الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديـات الثقافيـة > المنتدى الإسلامي

المنتدى الإسلامي هنا نناقش قضايا العصر في منظور الشرع ونحاول تكوين مرجع ديني للمهتمين..

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-03-2021, 02:30 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


Ss70014 وما يعلم تأويله إلا الله

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلاة وسلاماً دائمين على خاتم أنبيائه ورسله،
ونشهد أنه أدى الرسالة على خير وجه،
ونسأل الله أن يهدينا إلى هديه ويبلغنا رضوانه.


أما بعد،
فإن أشرف العلوم علم الكتاب، كتاب الله الحكيم. وقد تصدر لدرسه كثير من العلماء والدارسين، فأخرجوا منه الدروس والعبر، وأسسوا عليه ما أسموه بعلوم القرآن. ورغم الاعتناء بدرسه وفهمه بقيت صفحته مفتوحة لمزيد من البحث والتأمل لأن معينه لا ينضب.
ولعل من الملاحظات التي تدعو للتفكر أن في كتاب الله سر الصنعة التي أودعها فيه الخالق سبحانه وتعالى، فجعل تفسيره قابل للتجدد جيلاً بعد جيل، ولا يصدق من زعم أنه وصل لمغزى الله من هذه الآية أو تلك. ولابد أن نفرق بين مصطلحي التأويل، والتفسير.
أما التأويل فهو حجر على المولى جل وعلا: ﴿وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ﴾ آل عمران 7،
وأما التفسير فهو ما يكتبه شارحوا الكتاب وفقاً لفهمهم للآيات والسور. هذا الفهم يأتي انعكاس لأصلين:


- ثقافة الكاتب وعلمه، فإن كان لسانياً انصب تفسيره في الأكثر على الفروق في اللسان العربي والبلاغة، وإن كان فقيهاً عني بآيات الأحكام أكثر من غيرها، وإن كان مؤرخاً صب جل اهتمامه على بث القصص من كتب التاريخ ومروياتها من الآثار والأخبار، ومن هذا الباب تدخل المذهبية مثل الاعتزال والتشيع والتصوف، وهكذا ...
- علوم العصر وهي التي تنطبع على فكر المفسر، ثم تنعكس على كتاباته. ولنمثل بآية: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلًا مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا﴾ الأنعام 125. وقد كتبت في تفسير البعوضة فما فوقها صفحات وصفحات، واعتبر المفسرون قديماً أن البعوضة هي أصغر مخلوق، وما فوقها أي ما هو أكبر منها، وقال آخرون بل هي وإن كانت أصغر خلق الله إلا أنه سبحانه قادر على أن يخلق ما هو اصغر منها. واللسانيون منهم اختلفوا في "فما فوقها" هل هو ما فوقها في الصغر أم في الكبر. ويجيء العلم الحديث برؤية مغايرة لهذا كله، فيكتشف أن فوق البعوضة حشرة تلازمها هي أصغر منها. ثم إنه لا البعوضة ولا الحشرة التي فوقها هي أصغر المخلوقات، فحسبنا أن نعلم أن فيروس كرونا (كوفيد 19) لو جمع من كل انحاء الأرض ووضع في وعاء واحد لما شغل أكثر من سنتيمتر مكعب واحد. والعلم الحديث لا يقتصر على العلوم الطبيعية أو التجريبية، بل إن العلوم النظرية شهدت تقدماً ملحوظاً في عصرنا، فصار لدينا مكتشفات الحفريات والآثار وعلوم الإنسان، وغيرها من علوم أثرت الفكر البشري، ولونت عقل المسلم بمعارف جديدة لابد لها ان تؤثر على فهمه لكتاب الله.


والسؤال الهام هنا هو: هل وصلنا لفهم حقيقي لآيات القرآن الكريم؟ والجواب المنطقي هو بالنفي، فالحياة مستمرة في التطور والتقدم، وما نفهمه اليوم في تفسير آية قد ينقضه بعد أعوام جيل آخر تضاف إلى معارفه علوم وأفكار لا نعلم عنها شيئاً، فيرى الآية من منظور آخر. ﴿هو كتاب لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ۖ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ﴾ فصلت 42.








 
آخر تعديل راحيل الأيسر يوم 03-12-2021 في 04:01 PM.
رد مع اقتباس
قديم 14-03-2021, 10:59 PM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: وما يعلم تأويله إلا الله

كانت نظرة القدماء لتفسير القرآن منذ البداية فيها شيء من التشدد، حتى أن منهم من حرم التفسير بالرأي حتى ولو جاء برأي له وجاهته. لذلك التزموا في البداية بمنهج التفسير المأثور. ثم مع الوقت أخذ التفسير بالرأي مكانه بين كتب المفسرين، وتوسعت الدائرة حتى تعددت المناهج التفسيرية لتشمل:

- تفسير القرآن بالقرآن
، ومن علمائه المبرزين الشيخ محمد الأمين الشنقيطي (1905-1974م) في كتابه أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن.
- تفسير القرآن بالمأثور،
، وتفسير محمد بن جرير الطبري (839-923م) من أوائل نماذجه.
- التفسير اللساني والبلاغي، وهو من أهم المناهج لأنه يعنى باللفظة القرآنية وعلاقتها بالسياق وبغيرها من المتشابهات، كما يتضمن استشهادات من اللسان العربي شعراً ونثراً مما يساعد على فهم مدلول الآية. ولابد من الإشارة هنا للعالم الجليل عبد القاهر الجرجاني (1009-1078م) وكتابيه: "دلائل الإعجاز" و "أسرار البلاغة"، ويبرز من المحدثين العلامة الدكتور فاضل السامرائي (ولد في عام 1933م).
- التفسير الإشاري، وهو منهج انفرد به الصوفية، وإن لك يجد قبولاً من كثير من الهيئات العلمية.
- التفسير العقلي أو الاجتهادي، وقد كتب فيه أصحاب المناهج العقلية كالمعتزلة، أو المذهبية كالإمامية.
- التفسير بالرأي، وقد اختُلِف حوله بين الرفض والجواز.
- التفسير العلمي المستفيد من العلوم الطبيعية والتجريبية في فهم المراد من آيات القرآن الكريم، وقد تأخر ظهور هذا المنهج، ومن رواده الشيخ طنطاوي الجوهري (1870-1940م) وجهده مشكور، وإن تجاوز العصر كثيراً من اجتهاداته. وقد انبرى للبحث في هذا المنهج المبشر كثيرون من المتخصصين في شتى العلوم حتى أقيمت للإعجاز العلمي مجامع تقدم فيها الدراسات حول الكتاب والسنة.

على ان الموقف من كل منهج من مناهج التفسير ووجه بالرفض أو التحريم، مثلما قوبل بالقبول والإشادة حسب المتلقي وثقافته وميوله الفكرية او العقدية. أما المنهج الأمثل - وفق ما نرى- هو ما يمكن تسميته بـ "المنهج الشامل" وهو المستفيد من كل هذه المناهج، بحيث نخرج بتفسير متكامل يغطي كل جوانب المعنى للآية محل التفسير. وهو منهج لا يمكن أن يتصدى له باحث واحد، بل يحتاج لجملة من المتخصصين، كل في مجاله: الفقيه والأصولي والبلاغي والأنثروبولوجي والطبيب والمؤرخ والجيولوجي والباحث في الإعجاز الرقمي أو العددي، وهكذا ...

أما عن الأدوات التي يحتاج إليها المفسر، فمنها:
- أولها وأهمها: علم اللسان العربي، وما يلحقه من نحو وصرف.
- ثانيها: علوم البلاغة من معاني وبيان وبديع.
- ثالثها: علوم القرآن، مثل: ظروف نزول الآيات، أو ما يسمى بأسباب النزول.
- رابعها: أصول الفقه.
- خامسها: التاريخ.
- سادسها الإلمام بكليات علوم العصر.
- سابعاً: القراءة الموسعة لكتب التفسير المنوعة.
وهذه الأدوات تساعد على تكوين فكر يتعامل مع الآيات بوعي وإدراك، غير أن ما يفضلها هو "الموهبة" يهبها الله لمن يتقيه سبحانه وتعالى: ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ﴾ البقرة 282.






 
رد مع اقتباس
قديم 20-03-2021, 03:06 PM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: وما يعلم تأويله إلا الله

إن علم التفسير هو اِشرف العلوم. وهو أهم العلوم الشرعية التي لا غنى للمسلم عنها. وقد أوجب الله تبارك وتعالى على المسلم أن يتدبر كتابه: :﴿كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾ ص 29، ووصم من لا يسعى لفهم معانيه ومعرفة مضمونه بانغلاق القلب: ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾ محمد24. وفي الأثر الذي رواه عثمان بن عفان (رض) عن الرسول صلى الله عليه وسلم بيان الخيرية للمتصدر بتعليم القرآن: "خيركم من تعلم القرآن وعلمه"1.

وتعلم القرآن يشمل:
- أولاً: تعلم قراءته على إحدى القراءات المتواترة، والتجويد جزء من القراءة الصحيحة.
- وثانياً: معرفة معاني ألفاظه وتراكيبه بشكل يضمن حسن الفهم الإجمالي للنص القرآني.
- وثالثاً: تدبره، ولا يحسن التدبر إلا بالتفسير. ولا شك أن من أولويات التدبر معرفة ما في الآية من تقديم وتأخير أو إيجاز أو إطناب أو تشبيه أو مجاز أو غيرها مما تذخر به علوم البلاغة. ثم لا ينبغي أن يغفل أمر آيات الأحكام وآيات التفكر في خلق الله في الآفاق وفي النفوس.
وليس مطلوباً من كل مسلم أن يتقن تفسير القرآن، بل يكفي أن يرجع لمن لديه أدوات المفسر والقدرة على التواصل مع الناس لنقل هذا العلم لهم إما بالخطابة، أو الإلقاء، أو الكتابة. من هنا جاءت أهمية التدارس، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده"2.

على أن كتاب الله مفتوح متاح لكل إنسان أن يقرأه ويدرسه، لكن من يتصدر لتفسيره عليه أن يكون معداً للقيام بهذه المهمة العسيرة. وأول ما يجب عليه تجنبه هو الوقوع في مثل هذه الأخطاء:
1) إتباع الهوى: هو خطأ جسيم، وقد يقع فيه من لا يستطيع فهم لفظة أو آية فيرجح معنى من رأسه استسهالاً أو كسلاً عن استشارة أهل العلم، وهم كثر. والمفترض أن يرجع المفسر لكتب التفسير، وهي بالمئات، منها الميسر المختصر، والمفصل، ومنها ما هو معني بالنحو أو الصرف أو البلاغة أو الفقه أو غيرها من فروع العلم.
2) تمرير الانتماء الفكري أو المذهبي: ولا شك أن من مثالب الأمة جعل التعصب المقيت للفكرة أو الفئة أو الجماعة موجهاً لسلوك التابع وكتاباته، ومن مفسري المتصوفة، على سبيل المثال، من يحيل الآيات لمعاني إشارية تبعد عن المدلولات المباشرة لها.
3) الأخذ بالإسرائيليات، وهذه آفة مني بها المسلمون منذ البداية، لكن الله عصم خير القرون منها بوجود سيد الخلق بينهم، وحتى بعد رحيله صلى الله عليه وسلم بقيت كلماته وتعاليمه حية طازجة لعدة عقود قبل أن تغزو الإسلام غارة الإسرائيليين التي ما زالت تعصف بالمسلمين وتشوه لهم دينهم. وكتب التفسير - نقولها والقلب ينزف دماً - ملأى بطعونهم وخبثهم، خاصة في القصص القرآني.
4) الاعتماد على نصوص نبوية ضعيفة أو موضوعة، ولم يسلم من الاستشهاد بمثل هذه محدثون كبار كابن كثير. وأن تستبعد نصاً تعلم بضعفه أفضل من إيراده، خاصة والتراث غني بمختلف الآراء، وعصرنا فيه من الدراسات المنهجية ما يلبي حاجتك.
5) الاعتماد على مرويات غير ثابتة عن السلف الصالح. ولو رجعنا لكتب التفسير لوجدنا الغث والسمين، لذلك يصير من الضروري الحذر من هذه المرويات، والتـأكد من مصداقيتها قبل استخدامها.
6) إدعاء الإجماع على تفسير آية، وهذا يكاد يكون مستحيلاً لطبيعة النص القرآني الصالح لكل زمان ومكان، ولاختلاف العقول والأفهام.

إن أولى أولويات التفسير هو النقل الصحيح، لتجنب الخطأ الذي سينجم عنه بالتالي فهم خطأ للنص القرآني، مثلما ينجم الخطأ عن التفسير بالرأي المبني على الهوى، وكلاهما يفسد لا يصلح، ويهدم ولا يبني، ولا ينبغي أن يغفل المفسر لحظة أنه يتعامل مع كلام الله، فإذا نقل للمتلقي معنى مبنياً على اتباع هوى أو تقصير، وضع في ميزانه حتى يلقى الله.





--------------------
1 رواه البخاري كتاب فضائل القرآن باب خيركم من تعلم القرآن وعلمه (6/ 192) (5027).
2 رواه مسلم في كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار باب فضل الاجتماع على تلاوة القرآن وعلى الذكر (4/ 2074) (2699).






 
رد مع اقتباس
قديم 01-04-2021, 01:21 PM   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: وما يعلم تأويله إلا الله

إن القرآن الكريم أصدق كتاب على وجه الأرض. لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ولا عجب لأن الله تبارك وتعالى تعهد بحفظه، فقال عز من قائل في سورة الحجر: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ 9﴾، وقال في سورة الزمر: ﴿قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ 28﴾ فقرر سبحانه وتعالى سلامة الكتاب من كل نقص، وأنه هو المتكفل بحفظه. وقد شاءت حكمته أن يترك لأهل الرسالات السابقة مهمة الحفاظ على الكتب التي أنزلت إليهم، فأسلموها للأهواء حتى ضيعوها بين تحريف وحذف وإضافة، لتصير صوراً من الشرك بعد أن كانت من مواثيق الله لخلقه. وقد فشلت كل محاولات تزييف القرآن الكريم، حتى يأس أعداء الله فانصرف جلهم عن المحاولة، إلى إيجاد إسلام موازي يغني عن الكتاب، وحشوه بالوضع والانتحال والكذب.

وقد نالت هذه الهجمة المنظمة طويلة الأجل من عقول كثير من العلماء والمفسرين، فحشوا كتبهم منها بعد أن أسلموا عقولهم لافتراءات أهل الكتاب تارة، وخرافات الفرق الباطلة تارة أخرى. ولنمثل أولاً بما كثر في التفسير الأثري من الشاذ والمتروك المنكر المدسوس على أقوال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وتابعيهم. وحتى لا يكون الكلام ملقى على عواهنه نعرض بعض النماذج:

1) اختلف العلماء في وجه نصب: ﴿وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ﴾، فحكي عن عائشة وأبان بن عثمان أنه غلط من الكتاب ينبغي أن يكتب "والمقيمون الصلاة". وقال عثمان بن عفان إن في المصحف لحناً ستقيمه العرب بألسنتهم فقيل له أفلا تغيره؟ فقال دعوه فإنه لا يحل حراماً ولا يحرم حلالاً.1

2) وروي أن هشام بن عروة روى عن أبيه أنه قال: سألت عائشة رضي الله عنها عن لحن القرآن: ﴿إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة و ﴿إِنْ هَٰذَانِ لَسَاحِرَانِ فقالت : يا ابن أختي! هذا عمل الكُتَّاب، أخطأوا في الكِتاب.

3) روى جماعة من الرواة عن عكرمة مولى ابن عباس قال: "لما كتبت المصاحف عُرضت على عثمان، فوجد فيها حروفاً من اللحن، فقال: لا تغيروها؛ فإن العرب ستغيرها - أو قال ستعربها بألسنتها - لو كان الكاتب من ثقيف والمملي من هذيل لم توجد فيه هذه الحروف".

وكيف يظن بالصحابة أولا أنهم يلحنون في الكلام فضلا عن القرآن وهم الفصحاء اللد!
ثم كيف يظن بهم ثانياً في القرآن الذي تلقوه من النبي صلى الله عليه وسلم كما أنزل، وحفظوه ، وضبطوه ، وأتقنوه!
ثم كيف يظن بهم ثالثاً اجتماعهم كلهم على الخطأ وكتابته!
ثم كيف يظن بهم رابعاً عدم تنبههم ورجوعهم عنه!
ثم كيف يظن بعثمان أنه ينهى عن تغييره!
ثم كيف يظن أن القراءة استمرت على مقتضي ذلك الخطأ ، وهو مروي بالتواتر خلفاً عن سلف!!
هذا مما يستحيل عقلا وشرعا وعادة .2

وقد كثر الغث في التاريخ والسير، وانعكس أثره على التفسير حتى كثر الشك حول القرآن الذي حفظه الله تعالى وصانه عن أن يغير فيه حرف واحد، أو أن يزاد فيه أو ينقص منه. ولا شك أن حفظه قد تم بثلاث وسائل ناجعة:

1) أولاها هي الحفظ في الصدور، والتواتر رجلاً عن رجل، وجيلاً بعد جيل.

2) والثانية هي التدوين على صحف منذ نزول أول آية حتى ختم بآخر آية، وبعدة نسخ عند الكتبة، قبل أن تجمع في المصحف الإمام.

3) والثالثة هي نهي الرسول صلى الله عليه وسلم - في عدد من الآثار المروية عنه - ألا يُكتب عنه إلا القرآن، خوفاً من الاختلاط.
هذا الجهد الجهيد قد يسر الله تبارك وتعالى له من قاموا به على شكل لم ير التاريخ له مثيلاً، فتحقق بفضل الله حفظ كتابه من السهو والخطأ، والعبث والهوى.



--------------------
1 لباب التأويل في معاني التنزيل: الخازن، ج1، سورة النساء، ص 448.
2 من "الإتقان في علوم القرآن" (ص 1241-1247).






 
رد مع اقتباس
قديم 12-04-2021, 04:02 PM   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: وما يعلم تأويله إلا الله

إن المولى جل جلاله شاء أن يرسل الرسل لهداية الناس من لدن آدم عليه السلام، حتى أتم نعمته بمحمد صلى الله عليه وسلم، وأنزل الكتب فيها شرعه، وألزم عباده بها، يقول تعالى عن التوراة: ﴿إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ ۚ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِن كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ﴾ المائدة 44، ثم جاء الإنجيل مع عيسى (ع) رسولاً إلى بني إسرائيل: ﴿وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ﴾ آل عمران 50. وكانت الحكمة الإلهية أن ترك للإسرائيليين مهمة حفظ كتبهم، فأضاعوها. فلما أنزل القرآن الكريم تعهد بحفظه ليكون محمياً مصاناً لا تستطيع يد أن تحرف فيه بتبديل أو زيادة أو نقصان. هذه الحقيقة الثابتة لزمها أن يتعامل معها مفسرونا على المستوى نفسه من الوعي، فيدركوا أن:

1) القرآن الكريم محفوظ بحفظ الله، لفظاً وترتيباً، فلا يقبل قول بإدخال سورة في سورة، أو حذف "قل" من أوائل بعض السور. هذه ترهات لا يقول بها من ينتسب لهذا الدين.
2) إرادة الله برفع الحماية عن التوراة والإنجيل، لأن هذين الكتابين جاءا لأمة محددة ولزمن محدد، فلما نزل القرآن الكريم نسخ ما قبله من شرائع، مع تصديقه لأصولها الإلهية: ﴿وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ﴾ المائدة 48.
3) لا وجود للتوراة والإنجيل بين أيدي الناس. إن ما يسمونه بالكتاب المقدس هو في أغلبه كتابات كهنة سطروها بعد عهد موسى وداود وسليمان وعيسى عليهم السلام بقرون. لذا فالباطل فيها، وهو الأغلب الأعم، يطغى على الحق القليل. ومن باب أولى لا يصح الاحتجاج بنصوص العهدين القديم (التاناخ) والجديد.

إذا قبلنا هذا الفهم، صعب علينا جعل كثير من المفسرين العهد القديم مرجعاً لهم في قصص بداية الخلق وسير الأنبياء. إن في إسقاط بعض نصوص الأحبار على آيات القرآن الكريم تجاوز وتعدٍ على كلمة الحق تبارك وتعالى في كتابه المحكم. والأمثلة على ذلك كثيرة، منها انسياق بعض المفسرين إلى تقسيم أيام الخلق الست على أيام الأسبوع الأرضية، والاختلاف حول الذبيح، ويأجوج ومأجوج وصفاتهم، وأسماء أهل الكهف وكلبهم، وذكر العزير، وقصة البقرة، وتفسير آيات الحوادث التي جرت مع داود وسليمان عليهما السلام على النسق الإسرائيلي، وغير ذلك كثير. وبعض هذه الأمثلة لو سكت المفسرون عن تفاصيلها موافقة للنهج القرآني لكان خيراً لهم، فالله تعالى لم يذكر لنا في كتابه الحكيم إلا ما يفيدنا من تلك القصص، ولو كان في التفاصيل فائدة لذكرها، فما الفائدة التي تعود علينا من معرفة اسم مؤمن موسى، أو صاحب البقرة، أو أسماء أصحاب الجنة؟! بل إن المولى جل وعلا سكت عن سير حياة الأنبياء إلا ما فيه العبرة والعظة، فلم يرو لنا كيف ماتوا إلا من سليمان (ع) لحكمة أرادها، ولم يذكر ليوسف (ع) خارج السورة المسماة باسمه أي إضافة سوى ذكر هلاكه لتبكيت بني إسرائيل: ﴿وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِّمَّا جَاءَكُم بِهِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَن يَبْعَثَ اللَّهُ مِن بَعْدِهِ رَسُولًا﴾ غافر 34. إن المولى تبارك اسمه يعلمنا ألا نتطرق في الحديث إلى ما لا طائل وراءه، ومن علمائنا من يتوهون في دهاليز الأساطير والخرافات ليأخذوا منها مادة يفسرون بها كلام الله.






 
رد مع اقتباس
قديم 20-04-2021, 03:35 PM   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: وما يعلم تأويله إلا الله

أما التفسير المذهبي، فمليء بتجاوزات ليس لها من هدف إلا الانتصار للتيار الفكري أو العقائدي للمفسر. وتكاد كل تفاسيرهم تصطبغ بنزعة التطرف، وما أكثر من يلجأ منهم للي مدلولات القرآن الحكيم لحملها على ما اعتقدوه، فيحروا الكلم عن مواضعه، ويسلبوا القرآن المقاصد المباشرة لمعانيه. كان هذا منذ نشأ التفسير، وقد بدأه طائفة من المتكلمين والمعتزلة، فحملوا النصوص القرآنية ما لا تحتمل لتوافق مذاهبهم، أو لتخالف مذاهب خصومهم. ثم أفسح المجال ، للإمامية، ثم الفلاسفة، ثم القرامطة وغيرهم، ليدلوا كل منهم بدلوه في تحويل آيات التنزيل الكريم لأدلة لاتجاهاتهم الفكرية والعقدية. إذا قرأت في تفاسير الفلاسفة تقرأ طلسمات ورموزا. وإذا انتقلت لتفاسير الصوفية وجدت إشارات غامضة، وتأويلات باطلة لا يدل عليها ظاهر القرآن.

من أمثلة تفسيرات هؤلاء وأولئك: الجنة والنار ليسا على الحقيقة، والصلاة وطهارة البدن والصيام والحج والعمرة والصفا والمروة، كلها رموز. فالصلاة مناجاة للولي، والصيام كتم أسرار المذهب، والغسل من الجنابة التوبة من إفشاء سر المذهب. وهم أهل الحقيقة، بينما سائر الناس، ومن بينهم العلماء المخالفين لمذاهبهم يسمونهم بالجمهور. والإمامية يفسرون: ﴿تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ﴾ المسد 1، بأبي بكر وعمر رضوان الله عليهما، وإن: ﴿إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُواْ بَقَرَةً﴾ البقرة 67، هي عائشة رضي الله عنها، و ﴿فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ﴾ التوبة 12: طلحة والزبير رضي الله عنهما، و ﴿مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ﴾ الرحمن 19: علي وفاطمة رضي الله عنهما، و ﴿اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ﴾ الرحمن 22: الحسن والحسين رضي الله عنهما. وقس على ذلك كثيراً من آيات القرآن تمذهبت، وفسرت تفسيراً باطنياً.

ومن المؤسف أن نرى رد فعل بعض المخالفين لهؤلاء مشابهاً لمسلكهم، فبدلاً من أن يظهروا الحق بتفسير متزن يوافق الحق، لجأوا لكيد النسا، ففعلوا مثل ما فعل أولئك من تجاوز في حق الله وكتابه. من ذلك في قوله تعالى: ﴿الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ﴾ آل عمران 17 فقالوا: إن الصابرين رسول الله، والصادقين أبو بكر، والقانتين عمر، والمنفقين عثمان، والمستغفرين علي. وفي قوله تعالى: ﴿مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ﴾ الفتح 29: أبو بكر، و ﴿أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ﴾: عمر، ﴿رُحَمَاء بَيْنَهُمْ﴾: عثمان، ﴿تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا﴾: علي، رضوان الله عليهم جميعاً. وهم لم تردعهم عن اعوجاجهم المدلولات اللسانية العربية الصحيحة التي نزل عليها القرآن الكريم، وأبسطها أن هـذه صفـات متعـددة لموصوف واحـد هـو: ﴿وَالَّذِينَ مَعَهُ﴾، لا أن تكـون كل صفـة منها لموصـوف مختلف.
ومنها حصر آيات بعينها في أبي بكر رضي الله عنه، فهو: ﴿وَالَّذِي جَاء بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ﴾ الزمر 33، وهو: ﴿لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ﴾ الحديد 10.

إن الهوى سيطر على هؤلاء المفسرين وأمثالهم، فأعماهم حتى غلبوه على الحق. لكن من العلماء من تمذهبوا وأخطأوا في بعض آرائهم، لكنهم أفادوا التفسير القرآني في كثير من آرائهم المعتبرة التي يؤخذ بها دون حرج. لا نستطيع أن نغمط فضل أمثال: الزمخشري وابن عطية والرازي والبيضاوي والنسفي والشوكاني بدعوى انتساب كل منهم لاتجاه فكري محدد كالاعتزال أو الكلام أو التصوف أو الزيدية، فالحق أحق أن يتبع، والعلم يؤخذ ممن يغلب على فكره الانتصاف والعقلانية.






 
رد مع اقتباس
قديم 10-10-2022, 09:25 AM   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
أحلام المصري
أقلامي
 
إحصائية العضو







أحلام المصري غير متصل


افتراضي رد: وما يعلم تأويله إلا الله

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عوني القرمة مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلاة وسلاماً دائمين على خاتم أنبيائه ورسله،
ونشهد أنه أدى الرسالة على خير وجه،
ونسأل الله أن يهدينا إلى هديه ويبلغنا رضوانه.


أما بعد،
فإن أشرف العلوم علم الكتاب، كتاب الله الحكيم. وقد تصدر لدرسه كثير من العلماء والدارسين، فأخرجوا منه الدروس والعبر، وأسسوا عليه ما أسموه بعلوم القرآن. ورغم الاعتناء بدرسه وفهمه بقيت صفحته مفتوحة لمزيد من البحث والتأمل لأن معينه لا ينضب.
ولعل من الملاحظات التي تدعو للتفكر أن في كتاب الله سر الصنعة التي أودعها فيه الخالق سبحانه وتعالى، فجعل تفسيره قابل للتجدد جيلاً بعد جيل، ولا يصدق من زعم أنه وصل لمغزى الله من هذه الآية أو تلك. ولابد أن نفرق بين مصطلحي التأويل، والتفسير.
أما التأويل فهو حجر على المولى جل وعلا: ﴿وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ﴾ آل عمران 7،
وأما التفسير فهو ما يكتبه شارحوا الكتاب وفقاً لفهمهم للآيات والسور. هذا الفهم يأتي انعكاس لأصلين:


- ثقافة الكاتب وعلمه، فإن كان لسانياً انصب تفسيره في الأكثر على الفروق في اللسان العربي والبلاغة، وإن كان فقيهاً عني بآيات الأحكام أكثر من غيرها، وإن كان مؤرخاً صب جل اهتمامه على بث القصص من كتب التاريخ ومروياتها من الآثار والأخبار، ومن هذا الباب تدخل المذهبية مثل الاعتزال والتشيع والتصوف، وهكذا ...
- علوم العصر وهي التي تنطبع على فكر المفسر، ثم تنعكس على كتاباته. ولنمثل بآية: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلًا مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا﴾ الأنعام 125. وقد كتبت في تفسير البعوضة فما فوقها صفحات وصفحات، واعتبر المفسرون قديماً أن البعوضة هي أصغر مخلوق، وما فوقها أي ما هو أكبر منها، وقال آخرون بل هي وإن كانت أصغر خلق الله إلا أنه سبحانه قادر على أن يخلق ما هو اصغر منها. واللسانيون منهم اختلفوا في "فما فوقها" هل هو ما فوقها في الصغر أم في الكبر. ويجيء العلم الحديث برؤية مغايرة لهذا كله، فيكتشف أن فوق البعوضة حشرة تلازمها هي أصغر منها. ثم إنه لا البعوضة ولا الحشرة التي فوقها هي أصغر المخلوقات، فحسبنا أن نعلم أن فيروس كرونا (كوفيد 19) لو جمع من كل انحاء الأرض ووضع في وعاء واحد لما شغل أكثر من سنتيمتر مكعب واحد. والعلم الحديث لا يقتصر على العلوم الطبيعية أو التجريبية، بل إن العلوم النظرية شهدت تقدماً ملحوظاً في عصرنا، فصار لدينا مكتشفات الحفريات والآثار وعلوم الإنسان، وغيرها من علوم أثرت الفكر البشري، ولونت عقل المسلم بمعارف جديدة لابد لها ان تؤثر على فهمه لكتاب الله.


والسؤال الهام هنا هو: هل وصلنا لفهم حقيقي لآيات القرآن الكريم؟ والجواب المنطقي هو بالنفي، فالحياة مستمرة في التطور والتقدم، وما نفهمه اليوم في تفسير آية قد ينقضه بعد أعوام جيل آخر تضاف إلى معارفه علوم وأفكار لا نعلم عنها شيئاً، فيرى الآية من منظور آخر. ﴿هو كتاب لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ۖ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ﴾ فصلت 42.


بوركت الفاضل عوني القرمة
وجعله الله في ميزان حسناتك

تقديري






التوقيع

أنا الأحلام
 
رد مع اقتباس
قديم 10-10-2022, 12:53 PM   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: وما يعلم تأويله إلا الله

اقتباس:
بوركت الفاضل عوني القرمة
وجعله الله في ميزان حسناتك
تقديري
وأسأل الله أن يُفيد من يقرؤه.
تحياتي.






التوقيع

 
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 07:44 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط