|
|
|
|
منتدى قواعد النحو والصرف والإملاء لتطوير قدراتنا اللغوية في مجال النحو والصرف والإملاء وعلم الأصوات وغيرها كان هذا المنتدى.. |
![]() |
مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان) |
|
أدوات الموضوع |
التقييم: ![]() |
انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | |||
|
![]()
اللّهجات العربيّـــة فقه اللغة سعد الدين ناصر المقدمة: اللغة العربية ليس بدعا من اللغات في نشأتها وتطورها وتوحدها، فقد كان العرب قبائل متعددة متوزعة في شتى أنحاء الجزيرة العربية الواسعة التي تشتمل على بيئات مختلفة يلتقي فيها بعضها ببعض، وينفصل بعضها عن بعض بعوامل جغرافية وثقافية وحضارية في أزمنة وأماكن خاصة، أدت إلى سماع بعضهم ألسنة من غير بني جنسه، مما وقع تحت تأثيره وحسه، وكانت لهم لهجات مختلفة حسب تنوع بيئاتهم وتعدد ألوان حياتهم وثافاتهم ولا ريب أن ذلك كان له أثره في استقلال بعض هذه اللهجات، واتصال بعضها بغيرها أحيانا أخرى ، وكان هذا وذاك عاملين على الانقاسم تارة والتوحد تارة أخرى. ثم كتب لبعض هذه ا للهجات أن يحيا ولبعضها أن يموت نتيجة أسباب كثيرة، ثم ظهرت لغة عامة ، تحدث بها العرب جميعا في محافلهم وأسواقهم ومجالات القول عندهم. ولما نزل القرآن الكريم عمل على شد أزر هذه اللغة الموحدة واستمرار حياتها راسخة البنيان عالية الذرا. وفي هذا البحث، تناولت الحديث عن اللهجات تعريفها وكيفية نشوئها وتكونها والعوامل المشتركة والتوحيد بين اللغات، ومظاهر اختلاف اللهجات وأمثلة عليها. وقدمت أيضا في هذا البحث حديثا عن أصل العربية وآراء العلماء حول أصل اللغة العربية وكيف تكونت اللهجات. اللّهجة: معناها: هي طريقة معينة في الاستعمال اللغوي توجد في بيئة خاصة من بيئات اللغة ويعرفها بعضهم بأنها العادات الكلامية لمجموعة قليلة من مجموعة أكبر من الناس تتكلم لغة واحدة. وهذه الطريقة أو العادة تكون صوتية في غالب الأحيان، ومن ذلك في لهجات العرب القديمة : العنعنة وهي قلب الهمزة مبدوءا بها عينا، وهذه الصفة معروفة عند قيس وتميم يقولون في أنك عنك وفي أذن عذن، على حين أن بقية العرب ينطقون الهمزة دون تغيير في أوائل الكلمات. كذلك الكشكشة، وهي في ربيعة ومضر يجعلون بعد كاف الخطاب في المؤنث شينا، فيقولون: رأيتكش وبكش وعليكش فمنهم من يثبتها حالة الوقف فقط، وهو الأشهر ، ومنهم من يثبها في الوصل أيضا ومنهم من يجعلها مكان الكاف ويكسرها في الوصل ويسكنها في الوقف فيقول: منش وعليش، وغيرهم من العرب يبقى الكاف دون تغيير. الإستنطاء هو جعل العين ساكنة نوناً إذا جاورت الطاء , وذلك في الفعل ( اعطى ) وتصرفاته خاصة دون غيره من الكلمات التي تجاور فيها العين الساكنة الطاء مثل الحديث [ لا مانع لما أنطيت ولا منطي لما منعت] اصحابها (ازد ) , ( الأنصار ) , ( أهل اليمن ) , ( سعدبن بكر ) ( وقيس ) و (هذيل ) التضجع التراخي في الكلام أو التباطؤ فيه ... أصحابها ( قيس ) الإصنجاع نوع من أنواع الإمالة الشديدة تكون فيه الألف أقرب فيه من الياء منهاإلى أصلها الألف . أصحابها ( قيس ) , ( تميم ) و ( أسد ) التلتلة كسر حرف المضارعة مطلقاً , نحو ( إِعلم , نعِلم , وتعِلم ) الرثة هي مصطلح غامض يجب الرجوع في تحديده إلى معاجم اللغة وفيها أ : عجلة في الكلام وإسراع به ب : لثغة من أنواع اللثغ المعروفه يقلب صاحبها اللام فيقول : ( جمي )في الجمل الشنشنه هي إبدال الكاف شيناً مطلقاً عند أهل اليمن خاصه قولهم في : ( لبيك ) ![]() الطمطمانية إبدال لام التعريف ميماً مطلقاً , سواءاً كانت اللام قمرية أو شمسيهمثل قولهم : ( طاب أمهواء ) ( وقام أمرجل , ) أمهواء == الهواء ...أمرجل == الرجل ...., وفي لهجة وثيقة الصلة بالعربية العجعجة إخفاء الشدة بإبدال الياء المشددة جيماً في الوقف، أو إبدال الياء مطلقاً جيماً دون التقيد بالشروط السابقه ... خالي عويف وأبو علج الغمغمة هي مصطلح يرجع في أصله إلى قطاعة وهو إخفاء الكلام وعدم الافصاح في نطقه حتى لكأنك تسمع الصوت دون أن تتبين حروفه , فلا يفهم السامع المراد بالكلام الفحفحة إبدال الحاء من كلمة حتى عيناً مثل : قراءة بن مسعود ..فتربصوا عتى حين العنعنة إبدال الهمزة المبدوء بها المفتوحة أن وإن عيناً مثل : أشهد عنك رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ..ومنهم من يقول بأنها إبدال الهمزة المبدوء بها عيناً دون الحاجة إلى بغية الشروط الأخرى مثل : قولهم أسلم...عسلم الفراتية لقب لهجي قابض ينسب إلى أهل العراق وهو عبارة عن السرعة في الكلام أو الاسراع بما يصاحبه من إسقاط لبعض الحركات ولعبض الصوامت القطعة يراد بها قطع اللفظ قبل تمامه وذلك بحذف اخره عند النطق به .. مثل : ياأبا الحكا في يا أبا الحكم ..منسوبه إلى طيء القبيلة البدويه المعروفه ولاتزال باقية على ألسنة العامه في بعض محافظات جمهورية مصر العربيه حيث يقولون : يا محمّ في (محمد) الكشكشة إبدال كاف المؤنثه في حالة الوقف شيناً أو الحالقها بشين مثل : أعطيتشو أعطيتكش في أعطيتك في حالة الوقف .. لغة أكلوني البراغيث وهي اللهجة اللتي يلحق أصاحبها بالفعل فاعلين بدل فاعل واحد، مثل:جاؤوا الطلاب، فالواو في جاؤوا، ضمير في محل رفع فاعل، والطلاب فاعل،وهذا لا يجوز، فلكل فعل فاعل واحد. ويرد تعريف اللهجة في كتاب معالم اللهجات العربية بأنها عبارة عن قيود صوتية خاصةـ تلحظ عند أداء الألفاظ في بيئة معينة وبيئتها هي جزء من بيئة أوسع وأشمل تضم لهجات كثيرة لكل منها ميزاتها وخصائصها ولكنها لا بد أو تشترك جميعا في مجموعة من الظواهر اللغوية التي تيسراتصال أفراد هذه البيئات وتعاملهم بعضهم مع البعض وفهم ما قد يدور بينهم من حديث فهما يتوقف على قدر الرابطة التي تربط هذه اللهجات. كيف تتكون اللّهجــــات؟ هناك عاملان رئيسيان يعزى إليهما تكوّن اللهجات في العالم وهما: 1)الانعزال بين بيئات الشعب الواحد. 2) الصراع اللغوي نتيجة سفر أو هجرات. وقد شهد التاريخ نشوء عدة لغات مستقلة للغة الواحدة نتيجة أحد هذين العاملين أو كليهما معا. 1) فحين نتصور لغة من اللغات قد اتسعت رقعتها، وفصل بين أجزاء أراضيها عوامل جغرافية أو اجتماعية؛ نستطيع الحكم على إمكان تشعب هذه اللغة الواحدة إلى لهجات عدة، فقد تفصل جبال أو أنهار أو صحاري أو نحو ذلك بين بيئات اللغة الواحدة ويترتب على هذا الانفصال قلة احتكاك أبناء الشعب الواحد بعضهم ببعض، أو انعزالهم بعضهم عن بعض، ويتيح هذا أن تكون مجاميع صغيرة من البيئات اللغوية المنعزلة التي لا تلبث بعد مرور قرن أو قرنين أن تتطور تطورا مستقلاً يباعد بين صفاتها ويشجعها إلى لهجات متميزة ، إذ لا بد من تطوّر الكلام وتغيره مع مرور الزمن. ولكن الطريق الذي يسلكه الكلام في هذا التطور يختلف من بيئة إلى أخرى، لأن ظروف الكلام تختلف في البيئات المنعزلة، ولو أمكن أن تتحد تلك الظروف لاتخذ الكلام طريقا واحدا في تطوره وشكلا واحدا في تغيره، ولظلت البيئات المنعزلة ذات لهجة واحدة لا تتشعب إلى صفات متباينة، ولكن الواقع المشاهد أن البيئات متى انعزلت اتخذت أشكالا متغايرة في تطور لهجاتها فليس للانعزال الجغرافي وحده كل الأثر في تكون اللهجات، بل يجب أن ينضم إليه الانعزال الاجتماعي،واختلاف الظروف الاجتماعية بين البيئات المنعزلة فمن بين هذه البيئات المنعزلة ما تتخذ فيه العلاقة بين أفراد الأسرة شكلا خاصا أو نظاما خاصا. فتلك الظروف الاجتماعية التي لا تكاد تقع تحت الحصر، هي التي تساعد الانعزال الجغرافي على اختلاف الطريقة الذي يسلكه الكلام في تطوره. وكما أن هناك اختلافا بين الظروف الاجتماعية، في البيئات المنعزلة من الأمة الواحدة، هناك عوامل اشتراك بينها جميعا قد ترجع إلى رابطة سياسية أو نعرة قومية أو اتجاه خاص في التفكير، وتلك العوامل المشتركة، بين بيئات الأمة الواحدة، هي التي تحافظ على استمرار نوع من الوحدة بينها، وتعرقل فيه ذلك التغيير الذي قد يباعد بين بيئتها، ولا يزال الأمر بين عوامل انفصال وعوامل اتصال هذه، فتباعد بين اللهجات، وتلك تقرب بينها، ولكن الغلبة في جميع الأمثلة التاريخية تجري دائما كعوامل الانفصال عن بعض، ولكن كان لا بد لهذا التشعب من زمن طويل حتى يتحقق وجوده. وخير مثل يمكن أن يضرب لهذا الانعزال، الذي يشعب اللغة الواحدة إلى لهجات، تلك اللهجات العربية القديمة في جزيرة العرب قبل الإسلام، وأحدث الأمثلة لهذا الانعزال، ما حدث للاسبانية والانجليزية حيث انتشر كلاهما في بقاع بعيدة: الأولى في أمريكا الجنيوبة والثانية في أمريكا الشمالية. وبدأنا الآن نلحظ فروقا حيوية بين إسبانية أوروبا وإسبانيةأمريكا . 2) أما العامل الرئيسي الثاني لتكوين اللهجات، فهو الصراع اللغوي نتيجة غزو أو هجرات إلى بيئات معمورة، فقد يغزو شعب من الشعوب أرضا يتكلم أهلها لغات أخرى، فيقوم صراع عنيف بين اللغتين الغازية والمعزوة، وتكون النتيجة عادة إما القضاء على إحدى اللغتين قضاء يكاد يكون تاما، أو أن ينشأ من هذا الصراع لغة مشتقة من كلتي اللغتين الغازية والمغزوة، يشتمل على عناصر من هذه وأخرى من تلك. وقد حدثنا التاريخ عن أمثلة كثيرة للصراع اللغوي. فقد غزا العرب جهات كثيرة متعددة اللغات واستطاعت العربية آخر الأمر أن تصرع تلك اللغات في مهدها، وأن تحل محلها. فقد تغلبت على الآرامية في العراق والشام، وعلى القبطية في مصر والبربرية في بلاد المغرب والفارسية في بعض بقاع مملكة فارس القديمة. عوامل التوحيد وتكوين اللغة المشتركة بعد أن عرفنا كيف تتكون اللهجات وعوامل نشأتها أو بما يسمى بظواهر اللغة، نريد أن نبين أن الوحدة اللغوية تعتمد دائما على الاختلاط وعلى أي نوع من أنواع المشاركة في أمور الحياة، وعن طريق هذا الاختلاط وتلك المشاركة تتلخص اللهجات من السمات الخاصة بها والخصائص اللغوية التي تميزها عما عداها من لهجات اللغة الواحدة والتي لم تألفها الألفاظ الغريبة عنها والتي قد يميل من لا يعرفها إلى التهكم بها والسخرية منها. ومما تجدر الاشارة إليه أن لهذا الاختلاط وتلك المشاركة عوامل كثيرة مختلفة تساعد على تحقيقها ، نذكر منها ما يلي: 1. الاجتماعات الدينية: إن للاجتماعات الدينية أثر هام في التقرب بين اللهجات المختلفة والتخلي عن الصفات والسمات والظواهر اللغوية الخاصة بهذه اللهجات واللجوء إلى التحدث باللغة المشتركة التي يفهمها الجميع ، كالحج إلى بيت الله الحرام، والجمع والأعياد في كل من هذه الاجتماعات تحقيق للغة المشتركة وتخلي عن الظواهر اللغوية الخاصة باللهجات. 2. الحرب: والتي تترتب عليها اندماج السكان وتلاقيم بطرق مختلفة أهمها الهجرة إلى أماكن بعيدة عن مواقع العمليات العسكرية ومسرح القتال. 3. الخدمة العسكرية: فالجنود من مختلف الأقاليم يتقابلون ويختلطون فيلجأون إلى التحدث باللغة المشتركة والتخلي عن الصفات الخاصة بلهجاتهم حتى لا يكونون موطن سخرية من الغير وأيضا أدارة التفاهم بينهم وبين قوادهم ومدربيهم واحدة، وهذا واضح، فالجندي الذي يأتي من إقليم يعطش الجيم، نجده يتخلى عن هذه الظاهرة وينطقها نطقا قاهريا ويظل هذا النطق عالقا به فترة من الزمن حتى بعد انتهاء مدة خدمته. 4. وللأدب دور كبير في تكوين اللغة المشتركة والتخلي عن صفات اللهجات المختلفة وليس المقصود بالأدب أدب شاعر أو كاتب خاص، بل المقصود هنا مجتمع أدبي سواء كان أدبه مكتوبا أم غير مكتوب. 5. الزواج المختلط: يرى بعض علماء اللغة أن الزواج المختلط له أثر كبير في إيجاد لغة مشتركة حيث يتحدث الآباء والأمهات بلغة يفهمها أطفالهم، ويحاول كل منهم التخلي عن صفاتهم اللهجية. 6. الصحافة: الجرائد اليومية والمجلات الدورية عامل له أثر كبير في توحيد اللغة وتكوين اللغة المشتركة التي يفهمها الجميع، حيث يكتب بهاالصحفيون يتخلون عن لهجاتهم المحلية. 7. الوحدة السياسية: هي عامل من عوامل التوحيد اللهجي، وتكوين اللغة المشتركة لأنها تؤدي إلى الاختلاف والاجتماع بين سكان الأقاليم المختلفة والاتصال الدائم وبشكل قوي، وهذا يؤدي إلى توحيد اللغة،والتخلي عن الصفات اللغوية الخاصة باللهجات الإقليمية. 8. ظهور المدن الكبرى: وهذا عامل من عوامل التوحيد، وتكوين اللغة المشتركة، فإلى هذه المدن يلجأ السكان وينزحون إليها من مختلف الأقاليم وفي هذه المدن يندمج بعضهم ببعض، فتذهب خصائص لهجاتهم تدريجيا، ويحاولون استعمال اللغة العامة المشتركة لدى الجميع وهي لغة المدينة المعروفة بها وهذا واضح جدا. مظاهر اختلاف اللهجات: إن الناظر فيما وصل إلينا من آثار هذه اللهجات يجدها تتنوع بين ما يتصل بالجانب الصوتي وما يتصل بالجانب الدلالي. أ) فما يتصل بالجانب الصوتي، يتجلى في الاختلافات التي تبدو في تغير بعض الحروف والحركات من قبيلة إلى أخرى أحيانا، وهذا ما يطلق عليه اللغويون اسم (الإبدال)، وعلى ذلك تختلف بيئتها وصيغتها ، كما يمكن أن تختلف الحركات الإعرابية وغيرها من وجوه النحو بين القبائل، ويمكن أن يتقدم حرف على آخر فيما يسمى ظاهرة (القلب المكاني) وقد يلاحظ الاختلاف بين القبائل في حذف بعض الحركات أو الحروف أو زيادتها ، وهذا كله يتعلق بالجانب الصوتي. ب) أما ما يتصل بالجانب الدلالي، فيبدو في اختلاف القبائل العربية في معاني الألفاظ وتنوع دلالاتها وقد نشأ عن تنوع الدلالة ظهور المشترك والمتضارب والمترادف في ألفاظ العربية. ت) ومن ذلك ما روى أن أبا هريرة – وهو دوسي – قال له النبي يوما : ناولني السكين، (وكانت قد وقعت من يده) فالتفت أبو هريرة يمنة ويسرة ولم يفهم المراد بلفظة السكين، فكرر له القول ثانية وثالثة، فلم يفهم، ثم قال أبو هريرة: ألمدية تريد؟، فقيل له: نعم، فقال: أوتسمى عندكم سكينا؟ ثم قال: والله لم أكن سمعتها إلى يومئذ. . . . وقد ينفرد عربي ببعض ما تقدم دون أن نعرف القبيلة التي سمع منها ذلك بأن تجمع العرب على نطق معين أو معنى خاص، لم يسمع أحدهم ما يخالف ذلك مما لم يسمع من غيره. وقد ذكر ابن جني بعض ذلك في خصائصه في أبواب منها: (باب فيما يرد عن العربي مخالفا لما عليه الجمهور) و(باب في الشيء يسمع من العربي الفصيح لا يسمع من غيره) وقد ذكر ابن جني تفسير هذا الوارد بأنه إذا كان العربي فصيحا في غير ذلك وكان ما جاء به مما يقبله القياس إلا أنه لم يرد به استعمال إلا من جهة ذلك الإنسان، فإن الأولى في ذلك أن يحسن الظن به، وألا يحمل على فساده. د) وإما أن يكون شيئا ارتجله كابن أحمر الذي ثبتت الشهادة بفصاحة الأعرابي إذ قويت فصاحته وسمت طبيعته تصرف وارتجل ما لم يسبقه أحد قبله به، وقد حكى عن رؤبة وأبيه أنهما كانا يرتجلان ألفاظا لم يسمعاها ولا سبق إليها/ وما قيس على كلام العرب فهو من كلامهم، فيحمل الأمر على ما يبدو وإن كان يحتمل غير ذلك ، فمن شهر بفصاحته يقبل منه ما يورده، ويحمل أمره على ما عرف من حاله، ولا على ما يمكن أن يكون من غيره، وذلك كقول القاضي شهادة من ظهرت عدالته، وإن كان يجوز أن يكون الأمر عند العرب بخلاف ما شهد به فالقاضي مأمور بمجمل الأمور على ما تبدو لا على العمل بما عند الله لأنه ل يقع له به علم. ج) أما إذا كان ما سمع منه يخالف القياس كرفع المفعول وجر الفاعل ورفع المضاف إليه فينبغي أن يرد ذلك لأنه جاء مخالفا للقياس والسماع جميعا. هـ) وإذا كان العربي الذي سمع منه ذلك مضعوفا في قوله مألوفا من لحنه وفساد كلامه، فالصواب أن يرد ذلك عليه ولا يقبل منه. ز) وإذا سمع ما هو ضعيف في القياس فيه عدد كثير، فالمحتمل أحد أمور: 1. أن يكون من نظق به لم يحكم قياسه على لغة أرائهم. 2. أن يكون السامع قصر في استدراك وجه الصحة. 3. أن يكون هذا الضعيف الوجه قد تسرب إلى لسان هذا الفصيح من لغة غير فصيحة فاسدة الأصل ترددت على سمعه كثيرا فسرت في كلامه مع صحة لغته غيرها فكأنه جمع بين لغتين: الأولى فصيحة وهي لغته، والأخرى فاسدة انتقل لسانه إليها في هذا الأمر الفاسد فقد يتوهم من يسمع فصاحته أن يعمل منه الفاسد ويدخل عليه ظنا أنه فصيح كلغته السائدة. . . هذا جائر إذا سلمنا بأن العربي ينتقل لسانه ، وقد ينتقل إلى لغة فصيحة أحيانا وإلى لغة فاسدة أحيانا أخرى. 4. ويستبعد ابن جني الاحتمال الثالث باعتبار أن العربي الفصيح ينفر من الخطأ في اللغة فلا يطاوعه لسانه عليه (فالفصيح إذا عدل به عن لغة فصيحة إلى أخرى سقيمة عافها ولم يأبه بها) وقد جرب ذلك ابن جني بأن سأل أبا عبدلله الشجري، وهو أعرابي فصيح، ومعه ابن عم له دونه في الفصاحة، يسمى غصنا، فقال لهما: كيف تحقران حمرا؟ فقالا: حميراء، قال لهما: سوداء:.؟ قالا: سويداء ووالى ابن جني من ذلك أحرفا أخرى ، وهما يجيئان بالصواب ، قال ابن جني: فدسست في ذلك علباء، فقال غصن (الضعيف في الفصاحة) (عليباء) وتبعه الشجري، فلما هم بفتح الباء، تراجع كالمذعور، ثم قال: آه: عليبى، ورام الضمة في الياء. ودلل ابن حنى بذلك على أن العرب ولاسيما أهل الجفاء وقوة الفصاحة، يستنكرون خلاف اللغة استنكارهم زيغ الإعراب ويتنبهون إلى زيغ الإعراب أكثر من خلاف اللغة لاعتمادهم على سماعهم على لهجات كثيرة غير ما ينطقون به من ألسنة إخوانهم المجاورين لهم أو البعيدين عنهم. |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 2 | |||
|
![]() تابع المقال السابق |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 3 | |||||
|
![]() الأستاذة رغداء
|
|||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 4 | |||
|
![]() اللهجات العربية القديمة والحديثة موضوع شيق للغاية أشكر الأستاذة الكريمة رغداء زيدان على نقله إلى المنتدى والشكر للكانب كذلك، |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 5 | |||
|
![]() السلام عليكم |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 6 | |||||
|
![]() موضوع اللهجات وإختلافها وتنوّعها شيّق ومثير ولا يملّ منه
|
|||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 7 | |||
|
![]() قرأت ما جادت به الأستاذة رغداء زيدان، مشكورة، بشغف كبير |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 8 | |||
|
![]() السلام عليكم |
|||
![]() |
![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | تقييم هذا الموضوع |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الدين والاخلاق عبر العصور | عادل الامين | منتدى الحوار الفكري العام | 71 | 02-11-2006 01:21 PM |
........اني جاعل في الارض خليفة......... | عادل الامين | منتدى الحوار الفكري العام | 108 | 17-10-2006 05:29 PM |
الاختلاف بين المسلمين و بيانه | ايهاب ابوالعون | المنتدى الإسلامي | 3 | 06-10-2006 06:24 PM |
بشراك صلاح الدين | خضر أبو إسماعيل | منتدى الأقلام الأدبية الواعدة | 1 | 20-07-2006 10:25 PM |
معيار الفهم وعلاقته ببعض أخطاء التدين | سيد يوسف | المنتدى الإسلامي | 2 | 22-04-2006 12:13 PM |
|
|