الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديـات الثقافيـة > المنتدى الإسلامي

المنتدى الإسلامي هنا نناقش قضايا العصر في منظور الشرع ونحاول تكوين مرجع ديني للمهتمين..

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-06-2024, 05:42 AM   رقم المشاركة : 349
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض

الخـلافة في الأرض





﴿وَبَدَأَ خَلۡقَ ٱلۡإِنسَٰنِ مِن طِينٖ 7السجدة:

إنَّ المفسـرين انقسموا في نكاح الأخوات إلى فريقين:

1) الحكم‌ بحرمة‌ نكاح‌ الاخوات‌ في‌ الإسـلام‌ وكذا في‌ الشـرائع‌ السابقة‌ عليه‌ علي‌ ما يُحكي‌، فإنّما هو حكم‌ تشـريعيّ يتبع‌ المصالح‌ والمفاسد، لا تكوينيّ، غير قابل‌ للتغيير، وزمامه‌ بِيَدِ الله‌ - سـبحانه‌ - يَفْعَلُ مَا يَشَآءُ وَيَحْكُمُ مَا يُرِيدُ، فمن‌ الجائز أن‌ يبيحه‌ يوماً لاستدعاء الضرورة‌ ذلك‌ ثمّ يُحرّمه‌ بعد ذلك‌ لارتفاع‌ الحاجة‌. والقول‌ بأنّه‌ علي‌ خلاف‌ الفطرة‌ وما شـرعه‌ الله‌ لأنبيائه‌ دين‌ فطريّ، قول‌ فاسـد؛ فإنّ الفطرة‌ لا تنفيه‌ ولا تدعو إلي‌ خلافه‌ من‌ جهة‌ تنفّرها عن‌ هذا النوع‌ من‌ المباشـرة‌ (مباشـرة‌ الاخ‌ مع‌ الاُخت!‌)، وإنّما تبغضه‌ وتنفيه‌ من‌ جهة‌ تأديته‌ إلي‌ شـيوع‌ الفحشاء والمنكر وبطلان‌ غريزة‌ العفّة‌ بذلك‌ وارتفاعها عن‌ المجتمع‌ الإنسانيّ. ومن‌ المعلوم‌ أنّ هذا النوع‌ من‌ التماسّ والمباشرة‌ إنّما ينطبق‌ عليه‌ عنوان‌ الفجور والفحشاء في‌ المجتمع‌ العالميّ اليوم‌، وأمّا المجتمع‌ يوم‌ ليس‌ هناك‌ بحسب‌ ما خلق‌ الله‌ - سبحانه‌ - إلاّ الإخوة‌ والاخوات‌ والمشيّئة‌ الإلهيّة‌ متعلّقة‌ بتكثّرهم‌ وانبثاثهم‌ فلا ينطبق‌ عليه‌ هذا العنوان‌.
والدليل‌ علي‌ أنّ الفطرة‌ لا تنفيه‌ من‌ جهة‌ النفرة‌ الغريزيّة‌ تداوله‌ بين‌ المجوس‌ أعصاراً طويلة‌ - على‌ ما يقصّه‌ التأريخ‌ - وشيوعه‌ قانونيّاً في‌ روسيا - على‌ ما يُحكي‌ - وكذا شيوعه‌ سفاحاً من‌ غير طريق‌ الزواج‌ القانونيّ في‌ أُوروبّا.
وعلى هذا، فإن تزاوج الإخوة بالأخوات قد كان محلّلاً في أوّل الخليقة، ثمّ حرّمه الإسلام. وهذا المذهب يذهب إليه أهل التسنن وبعض من الشيعة الإمامية.

2) إنَّ الله - سبحانه - لم يجعل نسل الأنبياء من حرام، بل خلق للذكور حوريات تزوج الذكور بهن، وحور عين تزوجوا بنات آدم. وهذا القول يذهب إليه أكثر أهل التشيّع.







 
رد مع اقتباس
قديم 07-06-2024, 03:51 PM   رقم المشاركة : 350
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض

الخـلافة في الأرض





﴿وَبَدَأَ خَلۡقَ ٱلۡإِنسَٰنِ مِن طِينٖ 7السجدة:

ورابعها يرد كل التناقضات، مثل ادعاء المفسـرين أن "حواء" حملت بولد فجاءها الشيطان ونصحها أن تسميه "الحارث" مع أنهم قالوا في مواضع أخرى أن "حواء" كانت تلد في كل بطن توأمين، وعدوا لها مائة وعشرين بطناً، ليبرروا كثرة الخلق على عصرهم.

ونحن نؤكد أن "حواء" امرأة من نسـج خيالات الإسرائيليين، وكذا آدم الذي زاد في قصته المفسـرون أنه لما خرج من الجنة هبط في الهند، وكان رأسه يناطح السحاب، لذلك وَرَّثَ الصلع لبعض ذريته! مع إضافات أخرى ما أنزل الله بها من سلطان. هذا على افتراض أن الجنة في السماء، لا على الأرض كما نؤمن.






التوقيع

 
رد مع اقتباس
قديم 09-06-2024, 05:41 AM   رقم المشاركة : 351
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض

الخـلافة في الأرض





التعرف على "زوج آدم":

يحتمل تفسـير "زوج آدم" وجهين:
الوجه الأول مباشـر، قال به بعض الباحثين المحدثين، وهو امرأة آدم، تلك التي وُجِدَتْ يوم وجد، وبهذا المعنى يكون لفظ "آدم" تعريف جنس لا عهد.
وقد بينَّا من قبل أن "آدم" جمع من الآدميين اصطفاهم الله من مواقع مختلفة من الأرض، وبذلك انتفى أن يتزوج الآدمي أُخته، وفُسّـر اختلاف ألوان البشـر. أما غيابها في آيات تعليم الأسماء والسـجود وتلقي الكلمات، فقالوا إنها ضمنت في الخطاب.









 
رد مع اقتباس
قديم 09-06-2024, 01:46 PM   رقم المشاركة : 352
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض

الخـلافة في الأرض





التعرف على "زوج آدم":

والوجه الثاني يفسر سبب غياب الزوج في الآيات التي لم يُذكر فيها، لأن "زوج آدم" في قصة آدم ليس امرأته. وإذا رجعنا إلى اللسان العربي، واللسان القرآني، لوجدنا في مقاييس اللغة أن اجتماع الحروف (ز و ج) أصل يدلّ على مقارنة شي‌ء لشي‌ء، من ذلك‌: الزَّوْجُ للمرأة، والمرأة زوج بعلها، ويقال: لفلان زوجان من الحمام، يعني: ذكراً وأنثى. وللزوج معانٍ متعددة، منها النوع، كما في قوله تعالى: ﴿وَأَنۢبَتۡنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوۡجِۢ بَهِيجٖ 7ق. وفي المعاجم: الزوج: الشكل يكون له نظير كالأصناف والألوان، أو يكون له نقيض كالرطب واليابس والذكر والأنثى والليل والنهار والحلو والمرّ. تقول: عندي زوج نعال تريد اثنين، وزوجان تريد أربعة. ويقال للاثنين المتزاوجين: زوجان وزوج أيضاً.
وأنكر أكثر النحويّين أن يكون الزوج اثنين، والزوج عندهم الفرد؛ فلا يقال للاثنين: زوج لا من الطير ولا من غيره؛ فانّ ذلك من كلام الجهّال، ولكن كلّ اثنين: زوجان، واستدلّ بعضهم لهذا بقوله تعالى: ﴿وَأَنَّهُۥ خَلَقَ ٱلزَّوۡجَيۡنِ ٱلذَّكَرَ وَٱلۡأُنثَىٰ 45النجم.
وأمّا تسميتهم الواحد بالزوج: فمشروط بأن يكون معه آخر من جنسه. والزوج عند الحساب: خلاف الفرد. والرجل: زوج المرأة، وهي زوجه أيضاً، والجمع فيهما أزواج. هذه هي اللغة العالية، وبها جاء القرآن.‌
وأما قوله تعالى: ﴿وَكُنتُمۡ أَزۡوَٰجٗا ثَلَٰثَةٗ 7الواقعة، أي: قرناء ثلاثاً. وقوله: ﴿كَذَٰلِكَ وَزَوَّجۡنَٰهُم بِحُورٍ عِينٖ 54الدخان، أي: قرنّاهم بهنّ. وقوله: ﴿وَإِذَا ٱلنُّفُوسُ زُوِّجَتۡ 7التكوير، أي: جعلت أصنافاً متنوّعة وجنوداً مجنّدة فيما بين أفراد كلّ صنف ائتلاف وتعادل، أو اقترنت كل نفس بالجسد الذي ينشئوه الله مثيلاً لما كان عليه في الدنيا.

وعلى هذه الاعتبارات، يكون الأصل الواحد في هذه المادّة: هو ما يكون له جريان خاصّ وبرنامج مخصوص في طول وجوده وبقائه معادلاً ومقارناً لآخر؛ فالزوج لا يكون على هذا الأصل إلّا واحداً، كواحد من الذكر والأنثى، ومن الليل والنهار، ومن العددين، فكلّ واحد من المتعادلين زوج، فلا بدّ من ملاحظة كونه عدلاً وفي مقابل آخر نظيره. ولابد في المتعادلين من تقارن معني، كما في الزوجين، سواء كان التقارب مكانياً أم لا.
وبهذا الاعتبار قد تطلق المادّة من دون إضافة إلى عدل في الظاهر، وحينئذ تقرب من مفهوم الصنف والنوع والشكل، كما في:﴿ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجًاۚ﴾ فاطر 11، وفي: ﴿ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلۡأَزۡوَٰجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنۢبِتُ ٱلۡأَرۡضُ وَمِنۡ أَنفُسِهِمۡ وَمِمَّا لَا يَعۡلَمُونَ 36يس. ومرجع هذا المعنى الى التنوّع.









 
رد مع اقتباس
قديم 09-06-2024, 11:15 PM   رقم المشاركة : 353
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض

الخـلافة في الأرض





التعرف على "زوج آدم":

وعلى هذا الوجه الثاني - بعد أن بينَّا أن الزوج لا يسـتلزم أن يكون فرداً - نقول باحتمال أن يكون جنساً. وفي صفحات سابقة أوردنا بعض التفاصيل عن نتائج الحفريات عن الإنسان الأول. ومما أكده العلماء أن تطور الخلق انتهى للإنسان العاقل. لكن قبله كان "إنسان نياندرتال" الذي كان آخر حلقة في السلسلة قبل الإنسان الحديث. وقالوا إنهما تعاصرا واختلطا بالتزاوج قبل أن يندثر "إنسان نياندرتال" قبل حوالي أربعين ألف سنة، ليبقى الإنسان الحديث الذي نحن من سلالته.






 
رد مع اقتباس
قديم 10-06-2024, 11:49 PM   رقم المشاركة : 354
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض

الخـلافة في الأرض





التعرف على "زوج آدم":

والوجه الثاني في البحث عن آدم وزوجه يستند على هذه الأبحاث، ويرى فرضية أن يكون آدم هو الإنسان الحديث، ذكراً وأنثى، وزوجه هو "إنسان نياندرتال"، لذلك كان انفراد "آدم" في الآيات يشير إلى خصوصيته، فهو الذي نفخ فيه الله من روحه، وهو الذي تعلم الأسماء، وهو الذي أسجد له الملائكة. وأول ذكر للزوج كان في إسكان الجنة، لأن الله أسكنهما جنة الحياة الدنيا سوياً، على ألا يختلط نسلهما، وهذا هو أمر النهي عن الأكل من الشجرة. وقد وعى "آدم" هذا النهي، وحافظ عليه، غير أنه نسيه بعد زمن، ونتيجة لوسوسة الشيطان، فَجَرت المخالطة بين الجنسين، مخالفة لأوامر الله.
هنا نتج عن المخالفة إخراجهما مما كانا فيه: ﴿فَأَزَلَّهُمَا ٱلشَّيۡطَٰنُ عَنۡهَا فَأَخۡرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِۖ وَقُلۡنَا ٱهۡبِطُواْ بَعۡضُكُمۡ لِبَعۡضٍ عَدُوّٞۖ وَلَكُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ مُسۡتَقَرّٞ وَمَتَٰعٌ إِلَىٰ حِينٖ 36﴾ وإخراجهما ﴿مِمَّا كَانَا فِيهِۖ﴾ لا يعني الحكم بإخراجهما من الجنة، فإخراجهما من الجنة لم يكن عقوبة على الأكل من الشجرة، لأنه مقرر أن تكون لهما الأرض مستقراً ومتاعاً إلى حين.
وقوله: ﴿فَتَلَقَّىٰٓ ءَادَمُ مِن رَّبِّهِۦ كَلِمَٰتٖ فَتَابَ عَلَيۡهِۚ﴾ 37، يشير إلى انفراد آدم بتلقي الكلمات كما انفرد بتعلم الأسماء. أما آية الأعراف: ﴿قَالَا رَبَّنَا ظَلَمۡنَآ أَنفُسَنَا وَإِن لَّمۡ تَغۡفِرۡ لَنَا وَتَرۡحَمۡنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ 23﴾، فالمفترض أن يكون جنس "آدم" علم شـريكه تلك الكلمات، ليدعوا الله بها. ويكون ﴿بَعۡضُكُمۡ لِبَعۡضٍ عَدُوّٞۖ﴾ يشير إلى شقاق بين الجنسين، وانفصال في الأرض حتى يختفي الـ "نياندرتال" من مسرح الأحداث، ويكمل "آدم" حياته في الأرض.
والعداوة بين الجنسين في الأرض أمر طبيعي لأنهم ملزمون بتدبير المعيشة من غذاء وسكنى، وهذا يولد المنافسة والصراع. وإذا كان الـ "نياندرتال" ما زال بدائياً، غير مجهز بما جهز الله به "الإنسان الحديث" من قدرات عقلية مكنته من تدبير شـؤونه ضمن مجتمع منظم لكل فرد فيه دوره، مع استعداد للابتكار والتطور، كانت خسارة الإنسان البدائي - للصراع محتومة، فاختفى بعد عدة أجيال، ليبقى "الخليفة" وحده في الأرض.









 
رد مع اقتباس
قديم 11-06-2024, 06:06 AM   رقم المشاركة : 355
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض

الخـلافة في الأرض





التعرف على "زوج آدم":

غير أنَّ لنا افتراض آخر، نظن أنَّ فيه وجاهة، وهو أنَّذلك الإنسان البدائي لم ينقرض، بل انسحب إلى منطقة نائية، أو فلنقل أُبعد إلى بقعة منعزلة استمرت حياته فيها، وظل يُهدد "آدم" في أطراف الأرض، حتى جاء "ذو القرنين" وبنى الردم فعزل ذلك البدائي عزلاً تاماً، وسيعود قبل يوم القيامة ليغـزو الأرض. والكلام هنا - كما يُلاحظ - عن يأجوج ومأجوج. هذه فرضية لا نملك دليلاً عليها، لكن ما يقويها أننا:

- لا نعرف جغرافية رحلة ذي القرنين،
- ونوقن من انبساط الأرض،
- وننظر بريبة إلى تجهيل الناس بما يحويه القطبان: الشمالي والجنوبي،
- ونظن أن الردم الذي صنعه ذو القرنين (وهو ليس سداً)* غطته طبقات كثيفة من الثلوج فصلت تلك الأقوام عن الأرض المأهولة بنا، ومع بدائية أدوات يأجوج ومأجوج، عجزوا عن اختراق ذلك العازل، فإذا جاء أمر الله كما في الآية: ﴿حَتَّىٰٓ إِذَا فُتِحَتۡ يَأۡجُوجُ وَمَأۡجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٖ يَنسِلُونَ 96الأنبياء، اخترقوه، ربما بعد ذوبان الجليد الكثيف، وربما يكون خروجهم يوم تسوى الأرض والجبال للحشر.
* يقول تعالى في سورة الكهف: ﴿قَالُواْ يَٰذَا ٱلۡقَرۡنَيۡنِ إِنَّ يَأۡجُوجَ وَمَأۡجُوجَ مُفۡسِدُونَ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَهَلۡ نَجۡعَلُ لَكَ خَرۡجًا عَلَىٰٓ أَن تَجۡعَلَ بَيۡنَنَا وَبَيۡنَهُمۡ سَدّٗا 94﴾.






 
رد مع اقتباس
قديم 11-06-2024, 01:17 PM   رقم المشاركة : 356
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض

الخـلافة في الأرض





الإعداد للخلافة:


﴿وَإِذۡ قَالَ رَبُّكَ لِلۡمَلَٰٓئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٞ فِي ٱلۡأَرۡضِ خَلِيفَةٗۖ قَالُوٓاْ أَتَجۡعَلُ فِيهَا مَن يُفۡسِدُ فِيهَا وَيَسۡفِكُ ٱلدِّمَآءَ وَنَحۡنُ نُسَبِّحُ بِحَمۡدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَۖ قَالَ إِنِّيٓ أَعۡلَمُ مَا لَا تَعۡلَمُونَ 30 وَعَلَّمَ ءَادَمَ ٱلۡأَسۡمَآءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمۡ عَلَى ٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ فَقَالَ أَنۢبِ‍ُٔونِي بِأَسۡمَآءِ هَٰٓؤُلَآءِ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ 31 قَالُواْ سُبۡحَٰنَكَ لَا عِلۡمَ لَنَآ إِلَّا مَا عَلَّمۡتَنَآۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡعَلِيمُ ٱلۡحَكِيمُ 32 قَالَ يَٰٓـَٔادَمُ أَنۢبِئۡهُم بِأَسۡمَآئِهِمۡۖ فَلَمَّآ أَنۢبَأَهُم بِأَسۡمَآئِهِمۡ قَالَ أَلَمۡ أَقُل لَّكُمۡ إِنِّيٓ أَعۡلَمُ غَيۡبَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَأَعۡلَمُ مَا تُبۡدُونَ وَمَا كُنتُمۡ تَكۡتُمُونَ 33

وردت آيةٌ قـرآنية وحيدة وصفت خلافة آدم: ﴿وَإِذۡ قَالَ رَبُّكَ لِلۡمَلَٰٓئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٞ فِي ٱلۡأَرۡضِ خَلِيفَةٗۖ﴾ البقرة 30. ولم يكن من قبيل الصدفة أن تقع في صدر المصحف، وقبل ذكر الآيات الأخرى التي تكلمت عن بدء الخليقة. إن الله - تعالى - أراد أن يكون بنو آدم خلفاء في الأرض، ولذلك مهد لهم مقومات الخلافة؛ فكان تسخير الوجود لهذا الغرض. وكان بدء القيام بدور الخليفة فور الخروج من "جنة التجربة". أما قبل إسكانهم فيها فكانت مراحل الإعداد بالاصطفاء، ثم تعليم الأسماء. وأما قبل الاصطفاء فكانوا من نسـل أمم غابرة تسكن الأرض، وتفسـد فيها وتسـفك الدماء كما بينَّا. لهذا قالت الملائكة حين أعلمهم الله - جل وعلا - بتكليف بني آدم بالخلافة في الأرض: ﴿أَتَجۡعَلُ فِيهَا مَن يُفۡسِدُ فِيهَا وَيَسۡفِكُ ٱلدِّمَآءَ﴾. وبصرف النظر عما تخبط فيه المفسرون؛ فإن الملائكة عقدت الصلة بين السـيرة الشريرة للإنسان في الأرض، وهذا الجيل من نسله، وافترضت فيه أن يكون على سَننِ آبائه. وخفي عليهم أهمية الإضافة التي أضافها الله - تبارك وتعالى - لهذا الجيل الجديد، والمتمثلة في أمرين هامين جعلا آدم الجديد مختلفاً في التكوين عن آبائه، هما: النفخ فيه من روح الله، وتعليم الأسماء كلها.









 
رد مع اقتباس
قديم 12-06-2024, 06:13 AM   رقم المشاركة : 357
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض

الخـلافة في الأرض





الإعداد للخلافة:


إن آيات سورة السـجدة: ﴿ذَٰلِكَ عَٰلِمُ ٱلۡغَيۡبِ وَٱلشَّهَٰدَةِ ٱلۡعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ 6 ٱلَّذِيٓ أَحۡسَنَ كُلَّ شَيۡءٍ خَلَقَهُۥۖ وَبَدَأَ خَلۡقَ ٱلۡإِنسَٰنِ مِن طِينٖ 7 ثُمَّ جَعَلَ نَسۡلَهُۥ مِن سُلَٰلَةٖ مِّن مَّآءٖ مَّهِينٖ 8 ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ ۖ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۚ 9، تعرض ترتيب الخلق منذ الطور الأول، فبداية الخلق - كما بينَّا في أكثر من موضع - كانت من طين، وهذا ثابت في الكتاب في مواضع كثيرة، وفيها ذكر لمراحل الخلق الأول. ومجيء الطور الثاني للخلق مسبوقاً بـ ﴿ثُمَّ﴾ يشير إلى أن بين مرحلة الطين ومجيء النسل استغرقت زمناً طويلاً، فالطين كان مزيجاً من التراب والماء، ثم صار كالحمأ المسنون، ثم صار صلصالاً كالفخار. فإذا اكتمل خلقه، بُثت فيه "النَفْس"، ليدب على الأرض. ثم انتقل الخلق إلى طور آخر هو التوالد نتيجة للتزاوج، بدءاً بالنطفة، فالعلقة، فالمضغة، فالعظام، فاللحم يكسو العظام، فتُبث فيه "النَفْس". وهذه هي ﴿ثُمَّ﴾ الثانية. أما ﴿ثُمَّ﴾ الثالثة فتعقبها خصوصية جنس "الإنسان الحديث" الذي رُمز إليه بـ "آدم". وطوره يشمل ثلاثة مراحل:
1) ﴿ثُمَّ سَوَّاهُ﴾،
2) ﴿وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ﴾،
3) ﴿وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ﴾.









 
رد مع اقتباس
قديم 12-06-2024, 01:40 PM   رقم المشاركة : 358
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض

الخـلافة في الأرض





الإعداد للخلافة:


ولفظ: "سوى"‌ أصل يدلّ على اسـتقامة واعتدال بين شيئين. والأصل الواحد في هذه المادّة: هو التوسّط مع الاعتدال، فالمفهومان مأخوذان في الأصل معاً، وهذا ينطبق على جميع موارد استعمالها مجرّداً ومزيداً، مضافاً اليه خصوصيّة الصيغة.
فالسواء اسم مصدر يلاحظ فيه التوسّط مع الاعتدال من حيث هو ومن دون نظر إلى نسبة الحدث، وهو المتحصّل من المصدر.
والتسوية: جعل شي‌ء معتدلاً في توسّطه، ومتوسّطاً معتدلاً بالعمل والنظم‌ والتدبير والتكميل يقول تعالى:﴿رَفَعَ سَمۡكَهَا فَسَوَّىٰهَا 28النازعات، أي جعلها في توسّط مع اعتدال. ويقول: ﴿وَنَفۡسٖ وَمَا سَوَّىٰهَا 7 الشمس، بمعنى: جعلها مستعدة لتلقى ما يكملها ويصلحها، وهذا ما توضحه الآية التالية لها: ﴿فَأَلۡهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقۡوَىٰهَا 8. ويقول: ﴿حَتَّىٰٓ إِذَا سَاوَىٰ بَيۡنَ ٱلصَّدَفَيۡنِالكهف 96، المراد به التوسّط، بمعنى: جعل بين الصدفين سدّاً في حدّ الاعتدال والتوسّط خارجاً عن الافراط والتفريط كماً وكيفاً.
و ﴿ٱلصِّرَٰطِ ٱلسَّوِيِّطه135: الصراط الّذي يكون في توسّط مع اعتدال غير منحرف عن الاستقامة. و ﴿بَشَرٗا سَوِيّٗا 17 هو السويّ في الخلقة والطبيعة، ويمشي حال كونه سـويّاً غير مكبّ على وجهه. ويؤيد هذا المعنى قوله تعالى: ﴿أَفَمَن يَمۡشِي مُكِبًّا عَلَىٰ وَجۡهِهِۦٓ أَهۡدَىٰٓ أَمَّن يَمۡشِي سَوِيًّا عَلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ 22 المُلك، فذكر السوي على صراط مستقيم في مقابل نقيضه الذي يمشي مكباً على وجهه. وقوله تعالى: ﴿ٱلَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّىٰكَ فَعَدَلَكَ 7 الانفطار، يزيد الأمر وضوحاً؛ وتكون مرحلة التسوية هي الانتصاب والاستقامة، بعد الانحناء والتقوس.
هذه هي مرحلة تطور للإنسان من طور إلى طور، ولا علاقة له بفرية تحوله من قرد التي ألصقت بقانون التطور. إن الدراسات الحديثة في تاريخ الإنسان تستبعد الصلة بينه وبين القردة، ولكل من النوعين سلسلة تطور منفصلة، وخلق كل منهما معزول عن الآخر. هذا التطور من إنسان مقوس الظهر إلى إنسان منتصب استغرقت زمناً طويلاً.
ولعل معنى انتصاب القامة توضحه آية المُلك: ﴿أَفَمَن يَمۡشِي مُكِبًّا عَلَىٰ وَجۡهِهِۦٓ أَهۡدَىٰٓ أَمَّن يَمۡشِي سَوِيًّا عَلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ 22؛ فهذا الاستفهام الإنكاري - وإن كان هنـا بمعنىً مجازي - يشـير لنا إلى نعمـة الاسـتواء، وأن الهداية تتبعها؛ فمن يمشي مكباً على وجهه يعجز عن رفع بصره عن الأرض، مثله مثل خنزير لا يستطيع رفع ناظريه ليرى ما فوق رأسه.









التوقيع

 
رد مع اقتباس
قديم 12-06-2024, 10:19 PM   رقم المشاركة : 359
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض

الخـلافة في الأرض





الإعداد للخلافة:


ونفخ الروح يختلف عن بث الحياة، لأنه وقت نفخت فيه الروح كان حياً، مثله مثل سائر المخلوقات. ومن العجيب أن قالوا إنَّ "حواء" لم تكن في حاجة إلى نفخ الروح فيها، لأنها خُلقت من "آدم"، فكأنه نقل إليها الحياة من جسمه، فكان اكتمال بنيانها في أحسن تقويم إنما جاء منه، وروحها بعض روحه، وكأنه هو من وهبها الحياة. هذا الاعوجاج في الفهم، والتنقيص من شأن الأنثى تفوح منه رائحة إسـرائيلية يشـمها كل واعٍ مدرك لبصمات أهل الكتاب في تفاسيرنا للتنزيل العزيز.
والمدهش أن هذه المفاهيم يتبناها معاصرون ينقلون التراث نقل مقدسـات لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها. بل إن القدامى والمحدثين يقرأون حديثاً منسوباً إلى الرسول - عليه صلوات الله - يقال فيه: قالوا: يا رسولَ اللهِ، مَتى وجَبت لكَ النُّبوَّةُ ؟ قال : "وآدمُ بين الرُّوحِ والجسَدِ". ويجعلون هذا الحوار دليلاً على نفخ الروح في جسد آدم. ويقررون أن الله أثبت النبوة - عليه صلوات الله - بعدَ خَلْقِ جَسَدِ آدَمَ، وقبلَ نَفخِ الرُّوحِ فيه: " ومحمَّدٌ - عليه صلوات اللهُ - سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ؛ فهو أعظَمُ الذرِيَّةِ قَدرًا وأرفَعُهُم ذِكراً. وهذا يَعني أنَّه - عليه صلوات الله - كان نبيًّا منذُ ذلك الوقتِ في عِلْم اللهِ الأزليِّ".
ولو قالوا: إن نبوة محمد - عليه صلوات الله - مقررة قبل خلق الخلق، لأمكن تأويل هذا الكلام على معنى علم الله بما كان وما هو كائن قبل أن يكون. وعلمه - تعالى - غير مقيد بزمان أو مكان، وهو علم يحيط بكل خلقه قبل أن توجد السماوات والأرض، والخلق جميعاً. لكنهم حصروا قرار نبوة محمد - عليه صلوات الله - بزمن محدد، هو بين خلق جسد آدم، ونفخ الروح فيه، وهو منطقة زمنية محددة، سبقت - في علمهم - اكتمال خلق "آدم"! فالله - عندهم - كَوَّنَ جسد آدم، ثم قرر نبوة محمد، ثم نفخ الروح في آدم؟. هذا الفهم القاصر لعلم الله، يجعله كعلم البشر مرتبطاً بزمان ومكان.









 
رد مع اقتباس
قديم 13-06-2024, 03:02 PM   رقم المشاركة : 360
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض

الخـلافة في الأرض





الإعداد للخلافة:


ومما يؤسف له أن هذا القول - بقِدَم خلق محمد - مأخوذ من كتب أهل الكتاب، فمما ورد في الأناجيل عن عيسى، في (إنجيل يوحنا/8):
«52 فَقَالَ لَهُ الْيَهُودُ: الآنَ عَلِمْنَا أَنَّ بِكَ شَيْطَاناً. قَدْ مَاتَ إِبْرَاهِيمُ وَالأَنْبِيَاءُ وَأَنْتَ تَقُولُ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَحْفَظُ كلاَمِي فَلَنْ يَذُوقَ الْمَوْتَ إِلَى الأَبَدِ.
53 أَلَعَلَّكَ أَعْظَمُ مِنْ أَبِينَا إِبْرَاهِيمَ الَّذِي مَاتَ. وَالأَنْبِيَاءُ مَاتُوا. مَنْ تَجْعَلُ نَفْسَكَ؟
54 أَجَابَ يَسُوعُ: إِنْ كُنْتُ أُمَجِّدُ نَفْسِي فَلَيْسَ مَجْدِي شَيْئاً. أَبِي هُوَ الَّذِي يُمَجِّدُنِي الَّذِي تَقُولُونَ أَنْتُمْ إِنَّهُ إِلَهُكُمْ
55 وَلَسْتُمْ تَعْرِفُونَهُ. وَأَمَّا أَنَا فَأَعْرِفُهُ. وَإِنْ قُلْتُ إِنِّي لَسْتُ أَعْرِفُهُ أَكُونُ مِثْلَكُمْ كَاذِباً لَكِنِّي أَعْرِفُهُ وَأَحْفَظُ قَوْلَهُ.
56 أَبُوكُمْ إِبْرَاهِيمُ تَهَلَّلَ بِأَنْ يَرَى يَوْمِي فَرَأَى وَفَرِحَ.
57 فَقَالَ لَهُ الْيَهُودُ: لَيْسَ لَكَ خَمْسُونَ سَنَةً بَعْدُ أَفَرَأَيْتَ إِبْرَاهِيمَ؟
58 قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: قَبْلَ أَنْ يَكُونَ إِبْرَاهِيمُ أَنَا كَائِنٌ«.







 
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 12:31 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط