الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > منتديات اللغة العربية والآداب الإنسانية > منتدى البلاغة والنقد والمقال الأدبي

منتدى البلاغة والنقد والمقال الأدبي هنا توضع الإبداعات الأدبية تحت المجهر لاستكناه جمالياته وتسليط الضوء على جودة الأدوات الفنية المستخدمة.

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-06-2014, 01:58 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
محمد مهيم
أقلامي
 
الصورة الرمزية محمد مهيم
 

 

 
إحصائية العضو







محمد مهيم غير متصل


افتراضي أنوثة النور

أنوثة النور .... حديث سيميولوجي إلى " فهو الهوى " شعر هاني درويش أبو نمير .
( الجزء الأول )
إن ممارسة الأدب ، كتابة وقراءة ، تنخرط فيما يسمى بميثاق البعد التخييلي ، بوصفه فضاء رمزيا / فنيا ،حيث تنشأ كيفيات غير متوقعة ، وإواليات للمعنى نابعة من اقتصاد يطال الملفوظات داخل فضاء السياق نصي او قل نوعا من آثار المعنى ذات بعد احتمالي . لذا فالنص الأدبي ، خاصة الخطاب الشعري ، ليس مجرد موضوع أو معطى جاهز ، تام ، خارج أي تأثير للعلامة التي تجسده ، فنحاول مقاربته ، فهما ، وتحليلا ، ووصفا بعيدا عن تأثيراتها وتأثرها . ذلك أن أساس السيميوزيس 1 يتجلى في مغازلة العلامات ، و مداعبة الحركة الدلالية أثناء تشكلها الجنيني الناشئ عن العلاقات والتعالقات التي تنسجها العلامات النصية بمختلف أشكالها مع بعضها البعض على مسار البنى الخطابية باعتبارها علامات محملة بأبعاد احتمالية تنفتح على أكوان من الوجود والكينونة ، تقرأ بوصفها منتجة لخطاب الذات ، نتقصى نسق اشتغاله الخاص ، تركيبه العميق أي كيف " ينفجر وينتشر "...لتتنفس هذه العلامة هوى جديدا شبيها بهوى ذات الحالة ــ كما سنرى ــ وذلك عبر صفاء التجربة الهووية 2 التي ستنسج تنظيما معجميا داخليا ، تفقد فيه العلامة صلتها بالمعجم التداولي الخارج نصي . ومن ثمة تنمو حركة السيميوزيس ، بوصفها حركة دلالية ، من هذه التشاكلات الطارئة منتجة شكلا للتعبير وآخر للمضمون 3 . فالبعد التخييلي إذن لموضوعات القيمة يتوقف على غنى العلامة ، تكثيفا وامتدادا 3 ، في بعدها السيميوزيسي لا اللساني ، كعلامة في طور التشكل المستمر ..... وهذا ما أحسته ذات الحالة بعمق في هذه التجربة الشعرية ، حين رضيت أن تعيش ــ بعد انتهاء التجربة طبعا ــ حالة انصياع قصوى لتأثيرات محمومة للهوى على إيقاع آثار العلامات الواصفة لهذه التجربة في بعدها الروحي والقيمي ، بوصفها علامات نورانية ، تنتمي إلى لغة روحية ، بل لغات . فيتولد فضاء احتمالي للتواصل سوف يحتضن التجربة الهووية بين ذات الحالة و بين أنوثة موضوعها المثمن ... " الهوى " .. ... تقول ذات الحالة : ــ عبر لغة الإحساس المباشر لحظة الاستعداد: " فهو الهوى ، كالبرق فجأة ساطع (...) إنما ينمي ازدهارا " ( تلألؤا ) . وتقول عبر لغة النور : " لغة ازدهاري أفصحتني ، ( تلألؤي ) فابتهاجاتي تعريني اغتباطا لايدارى ." ــ وعبر لغة الصمت حين تم التوحد : " والصمت أعرب سفر مشبوبي جهارا " . وــ ا لغة القلب : " وا إبداعها لغة الحس بلا قؤول " . و أخيرا عبر لغة الانتظار : لأعيش مسكونا بطيفك في خيالاتي وأحلامي ... وما قيد الحصول فالوجود السيميولوجي ــ كما نعلم ــ يتولد عن شرخ في أفق المعرفة أو الشعور ، وعن علة في الكينونة تطال ذات الحالة في علاقتها بموضوع القيمة ، وهذا ما جسدته وضعية ذات الحالة في موقفها من الحياة والقدر ، لتنتشر بعد ذلك الأبعاد التصويرية ، عبر فضاء تخييلي، مجسدة علاقة الذات بموضوع القيمة المفتقد أو المثمن عبر حركة السيميوزيس كعلاقة قائمة بين الصور الكونية المشكِّلة لتصورات الذوات الحيارى ، طيها ذات الحالة ، والصورالعاطفية أو الفكرية المضطربة والرغبات المتناقضة ، فيتم إسقاط حالات الأشياء ص 70 ( البرق ــ الصواعق ــ الخصب ــ طقس الحماقات ــ الليل ــ النهار ..... ) على حالات النفس / الروح والمشاعر ، حيث تقبل الذات أو ترفض أن تشكل / أو يكون لصورة العالم معنى بالنسبة لها ، وهذا ما شكل استجابة رضى فورية لذات الحالة معلنة انخراطها في هذا الكون الجديد ، حين أحست بهبوب نسيم الهوى ، عبر وميض البرق ، الذي انتشلها من مستنقع إكراهات الحياة ، ومعاكسة القدر إلى فضاء رحب ، عطر ، مشرق .... . لذا فإن أثر المعنى سوف ينتظم انطلاقا من جسدها الذاتي ، بوصفه مظهرَ تصدعات أشَّرت عليه حالات الاحتيار وعدم الرضى ، الكاشفة عن أزمة عميقة في علاقة ذات الحالة بذاتها وعلاقتها بالعالم حولها ، كما هو شأن الحيارى ، وهذا ما سنلمسه على مستوى توزيع مسار التجربة الذي سينعش روحها الثكلى التي وعت التجربة كإدراك حسي هووي مفترض ، بدءا من فضاء التوتر الأول 4 ص / فضاء الاحتيار . غير إنه من خلال القصد التوتري الذي سترسمه ذات / الحالة "الحاسة " عبر واقعها المتأزم ، فإنها ستباشر رسم معطيات مجالها التوتري محددة فيه آفاق ظهور تلوينات للحالات والتحولاتها أو لاختفائها ، وذلك نتيجة صراع مشاعرها الهووية المتناقضة ، كما سنرى... و سيعمل وعي الذات هذا على تأسيس مجال " التعاقد " بوصفه ميثاقا بين ذات الحالة والمرسِل وموضوع القيمة ، كما يجسد ذلك الترسيمة التالية :
المرسل ............ الموضوع .......... المرسل إليه . الأنوثة......... ..... الهـــــــوى.......... ذات الحالة . المساعد ............. الــــــذات ............ المعيـــــــق . الأنثى ............... ذات الحالة .......... .الشيخوخة . ذات الحالة نفسها ......................... الحياة . القدر . وبذلك سوف ينشأ ، مجال الحضور محددا بعمق الطاقات المتصارعة جراء تناقض القيم ، قيم سلبية : إحباطات ... سخط ... يأس ... و قيم أيجابية : الأمل ... التفاؤل .... الرضى ... بوصف هذا الحضور نواة لانطلاق مسار الخطاب لتتولد حركة تسريع لحالة الادراك الحسي والهووي ، متجلية في أنماط العلامات والأيقونات والايقاعية التوترية ( ....اغتباطا لا يدارى ... يعصفني ابتدارا... وثار ... بادرت ... ) ، ومن ثمة ستكون نواة انتشار هذا المسار سيمتين توتريتين ( نهار / ليل ... نور / ظلام ... سخط / رضى مشكلة بذلك البنية التكوينية "carré sémiotique " 5 التي ستعمل على نشر وتوزيع محافل الخطاب أي نوعا من التصورات الإسنادية ، تتغيى من ناحية مسندا إليه محتملا ــ الأنوثة هنا بوصفها محفلا خطابيا سيعمل على تحويل حالة الليل إلى نهار وحالة الظلام إلى نور عبر موضوعة " الهوى " ــ ، وستتوزع آثاره عبر فضاء الخطاب المحقق ، ومن ناحية أخرى يتم تداول مسندات هي عبارة عن حالات وتحولات وكيفيات وأفعال ، ستعمل كمؤولات لهويات الذوات : ذات الحالة ــ الأنوثة ــ ذات الشيخوخة ــ الطفولة .. في علاقاتها بموضوع القيمة . ذلك ما حاولت البوح به التجربة الشعرية المتميزة للشاعر المتميز الأخ هاني درويش أبو نمير ، فكيف تم نسج مسارها الدلالي ؟؟ يرسم العنوان " فهو الهوى " بؤرة التصادي بين الكينونات المشكَّلة عبر الضمائر :هو ــ هي أنا ــ نحن ومن ثمة مسار هذه التجربة الهووية ككل ، بدءا من حالة سابقة تضم تأثيرات ، وتوترات اجتاحت الذات الهووية ( sujet passionné ) 6 ، بفعل معاكسة الحياة والقدر ، فكان الاقرار بهذا التقبل الذاتي والاستعداد لانفراج ينبئ بتحول مرتقب لهذه الوضعية التوترية والاحتيارية التي خيمت على الذوات ، وكانت ذات الحالة إحداها . وهذا ما سيجعلها تتهيأ لاستقبال إرهاصات هذا الانفراج عبر لحظات حياتية تستهلها : ــ لحظة التوتر الأولى : " أهي الحياة ( وتمتد إلى ) إنما ينمي ازدهارا ". ــ لحظة الاستعداد : " لغة ازدهاري " ( وتمتد إلى ) " يرجم العشاق والعشق افتقارا ". ــ لحظة حلول وتوحد : " لكنها أنت التي اكتسحت أنوثتها افتقاراتي ، وأحكمت الحصار " ( وتمتد إلى ) " فباركنا افتخارا . " ـــ ثم لحظة افتراق وانتظار . " أحبيبتي ، لا تقلقي إما افترقنا فالحضور بخاطر يحيي الحوار . " ( وتمتد إلى ) " لأعيش مسكونا بطيفك في خيالاتي وأحلامي وما ... قيد الحصول ". فمن زاوية تلفظية سنعتبر القصيدة بأكملها مركزة حول حالة عاطفية / روحية عاشتها " أنا " حيرى ، حيث المسار يتأسس على وجهة نظر غنائية عبر حالة توتر وجودية طالت كينونتها ــ والأكيد أنها ليست حالة فردية ــ ،لأن المشهد التلفظي 7 يكتمل بحضور ذوات أخرى : الذوات الحيارى ــ الضمير " أنتِ " بوصفه رحم التجربة الذي ستشع عنه الأبعاد التصويرية التي ستؤثث مسار الخطاب...عاملة على انبعاث فضاء حميمي تم فيه التحام الضميرين ــ " أنا " و " أنتِ " " ذات التقينا " متجاوزة بذلك عتبة فضاء التوترات الأولى إلى حالة هووية قصوى ... ففي لحظة الاستعداد، يستهل السارد / الشاعر تجربته الهووية بتساؤل حول وضعية ذوات حيرى طيها ذات الحالة تنتظر وتترقب انفراجا وتحولا لحياة يملؤها السخط والقلق والتوتر ..... وينطلق التساؤل من افتراضات تتغي منفذا لحالة اليأس والقنوط والتوتر نحو حالة استقرار وتوازن . حالة توتر خلقتها اكراهات الحياة ، وصروف القدر ، وتحاول ذات الحالة إيجاد مؤول لهذه الإرهاصات الأولية التي تنبيء بتحول مرتقب لهذه الأزمة الإنسانية جسدتها التساؤلات الافتراضية التالية عبر الاستهلال :
" أهي الحياة وقد أسفرت وجه الرضى ؟
لتجود بمنفرج ترقبه الحيارى ؟ "
أم أن الأمر مصدره القدر الذى قد يكون لان وأشفق للحالة المزرية لهذه الذوات وهيأ فرصة اللقاء بين ذات الحالة والأنثى ... تقول ذات الحالة : " أم أنه قدري ؟ وليس تصادفا ذات التقينا (.... ) ". غير أن الذات أدركت عبر إحساسها المرهف أن مبعث هذا التحول حالة هوى اعترى الذات جراء لقاء تم صدفة مع أنثى ، تغيرت معه كل المقاييس ... فتحول الليل نهارا ... الظلام ضياء... والحزن فرحا ... والسخط رضى .... تقول ذات الحالة : " فهو الهوى ، كالبرق فجأة ساطع يهمي الصواعق ، إنما ينمي ازدهار ... " هوى صادف لدى ذات الحالة الرغبة والقدرة على الفعل ، إرادة قوية لخوض تجربة هووية رغم العوائق التي تحاول تثبيط الذات كما سنرى .فالذات وجدت في هذا اللقاء المباغث ، الذي لم يتم عن طريق موعد سابق ، هويتَها ، كينونتَها ، التي عبثت بها إكراهات الحياة وطوَّح بها القدر في متاهات وجودية أورقت سخطا وقلقا واضطرابا وحيرة .. ذاتا عاشت مأساة إنسانية في هذا الفضاء الموبوء ، المعتم ، جسده هذا الاستهلال المأساوي ، لتجد نفسها في فضاء نوراني ، علوي ، سماوي يحمل قيما إنسانية نبيلة ، مؤشر ذلك الطقوس التي صاحبت إرهاصات هذه التجربة الهووية حيث نلفي التشاكل الدلالي isotpies 8 لهذه الأبعاد التصويرية يحيل على سمة séme 9 النور / الضياء : النهار ... البرق .. ساطع ... ازدهار... ( معناها السياقي والمعجمي التلألؤ ... ازدهر = تلألأ ــ كما سبق ــ ) . فوميض البرق / الهوى..شكل جسرا لعبور الذات نحو فضاء آخر علوي ، لأن مبعث هذه الحركة الهووية كان سماويا ، خلافا للفضاء الأرضي الذي كان مصدرا للقلق والاضطراب والاحتيار .. فالفضاء العلوي سيعمل على استئصال حالات القنوط والسأم وخيبة الأمل والتوتر والاحباط و الاستياء ... التي شكلتها الأبعاد التصويرية : الليل ــ الصواعق ... الاحتشام المحبط .. الرزانة الشوها .. العصاب الممقوت ... ومن ثمة سيتولد فضاء الأمل والرضى ، مقابل فضاء السخط والاستياء ، حيث تتشكل البنية التكوينية التي ستعمل السيميوزيس على نشر تناسلاتها الدلالية عبر مسار الخطاب ، بنية ترسمها الصور الشعرية التالية ... ــ " فانجلى ليلي نهارا " : ـــــــــ الليل مقابل النهار / ( السخط مقابل الرضى ) . ــ " كالبرق فجأة ساطع يهمي الصواعق إنما....." : ــــــــــ النور مقابل الظلام / ( الإحساس المرهف مقابل القساوة ) . فاللقاء بالأنثى كان صدفة والبرق لمع فجأة مؤشران على الإيقاع السريع الذي سيحتضن هذه التجربة ،حيث المشاعر الهووية باغتت الذات دون تهيؤ أو استعداد ، إنها تجربة آنية لحظية أو قل إشراقة مباغثة ستعمل على تحويل transformation سحري لوضعية ذات الحالة لأنها ستتكلم لغة البرق ، لغة الوميض ، والإشارة الخاطفة .. فالبرق ــ هنا ـــ لا يتكلم لغة الصواعق ، وإن اعتبر في الثقاقات الإنسانية كمؤشر على حالة الرعود والزوابع والصواعق المدمرة ، إنما كانت لغة تواصله مع ذات الحالة لغة إنماء نوراني " ــ الازدهار" . تقول الذات : ــ " إنما يُنمي ( البرق ) ازدهارا "( أي تلألؤا ) ... (و الفعل: أنمى ..يُنمي النار أي أشبع وقودها ــ قاموس المعاني ) . فكانت لغة ذات الحالة كذلك لغة " الازدهارا " ــ أي التلألؤ " شأن لغة البرق .... تقول ذات الحالة : ـــ " لغة ازدهار أفصحتني ، فابتهاجاتي تعريني اغتباطا لايدارى " . وتقول أيضا : ـــ " والوقت قدام ، وأضرم فيه نارا نارا من الوجد المقيم ..." إذن الهوى نور ، لغة التواصل معه سوف تكون .... لغة نور .. لغة أحالت ذات الحالة بمعية أنثى الإحساس ــ بعد سطوع البرق ــ مزنتيْ عشق ...إنه كيان التوحد الجديد الذي أسفر عنه هذا الانصهار بين الأنوثة وحس الذات المرهف ، ليتحول العشق أداة إنماء للقيم الهووية ، وازدهارا لها ــ كما سنرى ــ فلحظة الحلول والتوحد ، كانت لحظة هووية ، نورانية بين إحساس
ـــ يتبع ـــ






 
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 11:00 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط