الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديات الحوارية العامة > منتدى الأدب العام والنقاشات وروائع المنقول

منتدى الأدب العام والنقاشات وروائع المنقول هنا نتحاور في مجالات الأدب ونستضيف مقالاتكم الأدبية، كما نعاود معكم غرس أزاهير الأدباء على اختلاف نتاجهم و عصورهم و أعراقهم .

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-04-2011, 11:47 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
دكمال تمام
أقلامي
 
إحصائية العضو







دكمال تمام غير متصل


افتراضي من فنون الأدب ( الأمثال )

من فنون الأدب ( الأمثال )

قال" النيسابوري" : "من المعلوم أن الأدب سُلَّم إلى معرفة العلوم به يُتَوَصَّل إلى الوقوف عليها ومنه يتوقَّع الوصولُ إليها غير أن له مَسَالكَ ومَدَارج ولتحصيله مَرَاقِيَ ومَعَارج من رَقِيَ فيها درَجاً بعد درج ولم تهمّ شمسُ تشميره بِعَرَج ظفِرَتْ يَدَاه بمفاتح أغلاقه وملكت كفاه نفائس أعْلاَقه ومن أخطأ مِرْقَاةً من مَرَاقيه بقي في كد الكَدْحِ غيرَ مُلاَقيه وإنَّ أعلى تلك المراقي وأقصاها وأوْعَرَ هاتيك المسالك وأعصاها هذه الأمثالُ " . (1)
وبما أن المثل ضرب من ضروب الأدب ، وصنف من صنوفه لا يستهان بمكانته ، ولا يقلل من فائدته ، أردت كشف النقاب عن جوانبه ، وبيان معناه ، وأهميته .
وقبل الشروع في الحديث عن الأمثال، أبين معنى المثل ، وأهميته ، ولماذا سمي بهذا الاسم ،ومميزاته .
معنى المثل وما قيل فيه :
أولا : أصل المثل التماثل بين الشيئين في الكلام كقولهم ( كما تدين تدان ) وهو من قولك هذا مثل الشيء ومثله كما تقول شبهه وشبهه ثم جعل كل حكمة سائرة مثلا .
ويظهر من هذا أن العرب تشترط للمثل الذيوع والانتشار ، وأن يسير ويتنقل بين القبائل ؛ لأن القائل قد يأتي بما يحسن أن يتمثل به إلا أنه لا يتفق أن يسير فلا يكون مثلا .
وضرب المثل جعله يسير في البلاد من قولك ضرب في الأرض إذا سار فيها ومنه سمى المضارب مضاربا .
ويقولون الأمثال تحكى يعنون بذلك أنها تضرب على ما جاءت عن العرب ولا تغير صيغتها فتقول للرجل ( الصيف ضيعت اللبن ) فتكسر التاء لأنها حكاية. (2)
ثانيا : قال المبرد : المثَلُ مأخوذ من المِثال وهو : قولٌ سائرٌ يُشَبَّه به حالُ الثاني بالأول والأصل فيه التَّشْبِيه فقولُهم " مَثَلَ بَيْنَ يَدَيه " إذا انتصب معناه أَشْبَهَ الصورةَ المنتصِبة و " فلان أَمْثَلُ من فلان " أي أَشْبَهُ بما لَه من الفضل . (3)
ثالثا : والمِثالُ القِصاصُ لتشبيه حالِ المقتَصِّ منه بحال الأول فحقيقة المَثَلِ ما جُعل كالعلم للتشبيه بحال الأوَّل كقول كعب بن زهير:
كَانَتْ مَوَاعِيدُ عُرْقُوبٍ لَهَا مَثَلاً ... وَمَا مَوَاعِيدُهَا إِلاَّ الأبَاطِيلُ
فمواعيد عرقوب عَلَم لكل ما لا يصح من المواعيد .
رابعا : قال "ابن السِّكِّيتِ" : المَثَلُ : لَفْظٌ يخالفُ لفظَ المضروب له ويوافق معناه معنى ذلك اللفظ شَبَّهُوه بالمثال الذي يُعْمَلُ عليه غيره . (4)
لماذا سمي المثل مثلا ؟
سُمِّيت الحكَمُ القائمُ صدقُها في العقول أمثالا لانتصاب صُوَرِها في العقول مشتقَّة من المثُول الذي هو الانتصاب .
مميزات المثل :
قال" إبراهيم النظام" : يجتمع في المثل أربعة لا تجتمع في غيره من الكلام :
1ـ إيجاز اللفظ .
2ـ إصابة المعنى.
3ـ حُسْن التشبيه.
4ـ جَوْدة الكناية فهو نهاية البلاغة.
وقال ابن المقفع : إذا جعل الكلام مثلا كان أوضح للمنطق وآنَقَ للسمع وأَوْسَعَ لشُعُوب الحديث .
(5)
أهمية المثل :
1 ـ ذهب" أبو هلال العسكري" إلى أن المثل يزيد المنطق تفخيما ويكسبه قبولا ويجعل له قدرا في النفوس ، وحلاوة في الصدور، ويدعو القلوب إلى وعيه، ويبعثها على حفظه ،ويأخذها باستعداده لأوقات المذاكرة والاستظهار به أوان المجاولة في ميادين المجادلة والمصاولة في حلبات المقاولة ،وإنما هو في الكلام كالتفصيل في العقد ، والتنوير في الروض والتسهيم في البرد؛ فينبغي أن يستكثر من أنواعه لأن الإقلال منها كاسمه إقلال ، والتقصير في التماسه قصور ،وما كان منه مثلا سائرا فمعرفته ألزم لأن منفعته أعم والجهل به أقبح . (6)
2ـ أنها من أجل الكلام وأنبله، وأشرفه، وأفضله؛ لقلة ألفاظها ،وكثرة معانيها ،ويسير مئونتها على المتكلم مع كبير عنايتها وجسيم عائدتها ، لذا أخرجها العرب في أقواها من الألفاظ ليخف استعمالها ويسهل تداولها .
3ـ ومن أهميتها أنها مع إيجازها تعمل عمل الإطناب ، ولها روعة إذا برزت في أثناء الخطاب ، ولذلك يسهل حفظها ؛لأن الحافظ يهتم بما راع من اللفظ وندر من المعنى .
4ـ والأمثال أيضا نوع من العلم منفرد بنفسه لا يقدر على التصرف فيه إلا من اجتهد في طلبه حتى أحكمه وبالغ في التماسه حتى أتقنه .
نماذج من أمثال العرب :
1 - إنَّ مِنَ الْبَيَانِ لَسِحْراً
أول من لفظ به :
النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ
قصة المثل :
قاله النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ حين وَفَدَ عليه عَمْرو بن الأهتم ،والزِّبْرِقَانُ بن بدر،وقَيْسُ بن عاصم ،فسأل عليه الصلاة والسلام عمرَو بن الأهتم عن الزِّبْرِقان فقال عمرو : مُطَاع في أَدْنَيْه ،والأدنون : جمع الأدنى بمعنى الأقرب .
ووقع في بعض الأمهات " مطاع في أذينه " والأذين - بوزن الأمير - النداء يعني أنه إذا نادى قومه لحرب أو نحوها أطاعوه ) شدِيدُ العارِضة مانعٌ لما وَرَاء ظهره .
فقال الزبرقان : يا رسول اللّه إنه لَيَعْلَم مني أكثَرَ من هذا ولكنه حَسَدني .
فقال عمرو : أما واللّه إنه لَزَمِرُ المروءة ، ضَيّق العَطَن،أحمق الوالد ، لئيم الخال ، واللّه يا رسول اللّه ما كَذَبْتُ في الأولى ، ولقد صدقْتُ في الأخرى؛ولكني رجل رَضِيت فقلت أحسنَ ما علمت، وسَخِطْتُ فقلت أقبحَ ما وجدت .
فقال عليه الصلاة والسلام " إنَّ مِنَ الْبَيَانِ لَسِحْراً " يعني أن بعض البيان يعمل عمل السحر.
معاني كلمات المثل :
ومعنى السحر : إظهار الباطل في صورة الحق.
البيانُ : اجتماعُ الفصاحة والبلاغة وذكاء القلب مع اللسَنِ .
علام يضرب المثل :
يضرب في استحسان المنطق وإيراد الحجَّة البالغة .
وإنما شُبِّه بالسحر لحدَّة عمله في سامعهوسرعة قبول القلب له .
قال الشيخ"أبو هلال العسكري "رحمه الله: "وتسميته إياه سحرا إنما هو على جهة التعجب منه ،لأنه لما ذم عمرو الزبرقان،ومدحه في حال واحدة ،وصدق في مدحه وذمه فيما ذكر ؛عجب النبي من ذلك كما يعجب من السحر فسماه سحرا من هذا الوجه.
وقد أجمع أهل البلاغة على أن تصوير الحق في صورة الباطل والباطل في صورة الحق من أرفع درجات البلاغة .
2 - إنَّ المُنْبَتَّ لاَ أرْضاً قَطَعَ وَلاَ ظَهْراً أبْقَى
أول من لفظ به :
النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ
قصة المثل :
قاله عليه الصلاة والسلام لرجل اجتَهَد في العبادة حتى هَجَمت عيناه : أي غارَتَا فلما رآه قال له " إنَّ هذَا الدينَ مَتِينٌ فأوْغِلْ فيه بِرِفْقٍ إنَّ المُنْبَتَّ " أي الذي يجدُّ في سيره حتى ينبتَّ أخيراً سماه بما تؤول إليه عاقبتُه كقوله تعالى ( إنَّكَ مَيِّت وإنهم ميتون )
معاني كلمات المثل :
المنبتُّ : المنقطع عن أصحابه في السفَر.
الظَّهْرُ : الدابة
علام يضرب المثل :
يضرب لمن يُبالغ في طلب الشيء ويُفْرِط حتى ربما يُفَوِّته على نفسه .
3- قولهم : إن مما ينبت الربيع لما يقتل حبطا أو يلم
أول من تكلم به:
ـ صلى الله عليه وسلم ـ النبي
قصة المثل :
عن أبي سعيد ـ رضي الله عنه ـأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال ( إن مما أخاف عليكم ما يفتح لكم من زهرة الدنيا وزينتها ) فقال رجل يا نبي الله أو يأتي الخير بالشر،فأرينا أنه ينزل عليه فقال ( أين السائل ) فكأنه حمده فقال ( إنه لايأتي الخير بالشر،وإن مما ينبت الربيع لما يقتل حبطا أو يلم )
قال " أبو هلال العسكري" وهذا من أحسن الكلام وأوجزه وأفصحه لفظا وألطفه معنى .
معاني كلمات المثل :
الْحَبَطُ : انتفاخُ البطن ، وهو أن تأكل الإبلُ الذُّرَقَ فتنتفخ بطونها إذا أكثرت منه ونصب
"حَبَطاً " على التمييز.
وقوله " أو يلم " معناه يقتل أو يَقْرُبُ من القتل والإلمام : النزولُ ، والإلمام : القرب .
ومنه الحديث في صفة أهل الجنة " لولا أنه شيء قضاه اللّه لألم أن يذهب بصرهُ لما يرى فيها " أي لقَرُبَ أن يذهب بصره .
علام يضرب المثل :
وهو مثل ضربه لمن أعطى من الدنيا حظا فألهاه الاشتغال به ،والاستكثار منه ، والحرص عليه ومجانبة القصد فيه عن إصلاح دينه فيكون فيه هلاكه ، كما أن الماشية إذا لم تقتصد في مراعيها حبطت بطونها فماتت أو كادت .
ـــــــــــــــــــــــــ
1ـ مجمع الأمثال للنيسابوري ج1 / 1
2ـ كتاب جمهرة الأمثال - أبي الهلال العسكري 1/ 7
3ـ مجمع الأمثال
4ـ اصلاح المنطق لابن السكيت
5ـ الأمثال لابن سلام 1 /1
6 ـ حمهرة الأمثال ج1 / 7
زهر الأكم في الأمثال و الحكم لليوسي ج1 / 4
د د/كمال تمام







 
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 05:11 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط