الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > منتديات اللغة العربية والآداب الإنسانية > منتدى البلاغة والنقد والمقال الأدبي

منتدى البلاغة والنقد والمقال الأدبي هنا توضع الإبداعات الأدبية تحت المجهر لاستكناه جمالياته وتسليط الضوء على جودة الأدوات الفنية المستخدمة.

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-03-2007, 03:36 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ثريا حمدون
أقلامي
 
الصورة الرمزية ثريا حمدون
 

 

 
إحصائية العضو






ثريا حمدون غير متصل


افتراضي قراءة نقدية في قصيدة "مواقف البحر" للشاعر: د عبد الله دمومات

قراءة نقدية في قصيدة مواقف البحر
للشاعر: د عبد الله دمومات
بقلم :ثريا حمدون

كلما تعددت وقفات الشاعر تختلف الرؤى، حيث يرتبط الوقوف بالرؤيا ارتباطا وثيقا. والمكان بالمشاهدة فتضيق الرؤية كي يتسع مجال الرؤيا.
إن الشاعر في هذا النص الذي عنونه بمواقف البحر، لا يقف بمحض إرادته لكنه يقف مأمورا كي يستكنه جوهر الأشياء.
ويتجلى ذلك في الفعل الذي اختاره كي يعبر لنا عن هذه التجربة وهو:"أوقفني"فهذا الفعل وقف من الأفعال المعتلة ونوعه مثال ومسند إلى المخاطب، غير أن له تأثيرا واضحا ومباشرا في المتكلم لأن صيرورة الفعل وحدثه يستمران في زمن الشاعرفيمتد زمن الوقوف الذي لا ينتهي إلا بذكر الرؤيا .
هل نجح الشاعر في مواقفه ؟ما هو السر الذي يبحث عنه في هذا البحر؟ لماذا مواقف البحر اختارت لنا الشاعر كي يرى ما لا يراه الآخر وصارت لصيقة بالوقوف حيث لا يختلف اثنان أن الرؤيا أصبحت لاحقة تلي الوقوف، وتمثلها كلمة رأيت وهو فعل صحيح مهموز العين ينتمي الى الزمن الماضي ومسند الى ضمير المتكلم "أنا"؟
تلك بعض الأسئلة التي سنحاول الكشف عنها من خلال تحليلنا لنص مواقف البحر للشاعر عبد الله دمومات.
يمكن أن نقسم النص إلى إحدى عشر مقطعا ،حيث تتكرر الوقفة وكلما وقف الشاعر وقفته تلك تغيرت الرؤيا وتنوعت ،ويبدو من خلال هذا النص الذي بين أيدينا أن الشاعر متأثر بالمذهب الصوفي خاصة بالمواقف والمخاطبات للنفري.
في قصيدة مواقف البحر يمكن أن نقف عند ثلاث أبواب وهي ملتحمة مع بعضها البعض لتشكل بنية النص وهي كالتالي :
أ-الوقوف
ب-الحال
ج-الرؤيا
غير أن الحال يختفي في بعض المقاطع ويحضر في أخرى ومن تم يمكن تقسيم المقاطع إلى نوعين:
النوع الأول "غياب الحال "وتتضمنه المقاطع الآتية:
1- أوقفني البحر في أول الليل.. فرأيت بكاء النورس..
3- أوقفني إيقاع خصر موجك... فرأيت نقطة الفرح...
5- أوقفني أنين الزبد الأخضر.. فرأيت شموع الدهشة.. تينع في رماد الكلام..
7- أوقفني صراخ الطحلب.. فرأيت عصافير الماء.
9- أوقفني سر صمتك فرأيت مطر الغربة ..
فالقارئ يلاحظ أن الوقوف مرتبط بالرؤيا دون ذكر الحال
أما النوع الثاني "حضور الحال" وتشمله المقاطع التالية:
2- أوقفني صمت الزنابق ... عند ومض السؤال... فرأيت عشب الطفولة....
4- أوقفني ترنيم الرمل... عند عزلتك.. فرأيت الجرح... يحتشد في النجم.
6- أوقفني هديرك الغجري... فرأيت إشراقة الياسمين .. عند عزلتك..
8- أوقفني ضوء الندى. فرأيت نبض السراب في شجر العشق....
10- أوقفني قداس صخرك. فرأيت بسمة الحجر.. في غيمة اللحظة ..
11- أوقفني دمع مويجاتك.. فرأيت سر الرحيل. في حضرة فراشات الرياح..
يقول هادي العلوي في كتابه مدارات صوفية ص 195:"الحال نازلة تنزل بالإنسان في الوقت فتغمر قلبه ثم يزول.وأكثرهم على أن الحال لا يدوم ومثل الحال صفاء في الوقت قد يأتي كلمح البصر ثم يذهب ومن الأحوال أيضا السرور والحزن والقبض والبسط والشوق والقلق والسكينة...."
إن الحال في رأينا مرتبط بالعبارات التالية:
ومض السؤال وعند العزلة وفي شجر العشق وفي غيمة اللحظة ثم في حضرة فراشات الرياح
وهو الذي جعل الشاعر يصور لنا بعدسة البصيرة هذه الحالات كي يصف لنا هذه الرؤى.
قلنا سابقا أن الشاعر متأثر بالمواقف والمخاطبات للنفري غير أن هناك اختلاف يكمن في الطريقة التي يتناول بها كل منهما مواقفه.حيث يستهل النفري مواقفه في مواقف ومخاطبات بقوله : أوقفني ......فقال
يقول الدكتور عبد القادر محمود من تقديمه ل "المواقف والمخاطبات" للنفري ص 26 "الله يتكلم، والنفري يصمت بكل معاني الصمت، ويسكن بكل معاني السكون، ويخشع بكل معاني الصمت، ويسكن بكل معاني السكون، ويخشع بكل معاني الخشوع، حيال الحضرة العالية التي تمحو كل ما سواها"
أما شاعرنا عبد الله دمومات فيعتمد على فعلين أوقفني ....فرأيت فهما يتفقان على مبدأ الوقوف لكنهما يختلفان في النتيجة.
لماذا يهتم شاعرنا بالرؤيا وما هو مفهومها في الأدبيات الصوفية؟
يعرف أدونيس الرؤيا في كتابه زمن الشعر بقوله:" أن ترى في الكون ما تحجبه عنا الألفة والعادة، أن تكشف وجه العالم المخبوء، أن تكشف علائق خفية"2
إذا تعقبنا نص مواقف البحر نجده يزخر بتلك الرؤى المتعددة فالشاعر لا يكتفي بذكرها بل يبحث عن وجوهها الخفية وسبر أغوارها محاولا فك رموزها.
قد تبدو هذه الرؤى للقارئ غامضة لكن هذا هو حال التجربة الصوفية التي لا تبحث عن المعنى بقدر ما تفكر في الدلالة العميقة فيتحول رمزا لا يعرفه إلا من عاش التجربة الشعرية أو الصوفية.
ومع ذلك فان تأويلها ممكن فهذه التجربة لا تتسم بالتعقيد لان الشاعر لم يتعمد ذلك، فكانت لغة النص بسيطة لكنها ذات دلالة عميقة سنكتفي بذكر الرؤى التي يراها الشاعر بعين القلب أو البصيرة وهي كالتالي:
(.. رأيت بكاء النورس..رأيت نقطة الفرح رأيت شموع الدهشة.. رأيت عصافير الماء....رأيت مطر الغربة .. ... رأيت عشب الطفولة.... رأيت الجرح.... ....رأيت إشراق الياسمين .. . رأيت نبض السراب.... رأيت بسمة الحجر..رأيت سر الرحيل. )
وهذه الرؤى يمكن تقسيمها إلى عدة بنيات نحددها كالآتي:
1)بنية الماء :أ/بكاء النورس(الدموع) لا يقصد الشاعر البكاء الصوت لأنه ربطه بالفعل رأى
ب/ مطر الغربة
2)بنية الفرح:نقطة الفرح، بسمة الحجر
3)بنية السر: سر الرحيل
4)بنية النور: الشموع، إشراق الياسمين، ضوء الندى

لقد انتقى الشاعر قاموسه من الطبيعة فكانت مواقف البحر لوحات طبيعية رسم فيها عبد الله دمومات بريشة الصوفي رقصات البحر الذي فتح له نوافذه كي يرى بعين البصيرة ما لا يراه غيره فالبحر اختار الشاعر كي يمنحه مفاتيح أسراره يقول الدكتور محمد بنعمارة في كتابه الأثر الصوفي في الشعر العربي المعاصر:
" إن الطبيعة تقود الشاعر إلى الله أي إلى تلك التجربة التي تكثف الحنين إلى الله"
لذلك نجد الشاعر يرى ويتأمل الكون ولا يكف عن تصوير ما يراه في الطبيعة.
فمنذ الموقف الأول رأى الشاعر في جسد الملح بكاء النورس والعلاقة التي تربط بين البكاء وجسد الملح هي الدموع التي أورقت.
وفي الموقف الثاني تحدد علاقة صمت الزنابق بما يراه بوجود عشب الطفولة في وسط البحر.
وفي الموقف الثالث ينتقل الشاعر إلى إيقاع خصر الموج كي يرى نقطة الفرح تملأ كأس الميلاد
وبعيدا عن البحر وموجه يقف الشاعر عند ترنيمة الرمل فيرى الجرح يحتشد في النجم كي يحترق في السماء كأنه يبحث عن نور ليلتحم به فيصبح طهورا.
يتأمل الشاعر الزبد الأخضر فيرى نور شموع الدهشة تبزغ من رماد الكلام الذي احترق ولم يبق إلا أثر يدل عليه وهو الرماد فيصيخ الشاعر السمع لعله يسمع صهيل العبارة أو الاستعارة بدون جدوى.
ويعود الشاعر إلى هدير البحر كي يرى إشراق الياسمين وهي تلبي نداء الفجر كأنها تصلي فيستيقظ الحلم في مرايا العمق إنه انعكاس النور الذي يأتي فيضه من السماء فيتجلى في العالم السفلي.
وفي موقف الطحالب التي تصرخ يقف الشاعر كي يرى عصافير الماء وهي تستبق بحثا عن نهد النهار.
وفي موقف آخر وهو ضوء الندى يرى الشاعر نبض السراب في شجر العشق يعانق قناديل الشهوة
أما في موقف سر الصمت فإن الشاعر يرى مطر الغربة وهو يسقط من نيزك الرؤيا
ثم يقف عند الصخر فيرى الحجر يبتسم لكنها ابتسامة آنية تنتهي وتموت في اللحظة
ويختم الشاعر مواقف البحر بدمع المويجات فيرى سر الرحيل وهو يحتفي بموسم الصمت
إن مواقف البحر مليئة بالأسرار والشاعر يرحل عنه ومازال في جعبة البحر الكثير من الكلام .
هل يقف الشاعر مرة أخرى كي يكشف خباياه أم ينطلق إلى إبحار لغوي آخر حيث تمنحه اللغة أسرارها ؟
خاتمة
ونختم هذه القراءة بملاحظتين:
- يبدو جليا أن شاعرنا متأثر بالنزعة الإشراقية فلا ريب أن يستعمل قاموسا نورانيا متمثلا في الكلمات الآتية: الشموع والإشراق والضوء..
-إذا كانت تجربة النفري يبلغ فيها السماع ذروته فإنها في تجربة عبد الله دمومات لا تحظى بنفس الأهمية بالرغم من أن الشاعر يصيخ السمع لعله يلتقط أصواتا لصهيل الاستعارة.
يقول الشاعر في المقطع الخامس:

فأصيخ السمع ...
لصهيل الاستعارة...
المثخنة بالصمت.

وبالتالي فإن تجربة الرؤيا هي التي تمثل الذروة في نص مواقف البحر.






 
رد مع اقتباس
قديم 23-03-2007, 06:13 PM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
أحمد نورالدين
أقلامي
 
الصورة الرمزية أحمد نورالدين
 

 

 
إحصائية العضو







أحمد نورالدين غير متصل


افتراضي مشاركة: قراءة نقدية في قصيدة "مواقف البحر" للشاعر: د عبد الله دمومات

رؤية نقدية لماحة و نافدة...
شكرا على القراءة القيمة







 
رد مع اقتباس
قديم 23-03-2007, 07:28 PM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
ثريا حمدون
أقلامي
 
الصورة الرمزية ثريا حمدون
 

 

 
إحصائية العضو






ثريا حمدون غير متصل


افتراضي مشاركة: قراءة نقدية في قصيدة "مواقف البحر" للشاعر: د عبد الله دمومات

الأستاذ أحمد نور الدين
شكرا لك على الرد
تقبل أخلص تحياتي







 
رد مع اقتباس
قديم 19-04-2007, 02:55 AM   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
حنان بوشينة
أقلامي
 
إحصائية العضو







حنان بوشينة غير متصل


افتراضي مشاركة: قراءة نقدية في قصيدة "مواقف البحر" للشاعر: د عبد الله دمومات

العزيزة ثريا..

لقد استوقفتتني قراءتك البهية

فابيت الا ان اشد على يدك

متمنية لك المزيد من التألق و الابداع

اختك حنان







 
رد مع اقتباس
قديم 23-04-2007, 12:54 AM   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
ثريا حمدون
أقلامي
 
الصورة الرمزية ثريا حمدون
 

 

 
إحصائية العضو






ثريا حمدون غير متصل


افتراضي مشاركة: قراءة نقدية في قصيدة "مواقف البحر" للشاعر: د عبد الله دمومات

الأخت حنان
شكرا على مرورك العطر
وبدوري أبلغك تحياتي وسلامي
ثريا







 
رد مع اقتباس
قديم 24-04-2007, 06:50 PM   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
خالد جوده
أقلامي
 
إحصائية العضو






خالد جوده غير متصل


افتراضي مشاركة: قراءة نقدية في قصيدة "مواقف البحر" للشاعر: د عبد الله دمومات

تحليل ذكي يربط النتائج بمقدماتها ، فالعروج من المعني اللفظي للدلالة ومدي مناسبة التعبير للأداء عن الفكرة ، هو من إلماح النقد لتبصرة القارئ بمواطن اخرى للجمال في النص موضوعا وشكلا علي سواء

تحية طيبة







 
رد مع اقتباس
قديم 25-04-2007, 12:15 AM   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
ثريا حمدون
أقلامي
 
الصورة الرمزية ثريا حمدون
 

 

 
إحصائية العضو






ثريا حمدون غير متصل


افتراضي مشاركة: قراءة نقدية في قصيدة "مواقف البحر" للشاعر: د عبد الله دمومات

الأستاذ الناقد خالد جودة
تحية عطرة كقلمك الذي ينثر عبيرا وعطرا
أشكرك على التعليق النقدي
دمت مبدعا
تحياي الخالصة







 
رد مع اقتباس
قديم 02-05-2007, 10:12 PM   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
حسن حجازى
أقلامي
 
الصورة الرمزية حسن حجازى
 

 

 
إحصائية العضو







حسن حجازى غير متصل


افتراضي مشاركة: قراءة نقدية في قصيدة "مواقف البحر" للشاعر: د عبد الله دمومات

الأخت ثريا
بارك الله فيك
تحليل واع شامل
ساعدنا على تفهم أبعاد النص وجوانب الإبداع فيه
تحية لتميزك
حسن حجازى







 
رد مع اقتباس
قديم 09-05-2007, 02:16 AM   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
ثريا حمدون
أقلامي
 
الصورة الرمزية ثريا حمدون
 

 

 
إحصائية العضو






ثريا حمدون غير متصل


افتراضي مشاركة: قراءة نقدية في قصيدة "مواقف البحر" للشاعر: د عبد الله دمومات

شكرا لك أخي حسن
إنه واجبنا أن نضيء ونبحث عن الجمال في النص
دمت متألقا







 
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
المسابقة الرمضانية الأولى... الحلقة (30) نايف ذوابه منتدى رمضان شهر الذكر والقرآن 131 28-10-2006 02:30 AM
بيتٌ .. وبيت!! ياسر أبو هدى منتدى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم 2 28-06-2006 10:52 PM
الاحتفال بالمولد النبوي الشريف عمر الشادي المنتدى الإسلامي 27 20-04-2006 09:16 PM
من واجبات الأمة نحو كاشف الغمة إبراهيم أمين منتدى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم 4 19-04-2006 09:26 PM
مع الله سيد يوسف المنتدى الإسلامي 8 15-04-2006 02:09 AM

الساعة الآن 11:43 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط