الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديات الحوارية العامة > منتدى الأدب العام والنقاشات وروائع المنقول

منتدى الأدب العام والنقاشات وروائع المنقول هنا نتحاور في مجالات الأدب ونستضيف مقالاتكم الأدبية، كما نعاود معكم غرس أزاهير الأدباء على اختلاف نتاجهم و عصورهم و أعراقهم .

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-06-2010, 04:08 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
د. حسين علي محمد
أقلامي
 
إحصائية العضو







د. حسين علي محمد غير متصل


افتراضي ملف خاص في (الثقافية) عن د. محمد الربيِّع

ملف خاص في (الثقافية) عن د. محمد الربيِّع
.................................................. ...

حمل العدد 316من "المجلة الثقافية" (التي تصدر عن جريدة "الجزيرة" السعودية) الصادر بتاريخ 12/7/1431هـ (24/6/2010م) ملفاً تكريمياً عن الدكتور محمد بن عبدالرحمن الربيِّع عضو مجمع اللغة العربية بالقاهرة ووكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سابقاً . وقد شارك في الملف عدد من زملائه وأصدقائه وتلاميذه ، منهم : الدكتور فهد السماري أمين عام دارة الملك عبدالعزيز ، والدكتور محمد بن سعد السالم عضو مجلس الشورى ، والدكتور عبدالحميد إبراهيم ، والدكتور عبده الراجحي رحمه الله ، والدكتور عبدالله الربيعي ، والدكتور حسين علي محمد ، والدكتور عبدالعزيز الفيصل ، والدكتوره وفاء السبيِّل ، والدكتور عبدالله الحيدري ، والدكتور ظافر الشهري ، وغيرهم . وقد أجمع هؤلاء في مقالاتهم على المكانة العلمية المرموقة التي يحتلها الدكتور الربيّع في الأوساط الثقافية في العالم العربي ، وعلى ما يتحلى به من صفات إنسانية نادرة وعلاقات أخوية مميزة مع الجميع .






 
رد مع اقتباس
قديم 24-06-2010, 04:09 PM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
د. حسين علي محمد
أقلامي
 
إحصائية العضو







د. حسين علي محمد غير متصل


افتراضي رد: ملف خاص في (الثقافية) عن د. محمد الربيِّع

قمة التواصل!

بقلم: أ. د. بديع محمد جمعة *
.................................

في الرياض ومنذ عشرين عاماً التقيت لأول مرة بالدكتور محمد الربيِّع (أبي هشام) في بيت صديق هو الأستاذ الدكتور: صلاح صالح حسنين، أستاذ اللغة العربية وكان وقتها معاراً للرئاسة العامة للبنات بالرياض، وكنت في ذات الوقت معاراً إلى جامعة الملك سعود، اجتمعنا دون أن يربطنا أي عمل مشترك، أو تبعية إلى جامعة واحدة، وكان الود وحلو الحديث وسماحة الخلق القاسم المشترك الذي وحّد بين القلوب، ومنذ ذلك اليوم، وطوال السنوات الخمس التي قضيتها معاراً بالرياض ؛ كنا نلتقي فيزداد التواصل، وتزداد المحبة والأخوة الخالصة، وتتعمق العلاقة القلبية البعيدة عن أي مقصد إلا تعميق الود والإخلاص في المحبة أملاً في زيادة التواصل.
وبعد انقضاء سنوات الإعارة الخمس، وعودتي إلى عملي الأصلي بآداب عين شمس بالقاهرة، ظل التواصل قائماً، بل ازداد عمقاً ومودة، فلم يكن يمضي شهر إلا وكان التواصل بيننا هاتفياً، وخلال الخمس عشرة سنة منذ العودة إلى القاهرة، وحتى الآن أتيحت لي الفرص لزيارة الرياض أربع مرات، كنت في اثنتين من ها مدعواً لحضور مهرجان الجنادرية، وكان أبو هشام يتابع أسماء المدعوين، لذا ففي صباح اليوم التالي لوصولي إلى الرياض، أفاجأ بهاتف رقيق من أبي هشام مرحباً بقدومي، وبأن سائقه الخاص ينتظرني بالسيارة على باب الفندق كي يكون اليوم الأول لي في الرياض في ضيافة الصديق الكريم أبي هشام الذي لم يكن يكتفي بهذا اللقاء الأول، بل كان يحرص على تعدد اللقاءات كلما سنحت الفرصة، وهو في كل مرة حاتمي الطباع كريم السجايا، ولم يكن هذا الترحاب وذلك اللقيا حكراً على بديع، بل كان جميع من عرفهم أبو هشام – وهم كثير – يحظون بهذا التواصل، بل قمة التواصل..
ومثل هذا حدث في الزيارتين الثالثة والرابعة، حيث كانت الثالثة بدعوة من جامعة الإمام بالرياض، وكان اللقاء يكاد يكون يومياً طوال الخمسة عشر يوماً التي قضيتها في ضيافة الجامعة، أما الزيارة الرابعة والأخيرة، فكانت تلبية لدعوة من وزارة الحج للمشاركة في ندوة بمكة المكرمة، كان يتصل بي يومياً ويصر على أن أسافر إلى الرياض بعد مراسم الحج، حتى يتجدد التواصل فيما بيننا، ولكن الظروف لم تسنح بالسفر إلى الرياض، فاعتذرت لأبي هشام قائلاً: إن التواصل الروحي قائم بيننا سواء التقينا أم تعذر اللقاء، وعلى كل حال فإلى لقاء قريب!
وإذا أسعدنا الحظ وجاء أبو هشام إلى القاهرة بلده الثاني، سواء أكان الحضور لمتابعة جلسات مجمع اللغة العربية، أو معهد المخطوطات العربية، أو للمشاركة في ندوة أو مؤتمر بإحدى الجامعات المصرية الحريصة على دعوته للمشاركة في ندواتها إيماناً منها بقيمته الأدبية والعلمية، فكان أبو هشام حريصاً كل الحرص على تجديد وتعميق تواصله مع كل معارفه وأصدقائه – وهم كثر – وكانت الصعوبة كل الصعوبة في أن تجد وقتاً لتسرقه من كل هؤلاء المحبين المتواصلين معه والمنتشرين في ربوع مصر كلها من الإسكندرية شمالاً إلى أسوان جنوباً.
وإذا علم أبو هشام بأن أحد محبيه قد داهمه مرض، أو أدخل إلى أية مستشفى طلباً لجراحة أو علاج. نجده يسارع بزيارته في البيت أو بالمستشفى، وهذا ما حباني به عندما أجريت لي جراحة القلب المفتوح بمستشفى دار الفؤاد بالقاهرة، وقد سعى كثيراً لزيارتي بالمستشفى، ولكن ظروفي الصحية في الأيام الأولى للجراحة حالت دون إتمام هذه الزيارة الإخوانية الخالصة، واُضطر إلى العودة إلى الرياض، مما دفعه بعد شهر واحد بالسفر إلى القاهرة كي يعودني في البيت بعد مغادرة المستشفى، ولكي يسجل مكرمة من مكارم ذلك التواصل العميق الذي يميزه عن الآخرين.
لم أستطع يوماً أن أشكره، ولا أستطيعه الآن، لأن الشكر لن يفيه حقه، ولأنه جُبل على التواصل، بل هو قمة التواصل.
لم يكتف الدكتور محمد بن عبدالرحمن الربيِّع بهذا التواصل الأخوي فقط، بل كان عمله العلمي قمة في التواصل مع جميع ثقافات وآداب الشعوب الإسلامية الناطقة بغير العربية، إيماناً منه بأنه إذا كان التواصل بين حضارات الشرق والغرب ضرورة حياة لرفاهية الإنسانية وسلامها الاجتماعي، فإن التواصل بين الشعوب الإسلامية أكثر إلحاحاً وفائدة حتى تستعيد الشعوب الإسلامية وحدتها وتماسكها بعد أن فرّق الاستعمار فيما بينها طوال قرنين من الزمان أو أكثر. واعتبر التواصل هدفه الأكبر منذ توليه عمادة البحث العلمي بجامعة الإمام ومواصلة هذا الدور عندما تولى وكالة الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي، ويعلق على هذا الهدف النبيل بقوله: «راجع مقدمة كتابه: التواصل بين آداب الشعوب الإسلامية».
كنت سعيداً بهذا العلم، حفياً به، حريصاً على استمراره، لما لمسته فيه من تواصل وتعارف بين الأدباء المسلمين وتقوية للروابط بين شعوب العالم الإسلامي، وقاعدتهم الكبرى: العالم العربي، ولغتهم العظمى: اللغة العربية الخالدة، لغة القرآن الكريم.
لم يكن يكتفي بالدعوة إلى هذا التواصل داخل أروقة جامعة الإمام وإداراتها المختلفة، بل كان حريصاً على إبراز هذه الدعوة والترويج لها في جميع الندوات التي شارك فيها داخل المملكة وخارجها، مثال ذلك: محاضراته في النادي الأدبي بالقصيم، ومحاضراته في مركز الدراسات الشرقية بجامعة القاهرة، ومشاركته في ندوة الوفاء بالرياض، ومحاضراته في المكتب الإقليمي لرابطة الأدب الإسلامي العالمية بالرياض، وأخيراً محاضرته القيمة بكلية الآداب بجامعة عين شمس.
وقد لخص الدكتور محمد بن عبد الرحمن الربيِّع أبعاد هذا التواصل وأهميته في كتابه القيم «التواصل بين آداب الشعوب الإسلامية»، والذي صدر عام 2006م، عن مركز دراسة الحضارات المعاصرة التابع لجامعة عين شمس بالقاهرة، وقد رحبت الجامعة بنشره لثقتها أولاً في مؤلفه، وثانياً لتحقيق مبدأ التواصل الذي طالما دعا إليه صاحب التواصل أبو هشام الإنسان والعالم.
جاء هذا الكتاب في ثلاثة مباحث، مبحثه الأول عن المقدمات المنهجية لدراسة آداب الشعوب الإسلامية، ومبحثه الثاني عن جهود جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في تنمية التواصل بين آداب الشعوب الإسلامية، أما مبحثه الثالث والأخير، فقد خصه المؤلف للحديث عن تأثير الأدب العربي في آداب الشعوب الإسلامية.
ولاشك في أن جميع الأعمال التي أصدرتها جامعة الإمام، وذكرها المؤلف في مبحثه الثاني، كانت كلها نتيجة مباشرة لاتصالات ومساعي الدكتور الربيِّع بمؤلفي هذه الكتب ومترجميها، ومنها سلسلة آداب الشعوب الإسلامية التي عُنيت بالتعريف بالأدب الإسلامي في كل من الآداب الآتية: الأدب التركي، الأدب الأردي، الأدب الفارسي، الأدب السواحلي، أدب الهوسا، الأدب الأفغاني، الأدب الأزبكي، الأدب الأندونيسي، وغيرها من آداب الشعوب الإسلامية.
كما أشرف على إصدار عدد من معاجم اللغة في هذه اللغات الإسلامية، كي تكون عوناً للدارسين على تعلم هذه اللغات وقراءة كنوزها الأدبية أو الترجمة منها إلى اللغة العربية.
هذه مجرد ومضة لا تستطيع أن تلقي بأضوائها الخافتة كي تنير طريق التواصل الرحب الذي عايشه ويعيشه الدكتور محمد بن عبدالرحمن الربيِّع، ذلك الطريق الذي ميّز حياته وعلاقاته بأصدقائه ومحبيه، واتسمت به مراحل حياته العلمية والعملية.
وفي النهاية أبتهل إلى الله العلي القدير أن يمد في عمر أبي هشام كي يواصل دعوة التواصل حتى تفيق شعوب العالم الإسلامي وتستعيد وحدتها الثقافية، وسابق مجدها العلمي، وأن يجازيه الله خيراً ويمتعه بموفور الصحة والعافية هو وأسرته الكريمة حتى يواصل العطاء ويظل متربعاً على قمة التواصل.
.........................
* أستاذ اللغة الفارسية بجامعة عين شمس
................................................
*الجزيرة الثقافية ـ العدد 316 ـ في 24/6/2010م.







 
رد مع اقتباس
قديم 24-06-2010, 04:18 PM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
د. حسين علي محمد
أقلامي
 
إحصائية العضو







د. حسين علي محمد غير متصل


افتراضي رد: ملف خاص في (الثقافية) عن د. محمد الربيِّع

الرجل الموقف

بقلم: د. محمد أبوبكر حميد
................................

من الصعب اختزال الكتابة عن المميزين من أفذاذ الرجال ود. محمد بن عبدالرحمن الربيع بالنسبة لي شخصياً وبالنسبة للكثيرين الذين عرفوه عن قرب إنساناً وأستاذاً والذين عرفوه عن بُعد أديباً وباحثاً وصاحب قلم ورأي، هو قبل هذا كله وبعده رجل صاحب «موقف».
وأصحاب المواقف في الحياة هم أصحاب المبادئ وليس كل من كتب أو قال أو تولى منصباً صاحب موقف.
أصحاب المواقف والمبادئ قلة في تاريخ الشعوب والأمم ولكنهم هم الذين يتركون من بعدهم عطاء تذكرهم به الأجيال.
وما قدمه محمد بن عبد الرحمن الربيع لوطنه وللثقافة العربية أستاذاً جامعياً مميزاً وإدارياً ناجحاً وباحثاً جاداً وعضواً فاعلاً في العديد من اللجان والهيئات يشهد له، وتشهد له مواقفه الوطنية المخلصة في كل موقع من تلك المواقع، وفي كل كلمة من تلك الأبحاث والدراسات التي خطها براعه المبدع.
أما شهادتي فيه مجروحة لأني من محبيه أخاً وزميلاً وصديقاً وإنسانياً تفيض إنسانيته على مواقفه، ولعل هذا أعظم ما فيه، فمواقف الرجال تقف على قدمين ثابتين من الوطنية وتسمو عالية بالإنسانية.. هذا قليل من كثير عن محمد بن عبد الرحمن الربيع الأديب والباحث والأستاذ والإنسان.
................................................
*الجزيرة الثقافية ـ العدد 316 ـ في 24/6/2010م.







 
رد مع اقتباس
قديم 24-06-2010, 04:19 PM   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
د. حسين علي محمد
أقلامي
 
إحصائية العضو







د. حسين علي محمد غير متصل


افتراضي رد: ملف خاص في (الثقافية) عن د. محمد الربيِّع

الذي يبحث عنه الكرسي

بقلم: إبراهيم عبد الرحمن التركي
.........................................

ربما كانت العلامة المميزة لمسيرته اكتفاءه بأربعة أعوام من رياسته للنادي الأدبي في الرياض، سواء أجاءت متزامنةً مع التنظيم الجديد للأندية أم سابقةً لها، تابعةً أم مستقلةً عنها؛ حيث ظل نائياً عن وجاهة الكراسي، وكان الوكيلَ «الأهم» في جامعة الإمام، وبقي، كما هو، أدباً وحسنَ تعاملٍ وخلقاً رفيعاً وتواضعاً؛ وهو ما جعل قيمته الشخصية تعلو في نفوس طلبته وعارفيه والقريبين من الشأن الثقافي بشكل عام.
وقد اعتدنا مَن يغادرون مكانًا أن ينأوا عنه جسماً وظلاً، غير أن شيخنا «الرُبَيِع» ما يزال متواصلاً مع الجامعة، ومع النادي، ومع الأنشطة الثقافية بشكل عام، دون أن يقربه اللقب الإداري أو يبعده تبدله، وأكثر من هذا؛ فهو يبذل نفسه مضحياً بصحته ووقته؛ ليشارك في اللجان والاحتفالات ذات القيمة المعرفية والإنسانية، حتى إذا دُعي لتكريم الكبار من شيوخه (وآخرهم ابن عقيل وابن خميس) كان في طليعة الملبين، متحاملاً على وجع عينيه، ومؤجلاً عملية ضرورية؛ كي لا يتأخر عما يراه واجباً.
وهذا الملف «الصغير» كلمة أولى في حق أستاذ كبير عُرف بالدقة والمنهجية والحزم العلمي والبذل الشخصي، وهو ملف نختتم به سنة المجلة هذه التي يتبقى لها العدد القادم ثم تتحول إلى ملحق داخلي خميسي حتى بداية العام الميلادي القادم وفق ما أحطنا به القراء قبلاً.
للأستاذ الدكتور محمد بن عبد الرحمن الربيع دعوات صادقة بأن يبارك الله في عمله، ويَنْسَأ في أجله، وتسعد بعطائه الأجيال.
................................................
*الجزيرة الثقافية ـ العدد 316 ـ في 24/6/2010م.







 
رد مع اقتباس
قديم 24-06-2010, 04:20 PM   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
د. حسين علي محمد
أقلامي
 
إحصائية العضو







د. حسين علي محمد غير متصل


افتراضي رد: ملف خاص في (الثقافية) عن د. محمد الربيِّع

جدير بالتكريم

بقلم: أ.د. عبد العزيز بن محمد الفيصل
.............................................

الأستاذ الدكتور محمد بن عبد الرحمن الربيع متعدد المواهب، فعندما أكتب عنه تتسابق إلي مواهبه وأعماله وإنجازاته وهي كثيرة وجديرة بالوقوف عندها والكتابة عنها مثل:
- ابن ربيع المتفوق في دراسته
- ابن ربيع القارئ النهم
- ابن ربيع الأديب
- ابن ربيع العالم
- ابن ربيع المؤلف
- ابن ربيع الأستاذ في قسم الأدب
- ابن ربيع عميد البحث العلمي
- ابن ربيع وكيل الجامعة
- ابن ربيع رئيس المجلس العلمي في الجامعة
- ابن ربيع رئيس النادي الأدبي في الرياض
- ابن ربيع الماهر في إدارة المؤتمرات
فعندما أتحدث عن تفوقه الدراسي فإن شهاداته تشهد بذلك التفوق فقد درس في المعهد العلمي في الرياض متفوقاً على أقرانه، فترتيبه الأول لا يتأخر عنه، وقد حافظ على تفوقه في دراسته في كلية اللغة العربية بالرياض، وفي دراسته الماجستير والدكتوراه بجامعة الأزهر.
ومع تفوقه الدراسي فهو قارئ نهم، فعندما يفرغ من دروسه يتجه إلى المكتبة السعودية في دخنة، أما في العطلات فهو يقيم في المكتبة السعودية في دخنة حتى إنه يعرف أماكن الكتب أكثر من معرفة العاملين فيها، وقد قرأ جل الكتب الموجودة في المكتبة بالإضافة إلى اطلاعه على الكتب التي تعرض في مكتبات البطحاء ومكتبات الديرة وشرائه ما يفد إلى الرياض من الكتب التي تجلب من مصر ولبنان وسوريا والعراق، وأقول إن المكتبات قليلة في ذلك الزمن فالدكتور محمد خبير بكل صغيرة وكبيرة في مكتبات الرياض، مكتبات البيع ومكتبات القراءة، وقراءته تلك كونت له قاعدة صلبة في العلوم الدينية والعربية والعلوم الاجتماعية حتى إنه لا يسأل عن مسألة فقهية أو إعرابية إلا ويجيب عنها إجابة شافية، أما معرفة الرجال، من رجال الحديث والتاريخ والأدب فقراءته أتاحت له التحصيل الذي خدمه في سني عمره فثمرة القراءة وجد نتيجتها عندما احتاج إليها في أعماله المتعددة.
والحديث عن ابن ربيع الأديب امتداد للحديث عن قراءة الدكتور الربيع، فقد قرأ دواوين الشعر القديمة والحديثة، وقرأ كتب الدراسات لزكي مبارك والعقاد وطه حسين وشوقي ضيف كما قرأ مقالات الرافعي والزيات وطه حسين، هذه القراءات هيأت له الاطلاع الأدبي فطبعته بطابع الأدب الراقي، مما أتاح له الانطباع بأسلوب خاص انفرد به في كتابته ومؤلفاته، فعندما نقرأ اليوم للدكتور الربيع لا نجد أسلوب العقاد ولا نجد أسلوب الرافعي ولا نجد أسلوب طه حسين وإنما نجد أسلوب الدكتور محمد الربيع الموصوف باختيار المفردة ووزن العبارة ونسق الأسلوب المتكافئ فالبناء تام والخلل غير موجود، ورصف العبارة ينبئ عن طبع والمهارة اللغوية تنبئ عن كاتب متمكن من اللغة التي يكتب بها.
وإذا تجاوزنا الأدب إلى آفاق العلم المختلفة فإن الدكتور الربيع قد نهل من مناهله، فلديه دراية بالفقه اكتسبها من دراسته وقراءته الحرة، ولا نستغرب ذلك فجل خريجي جامعة الإمام يعدون أنفسهم من المتخصصين في العلوم الدينية والدكتور الربيع من أبرزهم فهو مطلع على كتاب الله وتفسيره وعلى علم الكلام وأقوال الفلاسفة، وهو محيط بما تحويه كتب الصحاح والمسانيد وإحاطته بالعلوم المختلفة تبرز في أحاديثه وكتابته، فإذا تحدث تحدث عن علم، وإذا كتب قيد كتابته بما يسندها من البراهين والأدلة.
ومؤلفات الدكتور الربيع كثيرة ومتنوعة وإن كان الأدب يغلب عليها، والنقد له نصيب وافر فيها، نلحظ ذلك في كتبه: ابن طباطبا الناقد و(أبو الحسن علي بن محمد التهامي حياته وشعره)، ونجديات الأبيوردي والاتجاه الإسلامي في شعر محمد العيد الخليفة. والدكتور الربيع من المحققين الجادين يدل على ذلك تحقيقه ديوان أبي الحسن علي بن محمد التهامي، بالإضافة إلى أن الاهتمام بالتحقيق برز في بحوثه المختلفة مثل بحثه (التعاون والتنسيق بين الجامعات السعودية في ميدان المخطوطات) ويمتد تأليف الدكتور الربيع إلى الكتب المدرسية فكتابه: (الأدب العربي وتاريخه) المقرر على المعاهد العلمية أفاد الطلاب لسنوات طويلة.
والدكتور الربيع أستاذ في قسم الأدب في كلية اللغة العربية بالرياض، فمحاضراته في الكلية وفي الدراسات العليا أفادت الطلاب وفتحت لهم أبواب التقدم، وطلابه يشهدون له بطول الباع في المعرفة وبإيصال المعلومة مع الأمانة العلمية والحرص على التوثيق، وإذا اطلعنا على الرسائل التي أشرف عليها وجدنا فيها المنهج المتعارف عليه في الدراسة والتحقيق والعلم الموثق، ومؤلفو تلك الرسائل يعترفون برقي تعامل المشرف معهم أثناء كتابة الرسالة، أما مهارة الدكتور الربيع في مناقشة الرسائل فهي معروفة لمن استمع إلى مناقشاته وأنا واحد منهم.
وقد شغل الربيع أعمالاً تجمع بين العلم والإدارة، فقد شغل عمادة البحث العلمي فأرسى قواعدها وخطط للبحث العلمي في جامعة الإمام محمد بن سعود، وأشرف على المجلة، فخطا البحث في الجامعة خطوات غير مسبوقة، وشغل بعد ذلك وكالة الجامعة مع ما تشتمل عليه من أعمال متشعبة فخدم الدراسات العليا ومؤتمرات الجامعة، ووكالة الجامعة عمل أكاديمي ولكن الإدارة تلتف على من يجلس في هذا الكرسي ولكن الدكتور الربيع أعطى الإدارة حقها مع أدائه الجانب الأكاديمي بما فيه من تحمل المحاضرات لطلاب الدراسات العليا، ويرأس الربيع المجلس العلمي بالإضافة إلى وكالة الجامعة، والمجلس العلمي أعماله كثيرة من النظر في المناهج والترقيات وغيرها فأعماله تتطلب الفحص والتدقيق والأناة، ففي كل أسبوع يتطلب منه العمل النظر في ملف يحوي الكثير من الصفحات مع إبداء الرأي الأخير في كل قضية وهي قضايا تتعلق بمصائر طلاب أو أساتذة أو كتاب يقرأ على مدى الزمن، فالمجلس العلمي هو ضمير الجامعة وجوهرها.
وإذا خرجنا من الجامعة إلى النادي الأدبي في الرياض فإن الدكتور الربيع رأس النادي الأدبي لسنوات أثبت فيها حق الجميع في النادي الأدبي، فمع أنه معدود من المحافظين، ومن المنتسبين إلى جامعة الإمام إلا أنه أقر بحق الجميع في النادي، فجمع النادي بين الأصالة والمعاصرة حتى إنه جعل باب النادي مشرعاً أمام كل راغب في الأدب من قديم وحداثي مع إرضاء الجميع، فتكريم الرواد دلالة على الأعمال الجليلة للنادي، ومن جانب آخر: في التكريم دلالة على رضاء المكرمين فلم يعتبوا على فتح النادي للناشئين من كتاب القصة والرواية والقصيدة الحديثة.
ولا ننسى مهارة الدكتور الربيع في إدارة المؤتمرات فقد شارك في الكثير منها وأدار الكثير وخطط للكثير، فهو الخبير بدقائقها وبأوجه النشاط فيها وتلافي مداخل العتب والدقة في صوغ النتائج التي تتمخض عنها المؤتمرات.
وبعد: فما قلته القليل عن شخصية الأستاذ الدكتور محمد بن عبد الرحمن الربيع وما لم أتمكن من قوله الكثير.
................................................
*الجزيرة الثقافية ـ العدد 316 ـ في 24/6/2010م.







 
رد مع اقتباس
قديم 24-06-2010, 04:21 PM   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
د. حسين علي محمد
أقلامي
 
إحصائية العضو







د. حسين علي محمد غير متصل


افتراضي رد: ملف خاص في (الثقافية) عن د. محمد الربيِّع

الإنسان خلقاً وعلماً

بقلم: أ.د. ظافر بن عبد الله الشهري*
...........................................

منذ أن عرفت أستاذنا الدكتور محمد الربيع، وأنا أزداد إعجابا به واحتراما له، لعلمه وخلقه وتواضعه، فهو رجل الوطن بكل صدق وأمانة، نجده اليوم في الرياض وغدا في تبوك، كما نجده في جازان والأحساء في محاضرة أو ندوة أو لقاء فكري أو ثقافي أو أدبي أو مناقشة رسالة علمية أو سوى ذلك، فكل شبر من أرض الوطن الكبير يعني لمحمد الربيع الكثير والكثير جداً.
عرفته أستاذا جامعيا بكل ما تعنيه العبارة من معنى، وعرفته مسؤولا مخلصا أمينا على ما أوكل إليه من مسؤوليات، شغل عددا من المناصب ومنها وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ورأس مجلسها العلمي، كما شغل منصب رئيس نادي الرياض الأدبي، فما غيرته المناصب ولا زادته إلا تواضعا وحبا للعمل وإيمانا بحجم المسؤولية وحرصا على أداء الأمانة، وكان أهلا لكل تلك المناصب وغيرها.
تشرفت أكثر من مرة بالمشاركة معه في مناقشة بعض الرسائل العلمية لطلبة الدكتوراه في تخصص الأدب والنقد، ويعلم الله أنني كنت كلما جمعتني به مثل تلك المناسبات العلمية أشعر بالرهبة والحياء وأنا أجلس بجانبه، فهو علم كبير وأستاذ قدير، وكم استفدت من ملاحظاته ونقده وتعليلاته ربما أكثر مما يستفيد الطالب، والأهم من هذا وذاك أنه يعطي ملاحظاته على الرسالة ويعرضها بأسلوب آسر لا صخب فيه ولا مكان لديه للغة الاستعلاء، شاركت معه في بعض اللجان وسعدت أنا وزملائي في تلك اللجان برئاسته لنا، كنا نجد منه الاحترام والتقدير والكرم، مما جعلنا نحب العمل معه بروح الفريق الواحد، هو لا يستأثر بالرأي وحده ولا يفرض رأيه علينا وإنما الأمر عنده شورى والنقاش يسير وفق أخلاقيات الحوار والمحصلة في النهاية الخروج بأفكار بناءة.
إن هذا الرجل من الرجال القلائل الذين يعملون في الظل ولا يهمهم الظهور الإعلامي ولا استعراض المنجزات وإنما يترك للنتائج أن تتكلم.
إنه محمد الربيع الإنسان خلقاً وعلماً زاده الله بسطة في العمر ورزقه الصحة وجعله ممن أحبه الله فحبب فيهم خلقه.
* أستاذ الدراسات العليا - كلية الآداب - جامعة الملك فيصل _ عضو نادي الأحساء الأدبي
................................................
*الجزيرة الثقافية ـ العدد 316 ـ في 24/6/2010م.







 
رد مع اقتباس
قديم 24-06-2010, 04:23 PM   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
د. حسين علي محمد
أقلامي
 
إحصائية العضو







د. حسين علي محمد غير متصل


افتراضي رد: ملف خاص في (الثقافية) عن د. محمد الربيِّع

حينما يكون الأستاذ أباً!

بقلم: د. وفاء بنت إبراهيم السبيِّل
.......................................

لا يختلف اثنان على الاعتراف بفضل الأستاذ على طلابه، فقد جاء فضله من مقامه العلمي الذي قال عنه خير البشرية - صلى الله عليه وسلم -: (من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهّل الله له به طريقاً إلى الجنة)، و(فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم). ولكن فضل الأستاذ يتجاوز ذلك إذا حباه الله إلى جانب علمه حسن الخلق ولين الجانب والرأفة والرحمة بمن يعلّمهم. إن مكانة هذا الأستاذ عند طلابه تصل إلى مقام الأب والوالد فيجتمع له حق المعلم وحق الأب.
ومقام أستاذنا الفاضل الدكتور محمد بن عبد الرحمن الربيِّع عند طلابه الذين نهلوا من علمه، ومن حظوا بشرف إشرافه على رسائلهم، مقام كبير، فهو أستاذ ومعلّم وأب. ولقد خصني الله بفضله عندما أشرف علي أستاذي الكريم د. الربيِّع في مرحلة الماجستير، بل إن له الفضل بعد الله في تسهيل تسجيل موضوع رسالتي التي كانت في موضوع ما زالت الأقسام العلمية في الجامعات تتوقف كثيراً قبل قبوله (أدب الأطفال). ولا غرو فهو يعد من أوائل المهتمين بموضوع أدب الأطفال سواء في بحوثه أو في المحاضرات واللقاءات التي تعقد حوله.
وكثيراً ما تنتهي العلاقة بين الأستاذ وطلابه بعد انقطاع أسباب تلك العلاقة، ونادراً ما يتذكر الأستاذ تلاميذه بعد ذلك. وعلى عكس ذلك كان الدكتور محمد الربيِّع وما زال يذكّرني بصفتي إحدى طالباته، ويُسند لي الأعمال في اللجان التي يشارك فيها، ويمنحني الثقة في تقويم البحوث العلمية وفحصها في الندوات والملتقيات العلمية، وليس ذلك لخصوصية لي ولكن هذا ديدنه مع طلابه كلهم.
إنني أكتب هذه المقالة القصيرة لأعبر عن امتناني الكبير وامتنان الكثيرين ممن عملوا مع الدكتور محمد الربيِّع أو تتلمذوا على يديه، وهو امتنان تعجز الكلمات أن تحيط به، ولكننا لا نملك إلا أن ندعو لأستاذ الجميع بموفور الصحة والعافية، وأن يمنحه الله طول العمر لينير لنا ساحتنا الثقافية.
................................................
*الجزيرة الثقافية ـ العدد 316 ـ في 24/6/2010م.







 
رد مع اقتباس
قديم 24-06-2010, 04:25 PM   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
د. حسين علي محمد
أقلامي
 
إحصائية العضو







د. حسين علي محمد غير متصل


افتراضي رد: ملف خاص في (الثقافية) عن د. محمد الربيِّع

العالم والإداري والإنسان

بقلم: د. عبدالله الحيدري*
.............................

في البدء تحية تقدير وإجلال لجريدة الجزيرة، ولمجلتها الثقافية بقيادة ربانها الماهر الزميل الوفي الدكتور إبراهيم التركي، ولأخينا العزيز الأستاذ علي بن سعد القحطاني على فكرة هذا الملف عن أستاذنا الغالي الدكتور محمد بن عبدالرحمن الربيِّع عضو مجمع اللغة العربية بالقاهرة ووكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سابقاً.
ولعلي في هذه المناسبة أسترجع ذكرياتي معه، وأظنها قاربت العشرين عاماً، وربما كانت العلاقة في بدايتها إذاعية، ثم صحفية عندما كنت أشرف على الصفحات الثقافية بجريدة المسائية، ثم علمية حينما كنت أخطط لرسالة الماجستير عن السيرة الذاتية في الأدب السعودي وأستشيره بوصفه أستاذاً متخصصاً في الأدب والنقد.
وعندما كلف بوكالة الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي، ثم رئيساً لمؤتمر المملكة في مئة عام أثناء الذكرى المئوية انشغل نوعاً ما عن محبيه فلم نعد نجتمع به إلا في لقاءات إعلامية لا تتيح فرصة للجلوس معه مدة طويلة، ومع ذلك فلم تكن تلك المدة خالية من لقاءات ودية خارج المنزل يجمعنا فيها أبو هشام على موائده العامرة. وربما أهم مرحلة توطدت فيها العلاقة مع أستاذي وصديقي الغالي الدكتور محمد الربيِّع عندما كُلف برئاسة مجلس إدارة النادي الأدبي بالرياض في المدة من (1422-1426هـ) إذ أصبحت ألتقي به مرتين على الأقل أسبوعياً في النادي أو المنزل، وكلفني أثناءها بلجنة لتطوير مكتبة النادي، وأشركني في اللجنة التحضيرية لملتقى النقد الأدبي، وأفضل عليّ بطباعة رسالتي في الدكتوراه عن حسين سرحان في ثلاثة مجلدات، وشرفني بإلقاء محاضرة عن الفضاء الاجتماعي في السير الذاتية السعودية.
والدكتور محمد الربيِّع إنسان يعشق العمل لدرجة تصعب على الوصف، ويملك علاقات واسعة في داخل المملكة وخارجها، ولا يقتصر في صداقاته على جيله، بل تمتد علاقاته وصداقاته إلى من هم أكبر منه ومن هم أصغر منه؛ ولذلك لم نشعر أنه قدم استقالته من النادي الأدبي، ولم نشعر بتقاعده الرسمي من الجامعة فقد ظلّ متواصلاً مع جميع الجهات التي عمل بها عضواً في اللجان، ومشاركاً بالرأي، وفاعلاً وحاضراً في التخطيط لكل عمل علمي أو ثقافي: في جامعة الإمام، وفي النادي الأدبي من خلال ملتقى النقد (عضوا ورئيساً للجنة)، وفي مكتبة الملك فهد الوطنية، وفي مكتبة الملك عبد العزيز العامة، وفي وزارة الثقافة والإعلام، وفي دارة الملك عبد العزيز.
والحديث عن عمل الدكتور محمد الربيّع في دارة الملك عبد العزيز وحده يستحق مقالة مستقلة، فهو نموذج للمستشار الفاعل المخلص، وأتحدث هنا عن تجربة معه تقترب من عشر سنوات إذ أحسن في الظن فرشحني قبل أن آخذ الدكتوراه بأشهر عام 1423هـ عضواً في موسوعة عن الأدب العربي الحديث إلى جانب أسماء كبيرة: (السماري، والحازمي، والبازعي، والمعيقل) للتخطيط لإعداد مداخل عن بعض من أدباء المملكة المشاهير لموسوعة يشرف عليها الدكتور حمدي السكّوت عن الأدباء العرب، وأنجزت اللجنة عملها بتمويل ومتابعة من الدارة، وصدرت عام 2007م في القاهرة بعنوان (قاموس الأدب العربي الحديث). ولأن السكّوت لم يستطع نشر جميع المداخل التي أشرفت عليها اللجنة بمعونة من عدد من الباحثين فقد تقدم الدكتور الربيّع باقتراح إلى مجلس إدارة الدارة للخروج بعمل متكامل عن الأدب والأدباء في المملكة العربية السعودية، وصدرت موافقة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض رئيس مجلس إدارة دارة الملك عبد العزيز على قيام الدارة بهذا العمل الموسوعي الكبير الذي أخذ اسم (قاموس الأدب والأدباء في المملكة العربية السعودية)، وكنت محظوظاً أن أكون ضمن اللجنة العلمية المشرفة على القاموس التي بدأت أعمالها عام 1429هـ، وضمن لجنة أخرى في الدارة أيضاً تعمل على موسوعة عن الملك عبد العزيز في الشعر، وسنكون معاً بحول الله في عمل وطني ثالث قادم تنهض به الدارة لم يحن الوقت للحديث عنه!.
ولقد أسعفني الحظ أيضاً بأن أكون إلى جانب أستاذي الدكتور محمد الربيِّع عام 1430هـ في لجان مؤتمر الأدباء السعوديين الثالث الذي نهضت به وكالة وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية.
وهذه الأعمال مجتمعة (ملتقى النقد، وموسوعتا الدارة، ومؤتمر الأدباء، وغيرها) جعلتني ملازماً للدكتور محمد الربيّع، وإذا حضرت وحدي لمناسبة أدبية سألوني: أين أبو هشام؟، وأظنهم يسألونه أيضاً إذا حضر مناسبة وليس معه تلميذه المحب له كاتب هذه السطور!.
ولم يقتصر اللقاء به والتعاون معه والاستفادة منه على مدينة الرياض، حيث نسكن، بل ترافقنا في أكثر من سفر إلى جدة لحضور ملتقى النص، وإلى تبوك لحضور الملتقى الثقافي، وإلى الأحساء لحضور ملتقى جواثا، وإلى القصيم لحضور مناسبات أدبية هناك، وإلى جازان وأبها والأحساء للمشاركة في ندوات تعريفية بقاموس الأدب والأدباء، وإلى الدمام لمناقشة رسالتين هناك، وإلى القاهرة والإسكندرية، وإلى أماكن عديدة.
وغني عن القول فإن ملازمة عالم بحجم الدكتور محمد الربيّع، وإداري محنّك بقامته، وإنسان محبوب يملك رصيداً كبيراً من العلاقات الوثيقة بشرائح عديدة من وجوه المجتمع أفادتني أيما إفادة، ومنحتني تجارب مهمة تفوق سني، وأعطتني دروساً في الحياة وفي العمل ما كان لي أن أحصل عليها لو لم أتعرف عليه.. وخلال علاقتي الطويلة به كنت معجباً بأفكاره النيّرة وآرائه الصائبة وبقدراته في إدارة الاجتماعات وتسيير اللجان، وتوزيع الأعمال، مع التزام شديد بالوقت بدءاً ونهاية، وحرصاً على إضفاء روح المرح والفكاهة على الاجتماع بين آونة وأخرى ترويحاً للمجتمعين، وتخفيفاً للجد الذي يطبع هذه اللقاءات.
وثمة خصال عديدة يتمتع به أستاذنا العزيز، ومنها الوفاء لأساتذته وزملائه، وحبه لطلابه وتشجيعه لهم.
ومن ذلك حرصه عندما نكون قريبين من رابطة الأدب الإسلامي العالمية أن نسلم على أستاذنا الدكتور عبد القدوس أبو صالح، وتكرر ذلك أكثر من مرة، وعلى الدكتور عبدالعزيز السبيِّل في وكالة وزارة الثقافة والإعلام للشئون الثقافية، وخارج الرياض حرص على السلام على الشيخ أحمد المبارك رحمه الله في الأحساء، وعلى الشاعر علي بن أحمد النعمي رحمه الله في جازان، وفي القاهرة على الدكتور عبد الحميد إبراهيم، وعلى الشاعر محمد التهامي، وفي الإسكندرية على الدكتور عبده الراجحي رحمه الله الذي كانت زيارتنا له قبل وفاته بشهر تقريباً.
ومع أن أستاذنا العزيز قدّم للمكتبة العربية نحواً من ثلاثين كتاباً إلا أنها لم تحظ بتوزيع جيد يوازي ما بذل فيها من جهد؛ ولذلك كنت وما أزال أقترح عليه أن يقدمها لدار نشر تملك إمكانات قوية في الإخراج والتوزيع لتتولى إصدار الأعمال الكاملة له.
ومن كتبه التي أرتاح لمطالعتها بين فترة وأخرى كتابه الشهير (أدب المهجر الشرقي)، ومقالاته المجموعة في كتابه (خمائل وأزهار) بحلته الرائعة التي لا يفتأ الصديق سعد بن عايض العتيبي يمتدح شكله ومضمونه.
ومما أقترحه على أبي هشام أن يتخذ له جلسة أسبوعية بعد المغرب أو العشاء في منزله يجمع فيها محبيه للتحاور والنقاش حول الشأن الثقافي العام، وأظن أنها ستكون ناجحة؛ لأنه يستقبل كل أسبوع في منزله عدداً كبيراً منهم في أوقات متفرقة لمشاورته والحديث معه والاستفادة من تجاربه الإدارية والثقافية بشكل عام، وربما كان الأفضل ترتيباً لوقته أن يكون اللقاء محدداً بيوم معيّن. وبحكم الاهتمام بجنس السيرة الذاتية فليته يدون ذكرياته الثرية وخبراته العميقة في الشأن الثقافي في كتاب يخلّد تجاربه الحقيقة بالتدوين والبقاء نبراساً تستنير به الأجيال.
ومن منطلق (الأرواح جنود مجنّدة...)، فإن مما وطّد الصداقة مع أبي هشام كل هذه المدة مع رسوخها يوماً بعد يوم التقاؤنا في صفات مشتركة تأكدت لديّ بسبب طول ملازمتي له، من أهمها: الرغبة الأكيدة في خدمة الأدب في المملكة العربية السعودية، والالتزام الشديد بالمواعيد واحترام الوقت، وحب العمل والانغماس فيه.
محمد الربيِّع: معلمي، وصديقي، ووالدي، ودعائي الصادق له بالصحة والعافية والعطاء الثقافي المتواصل لخدمة هذا الوطن ومواطنيه.
............................
* أستاذ الأدب المشارك بكلية اللغة العربية بالرياض aaah1426@gmail.com
................................................
*الجزيرة الثقافية ـ العدد 316 ـ في 24/6/2010م.







 
رد مع اقتباس
قديم 24-06-2010, 04:26 PM   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
د. حسين علي محمد
أقلامي
 
إحصائية العضو







د. حسين علي محمد غير متصل


افتراضي رد: ملف خاص في (الثقافية) عن د. محمد الربيِّع

اللجان المربعة

بقلم أ.د عبد الله بن عبد الرحمن الربيعي*
.........................................

عرفت محمداً الربيع - علمياً - فور عودتي من فرنسا عام 1989م، فقد كان عميداً للبحث العلمي في الجامعة عدد سنين، وما إن سمع بقدومي حتى اختبرني بملف ضخم ضاقت به مكتبة المركز بما رحُبت، وكان غلافه يئن من وطأة وثائقه التي كانت حول مؤتمر عُقد في باريس عن جماليات المحراب في الإسلام.. وطلب مني إبداء الرأي فيه.. أما معرفتي به - عن كثب - فكانت عندما عُينت وكيلاً ثم عميداً للبحث العلمي في الجامعة (1416-1421هـ)، وكان - إذ ذاك - وكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي.. ودعوني أبحر في أعماق هذه الشخصية «الكوكتيل» وإن شئتم «البانوراما»:
لم يكن يدور في خلد والده الذي يملك دكاناً في الديرة أن ابنه يختلس لحظات من «وقت الدكان» ليختلف إلى «مكتبة الملك سعود في دخنة»، فيقرأ كل كتاب يقع بيده وتحت ناظريه دون تقيُّد بفن.. أو تحديد لمستوى.. حتى أجهز على ما فيها من كتب قيمة ونادرة.. وربما «محدودة الاطلاع».. شبَّ عن الطوق ووجباته السريعة كتيبات «أعلام العرب» ومقالات «الرسالة».. ووجباته الدسمة أساطين المعارك الأدبية في الصالونات المصرية، هضم مقامات الحريري، وشرب من شلالات الشعر العربي، ودلف إلى قاعات الروايات المترجمة.. ويبدو أن أباه أدرك أن ابنه لم يخلق تاجراً، فقرر أن يتركه مع حبيباته اللاتي يمثلن بين يديه، فيمعن فيهن النظر، ويقضي معهن وطره الثقافي، ثم يودعهن أرفف المكتبات العامة إلى أن تمكن من شراء بعضهن بملك اليمين، ليرقدن في مكتبته رقدة أهل الكهف، لولا أنه يقلبهن ذات اليمين وذات الشمال، فيما لو أشكل عليه أمر ذو بال.
عجمت عوده فألفيته شديد المراس في كل ما يتعلق بعزة النفس.. أو حين تحدث «دنفسة» في القرارات، لا يتراجع عن قرار اتخذه لأنه لا يتخذه إلا بعد روية وبُعد نظر، لا يحب التثاؤب في الجلسات، يحسم الجدل، ويكافح الدجل، ويختبر النوايا، فتخرج التوصيات، أو القرارات خلواً من المجاملات أو الشللية أو التصنيفات، يكره «موديل» وش وقفنا عليه» من الكائنات التي تخرج من لجنة إلى لجنة دون أن تقرأ جدول الأعمال أو تدلي برأي ومثلها -وأيم الله- يهدم ولا يبني.. أين منها فأر سد مأرب الذي اتهم - زوراً وبهتاناً - بتفجير السد لينجو عرب الأمس من كارثة هم سببها.. كان حظي أن أشترك في معظم اللجان التي يترأسها الربيع أو يكون عضواً فيها.. ومعنا أو نحن معه الأستاذ الدكتور عبد العزيز الربيعة عضو المجلس الأعلى للقضاء، حتى إن بعض الظرفاء كان يطلق على هذه اللجان «اللجان المربعة».
ولأن السفر يسفر عن طبائع الرجال ويسقط أقنعة الماكياج، والتصنع، والمراعاة والمداراة، فقد تسنى لي السفر مع المُحتفى به إلى المغرب وإسبانيا، وقد اختصر المسافة والزمن بحديث لا يمل وبتسلسل متصل، عبر حدائق في الأدب واللغة والثقافة والعقيدة وأصول الفقه والفلسفة والفن والرياضة.. حياته مُترعة بالمواقف والطرائف بحكم جولاته وتنقلاته وكثرة صداقاته في الداخل والخارج، كأنه يستعرض شريطاً لا ينقطع من الذكريات ومصدرها ذاكرة غير منخلية.
أما في الندوات والمؤتمرات فحدِّث عنه ولا حرج، حيث يعتكف في مقر المؤتمر أو الندوة لأنه في الغالب مكلف باللجنة التحضيرية أو العلمية، ولا يعود إلى منزله إلا بعد تلاوة التوصيات الختامية، والعجيب أنه يستمتع بمثل هذا «الإرهاق» الذي يثقل كاهل من يعمل معه.. كان يتابع أوراق العمل ويناقش ويداخل، فاكتسب من قراءاته ومشاركاته وعلاقاته ثقافة عامة تحرر بها من أسرْ التخصص فهو أديب، مفكر، إداري.. وهو في الجانب الآخر وطني لا تعوقه وطنيته عن الانفتاح على الخارج بكل تقلباته وأفكاره.. هو باحث عن الجديد، حريص على التطوير.
إن محمداً الربيع شخصية ذات جوانب متعددة، يملك موهبة التذكر واسترداد المعلومات، وحضور البديهة بثقة يصفها البعض بالمفرطة، بتواضع جم، غير أنه يثور فجأة كالبركان الخامد عندما يتعرج الموضوع، ويظلم الطريق، ويغدو الحديث تيهاً ونفقاً لا آخر له.. طبَّق الأنظمة حتى على نفسه، فرفض أن يقدم بحوثه للترقية إلى الأستاذية، لأنه رئيس المجلس العلمي، فاستنكف أن يمضي قراراً بترقية نفسه، لأنه يرى في ذلك شبهة، هو بغنى عنها.. ولم يدر أن موقفه هذا رقّاه إلى أستاذ الأساتيذ بشهادة عارفيه، وتزكية مجالسيه من أساطين الأدب العربي.. وله ولأبي يزن.. ولمن قرأ تحاياي.
............................
* أستاذ العلاقات الحضارية - أستاذ الدراسات العليا - كلية العلوم الاجتماعية، قسم التاريخ والحضارة بجامعة الإمام - روابي الرياض - ص.ب 100107 الرياض 11635
................................................
*الجزيرة الثقافية ـ العدد 316 ـ في 24/6/2010م.







 
رد مع اقتباس
قديم 24-06-2010, 04:28 PM   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
د. حسين علي محمد
أقلامي
 
إحصائية العضو







د. حسين علي محمد غير متصل


افتراضي رد: ملف خاص في (الثقافية) عن د. محمد الربيِّع

الربيع: محور خبرة

بقلم: د. فهد بن عبدالله السماري*
.........................................

يتميز الإنسان الفاعل بالاستمرارية والتنوع في العطاء والصدق في الرأي، وهذا ما يميز الأخ الدكتور محمد بن عبد الرحمن الربيع، حيث تجد إسهاماته تترجم ذلك بكل وضوح سواء من خلال مشاركاته المتعددة ومن خلال علاقاته مع من حوله، فالدكتور الربيع محور خبرة خاصة تلتقي فيها جهود وإسهامات ومواقف وعطاءات بلا حدود، فلقد أسهم ولا يزال في العديد من المجالات العلمية والأدبية والثقافية، ولا تكاد تجد مؤسسة ثقافية وعلمية إلا وله مشاركة ذات أهمية فيها.
عرفته منذ أن كان مدرسا بالمعهد العلمي في الرياض وكنت أحد طلابه، ورأيت فيه الأستاذ المخلص والحريص على إيصال المعرفة في اللغة العربية والأدب للطلاب، كما لاحظت وزملائي الطلاب شخصية الأستاذ الربيع في الفصل التي كانت ممزوجة بالجد والروح المرحة المنضبطة، كان يأتي إلى الفصل وهو في كامل استعداده من حيث التحضير والمعلومات، وكان يجتذب الطلاب بأسلوبه الرائع في إيصال المعرفة إلى أذهانهم، وفي إثارته للأسئلة المناسبة التي ترسخ لديهم فهم المادة وموضوعاتها.
شهد البحث العلمي في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية على يديه تأسيس عمادة البحث العلمي وتكوين مشروعات علمية متعددة، وأصبح صديقاً وزميلاً لقطاع عريض من أساتذة الجامعة آنذاك، وواصل الدكتور الربيع إسهاماته من خلال وكالة الجامعة للبحث العلمي ثم بمشاركاته المختلفة في عدد من المسؤوليات الإدارية بالجامعة. كما أسهم في تطوير الجامعة مع مسؤوليها من خلال مشاركاته وأفكاره وحرصه على خدمة هذا الصرح العلمي الذي تعلم وعلم فيه.
له مشاركات كثيرة ومتعددة في عضوية لجان وهيئات علمية لدى مؤسسات علمية وثقافية نتيجة لخبرته وقدرته العلمية والتنظيمية. عرف يتميز تلك المشاركات من خلال منهجيته حيث يحضر إليها وهو مستعد من حيث قراءة جدول الأعمال وإعداد الرأي بشأن الموضوعات المدرجة فيه وعندما يتحدث بملاحظاته فإنه يتخذ مساراً مميزاً في عرضه، فهو يبدأ بعرض فهمه أولاً لما هو مدون ثم يعرج على ما هو متوفر من جهود ترتبط بالموضوع ويختم برأيه مع التدليل على ما رآه من واقع خبرته الواسعة واطلاعه العميق. هذه المنهجية في مشاركاته الموفقة في اللجان والهيئات العلمية دليل على قدرته العلمية وشخصيته المميزة. ومن سمات شخصيته أيضاً أنه يعد مصدراً للخبرة لدى الكثير من أحبائه وأصدقائه الذين يلجأون إليه لمعرفة معلومة معينة أو لسؤاله عن أشخاص مناسبين لأعمال علمية. لذا تجد الدكتور الربيع محور خبرة للجميع دون استثناء ولا يبخل على الإطلاق بأي معلومة تطلب منه.
لا يذكر الدكتور الربيع إلا ويذكر عنصر المبادرة والإبداع، فهو دائماً متجدد بأفكاره واقتراحاته التي يبادر بتقديمها للجهات العلمية ويعمل معها على تنفيذها دعماً ومساندة بالرأي، ليس في تفكيره مواقف ضيقة أو مساندة محدودة أو مقصورة على البعض، وليس في قاموسه مفردات بغيضة حتى ضد من يواجهونه بالنقد أو سوء الفهم. وتتسم شخصيته بالصراحة المنضبطة التي لا تؤذي ولكنها تحقق الهدف من حيث تصحيح وضع أو إبداء رأي علمي في موضوع معين.
ومما يميز شخصيته أيضاً مشاركاته العلمية في الندوات والمحاضرات التي تلفت النظر من حيث حسن الإعداد والسيطرة على الموضوع والفائدة التي يجنيها من يستمع إلى عرضه لأبرز مضامين ما كتبه في تلك المشاركة لذا يلاحظ عليه الاهتمام بأي مشاركة يوافق عليها في أي منتدى علمي ويقوم بجمع المادة وسؤال أهل الخبرة قبل أن يصوغ مادة محاضرته ومن سمات مشاركاته اختياره الجيد لموضوعاته بحيث تكون جديدة وغير مطروقة وبها فائدة للحضور.
ومن الزوايا التي تضيء شخصية الدكتور الربيع كونه مصدراً للمساندة للآخرين بالكتب والمراجع نظراً لأنه يحتفظ بمكتبة جيدة ومهمة لذا تجده دائماً يزودك بكتاب أو أكثر يرى أنها تهمك حسب الاختصاص دون طلب أو استفسار.. وهذا يدل على أنه يمتد بعطائه للآخرين ويفكر بنفسه فيما يفيدهم ويعمل على تعزيز ذلك من خلال هذه المواقف الرائعة والأصيلة.
هذا شيء من كثير عن شخصية الأخ الدكتور محمد الربيع، وهذا شيء من أشياء عن إسهاماته وأساليبه التي تحتاج إلى مساحة أوسع، إلا أنه من الضروري القول بأن هذا العطاء المتجدد مستمر ويستحق المزيد من الاهتمام لاستثماره بما يفيد هذه البلاد. فالدكتور الربيع محور خبرة متواصلة يتمتع بوطنية مخلصة وصدق حقيقي لا حدود له. وفقه الله ومتعه بالصحة والعافية.
......................
* أمين عام دارة الملك عبد العزيز.
................................................
*الجزيرة الثقافية ـ العدد 316 ـ في 24/6/2010م.







 
رد مع اقتباس
قديم 24-06-2010, 04:29 PM   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
د. حسين علي محمد
أقلامي
 
إحصائية العضو







د. حسين علي محمد غير متصل


افتراضي رد: ملف خاص في (الثقافية) عن د. محمد الربيِّع

الربيِّع كما عرفتُهُ

بقلم: أ.د. حسين علي محمد
..................................

عن الدكتور محمد بن عبد الرحمن الربيع، المولود في الرياض عام (1366هـ/ 1947م) الناقد الأدبي المعروف، والمهتم بالتراث الإسلامي، والثقافة العربية، والأدب المعاصر، وقضايا اللغة العربيةِ، وصاحب الكتب التي اقتحمت المجهول في الأدب العربي، وكانت فتحاً، ومنها كتاب (أدب المهجر الشرقي) الذي فتح باباً ومهَّد طريقاً للدارسين، وتناول أدباً شبهَ مجهولٍ وهو (الأدب العربي المهاجر إلى الشرق والشرق الأقصى، أدب هؤلاء العرب الذين نزحوا إلى إندونيسيا وماليزيا والفلبين وسنغافورا والهند).
عن الدكتور محمد بن عبد الرحمن الربيع وكيل جامعة الإمام، وعضو مجمع اللغة العربية بمصر، والرجل الخلوق المحب لأصدقائه، المقدر لهم..
أكتبُ بعضَ ما عرفتُه عنه:
يُعرفني بأصدقائي!
عرفتُ اسم الدكتور محمد بن عبد الرحمن الربيِّع - لأول مرة - في نهاية صيف 1985م، حينما قرأتُ اسمه محققاً لديوان أبي الحسن علي بن محمد التهامي، الصادر عن مكتبة المعارف بالرياض.
قرأتُ الديوان مُعجباً بشعر الشاعر، وبالتحقيق الذي اجتهد في إخراج ديوان الشاعر كما أبدعه، ولم يتدخَّل كثيراً في شرح المعاني. ولم يكن في ظني أني سألتقي محقق ذلك الديوان ذات يومٍ.
وفي آخر عام 1991م جئتُ إلى جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، للعمل في قسم الأدب بكلية اللغة العربية بالرياض، وكان الدكتور محمد بن عبد الرحمن الربيع وقتها يعمل عميداً للبحث العلمي بالجامعة، لكنه كان يحضر الاجتماع الأسبوعي للقسم، كلَّ يوم سبتٍ؛ ويُشارك بالرأي فيما يدور من نقاش حول بعض القضايا والمقترحات، التي يطرحُها القسمُ، أو تُحالُ إليْه من الكلية، أو الجامعةِ، أو يرفعُها الأعضاء. وقد كنتُ أُعجَبُ بمناقشاتِهِ للخطط المُقدمة من الباحثين للتسجيل لدرجتي الماجستير والدكتوراه؛ فيُبدي رأيَهَ في الموضوعِ مُوافقاً أو مُعترضاً، من خلال حججه وأسانيده التي تُؤازر موقفه.
وبعد أسابيع قليلة من مكوثي في الرياض كنتُ متجهاً لصلاة الظهر في مسجد الجامعة، عقب أحدِ اجتماعات القسم، فسمعتُ صوته يناديني من الخلف، فتوقّفتُ فلحق بي، واطمأن على إقامتي في الرياض، ولما عرف أنني من محافظة الشرقية بمصر، سأل: من أين في الشرقية؟ فسألتُ مستعجباً: أتعرفها؟ فضحك، وقال: أعرف الزقازيق وديرب نجم، وأبو حماد، ومنيا القمح، وبلبيس... فقلتُ له: أنا من ديرب نجم. فقال: هل عندك المحاضرة الخامسة؟ (وهي تلك التي تبدأ عقب صلاة الظهر؟).. قلتُ: لا..
فقال وهو يبتسم: إذن انتظرني بعد الصلاة حتى أُعرفك بأحد أبناء بلدك! أو كما تقولون في مصر (بلدياتك).
وانتظرتُه بعد الصلاة، فأخذني إلى عمادة البحث العلمي، وعرَّفني على (صديقي القديم) الأستاذ الدكتور سمير عبد الحميد إبراهيم، أستاذ اللغة الأُردية بالجامعة. فلما رآنا نتكلم عن ذكريات قديمة، ضحك وقال:
- إذن أنت تعرفه!
فقلتُ: الدكتور سمير كان معيداً وأنا طالب بكلية واحدة، هي كلية الآداب - جامعة القاهرة، وكان يُرسل لي نتيجتي كلَّ سنةٍ من (الكنترول!)، قبل أن تظهر للطلاب! وعندي نسخة مخطوطة من رسالته للماجستير عن ديوان إقبال (أرمغان حجاز) أو (هدية الحجاز)، وقد كتبتُ عنها وأنا طالب في مجلة (الأديب) اللبنانية عام 1972م.
كتب.. ومقالات
أمضى الدكتور محمد بن عبد الرحمن الربيع ثمانية أعوام وكيلاً للجامعة، كنتُ أزوره بين حين وآخر، في مكتبه، فأجده كما هو معنا في القسم، يُقابل الجميع بمودة وترحاب. ولم تشغله وظيفته عن الكتابة العلمية الرصينة التي يُقدمها في كتبٍ، أو مُحاضراتٍ، وفي المجلات المحكمة، أو الصحف (أحياناً).
ومن هذه الكتب كتاب (أدب المهجر الشرقي)، الذي بدأ مقالةً في (مرآة الجامعة)، ثم محاضرةً في نادي الرياض الأدبي، ثم كتاباً في عدة طبعات.
وقد قال في مطلع المقالة: (إذا قيل الأدب المهجري انصرف الذهن إلى أدب المهاجر الأمريكية. إلى الأدب العربي الذي قاله المهاجرون العرب من المشرق بعامة ومن سوريا ولبنان بصفة خاصة إلى الأمريكتين، فالذين هاجروا إلى أمريكا الشمالية أطلق على أدبهم (أدب المهجر الشمالي) والذين هاجروا إلى أمريكا الجنوبية أطلق على أدبهم (أدب المهجر الجنوبي) ويمتاز هذا الأدب بخصائص تميزه عن غيره من حيث الأسلوب والعاطفة والأفكار.
وأغلب الأدباء الذين هاجروا إلى الأمريكتين هم من العرب النصارى، ولذلك نجد التأثير المسيحي واضحاً في هذا الأدب مهما قيل عن طوابعه الإنسانية وانتماءاته العربية.
وكنت دائماً أتساءل؟!
هل اتجه كل المهاجرين العرب إلى الأمريكتين؟!
ألم تتجه طائفة أخرى إلى مهاجر أخرى؟
لماذا يقصر اصطلاح (الأدب المهجري) على تلك الفئة وذلك المكان؟
وظل السؤال في ذهني.
حتى قدر لي أن أذهب في مهمة رسمية إلى إندونيسيا تلك الجمهورية الإسل أمية الشرقية الكبرى التي تضم أضخم تجمع للمسلمين الذين يتعرضون لحملات التنصير. وهناك التقيت بطوائف من العلماء والمثقفين.
واسترعى انتباهي وجود مجموعة من العرب في تلك المناطق.
ولهؤلاء قصة يطول شرحها، وتاريخ مجيد يحتاج إلى من يزيل عنه غبار السنين.
أجداد هؤلاء هم الذين نشروا الإسلام في إندونيسيا.
وفتحوها بأخلاقهم وعلمهم وحسن تعاملهم.
حتى انتشر الإسلام هناك بالقدوة وحسن المعاملة.
وأغلب هؤلاء قد هاجروا من جنوب الجزيرة العربية ومن إقليم (حضر موت) بصفة خاصة.
وقد شاهدت ثلاثة أجيال من هؤلاء: الجد الرجل الكبير يجيد العربية قراءة وكتابة، بل وشعراً...
ووجدت الأب وقد اضطرب لسانه وضعفت عربيته لكنه يحاول ولا يكاد يبين.
ووجدت الابن وقد فَقَدَ العربية فلا يكاد يعرف منها شيئاً.
تلك مأساة هؤلاء العرب.
وليس عن هذا أريد الحديث.
لكني أردت أن أصل منه إلى عنوان الموضوع وهو (أدب المهجر الشرقي).
وقد رجع إلى دواوين شعراء المهجر الشرقي، ودورياتهم، وأظهر لنا أدباً جديراً بالدراسة والالتفات إليه.
ثمَّ عملَ على هذه المقالة، ورجع إلى دواوين أدباء المهجر الشرقي، ومجلاتهم التي ظهرت في إندونيسيا مثل (النهضة الحضرمية) و(الكويت والعراقي) وغيرهما، ثم أصدر هذا الكتاب في عدة طبعات، وسيبقى أحد الكتب المهمة في دراسة الأدب العربي وتاريخه؛ لأنه يُطلعنا على أرضٍ جديدة فيه، لم يطأها أحدٌ من قبل. وتقودنا الإشارة إلى مقالة (أدب المهجر الشرقي) قبل أن تصير كتاباً إلى إشارةٍ ثانية نودُّ التنبيه إليها، وهي أن الدكتور محمد بن عبد الرحمن الربيع يعدُّ واحداً من كبار كتاب المقالة الأدبية في عصرنا، وهو قد جمع مقالاته المتنوعة في عدة كتبٍ، منها: (خمائل وأزهار) نشر مكتبة المعارف بالرياض 1416هـ، وهو يرى أن الكتابة الأدبية (فن رفيع لا يقدر عليه إلا من أوتي ثقافة عالية وأسلوباً جذاباً ممتعاً، وهي تنطلق من الرغبة، ولا تتخلى عن الالتزام، وتخضع لعوامل كثيرة منها العشق للموضوع والامتزاج به والقدرة على تحديده وبسطه والتدليل عليه). وهو تعريف موجز بديع لفن المقالة طبقه صاحبه، وكتب مقالاتٍ مميزةً درسها بعضُ من كتب عن فن المقالة الأدبية في العالم العربي..
حب وتواصُل
أحب الدكتور محمد بن عبد الرحمن الربيع مصرَ، وأحبته. وكان من ثمار هذا الحب ما وجدناهُ من تواصلٍ ثقافي، وأدبي، وإنساني. يمثلُ صفحةً من أنصع صفحات الوفاءِ والعطاء المتبادل.
وقد حدّثني الدكتور الربيع عن علاقتهِ بكثيرٍ من أعلام مصرَ الذين صادقهم، وبادلهم الودَّ والتقدير، ويصعب حصرهم، ومنهم أساتذته في كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر - التي حصل منها على الماجستير والدكتوراه، ومنهم الدكاترة: حسن جاد حسن، وسليمان ربيع، وعبد السلام سرحان، ومحمد السعدي فرهود، وعبد الرحمن عثمان... وغيرهم.
وقد عرف عدداً من الأفذاذ من غير جامعة الأزهر، منهم: الأساتذة الدكاترة: يحيى الخشاب، وحسين نصار، وبدوي طبانة، ورمضان عبد التواب، وحمدي السكوت، ومحمود فهمي حجازي، وعبد الفتاح الحلو، وعبد الحميد إبراهيم، ومحمود الطناحي، وكمال بشر، وعبده الراجحي، ومحمد أبو الأنوار... وغيرهم (وبعضُهم فاز بجوائزَ عالميةٍ)... ويطولُ المجالُ لو حاولتُ الاستقصاءَ.
كما تعرف على بعض الشعراء والمبدعين، والأكاديميين من مُجايليه، ومنهم: سمير عبد الحميد إبراهيم، ومحمد عبد اللطيف هريدي، صابر عبد الدايم، ومحمود توفيق، وأحمد زلط، وبدر بدير، ومحمد عبد الواحد حجازي... وغيرهم.
وله مع بعضهم كالدكتور محمود الطناحي طرائف يذكرها، وهي من المرويات الشفاهية التي قد تضيع مع الأيام، وللشاعر بدر بدير قصيدة فيه. وقد أصدر محبوه بمصر كتابين عنه، الأول بعنوان (الدكتور محمد الربيع: سيرة وتحية) من إعداد محمد عبد الواحد حجازي، والثاني عن تكريمه بمصر، للمسرحي والإعلامي علي الغريب، وقد تضمن الكتابان دراسات بأقلام: أحمد زلط، وبدر بدير، وسمير عبد الحميد إبراهيم، وصابر عبد الدايم، وحسين علي محمد، وعبد الرحيم الكردي، وعنتر مخيمر، ومحمد عبد الواحد حجازي... وغيرهم.
وعلاقات الدكتور الربيع بمصرَ قديمةٌ، بدأتْ من التحاقه بالدراسات العليا بكلية اللغة العربية بجامعة الأزهر، وتتلمذه على أساتذتها - في عصرها الذهبي، ومنهم الدكاترة: عبد الرحمن عثمان، وحسن جاد حسن، وسليمان ربيع، وعبد السلام سرحان، ومحمد السعدي فرهود... وغيرهم، ثم حصوله على الدكتوراه في الأدب والنقد منها. وقد عرف عدداً من الأفذاذ في مجالات أخرى (كاللغات الشرقية، والتحقيق، والبلاغة، والترجمة، وعلم اللغةِ)، منهم: الأساتذة الدكاترة: يحيى الخشاب، وبدوي طبانة، ورمضان عبد التواب، وحمدي السكوت، ومحمود فهمي حجازي، وعبد الفتاح الحلو، وعبد الحميد إبراهيم، ومحمود الطناحي، وكمال بشر، وعبده الراجحي، ومحمد أبو الأنوار (وبعضُهم فاز بجوائزَ عالميةٍ)... ويطولُ المجالُ لو حاولتُ الاستقصاءَ.
وقد ظلت علاقاتُه بهؤلاء (ومازالتْ معَ الأحياءِ منهمْ) مثالاً للودِّ، والتراحم، ومازلتُ أذكر زياراتِه كلما نزل مصرَ - وما أكثر ما يفعلُ! - لأستاذه الراحلِ الدكتور حسن جاد حسن، بعد أن كُفَّ بصره وترك القاهرة واستقرَّ في شمال المحروسة، فكان الربيعُ يصحبُ صديقَه العلامةَ المرحومَ الدكتور محمودَ الطناحيَّ ويذهبان لزيارة أستاذهما في رحلةٍ يستعذبان كلَّ خُطوةٍ فيها! ويصعبُ على الراصدِ أن يسجلَ علاقة الدكتور محمد بن عبد الرحمن الربيع بمصر، ويوثقها توثيقاً دقيقاً، لكنَّ حسبَنا أن نُشيرَ هنا إلى عضويته في جمعيات أدبية، ومحاضراتٍ ألقاها، وتكريمٍ ناله، وكتبٍ نشرها في مصرَ، وكتبٍ أُعدَّتْ عنه فيها:
أولاً: عضويةُ جمعياتٍ، ومحاضراتٌ، وتكريمٌ:
1- الدكتور الربيع عضوُ مجمع اللغةِ العربيةِ المُراسلُ بمصر.
2- ألقى بحثاً عن (الترجمة والتعريب بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية) في المؤتمر السابع لتعريب العلوم بالقاهرة.
3- ألقى محاضرة عن (جهود الشيخ حمدِ الجاسر في خدمةِ التراث)، في مركز تحقيق التراث بدار الكتب المصرية، بالقاهرة.
4- ألقى عدداً من المحاضرات في معرض القاهرةِ الدوليِّ للكتاب، في دوراتٍ مختلفة.
5- اشترك في لجان مناقشة الرسائل العلمية في عددٍ من الجامعات المصرية، في القاهرة والمنيا والزقازيق... وغيرِها.
6- تمّ تكريمه من قِبَلِ جامعتي القاهرةِ وعيْنِ شمس، ومعهدِ المخطوطات العربية، ورابطةِ الأدب الحديث، وجماعةِ أبولو الجديدة.
7- كُرم من جماعةِ الوسطيةِ العربية، برئاسة مُنشئها الأستاذِ الدكتور عبد الحميد إبراهيم في منتصف شعبان من العام الحالي (1430هـ).
ثانياً: النشر:
أ- كتبٌ لهُ:
أصدر الدكتور محمد بن عبد الرحمن الربيع ثلاثين كتاباً، وقد نشر في مصر ستة كتبٍ، تمثل عشرينَ في المئةِ من مؤلفاتِهِ، وهي:
1- بحوث ودراسات أدبية وفكرية، دار حمادة بالقاهرة، عام 1411هـ.
2- المبالغة في الشعر العباسي، الجريسي للطباعة والتوزيع بالقاهرة 1416هـ.
3- شعر شوقي بين التدين والمجون، الجريسي للطباعة والتوزيع، القاهرة، 1416هـ.
4- أبو الحسن محمد بن طباطبا العلوي: حياتُه وشعرُه ونقدُه، الجريسي للطباعة والتوزيع، القاهرة، 1416هـ.
5- أدب المهجر الشرقي - مركز الدراسات الشرقية، جامعة القاهرة، 1999م (ط. أولى)، وأُعيد نشرُه في سلسلة (أصوات مُعاصرة)، دار الإسلام للطباعة، المنصورة 2000م (ط. ثانية)، و2003م (ط. ثالثة).
6- قصص البخلاء وحكاياتهم: دراسة ونصوص، دار الشروق، القاهرة، 1999م.
أ- كتبٌ عنهُ:
صدرت ثلاثةُ كتب عن الدكتور محمد الربيع، يمكن أن نطلق عليها: الدكتور محمد الربيع في عيون المصريين:
* الكتاب الأول أصدره القاص عنتر مخيمر (وهو روائي له ثلاثُ رواياتٍ، وثلاث مجموعاتٍ قصصيةٍ، ومجموعةٌ للأطفال، ويكتب المقالة والخاطرة، وعضو اتحاد كتاب مصر)، والكتاب بعنوان (أزاهير الرياض: حوارات في الأدب واللغة والثقافة مع فضيلة الدكتور محمد بن عبد الرحمن الربيع).
ويقع الكتاب في 130 صفحة من القطع المتوسط، ويقول المؤلفُ في مقدمة كتابه:
* والكتابُ الثاني عن الدكتور محمد الربيع أصدرهُ المفكرُ الإسلامي الأستاذ محمد عبد الواحد حجازي (وله أربعون كتاباً مطبوعاً منها: (الأطلال في الأدب العربي)، و(الأسرة في الأدب العربي)، و(سعد زغلول خطيباً وكاتباً وأثره في البيان العربي)، و(الإحساس بالجمال في القرآن الكريم)) أصدر حجازي كتاباً في 160 صفحة، بعنوان (الدكتور محمد بن عبد الرحمن الربيع: سيرة وتحية)، كتب فيه مقدمة مسهبةً عن الملامح الإبداعية في نقد الربيع وفكره، وضم الكتابُ مقالاتٍ مختارةً للأساتذة والدكاترة: عبد الرحيم الكردي، وأحمد زلط، وحسين علي محمد، وبدر بدير، وعبد الحميد إبراهيم... وغيرهم.
* والكتابُ الثالثُ عن الدكتور محمد الربيع أصدره الإعلاميُّ والكاتبُ المسرحي علي محمد الغريب (وله عدد من المسرحيات الطويلة المطبوعة، وهو صاحبُ المسرحية التي قدمتها جامعةُ الملك سعود بالرياض في مايو 2009م، بعنوان: (أوديب على خط الحجاز)، وقد أصدر الغريبُ كتاباً توثيقياً عن علاقة الربيع بمصر، والجوائز التي نالها، وأوسمة التكريم، مع بعض المقالات التي كُتبت عنه في مصر.
------------------
*أستاذ الأدب بكلية اللغة العربية بالرياض ـ جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
................................................
*الجزيرة الثقافية ـ العدد 316 ـ في 24/6/2010م.







 
رد مع اقتباس
قديم 24-06-2010, 04:31 PM   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
د. حسين علي محمد
أقلامي
 
إحصائية العضو







د. حسين علي محمد غير متصل


افتراضي رد: ملف خاص في (الثقافية) عن د. محمد الربيِّع

الربيِّع والنشاط العلمي

بقلم: أ.د. الطاهر أحمد مكي*
....................................

قبل عقدين من الزمان، أو أقل قليلاً، عرفت الدكتور محمد بن عبد الرحمن الربيِّع، ومن يومها كلما ازددت منه قربًا ازددت له حبًا، وتأكد هذا الحب بمعرفتي لجوانب متعددة من نشاطه العلمي والثقافي والجامعي وإسهاماته المتعددة الرفيعة السخية في هذه الجوانب كلها، وهي - بأجمعها - تصب في خدمة اللغة العربية، اللغة الوحيدة على امتداد التاريخ التي نزل فيها كتاب سماوي، وتصدق على علاقتنا هذه مقولة شيوخنا القدامى: (العلم رحم بين أهله) فأنا منه الآن وهو مني.
منذ سنوات عدة، صرفت جانبًا من نشاطي العلمي في خدمة الأدب المقارن، وهو أحدث الأنواع البحثية في مجال الأدب والتأريخ له، ولا تقف غاياته عند المعرفة العلمية المجردة الخالصة فحسب، وإنما تتجاوزها إلى غايات علمية، تهدف إلى تقوية الروابط بين الشعوب عن طريق الثقافة، وتأكيد صلات الود إن وجدت، والتخفيف من غلواء الكراهية - أو محوها - إن كانت، بمحاربة نظريات الأعلى والأدنى، والغالب والمغلوب بين الشعوب فكلها تعطي، وكلها تأخذ، وتخضع في تحركها لعوامل اجتماعية وسياسية أيان توفرت، لا فرق بين المفيد والمستفيد.
لحظت أن هذا ليس حالنا، حين يتحدث نقادنا، ومؤرخو الأدب المقارن، فهم عادة يطرحون موضوعات وقضايا تدور كلها حول تأثير الغرب في الشرق بعامة، أو في ثقافتنا العربية بخاصة، فنحن عالة عليهم في الرواية والقصة والمسرح، وتطور الشعر، واتجاهات النقد الحديثة، وإذن فهم الأرقى والأعلى لأننا نأخذ منهم ولا نعطيهم، والتأثير يجري طبقًا لقوانين التقليد، وكان مبدعها مؤرخنا العظيم عبد الرحمن بن خلدون، من الأعلى للأدنى، ومن الأقوى للأضعف، ومن الأكبر للأصغر.
وكان هذا حقًا في جانب منه، ولم يكن الحقيقة كلها، وبعض الحقيقة، دون ذكرها كاملاً، يجعلها شيئًا مزيفًا، أسوأ من الباطل الصراح، لأنها تخدع وتموّه وتضل، ويتوه في ثناياها وسراديبها من ليس محصنًا بالمعرفة العميقة، وبالانتماء القوي يحميانه من الوقوع في حبائل الغاوين.
لقد أدركت بعد تأمل أن الفهم السطحي لقواعد المقارنة، والتعلق بالغرب وخططه كان وراء الاتجاه إلى الغرب وحده، دون غيره، فقواعد المقارنة ترى أنها لا تكون إلا بين أدبين، أو أديبين، تختلف لغتهما القومية التي كتبا فيها، أما إذا كانا في لغة قومية واحدة فهذا من اختصاص الموازنة، وهي علم عربي عريق تعرفه العربية منذ ألف الآمدي أبو القاسم بن بشر المتوفى عام 370هـ، عن (الموازنة بين شعر أبي تمام والبحتري)، والشيء نفسه يصدق على الدول الغربية التي تستخدم لغة واحدة، كالفرنسية أو الإسبانية أو الألمانية، مهما تعدّدت قومياتها السياسية، وتباعدت أمكنتها الجغرافية). ولكن، في رحلة لي إلى أوروبا منذ سنوات خلت بكتاب عن الأدباء الكاثوليك الأوربيين: دراسة مقارنة، فألهمني في الحال - وأغراني إذا شئت - هذا السؤال: ولماذا لا تكون لنا نحن المحاولة نفسها، وبين الأمم الإسلامية، المختلفة لغة - كما تتطلب قواعد المقارنة ومناهجها - الموزعة جغرافيًا على قارات الدنيا، مثل هذه المحاولة، ويجمع بيننا الكثير من القضايا الثقافية والأدبية المشتركة، وفيها يكون الموضوع واحدًا، ولكن التناول مختلف؛ لأنه في كل واحد منها يعكس مزاج كل أمة وطبيعتها وشيئًا من مزاج أهلها وأخلاقهم وعاداتهم وتاريخهم؟ وتفعيلاً لهذه الفكرة جاء كتابي (مقدمة في الأدب الإسلامي المقارن) وصدرت طبعته الأولى في القاهرة عام 1995م.
لم أكن أتوقع أن يكون لعملي هذا أي صدى، لا في مصر ولا في خارجها؛ لأن الطريق لم يكن معبدًا، ولا واضح المعالم، وكانت محاولات أستاذنا الجليل حسين مجيب المصري - رحمه الله - ورحل عن دنيانا مغبونًا، لا تلتزم مناهج المقارنة الأساسية، وإن سدَّت فراغًا هائلاً في بابها، إذ كان - رحمه الله - يطبعها على نفقته، فجاءت متواضعة الشكل والمظهر والورق، وإن حوت علمًا عزيزًا، ولكن حدثت المفاجأة! فقد تلقيت بعد صدور كتابي بأسابيع قليلة رسالة من الدكتور محمد بن عبد الرحمن الربيِّع وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية للدراسات العليا والبحث العلمي، يحيي فيها جهدي المتواضع، ويحدثني عن الجهود التي تقوم بها جامعة الإمام محمد بن سعود في هذا المجال، وزاد فوافاني ببعض ما نشرته في مجال التعريف بآداب البلاد الإسلامية المختلفة: التركي والإندونيسي، والفارسي والأردي والأفغاني، والسواحلي والأزبكي، إلى جانب ترجمة شيء من التراث العربي إلى لغات هذه الشعوب الإسلامية، تأليف د. محمد بن عبد الرحمن الربيِّع، وهو من منشورات جامعة عين شمس، القاهرة 2006م. لقد وقفت مبهورًا أمام هذا الجهد العلمي الرائع، غير المسبوق، منهجاً وتخطيطًا وتنوَّعًا، وأحسست أن جامعة الإمام محمد بن سعود تنهض برسالة العالم الإسلامي والعربي في أشد الحاجة إليها، وسوف تكون ثمارها في قادم الأيام طيبة ومفيدة لخير الإسلام والمسلمين.
من هذه اللحظة عرفت الدكتور الربيِّع عن طريق ما تلقيت من مؤلفات وافتني بها الجامعة، وما حصلت عليها عن طريقه، أو من مكتبات القاهرة؛ عالمًا موسوعيًّا، متعدد الجوانب، واسع الخطو عريضه في خدمة اللغة العربية، وأحببت فيه حرصه الشديد على نشرها خارج حدود العالم العربي الذي يتكلمها، مجاهدًا لا يكل في سبيل تحقيق هذه الطموحات القومية الرفيعة، وأعانه على تحقيقها سياسة حكيمة ترى في نشر العربية وتيسيرها للراغبين في تعلمها ضرورة تقتضيها مصلحة الوطن والدين في المدى البعيد، وكان بعد النظرة هذا وراء إنشاء سلسلة من المعاهد لتعليم اللغة العربية، في كثير من الأقطار الإسلامية التي لا يتكلم أبناؤها اللغة العربية أصلا، أو التي كان أبناؤها يتكلمون العربية ولكنها تواجه فيها حربًا شرسة، وحصارًا شديداً من القوى الاستعمارية المختلفة، وفي بعض البلاد الأخرى غير الإسلامية، ولكنها في حاجة إلى اللغة العربية لغايات اقتصادية أو سياسية. إن جهد جامعة الإمام محمد بن سعود في هذا المجال تجاوز الأمل والتنظير والتخطيط إلى التنفيذ والإثمار، جدير بالثناء والتقدير، وهو جهد وراءه كوكبة من العلماء المخلصين الواعين، في مقدمتهم الدكتور محمد الربيِّع.
وماذا عن الربيِّع الإنسان؟
كانت معرفتي به إنساناً عن قرب، خلال تلاقينا في المؤتمرات الثقافية التي يُدعى إليها في القاهرة، وعلى نحو أقوى خلال اشتراكنا معًا عضوين مناقشين لرسائل الماجستير والدكتوراه التي يتقدم بها طلاب الدراسات العليا في الجامعات المصرية، فعرفت فيه العالم الموسوعي، المتمكن من العربية في شتى فروعها، المنهجي في عرضه، الهادئ الوقور في حواره الموضوعي في أحكامه، العف اللسان حين يعرض لآراء المخالفين. وكل هذه الصفات الحميدة، والقليلة واقعًا قرّبتني إليه، وجعلته حبيبًا إلى قلبي، وأحسب أنني منه كذلك، لقد ربط العلم بيننا بوثاق متين لا ينفصم فما كان لله دام واتصل.
..........................
*أستاذ الأدب في كلية دار العلوم - جامعة القاهرة - عضو مجمع اللغة العربية
................................................
*الجزيرة الثقافية ـ العدد 316 ـ في 24/6/2010م.







 
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 09:28 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط