الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

 

العودة   منتديات مجلة أقلام > منتديات اللغة العربية والآداب الإنسانية > منتدى قواعد النحو والصرف والإملاء

منتدى قواعد النحو والصرف والإملاء لتطوير قدراتنا اللغوية في مجال النحو والصرف والإملاء وعلم الأصوات وغيرها كان هذا المنتدى..

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع التقييم: تقييم الموضوع: 1 تصويتات, المعدل 5.00. انواع عرض الموضوع
قديم 12-01-2007, 04:13 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
رغداء زيدان
أقلامي
 
إحصائية العضو






رغداء زيدان غير متصل

Bookmark and Share


افتراضي اللّهجات العربيّـــة/ سعد الدين ناصر

اللّهجات العربيّـــة

فقه اللغة

سعد الدين ناصر

المقدمة:
اللغة العربية ليس بدعا من اللغات في نشأتها وتطورها وتوحدها، فقد كان العرب قبائل متعددة متوزعة في شتى أنحاء الجزيرة العربية الواسعة التي تشتمل على بيئات مختلفة يلتقي فيها بعضها ببعض، وينفصل بعضها عن بعض بعوامل جغرافية وثقافية وحضارية في أزمنة وأماكن خاصة، أدت إلى سماع بعضهم ألسنة من غير بني جنسه، مما وقع تحت تأثيره وحسه، وكانت لهم لهجات مختلفة حسب تنوع بيئاتهم وتعدد ألوان حياتهم وثافاتهم ولا ريب أن ذلك كان له أثره في استقلال بعض هذه اللهجات، واتصال بعضها بغيرها أحيانا أخرى ، وكان هذا وذاك عاملين على الانقاسم تارة والتوحد تارة أخرى.
ثم كتب لبعض هذه ا للهجات أن يحيا ولبعضها أن يموت نتيجة أسباب كثيرة، ثم ظهرت لغة عامة ، تحدث بها العرب جميعا في محافلهم وأسواقهم ومجالات القول عندهم. ولما نزل القرآن الكريم عمل على شد أزر هذه اللغة الموحدة واستمرار حياتها راسخة البنيان عالية الذرا. وفي هذا البحث، تناولت الحديث عن اللهجات تعريفها وكيفية نشوئها وتكونها والعوامل المشتركة والتوحيد بين اللغات، ومظاهر اختلاف اللهجات وأمثلة عليها.
وقدمت أيضا في هذا البحث حديثا عن أصل العربية وآراء العلماء حول أصل اللغة العربية وكيف تكونت اللهجات.

اللّهجة: معناها:
هي طريقة معينة في الاستعمال اللغوي توجد في بيئة خاصة من بيئات اللغة ويعرفها بعضهم بأنها العادات الكلامية لمجموعة قليلة من مجموعة أكبر من الناس تتكلم لغة واحدة.
وهذه الطريقة أو العادة تكون صوتية في غالب الأحيان، ومن ذلك في لهجات العرب القديمة : العنعنة وهي قلب الهمزة مبدوءا بها عينا، وهذه الصفة معروفة عند قيس وتميم يقولون في أنك عنك وفي أذن عذن، على حين أن بقية العرب ينطقون الهمزة دون تغيير في أوائل الكلمات. كذلك الكشكشة، وهي في ربيعة ومضر يجعلون بعد كاف الخطاب في المؤنث شينا، فيقولون: رأيتكش وبكش وعليكش فمنهم من يثبتها حالة الوقف فقط، وهو الأشهر ، ومنهم من يثبها في الوصل أيضا ومنهم من يجعلها مكان الكاف ويكسرها في الوصل ويسكنها في الوقف فيقول: منش وعليش، وغيرهم من العرب يبقى الكاف دون تغيير.

الإستنطاء
هو جعل العين ساكنة نوناً إذا جاورت الطاء , وذلك في الفعل ( اعطى ) وتصرفاته خاصة دون غيره من الكلمات التي تجاور فيها العين الساكنة الطاء مثل الحديث [ لا مانع لما أنطيت ولا منطي لما منعت] اصحابها (ازد ) , ( الأنصار ) , ( أهل اليمن ) , ( سعدبن بكر ) ( وقيس ) و (هذيل )

التضجع
التراخي في الكلام أو التباطؤ فيه ... أصحابها ( قيس )

الإصنجاع
نوع من أنواع الإمالة الشديدة تكون فيه الألف أقرب فيه من الياء منهاإلى أصلها الألف . أصحابها ( قيس ) , ( تميم ) و ( أسد )

التلتلة
كسر حرف المضارعة مطلقاً , نحو ( إِعلم , نعِلم , وتعِلم )

الرثة
هي مصطلح غامض يجب الرجوع في تحديده إلى معاجم اللغة وفيها
أ : عجلة في الكلام وإسراع به
ب : لثغة من أنواع اللثغ المعروفه يقلب صاحبها اللام فيقول : ( جمي )في الجمل

الشنشنه
هي إبدال الكاف شيناً مطلقاً عند أهل اليمن خاصه قولهم في : ( لبيك ) لبيش ).وهي لاتزال شائعة على لسان أهل حضرموت
الطمطمانية
إبدال لام التعريف ميماً مطلقاً , سواءاً كانت اللام قمرية أو شمسيهمثل قولهم : ( طاب أمهواء ) ( وقام أمرجل , ) أمهواء == الهواء ...أمرجل == الرجل ...., وفي لهجة وثيقة الصلة بالعربية

العجعجة
إخفاء الشدة بإبدال الياء المشددة جيماً في الوقف، أو إبدال الياء مطلقاً جيماً دون التقيد بالشروط السابقه ... خالي عويف وأبو علج

الغمغمة
هي مصطلح يرجع في أصله إلى قطاعة وهو إخفاء الكلام وعدم الافصاح في نطقه حتى لكأنك تسمع الصوت دون أن تتبين حروفه , فلا يفهم السامع المراد بالكلام

الفحفحة
إبدال الحاء من كلمة حتى عيناً مثل : قراءة بن مسعود ..فتربصوا عتى حين

العنعنة
إبدال الهمزة المبدوء بها المفتوحة أن وإن عيناً مثل : أشهد عنك رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ..ومنهم من يقول بأنها إبدال الهمزة المبدوء بها عيناً دون الحاجة إلى بغية الشروط الأخرى مثل : قولهم أسلم...عسلم

الفراتية
لقب لهجي قابض ينسب إلى أهل العراق وهو عبارة عن السرعة في الكلام أو الاسراع بما يصاحبه من إسقاط لبعض الحركات ولعبض الصوامت

القطعة
يراد بها قطع اللفظ قبل تمامه وذلك بحذف اخره عند النطق به .. مثل : ياأبا الحكا في يا أبا الحكم ..منسوبه إلى طيء القبيلة البدويه المعروفه ولاتزال باقية على ألسنة العامه في بعض محافظات جمهورية مصر العربيه حيث يقولون : يا محمّ في (محمد)
الكشكشة
إبدال كاف المؤنثه في حالة الوقف شيناً أو الحالقها بشين مثل : أعطيتشو أعطيتكش في أعطيتك في حالة الوقف ..

لغة أكلوني البراغيث
وهي اللهجة اللتي يلحق أصاحبها بالفعل فاعلين بدل فاعل واحد، مثل:جاؤوا الطلاب، فالواو في جاؤوا، ضمير في محل رفع فاعل، والطلاب فاعل،وهذا لا يجوز، فلكل فعل فاعل واحد.
ويرد تعريف اللهجة في كتاب معالم اللهجات العربية بأنها عبارة عن قيود صوتية خاصةـ تلحظ عند أداء الألفاظ في بيئة معينة وبيئتها هي جزء من بيئة أوسع وأشمل تضم لهجات كثيرة لكل منها ميزاتها وخصائصها ولكنها لا بد أو تشترك جميعا في مجموعة من الظواهر اللغوية التي تيسراتصال أفراد هذه البيئات وتعاملهم بعضهم مع البعض وفهم ما قد يدور بينهم من حديث فهما يتوقف على قدر الرابطة التي تربط هذه اللهجات.

كيف تتكون اللّهجــــات؟
هناك عاملان رئيسيان يعزى إليهما تكوّن اللهجات في العالم وهما:
1)الانعزال بين بيئات الشعب الواحد.
2) الصراع اللغوي نتيجة سفر أو هجرات. وقد شهد التاريخ نشوء عدة لغات مستقلة للغة الواحدة نتيجة أحد هذين العاملين أو كليهما معا.
1) فحين نتصور لغة من اللغات قد اتسعت رقعتها، وفصل بين أجزاء أراضيها عوامل جغرافية أو اجتماعية؛ نستطيع الحكم على إمكان تشعب هذه اللغة الواحدة إلى لهجات عدة، فقد تفصل جبال أو أنهار أو صحاري أو نحو ذلك بين بيئات اللغة الواحدة ويترتب على هذا الانفصال قلة احتكاك أبناء الشعب الواحد بعضهم ببعض، أو انعزالهم بعضهم عن بعض، ويتيح هذا أن تكون مجاميع صغيرة من البيئات اللغوية المنعزلة التي لا تلبث بعد مرور قرن أو قرنين أن تتطور تطورا مستقلاً يباعد بين صفاتها ويشجعها إلى لهجات متميزة ، إذ لا بد من تطوّر الكلام وتغيره مع مرور الزمن. ولكن الطريق الذي يسلكه الكلام في هذا التطور يختلف من بيئة إلى أخرى، لأن ظروف الكلام تختلف في البيئات المنعزلة، ولو أمكن أن تتحد تلك الظروف لاتخذ الكلام طريقا واحدا في تطوره وشكلا واحدا في تغيره، ولظلت البيئات المنعزلة ذات لهجة واحدة لا تتشعب إلى صفات متباينة، ولكن الواقع المشاهد أن البيئات متى انعزلت اتخذت أشكالا متغايرة في تطور لهجاتها فليس للانعزال الجغرافي وحده كل الأثر في تكون اللهجات، بل يجب أن ينضم إليه الانعزال الاجتماعي،واختلاف الظروف الاجتماعية بين البيئات المنعزلة فمن بين هذه البيئات المنعزلة ما تتخذ فيه العلاقة بين أفراد الأسرة شكلا خاصا أو نظاما خاصا. فتلك الظروف الاجتماعية التي لا تكاد تقع تحت الحصر، هي التي تساعد الانعزال الجغرافي على اختلاف الطريقة الذي يسلكه الكلام في تطوره. وكما أن هناك اختلافا بين الظروف الاجتماعية، في البيئات المنعزلة من الأمة الواحدة، هناك عوامل اشتراك بينها جميعا قد ترجع إلى رابطة سياسية أو نعرة قومية أو اتجاه خاص في التفكير، وتلك العوامل المشتركة، بين بيئات الأمة الواحدة، هي التي تحافظ على استمرار نوع من الوحدة بينها، وتعرقل فيه ذلك التغيير الذي قد يباعد بين بيئتها، ولا يزال الأمر بين عوامل انفصال وعوامل اتصال هذه، فتباعد بين اللهجات، وتلك تقرب بينها، ولكن الغلبة في جميع الأمثلة التاريخية تجري دائما كعوامل الانفصال عن بعض، ولكن كان لا بد لهذا التشعب من زمن طويل حتى يتحقق وجوده.
وخير مثل يمكن أن يضرب لهذا الانعزال، الذي يشعب اللغة الواحدة إلى لهجات، تلك اللهجات العربية القديمة في جزيرة العرب قبل الإسلام، وأحدث الأمثلة لهذا الانعزال، ما حدث للاسبانية والانجليزية حيث انتشر كلاهما في بقاع بعيدة: الأولى في أمريكا الجنيوبة والثانية في أمريكا الشمالية. وبدأنا الآن نلحظ فروقا حيوية بين إسبانية أوروبا وإسبانيةأمريكا .
2) أما العامل الرئيسي الثاني لتكوين اللهجات، فهو الصراع اللغوي نتيجة غزو أو هجرات إلى بيئات معمورة، فقد يغزو شعب من الشعوب أرضا يتكلم أهلها لغات أخرى، فيقوم صراع عنيف بين اللغتين الغازية والمعزوة، وتكون النتيجة عادة إما القضاء على إحدى اللغتين قضاء يكاد يكون تاما، أو أن ينشأ من هذا الصراع لغة مشتقة من كلتي اللغتين الغازية والمغزوة، يشتمل على عناصر من هذه وأخرى من تلك. وقد حدثنا التاريخ عن أمثلة كثيرة للصراع اللغوي. فقد غزا العرب جهات كثيرة متعددة اللغات واستطاعت العربية آخر الأمر أن تصرع تلك اللغات في مهدها، وأن تحل محلها. فقد تغلبت على الآرامية في العراق والشام، وعلى القبطية في مصر والبربرية في بلاد المغرب والفارسية في بعض بقاع مملكة فارس القديمة.

عوامل التوحيد وتكوين اللغة المشتركة
بعد أن عرفنا كيف تتكون اللهجات وعوامل نشأتها أو بما يسمى بظواهر اللغة، نريد أن نبين أن الوحدة اللغوية تعتمد دائما على الاختلاط وعلى أي نوع من أنواع المشاركة في أمور الحياة، وعن طريق هذا الاختلاط وتلك المشاركة تتلخص اللهجات من السمات الخاصة بها والخصائص اللغوية التي تميزها عما عداها من لهجات اللغة الواحدة والتي لم تألفها الألفاظ الغريبة عنها والتي قد يميل من لا يعرفها إلى التهكم بها والسخرية منها.
ومما تجدر الاشارة إليه أن لهذا الاختلاط وتلك المشاركة عوامل كثيرة مختلفة تساعد على تحقيقها ، نذكر منها ما يلي:
1. الاجتماعات الدينية: إن للاجتماعات الدينية أثر هام في التقرب بين اللهجات المختلفة والتخلي عن الصفات والسمات والظواهر اللغوية الخاصة بهذه اللهجات واللجوء إلى التحدث باللغة المشتركة التي يفهمها الجميع ، كالحج إلى بيت الله الحرام، والجمع والأعياد في كل من هذه الاجتماعات تحقيق للغة المشتركة وتخلي عن الظواهر اللغوية الخاصة باللهجات.
2. الحرب: والتي تترتب عليها اندماج السكان وتلاقيم بطرق مختلفة أهمها الهجرة إلى أماكن بعيدة عن مواقع العمليات العسكرية ومسرح القتال.
3. الخدمة العسكرية: فالجنود من مختلف الأقاليم يتقابلون ويختلطون فيلجأون إلى التحدث باللغة المشتركة والتخلي عن الصفات الخاصة بلهجاتهم حتى لا يكونون موطن سخرية من الغير وأيضا أدارة التفاهم بينهم وبين قوادهم ومدربيهم واحدة، وهذا واضح، فالجندي الذي يأتي من إقليم يعطش الجيم، نجده يتخلى عن هذه الظاهرة وينطقها نطقا قاهريا ويظل هذا النطق عالقا به فترة من الزمن حتى بعد انتهاء مدة خدمته.
4. وللأدب دور كبير في تكوين اللغة المشتركة والتخلي عن صفات اللهجات المختلفة وليس المقصود بالأدب أدب شاعر أو كاتب خاص، بل المقصود هنا مجتمع أدبي سواء كان أدبه مكتوبا أم غير مكتوب.
5. الزواج المختلط: يرى بعض علماء اللغة أن الزواج المختلط له أثر كبير في إيجاد لغة مشتركة حيث يتحدث الآباء والأمهات بلغة يفهمها أطفالهم، ويحاول كل منهم التخلي عن صفاتهم اللهجية.
6. الصحافة: الجرائد اليومية والمجلات الدورية عامل له أثر كبير في توحيد اللغة وتكوين اللغة المشتركة التي يفهمها الجميع، حيث يكتب بهاالصحفيون يتخلون عن لهجاتهم المحلية.
7. الوحدة السياسية: هي عامل من عوامل التوحيد اللهجي، وتكوين اللغة المشتركة لأنها تؤدي إلى الاختلاف والاجتماع بين سكان الأقاليم المختلفة والاتصال الدائم وبشكل قوي، وهذا يؤدي إلى توحيد اللغة،والتخلي عن الصفات اللغوية الخاصة باللهجات الإقليمية.
8. ظهور المدن الكبرى: وهذا عامل من عوامل التوحيد، وتكوين اللغة المشتركة، فإلى هذه المدن يلجأ السكان وينزحون إليها من مختلف الأقاليم وفي هذه المدن يندمج بعضهم ببعض، فتذهب خصائص لهجاتهم تدريجيا، ويحاولون استعمال اللغة العامة المشتركة لدى الجميع وهي لغة المدينة المعروفة بها وهذا واضح جدا.

مظاهر اختلاف اللهجات:
إن الناظر فيما وصل إلينا من آثار هذه اللهجات يجدها تتنوع بين ما يتصل بالجانب الصوتي وما يتصل بالجانب الدلالي.
أ) فما يتصل بالجانب الصوتي، يتجلى في الاختلافات التي تبدو في تغير بعض الحروف والحركات من قبيلة إلى أخرى أحيانا، وهذا ما يطلق عليه اللغويون اسم (الإبدال)، وعلى ذلك تختلف بيئتها وصيغتها ، كما يمكن أن تختلف الحركات الإعرابية وغيرها من وجوه النحو بين القبائل، ويمكن أن يتقدم حرف على آخر فيما يسمى ظاهرة (القلب المكاني) وقد يلاحظ الاختلاف بين القبائل في حذف بعض الحركات أو الحروف أو زيادتها ، وهذا كله يتعلق بالجانب الصوتي.
ب) أما ما يتصل بالجانب الدلالي، فيبدو في اختلاف القبائل العربية في معاني الألفاظ وتنوع دلالاتها وقد نشأ عن تنوع الدلالة ظهور المشترك والمتضارب والمترادف في ألفاظ العربية.
ت) ومن ذلك ما روى أن أبا هريرة – وهو دوسي – قال له النبي يوما : ناولني السكين، (وكانت قد وقعت من يده) فالتفت أبو هريرة يمنة ويسرة ولم يفهم المراد بلفظة السكين، فكرر له القول ثانية وثالثة، فلم يفهم، ثم قال أبو هريرة: ألمدية تريد؟، فقيل له: نعم، فقال: أوتسمى عندكم سكينا؟ ثم قال: والله لم أكن سمعتها إلى يومئذ. . . . وقد ينفرد عربي ببعض ما تقدم دون أن نعرف القبيلة التي سمع منها ذلك بأن تجمع العرب على نطق معين أو معنى خاص، لم يسمع أحدهم ما يخالف ذلك مما لم يسمع من غيره.
وقد ذكر ابن جني بعض ذلك في خصائصه في أبواب منها: (باب فيما يرد عن العربي مخالفا لما عليه الجمهور) و(باب في الشيء يسمع من العربي الفصيح لا يسمع من غيره) وقد ذكر ابن جني تفسير هذا الوارد بأنه إذا كان العربي فصيحا في غير ذلك وكان ما جاء به مما يقبله القياس إلا أنه لم يرد به استعمال إلا من جهة ذلك الإنسان، فإن الأولى في ذلك أن يحسن الظن به، وألا يحمل على فساده.
د) وإما أن يكون شيئا ارتجله كابن أحمر الذي ثبتت الشهادة بفصاحة الأعرابي إذ قويت فصاحته وسمت طبيعته تصرف وارتجل ما لم يسبقه أحد قبله به، وقد حكى عن رؤبة وأبيه أنهما كانا يرتجلان ألفاظا لم يسمعاها ولا سبق إليها/ وما قيس على كلام العرب فهو من كلامهم، فيحمل الأمر على ما يبدو وإن كان يحتمل غير ذلك ، فمن شهر بفصاحته يقبل منه ما يورده،
ويحمل أمره على ما عرف من حاله، ولا على ما يمكن أن يكون من غيره، وذلك كقول القاضي شهادة من ظهرت عدالته، وإن كان يجوز أن يكون الأمر عند العرب بخلاف ما شهد به فالقاضي مأمور بمجمل الأمور على ما تبدو لا على العمل بما عند الله لأنه ل يقع له به علم.
ج) أما إذا كان ما سمع منه يخالف القياس كرفع المفعول وجر الفاعل ورفع المضاف إليه فينبغي أن يرد ذلك لأنه جاء مخالفا للقياس والسماع جميعا.
هـ) وإذا كان العربي الذي سمع منه ذلك مضعوفا في قوله مألوفا من لحنه وفساد كلامه، فالصواب أن يرد ذلك عليه ولا يقبل منه.
ز) وإذا سمع ما هو ضعيف في القياس فيه عدد كثير، فالمحتمل أحد أمور:
1. أن يكون من نظق به لم يحكم قياسه على لغة أرائهم.
2. أن يكون السامع قصر في استدراك وجه الصحة.
3. أن يكون هذا الضعيف الوجه قد تسرب إلى لسان هذا الفصيح من لغة غير فصيحة فاسدة الأصل ترددت على سمعه كثيرا فسرت في كلامه مع صحة لغته غيرها فكأنه جمع بين لغتين: الأولى فصيحة وهي لغته، والأخرى فاسدة انتقل لسانه إليها في هذا الأمر الفاسد فقد يتوهم من يسمع فصاحته أن يعمل منه الفاسد ويدخل عليه ظنا أنه فصيح كلغته السائدة. . . هذا جائر إذا سلمنا بأن العربي ينتقل لسانه ، وقد ينتقل إلى لغة فصيحة أحيانا وإلى لغة فاسدة أحيانا أخرى.
4. ويستبعد ابن جني الاحتمال الثالث باعتبار أن العربي الفصيح ينفر من الخطأ في اللغة فلا يطاوعه لسانه عليه (فالفصيح إذا عدل به عن لغة فصيحة إلى أخرى سقيمة عافها ولم يأبه بها)
وقد جرب ذلك ابن جني بأن سأل أبا عبدلله الشجري، وهو أعرابي فصيح، ومعه ابن عم له دونه في الفصاحة، يسمى غصنا، فقال لهما: كيف تحقران حمرا؟ فقالا: حميراء، قال لهما: سوداء:.؟ قالا: سويداء ووالى ابن جني من ذلك أحرفا أخرى ، وهما يجيئان بالصواب ، قال ابن جني: فدسست في ذلك علباء، فقال غصن (الضعيف في الفصاحة) (عليباء) وتبعه الشجري، فلما هم بفتح الباء، تراجع كالمذعور، ثم قال: آه: عليبى، ورام الضمة في الياء.
ودلل ابن حنى بذلك على أن العرب ولاسيما أهل الجفاء وقوة الفصاحة، يستنكرون خلاف اللغة استنكارهم زيغ الإعراب ويتنبهون إلى زيغ الإعراب أكثر من خلاف اللغة لاعتمادهم على سماعهم على لهجات كثيرة غير ما ينطقون به من ألسنة إخوانهم المجاورين لهم أو البعيدين عنهم.






 
رد مع اقتباس
قديم 12-01-2007, 04:16 PM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
رغداء زيدان
أقلامي
 
إحصائية العضو






رغداء زيدان غير متصل

Bookmark and Share


افتراضي مشاركة: اللّهجات العربيّـــة/ سعد الدين ناصر

تابع المقال السابق


اللغة العربية: حقائق وأساسيات:
تُعد اللغة العربية مِنْ أغنى اللغات الإنسانية .. وهنالك من قسّم اللغات سُنيت بالعوائل اللغوية من أشهر تلك العوائل عائلة اللغات السامية وعائلة اللغات الهندو جرمانية وتنقسم عائلة اللغات السامية إلى ثلاثة أقسام
1- اللغات السامية الشمالية : وتشمل اللغة العربية والفينقية والسريانية والعبرية وهي أرقى لغات تلك العائلة
2- اللغات السامية الجنوبية : وتشمل الحميرية والأمهرية
3- اللغات السامية الشرقية : وتشمل الكلدانية والسومرية
وعودا على تساؤل الحبيب البيدق العابر نجد بالفعل الحضارة الهندية والفارسية قد سبقت الحضارة الإسلامية بمراحل عديدة في التأليف والتدوين والترجمة فلم تعرف الحضارة الإسلامية
التدوين والتوثيق إلى في منتصف القرن الهجري الثالث في حين كانت بلاد فارس والهند وماوراء النهر تشهد نشاطاً علميا واكبه حرية في التأليف والتدوين .
اللغة العربية إحدى أكثر لغات العالم استعمالاً، وإحدى اللغات الخَمْس الرسمية في هيئة الأمم المتحدة ومُنظَّماتها، وهي اللغة الأولى لأكثر من 290 مليون عربي، واللغة الرسمية في 18 دولة عربية، كما يُجيدها أو يُلِمُّ بها نحو 200 مليون مُسْلم من غير العرب إلى جانب لغاتهم أو لهجاتهم الأصلية. ويُقبِل على تعلُّمها كثيرون آخرون من أنحاء العالم لأسباب تتعلَّق بالدين أو بالتجارة أو العمل أو الثقافة أو غير ذلك.
والعربية هي اللغة السَّامية الوحيدة التي قُدِّر لها أن تحافظ على كيانها وأن تصبح عالمية. وما كان ليتحقَّق لها ذلك لولا نزول القرآن الكريم بها؛ إذْ لا يمكن فَهْم ذلك الكتاب المبين الفَهْم الصحيح والدقيق وتذوُّق إعجازه اللغويّ إلا بقراءته بلغته العربية. كما أن التُّراث الغني من العلوم الإسلامية مكتوب بتلك اللغة. ومن هنا كان تعلُّم العربية مَطْمَحًا لكلِّ المسلمين الذين يبلغ عددهم نحو مليار مُسلم في شتَّى أنحاء العالم. ويمكن القول إن أكثر من نصف سكان إفريقيا يتعاملون بالعربية.

لهجاتها الآن، وأمثلة على اختلاف لهجات العرب.
لها كثير من الهجات المختلفة اختلاف كبير كان او صغير كـ اللهجة الحجازية والقصمنجية والنجدية والبدوية النجدية والبدوية الشامية والسورية واللبنانية واليمنية ( تجمع اليمن والاجزاء الجنوبية من السعودية والغربية من عمان ) والشرقية ( تجمع اجزاء من شرق المملكة العربية السعودية والكويت ) والامراتية والعمانية والاردنية والبحرينية والقطرية والمصرية والجزائرية والمغربية والتونسية والليبية والعراقية والسودانية والموريتانية والجيبوتية والفلسطينية .

اللهجات العربية الحديثة
أمثلة مقارنة بين اللهجات العربية المختلفة العربية الفصحى تونس المغرب الجزائر الأردن الشامية الحجازية
الآن ..............الطوى داب,ضُرْوُكْ ضُرْوُكْ هَلأَّ,هسا هَلأَّ هالحين
تكلم........... تكلم، إحكى تكلم,هْدَر هْدَر إحكى حكى اهرج
سلحفاة ................سلحفاة فَكْرُون فَكْرُون كركعة زلحفة سلحفاة
مطر ................مطر شْتَا شْتَا شْتَا مطر, شتي مطر كسول كسول,معجاز فِنْيَانْ كسلان عجزان
ماذا .................شنوة اشنو ايه أيش شو أيش
يريد ..............اِيحَبّْ يَبْغِي يَبْغِي، اِيحَبّْ بدُّو بدُّو يبى
تختلف لهجات العربية العامية كثيراً الآن في المفردات وفي الأصوات والنحو والصرف (في اللهجات الدارجة وليس في أصل اللغة الفصحى)؛ فمثلاً، في لهجات الشام العامية يبدأ الفعل المضارع بالسابقة "ب"، والنفي يكون باستعمال "ما" (أنا ما بعرف، أنت ما بتعرف، إلخ.)، أما في مصر فتظهر اللاحقة "ش" (ما عرفش) التي قد تكون اختصارا لكلمة (شيء) التي صارت ملازمة للنفي.
لا يزال الفهم سهلا ممكنا بين معظمها، لكن الفهم صعب جدا بين مثلا المغربي والكويتي! الفرق الأكبر بين لهجات المشرق ولهجات المغرب، وثم بين لهجات البدو ولهجات القرى والمدن. تختلف اللهجات في نطق القاف كثيرا، فينطق ق، أو گ عند البدو، أو ء في مصر وسوريا، أو ك في قرى فلسطين، بالإضافة إلى اختلافات طفيفة في لفظ الضاد... ها هي بعض الكلمات المختلفة (أضف إليه إن كان لهجتك تختلف!).

تأثير اللغات الأجنبية
دخل في لهجة المغرب العربي بعض الكلمات الأمازيغية، مثل فكرونة = سلحفاة. وهناك العديد من الاستعارات الحديثة، سواء المكتوبة أم المحكية، من اللغات الأوربية، تعبِّر عن المفاهيم التي لم تكن موجودةً في اللغة سابقاً، مثل المصطلحات السياسية (الإمبريالية، الإيديولوجيا، إلخ.)، أو في مجال العلوم والفنون (رومانسية، فلسفة، إلخ.) أو التقنيات (باص، راديو، تلفون، كمبيوتر، إلخ.). إلاّ أن ظاهرة الاستعارة هذه ليست حديثة العهد، حيث قامت اللغة العربية باستعارة المفردات من اللغات المجاورة منذ الأزل (فيروز من الفارسية مثلاً).
هذا وتوجد نزعة إلى تعريب كافة الكلمات الدخيلة؛ إلاّ أنها لا تنجح في كل الأحيان، فاللغة الحية تنتقي ما يناسبها من كلمات. فمثلاً، لا يُستعمل المقابل المعرّب للراديو (مذياع) عملياً، بينما حازت كلمة "إذاعة" على قبول شعبي واسع. وصارت كلمة "تلفون" هي السائدة، مع اشتقاق فعل "تلفن يتلفن" منها.تأثيرها على اللغات الأخرى امتد تأثير العربية (كمفردات و بُنى لغوية) في الكثير من اللغات الأخرى بسبب الإسلام و الجوار الجغرافي و الحضارة (فيما مضى) و التجارة (فيما مضى). اللغات التي للعربية فيها تأثير كبير (أكثر من 30% من المفردات) هي:الأردو والفارسية والكشميرية والبشتونية والطاجيكية وكافة اللغات التركية والكردية والعبرية والسواحيلية والتجرينية و الفولانية والهاوسا والمالطية والبهاسا (مالايو) و الديفيهي (المالديف) وغيرهم. بعض هذه اللغات مازالت تستعمل الأبجدية العربية للكتابة ومنها: الأردو والفارسية والكشميرية والبشتونية والطاجيكية والتركستانية (زنجيانگ) والكردية وبهاسا (بروناي وآتشه وجاوي ماليزيا)

التعريب
وهو نقل نصوص أجنبية إلى العربية وإيجاد مقابلاتٍ عربية للمغاهيم الجديدة. التعريب ليس نشاطاً حديث العهد، فقد قام العرب منذ فجر الحضارة العربية الإسلامية بنقل النصوص العلمية إلى اللغة العربية، كما أجريت عملية تعريب الدواوين أي تحويل التدوين إلى اللغة العربية. وفي أيامنا يجري جدل حول ضرورة ومدى التعريب في التعليم الجامعي. أهم حجج معارضي التعريب هي أن العالم العربي حالياً لا يسهم في العلوم الحديثة، ولذا من الأفضل أن يتم التدريس باللغة الإنكليزية بصفتها لغة العلوم والفنون، وذلك لكي يعتاد المتعلمون على قراءة أحدث المواد العلمية باللغة التي تم نشرها بها؛ وأن سرعة التطور العلمي لا يترك للغة العربية مجالاً لاستيعاب المصطلحات الحديثة؛ وأن حركة الترجمة لا يمكن أن تلحق بسرعة التطور العلمي.
أما مؤيدو التعريب فيشيرون إلى أن أغلب الطلاب لن يلموا باللغة الأجنبية بالقدر الذي يسمح لهم بالاطلاع على المراجع الأجنبية وفهمها بيسر؛ وأن التعليم باللغة الأجنبية يمكن أن يخلق عند الإنسان ازدواجية في الشخصية ويؤدي إلى انقطاعه عن ثقافته الأم؛ وأن التعليم باللغة الأم يوفر الكثير من الجهد الذي يُهدَر على فهم النص الأجنبي بحد ذاته، ويوجه الجهود إلى فهم المادة العلمية نفسها؛ وأن اللغة العربية قادرة على استيعاب العلوم الحديثة؛ وأن المفاهيم العلمية الأساسية أكثر ثباتاً، ولا ينكرون ضرورة الإلمام باللغات الأجنبية للاطلاع على المستجدات.
يرجع تعريب التعليم الجامعي في العصر الحديث إلى محمد علي في مصر؛ أما حالياً، ففي أغلب الدول العربية يتم تعليم أغلب المواد العلمية، خاصة الطب والهندسات، بلغة أجنبية (إنكليزية أو فرنسية) ويجري التعليم باللغة العربية في جامعات سوريا، كما أجريت تجربة قصيرة الأمد في آخر التسينات في تعريب التعليم بجامعة سبها في ليبيا، وحالياً يجري تعريب التعليم الجامعي في السودان.

الكتابة
• الخط الكوفي
• خط النسخ
• خط الثلث
• الخط الفارسي
• خط الرقعة
• الخط الديواني
• خط جلي الديواني
• خط الشكستة
• خط الإجازة

تُكتب اللغة العربية بالأبجدية العربية التي يكتب بها الكثير من اللغات الأخرى (انظر الجزء الخاص بتأثير العربية على اللغات الأخرى).

خصائص العربية
الأصوات.
تتميَّز العربية بما يمكن تسميته مركز الجاذبية في نظام النُّطق، كما تتميَّز بأصوات الإطباق؛ فهي تستخدم الأعضاء الخلفية من جهاز النُّطق أكثر من غيرها من اللغات، فتوظِّف جذْر اللسان وأقصاه والحنجرة والحَلْق واللَّهاة توظيفًا أساسيًّا. ولذلك فهي تحتوي على مجموعة كاملةً لا وجود لها في أيِّ لغة سامية فضلاً عن لغات العالم، وهي مجموعة أصوات الإطباق: الصَّاد والضَّاد والطَّاء والظَّاء والقاف، ومجموعة الأصوات الخلفية، وتشمل الصَّوتين الجِذْريَّيْن الحَلْقيَّيْن: الحاء والعين، والصَّوت القصي الطَّبقي: الغين، والصَّوت القصي اللهوي: القاف، والصَّوت الحنجري: الهمزة. المفردات.
يُعَدُّ مُعجم العربية أغنى معاجم اللغات في المفردات ومرادفاتها (الثروة اللفظية)؛ إذْ تضُمُّ المعاجم العربية الكبيرة أكثر من مليون مفردة. وحَصْرُ تلك المفردات لا يكون بحَصْر مواد المعجم؛ ذلك لأن العربية لغة اشتقاق، والمادة اللغوية في المعجم العربي التقليدي هي مُجرَّد جذْر، والجِذْر الواحد تتفرَّع منه مفردات عديدة، فالجذْر ع و د مثلاً تتفرَّع منه المفردات: عادَ، وأعادَ، وعوَّدَ، وعاودَ، واعْتادَ، وتَعوَّدَ، واستعادَ، وعَوْد، وعُود، وعَوْدة، وعِيد، ومَعَاد، وعِيادَة، وعادة، ومُعاوَدَة، وإعادة، وتَعْوِيد، واعتِياد، وتَعَوُّد، واسْتِعَادَة، وعَادِيّ. يُضاف إليها قائمة أخرى بالأسماء المشتقَّة من بعض تلك المفردات. وكلُّ مفردة تؤدِّي معنًى مختلفًا عن غيرها.
والعربية تتطوَّر كسائر اللغات؛ فقد أُميتَتْ مفردات منها واندثرت، وأُضيفَتْ إليها مفردات مُولَّدة ومُعَرَّبة ودخيلة، وقامت مجامع اللغة العربية بجهد كبير في تعريب الكثير من مصطلحات الحضارة الحديثة، ونجحت في إضافتها إلى المعجم المستَخدَم، مثل: سيَّارة، وقطار، وطائرة، وبرقيَّة، وغير ذلك.

التلفُّظ والتهجِّي.
تتكوَّن الألفباء العربية من 28 حرفًا، فضلاً عن ألف المدِّ. وكان ترتيب تلك الحروف قديمًا أبجديًا على النحو الآتي: أبجد هوَّز حطِّي كلمن سعفص قرشت ثخذ ضظغ وتُكتب لغات كثيرة في العالم بالحروف العربية، مع استبعاد أحرف وإضافة أخرى، منها الفارسية، والأُردية، والبَشْتُو، ولغة الملايو، والهَوْسا، والفُلانيَّة، والكانوري. وكانت التُّركيَّة والسَّواحيليَّة والصُّوماليَّة تُكتَب إلى عهد قريب بالحروف العربية.
وتعتمد العربية على ضَبْط الكلمة بالشَّكْل الكامل لتؤدِّي معنًى محدَّدًا؛ فالكلمات: عَلِمَ، وعُلِم، وعَلَّمَ، وعِلْمٌ، وعَلَمٌ، هذه الكلمات كلها مُتَّفِقة في التَّهجِّي، مختلفة في التَّلفُّظ والمعنى. إلا أن مُجيد العربية يمكنه أن يفهم معنى الكلمة دون ضَبْط من خلال السِّياق، وكان القدماء يقولون: شَكْلُ الكتابِ سُوءُ ظنٍّ بالمكتوب إليه.
ومن سِمات العربية أن تهجِّي الكلمة فيها موافقٌ للتلفُّظ بها، وهذه ميزة تمتاز بها العربية عن بعض اللغات الأوروبية. وهي ظاهرة عامة في العربية، إلا في بعض الحالات القليلة، كنُطق ألف لايُكتب في نحو: هَذَا، ولكنْ، وكتابة الألف الليِّنة على هيئة ياء، نحو: مَضَى الفَتَى.

الصَّرْف.
تقوم الصِّيغ الصَّرفية في العربية على نظام الجِذْر، وهو ثلاثي غالبًا، رباعي أحيانًا. ويُعبِّر الجِــذْر ـ وهو شيء تجريدي ـ عن المعنى الأساسي للكلمة، ثمَّ يُحدَّد المعنى الدقيق للكلمة ووظيفتها بإضافة الحركات أو مقاطع من أحرف مُعيَّنة في صَدْر الكلمة أو وسطها أو آخرها.
وتُقسِّم العربية الاسم إلى جامد ومُشتقّ، ثم تُقسِّم الجامد إلى أسماء الذَّوات المادية، مثل: شجرة، وأسماء المعاني، مثل: قراءة، ومصادر الأسماء المشتقَّة، مثل: قارئ، ومقروء. ولا تعرف العربية الأسماء المركَّبة إلا في كلمات نادرة تُعَبِّر عن الأعلام، مثل: ¸حَضَرَمَوْت• المركَّبة تركيبًا مَزْجيًّا، و ¸جاد الحقّ• المركَّبة تركيبًا إسناديًّا. إلا أن المضاف والمضاف إليه يرتبطان ارتباطًا وثيقًا، يصل أحيانًا إلى حالة شبيهة بالتركيب، وخاصة في الأَعلام، مثل: عبدالله، وصلاح الدِّين.
وتتميَّز العربية عن لغات كثيرة بوجود صيغة للمُـثـنَّى فيها. وتنفرد هي والحبشية عن سائر اللغات السَّامية باستعمال جمع التَّكسير، فإلى جانب الجمع السَّالم الذي ينتهي بنهاية تَلْحَق الاسم، كما هي الحال في اللغات الأوروبية، تصوغ هاتان اللغتان جمع التَّكسير بتغيير الاسم داخليًّا. وتُصنِّف العربية أسماءها إلى مذكَّر ومؤنَّث، وتترك المذكَّر دون تمييزه بأيِّ علامة، وتميِّز طائفة من الأسماء المؤنَّثة، إمَّا بالتَّاء، مثل: شجرة، وإمَّا بالألف المقصورة، مثل ليلى، وإمَّا بالألف الممدودة، مثل: صحراء، ثم تترك الطائفة الأخرى من الأسماء المؤنَّثة دون علامة، مثل: شَمْس، ونَفْس

النَّحو.
من خصائص درس النحو الإسناد. والإسناد هو نواة الجملة العربية، ويُمثِّل في ذاته جملةً بسيطة: اسميَّة أو فعليَّة. ويتكوَّن الإسناد إما من مبتدأ وخبر، وإما من فعل وفاعل أو نائب فاعل، ثم يمكن تنمية تلك الجملة البسيطة بالفضلات أو المكمِّلات المفردة. ثم تتكوَّن الجملة المركَّبة من جملتين بسيطتين أو أكثر، ويتمُّ هذا بالربط بين الجمل البسيطة بأدوات معيَّنة أو بالضمائر، فتنشأ من ذلك الربط دلالاتٌ كالشَّرط أو الملابسة أو الوصفية أو العطف أو غيرها.
ويقوم الإسناد في الجملة الاسمية بغير رابط ممَّا يُسمَّى في اللغات الأوروبية بأفعال الكينونة، وكذلك تقوم الإضافة دون رابط، ويُراعى أن يكون المضاف خاليًا من أداة التعريف. وحين يَدْخُل الاسم المُعرب في جملة فلا بُدَّ له أن يتَّخذ حالة من ثلاث حالات: إما أن يكون مُعرَّفًا بأل، أو مضافًا، أو مُنَوَّنًا. ولا تجتمع حالتان من تلك الحالات في الاسم الواحد. وتعتمد العربية في تركيب الجملة على قرائن تُعين على تحديد المعنى، وتتمثَّل في العلامة الإعرابية، والبِنْية الصَّرفية، والمطابقة، والرُّتبة، والرَّبط، والأداة، والنَّغمة. والعربية من اللغات السَّامية القليلة التي احتفظت بنظام الإعراب. ويستطيع مُجيد العربية أن يقرأ نصًّا غير مضبوط، وينطق العلامات الإعرابية نُطقًا صحيحًا، كما يستطيع من خلال ذلك أن يفهم النص فهمًا تامًّا.
والرُّتبة في العربية محفوظة (أي: واجبة)، وغير محفوظة (أي: جائزة)، وعُرفية. فالرُّتبة المحفوظة مثل: وجوب تقديم الفعل على الفاعل، والمضاف على المضاف إليه، والاسم الموصول على صلته، والمتبوع على التابع إلا في حالة العطف بالواو. والرُّتبة غير المحفوظة متروكة لتصرُّف المتكلِّم حسب مقتضيات السِّياق، مثل رتبة الخبر، ورتبة المفعول به، ورتبة الحال، ورتبة المعطوف بالواو مع المعطوف عليه. والرُّتبة العُرفية هي ماجرى عليه عُرْفُ العرب، ولا يُعَدُّ الخروج عنه خطأ نحويًّا، مثل تقديم الليل على النهار، وتقديم العاقل على غير العاقل، وتقديم الذَّكَر على الأنثى.
وتنقسم الكلمة في العربية إلى اسم وفِعْل وحَرْف، ولكنَّ بعض الباحثين المعاصرين قسَّموها تقسيمات أخرى لم تطبَّق حتى الآن في برامج تعليم العربية ومن أهم خصائص العربية ميلها إلى الإيجاز المعبِّر عن المعنى، وتلجأ في سبيل التعبير عن المعاني المختلفة ومناسبتها للمقام إلى وسائل، منها: التقديم والتأخير (وهو الرُّتبة غير المحفوظة)، والفَصْل والوَصْل، والحَذْف، والتَّأكيد، والقَصْر، والمجاز

الخَط العربي.
يحتلُّ الخطُّ العربيُّ مكانة فريدة بين خطوط اللغات الأخرى من حيث جماله الفنِّي وتنوُّع أشكاله، وهو مجالٌ خصب لإبداع الخطَّاطين، حيث بَرَعُوا في كتابة المصاحف، وتفنَّنوا في كتابة لوحات رائعة الجمال، كما زَيَّنوا بالخطوط جدران المساجد وسقوفها. وقد ظهرت أنواع كثيرة من الخطوط على مرِّ تاريخ العربية، والشَّائع منها الآن: خطوط النَّسخ والرُّقعة والثُّلُث والفارسي والدِّيواني، والكوفي والخطوط المغربية لهجاتها الآن لها كثير من الهجات المختلفة اختلاف كبير كان او صغير كـاللهجة الحجازية والقصمنجية والنجدية والبدوية النجدية والبدوية الشامية والسورية واللبنانية واليمنية ( تجمع اليمن والاجزاء الجنوبية من السعودية والغربية من عمان ) والشرقية ( تجمع اجزاء من شرق المملكة العربية السعودية والكويت ) والامراتية والعمانية والاردنية والبحرينية والقطرية والمصرية والجزائرية والمغربية والتونسية والليبية والعراقية والسودانية والموريتانية والجيبوتية والفلسطينية .

أصول الخط العربي
فن الخط
تطورت فنون الخط العربي بشكل كبير بسبب الثقافة الإسلامية التي كانت طاغية بين المتحدثين بالعربية والتي لم تكن تحبذ فن التصوير للبشر وللحيوان، ومن أشهر الخطوط للحرف العربي :
الخط العربي في لوحة فنيّة "وما مرآة الروح إلا وجه صديق"

قائمة المراجع:
1. أنيس، إبراهيم، في اللهجات العربية، القاهرة: مكتبة الأنجلو المصرية، 1965
2. رابين، شايم، اللهجات العربية الغربية القديمة، ترجمة عبدالرحمن أيوب، الكويت: ذات السلاسل للطباعة والنشر، 1986
3. أبو سليم، عبدالحميد، معالم اللهجات العربية، الفاروق للطباعة والنشر، د.ت.
4. أبو الفرج، محمد، مقدمة لدراسة فقة اللغة، ط بيروت، 1966
5. فريحة، أنيس، محاضرات في اللهجات وأسلوب دراستها، جامعة الدول العربية، 1955
6. مريخ، عادل، العربية القديمة ولهجاتها، المجمع الثقافي: أبو ظبي،2000
7. هّلال، عبدالغفار ، اللهجات العربية نشأة وتطورا، القاهرة: دارالفكر العربي ، 1988
8. http://www.islamonline.net/arabic/ar...article1.shtml
9. تاريخ الأدب في العصر العباسي للدكتور شوقي ضيف.
10. اللهجات العربية في القراءات القرآنية للدكتور عبده الراجحي .
11. المدخل إلى علم اللغة للدكتور رمضان عبد التواب.
12. كتاب العرب ليوهان ترجمة دكتور عبد الحليم النجار أو الدكتور رمضان عبد التواب - دراسات في فقه اللغة للدكتور صبحي الصالح ,
13. اللهجات العربية في التراث للدكتور/ أحمد علم الدين الجندي - اللهجات العربية للدكتور إبراهيم أنيس
14. ما كتبته الأخت "شقائق النعمان" كرد على موضوع: محاربة العربية الفصحى.







 
رد مع اقتباس
قديم 13-01-2007, 05:15 PM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
هشام الشربيني
أقلامي
 
الصورة الرمزية هشام الشربيني
 

 

 
إحصائية العضو






هشام الشربيني غير متصل

Bookmark and Share


افتراضي مشاركة: اللّهجات العربيّـــة/ سعد الدين ناصر

الأستاذة رغداء
رائعٌ ما تقدمينه من نقل وكتابة ..
أتابعكِ هنا , أنا وكثيرون مثلي ..
حفظكِ الله .







التوقيع

Hisham@Aklaam.net

Hisham_Elsherbiny@Hotmail.com
 
رد مع اقتباس
قديم 14-01-2007, 02:16 PM   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
عبد الهادي السايح
أقلامي
 
إحصائية العضو







عبد الهادي السايح غير متصل

Bookmark and Share


افتراضي مشاركة: اللّهجات العربيّـــة/ سعد الدين ناصر

اللهجات العربية القديمة والحديثة موضوع شيق للغاية أشكر الأستاذة الكريمة رغداء زيدان على نقله إلى المنتدى والشكر للكانب كذلك،
كنت قد تابعت الموضوع بشيء من الدراسة و لم يتسن لي الوقت ولا الجهد للتعمق فيه،
و لي بعض التعقيبات والملاحظات في هذا الخصوص بعد إذن أستاذتنا الفاضلة،
معلوم أن العربية قبل مجيء الإسلام كانت لغتين مختلفتين لغة حمير ولغة العرب الشمالية وهما تختلفان في الألفاظ
و التراكيب إلى حد كبير وفي ذلك قال عمرو بن العلاء
ما عربية حمير بعربيتنا،
و 'عربيتنا' في الحقيقة هي الفرع الشرقي من اللهجات الشمالية
أو لسان مضر كما يسميها ابن خلدون وغيره من المؤرخين
و العرب قديما لم يستعملوا مصطلحي اللهجة و اللغة
و لكنهم استعملوا مصطلح اللغة للتدليل على تنوع كلامهم واختلاف استعمالاتهم فكانوا يقولون لغة طيء و لغة هذيل ولغة قيس ..الخ
و مصطلح اللسان للتدليل على وحدة مشربهم أي العربية ..
وبين اللهجات العربية القديمة بعض الاختلافات النحوية
المشهورة ... مثال ذلك أن بعض القبائل كانت ترفع و تنصب و تجر المثنى بالألف يقولون جاء رجلان و رأيت رجلان
و مررت برجلان ... وفي قراءة للآية الكريمة ' إنّ هذان لساحران'
وطيء كانت تستعمل' ذو' اِسما موصولا للعاقل وغير العاقل
، للمفرد و المثنى والجمع على المشهور، من ذلك قول الشاعر
فَإنَّ الماءَ ماءُ أبي وجَدِّي * وبِئْرِي ذُو حَفَرْتُ وذُو طَويتُ
..وقد يضاف إلى الظواهر الصوتية المذكورة المذكورة الكسكسة و تختص بها هوازن وهي زيادة السين بعد كاف المؤنث كأن يقولوا أعطيتكِسْ و مررت بكِس
.. بعض هذه الظواهر منقرض وبعضها انتقل إلى لهجاتنا الحديثة ومن الباقية عندنا -في بعض مناطق المغرب العربي- العنعنة يقولون مثلا العذان بدل الأذان
لكنها آخذة في الانحسار تكاد تقتصر على كبار السن وبعض البدو.

و قد يكون اختلاف القبائل في المفردات ووجوه استعمالها أهم الاختلافات على
الإطلاق، فمسميات قبيلة غير مسميات الأخرى و ما تقصده قبيلة بكلمة ما قد يختلف إلى حد التضاد عن ما تقصده بها قبيلة أخرى، و يعن لي هنا أن أذكر رواية ً عن حادثة قتل خالد بن الوليد رضي الله عنه لمالك بن نويرة، تذكر الرواية أن حراس مالك كانوا من بني أسد، مر بهم خالد رضي الله عنه في ليلة باردة فقال لهم أدفئوا أسراكم و هو ما فهموه خطأً اقتلوهم لأنها تعني ذلك بلهجتهم،
و قد ورثت الفصحى زخما لغويا رائعا جراء ذلك فكثرت المترادفات للمعنى الواحد بل لظل المعنى،
كما أننا توارثنا الظاهرة بشكل ما، فقد تستعمل ألفاظ النوء و الرقاد
و المخدة و الكراع و الدار في لهجة من لهجاتنا (كالتي أتحدث بها)
و تستعمل مرادفاتها المطر و النوم و الوسادة و الرجل و البيت في غيرها
و الدراسة في هذا المجال قد تفتح آفاقا واسعا و تحيي كثيرا من الكلمات
المهجورة ..نحن نستعمل مثلاكلمة اليرمول للخوص وهي لفظة نادرة
وطاح لسقط حفّ لحلق دنّق لأدام النظر ...الخ

...أعلق بشيء من التفصيل على ماذكر عن اللهجات المغاربية
أما تقسيم اللهجات إلى جزائرية وتونسية و مغربية و غيرها فلا يستند
إلى أساس علمي و لا يرضى به علماء اللسان ، فهذه خارطة سياسية و لا ترسم حدود اللهجات في الواقع، فالجزائريون و المغاربة ممن يعيشون قرب الحدود يتحدثون لهجة واحدة و كذلك الجزائريون و التونسيون
أو التونسيون و الليبيون و هلمّ جراً ... و قد يحصي القطر الواحد عشرات اللهجات التي قد تختلف بينها إلى حد تعذر الفهم أحيانا فأهل الغرب الجزائري قد لا يفهمون شيئا مما يقوله سكان الشرق خاصة حينما يتعلق الأمر بمسميات الحياة اليومية و العكس صحيح، وقد تحصي المدينة الواحدة أكثر من لهجة للظروف التاريخية وغيرها، من الطريف أن مدينة تلمسان العريقة
تحصي لهجتين على الأقل، لهجة القنانش و هم من ينطقون القاف
أي يتحدثون بـ 'قال' و لهجة الأنانش وهم من ينطقون القاف 'أ' أي
يتحدثون بـ 'آل'
.. و أنا لا أستعمل غير كلمة واحدة مما سيق على أنه اللهجة الجزائرية .. وهي ليست كذلك فتلك لهجة العاصمة وحدها


.. تشمل اللهجات المغاربية تلك المتحدثة في المغرب العربي -وتاريخيا- الأندلس وبعض مناطق جنوب أوروبا، و ما زال حيز اللهجات المغاربية يمتد إلى جنوب أوربا في شكل 'اللغة' المالطية فأكثر من خمسين بالمائة من مفرداتها عربية و أغلب المفردات التي تعبر عن شؤون الحياة اليومية عربية
أما المفردات المتعلقة بالقانون و المؤسسات فإيطالية و هناك محاولات جادة
لتغليب الإيطالية عليها ..
غالبا ما تقسم اللهجات المغاربية إلى مجموعات حسب أصولها وتاريخ نشأتها
أ‌- لهجات قديمة (أو لهجات ما قبل الغزو الهلالي)، ترجع إلى زمن الفتح وبعده وهي لهجات حضرية لاستقرار العرب بالمدن أول الأمر، منها لهجة القيروان، لهجة مدينة جيجل بالجزائر و لهجة اليهود و اللهجة المالطية
ب‌- لهجات هلالية، وهي لهجات بدوية محافظة واسعة الانتشار تكاد تكون المجموعة الغالبة ترجع إلى غزو هلال و سليم وفروعهما ومن صاحبها من القبائل مناطق الداخل في المغرب العربي وقد أزاحوا البربر عن مساكنهم في الريف واستلبوا أراضيهم فكانوا بذلك المسؤولين- وإن بطريقة همجية- عن رجحان كفة العربية ولكنهم ورثونا أيضا صراعا مريرا مع إخواننا من البربر

ت‌- اللهجات الأندلسية، وهي لهجات الشريط الساحلي في المغرب العربي – وهو الأكثر كثافة سكانية- وهي لهجات حضرية اختلط بعضها بلهجات أخرى بينما حافظ بعضها على أصالته ورونقه
نشرت بعضا من نصوص الأزجال باللهجة الأندلسية في هذا الموضوع لمن يهمه الأمر
http://www.aklaam.net/forum/showthread.php?t=8236

تمتاز اللهجات المغاربية بخصائص تميزها عن غيرها أذكر منها على سبيل المثال
- إستعمال النون ضميرا للمتكلم المفرد والجمع معا يقال أنا نقول
و احنا نقولو
- إستعمال الفعل 'دار' ..أدار بمعنى فعل
- تخلو اللهجات المغاربية عموما من الحروف المصاحبة للفعل مثل بـ عند المشارقة عدا بعض لهجات المغرب الأقصى التي تستعمل الحرف كـ يقولون مثلا كَنقول لك، كما تتميز لهجات الغرب الجزائري عن غيرها بنطق الضمير المتصل للغائب المذكر 'ـه' يقولون قُلتْ لَهْ و بغيتَهْ ... وقد تتميز بذلك عن جميع اللهجات العربية و قد زعم بعض الباحثين من الغربيين أن هذا الضمير منقرض في جميع اللهجات العربية حيث صار ينطق واوا وهو خطأ بين.
.... أما الكلمات البربرية فهي، على عكس ما يعتقده بعض الأشقاء، محدودة جدا وتكاد تكون منعدمة في كثير من المناطق عدا عند سكان المناطق العربية المتاخمة لمناطق البربر ويرجع ذلك إلى عدد من الأسباب التاريخية والاجتماعية التي أذكرها بصراحة بالغة وبكل أسف ...
فعكس ما حدث في كثير من البلدان العربية من ذوبان للغات البلاد المفتوحة في اللغة العربية تشبث كثير من البربر بلغتهم وثقافتهم وتقاليدهم التي تختلف كثيرا، كردة فعل على عنف الفتوحات الهلالية، يذكر ابن خلدون في تاريخه أن قبائل هلال وسليم وفروعهما والقبائل المصاحبة اقتسموا البلاد وفق خطة اتفقوا عليها فاستأثروا بأحسن الأراضي و اضطروا البربر إلى المرتفعات والجبال ومنهم من عاد إلى الصحراء واستعبدت كل قبيلة مايليها من البربر.. وقد أورثنا ذلك كثيرا من العداوة والبغضاء ، ورغم أن التزاوج والتعايش وتعرب بعض البربر وتبربر بعض العرب حدث في مناطق كثيرة فإنه لم يحدث في مناطق أخرى كثيرة أيضا
يُلحظ مثلا ميل كثير من البدو إلى اجتناب الاختلاط بالبربر والسخرية من لغتهم والحط من قدرهم كما أن المتعصبين من حركة الثقافة البربرية يفعلون كل ما من شأنه إغاظة العرب فطورا يعارضون تعريب الإدارة والتعليم الجامعي وطورا ينادون علنا بالتطبيع مع إسرائيل وقد تنصر بعضهم لأن الإسلام على زعمهم دين عربي ...
نسأل الله الهداية والعافية ولم الشمل.
أما الخطر الحقيقي المحدق بالفصحى وباللهجات العربية في بلاد المغرب العربي وخاصة في تونس والمغرب والجزائر فهي اللغة الفرنسية وغزوها لميادين الثقافة والعلوم بدعم من الطغمة الحاكمة الموالية لاستدمار الأمس الخادمة لأغراضه .. وهي لا زالت لغة كثير من الإدارات رغم أن الغالبية العظمى من الناس لا يفقهون منها شيئا .. وفي بلد مثل الجزائر تجد سبع صحف، أو أكثر، تصدر بالفرنسية وذلك يساوي تقريبا عدد الصحف الناطقة بالعربية وطبعا لا مجال للمقارنة بين عدد قراء هذه وعدد قراء تلك.
أما عن قضية تفاهم المغربي والكويتي فأنا واثق من أن المغربي سيفهم
ما يقول الكويتي دون بذل أدنى جهد، يبقى على عاتق الكويتي أن يبذل بعض الجهد ليستطيع فهم شقيقه المغربي ... و مشكلة التفاهم هذه مردها إلى غياب التواصل فقد لاحظت أن كبار السن عندنا لا يفهمون كثيرا مما يقوله المشارقة على شاشات التلفزيون غير أن الشباب وغير الشباب اليوم يفهمون كل شيء وإذاً حل المشكل في الجزء الغربي من أمتنا وتبقى الكرة في مرمى الجزء الشرقي ...
معذرة فقد أطلتُ وأرجو أن أكون أفدت وأرجو أن يفيدنا السادة المشاركون فنحن في شوق إلى
التعرف على لهجات كل الأقطار العربية الشقيقة
... دمتم بخير







 
رد مع اقتباس
قديم 14-01-2007, 04:49 PM   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
رغداء زيدان
أقلامي
 
إحصائية العضو






رغداء زيدان غير متصل

Bookmark and Share


افتراضي مشاركة: اللّهجات العربيّـــة/ سعد الدين ناصر

السلام عليكم

أشكرك جزيل الشكر أستاذ سايح عبد الهادي على الإضافة المفيدة والقيمة التي قدمتها.

في سوريا بلدي اللهجات كثيرة جداً , بصورة قد لا تكاد تُصدّق, وسأضرب لكم مثلاً من منطقتي, وهي منطقة القطيفة, هذه المنطقة هي جزء من منطقة أكبر اسمها القلمون وهي الجزء الشرقي من جبل سنير المذكور في التوراة, وتمتد منطقة القلمون من قرية الدريج قرب دمشق إلى قرية البريج قرب حمص, ومن المرتفعات المطلة على بعلبك إلى البادية السورية, بمساحة تقدّر بـ 1100 كم2, تحوي خمسين قرية وبلدة ( راجع في رحاب القلمون, تيسير دياب, دمشق, دار الينابيع) .
هذه القرى والبلدات فيها تنوع لغوي هائل, ففي القلمون مثلاً هناك العربية (التي يتحدث بها معظم سكان المنطقة, كل منهم يتحدث بلهجة أو لهجات مختلفة) واللغة الآرامية (التي يتحدث بها أهل معلولا وجبعدين وبخعة ولكل من هذه البلدات لهجة مختلفة) , فنستطيع الحديث عن أكثر من خمسين لهجة ذلك أن بعض البلدات فيها أكثر من لهجة كما أسلفنا.

من هذه البلدات مثلاً مدينتي الرحيبة التي يتحدث أهلها بلهجتين متمايزتين. فمن مميزات لهجة أهل الرحيبة أنهم يضيفون حرف الشين إلى آخر الكلمة عند النفي فمثلاً يقولون ( ما بعرفش, ما باكلش, ما بشربش....) = (لا أعرف, لا آكل, لا أشرب......)
وهناك نكتة طريفة أطلقها جيران الرحيبة على أهلها تقول : سأل رجل رجلاً من أهالي الرحيبة, فقال له لماذا تضعون حرف الشين في آخر الكلمة ؟ فقال له بإنكار لا....ما بنقلش! .
بالإضافة إلى طريقتهم المميزة بلفظ حرف القاف (فمنهم من يلفظه ( إء) ومنهم من يلفظه (إق) مع نبرة صوتية مميزة. وكذلك فإن بعضهم يلفظ الضاد ظاء فيقولون (أرظ = أرض, بيظ = بيض )
ومن كلماتنا المميزة : كهني = ها هو, لاوا = لا , هأ = لا أيضاً , كوهاك = ذاك هو .

ضربت مثلاً عن لهجة أهل بلدي وأعود للتأكيد على أن كل بلدة في منطقتنا لها لهجتها المميزة والمختلفة رغم التقارب الجغرافي الكبير بين البلدات والقرى, طبعاً فإن اختلاف اللهجات هذا يعود إلى ظروف وعوامل كثيرة.
ورغم هذا التنوع فإن وسائل الإعلام تنشر لهجة واحدة من لهجات كثيرة في البلد الواحد فتطغى على باقي اللهجات , مثلاً: كثيرون يعتبرون أن لهجة أهل سوريا هي اللهجة الشامية لهجة أهل دمشق التي يتحدث بها الممثلون في التمثيليات والمسلسلات, والمذيعون في اللقاءات بحيث أن المستمع يعتقد أن كل أهل سوريا يتحدثون بنفس اللهجة, مع أن هذا أبعد ما يكون عن الواقع.
وأعتقد أن البلدان العربية الأخرى فيها من تنوع اللهجات الشيء الكثير, ولكن لا يظهر منه وينتشر إلا لهجة المدينة الكبرى أو العاصمة, مما يعطي انطباعاً خاطئاً عن أن هذه اللهجة هي اللهجة العامة في البلد.

وسائل الإعلام ساعدت على فهم اللهجات ولكن ضمن نطاق ضيق هو فهم لهجة المدينة الكبرى. وكما قال الأستاذ سايح فإن الفئة المتابعة لوسائل الإعلام تفهم اللهجة, فأهل المغرب يفهمون لهجة أهل الشام, وأهل مصر والخليج .....غير أن كبار السن لا يفهمونها بسبب عدم المتابعة, وأذكر لكم حادثة حصلت مع أمي وحماة أختي (أختي متزوجة من رجل تونسي كريم) أرادت أمي أن تتصل بأهل زوج أختي في تونس للتواصل معهم والاطمئنان عليهم, فتكلمت مع السيدة والدة زوج أختي, المضحك في الأمر أن الحوار كان حوار طرشان كما يمكن تسميته فلا أمي استطاعت أن تفهم لهجة السيدة الفاضلة وتلك السيدة بدورها لم تفهم لهجة أمي وكان لا بد للمرأتين من مترجمين من الطرفين , نحن من جهة أمي, وأخوة زوج أختي من جهة السيدة والدته.

أكرر شكري للأستاذ سايح والأستاذ هشام وأنتظر مشاركة الأخوة الكرام







 
رد مع اقتباس
قديم 17-01-2007, 05:55 AM   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
إياد حياتله
أقلامي
 
الصورة الرمزية إياد حياتله
 

 

 
إحصائية العضو







إياد حياتله غير متصل

Bookmark and Share


افتراضي مشاركة: اللّهجات العربيّـــة/ سعد الدين ناصر

موضوع اللهجات وإختلافها وتنوّعها شيّق ومثير ولا يملّ منه
سأعود لأكتب شيئا مما أعرف في هذا المجال
التحيّة للجميع
والشكر الجزيل للأخت رغداء







التوقيع

 
رد مع اقتباس
قديم 18-01-2007, 05:15 PM   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
عبد الهادي السايح
أقلامي
 
إحصائية العضو







عبد الهادي السايح غير متصل

Bookmark and Share


افتراضي مشاركة: اللّهجات العربيّـــة/ سعد الدين ناصر

قرأت ما جادت به الأستاذة رغداء زيدان، مشكورة، بشغف كبير
و نحن ننتظر مشاركة الأخ إياد بفارغ الصبر
أستدرك على بعض ما فاتني التعليق عليه
................................
كذلك الكشكشة، وهي في ربيعة ومضر
..............................
للتوضيح الكشكشة ليست لغة ربيعة كلها أو مضر كلها، و ربيعة و مضر فرعان كبيران يضمان عشرات القبائل
و قد يُجمعان للدلالة على العرب عموما من باب التغليب لأن أكثر النسل فيهما من ذلك قول لبيد
تمنى ابنتاي أن يعيش أبوهما ... وهل أنا إلا من ربيعية أو مضر
الكشكشة تحديدا لغة بني أسد من ربيعة وتميم من مضر
أنشدوا لبعضهم
فَعَيناشِ عَيْناها، وجِيدُشِ جِيدُها ...ولكنَّ عظمَ الساقِ مِنْشِ رَقِيقُ
.............................
لغة أكلوني البراغيث
وهي اللهجة اللتي يلحق أصاحبها بالفعل فاعلين بدل فاعل واحد، مثل:جاؤوا الطلاب، فالواو في جاؤوا، ضمير في محل رفع فاعل، والطلاب فاعل،وهذا لا يجوز، فلكل فعل فاعل واحد.

..........................
لغة أكلوني البراغيث هي لغة طيء و أزد شنوءة ولا يصح أن نقول إنها خاطئة فكلام العرب قبل الإسلام كله صحيح، استقرأه النحاة فغلبوا المتواتر وتركوا الاستثناء ..
و قد تحدث بها عدد من الشعراء من المتقدمين والمتأخرين ...
لعبد اللّه بن قيس الرقيات يرثي مصعب بن الزبير
تولى قتال المارقين بنفسه .. وقد أسلماه مُبعدٌ وحَمِيمُ
لأبي فراس،
نُتِجَ الرَّبِيعُ مَحَاسِناً .. أَلقَحنَهَا غُرُّ السَّحائِبْ
للأمير عبد القادر
يثقن النسا بي حيثما كنت حاضرا .. ولا تثقن في بعلها ذات خلخال
وهي ما زالت مستعملة في بعض الصيغ العامية مثل
جاوْوا الاولاد
... رغم أن الجملة الاسمية أكثر شيوعا ... الاولاد جاوْوا
ذكرتني الأستاذة رغداء زيدان عند ذكرها قضية النفي بالشين بشيء مهم وهو تشابه اللهجات العربية في أمور كثيرة منها على سبيل المثال
استعمال الشين للنفي وهي شائعة من المحيط إلى الخليج ، غالبا ما تصاحبها ما
مثل ما رحتش ما شفتش ... الخ
استعمال 'أي شيء' للسؤال ، تتنوع تحويراتها بين اللهجات ..إيش، شو ، شا، آش أو معطوفةً واش ، .... الخ
جاء بـ نحتت إلى فعل 'جاب' في كثير اللهجات
صار صارت تدل على حدثَ في كثير من اللهجات
نطق القاف g'' شيء مشترك بين كل اللهجات البدوية تقريبا كما أن كثيرا من اللهجات الحضرية تبدل الذال والثاء بأصوات أخرى كالدال والتاء مثلا
وقد ذهب بعض المستشرقين في تفسير الظاهرة إلى القول بأن اللهجات المختلفة
تطورت من لهجة أم نشأت في معسكرات الجند ببغداد .. (ومن المؤسف أن أغلب الذين تناولوا الموضوع بالدراسة هم المستشرقون )
أما عقبات التفاهم بين اللهجات المختلفة فراجعة إلى أسباب منها
..تحول بعض الكلمات إلى معنى مجاور لمعناها الأصلي، مثال - واعذروني إن كانت أمثلتي كلها من اللهجة التي أتحدثها فأنا لا أجيد غيرها- طبطب المعنى الأصلي صوّت .. صارت تعني طرق على الباب، كاين 'كائن' موجود، عصّص ألح.. أكثر من الكلام الفارغ ، انخلع ... دُهش،،،
..اختصاص بعض العبارات بمعانيها مثلا 'الله غالب' أي ليس في اليد حيلة وهي شائعة في المغرب العربي، 'نحسن عونك' أعذرك، 'بات حي' أي لم ينم قط ...
... و النطق يشكل العقبة الأكبر فقراءة شيء مكتوب باللهجة أمر هين أما الاستماع إليه فقد يطرح بعض المشاكل لمن لم يتعود عليه .. أردت مرة الاستماع إلى الأشعار التي يتغنى بها البدو في بعض دول الخليج .. كان برنامجا حول أعراسهم أو شيئا من هذا القبيل، لم أتصور قط أنني قد لا أفهم ، لكنني في الحقيقة لم أفهم شيئا وقد يكون هذا تأكيدا لما ذكرته الأستاذة رغداء حول الموضوع فاللهجات التي يطالعنا بها التلفزيون هي لهجات مدن أو مناطق بعينها بينما تبقى غيرها في الظل
...دمتم بخير







 
رد مع اقتباس
قديم 19-01-2007, 10:22 PM   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
رغداء زيدان
أقلامي
 
إحصائية العضو






رغداء زيدان غير متصل

Bookmark and Share


افتراضي مشاركة: اللّهجات العربيّـــة/ سعد الدين ناصر

السلام عليكم

الشكر لك أستاذ سايح عبد الهادي على المشاركة القيمة
وكما نعلم فإن كثيراً من اللهجات ترجع لأصول معينة, ويسرني أن أضيف هذا المقال القصير وفيه عرض لكتاب يبحث فيه الكاتب عن أصل اللغة العامية في سوريا وارتباطها بالسريانية :

العامية السورية وأصولها السريانية... ..
نظام مارديني

في كتابه الموسوم "موسوعة العامية السورية"، يرى الباحث اللغوي ياسين عبد الرحيم في سياق شرحه للغاية من وضع هذا الكتاب، بأن اللغة هي بنت، الحاجة والاستعمال باعتبارها تعبيراً عن تجارب واحتياجات وثقافات معينة.
وهو إذ يخص الكلمات العامية الدارجة في سورية الساحلية، مثبتاً لفظها ومبيناً معناها أو دلالتها في أذهان العامة، إلا أنه يحقق في أصلها ومن أين أتت وهل هي تحريف للفظة عربية فصيحة، أم أنها من لغة سامية كالسريانية أو غيرها، أم أنها من السامي المشترك، أم أنها دخيلة أعجمية.
وإذا كنا لا نجاري الباحث عبد الرحيم في قناعاته بمصطلح "السامية" إلا اننا لا نتوقف عند ذلك، بل نعتبر هذه الدراسة في العامية اللغوية ذات شأن كبير في فهم مبادئ التطور النحوي والصرفي والفقهي للغة العربية الفصحى التي يؤكد الباحث ان كتابه هذا يسهم في خدمتها من وجوه عدة: أولاً، انه يشير عند شرح اللفظة العامية الى ما يقابلها من اللفظ الفصيح. وثانياً، انه يبين ما اعترى اللفظة الفصيحة من تحريف. وثالثاً، إن تحقيق الألفاظ الآرامية أو الأكادية أو البابلية الأصل، ونزع صفة الدخيل عنها يعود بالخير على العربية نفسها.
ويعترف الباحث عبد الرحيم، ان لغتنا العامية تحمل في سياق مفرداتها إرثاً لغوياً ضارباً في القدم يعود الى الأكادية والسومرية، وقد نسب المؤلفون والباحثون جملة من الفاظها الى لغات دخيلة مختلفة فجاءت الاكتشافات الأثرية الحديثة لتعيد نسبة الألفاظ الى أصحابها الحقيقيين.
ويتوقف الكتاب عند اخطاء العلماء قديماً في تأصيل اللغة، ويورد عدداً من هذه الأخطاء
1 ـ أخطاء مردها الى محاولة تفكيك الكلمة ودمجها بأسلوب النحت.
2 ـ حرص بعض العلماء على تأكيد سلامة ألفاظ القرآن من العجمة وعد النطق الإلهي مثلاً أعلى للفصاحة العربية.
3 ـ إغراق القدماء في إخضاع كل لفظ الى وزن عربي معروف مع الإقرار أحياناً بعجمة اللفظة أصلاً.
4 ـ عدم توفر الاطلاع على اللغات الأجنبية اطلاعاً كافياً وضمور المقارنة اللغوية، والأخذ بقاعدة أن كل ما أعربته فهو من كلام العرب على ما في هذا الإطلاق من اللبس.
ويسوق الكتاب كل ذلك ليخلص الى نتيجة هامة وهي أنه ليس المهم في البحث اللغوي تأصيل الألفاظ العامية وربطها كيفما اتفق بالفصحى ومنحها شهادات "نسب" تعلق في جيدها كما يفعل اصحاب الخيول الأصيلة بأفراسهم دون التحقيق والتثبت، بل المهم الفحص الدقيق واستخدام الطرق العلمية والمناهج الموضوعية للوصول الى حقيقة اللفظ إذا أمكن ذلك، لا سيما وان البعض اسرف في اللعب اللغوي إسراف أصحاب الفتاوى في عصور الانحطاط.
إن تشابك العربية والسريانية القوي وكونهما لهجتين من لغة واحدة يجعل موضوع الفصل في نسبة الألفاظ أمراً جد دقيقاً.
وتتمثل صعوبة معرفة أصل الكلمات المشتركة وخاصة الألفاظ المتبادلة بين العربية والآرامية أو "وريثتها" السريانية لما بينهما من التداخل بحكم انتشار الآرامية على اختلاف لهجاتها في سورية الطبيعية، وقد رأى الدكتور جورجي كنعان "ان اللغة الآرامية ظلت اللغة السيدة في الشرق المتوسطي، بالإضافة الى بعض آسيا الصغرى ومصر وبلاد فارس منذ القرن التاسع ق.م الى القرن السابع ب.م مما يعني أنها ظلت اللغة القوية لسائر سورية الطبيعية نحو خمسة عشر قرناً... من هنا إن اللغة المحلية في سائر سورية الطبيعية قديمة تعود في أصولها الى اللسان الآرامي". وقد أكد المؤرخ أحمد داود ذلك بالقول ان شبابنا اليوم "سوف يدهش حينما ينظر في معجم سرياني عربي ويفاجأ بأنه أمام لغة واحدة بفصحاها وعاميتها معاً، وأكثر من هذا، أنه سوف يجد أن جميع كلماتنا العامية إنما هي كلمات عربية سريانية حقيقية عمرها لا يقل عن خمسة آلاف عام".
وفي ضوء هذا يمكن القول انه حتى الدخيل اليوناني انتقل في معظمه عن طريق السريان الذين احتك العرب بهم قبل اليونان ونستدل على ذلك بأن أكثر، ان لم نقل جميع المفردات اليونانية التي في العربية هي أيضاً في السريانية وان التحريفات والأغلاط التي نراها في المفردات اليونانية التي في لغتنا هي في السريانية أيضاً.
وفي الافتراض اللغوي بين العربية والسريانية يقول أحد الباحثين إن هناك الكثير من الألفاظ يتبدل فيها حرف السين شيناً في العربية وبالعكس. والجدير بالذكر ان هذا التناوب بين الأحرف في اللسانين العربي والآرامي يسري على الكنعاني أيضاً. والقاعدة التي يأخذ بها الباحث عبد الرحيم هي ما انتهى اليه ابن حزم في قوله "فمن تدبر العربية والعبرية والسريانية، أيقن أن اختلافها من نحو ما ذكرناه من تبديل ألفاظ الناس على طول الأزمان، واختلاف البلدان ومجاورة الأمم. وانها لغة واحدة في الأصل". وهذه القاعدة على صحتها تخضع لتدقيقين :

أولاً - خالط العرب السريان، وهم من مقدمة الشعوب الآرامية في الجاهلية والقرون الأولى للإسلام. فاقتبسوا منهم، الى العصر السادس بعد الهجرة مئات الكلمات المختصة بالزراعة والصناعة والتجارة والملاحة والعلوم.
ثانياً - إذا أخذنا كلمة "شلهوبة" ومثلها بالرغم من أنها ليست من الألفاظ الخاصة بالسريانية أو المتعلقة بالديانة النصرانية، إلا أنها مشتركة في مادتها بين العربية والسريانية، ولكن العرب لم ينطقوها بالتخصيص للدلالة على شيء وغرض معين ولم تحوها معاجم العربية بل نطق بها السريان واستخدموها للدلالة على شيء أو أمر معين (شلهوبة وتعني بالعربية اللهيب)، فهي إذن سريانية ولا ينتقص من سريانيتها كون المادة مشتركة بين اللغتين وانهما لغة واحدة في الأصل، كما لا ينتقص من عربية اللهيب كون مادتها مشتركة بين اللغتين ايضاً. يضاف الى الشرطين التدقيقيين اعلاه شرط آخر له شأن كبير في التدبير والنظر في أصل الكلمات وهي أن الكتاب في صدد الحديث عن عامية سورية من العالم العربي وليس البحث هنا في عامية مصر أو اليمن أو المغرب وكلها اقطار في العالم العربي ولغتها الفصحى هي العربية. وهذا الأمر الواقعي الموضوعي له شأن هام ينعكس في النظر والتقدير والتخريج والتعليل. وكون عامة سورية هم سوريون سريان في الأصل وكانت السريانية لغتهم ولغة آدابهم التي بلغت أوج الكمال في القرن الثالث الى الثامن وذلك قبل الفتح العربي، ذلك يجعلهم يتابعون تراثاً لغوياً يكاد يكون متصلاً.
إن كوننا عرباً أو غير عرب لا يقدم ولا يؤخر في كون هذه اللفظة أو تلك عربية أو غير عربية. يجب هنا أن ننتهي من المقاربات التي تتوكأ على الخالات والعمات ومصطلحات الأنساب وصِلات الرحم لننظر نظراً لغوياً وموضوعياً وهو ما شدد عليه المفكر انطون سعادة بالقول: ان "كل مجتمع يجب أن يكون له وسيلة أو وسائل، لغة أو لغات، لهجة أو لهجات يتخاطب بها أفراده ويتفاهمون ويتفاعل تفكيرهم وتزداد ثروتهم العلمية"، ويتابع سعادة بالقول "أن اللغة وسيلة من وسائل قيام الاجتماع لا سبباً من أسبابه، إنها أمر حادث بالاجتماع في الأصل لا أن الإجتماع أمر حادث باللغة".







 
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الدين والاخلاق عبر العصور عادل الامين منتدى الحوار الفكري العام 71 02-11-2006 01:21 PM
........اني جاعل في الارض خليفة......... عادل الامين منتدى الحوار الفكري العام 108 17-10-2006 05:29 PM
الاختلاف بين المسلمين و بيانه ايهاب ابوالعون المنتدى الإسلامي 3 06-10-2006 06:24 PM
بشراك صلاح الدين خضر أبو إسماعيل منتدى الأقلام الأدبية الواعدة 1 20-07-2006 10:25 PM
معيار الفهم وعلاقته ببعض أخطاء التدين سيد يوسف المنتدى الإسلامي 2 22-04-2006 12:13 PM

 

اشترك في مجموعة أقلام البريدية
البريد الإلكتروني:
الساعة الآن 04:26 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2023, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط