولطف موقع، لا يقادر قدره، وتجدك تعدم ذلك مع التعريف، وتخرج عن الأريحية والأنس إلى خلافهما، والسبب في ذلك أن المعنى على الازدياد من الحياة، فلا يصحّ منه الحرص على الحياة من أصلها، وذلك لا يحرص عليه إلا الحي، فأما القادم للحياة فلا يصح منه الحرص على الحياة ولا على غيرها و إذا كان كذلك صار كأنه قيل:"ولتجدنهم أحرص على الحياة[17])).
ثالثا:التـقديم و التـأخير:
التقديم: هو خلاف التأخير و أصل في بعض العوامل والمعمولات، ويكون طارئا في بعضها الآخر)[19] (.أما التأخير :فهو مصدر للفعل أخّر، وهو خلاف التقديم، و في الاستعمال النحوي حالة من التغير تطرأ على جزء من أجزاء الجملة، و توجب وضعه في موضع لم يكن له في الأصل)[20](.
إن موضوع التقديم والتأخير من المسائل التي لفتت عبد القاهر و جذبت انتباهه كونه "ظاهرة لغوية تمتاز بها العربية عن كثير من اللغات فمن سنن العرب، تقديم الكلام، وهو في المعنى مؤخر، وتأخيره وهو في المعنى مقدّم، وهو أسلوب من أساليب صياغة الكلام")[21](.
وقد نال باب التقديم والتأخير حيزًا هامًّا في مباحث اللغويين العرب، ومنهم عبد القاهر الذي وقف عنـده طويلا في كتابه:"دلائل الإعجاز" فوصفـه بأنه "باب كثير الفوائد، جمّ المحاسن، واسع التصرّف، بعيد الغاية، لا يزال يقتر لك عن بديعة، ويفضي بك إلى لطيفه، و لا تزال ترى شعرا يروقك سمعه، ويلطف لديك موقعه، ثم تنظر فتجد سبب أن راقك، ولطف عندك أن قُدّم فيه شيء و حُوّل اللفظ عن مكان إلى مكان ")[22](، فلكل كلمة في الجملة ترتيبها الخاص، و هذا حسب ما يقتضيه الوضع اللغوي، فالفعل يسبق الفاعل، و المبتدأ مقدم على الخبر، وهو الأصل في ترتيب الجمل، فلا ينبغي تغيير الكلمات عن مواضعها، احتراما لهذه الأصول غير أنه " قد يعرض من المزايا و المقتضيات ما يدعو إلى ،نقل بعض الكلمات في الجمل عن موضعا، فتقدم الكلمة كلمة أو تؤخر، وهذا ما يُدعى بالتقديم و التأخير، ويحتل مكانا ساميا في علم المعاني")[23](.فلما خُولف هذا الأصـل في الترتيب، فذلك لـسر بلاغي استطاع الجرجاني الكشف عنها في كتاب "دلائل الإعجاز" بداية من استعراض مجموعة المآخذ التي لاحظها على القدماء، كعدم الـتغلـغل في معرفـة دقائق الكلام ولم يذكروا الفروق الموجودة بين تراكيبه ولا إلى الاختلافات التي تنشأ بينهما " واعلم أنا لم نجدهم اعتمدوا فيه شيئا يجري مجرى الأصل غير العناية والاهتمام. قال صاحب "الكتاب" وهو يذكر الفاعل والمفعول: "كأنهم يقدمون الذي بيانه أهم لهم، وهم بشأنه أعنى، وإن كان جميعا، يهمانـهم ويعنيانـهم".)[24])في هذا القول يعـاتب الجرجاني سيبويه كونه لم يذكر مثالا،...غير أن الجرجاني لم يوضّح في الكتاب ما هي المواضع التي ظهر فيها النقص، ثم يقوم هو بنفسه بهذه المهمّة فيقدم أمثلة ويعلّق عليها، مدعّما رأيه بما قاله النحويون:"قال النحويون: إن معنى ذلك أنه قد تكون إغراض الناس في فعل ما أن يقع بإنسان بعينه ولا يبالون من أوقعه الخارجي، يخرج فيعيث ويفسد ويكثر في الأذى، أنهم يريدون قتله، ولا يبالون من كان القتل منه، ولا يعنيهم منه شيء، فإذا قتل، وأراد مريد الإخبار بذلك، فإنه يقدم ذكر الخارجي فيقول:قتل الخارجيَ زيدٌ: ولا يقول: قتل زيدٌ الخارجيَ. لأنه يعلم أن ليس للناس في أن يعلموا أن القاتل له زيد جدوى وفائدة. فيعنيهم ذكره، ويهمّهم ويتصل بمسرّتهم، ويعلم من حالهم أن الذي هم متوقعون له، ومتطلّعون إليـه متى يكون وقـوع القـتل بالخارجي المفسد، وإنـهم كفوا شرّه، وتخلّصوا منه"([25]).ثم يواصل قوله بما قاله النحويون:"فإن كان رجل ليس له بأس، ولا يقدر فيه أن يقتل، فقتل رجلا، وأراد المخبر أن يخبر بذلك، فإنه يقدم ذكر القاتل فيقول: قتل زيدٌ رجلاً؛ ذلك لأن الذي يعنيه ويعني الناس من شأن هذا القتل طرافته، وموضع الندرة فيه، وبعده كان من الظن"([26]). فبعد ذكره لهذين المثالين يبدأ في التعليق عليهما، حسب نظرته لهذا الجانب، بحيث يشترط البحث في المعاني الإضافية للتركيب في كل قول، فيعقّب على ذلك قائلا:"فهذا جيّد بليغ .إلا أن الشأن في أنه ينبغي أن يعرف في كل شيء قُدم في موضع من الكلام مثل هذا المعنى، ويفسّر وجه العناية فيه هذا التفسير ." ([27])ولم يتوقف عبد القاهر عند هذا الحد، بل يواصل نقده لما ذهب إليه سابقوه في هذا الشأن، إذ يعود مرة أخرى للّوم والعتاب؛ فيقول "قد وقع في ظنون الناس أنه يكفي أن يقال: أنه قدم للعناية، ولأن ذكره أهمّ، من غير أن يذكر من أين كانت تلك العناية ؟ وبما كان أهم ؟ ولتخليهم ذلك قد صغر أمر التقديم والتأخير في نفوسهم، وهونوا الخطب فيه، حتى أنك لترى أكثرهم يرى تتبّعه والنظر فيه ضربا من التكلّف. ولم تر ظنا أزرى على صحبه من هذا وشبهه"([28]). ثم يعرض عبد القاهر الحكم في الفائدة المتوخّاة من جدوى التقديم، فيرى أن تقسيم تقديم إلى مفيد وغير مفيد، والسبب في ذلك هو أن التقديم والتأخير جُعل لعلل بيانية "واعلم أن من الخطأ أن يُقسَّم الأمر في تقديم الشيء وتأخيره قسمين، فيجعل مفيدا في بعض الكلام، وغير مفيد في بعض ،وأن يعلل تارة بالعناية، وأخرى بأنه توسعة على الشاعر والكاتب، حتى تطرد لهذا قوافيه، ولذلك سجعه"([29]).
ثم ينتقل الشيخ إلى نقطة هامّة من هذا الباب، ونعني بـها:همزة الاستفهام التي يعرض لها أمثلة كثيرة، إذ طرح مختلف الصيغ التي يمكن أن تكون عليها يقول:"هذه مسائل لا يستطيع أحد أن يمتنع من التفرقة بين تقديم ما قُدّم فيها، وترك تقديمه، ومن أبين شيء في ذلك الاستفهام بالهمزة، فإن موضع الكلام على أنك إذا قلت: أفعلت؟ فبدأت بالفعل كان الشك في الفعل نفسه، وكان غرضك من استفهامك أن تعلم وجوده، وإذا قلت: أأنت فعلت؟ فبدأت بالاسم كان الشك في الفاعل من هو، وكان التردد فيه")[30](.
يخالف صاحب الدلائل تلك النظرة التي كان يراها من سبقه من علماء اللغة بوضعهم هذا الباب من أجل العناية؛ لأن " التقديم والتأخير لا يأتيان للاهتمام أو العناية، وإنما يأتيان لتحرير المعاني وضبطها")[31](،ولكي يُبرهن على صحة أقـواله كان يُكثر من الأمـثلة من القرآن الكريم، ثم يعـود إلى مناقشـتها على نفس الشاكلة في جلّ المباحث التي كان يذهب إليها في كتابـه. وقفته المطوّلة في علاقة هذا الباب مع الاستفهام الذي عرض له في كتابه عدة أوجه.
2-ملاحظة: المقال مأخوذ من رسالة ماجستير وبتصرف تقدم بها الطالب دقي جلول بجامعة تيارت موسومة ب:
منهج عبد القاهر الجرجاني في الدرس اللغوي من خلال كتاب دلائل الإعجاز
إشراف:د-عبد الجليل منقور-من جامعة سيدي يدي بلعباس

[1] - عبد القاهر الجرجاني، دلائل الإعجاز، ص:69-70

[2] -عبد العزيز حمودة، المرايا المقعرة، سلسلة عالم المعرفة،ص:241.

[3] - صالح بلعيد، التراكيب النحوية و سياقاتها عند الإمام عبد القاهر الجرجاني، ص:147.

[4] - الفاتحة :01

[5] - الفاتحة: 04.

[6] - عبد القاهر الجرجاني، دلائل الإعجاز، ص: 287.

[7] - عيسى علي العاكوب، التفكير النقدي عند العرب، دار الفكر، دمشق، سوريا، ط1،د.ت، ص:307.

[8] - عبد القاهر الجرجاني، دلائل الإعجاز، ص:11.

[9] -المصدر نفسـه ،ص:268-269.

[10]- عبد القاهر الجرجاني، دلائل الإعجاز، ص:22.

[11] -أحمد مطلوب، عبد القادر بلاغته ونقده، ص: 60.

[12]- عبد القاهر، دلائل الإعجاز، ص: 38.

[13]- فتحي عامر، قضايا التراث العربي، دراسة نصية، دار المعارف،القاهرة، د.ط، د.ت، ص: 126.

[14] - إبراهيم مصطفى، إحياء النحو، ص: 16.

[15] - جلال الدين السيوطي، همع الهوا مع ، شرح جمع الجوامع في علم العربية.نح :محمد بدر الدين النعساني، القاهرة،دط،دت، ج،1ص:54.

[16] - البقـرة:96 .

[17] -عبد القاهر الجرجاني، دلائل الإعجاز:ص:194.

[18] -ينظر: محمود أحمد نحلة، التعريف والتنكير بين الدلالة والشكل، دار التو نجي للطباعة والنشر، د.ط ،1997م، ص:15

[19] -محمد سمير اللبدي، معجم المصطلحات النحوية والصرفية، مؤسسة الرسالة، بيروت-لبنان-، د.ط، د.ت، ص:183.

[20] - المرجـع نفسـه ، ص:09

[21] -علي أبو القاسم غول، بلاغة التقديم واالتاخير، في القران الكريم، ، 3 مجلدات، دار الفكر الإسلامي، ط1،د.ت، ص:192

[22] -عبد القاهر الجرجاني، دلائل الإعجاز، ص:85.

[23] - عبد الفتاح لاشين المعاني في ضوء أساليب القران الكريم، دار الفكر العربي، القاهرة، ط4، 1999م ص158.

[24]- عبد القاهر الجرجاني، دلائل الإعجاز، ص: 86.

[25]- المصدر نفسه، ص:87 .

[26]- المصدر نفسه، ص:88.

[27]- عبد القاهر الجرجاني، دلائل الإعجاز،ص:87.

[28] - المصدر نفسه، ص:87.

[29]- المصدر نفسه، ص:88.

[30] -المصدر نفسه، ، ص:88.

[31] -شوقي ضيف، البلاغة تطور وتاريخ، ص:173.






 
رد مع اقتباس
قديم 05-01-2009, 02:24 AM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
د.مصطفى عطية جمعة
أقلامي
 
إحصائية العضو







د.مصطفى عطية جمعة غير متصل


افتراضي رد: النحو البلاغي عند عبد القاهر الجرجاني - دقي جلول-جامعة تلمسان

الأخ العزيز / دقي جلول
تحياتي وتقديري إليك
بحث جيد في مفهوم النحو البلاغي في كتاب دلائل الإعجاز ، والمقصود بهذا المفهوم هو الدلالات البلاغية التي نقرؤها في البنية النحوية للجمل العربية ، وهذا يجعل النحو مقروءا بشكل دلالي أعمق ، وأشمل .
جاء البحث جيدا ، في محاور عدة ، تستعرض أبرز ما جاء في النحو البلاغي في كتاب دلائل الإعجاز ، خاصة التقديم والتأخير والاستفهام وغيرها .
ننتظر المزيد من المساهمات في إطار النحو البلاغي في كتب النقد العربي القديم .
شكرا لك







 
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 09:37 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط