الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديات الحوارية العامة > منتدى الأدب العام والنقاشات وروائع المنقول

منتدى الأدب العام والنقاشات وروائع المنقول هنا نتحاور في مجالات الأدب ونستضيف مقالاتكم الأدبية، كما نعاود معكم غرس أزاهير الأدباء على اختلاف نتاجهم و عصورهم و أعراقهم .

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-08-2005, 06:23 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
د.رشا محمد
أقلامي
 
الصورة الرمزية د.رشا محمد
 

 

 
إحصائية العضو






د.رشا محمد غير متصل


افتراضي مساحة لـ صلاح عبد الصبور

(كتب الشاعر هذه الشهادة
للعدد الخاص الذي أصدرته مجلة "الآداب"
عام 1966
عن الشعر العربي الحديث)

*

صلاح عبدالصبور

حديث الشاعر عن تجربته مع الشعر كحديثه عن تجربته مع الحب، كل جميلة بمذاق، وكل قصيدة للشاعر هي غرام جديد، يقترب منه وقد نفض عن نفسه أثقال تجربته الغاربة، كأنه يواجه الشعر للمرة الأولى.

هذا إحساسي حين أقدم على الكتابة، فأنا رغم عشرتي الممتدة للشعر قارئا وكاتباً زهاء عشرين عاماً، ما زلت أواجه الإبداع بذات القلق و التلمس، فإذا جادت علي الآلهة بالمطلع - كما يقول فيولين- سعيت حتى استمطرت الأبيات التالية له، ثم أجدني أنفصل شيئا فشيئاً عن عالم الأشياء من حولي لأدخل عالم تصوراتي و أنغامي، وحين تنتهي القصيدة أبدأ في اكتشافها من جديد، وقد أعيد وأنقح، وقد أطوي الصفحات وأمزقها، ذلك حين يستيقظ في نفسي من جديد ذلك الروح الناقد الذي غاب زمناً عن أفقي.

و ذلك الروح الناقد هو خلاصة التجربة السابقة، هو ما اكتسبته خلال العقدين من الزمان قارئاً وكاتباً، أين كان مختفياً؟ لعله يختفي حين يختفي الحزن الغابر و السرور المنقضي و الذكريات الدفينة. ولعله هو الذي يكون نظرتي االذاتية للشعر، وطموحي إليه، و لعله هو الذي يتحكم في استقبالي لشعري، وكل شعر.

وأظنني لم أدرك أن الشعر هو طريقي الأول إلا في عام 1953، أما قبل تلك الفترة فقد كنت مشغولا بأشياء كثيرة، كنت أحاول القصة القصيرة، و الكتابة الفلسفية على نمط محاورات أفلاطون التي قرأتها في مطلع الصبا بترجمة حنا خباز وفتنت بها فتوناً، و لكن في ذلك العام تحددت رغبتي الأدبية، وارتبطت بالشعر ارتباط التابع بالمتبوع.
و أنا ممن يظنون - وهم قلة - أن قول الشعر جدير وحده بأن يستنفد حياة بشرية توهب له وتنذر من أجله. وقد وهبت الشعر حياتي منذ ذلك الأمد. وجهدت حتى أصير شاعراً له مذاقه الخاص، و عالمه الخاص.
ولا أظن أني فرطن أبدأً في تقديم قرابيني للشعر. وقد يكون قد قبل بعضها فجاد علي برضوانه، أو استقل شأني أحيانا أخرى فحرمني من جنته، و لكني لم أتمهل في حجي إليه قط.

وكنت أعتقد دائما أن عدة الشاعر هي رؤية شعرية حية، و بثقافة معاصرة متأملة، أو بعبارة أوضح وجدان يقظ وفكر لماح مدرب. والشاعر بحاجة إلى رضا الإلهين الأسطوريين ديونيزيوس اله البداهة والإحساس المنطلق و النشوة المجنحة، و أبولو اله الفكر والتأمل و المعرفة، أما البداهة و النشوة فهي ظاهر القصيدة العظيمة، ولكن تحت هذا الظاهر باطناً عميقاً نافذاً.

ولكي يتيقظ وجداني أسلمت نفسي للحياة، فعلمتني الشم و السمع و التحسس، والحزن و الفرح اللذين يخلعان القلب، و لا أظن أن تجربة من تجارب الحياة الجميلة قد فاتتني، حتى تجارب الغيبة في العشق أو الفناء في المطلق، فأنا اذكر في سن الثالثة عشرة أن أصابتني نزعة تعبدية طهرية، وصليت ذات يوم صلاة بدائية استكشفت ألفاظها بنفسي حتى رأيت نور الله.

وكما عرفت نور الله عرفت نور الإنكار. وجربت لذة أن يحس الإنسان بوحدته وتفرده في الكون، و قد رفعت عنه العناية، وتولى أمر نفسه بنفسه، كأنه الريح المطلقة الخطى.

ولكي يتيقظ عقلي أسلمت نفسي لعالم الكتب، وعودت نفسي النهم في القراءة، وخطف المعرفة وازورارها، فأنا سائح في بحار المعرفة السبعة لا يهدأ مجدافه ولا ينطوي شراعه، مفتون بالفلسفة، محب للتاريخ، مولع بالأساطير، صديق لعلوم الإنسان المحدثة كعلم النفس و الاجتماع الأنثربولوجيا.

و الفرق بين الشاعر القديم و الشاعر الحديث في رأيي أن الشاعر القديم يعتنق موهبته، أما الشارع الحديث فعليه حين يطمئن إلى النغم في رأسه أن يصنع موهبته. وقد أعددت للشعر إلى جوار ذلك كله قدر ما استطعت من المهارة اللغوية. استمددتها من قراءة القرآن و الحديث، و من التجوال في شعرنا القديم، ثم قلت لنفسي بعدئذ
: يا نفس اكتبي ما بدا لك.




ما الشعر؟
سؤال لو عرف إجابته أحدنا لقطع الطريق على القبيلة كلها. لقد أدرك الجميع حتى سادتنا العظماء من أمثال شكسبير و المعري أطرافاً من جوابه، ولذلك فلن أتصدى للإجابة الجامعة المانعة، بل أحكي عن الجانب الذي أدركته.

الشعر هو صوت نفعل. إنسان يتميز عن الآخرين بقدر ما يتشابه معهم. و الانفعال المدرب هو عدة الشاعر. ولست أحب لنفسي ولا لأحد من الشعراء أن يكون صوته مندغماً ضائعاً في الأًصوات الأخرى. وعلة الموسيقى في الشعر أن الانفعال عندما يصل إلى مداه لابد له من التنغيم. أليس صياح الطفل حين يدخل أبوه منغوماً موقعاً. ولأمر ما كان النثر الفني بالانفعال غنياً إلى جواره بلون من الموسيقى الخفية. وليس الفرق بين الشعر و النثر إلا فرقاً في نوعية الموسيقى. فموسيقى الشعر تتركز وتتواتر حتى تصبح لوناً من (المصطلح) أما موسيقى النثر فهي مطلقة كإطلاقه.

وقد حاولت الشعر أول ما حاولته محاكاة للنماذج التي أحببتها. وعندي قدر لا باس به حاميت المتنبي. وقدر آخر لا بأس به حاكيت فيه أبا العلاء. ثم قدر آخر حاكيت فيه بعض الشعراء المعاصرين كإبراهيم ناجي ومحمود حسن إسماعيل. ولكني رغم إعجابي بهؤلاء الأربعة توقفت فترة من الزمن لأسال نفسي : ما الشعر؟ وقد وجدن كل منهم قد أجاب على جانب من سؤالي. و كان توقفي اثر قراءتي لبعض النماذج من أدب الغرب، فقد قرأت ريلكه في ترجمة إنجليزية، وقادني الصديق بدر الديب و الصديق عبد الغفار مكاوي إلى شعر اليوت وقصص كافكا. وتبلبل خاطري. ويئست يأساً مطلقاً من شعرنا العربي أو معظمه. و كنت أسائل نفسي في كثير من الأحيان عن علة إعجابي ببعض النماذج، وأسفه لها ولعها بموسيقاها أو بأفكارها الدارجة و أحاسيسها الشائعة. وقد التوقف حتى جاوزت السنتين. وخرجت منها برغبة عارمة في المحاولة، على أن أحقق كل ما أصبو إليه. وكان ذلك في ى أعوام 50 - 51 - حيث كتبت عندئذ قصائدي ( شنق زهران - هجم التتار - الملك لك).
و أنا كثير التأمل في شأن الشعر. متعدد المواقف تجاهه. كان الشعر في مرحلة هذه القائد هو الرؤية العميقة و الإحساس الدافئ.

و لذلك كان ديوان (الناس في بلادي) غنياً بالانفعال. و في المرحلة التي لتلتها كنت أريد أن أقرب دور المفكر من دور الشاعر. وتمثل ذلك في ديوان ( أقول لكم). ثم حاولت أن اصل إلى نوع من التمازج و التراضي بين الموسيقى و الطلاقة التعبيرية، و بين الإحساس و الفكرة في (أحلام الفارس القديم) ولو سئلت عن مدى توفيقي في هذا الديوان لفلت أنني استطعت فيه أن اصفي لغتي و انفعالي و أفكاري من كل فضول. وقدرت في بعض قصائدي أن ارضي الإلهين الأسطوريين كما أزمعت في مطلع حياتي.
أما مسرحيتي ( مأساة الحلاج) فهي بداية خطوتي في طريق جديد هو طريق المسرح الشعري، و أنا لا احب المشرح إلا شعرياً، و لا يعجبني كثيرا مسرح أبسن و أتباعه من الناثرين. و اعتقد أن مسرح أبسن الاجتماعي النثري مثل (بيت الدمية) و )عدو المجتمع) وغيرهما، هو مجرد انحرافة في تاريخ المسرح. ولذلك حديث غير هذا الحديث.

ما هي خلاصة تجربتي الشعرية؟
لا ادري، ولكني أجدني قد جربت أشياء كثيرة، وخضت في بحار الرمز أحيانا كما كشفت نفسي لشمس المباشرة أحياناً أخرى. وكتبت ألوانا من الشعر شبيهة بالقصة و البالاد، وحاولت ألوانا من المعمار في القصيدة، ودسست الفكر في الموسيقى، وجربت السخرية وعرفت طرفها الشعرية. و لكني مازلت اعتقد أن هناك الكثير مما أستطيعه، و أن تجربتي الشعرية لم تستوف تمامها بعد.
أتمنى أن أطيل، ولكن ليس لدي مما أقول بتسم بالتجرد، و لو استطردت لدسست نفسي في كل سطر. و ما ذلك بحسن. فمعذرة.@

القاهرة - 1966



عن مجلة (الآداب) - اللبنانية
العدد الثالث - السنة 14- آذار (مارس) 1966






 
رد مع اقتباس
قديم 20-08-2005, 06:26 PM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
د.رشا محمد
أقلامي
 
الصورة الرمزية د.رشا محمد
 

 

 
إحصائية العضو






د.رشا محمد غير متصل


افتراضي

بعض من قصائده


رؤيا

في كل مساء،
حين تدق الساعة نصف الليل،
وتذوي الأصوات
أتداخل في جلدي أتشرب أنفاسي
و أنادم ظلي فوق الحائط
أتجول في تاريخي، أتنزه في تذكاراتي
أتحد بجسمي المتفتت في أجزاء اليوم الميت
تستيقظ أيامي المدفونة في جسمي المتفتت
أتشابك طفلاً وصبياً وحكيماً محزوناً
يتآلف ضحكي وبكائي مثل قرار وجواب
أجدل حبلا من زهوي وضياعي
لأعلقه في سقف الليل الأزرق
أتسلقه حتى أتمدد في وجه قباب المدن الصخرية
أتعانق و الدنيا في منتصف الليل.

حين تدق الساعة دقتها الأولى
تبدأ رحلتي الليلية
أتخير ركنا من أركان الأرض الستة
كي أنفذ منه غريباً مجهولاً
يتكشف وجهي، وتسيل غضون جبيني
تتماوج فيه عينان معذبتان مسامحتان
يتحول جسمي دخان ونداوه
ترقد أعضائي في ظل نجوم الليل الوهاجة و المنطفأة
تتآكلها الظلمة و الأنداء، لتنحل صفاء وهيولي
أتمزق ريحا طيبة تحمل حبات الخصب المختبئة
تخفيها تحت سراويل العشاق.
و في أذرعة الأغصان
أتفتت أحياناً موسيقى سحرية
هائمة في أنحاء الوديان
أتحول حين يتم تمامي -زمناً
تتنقل فيه نجوم الليل
تتجول دقات الساعات


كل صباح، يفتح باب الكون الشرقي
وتخرج منه الشمس اللهبية
وتذوّب أعضائي، ثم تجمدها
تلقي نوراً يكشف عريي
تتخلع عن عورتي النجمات
أتجمع فاراً ، أهوي من عليائي،
إذ تنقطع حبالي الليلة
يلقي بي في مخزن عاديات
كي أتأمل بعيون مرتبكة
من تحت الأرفف أقدام المارة في الطرقات. @







 
رد مع اقتباس
قديم 20-08-2005, 06:29 PM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
د.رشا محمد
أقلامي
 
الصورة الرمزية د.رشا محمد
 

 

 
إحصائية العضو






د.رشا محمد غير متصل


افتراضي

زيارة الموتى


زرنا موتانا في يوم العيد
وقرأنا فاتحة القرآن، وللمنا أهداب الذكرى
وبسطناها في حضن المقبرة الريفية
وجلسنا، كسرنا خبزاً وشجوناً
وتساقينا دمعاً و أنيناً
وتصافحنا، وتواعدنا، وذوي قربانا
أن نلقى موتانا
في يوم العيد القادم.


يا موتانا
كانت أطيافكم تأتينا عبر حقول القمح الممتدة
ما بين تلال القرية حيث ينام الموتى
و البيت الواطئ في سفح الأجران
كانت نسمات الليل تعيركم ريشاً سحرياً
موعدكم كنا نترقبه في شوق هدهده الاطمئنان
حين الأصوات تموت،
ويجمد ظل المصباح الزيتي على الجدران
سنشم طراوة أنفاسكم حول الموقد وسنسمع طقطقة الأصوات كمشي ملاك وسنان
هل جئتم تأتنسون بنا
؟
هل نعطيكم طرفاً من مرقدنا؟
هل ندفئكم فينا من برد الليل؟
نتدفأ فيكم من خوف الوحده
حتى يدنو ضوء الفجر،
و يعلو الديك سقوف البلدة
فنقول لكم في صوت مختلج بالعرفان
عودوا يا موتانا
سندبر في منحنيات الساعات هنيهات
نلقاكم فيها، قد لا تشبع جوعاًن أو تروي ظمأ
لكن لقم من تذكار،
حتى نلقاكم في ليل آت.


مرت أيام يا موتانا ، مرت أعوام
يا شمس الحاضرة الجرداء الصلدة
يا قاسية القلب النار
لم أنضجت الأيام ذوائبنا بلهيبك
حتى صرنا أحطاب محترقات حتى جف الدمع الديان على خد الورق العطشان
حتى جف الدمع المستخفي في أغوار الأجفان
عفواً يا موتانا
أصبحنا لا نلقاكم إلا يوم العيد
لما أدركتم انا صرنا أحطاباً في صخر الشارع ملقاة
أصبحتم لا تأتون إلينا رغم الحب الظمآن
قد نذكركم مرات عبر العام
كما نذاكر حلماً لم يتمهل في العين
لكن ضجيج الحاضرة الصخرية
لا يعفنا حتى أن نقرأ فاتحة القرآن
أو نطبع أوجهكم في أنفسنا، و نلم ملامحكم
ونخبئها طي الجفن.







 
رد مع اقتباس
قديم 20-08-2005, 06:32 PM   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
د.رشا محمد
أقلامي
 
الصورة الرمزية د.رشا محمد
 

 

 
إحصائية العضو






د.رشا محمد غير متصل


افتراضي

لحن

جارتي مدت من الشرفة حبلاً من نغم
نغم قاس رتيب الضرب منزوف القرار
نغم كالنار
نغم يقلع من قلبي السكينه
نغم يورق في روحي أدغالاً حزينه
بيننا يا جارتي بحر عميق
بيننا بحر من العجز رهيب وعميق
و أنا لست بقرصان، ولم اركب سفينه
بيننا يا جارتي سبع صحارى
و أنا لم ابرح القرية مذ كنت صبيا
ألقيت في رجلَي الأصفاد مذ كنت صبيا
أنت في القلعة تغفين على فرش الحرير
و تذودين عن النفس السآمه
بالمرايا الفارس الأشقر في الليل الأخير
(أشرقي يا فتنتي)
(مولاي !!)
( أشواقي رمت بي )
(آه لا تقسم على حبي بوجه القمر
ذلك الخداع في كل مساء
يكتسب وجهاً جديد ..
جارتي ! لست أميراً
لا ، ولست المضحك الممراح في قصر الأمير
سأريك العجب المعجب في شمس النهار
أنا لا املك ما يملأ كفيّ طعاما
وبخديك من النعمة تفاح وسكر
فاضحكي يا جارتي للتعساء
نغّمي صوتك في كل فضاء
و إذا يولد في العتمة مصباح فريد
فاذكريني ..
زيته نور عيوني وعيون الأصدقاء
ورفاقي الطيبين
ربما لا يملك الواحد منهم حشوَ فم
و يمرون على الدنيا خفافاً كالنسم
ووديعين كأفراخ حمامه
وعلى كاهلهم عبء كبير وفريد
عبء أن يولد في العتمة مصباح جديد ..@







 
رد مع اقتباس
قديم 20-08-2005, 06:38 PM   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
د.رشا محمد
أقلامي
 
الصورة الرمزية د.رشا محمد
 

 

 
إحصائية العضو






د.رشا محمد غير متصل


افتراضي

أغنية من فينا

كانت تنام في سريري ، والصباح
منكب كأنه وشاح
من رأسها لردفها
وقطرة من مطر الخريف
ترقد في ظلال جفنها
و النفس المستعجل الحفيف
يشهق في حلمتها
وقفت قربها، أحبها، أرقبها، أشمها
النبض نبض وثني
والروح روح صوفي، سليب البدن
أقول ، يا نفسي، رآك الله عطشى حين بل غربتك
جائعة فقوتك
تائهة فمد خيط نجمة يضيء لك
يا جسمها الأبيض قل : أأنت صوت؟
فقد تحاورنا كثيراً في المساء
يا جسمها الأبيض قل: أأنت خضرة منوّرة؟
يا كم تجولت سعيدا في حدائقك
يا جسمها الأبيض قل : أأنت خمرة؟
فقد نهلت من حواف مرمرك
سقايتي من المدام و الحباب و الزبد
يا جسمها الأبيض مثل خاطر الملائكة
تبارك الله الذي قد أبدعك
و أحمد الله الذي ذات مساء
على جفوني وضعك
لما رأينا الشمس في مفارق الطرق
مدت ذراعيها الجميلتين
مدت ذراعيها المخيفتين
ونقرت أصابع المدينة المدببه
على زجاج عشنا، كأنها تدفعنا
تذهب ، أين ؟
تشابكت أكفّنا ، واعتنقت
أصابع اليدين
تعانقت شفاهنا، وافترقت
في قبلة بليلة منهومه
تفرقت خطواتنا، وانكفأت
على السلالم القديمه
ثم نزلنا للطريق واجمين
لما دخلنا في مواكب البشر
المسرعين الخطو نحو الخبز و المئونه
المسرعين الخطو نحو الموت
في جبهة الطريق ، انفلتت ذراعها
في نصفه، تباعدت، فرّقنا مستعجل يشد طفلته
في آخر الطريق تقت - ما استطعت - لو رأيت
ما لون عينيها
وحين شارفنا ذرى الميدان غمغمت بدون صوت
كأنها تسألني .. من أنت ؟ @







 
رد مع اقتباس
قديم 20-08-2005, 06:41 PM   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
د.رشا محمد
أقلامي
 
الصورة الرمزية د.رشا محمد
 

 

 
إحصائية العضو






د.رشا محمد غير متصل


افتراضي

الظل و الصليب


1

هذا زمان السأم
نفخ الأراكيل سأم
دبيب فخذ امرأة ما بين أليتيّ رجل ..
سأم
لا عمق للألم
لأنه كالزيت فوق صفحة السأم
لا طعم للندم
لأنه لا يحملون الوزر إلا لحظة ..
… ويهبط السأم
يغسلهم من رأسهم إلى القدم
طهارة بيضاء تنبت القبور في مغاور الندم
نفن فيها جثث الأفكار و الأحزان ، من ترابها ..
يقوم هيكل الإنسان
إنسان هذا العصر و الأوان
(أنا رجعت من بحار الفكر دون فكر
قابلني الفكر ، ولكني رجعت دون فكر
أنا رجعت من بحار الموت دون موت
حين أتاني الموت، لم يجد لديّ ما يميته،
وعدت دون موت
أنا الذي أحيا بلا أبعاد
أنا الذي أحيا بلا آماد
أنا الذي أحيا بلا ظل .. ولا صليب
الظل لص يسرق السعادة
ومن يعش بظله يمشي إلى الصليب، في نهاية الطريق
يصلبه حزنه، تسمل عيناه بلا بريق
يا شجر الصفصاف : إن ألف غصن من غصونك الكثيفه
تنبت في الصحراء لو سكبت دمعتين
تصلبني يا شجر الصفصاف لو فكرت
تصلبني يا شجر الصفصاف لو ذكرت
تصلبني يا شجر الصفصاف لو حملت ظلي فوق كتفي، وانطلقت
و انكسرت
أو انتصرت

إنسان هذا العصر سيد الحياه
لأنه يعيشها سأم
يزني بها سأم
يموتها سأم

2

قلتم لي :
لا تدسس أنفك فيما يعني جارك
لكني أسألكم أن تعطوني أنفي
وجهي في مرآتي مجدوع الأنف

3

ملاحنا ينتف شعر الذقن في جنون
يدعو اله النقمة المجنون أن يلين قلبه، ولا يلين
(ينشده أبناءه و أهله الأدنين، و الوسادة التي لوى عليها فخذ زوجه، أولدها محمداً وأحمداً وسيدا
وخضرة البكر التي لم يفترع حجابها انس ولا شيطان)
(يدعو اله النعمة الأمين أن يرعاه حتى يقضي الصلاة،
حتى يؤتى الزكاة، حتى ينحر القربان، حتى يبتني بحر ماله كنيسة ومسجداً وخان)
للفقراء التاعسين من صعاليك الزمان
ملاحنا يلوي أصابعاً خطاطيف على المجداف و السكان
ملاحنا هوى إلى قاع السفين ، واستكان
وجاش بالبكا بلا دمع .. بلا لسان
ملاحنا مات قبيل الموت، حين ودع الأصحاب
.. والأحباب و الزمان و المكان
عادت إلى قمقمها حياته، وانكمشت أعضاؤه، ومال
ومد جسمه على خط الزوال
يا شيخنا الملاح ..
.. قلبك الجريء كان ثابتاً فما له استطير
أشار بالأصابع الملوية الأعناق نحو المشرق البعيد
ثم قال :
- هذي جبال الملح و القصدير
فكل مركب تجيئها تدور
تحطمها الصخور
وانكبتا .. ندنو من المحظور، لن يفلتنا المحظور
- هذي إذن جبال الملح و القصدير
وافرحا .. نعيش في مشارف المحظور
نموت بعد أن نذوق لحظة الرعب المرير و التوقع المرير
وبعد آلاف الليالي من زماننا الضرير
مضت ثقيلات الخطى على عصا التدبر البصير
ملاحنا أسلم سؤر الروح قبل أن نلامس الجبل
وطار قلبه من الوجل
كان سليم الجسم دون جرح، دون خدش، دون دم
حين هوت جبالنا بجسمه الضئيل نحو القاع
ولم يعش لينتصر
ولم يعش لينهزم
ملاح هذا العصر سيد البحار
لأنه يعيش دون أن يريق نقطة من دم
لأنه يموت قبل أن يصارع التيار

4

هذا زمن الحق الضائع
لا يعرف فيه مقتول من قاتله ومتى قتله
ورؤوس الناس على جثث الحيوانات
ورؤوس الحيوانات على جثث الناس
فتحسس رأسك
فتحسس رأسك!







 
رد مع اقتباس
قديم 21-08-2005, 01:45 AM   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
أيمن جعفر
أقلامي
 
إحصائية العضو







أيمن جعفر غير متصل


إرسال رسالة عبر MSN إلى أيمن جعفر

افتراضي


أختي العزيزة رشا
مساحة ٌ طيّـبة ٌ لشاعر ٍ رائع .
قرأتُ ما نشرتِ حتى ردي هذا ، و بحق كان رائعا ً ما كتبه عن نفسه في المقال المنشور في مجلة
الآداب .أعجبني فيه اصراره و نهمه القرائيّ المعرفيّ ، و كذلك استشعاره لأهميّـة امتلاك المبدع
لروح الناقد فيه . أجل هذه الروح النقديَّـة هي التي تطوِّر الكاتب \ الشاعر \ القاصّ \ الروائيّ ، و كلما تعامل مع نفسه بصرامة ٍ ذاتيَّـة خرجَ بأفضل نِـتَـاج ٍ .
أمَّــا عن قصائده فقد راقت لي ( رؤيا ) و ( زيارة الموتى ) و ( لحن ) و بعض مقاطع ( الظلّ و الصليب ) . جهدٌ أكثر من رائع ، لكِ جزيل الشكر و التقدير أختي ، و بانتظار ادراجاتكِ .
تحياتي






التوقيع

عقل الكاتب في قلمه

( أمير المؤمنين عليّ )


 
رد مع اقتباس
قديم 21-08-2005, 12:18 PM   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
د.رشا محمد
أقلامي
 
الصورة الرمزية د.رشا محمد
 

 

 
إحصائية العضو






د.رشا محمد غير متصل


افتراضي

أهلاً بمرورك أخ أيمن
صلاح عبد الصبور كان يطمح لأن يكون شعره له عالمه الخاص وأن يكون شاعر ذو عالم خاص
لذلك .. الطموح يولد داخل الانسان ناقداً ذاتياً حتى أنه لا يشعر بالرضا عن نفسه الا اذا تحقق
ما كان يُخطط له ...
أعجبني أيضاً في صلاح عبد الصبو هو أنه وهب نفسه للشعر ... وقليل من يفعل ذلك في زماننا هذا !
شعره له مذاق خاص ...
تحياتي لك
مرورك بانتظاره دوماً







 
رد مع اقتباس
قديم 16-03-2008, 04:07 AM   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
إسلام هجرس
أقلامي
 
الصورة الرمزية إسلام هجرس
 

 

 
إحصائية العضو







إسلام هجرس غير متصل


إرسال رسالة عبر MSN إلى إسلام هجرس إرسال رسالة عبر Yahoo إلى إسلام هجرس

افتراضي رد: مساحة لـ صلاح عبد الصبور

الأخت الكريمة رشا
رائع أن يلتقي الطب والشعر في عقل وذائقة واحدة
....
شكرا لك على هذا المقال المتميز لشاعرنا الكبير صلاح عبد الصبور
وهو من أولئك المتفردين الذي حرثوا للشعر أراضي لم يسبقهم إليها أحد
أعجبني هذا الصراع الدائم مع القصيد من أجل الوصول لقمة هرمه إبداعي
المتنبي وأبو العلاء ومحمود حسن إسماعيل وإبراهيم ناجي
من أروع القدماء والمحدثين حتى عصره
ثم الاستفادة من أدب الأجانب
توماس ستيرنز إليوت وغيره
......
أعتبره كما يعتبره الكثيرون الرائد الحقيقي للمدرسة الواقعية
حتى قيل إن القمم الأربعة في تاريخ الشعر :
* امرؤ القيس
* المتنبي
* شوقي
* صلاح عبد الصبور

وهي على إطلاقها تحمل دلالة مذابة ، وهي ميل النقاد لريادته
رغم نسب التاريخ ريادة المدرسة الواقعية للراحلة الكبيرة نازك الملائكة
...........
اختيارات جميلة لقصائد مميزة له
وليتك تنشرين أجزاء من مأساة الحلاج أو مجنون ليلى إذا كان في الإمكان
...
مودتي الجمة







التوقيع

إسلام هجرس
نائب رئيس جماعة تراب الأدبية
 
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 04:47 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط