|
|
منتدى الأدب العام والنقاشات وروائع المنقول هنا نتحاور في مجالات الأدب ونستضيف مقالاتكم الأدبية، كما نعاود معكم غرس أزاهير الأدباء على اختلاف نتاجهم و عصورهم و أعراقهم . |
مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان) |
|
أدوات الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
15-09-2011, 01:40 AM | رقم المشاركة : 1 | |||
|
كي تقطع أواصر الشر في ترابطه
الحياة عابرة لا تتوقف... وحين يريد الله لها ذلك ستنتهي بمشيئته،ومصير الانسان لا يتوقف على مشيئته ، بل مشيئة الله. ولابد أن نحيا فيها على النحو الذي أراد الله ، نتحرك فيها وندب ، نصنع الخير ، ونمنع الشر ، ونواجه حين تستدعي المواجهة ذلك. في إطار المباديء تكون الحركة قادرة على الانجاز ، دون ان تتجاوز ، بل تجتاز المسافات بالتزام ،ذلك ان التوجيهات الآمرة والناهية هي الاسس الكلية الثابتة ، التي ينبني عليها اجتهاد وجهد الانسان على المستويين الحياتي والروحي ، ولن يكون العقل الانساني الذي يألهونه ندا لذلك لأنه غالبا أعجز من أن يدرك ذاته ، إن مهمته حين يعجز أن يتحرك ضمن ذلك الاطار ، وان يتوقف لينهل يصيرته من الوحي،لذلك يؤكد الفكر المنبثق من عمق تلك التوجيهات "أن العقيدة يجب ان تعرض بأسلوب العقيدة ، لابأسلوب الفلسفة ، لأن ذلك يطفيء اشعاعها ، وإيحاءها ، ويحصرها في جانب واحد ، من جوانب الكينونة الانسانية ، الكثيرة". يا صديقي إن الفلسفة أيا كانت تحاول ان تجد الثغرة المناسبة للنفاذ الى عمق العقل كي تزلزل تصوراته وثبات العقيدة فيه ، لذلك فما أن تدع عقلك يستسلم لها حتى يختل توازنك الروحي والقيمي ، وتضحمل أحاسيسك الفطرية لصالح لعبة عقلية يلعب بها الفكر المقتحم ، فإذا بك تصاغ وتصيغ حياتك بطريقة مادية لا مكان للروح والقيم فيها. وحين تضمحل روحك ، تختل نظرتك ، ويفسد تصورك للكون والانسان والحياة ، تنمحي القيم من خارطة العقل والضمير ، وتنمو قيم جافة ، باردة ، ومشاعر ثلجية ، وأحاسيس ميتة ، تلهبها الغرائز فقط . يموت الوجدان الانساني المنفعل بالحياة. قد يكون منطق البراجماتين مستبعد ، فالبراجماتي حين يتعمد الاقصاء مثلا يمارس تجريد الاخرين من قيمهم لتكتسب المصلحة حقا شرعيا له ، فهناك من يستمد شرعيته من تجريد الاخرين قيمهم ، فهو يتوسل المنطق الذي يبديك على غير ما انت عليه حقا ، فهم يؤبدون العجز في الاخرين ،ويعيقون قدرتهم على الحياة بكرامة ، ويهزمونهم في صميم كرامتهم ، كي يبقى الاخرين أتباع مزاجهم ، لذلك حين يعزلونك واقعا ، يوعزون الى ادواتهم فعل ذلك ،ويسعون وباستماتة غير مباشرة تتركز في جانب إنتاج البؤس الحياتي كي تقفر من قيمك ، وقيمك هي الاساس ، فهم يتعمدون تدمير أسس الاستقرار والثبات من الناحية الاجتماعية والمادية ، التي يمثل اختلالها اختلالا نفسيا وحياتيا ، لأن ذلك يعزز من ثباتك وتقدمك في آن ، حتى لا تصبح مساهما في تأسيس المناعة الحية لدى الناس ، أو تطعيم الجيل بقيم الاقتدار والتحدي ، الجيل الذي تحدوه أشواق الروح. على ان الصبر وسيلة القادرين ، أن تستعصم بالله ، معناه انك تقطع اواصر الشر في ترابطه ، كي لايجردك من قدرتك على البقاء كريما ، إن الله يتولى عملية الدفاع عنك فيما هو اخفى ، وأفتك مما ترى ، فإذا كنت لازلت باقيا على الاسس ، فإنه سبحانه بالتأكيد سيؤسس لك روابط الخير التي تمتد اليك ، سواء شعرت بها ام لم تشعر وهي كلية في النفس وواقع الحياة . إن القاعدة الاساسية في الحياة "هي الحركة داخل إطار وحول محور ثابت " فدعوى التقد دون محور ثابت ، وتحطيم الاطارات ليست إلا اتجاها خطيرا يجرد الانسان من قيمه وتصوراته ويضعف من وثباته في الحياة ، ومواجهة تحدياتها ، إن القيم هي "رواسي " الانسان التي تبقيه شامخا ، إنها أوتاده الاصيلة. ضياع الانسان يا صديقي يتأسس بتضييع الاسس ، إن تلك الترجمات الوافدة راجمات فكرية تأتي غالبا على القواعد الكلية وتحفر في صميم الاسس ، وقد لاتفعل ذلك بسرعة ، لكنها تستمر ومع المدى يكون لها أثرها ، إن إطارات دنولب بطيئة في مشيها ، لكنها قوية في تأكيد وصولها ، إلى تحقيق ما تصبو اليه..!! إن الاخر يصنع أدواته عبر المعرفة . |
|||
20-09-2011, 04:02 PM | رقم المشاركة : 2 | |||
|
رد: كي تقطع أواصر الشر في ترابطه
كــــــــــــــــــــــــــــلام جميل جدا وشكرا عالموووووووضوع الرائع |
|||
|
|