هناك كالعادة تعريفان أحدهما لغوي , والآخر اصطلاحي , واللغوي يعتمد على مفهوم لفظة المقال أو المقالة , وما قيل بشأنها في معاجم اللغة .
وتكاد المعاجم تتفق على أن اللفظة مأخوذة من القول , جاء القاموس المحيط : ( القول الكلام أو كل لفظ مدل ٍ به اللسان , والجمع أقوال , وجمع الجمع أقاويل , أو القول في الخير , والقال والقيل في الشر ّ , أو القول مصدر , والقول والقال اسمان , أو قال قولا ً وقيلا ً , وقولة ومقالة , ومقالا ً فيها ) .
قال تعالى : ( وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ) .
التعريف الاصطلاحي :
من خلال ما ورد في معجمي ( لاروس ) و ( أكسفورد ) , فالأول يُعرّف المقال كما يلي :
( المقال اسم يطلق على الكتابات التي لا يدّعي أصحابها التعمُّق في بحثها , أو الإحاطة التامة في معالجتها , ذلك أن كلمة ( مقال ) تعني محاولة أو خبرة أو تطبيقا ً مبدئيا ً أو تجربة أولية ) .
والآخر يعرفه بالقول : ( المقال هو إنشاء كتابي ّ معتدل الطول في موضوع ما , وهو دائما ً يعوزه الصّقل , من هنا يبدو أحيانا ً أنه غير مفهوم ولا منظّم ) .
أما تعريفه في معجم المصطلحات العربية في اللغة والأدب : ( كل مؤلف ليس من صفاته التعمق في بحث ٍ ما , ولكنه يتناول الأفكار العامة المتعلقة بذلك الموضوع ويكون نثرا ً قصيرا ً عادة ً ) .
وقد تغيرت المقالة من عهد ( جونسون ) ( وبيكون ) الذي وصف مقالاته بأنها ملاحظات مختصرة كتبت من غير اعتناء , لأن النقاد اشترطوا في المقالة شروطا ً أخرى غير التي سار عليها ( جونسون ) و ( بيكون ) .
والكاتب في رأيهم ملزم بالتفكير فيما يريد أن يكتب , قبل أن يتناول القلم , ثم السير في موضوعه سيرا ً منطقيا ً متجنبا ً الفضول والحشو , مركزا ً على النقط الرئيسية في وحدة موضوعية تجمع أجزاء المقال , مع الوضوح واختيار الكلمات وجمال الأسلوب , وقد يحتاج المقال إلى مقدمة أو لا يحتاج , ولكن لا بد له من نتيجة أو خاتمة , فضلا ً عن تنيسق الأفكار .
وأيا ً كان الأمر , فقد صار الواقع الأدبي لا يتقبل التعريفات القديمة للأدباء الإنجليز أو الفرنسيين , أو غيرهم , فلا بد من الاحتشاد عند كتابة المقال , وصياغة فكرته أو أفكاره بعناية , وترتيبها ترتيبا ً منطيقا ً , يؤدي إلى نتيجة يقبلها القارئ ويقتنع بها .