الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > منتديات اللغة العربية والآداب الإنسانية > منتدى البلاغة والنقد والمقال الأدبي

منتدى البلاغة والنقد والمقال الأدبي هنا توضع الإبداعات الأدبية تحت المجهر لاستكناه جمالياته وتسليط الضوء على جودة الأدوات الفنية المستخدمة.

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-01-2011, 02:27 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
محمد مهيم
أقلامي
 
الصورة الرمزية محمد مهيم
 

 

 
إحصائية العضو







محمد مهيم غير متصل


افتراضي أحلام مؤجلة

" أحلام مؤجلة "
مقاربة سيميولوجية لتجربة الشاعرة : د . الشيخة خالدية بني محمد آل خليفة من خلال ديوانها " خافق أعمى " . *
إلى الأخ والصديق : حنان عبد العزيز .... حين تورق فينا همسات الحب حنينا وشوقا ، وتنثرنا الحياة أوراق خريف على رصيف هار ، حينها " أحن إلى خبز أمي و.... " .
..." فالنص هو اختراق خاص لمتصل لاحدود له . إنه اختراق يصوغ ويعدل ويحذف ويضيف مستندا في ذلك إلى أهلية المتلقي وأهلية الموسوعة الثقافية التي ينتج ضمنها النص " (1) .
... وأقل ما توصف به الذات العربية المعاصرة ـ بوصفها نصا لامحدودا ـ أنها ذات تعيش الاغتراب وتتلذذه ، تعي التمزق وتستعذبه ، ذات التبس لديه الحب بالوهم ، الذات بالآخر ، تحتضنها رؤية ضبابية لماض آصيل يجثو على لاوعيها ، وحاضر يقوده الوعي الشقي ، الوازن بحضور الآخر ، مهيمنا على كل مسارات الحياة . فتجد نفسها بين السندان و المطرقة : ـ أصول مشكلة نسغ الوجود والكينونة لديها ، هواها لازال راكدا في لاوعيها يتحرك بين الفينة والأخرى كلما عصفت بها هزات الواقع ورجا ته . ـ وحاضر تصنعه رؤية الآخر وقيمه ، مغر بل يوهم بحياة بديل ، أفضل .... فأي حبل ستتمسك به ذات عاشقة للحياة ، محبة للأمن والسلام ؟ .... وأي رصيف سيحتضن خطوها الوئيد ..، بل أي عشق لحياة يحاصرها الوهم ... وكل ما فيها ينبض بأطيافه .. والحب فيها لم يجد قلبا رؤوما يحتضنه . أين الحقيقة وأين الوهم ؟ .. أفي ماض لم يخلف سوى الحسرة والحزن والأسى .... أم في حاضر فقدت فيه الذات دفء الحب والحنان في علاقاتها الإنسانية ، ولايعد سوى بالاغتراب ، والتيهان والانتكاسة تلوى الأخرى ..
وين أختفي ؟ والطريق اسفلت بي يحمى !
في بطن الأيام ؟ في التغريب ؟ ف / أكفاني ؟ ( خافق أعمى ).
ذلك ما حاولت رصده الشاعرة ، د . خالدية من خلال تجربتها الإنسانية في ديوانها خافق أعمى ، ولسوف أستسمح الشاعرة في تعديل طفيف على ترتيب قصائد الديوان ــ كما هو منشور في أحد المنتديات الثقافية ــ ، اقتضته أدبية الرؤية ، التي رأت في قصائد الديوان الخمسة قصيدة مطولة ، توحدها تجربة إنسانية عميقة ، تجربة ذات تحمل هما وجوديا باحثة عن هوية ضائعة بين طيف الماضي وسراب الحاضر . رؤية ستقود تجربتي بل حديثي إلى قصائد ديوانها ، سوف تضم في الشق الأول منها ، قصيدة (أنتهيك ) إلى جوار قصيدة (ياسمين) باعتبارها امتدادا لتجربة ذات الحالة ــ التي نسجت رحمها قصيدة ياسمين ــ سواء من حيث الامتداد التيماتي أو البعد التواصلي مع المخاطب ، وكذا التصادي الوجداني و الرومانسي الذي نلمسه أثره على مستوى فيض الإيقاع العاطفي المشحون تجاه المخاطب باعتباره موضوع القيمة المثمن الذي ستسعى للاتصال به ، الفارس الذي سيحقق أحلامها متوسلة في ذلك أبعادا تصويرية حبلى بأنواع العطاء ، والصدق العاطفي . أما الشق الثاني ، المتشكل من القصائد الثلاثة المتبقية ، فستكون قصيدة ( ريش الذباب ) نواة التحول في مسار التجربة ، فهي لحظة توقف ، تأمل بين تجربة الأحلام الرومانسية التي انفتحت فيها الذات العاشقة على المخاطب ، مانحة إياه أقصى درجات الهيام والولع ..وبين تجربة خيبة الأمل والاندحار . في حين أن قصيدة ( خافق أعمى ) ستفجر وعي الذات بحقيقة السراب ، الوهم ، الذي كانت تلهث وراءه ، حيث استحالت الأحلام أوهاما والوفاء خذلانا ، وتبخرت الآمال في الحصول على موضوع القيمة ، لتتختم التجربة بتساؤلات مشروعة حول الواقع والأحلام ، الحب والوهم ، الماضي والحاضر ، الأنا والآخر ( أسألك ) .
انفتاح الشق الأول : إذن تعيش الذات تجربة إنسانية لا أقول رومانسية ، حالمة ، شأن كثير من التجارب التي حلقت بأصحابها بعيدا عبر شطحات خيالية عابثة ، ولكنها تجربة تمتح رؤاها من الواقع الجارح والمحرج ، ولا أقول واقع الإنسان العربي حتى لا أضيق أفق التجربة ولكنه واقع الانسانية الذي يحتاج حبلا متينا ( لاأجوف ) من الحب والاخلاص للتواصل نحو حياة أكثر أمنا وطمأنينة وسلاما . فما أكثر اللحظات التي صنعت فيها همسات حب مواقف إنسانية خالدة ، لحظات أشع منها نور الأمل في أحلك الظروف ، وأعادت البسمة إلى قلوب أضناها التوجس والضجر ... وقد عمدت الشاعرة إلى رسم مسار لتجربتها عبر مؤشرات دالة تتوخى منها إضاءة أفق التلقي حيث كان ترتيبها لقصائد ديوانها كما يلي :
القصيدة ................................... إضاءة
1 ) ياسمين...................................الحرج جرح
2 ) ريش الذباب.............................. لازال الجرح
3 ) خافق أعمى ............................... للجرح والخيانة ألم خاص
4 ) أنتهيك ...................................... الألم والشجن لصيقان
5 ) أسألك....................................... تساؤلات ملحة
ليصبح بعد التعديل على الشكل التالي :
القصيدة.......................................إضاء ة
1 ) ياسمين......................................الجرح حرج
2 ) أنتهيك....................................... الألم والشجن لصيقان
3 ) ريش الذباب................................ لازال الجرح
4 ) خافق أعمى ................................ الجرح والخيانة ألم خاص
5 ) أسألك .......................................تساؤلات ملحة .
ذلك أن الحالة البدئية تنطلق من محاولة ذات الحالة ، بوصفها تعي جيدا استحالة مواجهة الوجود والحياة بمفردها ، تتوق إلى إقامة تواصل مع "مخَاطب " عبر مرسل من أرقى العواطف الإنسانية : عاطفة الحب ، في أنقى صوره ، وأنبل مقاصده ، سيل من الانفعالات العاطفية العارمة ، غير أن " الطبيعة الانفعالية في الشعر لاتكون نقصا أو عيبا ، بل تكون امتيازا يقربنا من موضوع المعرفة ويكشفه لنا ، ليس دائما على نحو منطقي ، وإنما هو نوع من التجلي والعرفان والامتلاء بالحقيقة التي قد نعجز عن الاحاطة بها " (2) وتمثل قصيدتا الشق الأول مؤشرا على تحرك الذات القوي والصادق نحو موضوع القيمة ( المخَاطب ) ، مؤسسة بذلك لفضاء طافح بالحيوية والحماس والتضحية والبذل ..
ياسمين بريحة من نار/ وأحلى ياسمينك
لاحترق في هوة الراحات ... من فرط الهلاك
كيف لي من بيض الأوقات .. وأعصابك تدينك؟
والشلل لاشذ فكري ... زل عن ريحة سواك !
إذن فذات الحالة تحاول الاتصال بموضوع القيمة المثمن " المخَاطب " (3) عبر تيمة الحب .. فهي تمتلك كل مصوغات الفعل : الرغبة الجامحة في معانقة المخَاطب ومعرفة طريق الوصول إليه عبر أعمق إحساس إنساني ( الحب ) ، وكذا قدرتها على الإنجاز عن طريق التضحية والتفاني بل الانصهار في ذات المخَاطب كما تدل على ذلك كل الصور الشعرية الناسجة لأحلامها الإنسانية البعيدة ..
لكن الوضعية النهائية ستشهد انتكاسة عنيفة طوحت بذات الحالة في عوالم من الشك والحيرة والحسرة بعد فشلها في الاتصال بموضوعها المثمن ، تحقيق طموحاتها وأحلامها عبر " مخَاطب " خذلها رغم حيازتها لكل مصوغات الاتصال بل التوحد الذي جسدته قصيدة ـ أنتهيك ـ بوصفها كانت النهاية المنتظرة لصور الحب الصادق والشوق والهيام والإخلاص الهامس ، في قصيدة " ياسمين " بوصفها باقة من العواطف المشاعر الجياشة ، فيض عاطفي نبيل مفعم بقيم إنسانية أنبل كانت ذات الحالة تأملها في المخاطب . لكن مع الأسف انتهت بالفشل وخيبة الأمل ..؟ ! ولذا ستتفجر معاناة وتحسرا : دراما من العواطف الإنسانية المجهضة ، تئن بها مشاهد الحزن و الإحباط ، وإيقاعات الاِنكسار والتدهور في قصيدة " خافق أعمى "
دنياي يا دنيتك ................ مر على لساني
ما مر منها سوى هالخافق .............الأعمى
اللي رضاك واعطاني...........مولد أحزاني

ثم تساؤلات جارحة ومحرجة ... في قصيدة " أسألك "...
وأسالك باللي جمعنا والسنين الطوال
واش بقي للسنين المقبلات وخيالي .
وتتخذ التجربة مسارا تدهوريا حزينا اعتمدت الشاعرة في رسم نواته على الفعل " الحدثي " ـ انتهى ـ باعتباره حركة تصويرية نسجت أبعاد العلاقة التواصلية بين ذات الحالة وموضوع القيمة ذلك " أن الحدث في انثياله من البداية إلى النهاية يتطور (...) وهذا التحول للحدث هو الذي يجعله فعلا مركبا ، متعارضا مع الحدث البسيط الذي لا يمكن أن يكون موضوع عمل شعري " (4) وهذا ما نلمسه على مستوى التدرج التدهوري التالي : عنوان القصيدة يليه ، ملفوظ / صورة يمثل نواة إشعاعية في مسار القصيدة ثم التيمة بوصفها بؤرة الانتشار الدلالي .....
ـ قصيدة .................صورة (5) ........................... تيمة .
ياسمين ....................ألف وردة ............................. باقة عواطف .
أنتهيك ....................أنتهيك .................................محاولة اتصال .
ريش الذباب.............. انتهينا .................................إحساس بالفشل .
خافق أعمى.............. ضياع .................................. وين أنتهي ؟
أسألك ................... مستحيل وصالي ....................... حيرة وتساؤل .
إذن من المخَاطب الذي هيمنت صورته على مخيلة ذات الحالة ـ الشاعرة ...
أهو الشعر ؟ !
أوتعال بحروفك .....قول حنا سمعنا . ( أنتهيك )
أهو الإنسان ..؟ !
تنتشي المسافة ..... كنك أنسان معنا ( أنتهيك )
أم هو التماهي بينهما بحكم التعالق الوجودي الذي جعل من الشعر رفيق الإنسان في رحتله الوجودية ، الكونية...
وكيف تحلم حروفي في بيوت جزال (أ سألك )
(.....) .
ليتني أنتشي بك .....وأكتبك من دلالي . " أسألك )
ويمكن استجلاء عناصر هذه التجربة الإنسانية وفق الخطاطة التالية :
المرسل ............... الموضوع ............ ......المرسل إليه
أحلام إنسانية ........ المخَاطب ( شعر / إنسان )..... ذات الحالة
المساعد ............. ذات الحالة ............................المعيق
ـ الحب .............. / ..........................الوهم
ـ الشعر............... / ................... المخَاطب
ـ الطموح ............ / ........................الخذلان
ـ المبادئ الإنسانية...../ ........................ الخيانة
..............
ملحوظة : جزء من قراءة جاهزة للديوان الشاعرة " خافق أعمى " .
محمد مهيم
ـ إحالات :
*الديوان... ( لا أتوفر على رابط الديوان . فمعذرة . )
1ـ " المعنى بين التعددية والتأويل الأحادي " . سعيد بنكراد . علامات .عدد 13. السنة 2000.ص 20 .
2ـ " الشعر العربي الحديث " . أعمال الندوة الرئيسية لمهرجان القرين ... ديسمبر 2005 .عبد المعطي حجازي. ص 82
3. " نظام القيمة في السيميوطيقا السردية " . عبد الهادي نوسي .علامات. عدد 16 ص :68
4 ـ " ثلاث لحظات في تاريخ الشعرية " . محمد الوالي .علامات .عدد 13 .السنة 2000 . ص : 70
5 ـ Figure : Sémiotique ; dictionnaire raisonneé de la théorie du langage . A.J.Greimas .J.Courtés .p 148/ 149






 
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 09:46 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط