31-01-2008, 04:35 PM
|
رقم المشاركة : 1
|
معلومات
العضو |
|
|
قصيدة النثر - شعر الابداع وابداع الشعر
قصيدة النثر
شعر الابداع وابداع الشعر على المستوى النفسي/ اللا شعوري (بل حتى الشعوري أحياناً) يبدو أن رواد قصيدة النثر (قصيدة الابداع)(1) (مثلما كان شعراء قصيدة التفعيلة) يعانون مرارة من التاريخ (لسببٍ أو لآخر) وخصام/ قطيعة مع الماضي، سواء أكان حياتياً/ فردياً أم معرفياً/ جمعياً، وهم لهذا يروّجون لكون (وكائن) يخلقونه بـ(أيديهم) دون الرجوع للخلف (الاتباع) ودون أن يطلبوا شهادة ميلادهم من (قابلة عجوز) هي نفسها لا تعي ما حل بها من قسوة الدهر، وعلى هذا فبما أن شاعر قصيدة النثر قد خلق عالمه البديل على رقعة بيضاء ليحل محل العالم الذي مارس معه القطيعة المعرفية/ الادراكية، لذا فأن عالمه المخلوق هذا يجب ان لا يعاني (سكرات) العاهة أو النقص الذي عانى منه العالم السابق (سواء أكان مخلوقاً أم متبوعاً) أنه يُوجد البديل/ الابداع البكر، كالعذراء التي لم تعرف الدنس، ومن جانب آخر (بعيداً عن التشبيه الجسدي وأنسنته غريزياً) فأنه كون موجود فعلاً من قبل خالقه (الشاعر المبدع) اذاً، هو قابل للتشيؤ الأنوجادي، وبـــمــا أنـــه كــــوّن بــديـــــل كـــامــــل (Pure/ Perfect) لا يأتيه العوز أو النقص من بين يديه ولا من خلفه، فمن باب أولى أن يكون هذا الخالق (كاملاً) معرفياً/ سلوكياً، بحدود ما يمتلكه ، بما هو كائن، والسعي حثيثاً للأجدر ككمال (متصاعد) (2)، لذا يجب على هذا الخالق/ الشاعر أن يكون عالماً بكل شيء من الذرة إلى النسبية، إلى التاريخ00 الجغرافية000 الخ00 بما هو كائن ، والا كيف يدعّي الكمال بما تجود به عبقريته (الفذة) ؟! ككون بديل وهو كخالق (غير كامل) ؟! ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) بالمناسبة، نقرأ لبعض (ناظمي) العمود الشباب أستخدامهم (التـنكيلي/ الأقصائي) لمصطلح (قصيدة الشعر) مقابل (قصيدة النثر) ولا يخفى غائية هذا المصطلح، وهذا الاستخدام، ونحن نجد أن القول بـ(قصيدة النثر) كجنس أو نوع (شعري) لا يقابل الا مصطلح (قصيدة النظم) أو (قصيدة الوزن)، اذ أن القول بقصيدة الشعر يعرّي قصيدة النثر من واحة الشعر، وهذه هي الغاية التي يقصدها هؤلاء وبنفس الوقت تعمية صريحة (بما سكت عنه مصطلح هؤلاء) لحقيقة أن الشعر غير (النظم في قوالب جاهزة منذ قرون طويلة) أكلت عليها اللغة والموسيقى وشربت، والشعر يوجد هنا او هناك ولا يحتاج وجوده إلى شهادة ميلاد تمنحها هذه الجماعة أو تلك، أو هذا القالب أو ذاك، فالروح تحل أنّى تشاء ولا تنظر للجسد الذي يحتويها، ومثلما تأتيه يوماً فلا بد انها ستفارقه0 ثم لِــمَ كل هذا النزاع ونحن نعلم (الأختلاف الشاسع والجذري) لمفهوم كلمة (شعر) بين هؤلاء وهؤلاء، ومعروف الجماعة التي تؤله وتقدس وتقولب الكلمة والمعنى وتحجرهما، فالمعنى المختلف لا يعجز عن أجتراح المسمى وكلمة (شعر) كمفهوم ومصطلح تختلف كل الأختلاف عند المتضادين، فأين ستكون الخطوة الـلاحقـة ؟!!
(2) يقول الدكتور علي جعفر العلاق: ذلك الخلل القاتل بالشاعر هو (غياب الرؤيا، هذا الغياب الذي جعل الكثير من شعرنا الحديث لا يعدو كونه (كماً) شعرياً، هائلاً يحركه أنفعال عابر، وتحرض عليه سذاجة عاطفية، او نزوع إلى المباهاة0 ولا شك في ان ضعف التكوين الثقافي للشاعر من جهة، وخمول الفاعلية النقدية من جهة ثانية، يتحملان جزءاً خطيراً من هذا الخلل) الدكتور علي جعفر العلاق: (في حداثة النص الشعري ـ دراسات نقدية) ، بغداد: دار الشؤون الثقافية العامة ـ 1990 ، ص 21 0
وليد محمد الشبيـبي
بغداد ـ 2000
(نشر بالعدد "36" من جريدة "العراق الدستوري" الصادر في 15/6/2005)
|
|
|