الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > منتديات اللغة العربية والآداب الإنسانية > منتدى البلاغة والنقد والمقال الأدبي

منتدى البلاغة والنقد والمقال الأدبي هنا توضع الإبداعات الأدبية تحت المجهر لاستكناه جمالياته وتسليط الضوء على جودة الأدوات الفنية المستخدمة.

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-05-2020, 03:23 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
فوزي الديماسي
أقلامي
 
إحصائية العضو







فوزي الديماسي غير متصل


افتراضي المرأة في قصص الكاتبة الجزائرية آسيا علي موسى بقلم : فوزي الديماسي / تونس

الأدب النسوي من المقولات التي جرت مجرى الأمثال في المدونة النقدية العربية ، وهي من المقولات الشاهدة على زيف التسمية ، علاوة على السمة التبخيسية التي تلحقها التسمية بالأدب المكتوب من قبل الأنثى ، والحال أنّ الأدب هو الأدب بقطع النظر عن جنسانية كاتبه إذ الجنسانية ليست من المحدّدات لأدبية النص ، فنفس القضايا الأنطلوجية و الإيديولوجية نجدها في أدب الذكر كما نجدها في الأدب النسوي ، لا فرق بين هذا و ذاك ، كما أنّ سؤال المرأة هو في عمق المبحث الأنطلوجي و لا يختص به جنس دون آخر ، ثم إن الأسس الفنيّة المتوفّرة لدى الذكر هي نفسها عند المرأة ، و يسلط عليها الناقد نفس الآليات النقدية ، إذ لا فرق بين نص أنثوي و نص ذكوري تقنيا فالرواية هي نفسها من حيث آليات بنائها سواء لدى الأنثى أو الذكر وكذلك الشعر و القصة ، ومن هذه الزاوية يفقد التصنيف القائم على جنس الكاتب مبررات وجوده ، و لو سلمنا جدلا بصحة التسمية فهل يمكن أن نحمل شعر نزار قباني على الأدب النسوي طالما انه يعنى بالمرأة و الحال أنّ صاحب النص ذكر ، ثمّ في أي خانة نزجّ بالمنعرج الفني الذي أحدثته نازك الملائكة مع قصيدتها ” كوليرا ” التي دشّنت بها عصر الشعر الحر فهل يحمل فعلها و فعل من شابهها و اكلها على الأدب النسوي طالما انّ نازك الملائكة امرأة.

من هذه الزاوية تعد المجموعة القصصية ” أحلام مصادرة ” للكاتبة الجزائرية آسيا علي موسى شهادة على واقع مّا بعيدا عن التجنيس ، فالمراة كما الرجل جزء من المجتمع وبالتالي الحديث عنها هو حديث عن المجتمع في شموليته و كليانيته دون تصنيف لأن المرأة و التنمية و الإستقلال و الديمقراطية مشاغل تهمّ الجميع لا جنسا دون آخر، فلماذا نزجّ بها في خانة الأدب النسوي بمجرد حمل النص لاسم أنثى أو بمجرد حديث الأنثى عن قضايا الأنثى بهذا المدخل أردت أن أخرج نص آسيا من تلك المنطقة الضيقة في التسمية والرؤية المسماة بالأدب النسوي، و بالتالي النظر فيها من زاوية أدبية صرفة بما هي نافذة على الأدب في الجزائر و على الجزائر كرقعة من الوطن العربي ، فأن يتحدث الطاهر وطّار عن الجزائر أو آسيا علي موسى سيان طالما أنّ النص الإبداعي لا يؤمن بالتخصيص الجنساني الواهي و المفتعل للقضايا فبأي وجه نسمي نص وطار إبداعا و نسمي نص آسيآ أدبا نسويا و الحال أنّ النصين يعالجان نفس الموضوع و لو كان عن المرأة .

أحلام مصادرة – مجموعة قصصية حبلى بالمعاني على بساطة لغتها ، فلغة آسيا لم تركب حوشي الكلام ، و لم تتوسل بغريبه و عجيبه ، بل كانت لغتها على سلاستها تعكس عمقا كبيرا لفعل الكتابة لديها ، فالكتابة لديها ليست ترفا أو رياضة فكرية و إنما هي محنة فلسفية بمعنى محنة لغوية ، و رؤيوية ، و وجودية ، وهي المصورة لغربة المرأة بين أهلها وعلى أرضها وفي نفسها المغلولة . القصص على تعدّدها منخرطة مجتمعة في راهنها المحلي حد الذقن ، الراهن المراوح بين القتامة و الفرح الممزوج بشجن مّا ،ولعلك من العتبة الأولى أي العنوان الإفتتاحي يمكن أن تستشرف مناخات القص لدى آسيا، # أحلام مصادرة # عنوان المجموعة برمتها ، يتناول جملة الأحلام المنذورة للقحط ، أحلام الأنثى ، أحلام المثقفة ، أحلام الوطن ، أحلام الأم ، كلّها أحلام مؤجلة إلى وقت غير معلوم أو هكذا توحي مناخات القصّ المرتكزة على المرأة كذات جريحة و مهمّشة ، فالمرأة في أكثر من عشر قصص استأثرت بمركزية النص و محوريته ، فكانت المرأة بذلك الواحد المتعدّد – المرأة / الأم – المرأة / الأنثى – المرأة / الحلم – المرأة / الوطن ، و لا يعني تعدد الشخوص تعدد القضايا بل لأنها كلها مجتمعة تصور عبر لوحة واحدة الصورة الكليانية للمرأة الجزائرية ، فكلها تتواءم و تتواشج فيما بينها لتصدّر للقارئ وجها واحدا للمرأة يحكيها و يحاكيها ، و لعل هذا ما يفسر عدم تسمية القاصة لشخوصها ، إذ كان تعاملها معها تعاملا ينشد الإخبار عن حال المرأة في مختلف الميادين، و مادام الهمّ النسوي واحدا تسقط بذلك ضرورة تحديد هويتهن لأن غاية القاصة لا الإمتاع و لا تدقيق هوية شخوصها على طريقة نجيب محفوظ للإيهام بالواقعية أو الكتابة عن الجزائر كتابة توثيقية ، و إنما ديدنها تقديم هامشية المرأة في مجتمع شرقي احترف بامتياز مصادرة المرأة ككائن له طموحاته و أحلامه و خصوصيته ، فكلهن في نحت الصورة سواء وبهذا تكون تسمية الأشياء بمسمياتها من نوافل العمل.

يربط بينهن خيط الرتق الطاغي على مناخات القص ، إنه خيط التجانس و التفاعل الكيميائي بين الوجوه المتعددة التي صدرتها القاصة بدون تحديدات جنسانية و تعاملت معها كشخصيات ورقية صرفة انتزعتها من هويتها الإنية لغايات فنية كما أسلفنا ، إذ تنشد آسيا علي موسى تعرية التصحّر المعرفي الذكوري ، ذاك المسيّج للمرأة في دائرة المصادر و المنسيّ و العورات ، وقد لعبت العناوين الفرعية دورا آخر في تعرية ذئبوية الرؤى والمواقف البطركيّة المسيطرة على المجتمع المتلبّس بشرقيته النابذة للمرأة كعنصر مواز، له دوره في نحت كيان الأمة ، فقصة رحلة إلى السراب أو بين قوسين أو الجميلة و المرآة أو كوني امرأة تكشف الغطاء عبر مناخها العام عن وجه الظلم البشع السالب للمرأة كل مقوماتها الإنسانية كأمّ ، كأنثى ، كمثقفة ، كمواطنة تنشد المشاركة الفعّالة داخل النسيج الاجتماعي ، لكن الإفتقاد هو خطاب الذكر الوحيد الموجه للمرأة . فالمرأة في مجموعة # أحلام مصادرة # سمتها الإفتقاد و الحرمان من أبنائها بسبب الحرب الأهلية الجزائرية ، من أنوثتها بفعل الزمن و المحن ، من هويتها الإنسانية جرأء تنكر الرجل لها ، كوجيتو أنثوي على الطريقة الديكارتية ولكن ليس عبر مركزية العقل وإنما عبر مركزية الإفتقاد ، فالمرأة في مجمل القصص عرضة للنهب ، و عرضة للنكبات ، و عرضة لممارسة الفحولة الأبوية ، فالحرمان صفة المرأة في هذه المجموعة القصصية ، حتى يخال القارئ أنّ المرأة خلقت لتستعبد رغم أنها هي المنجبة للأحرار فالجزائر أنجبت ثورة المليون شهيدا ، و المرأة فيها أنجبت للوطن أحراره فكيف تقمع و تهمّش وهي الأرض الخصبة في الأفراح و الأتراح و في كل حين ، من هنا وجد سؤال آسيا علي موسى اللائذ بالسطور شرعية طرحه فنّيا ، فكل القصص مجتمعة تجعلك تخرج بسؤال وحيد حتّام
ستبقى المرأة في الظل تعيش البنوّة الدّائمة






 
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 03:28 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط