لابدّ أن أستأذن الوطــن

[سمر محمد عيد]

اردت أن أكتب شيئاً للوطن،لكن حروفي خانتني وعجزتْ عن النهوض أمام أحزان الوطن..
فـطرقت باب نزار أستأذنه في قصيدة،تسكن في البال..

لابدّ أن أستأذن الوطن..

اني احبك
انت البلاد التي لا تعطي هويتها
من لا يحبك يبقى دونما وطن
من قبل أن أكتب عن عينيك .. يا حبيبتي
لابد أن أستأذن الشجر
من قبل أن أكتب عن وجهك يا أميرتي
لابد أن أستأذن القمر
من قبل أن أكتب عن بحري ، وعن عواصفي
لابد أن أستأذن المطر
من قبل أن أدور فى فضائك .. يا سيدتي
لابد لي ..
لابد لي ..
لابد أن أستأذن الوطن
في هذه الأيام يا صديقتي..
تخرج من جيوبنا فراشة صيفية تدعى الوطن.
تخرج من شفاهنا عريشة شامية تدعى الوطن.
تخرج من قمصاننا
مآذن... بلابل ..جداول ..قرنفل..سفرجل.
عصفورة مائية تدعى الوطن.
أريد أن أراك يا سيدتي..
لكنني أخاف أن أجرح إحساس الوطن..
أريد أن أهتف كل ليلة إليك يا سيدتي
لكنني أخاف أن تسمعني نوافذ الوطن.
أريد أن ارى ابتسامتكِ يا سيدتي
لكنني أخجل من حماقتي
أمام أحزان الوطن.
هل فى مرايا لندن مساحة ؟
أبصر فيها وجهى المنكسر
وهل بعينيك مكان آمن ؟
أنام فيه ليلتي.
أنا الذى أحمل تحت معطفى العصور ..
ضيقة .. فنادق الحزن التى أدخلها
ضيقة .. معاطف الحب التى ألبسها
ضيقة .. كل الكتابات التى أكتبها
تغيرت خرائط الشعر ، كما نعرفها
فأعدمت قصائد جميلة
وتوجت قصائد من الخشب ..
تغيرت خرائط النساء فى دفاتري
تغيرت ملامح الجبال ، والوديان ، والحنطة ، والعنب
تغيرت مناجم الفضة والذهب
فلا هناك عبلة
ولا هناك خولة
ولا هناك زينب
ولا هناك قهوة ولا رطب
تغيرت قرطبة . تغيرت غرناطة
فلا نساء الشام يبتسمن لي
ولا جميلات حلب
إذا تغزلت بحُسن امرأة
تأكلنى الأسماك فى بحر العرب
هذا زمان النثر يا حبيبتي
فما به شعر . ولا حب . ولا غيم . ولا أمطار .
فكيف يا حبيبتي ؟
أكتب أشواقي على دفاتر الغبار
أريد أن أراك يا حبيبتي
لعلنى أسرق من عينيك بعض النار
أود أن أقرأ فى يديك ما تخبئ الأقدار
أريد أن أضيع فى بحرك حتى آخر الإبحار
أريد آلافاً من الأشياء ،
لكن .. فاتنى القطار ..
هل فى مقاهى لندن ؟
طاولة مفردة
وقهوة جيدة
تغسل عن قلبى التعب
أين ترى أهرب من ذاكرتى ؟
إذا طلبتُ وجبة الإفطار يا سيدتي
يأكلها أبو لهب ...
إذا دخلتُ صالة الحمام ،
يستقبلنى أبو لهب ...
إذا تكلمتُ على الهاتف من مدينة
يدخل على الخط معى ، أبو لهب ...
إذا دعوتُ امرأة جميلة
إلى العشاء ليلة ..
يجلس فى أحضانها أبو لهب ...
هل فى مقاهى لندن زاوية صغيرة ؟
خالية من العرب ...
أبحث فى الصباح عن جريدة
صينية .. كورية .. هندية
أرتاح فيها من فصاحات العرب ..
وعنتريات العرب !!
أمشط التاريخ يا سيدتي
عبارة عبارة
وصفحة فصفحة
ونقطة فنقطة
فلا أرى إلا خياماً أكلت خياما ..
ولا أرى إلا نظاماً قد محا نظاما
ولا أرى معتصماً ..
ولا أرى هشاما ..
فهل نكون كذبة كبيرة
نحن العرب ؟؟

/نزار قباني

[سلمى رشيد]

سمر
يا سمر
من اجمل ما كتب القباني واكثره رقة
احب هذه القصيدة وقصيدة اخرى مطلعها اتراها تحبني ميسون وطبعا انا يا رفيقة متعب بعروبتي ..
بصراحة يا سمر لا احب الكثير من شعر نزار قباني ولكن بعض قصائده على الجرح كما يقال ..
ولا بد ان نستأذن الوطن
سلمت الأيادي أختي الحبيبة

[سمر محمد عيد]

ياعيون سمر...
أعرف أنه وضع يده على الجرح..وأي جرح أقسى من جرح الوطن..؟؟؟
أنا لاأتقيد بشاعر معين،بل أتوقف عند القصيدة الجميلة ،بمعناها وأسلوبها ،،وأنا أيضاً متعبة بعروبتي...
طلة مسائية جميلة يا سلمى الرائعة...
ولابد أن نستأذن الوطن...

[عبدالسلام حمزة]

زفرة مكلوم
نعيشها في وطننا العربي الكبير
دمت سمر
على اختياراتك الرائعة والممتعة والحزينة والمؤلمة ..
فأنت لكل الألوان والأطياف , وهذا هو الإنسان .

[سمر محمد عيد]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالسلام حمزة

زفرة مكلوم
نعيشها في وطننا العربي الكبير
دمت سمر
على اختياراتك الرائعة والممتعة والحزينة والمؤلمة ..
فأنت لكل الألوان والأطياف , وهذا هو الإنسان .

هذا الوطن الكبيرنحمله في قلوبنا،،
جرحه ينزف في شرايننا،وألمه يوجعنا..
وأنت أيضاً تطل من جميع النوافذ ،تنثر العطر وتنشر الفائدة..
حروفك تتحدث عنك أيها المتألق دوماً وأبداً..

..صباح الخير..