|
|
المنتدى الإسلامي هنا نناقش قضايا العصر في منظور الشرع ونحاول تكوين مرجع ديني للمهتمين.. |
مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان) |
|
أدوات الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
28-11-2008, 03:56 AM | رقم المشاركة : 1 | |||
|
دراسة نقدية حول الأحرف السبعة ج3
ليعني أن الأمة الأمية وهي التي لم تتدارس كتابا منزلا من قبل لبعيدة عن أن تحصي ما في القول الثقيل من المعاني والدلالات وهكذا أشفق النبي الأمي الرحيم بالمؤمنين على أن لا يستطيع الشيخ والعجوز والغلام والجارية والرجل الأمي الذي لم يقرأ كتابا قط دراية الغيب والوعد في القرآن ، فأخبره الملك جبريل أن القرآن أنزل على سبعة أحرف أي على سبعة معان أو أوجه فمن يفقه أحد المعاني قد يفقه معنى آخر وهكذا إلى سبعة أوجه ، وليقرأن بواحد منها من قرأ ما تيسر له من القرآن . ولعل الباحثين يلحظون معي اتفاق روايات الحديث على لفظ القرآن وأنه المنزل على سبعة أحرف إذ لم ترد رواية واحدة بلفظنا (إن هذا الكتاب أنزل على سبعة أحرف) . وإن من تفصيل الكتاب المنزل على النبي الأمي r أن لكل من لفظ الكتاب ولفظ القرآن في المصحف دلالة ومعنى قائما لا يقوم به الآخر لو أبدل به إذ سينخرم السياق ويختلف المعنى اختلافا ينتفي معه الوصف بتفصيل الكتاب المنزل على النبي الأمي r كما بينت في مقدمة التفسير . ومنه باختصار ما يلي : إن الكتاب والقرآن في كلامنا لفظان مترادفان لدلالة كل منهما على ما بين دفتي المصحف ، وهو الكتاب أي المكتوب ، وهو القرآن أي المقروء ، ولإثبات قصور هـذا الإطلاق في كلامنا فإن من تفصيل الكتاب أن قد وردت للفظ الكتاب في المصحف عشرة معان بل أكثر سأذكر منها في هـذا المقام تسعا : أولاها : بمعنى المكتوب كما في قوله } ولا تعزموا عقدة النكاح حتى يبلغ الكتاب أجله { البقرة 235 وثانيها : بمعنى الفريضة على المكلفين كما في قوله } إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا { النساء 103 أي فريضة فرضت عليهم في أوقات معلومة وثالثها : اللوح المحفوظ كما في قوله } ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير { الحديد 22 ورابعها : الصحف التي سيؤتاها يوم يقوم الحساب صاحب اليمين بيمينه وصاحب الشمال بشماله وأشقى منه وراء ظهره كما في قوله } فأما من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا { الانشقاق 7ـ8 وخامسها : بمعنى الظرف المكاني الذي تنتقل إليه الأرواح بعد الموت إلى يوم البعث كما في قوله } كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين وما أدراك ما عليون كتاب مرقوم يشهده المقربون { التطفيف 18 ـ21 ، وكما في قوله } كلا إن كتاب الفجار لفي سجين وما أدراك ما سجين كتاب مرقوم { التطفيف 7 ـ9 وسادسها : كتاب كل أمة يوم القيامة كما في قوله } وترى كل أمة جاثية كل أمة تدعى إلى كتابها اليوم تجزون ما كنتم تعملون هـذا كتابنا ينطق عليكم بالحق إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون { الجاثية 28 ـ 29 وسابعها : الكتاب الذي أوتيه جميع النبيين والرسل قبل التوراة كما في قوله } كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه { البقرة 213 وكما في قوله } لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان { الحديد 25 وثامنها وقوع لفظ الكتاب على التوراة أو الإنجيل أو هما معا كما في قوله : · } وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب { الإسراء 4 · } فاسأل الذين يقرأون الكتاب من قبلك { يونس 94 · } أن تقولوا إنما أنزل الكتاب على طائفتين من قبلنا وإن كنا عن دراستهم لغافلين { الأنعام 156 · } وإذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل { المائدة 110 · } ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل { عمران 48 وكذلك حيث اقترن لفظ الكتاب بموسى سوى حرف الفرقان وحيث ورد لفظ أهل الكتاب والذين أوتوا الكتاب . ولن يصح إبدال لفظ الكتاب في الأحرف المذكورة وشبهها بلفظ القرآن لأن للقرآن دلالة أخرى لا يصح إيرادها في غيرها كما يأتي تحقيقه . وتاسعها الكتاب المنزل على خاتم النبيين r كما في قوله } نزّل عليك الكتاب بالحق { عمران 2 إن الكتاب الذي أوتيه النبيون والرسل قبل التوراة لا اختلاف بينه وبين الكتاب الذي تضمنه كل من التوراة والإنجيل والقرآن ، لأن التوراة قد حوت الكتاب وزادت عليه نبوة موسى ، وحوى الإنجيل الكتاب وزاد عليه نبوة عيسى ، وحوى القرآن الكتاب وزاد عليه نبوة خاتم النبيين r ونبوة النبيين قبله كما في قوله } وأنزلنا إليك الكتاب مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه { المائدة 48 . وإنما علم الرسل والنبيون قبل التوراة الكتاب غيبا فكانوا يعلّمون أممهم منه بقدر استعدادهم للتلقي ثم أنزل الله الكتاب مع موسى وعيسى ومحمد صلوات الله وسلامه عليهم وتعبد الناس بدراسته ودرايته . إن الكتاب هو ما تضمن المصحف من الإيمان بالله رب العالمين ، وما تضمن عن العالمين كخلق السماوات والأرض وما بينهما وما فيهما ، وتدبير أمر الخلق كله ، وما حوى من النعم في الدنيا ومن وصف مخلوقاته وكذا المؤمنون والكفار والمشركون والمنافقون ، وما حوى من التشريع أي الخطاب الفردي والجماعي ، ومن التكليف لسائر العالمين ، وما تضمن عن الحياة والموت والقدر كله والبعث والحساب والجزاء بالجنة أو النار . وأما القرآن فهو ما حوى المصحف من القصص والذكر والقول والنبوة والأمثال ومن الحوادث التي وعد الله أن تقع بعد خاتم النبيين r قبل النفخ في الصور . وهكذا كان من تفصيل الكتاب أن قوله : · } إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس { النساء 105 · } إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق فاعبد الله مخلصا له الدين { الزمر 2 · } ويستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن وما يتلى عليكم في الكتاب في يتامى النساء { النساء 127 · } وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فأمسكوهن بمعروف أو سرحوهن بمعروف ولا تمسكوهن ضرارا لتعتدوا ومن يفعل ذلك فقد ظلم نفسه ولا تتخذوا آيات الله هزوا واذكروا نعمة الله عليكم وما أنزل عليكم من الكتاب والحكمة يعظكم به واتقوا الله واعلموا أن الله بكل شيء عليم { البقرة 231 قد تضمن لفظ الكتاب لاشتماله على الحكم بين الناس وعلى الأمر بالعبادة وعلى الأحكام الشرعية التي شرع الله للناس ، ولو أبدل لفظ الكتاب بلفظ القرآن في الآيات المتلوة المذكورة لانخرم المعنى كما سيأتي . إن عاقلا أو مغفلا لن يقول إنه خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم سيعدمه ويعيد خلقه كما خلقه أول مرة ، وكان حريا بالناس أن يفهموا الكتاب لوضوحه وهل في الله فاطر السماوات والأرض شك ؟ ومتى احتاج الأمر بالصلاة والزكاة وسائر التكاليف إلى تدبر ، وإنما هي تكاليف من رب العالمين فمن شاء زكى نفسه بها ومن شاء دساها بالإعراض عنها . وكان من تفصيل الكتاب أن قوله : · } وإنك لتلقى القرآن من لدن حكيم عليم إذ قال موسى لأهله امكثوا إني آنست نارا { النمل 6 ـ 7 · } نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هـذا القرآن { يوسف 3 · } وأوحي إلي هـذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ { الأنعام 19 · } ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر { القمر 17 ،22 ، 32 ، 40 · } فذكر بالقرآن من يخاف وعيد { خاتمة سورة ق · } ولقد ضربنا للناس في هـذا القرآن من كل مثل { الروم 58 الزمر 27 · } هل أتاك حديث الجنود فرعون وثمود بل الذين كفروا في تكذيب والله من ورائهم محيط بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ { خاتمة البروج وشبهه قد تضمن لفظ القرآن لاشتماله على القصص والوعد في الدنيا والذكر والأمثال ولو أبدل لفظ القرآن فيه بلفظ الكتاب لانخرم المعنى . ولقد أدرك كفار قريش هـذا التفصيل وقالوا كما في قوله } وقال الذين كفروا لن نؤمن بهـذا القرآن ولا بالذي بين يديه { سبأ 31 أي لن يؤمنوا بالقرآن ذي الموعودات في الدنيا ولا بالكتاب ذي التكاليف التي على رأسها ترك الأوثان وعبادة الله وحده ، وذي الموعودات بالآخرة . وإن من تفصيل الكتاب أن قوله } الله نزّل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني { الزمر 23 ليعني أن كل دلالة أو معنى في الكتاب قد أنزل مرة ومرة حتى تشابه وتكرر كما في قوله } وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة { الزمر 45 ومن المثاني معه قوله } إلـهكم إلـه واحد فالذين لا يؤمنون بالآخرة قلوبهم منكرة { النحل 22 ويعني أن قلوب المشركين تشمئز من الإيمان بالله وحده أي تنكره . وكما في قوله } واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه { الأنفال 24 ومن المثاني معه قوله } ونحن أقرب إليه من حبل الوريد { سورة ق 16 وكما في قوله } لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش { الأعراف 41 ومن المثاني معه قوله } لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل { الزمر 16 وقوله } يوم يغشاهم العذاب من فوقهم ومن تحت أرجلهم { العنكبوت 55 . بيان قوله } قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين { وإن من تفصيل الكتاب وبيان القرآن أن لفظ النور حيث وقع في الكتاب المنزل قد تقع على أكثر من دلالة ومنها : 1. نور خارق معجز تشرق به الأرض يوم القيامة كما في قوله } وأشرقت الأرض بنور ربها ووضع الكتاب { الزمر 69 2. نور في يوم القيامة يهتدي به المكرمون إلى حيث يأمنون كما في قوله } يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم يقولون ربنا أتمم لنا نورنا { التحريم 8 3 . نور كالموصوف في سورة النور قد تضمنه القرآن كما في قوله } أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس { الأنعام 122 وبينته في "من بيان القرآن" . 4 . نور يقع على تبيّن ما في الكتاب المنزل والاهتداء به أي في مقابلة الظلمات وهي كل سلوك ومنهج اختاره الإنسان لنفسه مخالفا لهدي الكتاب المنزل كما في قوله } ولقد أرسلنا موسى بآياتنا أن أخرج قومك من الظلمات إلى النور { إبراهيم 5 5 . وأما قوله : · } قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس { الأنعام 91 · } إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور { المائدة 44 · } وآتيناه الإنجيل فيه هدى ونور { المائدة 46 فيعني أن كلا من التوراة والإنجيل قد تضمن موعودات نبّأ الله بها موسى وعيسى لن تقع إلا متأخرة كثيرا ، وكذلك النور يقع على البعيد فيتراءى للمستبصر رغم ظلمات الغيب . ومما نبّأ الله به موسى قوله } وإذ قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا وآتاكم ما لم يؤت أحدا من العالمين { المائدة 20 ، ووقعت نبوة موسى هـذه بعده فجعل الله فيهم أنبياء بعده وجعل فيهم ملوكا كطالوت وداوود وسليمان وآتاهم ما لم يؤت أحدا من العالمين ومنه أن علم داوود وسليمان منطق الطير وآتاهما من كل شيء . ومما نبأ الله به عيسى قوله } ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد { الصف 6 6 . وإن المثاني في قوله : · } وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا { الشورى 52 · } يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب ويعفو عن كثير قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين { المائدة 15 · } فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا { التغابن 8 · } يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نورا مبينا { النساء 174 · } فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون { الأعراف 157 لتعني أن القرآن نور أنزل من عند الله وكلف الناس بالاهتداء به ، إذ يقع على موعودات بعيدة يوم نزل القرآن على النبي الأمي r وكذلك النور يقع على البعيد فيتراءى لك قبل أن تصل إليه ، وسيعلم الناس رأي العين في الدنيا يوم تقع موعودات القرآن فتصبح شهادة بعد أن كانت غيبا يوم نزل القرآن أن القرآن قول ثقيل ألقي على خاتم النبيين r وأنه قرآن عجب يهدي إلى الرشد وإلى التي هي أقوم إذ سيهتدي به يوم تقع موعوداته أصحاب الصراط السوي ومن اهتدى ، وسيزداد به الذين في قلوبهم مرض رجسا إلى رجسهم وضلالا إلى ضلالهم . يتواصل |
|||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | تقييم هذا الموضوع |
|
|