الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديات الحوارية العامة > منتدى الأدب العام والنقاشات وروائع المنقول

منتدى الأدب العام والنقاشات وروائع المنقول هنا نتحاور في مجالات الأدب ونستضيف مقالاتكم الأدبية، كما نعاود معكم غرس أزاهير الأدباء على اختلاف نتاجهم و عصورهم و أعراقهم .

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-01-2012, 04:47 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
هشام النجار
أقلامي
 
الصورة الرمزية هشام النجار
 

 

 
إحصائية العضو







هشام النجار غير متصل


افتراضي بعد ثلاثين عاما ً.. العرب يردون على نزار قبانى ويكتبون تاريخ ميلادهم

تقديم / هشام النجار
كان نزار قباني دقيقا ً جدا ً عندما قال:
"إن علة الشعر العربي الكبرى هي أن ذاكرنه قوية.. والذاكرة بصورة عامة خطر على الشعر لأنها سهم متجه إلى الوراء لا سهم ذاهب إلى المستقبل.. والقصيدة التي لا تستطيع نسيان طفولتها لا تملك القدرة على تصور مستقبلها".
هكذا كان نزار.. وهكذا كانت طبيعة قصائده الحادة الرافضة اليائسة من العروبة والعرب.. لدرجة أنه في منتصف التسعينيات وقبل رحيله بأعوام قليلة كتب ليعلن وفاة العرب في قصيدة صادمة ذات ذاكرة قوية تحفظ هزائم العرب وانكساراتهم التاريخية.. ولا تملك أي سهم يضرب في آفاق المستقبل ويستكشف عودة العرب إلى تاريخ الانتصارات.. ويتنبأ بثورتهم التي محت كل تواريخ الذلة والهوان والخنوع.
نزار اتجه بشعره إلى الوراء فضج من الواقع الأليم.. ولم يستطع نسيان طفولة العرب وتخبطهم وضعفهم.. فلم يملك المقدرة على تصور مستقبلهم الذي خبأ إبداعات وبطولات وتضحيات وانجازات.. لو كان حيا ً ورآها بعينيه لندم على سوء ظنه فيهم وطول شكه في نخوتهم وغيرتهم ورجولتهم.
فماذا يا ترى لو كان نزار حيا بيننا اليوم.. بعد أن انتصر العرب على جلاديهم وطغاتهم؟!!
ماذا بوسعه أن يقول.. ذلك الشاعر الذي قال " ومنذ خمسين عاماً، أراقب حال العرب، وهم يرعدون، ولا يمطرون وهم يدخلون الحروب ولا يخرجون.. وهم يعلكون جلود البلاغة علكاً ولا يهضمون"؟!!
ماذا تراه يقول اليوم الشاعر الكبير الذي تساءل قبل سنين عن "أية مقبرة سوف تقبل بجثمان العرب بعد إعلان وفاتهم ، ومن سيبكى عليهم.. "أنا منذ خمسين عاماً أحاول رسم بلاد تُسمى- مجازاً- بلاد العرب. رسمت بلون الشرايين حيناً وحيناً رسمت بلون الغضب وحين انتهى الرسم ساءلت نفسي: إذا أعلنوا ذات يوم وفاة العرب ففي أي مقبرة يدفنون ومن سوف يبكي عليهم؟ وليس لديهم بنات... وليس لديهم بنون... وليس هنالك حزن، وليس هنالك من يحزنون"؟!!
ماذا يقول اليوم نزار في شعوب تصدت بصدورها العارية لآليات ومجنزرات الأمن وصمدت في وجه الرصاص الحي والمطاطي والغاز المسيل للدموع.. وهو الذي قال قبل ذلك: "أنا بعد خمسين عاماً، أحاول تسجيل ما قد رأيت، رأيت شعوباً تظن بأن رجال المباحث أمر من الله، مثل الصداع، ومثل الزكام، ومثل الجذام، ومثل الجرب، رأيت العروبة معروضة في مزاد الأثاث القديم، ولكنني ما رأيت العرب"؟!!
أعلم أن نزار لو كان حيا ً اليوم لغير كثيرا من قناعاته.. ولتمنى لو كان سهم شعره مصوبا نحو المستقبل.. راسما ً ملامح الأمل والتفاؤل والثقة بتلك الشعوب الحية التي تأبى الذل والظلم.. لكنه سيمتلك الحجة القوية في إقناعنا بالسبب الذي جعله هكذا يائسا من العرب والعروبة.. دائم السخط على قومه.. لا يكف عن هجائهم وكشف عيوبهم وفضح انكساراتهم.
إنها ذات الحجة التي ذكرها هو بنفسه في أحد مقالاته عندما قال معبرا عن تاريخه مع الشعر وعن أسلوبه كشاعر:
"إن دور الشاعر المغنى قد انتهى ، وهذا العصر لم يعد يبحث عن شاعر يحرك فيه غريزة الطرب ويهز له سريره حتى ينام، ولكنه يبحث عن شاعر يؤرقه ويثير أعصابه ويغرز في جلده دبوسا من نار".
قد يكون نزار قباني في قصائده يائسا متشائما.. لا يرى في الأفق أية دواع للفرح والأمل.. لكن يكفيه أنه قام بتوصيف الواقع كما هو.. يكفيه أنه لم يفعل فعل شعراء السلاطين الذين يكتبون قصائدهم كأنهم يكتبون تقارير مرفوعة إلى الحكام تزيف الحقائق وتخدع الشعوب بأن كل شيء جميل وكل شيء تمام.. يكفيه أنه أرق وأثار أعصابنا وغرز في جلودنا دبابيس من نار.
اليوم بعد أن تغيرت مصر وتونس لا يسعنا أن نذكر فيما نذكر نزار.. في قصيدة كتبها عام 1980م أي قبل ثلاثين عاما ً.. تعالوا نقارن هنا بين مصر وتونس كما صورهما نزار قبل ثلاثة عقود.. ومصر وتونس بعد أن قامت الشعوب العربية بإعادة تشكليهما.. لنقارن بين شعر نزار وشعر العرب.. بين قول نزار وقول العرب.. بين سوء ظن نزار في العروبة والعرب.. وثقة العرب بأنفسهم التي صنعت تاريخا ً جديدا ً لا ينتمي للماضي ولا يقبل الخزي والعار.
يقول نزار :
هَلْ في العيونِ التونسّيةِ شاطئ
تَرتاحُ فوقَ رِمالهِ الأعصابْ ؟
أنا يا صديقةٌ مُتعبٌ بعروبتي
فهل العروبة لعنةٌ وعِقابْ ؟
أَمشي على وَرقِ الخريطةِ خائفاً
فعلى الخريطةِ كُلنا أَغـْراب
أتكلم الفُصحى أَمام عشيرتي
وأعيد.. لكن ما هناك جَواب
لولا العباءاتِ التي التّفوا بها
مَا كُنتُ أحسبُ أنهّم أَعْرابْ
يَتقاتلونَ على بَقايا تمرةٍ
فخناجرٌ مرفوعةٌ وحِرابْ
قُبلاتُهم عربيةٌ.. مَن ذَا رَأى
فيما رأى قُبلاً لها أَنياب
يا تونس الخضراءُ كأسي عَلقمٌ
أَعَلَى الهزيمةِ تُشْرَبُ الأَنْخاب ؟
مِنْ أَين يأتي الشّعرُ؟ حين نهارُنا
قَمعٌ وحينَ مَساؤُنا إِرْهَابْ
سَرقوا أَصابعنا وعِطْرَ حُروفنا
فَبأيّ شَيءٍ يُكْتَبُ الْكِتابْ؟
والحِكْمُ شِرْطيٌ يَسيرُ وَراءنا
سِرّاً فَنكهةُ خُبزنا اسْتجوابْ
يا تونس الخضراءُ كيفَ خَلاصُنا؟
لمْ يَبقَ منْ كُتبِ السّماءِ كِتابْ
مَاتَتْ خُيولُ بَني أُميّةَ كُلها
خجلاً.. وظّل الصرفُ و الإعرابْ
فكأنّما كُتبُ التّراثِ خُرافةٌ
كُبرى.. فلا عُمَر.. ولا خَطّاب
وبيارقُ ابْنُ العَاصِ تمَسحُ دَمْعَها
وعَزيزُ مِصْرَ بالْفِصَامِ مُصابْ
مَنْ ذا يُصّدقُ أَنّ مِصْرَ تهّودتْ
فمقامُ سيدّنا الحسينِ يَبابْ
ما هَذهِ مِصرْ.. فإنّ صَلاتَها
عِبريةٌ.. وإِمَامُها كَذّابْ
ما هَذهِ مِصرْ.. فإنّ سَماءَها
صَغُرتْ.. وإنّ نُسَاءها أَسْلابْ
إِنْ جَاءَ كافورٌ.. فَكمْ مِنْ حَاكمٍ
قَهَرَ الشّعُوبَ.. وَتاجُهُ قِبْقَابْ
وخَريطةُ الوَطن الكبيرِ فَضيحةٌ
فَحواجزٌ.. ومخافرٌ.. وكِلابْ
والعالَمُ العَربيُّ.. إمَا نَعجةٌ
مَذبوحةٌ أَو حَاكمٌ قَصّاب
والْعالِمُ العَربيُّ يَرْهن سَيفهُ
فَحِكايةُ الشّرفُ الرفيعُ سَرابْ
الجمعة الموافق
11-2-1433هـ
6-1-2012م






 
رد مع اقتباس
قديم 07-01-2012, 06:50 PM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
سلمى رشيد
نائب المدير العام
 
الصورة الرمزية سلمى رشيد
 

 

 
إحصائية العضو







سلمى رشيد غير متصل


افتراضي رد: بعد ثلاثين عاما ً.. العرب يردون على نزار قبانى ويكتبون تاريخ ميلادهم

يقول نزار :
هَلْ في العيونِ التونسّيةِ شاطئ
تَرتاحُ فوقَ رِمالهِ الأعصابْ ؟
أنا يا صديقةٌ مُتعبٌ بعروبتي
فهل العروبة لعنةٌ وعِقابْ ؟
أَمشي على وَرقِ الخريطةِ خائفاً
فعلى الخريطةِ كُلنا أَغـْراب
أتكلم الفُصحى أَمام عشيرتي
وأعيد.. لكن ما هناك جَواب
لولا العباءاتِ التي التّفوا بها
مَا كُنتُ أحسبُ أنهّم أَعْرابْ
يَتقاتلونَ على بَقايا تمرةٍ
فخناجرٌ مرفوعةٌ وحِرابْ
قُبلاتُهم عربيةٌ.. مَن ذَا رَأى
فيما رأى قُبلاً لها أَنياب
يا تونس الخضراءُ كأسي عَلقمٌ
أَعَلَى الهزيمةِ تُشْرَبُ الأَنْخاب ؟

لطالما استوقفتني هذه القصيدة
ولطالما قرأت بين كلماتها مشاعر شاعرنا الدمشقي الأصيل نزار قباني
انا يا صديقتي متعب بعروبتي
تشعر انها القمر الذي افتقدناه في الليلة الظلماء
من تونس إلى كل حبة تراب من هذه الأرض العربية المثقلة بهمومها ،، ناداها القباني وها هي بدأت بتلبية النداء
والدرب طويل طويل
أنا يا أستاذي هشام مثقلة بعروبتي ووطنيتي وصراحتي






التوقيع

رَبِّ اغْفِرْ لِيَّ وَلِوَالِدَيَّ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِيْ صَغِيْرَا
 
رد مع اقتباس
قديم 08-01-2012, 09:29 AM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
هشام النجار
أقلامي
 
الصورة الرمزية هشام النجار
 

 

 
إحصائية العضو







هشام النجار غير متصل


افتراضي رد: بعد ثلاثين عاما ً.. العرب يردون على نزار قبانى ويكتبون تاريخ ميلادهم

أكرم بها من أثقال سيدتى الفاضلة ، ولولا الأثقال التى حُمل بها نزار وأمل دنقل وعفيفى مطر ومحمود درويش ومحمود حسن اسماعيل وغيرهم ما أبدعوا .. الفراغ لا ينتج شيئا ، والانسان الملئ بالطاقات والأفكار المشحون بشغف الهوية والانتماء والمصير المهموم بواقع أمته ، هذا هو المبدع الذى حتما سيترك أثرا سواء ككاتب أو مثقف فى خلق أجواء التغيير ، أو كسياسى وزعيم فى قيادة الأمة الى وجهة نهضتها .







 
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
بيت بمنازل كثيرة / كمال الصليبي . زياد هواش منتدى الحوار الفكري العام 8 25-12-2016 09:13 AM
نزار قباني ... الغائب الحاضر ( 1923 - 1998 ) حمزة الأسير منتدى الأدب العام والنقاشات وروائع المنقول 0 30-04-2011 03:18 PM
الرسول و أهل بيته صلوات الله عليهم و سلامه، هم منطقة المواجهة الأولى بين العرب والفرس محمد عفارة المنتدى الإسلامي 0 27-03-2011 11:02 PM
فلسطين وأخطاء المؤرخين العرب القدماء - كتاب ...جميل خرطبيل عيسى عدوي منتدى الأدب العام والنقاشات وروائع المنقول 19 07-05-2007 07:16 PM
!! بحث وإبحار !!في شعر نزار قباني ! رولا زهران منتدى البلاغة والنقد والمقال الأدبي 2 25-01-2007 08:11 PM

الساعة الآن 01:46 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط