الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديات الحوارية العامة > منتدى الأدب العام والنقاشات وروائع المنقول

منتدى الأدب العام والنقاشات وروائع المنقول هنا نتحاور في مجالات الأدب ونستضيف مقالاتكم الأدبية، كما نعاود معكم غرس أزاهير الأدباء على اختلاف نتاجهم و عصورهم و أعراقهم .

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-06-2012, 02:27 PM   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
عمادالدين رفاعي
أقلامي
 
إحصائية العضو







عمادالدين رفاعي غير متصل


افتراضي رد: الشاعر:عبد المجيد فرغلي..رحمه الله (رحلة في ضمير أمة المجد)

القصيدة العلمية بين قوة السرد وذكاء التعامل مع التاريخ

دراسة تحليلية في قصيدة


(هيكل سليمان.. وَهْمٌ لا وجود له)


للشاعر الكبير / عبد المجيد فرغلي


بقلم الشاعرة / شريفة السيد


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اخترت هذا الشاعر كما اختارت شكسبير أمته.. بل ونضعه في أحداق عيون الأمة على أرض الإبداع العربي؛ لأنه يستحق التكريم...
ما قبل:
إن كتابة مقالة نقدية حول قصائد الشاعر الكبير عبد المجيد فرغلي أصابتني بالحيرة؛ بسبب غزارة إنتاجه وملحميته التي تـُربكُ أي كاتب أو قارئ حديث.. لأنه يحتاج إلى كتيبة من النقاد، ولن يفلحوا في سـدّ تلك الثغرة.. فكل قصيدة تحتاج لدراسة خاصة، وكذلك الدواوين والملاحم والمسرحيات والقضايا التي تناولها.. فما بالكم وأنا أمام كم هائل من الإنتاج الأدبي المتميز.. لا يمكن لفرد واحد الإلمام به؛ وإن استطاع أبناؤه جمعه وحصره وتدوينه ونشره؛ فإنهم يحتاجون إلى عُمر إضافيٍّ لأعمارهم...
ودخلت المأزق بنفسي؛ فوجدته مأزقا يصعب التملص منه؛ إلا بكتابة مقدمة لكتاب يضم سيرته العطرة.. فرأيتها أيضا أقل مما يستحق الرجل، فهداني الله لعمل دراسة عن إحدى قصائده لعلها تفي الغرض، وتعطيه جزءًا من حقه على الأدب والنقد، وعليَّ أنا تحديدا... حيث استضافني الشيخ عبد المجيد فرغلي في النخيلة وفي صدفا بأسيوط؛ فكان هو بعينه الكرم يمشي على قدمين، والأدب والأخلاق يتوزّع نهرا سلسبيلا لا مثيل له، والفصاحة التي تفحم كل الفصحاء، وتـُخجل كل صاحب قلم.
من هنا توجَّبَ عليَّ ردًا لبعض دَينهِ، وحفاظـًا لجميل صنعهِ مع الأدباء الذين عاصروه وتنعّموا بكرمه الزائد وعلمه المتين، أن أقدم شيئا وإن كان يسيرا، مع وعد بعمل الأكثر من أجل تكريمه.
لذا.. وقع اختياري على قصيدته (هيكل سليمان.. وَهْمٌ لا وجود له) لتكون محط َّدراستي المتواضعة؛ التي أعتبرها مجرد انطباعات لا تعتمد على المناهج البلاغية الحديثة؛ لأن النص يُعد من الكلاسيكيات التي تتخذ من قواعد البلاغة القديمة أساسا لها..
من هنا نبدأ:
أولا: عنوان النص:
اختار الشاعر عبد المجيد فرغلي لهذا النص عنوانا جامعا مانعا يقرر فيه أن (هيكل سليمان هذا.. وَهْمٌ لا وجود له) وأنه أسطورة مزعومة فكانت أكبر الأكاذيب البشرية بل أكبر جريمة تزوير للتاريخ.. قال تعالى في وصف كـَتـَبـَةِ التوراة: "فويلٌ للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله، ليشتروا به ثمناً قليلاً، فويلٌ لهم مما كتبت أيديهم، وويلٌ لهم مما يكسِبون" سورة البقرة آية 79.
فكان العنوان أبلغ تعبير عن هدف النص، وإفحام الآخر بالأدلة والبراهين على كذبه وادعاءاته الكثيرة، ومنها أكذوبة هيكل سليمان.. تقرير واضح لا يحتاج إلى تفسير. ونفي يؤكد العكس، ويقف حجر عثرة أمام العدو المكابر... وفي توازٍ ملحوظٍ جاء العنوان لخدمة النص، والنص يبرر العنوان تبريرًا قاطعا.. دون أن يعطي فرصة للاهتزاز أو عدم اليقين.
ثانيا: البناء الشعري الرصين
إن ما يلفت النظر في هذا النص ذلك التناغم النصي، وعدم التنافر بين الجُمل الشعرية، وإعطاء كل فكرة حقها في العرض والتناول، دونما بتر يضعف بالمعنى أو يهدد النص بأي نوع من الخلل..... حيث يبدأ النص بقسَمٍ صادمٍ، ضميرُه اليقين بوهمية ما يقولون:
أقسمت بالمسجد الأقصى فداه دمي ..
وقبة الصـــــخرة اجتاز الهيام فمي
أن العـــــــدو الذي طال الغـرور به..
ويحسب الحلم ضعفا من ذوي الكرم
قد مدّه الصــــمت منا أن رأى هدفا..
يـــروم تنفيذه في ذلك الحـــرم
فهو يستعرض تلك النية المبيتة لهدم المسجد/ مكان إسراء رسول الله سيد الخلق قاطبة، ويسرد حقيقة هذا الهيكل المزعوم؛ مؤكدا أن الحَفر تحت المسجد الأقصى للتوصل للهيكل سيبوء بالفشل، ونتيجته هدم المسجد؛ إذ لا يوجد هيكل من الأصل..
ويتعرض الشاعر لعلاقة نبي الله سليمان – عليه السلام - بهذا الهيكل وعلاقته باليهود وقصة بناء الهيكل، وأين يوجد المسجد الأقصى والصخرة المقدسة بالضبط؛ حيث أ ُسْرِيَ برسول الله (صلى الله عليه وسلم) منهما؟ يقول الشيخ في قصيدته:
أيبتغي الهدم شــــــارون لقبته....
والبحث في صخرة المعراج عن وهم
أظن هيكلا اندسَّتْ معالمــــــه ....
تحـــت البنــاء سـليمان بنى ولـم

الظن منه أتى في غير موقعـــــه ....
من فعـل شــارون أو باراك من قـدم
ليؤكد أن اليهود يدّعون أن نبي الله سليمان بنَى هيكلا لليهود كمكان لحفظ تابوت العهد، وأن هذا الهيكل يزخر بالرموز الوثنية والأساطير الخاصة بعبادة الآلهة الكنعانية، وأن نبي الله سليمان بنى الهيكل لإله اليهود "يهوه" أو "ياهو" لحفظ تابوت العهد، فإذا أثبتنا أن تابوت العهد لا وجود له في عهد النبي سليمان، إذن فلا حاجة لبناء الهيكل أصلا..! وهنا يبدأ في وضع الدلائل على مصداقية النفي يقول:
الهيكل انهـدّ مُذ عيسى المسيح أتى..
يقضي على الشرك حيث الوهــم لم يرم
وقـد طلـوه بقـار كبرتـوه لظـى ..
وأ ُحـرق القصر بالرومان لم يقم
.................................................. ..................
فإن يكـن هدمـه صحت روايتـه....
سـفر الملوك رواه من فم الكلم
" لكم خرابـا " سيغدو ولا وجـود له....
أبعد هـذا دليـل بالــغ الحكــم؟
قد دمرتـه يد الرومان ناقمـة.....
على يهــود وهم جرثومــــة الأمـم
ثم يحكي لنا كيف يدّعي اليهود ومنهم باراك وشارون ونتنياهو– زورًا – بذلك الهيكل مبررين ادعاءَهم بأن نبي الله سليمان كان يعبد إلهًا غير الذي كان يعبده باقي الأنبياء؛ هو إله بني إسرائيل، وأنه كان من عبدة الأوثان؛ لأنه بنَي معبدا يزخر بالرموز الوثنية. فإذا أثبتنا لهم أن نبي الله سليمان لم يكن كذلك، وأنه كان يعبد الله رب العالمين الواحد القهار كسائر الأنبياء؛ فهذا يعني أنه لا حاجة لبناء هيكل ضخم كما وصفه اليهود لإله اليهود ياهوه .
وقد اعتمد الشاعر في قراراته هذه على كتاب الله تعالى في قصة سيدنا سليمان عليه السلام ومُلكه العظيم.. وكذلك على كتب التاريخ المحققة والتي جاء فيها أن مُلكَ نبي الله سليمان ليس من بينه هيكلٌ وثنيٌ مطلقا، بل كان له قصرٌ عظيمٌ من الزجاج الصافي شاهدته بلقيس ملكة سبأ، وعندما تأكدت أنه نبي الله أتاه المُلك والعِلم والنبوّة آمنت وأسلمت لله رب العالمين، ولم تؤمن بإله بني إسرائيل الذي يدَّعي اليهود أن نبي الله سليمان كان يعبده، فإذا كان نبي الله سليمان يعبد الله الواحد كسائر الأنبياء؛ فلماذا يبني هيكلا وثنيًا لإله بني إسرائيل (ياهو) كما يدّعون؟
إذن فلا وجود لتابوت العهد بعد ذلك التاريخ، والاحتمال الأكبر أنه فـُقد منهم في أحد الحروب، لأنهم لم يحافظوا على ما جاء في لـَوحَي الشهادة، وبالتالي فلا وجود لتابوت العهد في عهد نبي الله سليمان عليه السلام.. لذلك يقول الشيخ:
أنتم بنو فريةٍ بالإفـك روَّجهـا ...
وثمّ صدق وهمـــًا غيـــر معتلم
ما هيكل من سليمان بناه لكم ...
وصُنتمـــــوه ولكن زال من قـدم
الهيكل المدعَّى مسـّـته قارعة...
ألقت حجــــارته من كـــف منتقم
فقد جاء في كتب التاريخ أن: "تابوت العهد" هو صندوق مصنوع من خشب السّـنط أودع به لوحَا الشهادة اللذان نـُقشتْ عليهما الشريعة، وتلقاها نبي الله موسى عليه السلام بسيناء، وكان بنو إسرائيل يحملونه معهم أينما ذهبوا، فضاع منهم حيث لم يحافظوا عليه.
وتاريخ كتابة هذه القصيدة 10/11/2000 يؤكد ثقافة المؤلف، واطلاعه على التاريخ العربي والعبري بلغتيه، أو بترجمة عن العبرية، حيث كان يعمل مُدرسًا لمادة التاريخ والجغرافيا معظم سنوات عمره.. ويبدو أنه اطلع على ما نـُشر بصحيفة معاريف الإسرائيلية في عدد 7 فبراير 1997: وأنَّ "منليك" بن سيدنا سليمان من "بلقيس" ملكة سبأ سرق تابوت العهد من أبيه أثناء بناء الهيكل، وهرب به إلى الحبشة، وأن الهيكل لا يعني أيَّ شيءٍ بدون تابوت العهد. وأن الحفر تحت المسجد الأقصى للتوصل للهيكل مجهود لا طائلَ من ورائه ولا هدف منه سوى هدم المسجد الأقصى.. وهذه هي الحقيقة برُمتها.. حيث شهد شاهد من أهلها... فيقول:
في دير مارٍ له قد كان موضعه..
في أرض سورية قد شـيدَ من رَضم
ولم تكن أرض قـدس تحت قبتها...
من مسـجد كان مسرى صاحب العلم
نعم بناه ســـليمان وشــــيّده ..
دارا لسـكناه أو محراب ذي رنم
إذن ما بناه سيدنا سليمان لم يكن أصلا تحت القبة، وإنما في (دير مار أو هار باللغة العبرية) بسورية، وكان دارًا لسكناه ومحرابا يتعبَّد فيه.. فما بالهم يدّعون غير ذلك.. ويضيف:
فقل لشـارون أو باراك قد ذهبتْ ...
أســـطورة الهيكل انسلتْ إلى العدم
وبحثكم عنه ســـعيٌ ليس يبعثه ...
من رقـدة الموت للثـاوي لدى أطم
وحقنا في تراب القـدس من زمن ...
زالـت هياكلـه في غمرة الظلــم
ما أرض كنعان قد كانت لكم وطنا...
في أي يـوم وعصـر بادَ لم يدم
بعدها يدلل على أن هذا لم يكن أول ادِّعاء كاذب، فقد مرَّ ذلك المكان بحملات غزو الفرنجة، حين قيل أن جسد المسيح ثاوٍ به.. ساردًا قصة الحوت وعصيان اليهود لنبي الله حين كانوا يصيدون في يوم السبت الذي حرَّمه الله... وحكى كذلك قصة العجل المصنوع من ذهب. وأهل إرم وعاد وثمود... الخ من القصص التي عصى فيها بني البشر الرسالات السماوية.... وأن القدس كانت لهم من قبل اليهود في منطقة أورشليم.. يقول:
القدس كانت لهم من قبل تسمية .. "بأورشليم" ودار للســلام نسم
كانوا أحق بها من قبل مرسلهم ..داوود.. وابن له قد كان في الحكم
حتى يصل إلى قوله بأن هناك من تنبأ بهدم الهيكل داود صاحب الحرث حتى حدث ما تنبأ به.. بالفعل..
ويوم أن كان داوود بمحكمـة..
في صاحب الحرث والمنفوش من غنم
وإن يكُ الهيكل البانيه صاحبه..
للذكــر في مشـرق الإصباح والظلم
وحينما مات من شــيد البناء له ..
وخربوه بفعل الســــوء والجــــرم
تنبأ المرســـل الداعي بشرعته ..
بهدم هيكلهم رأسـا على قدم
وكان ما كان من مســرى نبوءته ..
أبعـد قـــول فيه من كلم.؟
عودوا فما تلك من أرض المعاد لكم
بل أرض شعب ثوىمن سالف القدم
ثم يبدأ في سرد قصة الإسراء والمعراج.... إلى أن يقول متسائلا:
فهل مكان براق عند صـــخرته.. يُعطي إلى أحد من بعد مقتسم؟
لا فوق أو تحت أرض للبراق غدا.. من هيكل أو سواه ملك مختصم
ليعود لنفس القضية مرة أخرى، وأنه لا يوجد فوق القبة ولا تحتها إلا وهم من أوهامهم.. فهُمْ بأنفسهم الذين دمَّروا ما أشاروا إليه.. وأنهم بتدميرهم لتاريخهم قد شرَّدهم الله على الأرض فلم تقم لهم قائمة.. ليختتم النص بقوله:
طفل الحجارة من ماضين أو قدم .. من حقهم أرضهم ليست لمُجترم
ثالثا: نص فضفاض لشاعر محلق
من المدهش في هذا النص أن عدد أبياته يقترب من مائة بيت.. يحلق فيها الشاعر صعودا وهبوطا، وبيده عصا الأستاذ والمعلم والخبير، يشير بها على خريطة معلقة أمامه، يشرح جغرافيا المكان، ويعود بالكاميرا على طريقة (البلاي باك) مذكـِّرا إيانا بالتاريخ الذي نسيه اليهود.. بداية من عهد الكنعانيين الأول والآشوريين الأول ومن هم قبل ذلك.. فقد تغلبت مهنة الأستاذية عنده.. نظرًا لعلمه الغزير بشأن تواريخ البلاد؛ فسخـّر كل معلوماته لخدمة النص. يترك الموضوع الأصلي ليستطرد بما له علاقة به ليعود للموضوع الأصلي بانسيابية وحنكة وحكمة في التناول والعرض، ودون أن تشعر بأي نوع من الترهّل.. لأن كل جملة وكل معلومة وكل استطراد جاء في مكانه تماما. لنجد أنفسنا أمام نص محكم..
رابعا: ظاهرة التدفق الفكري في النص
يلاحظ أيضا ازدحام النص بالرؤى والأفكار، مع المحافظة على روح الفكرة الأساسية، وهي نفي القول بوجود هيكل سليمان تحت قبة الصخرة أو تحت المسجد الأقصى.. وفي المقابل إثبات أغراضهم الدنيئة وهي هدم المسجد الأقصى ....
فيتنقل الشاعر بمنتهى الرشاقة بين الأفكار الفرعية، التي فرضت نفسها بقوة على النص ومنها :
- غرور العدو بسبب الصمت العربي الطويل ما يجعلهم يحسبوننا ضعفاء.
- المرور بالضرورة على مكان المسجد الأقصى، والهدف من وجوده منذ البداية؛ كحكمة إلهية كبرى وهو الإسراء والمعراج.
- الهدف الحقيقي وراء حفر اليهود تحت قبة الصخرة وهو هدمها، وليس البحث عن الهيكل، وما هي إلا حجة ووهم يغلف أفكارهم الهدامة.
- إثبات صحة أهدافهم الخفية بالدليل القاطع التاريخي، بأن الهيكل انهدَّ منذ جاء عيسى ومنذ تدمير الروم للقدس كلها، وحرق الرومان للقصر.
- تحقـُق النبوءة التي قالت بخراب المكان كله من قبْل عيسى تحقـُقـًا فعليا..
- النتيجة الحتمية لكل هذا: وهي أنه لا معنى إذن لادعاءات شارون أو نتنياهو أو باراك بوجود الهيكل تحت القبة أو تحت المسجد الأقصى.
- تحديد المكان الحقيقي للهيكل السليماني، وهو دير (مار) أو (هار) (باللغة العبرية) في أرض سورية إن كانوا لا يعلمون.. وأن القدس لم تكن في سورية أصلا.. حيث بنى سيدنا سليمان هناك محرابًا له؛ لكن اليهود هم الذين أزالوه بأيديهم.. وبهذا ضاعت أسطورة الهيكل من الأساس.
- بيان أحقيتنا في القدس، وأن أرض كنعان لم تكن لهم وطنا في العصور البائدة..
- إظهار محاولات غزو متعددة على أرض القدس منذ الفرنجة وكلها باءت بالفشل. حيث ادعوا أنهم أحق بعيسى ولا هم أحق بعيسى ولا بموسى.
- التذكير بالفلسطينيين الذين هم أولَى بالقدس منذ أيام أورشليم، بل إنهم أحق بها من قبل داوود وابن له في الحكم.
- التذكير بصاحب الحرث والغنم المنفوش والمحكمة التي أقيمت وقتئذ، والهيكل الذي تم بناؤه للذكر.. وموت من شيَّده وتخريب المكان بفعل السُوء والجُرم. وتحقـُق النبوءة في ذلك أيضا.
- وجود قبة الصخرة كحلقة ربط بين الماضي والحاضر.
- التعرُض لرحلة الإسراء والمعراج وما حدث فيها بالضبط.. حتى العودة في نفس الليلة.
- استنكار أن يعطي الله مكان البُراق لأحد قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فالله يُقسم الأشياء بحكمة.
- تقرير أخير بأن كل تلك الأقاويل ما هي إلا ادعاءات وافتراءات، لا أساس لها من الصحة.. وأن أصحاب الأرض أولى بها.. لأنها أرض العروبة ولها شعب يمثلها.. وبيانها درة جاءت من بين البانِ والعَلَمِ..
- سيظل طفل الحجارة سيد تلك الأرض وصاحبها.
ورغم تعدد الأفكار وازدحامها لم تهرُبْ الفكرة الأساسية من الشاعر، ولم يترهل النص.. بل ظلَّ مُحكما متينا، يتميز بقوة البيان في كل بيت فيه. واحدٌ وتسعون بيتا لم تتضارب فيها الأفكار ولا الرؤى ولا المعاني.. بل كانت في كل فكرة تدق مسمارًا في نعش ادعاءاتهم.. وترد عليهم رد الواثق باليقين القاطع بحقه.
خامسا: تعدد أساليب التعبير
تعددت أساليب الكتابة في هذا النص برشاقة؛ لتثبت جدارة الشاعر في التعبير بشتى الطرق. وأدلتنا من الربع الأول للنص على سبيل المثال (نظرا لطول القصيدة) هي :
- أسلوب القسم الدال على اليقين والثقة في مفتتح النص (أقسمت بالمسجد الأقصى فداه دمي)..
- وأسلوب النفي والإثبات كما في قوله: (فما له أثر يوحى بموقعه) (ما هيكل من سليمان بناه لكم) (ولا وجود له في أي مزدحم) وتعدد أدوات النفي بين ما ولا ولن.
- والإتيان بالأدلة والبراهين والمعلومات الثابتة من كتب التاريخ في قوله: (وقد طلـَوْهُ بقار كَبْرتـُوهُ لظى)، (وأ ُحرق القصر بالرومان لم يقم) (فرام قائد رومان كمنتقم) (حرقا لهيكلكم واجتاس بالقدم).
- والأسلوب التقريري والخبري في قوله: (الهيكل المدعَى مسَّته قارعة)، (ألقت حجارته من كف منتقم)، (مكان إسراء خلق الله قاطبة)، (وبدء معراجه سعيا على قدم)، (الهيكل انهدَّ مذ عيسى المسيح أتى)،( قد دمَّرته يد الرومان ناقمة، على يهود وهٌم جرثومة الأمم )، (باراك شارون نيتنياهو زعمُهمُ، محض افتراءٍ وقولٌ غير ملتئم ) ..
- وأسلوب التساؤل الاستنكاري.. في قوله: (أيبتغي ـ أظنَّ ـ أبَعدَ هذا دليل بالغ الحكم؟ )، (فأي معنى ادعاءٍ منه باقية، يجيزها مدَّعٍٍ في وهم محتكم؟)، (أو فعلٌ لمُجترم.؟).
- وأسلوب الاستنتاج (الظن منه أتى في غير موقعه)..
- وأسلوب الشرط بفعله وخبره كنتيجة مؤكده لصدق كلامه، ونفي ادعائهم في قوله: (فإن يكن هدمُه صحَّت روايته سفر الملوك رواه من فم الكلم) ..
- وأسلوب الاستدراك بـ لكن بعد النفي بـ ما في قوله: (ما هيكل من سليمان بناه لكم، وصنتموه ولكن زال من قدم ) (لكن يهودا أزالوا عنه حرمته).
- كثرة استخدام مشتقات الأفعال أو الأسماء مثل قوله: (مٌجترم- مُؤتمم- مُختتم- مُقتدم – مُختصم... الخ) وهي للدلالة على قوة المعنى وعدم سطحيته.
- وأسلوب الالتفات والانتقال من الحديث بضمير المتكلم في البيت رقم 1، إلى الحديث بضمير الغائب في البيت رقم6 و 7، إلى المخاطب في الأبيات رقم 9 إلى 19، ثم توجيه الخطاب لله تعالى بقوله: (يا رب فرية قوم عشـَّشتْ زمنا ) في البيت رقم 20، ثم إلى اليهود بقوله: (أنتم بنو فرية بالإفكِ روّجها ) في البيت رقم22، ثم إلى المخاطب مرة أخرى بقوله: (فقل لشارون أو باراك قد ذهبت) في البيت رقم 34،
كل ذلك قد أتى برشاقة بالغة وفي أبيات متتالية ومتتابعة، تفيد الانتباه واليقظة الدائمة، وتطرد الرتابة أو الملل من طول الأبيات، فلا يشعر المتلقي بشيء كهذا، من خلال قص وسرد متنوع الدلالات ومختلف في أساليب البيان..
- استخدام فعل الأمر للتنبيه والتحذير.. حيث تميزت القصيدة بالتنبيه الدائم باستخدام فعل الأمر كناقوس يدق فوق رءوسهم كقوله: ( فقل لشارون أو باراك قد ذهبت – فلترحلوا من ديارٍ كم بكم غصبت - فقل لعُبـَّاد عِجل صيغ من ذهبٍ- فلتتركوا أرض شعب ظل صاحبها - عودوا فما تلك من أرض المعاد لكم- فاخسأ أخا البغي شارون الذي عميت) ......إلخ
سادسا: نصٌ علميٌ تاريخي
وقد تميز هذا النص بكثرة المعلومات المحققة، سواء من القصص القرآني الكريم، أو من كتب التاريخ وكتب الجغرافيا... أو من قراءاته الحرة، والتي أثبتت تبحُّره في العلم، لدرجة تتدفق معها المعلومات خلال الكتابة، فلا يستطيع منعها في أماكنها لأهميتها وضرورتها وقوة الدحض بها..
فهو شاعر موسوعي.. نضحتْ على قصيدته كل المعلومات التي جمعها وعرفها عن موضوع النص.. فذكر:
- 19 اسمًا من أسماء الأماكن ( المسجد الأقصى – قبة الصخرة – القدس – دير مار – سورية – شرق سورية – محراب سليمان – أرض كنعان – أرض عاد – أرض إرم – أورشليم القديمة – دار السلام – أرض المعاد – البان والعلم – أرض الشعب الفلسطيني.
- 13 اسمًا لشخصيات تاريخية عظيمة: (ليس على رأسها اسم الله تعالى جل جلاله حيث تنزه عن كل اسم)، ثم جبريل عليه السلام.
- ومن الأنبياء: النبي سليمان – عيسى المسيح عليه السلام – موسى عليه السلام – داوود عليه السلام – ابن داوود عليه السلام – ورسول من عند داوود.
- ثم شخصيات يهودية مثل: شارون وباراك ونتنياهو – كما ذكر أيضا طفل الحجارة.. وأخيرًا البراق.
- ثم ذكر عدد 6 أمم ٍ وبدأها بخلق الله قاطبة: وهي الروم ومرة أخرى قالها الرومان – اليهود – الفرنجة – العرب – الفلسطينيين ضمنا..
- وذكر اثنين من الكتب السماوية: سفر الملوك.. وكتاب الله تعالى ضمنا.
- وعدد 6 قصص من القصص القرآني هي: قصة الإسراء والمعراج – قصة الحوت والبحر وصيد يوم السبت والأيام الحرم – قصة العجل الذهبي والسامري – قصة محكمة داوود وصاحب الحرث والغنم المنفوش – قصة بناء محراب سيدنا سليمان – قصة ملك سليمان العظيم.
- مما يدل على أنه شخصية موسوعية لديها من العلم والاطلاع والمعرفة ما يجعله في مصاف الشعراء الموسوعيين.. ويجعل من النص مرجعا تاريخيا تتعلم منه الأجيال.

سابعا: قلة الصور الفنية
لذلك... تقلُ في النص التشبيهات والصور الفنية، لأنه لم يستخدم لغة الخيال.. وإنما استخدم لغة الحقائق التي من شأنها التنوير والوصول إلى الحقيقة.. وكأنه يقدم مرافعة في قضية أمام المحكمة الدولية، ولكن بطريقة الإغراء الشعري بالوزن العروضي والقافية المتوحدة مع النص.. ذلك لأنه قارئ في القانون بل دارس له.. وله باع طويل فيه.. فكان العقل الباطن القانوني هو لسان حال الشعر.. وليس الخيال البحت.
فلم نجد سوى قليل من الصور ــ على طول القصيدة ــ منها على سبيل المثال: وصفه لليهود بأنهم/ ذوو فكرٍ نزق في البيت رقم 21.. وأنهم/ شُذاذ فكر في البيت رقم 26.. وأنهم/ الظالم الباني على وهْم ٍفي البيت رقم 77.. وأنهم/ جرثومة الأمم في البيت رقم 17.. وأنهم/ بنو فرية في البيت رقم 22.. وأنهم/ يحلمون بها، ويقصد الأرض في البيت رقم 26.. ووصف شارون بأنه/ أخو البغي شارون في البيت رقم 88.. ووصف سيدنا محمد بأنه/ صاحب الصخرة المرسى البراق له في البيت رقم 61. ووصف الأنوار بأنها/ مسبحة باسم الله في البيت رقم 67.. وأنه/ صلى على بساط هو وسام فخر في البيت رقم 72..
ثامنا: ميمية تتفق مع الغرض
وأخيرًا .. لقد وفق الشاعر في اختيار الوزن الشعري والقافية، لما فيهما من انزياحات دلالية ومعنوية ترمي إلى ميمية نهج البردة للإمام البوصيري، التي قيلت في مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وما كان غيرُهما ليؤدي الغرض.. لكن ذكاء الشاعر في اختيار البحر والقافية جنح بنا إلى حب النص على المستوى النفسي، كمدخل مبدئي نميل إليهما طربا.. فاستطاع أن ينسينا بذكاء مفرط طول النص، وندرة الصور والخيال، كعامل لا يـُستهان به في الشعر بعامة.
لكنها في النهاية - بطريقته وأسلوبه المميز - قصيدة تمثل إضافة لشعره، الذي هو بالتالي إضافة للشعر العربي.







 
رد مع اقتباس
قديم 28-06-2012, 02:28 PM   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
عمادالدين رفاعي
أقلامي
 
إحصائية العضو







عمادالدين رفاعي غير متصل


افتراضي رد: الشاعر:عبد المجيد فرغلي..رحمه الله (رحلة في ضمير أمة المجد)

كتب الشاعر المغربي الكبير الأستاذ

حميد بركي

محللا للجزء الأول من الأعمال الكاملة لرحالة الشعر العربي

"عبد المجيد فرغلي "

سترالحقيقة بالكناية مجاز .والثورية إيجاز.وكلاهما عموض فصيح..



أما البديع ما لان حرفه .ونقشت كلماته حتى إذا لفظ بغير هذا اواستبان على التقريرية .وفي الماشر تمادى .كانت الاستعارة إحدى المزينات مالم يتعتر به لسان ولا يشمئز منه إنسان على مستوى ...البلاغة والبيان ..كماقدلايكون هذا ولاذاك معتمدا فيه



على النسيج اللفظي .والتوضيب .الحرفي. أو عكس ذالك من نسج الحرف وتوضيب اللفظ الى غاية الشطحات التي تجعل للنص إيقاعا تستصغه الاذن ويتجاوب معه الذهن ..خصوصاذالك الجانب السلوكي والحس الوطني كأي خاصية يتملكها السياق التمهيدي الذي هو مطلع كل قصيدة تنتمي الى الشاعر ..عبد المجيد فرغلي ..من ديوانه

"وستبقى ياوطني حيا "



..وطني فداؤك مهجتي وكفاني ...أني أموت على أعز مكان



..سبل الجهاد كثيرة وأجلها...سعي الفتى لحماية الأوطان



هي ثلاث أظرفة مكانية تدل على التعلق الوطني ..نحو



وطني ..مكان ..أوطان..



وأربع دلالات للتضحية نحو.



فداؤك ..أموت..الجهاد ..حماية..



وبعد..مهجة واحدة في..مهجتي..لأنها أقل ماتكون عند الشدة .



وكفاني..الدالة على الإقتناع بما عليه من نضال وجهاد وهو يموت على أعز مكان ..



واستعمال الشاعر ..على ..بدل في أعز مكان .لايستبعد أن يراد بها الطلب الذهني للشهادة لأن الشهيد يرفع الى الله عز وجل ولايبقى فيها ولا أظن هذا يغيب عنه وهو الشاعر الفقيه والله أعلم..



وأنت تلاحظ مفردية ..وطني..وهي أول كلمة من الصدر للبيت الأول من البيتين .يتنفس بها الصعداء لأهمية الموضوع .تجدها جمعا عند الختم من قافية البيت الثاني ...الأوطان..وهو توالد الجمع من المفرد.وتلك لغة عن العرب .وفيه تتجلى المعادلة الرياضية لأداء مالم يستطع تأديته غرض من الأغراض الأخرى .وهي كثيرة وقد سجل بعضها القراّن الكريم في قوله عز وجل ..

"مثلهم كمثل الذي اسوقد نارا .فلما أضاءت ماحوله .ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لايبصون "الاية 17.سورة البقرة..



مثلهم جمع .مشبه .و..مثل الذي استوقد نارا..مشبه به .والكاف اداة تشبيه ووجه الشبه الإضاءة .و وجه الشبه النور اذا كان



المراد بالاستفاد الإضاءة .أما اذا أريد به النور فوجه الشبه الإنارة والقفا الإضاءة .والا هما اثنان معا وجه الشبه وتركهم جواب على مفردية استوقد نارا .وقديكون على جمع مثل .وهذه خاصية ثورية لتعدد المفاهيم الصورية لدى النص .



وأضافة الكاف الى مثل الذي .توكيد الشبه وتزكية التشبيه من حيث الفعل الذي هو استوقد..والحدث .الذي هو الإضاءة



المرتبط بالإضاءة والإنارة ..وعلى ذكر مفردية استوقد يعقبه جمع نورهم وتركهم قي ظلمات لايبصرون ..جوابا على جمع سابق بائن الا وهو .مثلهم .من أول الأية الكريمة..



وهذا ليس كما جاء به الشاعر غير في نفس المضمار من حيث الجمع والمفرد اذ يبدأ بوطني .مفردا وينتهي بالأوطان جمعا .وقد أضمر الجمع في وطني لان الصل أوطاننا ويسمى هذا ب مكنون الكلمة .كما يوجد نوع أخر وهو مفرد الجمع مجزؤ نحو قول المتنبي



..لكل امرئ من دهره ماتعود...وعادة سيف الدولة الطعن في العدى



امرئ مفرد جمع مجزؤ .مضمر .مكنون.وعلامة تجزئه .لكل.حيث أن العادة تخص صاحبها ..وغيره قوله عزوحل ..



كل نفس ذائقة الموت..فالنفوس كلها للموت وليست واحدة او اثنين وانما هي جمع لذا هي مفرد جمع مجزؤ ب كل



ولأن العادة بينة على المرء من لكل امرئ يسمى ..مجزؤ بائن ..ولأن مذاق الموت يخص صاحبه دون غيره المجزؤ المكتوم ..



ومن بين علاقة جمع النهاية بمفرد البداية ..



منفصل ..و..متصل..و..منفصل متصل..و..متصل منفصل..



1..فالمنفصل.ماانفصل عن مفرده نحو...مات زيد فاانهمر الاهل يبكون ...جمع يبكون منفصل عن مفرد زيد ..



2..المتصل .هومااتصل جمعه بمفرده .نحو .قوله عز وجل ...قلنا اهبطوا منها جميعا .فاما ياتينكم مني هدى فمن تبع هداي



فلاخوف عليهم ولاهم يحزنون..الاية 38..سورةالبقرة...جمع .فلاخوف عليهم ولاهم يحزنون ..يتصل علاقة بمفردية .من تبع هداي..



اما المنفصل المتصل .هو ماانفصل ظاهره واتصل باطنه .نحو ..وطني.و .الاوطان .للشاعر.اذ لاعلاقة بينهما حيث الاوطان جمع ووطني مفرد .لكن اذا عدت الى الاصل تجد العلاقة في كون وطني مخطات وطنية جمعها اوطان تقرا لوحدتها وطن لااوطان ولذا هو متصل باطنه منفصل ظاره ..اما المتصل المنفصل ...هوعكس الاول متصل ظاهره منفصل



باطنه .نحو.قوله عز وجل.

قل اعوذبرب الناس ملك الناس .اله الناس من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس ..



تبدو علاقة الناس وطيدة بما بعدها من حيث الجمع والاسم الاانها تحوي كل كلمة معنى غير ما تحمله غيرها .اذ ان الناس .مثلا في ..الذي يوسوس في صدور الناس ..ليست هي في .من الجنة والناس .فالناس في .صدور الناس مفعول موسوس بضم الميم ومفتوح الواوين معا..والناس في ..من الجنة والناس فاعل الوسوسة موسوس بضم الميم وفتح الواو الاولى وكسر

الواو الثانية..وكذلك ماتبقى على وجه الجناس الثوري اذ العلاقة بين الظاهر متباعدة الباطن .وبهذا يسمى ..متصل منفصل ..لاتصالالظاهري وانفصاله الباطني ..



ولله العلم كله أساله المغفرة إن أذنبت والتجاوز عني فيما أخطات...



الشاعر

حميد بركي






 
رد مع اقتباس
قديم 28-06-2012, 02:29 PM   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
عمادالدين رفاعي
أقلامي
 
إحصائية العضو







عمادالدين رفاعي غير متصل


افتراضي رد: الشاعر:عبد المجيد فرغلي..رحمه الله (رحلة في ضمير أمة المجد)

التناص فى ديوان
"
عودة إلى الله "
للشاعر
عبدالمجيد فرغلى .

دراسة بقلم

دكتور/ على حوم
مدخل :-
تأثر الشعراء بعضهم بالبعض الآخر من ناحية - وتأثرهم بما يقرؤون من التراث العربى واﻹسلامى والإنسانى من ناحية أخرى - يعد من القضايا التى لا يمكن تكرارها،حيث يستطيع الباحث أو القارئ المتمعن ملاحظتها بسهولة ويسر*بل إن هذه القضية فى آداب بعض الأمم وآداب بعض الأمم الأخرى- مما يدخل فى نطاق الأدب القارن - أمر لا يحتاج إلى نقاش.
فمن اللافت للنظر أن الشاعر" لا يبدع من فراغ قد يحوله إلى نبت شيطانى لا يستطيع حينئذ الاهتداء إلى أصوله وأسسه وإلا تحول الفن إلى نوع من الزيف،ولعل هذا الموقف هو ما شجع النقاد على التوقف عند مسألة الأخذ فأقروها "(1)
فحكم النقاد للشعر،العلماء به قد مضى بأن الشاعرين إذا اتفقا على معنى أو لفظ جمعاهما " أن يجعل السبق لأقدمهما سناً وأولهما موتاً ،وينسب الأخذ إلى المتأخر" (2)
وقد اهتم النقد العربى القديم بهذه المسألة اهتماما كبيرا،وتم إدراجها تحت باب"السرقات" (3)
بيد أن الشاعر_بوصفة متلقيا (قارئا أو سامعا)_يختزن كثيرا من أشعار الآخرين فى ذهنه،وتطفو بعد ذلك أثناء عملية إبداعه الشعرى،وربما يأتى ذلك من منطقة اللاوعى عنده،وهى ساحة الانطباعات والمشاهدات والخبرات.
ولعل التضمين بمعنى الأخذ من مصدر أدبى أو تراثى بقدر ما واستجلابه إلى النص الشعرى ،لخدمه السياق العام لهذا النص هو أقرب المفاهيم إلى مصطلح"التناص"،صحيح أن الدراسات النقدية الحديثة - والغربية منها بخاصة - أدرجت ما أسماه النقد العربى القديم بالسرقة تحت مصطلح " التناص"
وحين يذكر هذا المصطلح تذكر الناقدة الفرنسية"جوليا كريستيفا"التى أطلقته فى فترة السبيعينات،وإن لم تكن المكتشفة الأولى لعمليات التداخل النصى ، فقد سبقها إلى مثل ذلك((ميخائيل باختين))الذى تحدث عن التداخلات بين النصوص ،وعلاقة النص بغيره،وشبه ذلك بحالة المهرجان أو الكرنفال الذى يختلط فيه كل شئ وإن لم يستخدم - فى ذلك مصطلح"التناص"- الذى بقى لدى الفرنسين منذ وضعته كريستيفا - دون مرجعية تاريخية ، حيث لم تتم ترجمة باختين إلا بعد خمسة عقود انتشر بعدها فى فرنسا واوربا انتشارا كبيرا"(4).
وترتكز نظرة كريستيفا )) علي الطبيعة التداخلية للنصوص. ؛فالنص لايقوم بذاته ، وإنما هو مجموعة من تقاطعات لنصوص أخرى، يقوم بامتصاصها فتنخرط فى بنيته " (5) ومن ثم فإن " كل نص هو امتصاص وتحويل لنص آخر " (6) وقد انطلق المصطلح من كتب كريستيفا إلى آفاق النقد والنقاد فى كل مكان ، كما ظهرت الكلمة " التناص" عند " دولان بارت " فى كتابه " لذة النص " عام 1973م ، حيث يعتبر بارت " أن كل نص هو تناص " والنصوص الأخرى تتراءى فيه بمستويات متفاوتة ، وبأشكال ليست عصية على الفهم - بطريقة أو بأخرى - إذ نتعرف نصوص الثقافة السابقة والحالية ، فكل نص ليس إلا نسيجا جديدا من استشهادات سابقة "(7)
ويسمى " جيرار جينيت " تلك العلائق الخاصة بين النصوص ( بالتعالى النصي ) ، وهو يقصد به كل ما يضع النص فى علاقة خاصة مع غيره ظاهرة أو خفية ، وذلك من خلال الحضور الحرفي أو الاستدعاء الصريح لنص ضمن آخر "(
كما أن كلمة " النص " لا تعنى فحسب " ما هو مكتوب ، فالتجارب الحياتية المعاشة تصبح فى الذاكرة " نصا " غير مكتوب ، أو مختزنا كرموز فى الذاكرة ، والقراءات السابقة تتحول دلالتها ومعانيها ومعلوماتها إلى " نصوص " مشابهة فى ذاكرة مؤلف النص الجديد " ( 9) ولا جدال فى أن مقدرة الأديب أو الشاعر " تتبدى أساسا من تشكيله من هذه النصوص - التى أتيح له تمثلها فى أطوار سابقة من تكوينه الثقافى – نصاً جديداً يحمل بصماتة الخاصة به ، أو – إذا شئنا استخدام لغة المجاز – حياكتة من تلك الخيوط التى وفرها له تكوينه الثقافى نسيجا محكما غاية الإحكام ، يصعب - إلا على القارئ المتمعن المدقق والخبير _ تمييز خيوطه المكونة له " (10)


ديوان : - " عودة إلى الله " للشاعر عبدالمجيد فرغلى .
هذا الديوان يمثل واحدا من الدواوين الكثيرة للشاعر عبدالمجيد فرغلى (1932_2009م) الذى عرف بالإنتاج الثرى القدير ، حيث تربو دواوينه الشعرية العشرين التى تقترب من العشرين ملحمة ومسرحية ومطولة . ونظرا لجودة شعره وغزارة إنتاجه ونفسه الطويل فى كتابة الشعر لقب بشيخ شعراء الصعيد ، وكانت أشعاره ولما تزل مادة لما يقرب من سبع رسائل ماجستير ودكتوراه ( 25 )
ويتميز شعر عبدالمجيد فرغلى بالرصانه والجزالة وتدفق الموسيقى وتنوعها ، وإخلاصه للشعر العمودى التقليدى صياغة وبناء ، مع التسليم بمواكبة شعره لقضايا العصر الحديث وما يمور به واقع الأمة العربية والإسلامية من نكبات وأزمات وصراع سياسى وطبقى . وتندرج معظم قصائده تحت مفهوم " المطولة الشعرية " (26) فعلى سبيل المثال : الديوان الذى بين أيدينا الآن " عودة إلى الله " يقع فى ست وخمسين صفحة من القطع الكبير ، مكتوب بالكمبيوتر ( على نفقة المؤلف ) ، ويحتوى على خمس مطولات شعرية ، يتراوح عدد أبيات المطولة منها بين ثلاثمائة وتسع عشرة بيتا ، وبين ألف ومائتين وثلاثة وثلاثين بيتا ، وهى مطولة " واقف على باب القبول " وقد جائت على قافية واحدة ، ووزن واحد هو بحر الخفيف ، وفيها يسرد حياة الرسول الكريم منذ مولده ، مرورا بالأحداث التى مرت به عليه الصلاة والسلام ، وانتهاء بفتح مكة ، وقد تخلل الطولة إشارات إلى ما تعانيه الأمة العربية والإسلامية من أحداث فى العصر الحديث .
ومن ثم فإن هذه المطولة وغيرها تتجلى فيها ثقافة الشاعر عبدالمجيد فرغلى ووعيه بأحداث التاريخ الإسلامى وإلمامه بقضايا العصر ، ولذلك يأتى تأثره بالتراث الإسلامى والقرآن الكريم والحديث الشريف فى صور تناصات تتفاعل على نصه الشعرى ، وتعمق دلالته ، وتؤكد على رؤاه وأفكاره ، وموقفه من الحياة والأحياء ففى قصيدتة :
" جريمة العصر " رصد لما حدث عام 1987 فى رحاب بيت الله الحرام ، وما أثاره الإيرانيون من مظاهرات واحتجاجات لمساندة ثورة الخومينى ومحاولة نشر أفكاره الشيعيه ، وما نتج عن ذلك من قتل أكثر من أربعمائة قتيل فى رحاب بيت الله الحرام ، وفى أحد الأشهر الحرم ، لذلك فإن عنوان القصيدة " جريمة العصر " له دلالته ، لأنها جريمة الكريم ، وهى محاولة تدمير الكعبة من قبل أبرهة الحبشى ، فالجريمتان قد حدثتا فى مكان واحد ، ولكن مع تغير الأسباب والملابسات التى أحاطت بكل منهما .
ألم يكفه دم حرب الخليج فأحزم بين الحجيج الشغب
وفى حمأة من عمى مذهبى يخضبه بالردى الملتهب
وينفث حقد ظلام السنين على العاكفين وساع قرب
ومن يرد البيت يوما بظلم بإلحاده فيه يلقى العطب
ومن يبغ كيدا ببيت السما ء خاب سعيا وتب
أيرم فيه ببيض الثياب وسود النوايا تحل الصبب
ومن قبل أبرهة قد عدا بجيش غزا فارتمى واضطرب
مضى كيد أبرهة خائبا بسهم المنية لا بالحرب
رمته مسومة باللظى بطير أبابيل تلقى الحصه
ومما يعمق من دلالة الحدث الجديد تناصه مع الحدث التاريخى القديم
( غزو أبرهه لبيت الله الحرام ) أن القرآن الكريم أفرد لهذه الحادثة سورة من سوره هى صورة الفيل ونصها :"
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ(1) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ(2) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ(3) تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ(4) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ(5)صدق الله العظيم}.
كما أن تناص الشاعر من خلال الإشارة إلى الطير الأبابيل _ كما ورد فى السورة السابقة _ يستدعى انتباه المتلقى الذى يعى تاما قدسية وجلال القرآن الكريم ومؤازرة هذا السياق القرآنى للسياق الشعرى ، ومن ثم فإن الشاعر يؤكد على فشل تلك المحاولتين ( القديمة والحديثة ) ، ذلك أن الشخصية المستدعاة ( أبرهة الحبشى ) تعمق دلالة الحدث الجديد ( جريمة العصر ) لما لشخصية أبرهه من نصب كبير فى الوعى الجمعى ، وارتباط ذكر علم تراثى مثل أبرهة يرتبط " بتداعى أفكار معينة فى ذهن المتلقى ، وما دام الأمر كذلك فإن المتلقى يستطيع أن يرصد _ كذلك _ ارتباط بعض الشخصيات بتداعى حوادث معينة فى ذهن المبدع ذاتة ، حيث يتلازم استدعاء العلم والحادثة(2 بمعنى استدعاء شخصية أبرهه ، ومحاولة هدمه للكعبة فى مقابل الحادثة الجديدة ( موضوع قصيدة " جريمة العصر " ) .
ثمة حادثة أخرى يسردها الشاعر فى قصيدته " تائب إلى الله "
وتتلخص فى تناحر القبائل العربية وتنافسها فى شرف رفع الحجر الأسود ووضعه فى الكعبة ، وما كان من الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم من حكمه سدسدة مضادها : دعوته لاشتراك كل القبائل فى نيل هذا الشرف ، وذلك بوضع الحجر فى ثوب ، وكل ممثل لقبيلة أمسك بطرف من ذلك الثوب ، وهذا التصرف الرشيد عمل على لأب لصدع والتناحر والتقاتل بين تلك القبائل . إن الشاعر يوظف تلك الحادثة لإيجاد موقف حاسم لدرء مخاطر الصراعات والتناحر بين الشعوب .
جئ بالثوب بينهم فرشوه حجر البيت قد حواه الرداء
ودعا كل ذى القبيلة منهم ممسكا جانبا وجد الضاء
ذهب الخلف بينهم وسرى الو د ومن حوله التفت آراء (29 )
وكأن الشاعر يأخذ من التاريخ الماضى درساً ليستفيد منه القادة والزعماء فى العصر الحديث ، معتمداً _ فى ذلك _ على وضوح هذه الحادثة فى أذهان المتلقين ، مما يعطى لهذا النداء مصداقية وصدقاً ، افتداء برسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام الذى رأب الصدع بين القبائل :
ليت قومى بكل أرض وعصر
يحسم الخلف بينهم فطناء
يرأبون الصدوع بين شعوب
للهدى قادها لحب إخاء
من هدى مولد الرسول ضياء
شع منه إشراقة وسناء ( 30 )
كما يتناص الشاعر عبدالمجيد فرغلى مع أول جريمة قتل على وجه الأرض
( حين قتل قابيل أخاه هابيل ) ، حيث يتخذ الشاعر من هذه الحادثة مدخلاً لإدانة الشعوب التى يقتل بعضها بعضاً :
وإذا كان صان قابيل وداً هل لهابيل كان سالت دماء
فربة الأمس فرية اليوم حتى يرث الأرض ربها إذ يشاء
لم لا يربط الإخاء قلوبا فرقتها البغضاء والأرزاء
كلهم آدم ، وآدم أصل من تراب وهم له الأبناء
ولا يقف تناص الشاعر عبدالمجيد فرغلى عند هذه الأمثلة التى تحدثنا عنها ، وإنما هناك أمثلة كثيرة ، يبد أنها لا تخرج عن تناصاته مع القرآن الكريم والتاريخ الإسلامى والحديث النبوى الشريف / وقلما تطرقت إلى منابع أخرى كالتراث اليونانى أو الفرعونى أو الأدب الشعبى ، ولا غرابة فى ذلك فثقافته العربية والإسلامية جعلته أكثر أهتماماً بغيرها من ثقافات أخرى وربما يبدوا استلهام التراث بصفة عامة فى دواوين أخرى للشاعر وهى كثيرة كما تقدم .

خاتمة :
فى ضوء ما تقدم يمكن القول بأن الديوان وهو ضمن دراسة بعنوان "
التناص فى خمسة دواوين لشعراء من الصعيد..دراسة بقلم دكتور/ على حوم" جاء بها:


"الدواوين الخمسة : نظرة أولية
لما كان التناص يمثل ظاهرة فنية تنسحب على الدواوين الشعرية الخمسة التى دفعها إلينا إقليم وسط وجنوب الصعيد الثقافى لكتابة دراسة نقدية عنها ، ومن خلال قراءتى لهذه الدواوين تبين لى أن هذه الظاهره فرضت نفسها على كثير من القصائد التى احتوت عليها الدواوين الخمسة التالية :-
ديوان " أحلام يقظان " للشاعر الراحل محمد على مخلوف - إصدارات جماعة شعراء حلوان - الإصدار الأول - القاهرة 1997م
ديوان " عودة إلى الله " للشاعر عبد المجيد فرغلى -أسيوط1999
ديوان " ما قبل العزف " للشاعر أحمد هريدى أبو بكر – جهينة-سوهاج 2000م .
ديوان : أقفاص الحرية " للشاعر أحمد شوقى عبدالموجود - سوهاج 2007 م .
ديوان " صحوة " للشاعر أحمد عارف حجازى - المنيا 2009م ويلاحظ على هذه الدواوين أن أصحابها قد أصدروها على نفقاتهم الخاصة ، ما عدا الديوان الأول الذى صدر عن جماعة أدبية هى " جماعة شعراء حلوان " التى يبدو أنها كانت تضم أعضاء من كافة شعراء مصر ، من بينهم شاعرنا الراحل محمد على مخلوف الذى ينتسب - من حيث المولد والنشأة إلى قرية " بنى عدى " إحدى قرى منفلوط بمحافظة أسيوط ، كما يلاحظ أيضا أن التوزيع الجغرافى لهؤلاء الشعراء يمثل ثلاث محافظات بصعيد مصر ، هى : أسيوط ، ونصيب الدراسة منها شاعران ، وسوهاج ، ونصيب الدراسة منها شاعران أيضا ، بينما جاءت محافظة المنيا ممثلة فى شاعر واحد .
ومن اللافت للنظر أن هؤلاء الشعراء الخمسة لا ينتمون إلى مدرسة شعرية واحدة ، وإنما تتنوع انتماءاتهم واتجاهاتهم الفنية ، فثمه شاعران ( عبدالمجيد فرغلى _ أحمد شوقى عبدالموجود ) ينتميان إلى مدرسة الشعر العمودى الذى تبنى موسيقاه الداخلية والخارجية على بحور الخليل بن أحمد الفراهيدى،وثمة شاعر ينتمى الى المدرسة الرومانسية من حيث الأخلية والصور الفنية والالفاظ والتعبيرات. هو محمد على مخلوف
اما الشعر التفعيلى فيمثلة من هذه الدراسة شاعران،هما: أحمد هريدى أبو بكر،وأحمد عارف حجازى،مع التسليم بالتفاوت بين الشعراء الخمسة فى مستوى الابداع،الذى يصل إلى حد التجديد والابتكار،والاتباع الذى لا يصل إلى مستوى إلاجادة حتى فى النماذج التى تم الاحتذاء بها،أو بمعنى آخر:الإبداع الذى يضع صاحبه فى الصدارة والمتن ، والاتباع الذى يلقي بصاحبه الى الهامش "


وتثير هذه الدراسة تثير ثلاثة تساؤلات :-
أولاً :- ما ستقبل الأدب فى ظل التغيرات العصرية ؟
ثانيا :- هل ثمة مستقبل للتجريب والأشكال الأدبية الجديدة ؟
ثالثاً :- بما يوصف أدباء الصعيد فيما يتعلق بالمتن والهامش ؟
لا شك فى أن بعض هذه التساؤلات قد أجيب على بعضها فى ثنايا سطور الدراسة ، فقد لاحظنا أن بعض هؤلاء الشعراء ( أصحاب الدواوين الخمسة ) قد واكبوا التغيرات والأحداث العصرية ، مع التفاوت فيما بينهم فى التعبير عن هذه الاحداث والتغيرات ، فمنهم من جاء تعبيره فجاً تقريراً بحيث لم يصل إلى رؤية فنية واعية تستشرق آفاق المستقبل ، ومنهم من عبر عنها تعبيراً فنياً راقيا . أما التساؤل المتعلق بالتجريب فإن منهم من جربوا استخدام اللغة المجازية التى تعتمد على مصطلحات الحضارة الحديثة ، ومنهم من حاول التجريب الشكلى فوق الصفحة البيضاء فلم يسفه هذا التجريب بدلالات جديدة تخدم النص الشعرى يتبقى – بعد ذلك – التساؤل الأخير : وهو مستقبل أدباء الصعيد بين المتن والهامش ... هذا تساؤل متشعب وخيوطه متشابكة ، وحدود هذه الدراسة لا تسمح برصد أبعاد وملامح هذا التساؤل حيث نلقى قضية " المتن والهامش " بظلالها على أكثر من بعد من أبعاد التجربة الشعرية وما يرتبط بها من أمور التلقى ووسائل هذا التلقى ( ندوات – إذاعة وتليفزيون – نشر ورقى – نشر الكترونى )
فإذا كان المتن يعنى المركز أو بؤرة الاهتمام – بمعناه الاصطلاحى ، فعلى أى مقياس يوضع أدباء أو شعراء فى المتن ، وآخرون فى الهامش .
إن ثمة معايير أخرى تحكم مسألة المتن والهامش ، فليس الإعلام أو الشهرة التى يصنعها أصحابها – بدون إبداع فنى حقيقى – أحد مقاييس الحكم على الشاعر ووضعه فى المتن أو الهامش .
وليس التعبير عن الطبقات المقهورة والمهمشة فى المجتمع ، هو المعيار الذى يحدد موقع الشاعر ( فى المتن – أو فى الهامش ) فذلك أمر آخر يتعلق بمضمون العمل الأدبى ، وليس له علاقة بمسألة المتن والهامش ، إذ لم تعد هناك مقاييس نقدية تحكم على الأدب من خلال المضمون وحده أو الشكل وحده ، وإنما تتحدد جودة العمل الأدبى بالاثنين معاً : المضمون والشكل .
ومن ثم فإن عناصر الإبداع الفنى هى وحدها المعيار الذى يجعل شاعراً أو أدبياً فى ( المتن ) وشاعراً أو أدبياً آخر ( فى الهامش ) فكم من الشعراء والأدباء ضعوا لأنفسهم أبراجاً شاهقة من الشهرة وذيوع الصيت – من خلال مكانتهم الاجتماعية ومن خلال وسائل الإعلام – فصفق لها أناس ، ثم ما لبثت أن اندثرت وانمحت من الذاكرة ، فحين ظل شعراء وأدباء آخرون لم ينالوا من الإعلام والشهرة ما تستحقة إبداعاتهم الأدبية من تقدير وتبجيل ، بينما حفظ لهم التاريخ والدرس النقدي المحايد ما تستحقه أعمالهم من تقدير وإشادة بها وبأصحابها فالعمل الإبداعى الذى نكتمل أدواته الفنية ورؤاه وأفكاره هو الذى يستحق أن يكون فى المتن ( الركز – بؤرة الاهتمام ) أما سوى ذلك فموقعه فى الهامش ( الإفصاء والنفى خارج حدود الإبداع الفنى الحقيقى ) بكل ما تحمله كلمة إبداع من معان ودلالات .
الهوامش والإحالات :-
د. عبدالله التطاوى :- المعارضة الشعرية بين التقليد والإبداع – دار الثقافة والنشر والتوزيع – القاهرة 1988 ، ص 26 .
أبو بكر بن محمد بن يحيى الصولى : أخبار أبى تمام – ( حققه وعلق عليه : خليل محمود شاكر ، محمد عبده غرام ، نظير الإسلام الهندي ) – الهيئة العامة لقصور الثقافة – سلسلة الذخائر – عدد 170 – القاهرة 2008 م ، ص 100
انظر د . عبدالله التطاوى : السرقات الأدبية – مكتبة الأنجلو المطرية – ط . الرابعة 1975م ، ص3 وما بعدها ( وقد ورد فى هذا الكتاب – ص161 – أن بعض النقاد قد تلطف فأطلق على السرقة البارعة اسم " حسن الأخذ " ومن ذلك التضمين والاقتباس ، سواء أكان الاقتباس من القرآن الكريم أو الحديث النبوى الشريف .. )
فاروق عبدالحكيم دربالة : التناص الواعى شكوله وإشكالياته ، مجله " فصول " – القاهرة – العدد 63/ شتاء وربيع 2004 م ، ص 306
فاروق عبدالحكيم دربالة : المرجع السابق ، ص 306
هذا القول ينسب إلى جوليا كريستيفا ، أورده ليون سمفيل فى مقال بعنوان " التناصية " وترجمه : محمد هير البقاعى ضمن كتاب : " آفاق التناصية " الهيئة المصرية العامة للكتاب – القاهرة 1998م ص 98 .
رولات بارت – نظرية النص – ضمن المرجع السابق ( آفاق التناصية ، ص42 )
انظر : مدخل إلى النص الجامع – ترجمة عبدالعزيز شبيل المجلس الأعلى للثقافة – القاهرة 1999م ، ص.7
سامى خشبة : مصطلحات الفكر الحديث – جـ 1 – الهيئة المصرية العامة للكتاب – القاهرة 2006 م ، ص240 .
عبدالنبى اصطيف : خيط التراث فى نسيج الشعر العربى الحديث مجلة " فصول " – القاهرة – المجلد الخامس عشر – العدد الثانى – ضيف 1996م ، ص 185
انظر الكلمات والمقدمات التى تصدرت قصائد الديوان لكل من : د. محمد عبدالمنعم خفاجى ، د . صلاح أحمد مخلوف ، الشاعر عبدالحميد فارس ، والشاعر محمود شاور ربيع .
كاملة سالم العياد : التناص فى الشعر الكويتى – دائرة الثقافة والإعلام – الشارقة – دولة الإمارات العربية المتحدة 2009م ص33
محمد على مخلوف : أحلام يقظان – القاهرة – إصدرات جماعة شعراء حلوان – الإصدار الأول 1997 م ص12
محمد على مخلوف : المصدر السابق ، ص 131
محمد على مخلوف : المصدر نفسه ، ص 131
انظر د . أنس داود : الأسطورة فى الشعر العربى الحديث – مكتبة عين شمس – القاهرة 1975م ، ص237 .
ستيفن سبندر : الحياة والشعر – ترجمة محمد مصطفى بدوى – القاهرة -1995 م ، ص22 .
إبراهيم ناجى : ليالى القاهرة – الهيئة المصرية العامة للكتاب – القاهرة 2008 م ، ص 63 .
محمد على مخلوف : المصدر نفسه ، ص 27
د. رجاء عيد : القول الشعرى منظورات معاصرة – منشأة العارف بالاسكندرية 1995م ، ص 227
محمد على مخلوف : السابق ، ص 41
أنظر د . أنس داود : المرجع السابق ، ص 222
صالح الشرنوبى : ديوان " أصداف الشاطئ غبرات سبحات .. نسمات " جــ 1 تحقيق عبدالحى دياب ،مراجعة د. أحمد كمال زكى ، الهيئة العامة لقصور الثقاقة – القاهرة 2003 م ، ص 122
د . أنس داود : المرجع نفسه ، ص 221 .
انظر السيرة الذاتية للشاعر بقلم ابنه عماد عبدالمجيد فرغلى ضمن كتاب " رحال الشعر العربى عبدالمجيد فرغلى " دراسات نقدية " – إقليم وسط وجنوب الصعيد الثقافى – فرع ثقافة أسيوط يناير 2011م ، ص 7 – 16 .
انظر على حوم : المطولات الشعرية عن عبدالمجيد فرغلى ديوان " عبير الذكريات نموذجاً " دراسة نشرت ضمن كتاب : رحال الشعر العربى عبدالمجيد فرغلى " دراسات نقدية "
عبدالمجيد فرغلى : عودة إلى الله ، ص 12
أحمد مجاهد : أشكال التناص الشعرى دراسة فى توظيف الشخصيات الذاتية – الهيئة المصرية العامة للكتاب – القاهرة 1998م ص 53
عبدالمجيد فرغلى : المصدر السابق ، ص 43
عبدالمجيد فرغلى : المصدر نفسه ، ص 43
عبدالمجيد فرغلى : المصر نفسه ، ص 42
أحمد هريدى أبوبكر : ما قبل العزف ، ص 12
أحمد هريدى أبوبكر : المصدر السابق ، ص 17
د. على عشرى زايد : استدعاء الشخصيات الذاتية فى الشعر العربى المعاصر – دار الفكر العربى – القاهرة 1997م ،ص 288
أحمد هريدى أبو بكر : المصدر نصه ، ص 22
أحمد هريدى أبو بكر : المصدر نفسه ، ص 22
راجع د. محمد بنيس : الشعراء العربى الحديث – الشعر المعاصر – دار توبقال للنشر – الدار البيضاء ، ص 2-1996م هامش ص188 ، حيث أورد ما حكى عن خلف الأحمر الراوية ونصيحته لأبى نواس بكثرة حفظ الشعر ثم نسيانه ، على اعتبار المخزون خلف الذاكرة .
فاروق عبدالحكيم دربالة : مرجع سبق ذكره ، ص 326
أحمد شوقى عبدالوجود : أقفاص الحرية ، ص 8
أحمد شوقى عبدالموجود : المصدر السابق ، ص9
احمد شوقى عبدالموجود : المصدر نفسه ، ص 13
أحمد شوقى عبدالموجود : المصدر نفسه ، ص53
أحمد عارف حجازى : صحوة ، ص 24 ، 25
انظر على حوم : أدوات جديدة فى التعبير الشعرى المعاصر الشعر المصرى نموذجاً دراسة نقدية – دولة الامارات الوجية المتحدة – الشارقة – دائرة الثقافة والإعلام 2000م ، ص 105 – 130 ( الفصل الخامس بعملات الترقيم ودلالاتها فى النص الشعرى )
أحمد عارف حجازى : المصدر السابق ، ص 32 – 49
د . رجاء عيد : مرجع سبق ذكره ، ص 225
***********************************************
بالتوفيق ان شاء الله






 
رد مع اقتباس
قديم 28-06-2012, 02:32 PM   رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
عمادالدين رفاعي
أقلامي
 
إحصائية العضو







عمادالدين رفاعي غير متصل


افتراضي رد: الشاعر:عبد المجيد فرغلي..رحمه الله (رحلة في ضمير أمة المجد)

إنتصار أكتوبر


بسم الذي رفع السماء بناء .. نلنا انتصارا في الوجود أضاء

نلنا انتصارا للعبور أحله .. في العالمين مكانه الوضاء

قالوا ابن مصر يداه تقصر أن تري .. ماكان من بارليف عز وطاء

فيه الحصون موانع لاترتقي .. أو تقتفي أثرا ثري وسماء

قد خططوه فكرة بهرت نهي .. وتعاقبوها فطنة وذكاء

قالوا بأن لو حاول ابن كنانة .. هدم الجدار لما استطاع فناء

أو ثم لم تأخذ مدافعه سوي .. أن دمرت نفسها إعياء

أو قدر ما النمل استطاع بلوغه .. من ركن ثهلان ابتغاه هباء

هل تنقل النمل الجبال بحملها .. أطنان صخر للذري شماء؟

وإذا بجيش النيل من اّفاقه .. شق الفضا جددا وأنزل ماء

فيه الرؤوس ثمار أجساد لها .. وجسومها دوح هوي أشلاء

وقبورهم قد بعثرت بخطوطهم .. دشما تضم بطونها أحشاء

عبر القناة دراغم من فوقها .. ونسور جو رجت الغبراء

والقاذفات النازعات الراجفا ت الرادفات غدت لهم أرجاء

طحنت عظام جنود إسرائيل في .. شرق القناة تبيدهم إفناء

عصفت رياح الموت في اّفاقهم .. تذر الديار بلاقعا وفناء

الله أكبر يانسور سمائنا .. حررت أرضك أنجدا وفضاء

ورميت في البحر القذائف والربا .. والعاديات صحن منك جراء

ويل لديان وجولد مئيره .. إن كان رابين ابتغي العلياء

إنا قهرنا المبتغين توسعا .. في أرض يعرب عزة وإباء

فلتغد يا ديان نادب طوقها .. ولجولد مائير انتفضت بكاء


والقصيدة

ضمن ديوانه أكتوبر رمز العبور

والجزء الأول من الأعمال الكاملة



"وستبقي يا وطني حيا"

ورحم الله الشيخ ..نلتمس منكم الدعاء له لعل حروفة تكون في ميزان حسناته

اللهم نسألك له غفرانا ورحمة وأن تسكنه فسيح جناتك








 
رد مع اقتباس
قديم 28-06-2012, 02:33 PM   رقم المشاركة : 17
معلومات العضو
عمادالدين رفاعي
أقلامي
 
إحصائية العضو







عمادالدين رفاعي غير متصل


افتراضي رد: الشاعر:عبد المجيد فرغلي..رحمه الله (رحلة في ضمير أمة المجد)

يَوْم الْعُبُوْر



يَوْم الْعُبُوْر بِجَيْش مِصْر أَعَادَا .. أَرْض الْجُدُوْد وَحَطَّم الاوْغّادّا

فِي صَيْحَة عَذْرَاء شَقّت افُقِها .. وَصَحَا الَوَجَوْد يُرِي ابْن مِصْر ارَادَا

عَب الْقَنَاة يَقُوْد مِنْه فِيَالِقا .. مِنْهَا الاسْوَد تَحَرَّكَت إِرْعَادَا

فَلَك الْعُبُوَّروَفَوْقَهَا نِيْرَانُهَا .. فُتِحَت مَدَافِعُهَا تَمُوْر عَتَادَا

وَالْطَّائِرَات نُسْورَهُن تَحَرَّكَت ... تَرْمِي الْعَدُو أَجَابَت القُوّادّا

سِيْنَاء الْحَبِيْبَة عَانَقَت جُنْد الْفِدْي .. وَتَزَاحَمَت تُلْقِي الْعَدِي اطِّوّادّا

بَارْلِيْف فَزَع صَخْرَه وَجُنْوَدّة ...لِمَا رَأْي جَيْش الْفِدْي اسَادّا

عَبَّرَت إِلَي شَرْق الْقَنَاة مُشَاتَهَا ... حَمَلَت عَتَاد فَدَائِهَا اسْتِعْدَادَا

صَرَخ الْعَدُو أَذَقْت نِيْرَان الْرَّدِي ... يَاجُوَلِدِمَائِيّر إنَدَبي اسْتِنْجادّا

قَد دَمَّرَت قُوَّات إِسْرَائِيْل فِي ... دُشَم لْبارْلِيف هَوَت أَوْتَادا

جَيْش الْعُبُوْر أَصَابَنَا فِي مَقْتَل ... لَم نَدْرِي كَيْف يَبِيِّدْنا فَابَادّا؟

قَوْلِي لَامْرِيْكا ابْعَثِي مَدَدا لَنَا .. إِنَّا هُنَا نُفْنِي فَقَدْنَا الَزَادّا

إِن ابْن مِصْر أَحْسَن قُوَّة بَاسِه .. يَبْغِي ثَرِي سِيْنَا إِلَيْه مُعَادا

بَأْس الْارَادَة وَالعِزِينَة وَالْنَّهْي .. بَلَغ الْمَدِّي مِمَّا ابْتَغَاه مُرَادا

قَد زَلْزَل الْارْض الَّتِي مِن تَحْتِنَا .. وَاحَالِنا بَدَدَا وُرَام حَصَّادَا

قَد قَالَهَا شَاعِرَه الْتِّهَامِي قَوْلَة ..فَشُفِي مِن الّام الْرَءُوَم فُؤَادَا

وَانَا أَقُوْل لَه أَثَّرَت حَمَاسَة ... بِجُنُوْد مِصْر وَعِزَّة وَسَدَادَا

جُمِعَت بَنِيْهَا مِصْر فِي يَد وَثْبَة .. وَتَطَلَّعَت تُحْيِي بِهِم أَمْجَادَا

مِن عَالَم الْغَيْب الْتَقَت أَرْوَاحُهُم ... حُبّا حِّوِي الابَاء وَالأَحْفَادّا

الْنَّصْر ات رَفْرَفَت رَايَاتُه ... مِن بَدْر الْكُبْرَي تَحُث جِيَادَا

وَالْقَادِسِيَّة أُرْسِلْت أَبْطَالِهَا ..لِّتُصَافِح الْيَرْمُوك وَالقُوّادّا

قُوَّاد يُعْرَب فِي ثَرِي حِطِّيْنِهَا ... وَتَعَانَق الْعَرَبِي ثُم تِلْادّا

[وَالْقَصِيدَة طَوِيْلَة وَعَدَد ابْيَاتِهَا 60سِتُّوْن بَيْتا وَرَدَت فِي ديوان أكتوبر رمز العبور للشَّاعِر:عَبْد الْمَجِيْد فَرْغَلِي

وضمن الجزء الأول من الأعمال الكاملة

وستبقي يا وطني حيا

رَحِمَه الْلَّه الْمُوَثَّقَه وَالْموْدَعَه بِدَار الْكُتُب وَالْوَثَائِق الْقُوَمِيَّه بِمِصْر
]








 
رد مع اقتباس
قديم 29-06-2012, 11:41 PM   رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
عمادالدين رفاعي
أقلامي
 
إحصائية العضو







عمادالدين رفاعي غير متصل


افتراضي رد: الشاعر:عبد المجيد فرغلي..رحمه الله (رحلة في ضمير أمة المجد)

عبد المنعم رياض

بطولة وفداء

أبليت في الميدان خير بلاء .. يا أشرف الشجعان والبسلاء

أديت أعظم ما يؤدي قائد .. كم كان رمز بطولة وإباء؟

بطل أبي إلا تقدم جنده .. ليرد كيد فواجر الأعداء

وأمام خط النار جاد بروحه .. أو بعد ذا مثل لصدق فداء؟

لاقي الإله وفي يديه سلاحه .. من بعد ما أبلي أشد بلاء

من بعد ما خاض المعارك ظافرا .. وأعد للأعداء كل فناء

ما خط "بارليف" غدا أسطورة .. يزهو بها الأعداء في خيلاء

إذ أن خطته هوت منهارة .. من فعل خطة أروع الفطناء

تدميره قد كان أروع خطة .. من نسج فكرك يا أبا النبغاء

ما خط" بارليف" بشم حصونه .. إلا" كبيت العنكبوت" إزائي..

صبوا عليه الجحيم قذائفا .. ليصير أنقاضا علي الصحراء

فلنعم ما أبدعته من خطة .. كانت حصيلة خبرة علياء

أوحي بها رب السماء لقائد .. فذ البطولة ذي نهي وذكاء

قد خلدت ذكراه في اّثارها .. وغدت نموذج عزة وإباء

"أفريقنا" الفذ البطولة والفدي .. بك طاب فخر جنودنا الشرفاء

لبيت أقدس دعوة نوديتها .. فأجابتها في ساحة الهيجاء

ما بين جندك في أشرف بقعة .. شهدت بطولة أروع الشهداء

ما كان أعظمه نموذج قائد .. لاقاه ربي في ذكي دماء

يكفيك موتك بين جندك فائزا .. بالحسنيين النصر والإعلاء

قد قدت معركة تخلد ذكرها .. يثني عليك بها أجل ثناء

والله أعطاك الوسام شهادة .. فيها استضافك أكرم الكرماء

وحباك في دار الخلود مكانة .. بجوار صديقيه والشفعاء

لله معركة لبست وسامها .. وكسبت عند الله خير جزاء !!


والقصيدة 55 خمس وخمسون بيتا شعريا قليت في يوم الشهيد بمناسبة استشهاد الفريق عبد المنعم رياض في 9من مارس 1969



في "معركة المدافع" بالقناة وهو بين جنوده

ونكتفي منها بهذا القدر

وهي ضمن الجزء الأول من الأعمال الكاملة

وستبقي يا وطني حيا


تحية لكل الشهداء عبر التاريخ بمناسبة يوم الشهيد







 
رد مع اقتباس
قديم 07-07-2012, 02:49 AM   رقم المشاركة : 19
معلومات العضو
عمادالدين رفاعي
أقلامي
 
إحصائية العضو







عمادالدين رفاعي غير متصل


افتراضي رد: الشاعر:عبد المجيد فرغلي..رحمه الله (رحلة في ضمير أمة المجد)

نيل المطالب بالدأب

نيل المطالب بالدأب .. لا الشغب يجدي لا الغضب

لا حبذا بمواطن .. نسي المرؤة والأدب

وأساء سمعة شعبه .. بقميصه بدم كذب

بحوادث التخريب أو .. حرق المرافق باللهب

لمن الخسارة يا تري .. وبأي نفع تنقلب ؟

الشعب خاسر ضرها .. فعلام غدرا ترتكب؟

يا قوة الأمن التي .. شقت عصا اليد والعقب

ألقي عليك ملامة .. ضل الأثيم وما كسب

يده المضلة خربت .. حمالة الدم والحطب

في جيدها حبل الفسا .. د بأي ذنب مرتكب ؟

المطمع أو مكسب .. بلظي حريق ملتهب ؟

أضراه مشعل فتنة .. بئس المخرب ما اكتسب

يا من أهاجك مغرض .. من خلف جرمك محتجب

إن كنت ذا حق به .. فاطلب برفق واقترب

أنت الخليق بنيله .. إن أنت أجملت الطلب

لأولي الحقوق مطالب .. تحقيقها أمل يجب

إن كان في يد مرفق .. فارفق .. وخذه بمكتسب

ضاعف به إنتاجه .. قل ما تريد به تجب

حق عليك أداؤه .. وأمانة لا تغتصب

في مصنع في متجر .. في مهنة لك تحتسب

صنها بقوة ساعد .. يبني لمصر ذرا حسب

يهب النتاج مضاعفا .. ليصد عادية النوب

الألة المزجاة في .. يدها الأماني والأرب

مد اليدين مزودا .. عجلا يريحك من تعب

وإذا ائتمنت فلا تخن .. وقتا دقائقه من ذهب

أنت الأمين علي مدا .. ه إذا استغل كما وجب

وإذا تكلف خدمة .. فلكل مطلوب سبب

جمهور شعبك حقه .. في راحتيك فلا عجب

لا تيئسن مريده .. أو ينزونك بالغضب

أعط الحقوق لربها .. بيد الفضيلة تقترب

واجنبه مد رشائه .. إن رام حقا يطلب

بل لا تمد له يدا .. ترنو بطرف مضطرب

وإذا اعتصي لك موقف .. فسل الخبير به تصب

وتحر صدق أدائه .. عن روحه تلقي النقب

يا من بثثت الرعب .. مقترفا جريمة ذي شغب

بحوادث الشعب التي .. بالأمن كادت تضطرب

أودت ببعض أصولنا .. أضري الجناة بها اللهب

سوأت سمعة شعبنا .. مهد الحضارة والأدب

المرجفون بأمننا .. ما نالهم غير النصب

كم روجوا من فرية .. مقطوعة الفم والذنب

حسبوا افتعال وجودها .. يرمي السفينة بالعطب

نيل المطالب بالدأب .. لا الشغب يجدي لا الغضب

رحم الله

عبدالمجيد فرغلي







 
رد مع اقتباس
قديم 06-02-2013, 10:31 PM   رقم المشاركة : 20
معلومات العضو
عمادالدين رفاعي
أقلامي
 
إحصائية العضو







عمادالدين رفاعي غير متصل


افتراضي رد: الشاعر:عبد المجيد فرغلي..رحمه الله (رحلة في ضمير أمة المجد)

الصورة وموسيقي الشعر في أعمال الشاعر : عبد المجيد فرغلي

بقلم الأستاذ الدكتور : أحمد مختار

دراسة بحثية في المؤتمر الأدبي لرحالة الشعر العربي
عبد المجيد فرغليبدار الكتب والوثائق القومية بمصرفي العاشر من ديسمبر 2012

















 
رد مع اقتباس
قديم 24-08-2013, 03:06 PM   رقم المشاركة : 21
معلومات العضو
عمادالدين رفاعي
أقلامي
 
إحصائية العضو







عمادالدين رفاعي غير متصل


افتراضي رد: الشاعر:عبد المجيد فرغلي..رحمه الله (رحلة في ضمير أمة المجد)

من كتاب

عبدالمجيد فرغلي


سيرة ومسيرة

بقلم
عماد عبدالمجيد

" عبدالمجيد فرغلي.. في سطور "
















































 
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 08:26 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط