الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديات الحوارية العامة > منتدى الأدب العام والنقاشات وروائع المنقول

منتدى الأدب العام والنقاشات وروائع المنقول هنا نتحاور في مجالات الأدب ونستضيف مقالاتكم الأدبية، كما نعاود معكم غرس أزاهير الأدباء على اختلاف نتاجهم و عصورهم و أعراقهم .

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع التقييم: تقييم الموضوع: 1 تصويتات, المعدل 5.00. انواع عرض الموضوع
قديم 15-11-2006, 05:50 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عيسى عدوي
أقلامي
 
الصورة الرمزية عيسى عدوي
 

 

 
إحصائية العضو







عيسى عدوي غير متصل

Bookmark and Share


إرسال رسالة عبر MSN إلى عيسى عدوي إرسال رسالة عبر Yahoo إلى عيسى عدوي

افتراضي الشاعر الفلسطيني الزكراوي - خليل زقطان ....بقلم عيسى قراقع

منقول .......

ملف خاص: أدبيات اللجــوء والعــودة


"قســماً بجــوع اللاجئيــن"
قراءة في ديوان "صوت الجياع" للشاعر خليل زقطان



بقلم: عيسى قراقع


مقدمة: الديوان الوثيقة



حصلت على ديوان "صوت الجياع" للشاعر الفلسطيني، ابن مخيم العروب، خليل زقطان بعد أن قمت باستعارته من معرض الكتب الذي نظم في دار السلام في بيت لحم، حيث لا يوجد منه سوى نسخة واحدة. وكان الديوان قد صدر عام 1953 بعد خمس سنوات من النكبة الفلسطينية. وتولدت رغبتي في الحصول عليه بعد ان سمعت من كبار السن الكثير من اشعار الشاعر خليل زقطان والتي تحولت بعد النكبة الى اناشيد واغاني يرددها اللاجئون وطلبة المدارس.



النسخة التي حصلت عليها قديمة وشبه بالية، وتكاد تنسى او تنقرض مثلما بدأت القصائد تغيب شيئاً فشيئاً مع مرور السنوات. وهنا شعرت بأن نكبة ثقافية هامة تكاد تحصل، وأن بيتاً جديداً دمر او سلب بوفاة هذا الديوان. وما زاد اسفي اكثر عدم قيام دور النشر والمؤسسات الثقافية الفلسطينية باعادة طباعته واحيائه من جديد لتتناوله الاجيال الفلسطينية المتعاقبة كأننا بوعي أو بغير وعي نساهم في منهج النسيان وطمس الهوية الثقافية الفلسطينية. وزاد ألمي اكثر واكثر عندما وجدت أن جميع من كتبوا ووثقوا الادب الفلسطيني بعد النكبة تجاهلوا هذا الديوان الشعري وكأنهم لا يعرفونه.



ويجيء إهتمامي بديوان "صوت الجياع" كونه وثيقة تاريخية هامة يرصد واقع اللجوء ومشاعر اللاجئين وحياتهم وبؤسهم وآمالهم بعد النكبة مباشرة وعلى لسان لاجئ طرد من قريته الفلسطينية "زكريا"، انها وثيقة مختلفة تتجاوز الرؤية الشعرية والادبية لتسجل واقعاً سياسياً موضوعياً، تغطي جوانب عديدة من اسباب النكبة وتعبر عن صوت اللاجئ ومشاعره وهدير جراحاته ويكاد هذا الديوان الذي خرج الى النور في اوائل الخمسينات بما يحمل من نبوءة ان ينطبق حالياً على الحال الفلسطيني الذي نعيشه، ويظل سؤال النكبة المغروز كخنجر في قلب كل لاجئ فلسطيني يطرح نفسه في كل المراحل، ويلقي بظله على الجميع محلياً ودولياً.



إنها مساهمة متواضعة في قراءة ديوان تاريخي، استمدت كلماته من بؤس المخيم وفقره، وعزفت الحانه في خيام اللاجئين وكهوفهم، مفعم بالحنين الى القرى والبلدات التي دمرت واستلبت، تغلي في سطوره نيران ثورة واصوات ضحايا، ديوان يصرخ في وجه العالم...الى متى...؟



انني أدعو وزارة الثقافة الى اعادة طباعة الديوان تخليداً لروح المرحوم الشاعر خليل زقطان، وانصافاً لتضحيات ومعاناة شعبنا الفلسطيني وليكون شهادة تاريخية عن جريمة الحرب الكبرى التي ارتكبت في فلسطين على يد الاحتلال وأعوانه.



عالم الخيمات


يصور الشاعر خليل زقطان واقع اللجوء الفلسطيني بكلمات بسيطة عميقة، واضحة كوضوح المأساة التي حلت بالشعب الفلسطيني وطرده من قراه ومكان ولادته على يد العصابات الصهيوينة وحلفائها.



وتزدحم الصورة المكانية والزمانية بألفاظ وعبارات تغلفها علامات الاستفهام وروح الدهشة والتململ مثل كلمات: الخيمة، الشريد، الفقير، العبيد، الفتات، الفجيعة، الهول، العذاب، القيود، الكهوف، القبور، البائسين.. وغيرها. وكأن القاريء يرى مشاهد الجموع المطرودة قسراً تكتظ في الكهوف، ترسف بالقيود، تعاني الجوع والحرمان وتعصف بخيامها الرياح والبرد.



فالنكبة عند زقطان هي الموت، سلب الحياة، وما الخيام سوى قبور للأحياء..

اخي ما عالم الخيمات الا = مصانع بعثنا بعد الرقودِ
قبوراً قد ارادوها ولكن = احلناها قبوراً للجمودِ
زئير البائسين بها يدوي = كإعصار الطبيعةِ والرعودِ



التهجير الجماعي بالارهاب والقوة والمجازر هدفت الى قتل الشعب الفلسطيني والاستيلاء على ارضه..

هي قصةٌ مضمونها = قتل الشعوبِ وكيف يجري
هي نكبةٌ حملت لنا = في ركبها مليون قبرِ


ووقع النكبة على الشعب الفلسطيني كان كبيراً، له الاثر الدامي فهي اقتلاع من الهوية والارض، واحلال شعب آخر مكانه..

والناس من هول الفجيعةِ = كلهم جسمٌ يذوب ومهجة تتحرقُ



وترى أسئلة الالم، الصدمة، تملأ عالم خيمات اللاجئين الفلسطينيين... يسألونها لأنفسهم، لقياداتهم، للأمة العربية...

اخي ما قصة الانسان = ان يحيا على الهونِ
وان يرضى من الدنيا = بعيشِ غير مضمونِ
فهذا الخبز امريكي = وذاك الجبن سكسوني



وكأن سؤال الهوية، والمصير، وصراع الوجود هو المسيطر على اللاجئين، فمن نحن، بلا وطن وديارٍ، سوى العبيد، الاسرى، المذلون المهانون..

نحن من نحن في حلق القيدِ = اسارى نساق للجلادِ
نحن من نحن في الخيام جياع = خبزنا السم من كف الاعادي
نحن من نحن في الحياة شواظ = وسعيرٌ مغلف بالرماد

الشاعر يطرح مشاهداً متحركة، كأن فيها صراخ، وثوب، وتحفز، فواقع اللاجئين الجديد لا يطاق...فانسانية الانسان سلبت، وماتت الحياة في داخله، فالضحية تدرك انها ضحية، وهو بداية النهوض والوعي الثوري في عالم الخيمات...

لا تسلنا كيف قادونا = لاسواق الرقيق

كيف نمنا حين نادتنا = الاماني ان نفيق

كيف نحيا اين نحيا = كيف ندري يا صديق



الحيرة المفجعة، التخبط في نزيف النكبة ظل مسيطراً على اللاجئين البؤساء، المعذبون، الوحيدون في المعركة بعد ان هزمت جيوش العرب، انه الشعور بالضياع واليأس ضياع الانسان والوطن..

أخي أسْمَعْتنا بالامسِ = انات العبيد

وانصرفنا تاركين اليأسَ = يقوى ويزيد

نحن لا شيء وفي = اعناقنا هذا الحديد



ان ادراك اللاجئين لاهداف الحركة الصهيونية باقامة وطن قومي لليهود في فلسطين واحلال شعب اخر مكان الشعب الفلسطيني، هذا الادراك بدأ يتنامى امام بؤس الواقع.

فالاستسلام يعني النهاية ولا بد من تقييم ما سبق سياسياً واجتماعياً، لا بد من رؤية اخرى تقلب الامور..

هذا التشرد درس سوف نحفظه = في قادم العهد تسجيلاً وتدوينا
وللشعوب من الويلات مدرسةٌ = كم حررت نارها قوماً مصابينا
هذي الخيام تطل اليوم ثورتنا = وفي غدٍِ نلهب الدنيا براكينا



اعداد الذات


يكتشف الفلسطينيون بعد النكبة ذاتهم، وبعد ان تبدل الوعي وفق الواقع المستجد واقع النكبة....ويساهم الشاعر في رسم البوصلة نحو استراتيجية الادراك الذاتي للهوية بعد ان عاش ازمة تطوير الهوية، فدعا الى عدم الانكفاء الذاتي والتواكل وحث على العمل الجماعي..

انا رغم آلامي الجسام = غدوت اطوي اليأس طيا

واقود آمالي على اشلاء = حلم كان غيا

أنا من أنا؟ إلا الذي = رغم النوائب ظل حيا



الشاعر يعتبر من الرواد الذين رأوا الهوية في تحقق الذات قبل أن تراها في نفي الاخر بل ترى في اشكال اعداد الذات وصقلها شرطاً لمواجهة الاخر..

تعالوا فإيماننا بالحقوق = سبيل الخلاص من الغاصبين
تعالوا لنعمل في حقلنا = فما اخصب الحقل للعاملين
اذا الفكرةُ اختمرت في العقول= فتحقيقها في عداد اليقين
وما من قيود



وأمام تكسر الاحلام الفلسطينية بعد النكبة يدعو الشاعر الى عدم الاكتفاء بالبكاء والحنين وندب الديار لأن ذلك لا يحقق اية نتيجة، موضحاً أن مشروع النضال الوطني وتأكيدات الذات هي الحل لفك القيود وازالة ذل النكبة..

رويدك ليست طريق الخلاص = بطول التضرع بل بالنضال
وثمَّ حداء الخلاص الجميلِ = يسوق الشعوب لنحو الكمال
وفك القيود



الشاعر يمزج بين الفكر والعمل، مرتقياً بالهوية الى مستوى الهوية الثقافية-السياسية التي وعت المتغيرات التاريخية، منفتحاً على المستقبل، فلم يعد يجدي ان تحمل القصائد ذاكرة الحنين مشحونة بالخطابات الجميلة..

أأنا المخدوع بالاوهام ويحي ويحَ امسي

كيف ارضى بخنوعي يا صديقي

هات فأسي

انما نحيا لهدمٍ وبناء



ويصل الشاعر الى تقييم التجربة الفلسطينية بعد النكبة، موضحاً أنه حان الوقت للاعتماد على النفس وعدم الاعتماد على الآخرين في تحرير الوطن وطرد الغزاة، انها دعوة صريحة الى تجسيد الكيانية الفلسطينية بمعناها القطري والوطني...

اخي هذي سفينتنا = تعال نقودها نحنُ

لنوصلها الى شط = سلامتنا به رهنُ

اذا نلقي قيادتها = لأيدي الغير نمتهنُ



لقد خذلت قيادات الانظمة العربية الشعب الفلسطيني وتساوقت مع مخططات تقسيم فلسطين واعطاء كيان لليهود... فالشاعر يدعو الى تجديد القيادات وخلق قيادات شابة ووطنية جديدة مستعدة للنضال... وهو يطرح مبدأ الديمقراطية والانتخابات وعدم فرض قيادات على الشعب الفلسطيني حتى لا تتكرر المأساة..

هذا قيادك فامنحيه لغيرهم= من قادةٍ خبروا البلاء وذوقوا

يا صاح لا تحلم بأنك عائد للربع = فالاحلام قد لا تُصَدَّقُ



ويحذر الشعب من المؤامرات الاجنبية ومن القيادات المتخاذلة والعميلة التي تسعى الى تجسيد واقع النكبة..

هي خطة وحشية لا ترفقُ = والغرب واضعها وقومك طبقوا
هي نكبةٌ رقصت على اشلائها = كف المطامع وانبرت تتصدق
هذي الاكف غدت لنا معروفة = كف مصافحة واخرى تسرق

ووسيلة التغيير الداخلي التي يطرحها الشاعر هي تحقيق الديمقراطية الداخلية وانتخاب القيادات..

والاكثرية حين تعبد فكرةً السوط يضعف دونها والمدفع







نحو هوية ثقافية-اجتماعية:



يحرص الشاعر خليل زقطان على توعية الشعب الفلسطيني في المراحل الاولى للنكبة من الوقوع في الخداع والاكاذيب، طالباً منه ان يتمرد على الواقع الجديد ويحاسب القيادات التقليدية التي ساهمت بطريقة أو بأخرى في اسباب نكبة فلسطين بسبب خلافاتها الداخلية وبسبب الفساد المالي والاجتماعي، كأن الشاعر يقول ان الفساد والاحتلال وجهان لعملة واحدة..

جوع هنا وهناك قوم متعوا = ظمأ هنا وهناك كأس يمرغُ
فقرٌ هنا وهناك خزٌ فاخرٌ = مرضٌ هنا وهناك لحن يسمعُ
عريٌ هنا وهناك خزٌ فاخرٌ = مرض هنا وهناك طبٌ ناجعُ
كهفٌ هنا ودجى يمد ظلاله = وهناكَ ابراج ونورٌ يسطعُ
لحم الشعوب طعامها وشرابها = دمنا على انخابها يتوزعُ
خلقوا نظام العنصرية فانبرت = امم تعد لغيرها وتُجمعُّ


ويدعو الشاعر الى ثورة على القيادات التقليدية والعائلية مؤمناً أن الثورة يفجرها الفقراء والضحايا الذين لقوا العذاب والاضطهاد وحرموا من حقهم الانساني، فالمخيم هو الدليل الاعمق على انتهاك الوجود الانساني. ويتكشف هذا البؤس في دلالة المخيم المزدوجة المتضمنة مضموناً اجتماعياً واشارة مكانية، فالمخيم مكان منبوذ يفتقد الى الاستقرار وينطرح على ضفاف المدن، والمخيم وعاء لبشر غرباء ولبشر يختلفون عن البشر... وكانت هاتان الدلالتان حاكماً لمصائر سكان المخيمات فهم حوامل البؤس والقوة الانسانية النتمردة عليه الامر الذي وحدّ بين المخيم والشهيد اليومي..

أَلنا الخيام الباليات نؤمها = وله القصورُ الشاهقات تنمقُ
أَلنا التشرد والتباعد والقلى = ولديه ارقام التجمع تنطقُ

ويربط الشاعر هنا بين الاصلاح الاجتماعي والتحرر الوطني ويعتبر ذلك طريقاً للخلاص والتغيير..

حرية الانسان تهتفُ عالياً = بيد الشعوب تُحطمُ الاصفادُ

اما الذين على البروج فهل ترى = غير التناحرِ والخلاف اجادوا



ويدافع الشاعر عن الفقير، اللاجئ الذي سلبت ارضه وممتلكاته مشيراً الى ما لاقاه الفقير من تمييز طبقي واجتماعي زاد من مستوى قهره الانساني..

ليس الفقير سوى من = رأيت فقير الارادة في امره

عديم الطموحِ غزير الشكاةِ = ويعزو الشقاء الى فقره

فتبقى القيود



وهاجم الشاعر تلك الفئات التي تتنازل عن الحقوق ولا تسعى الا الى المواقع والمناصب..
اخي من هان للأعداء = في حقٍ وفي مطلبِ
واضحى لا يرى في الكونِ = الا المال والمنصبِ
فهذا كافرٌ بالمجدِ = لا يرجى ولا يُرهبِ



الشاعر يبذر في قصائده بذور الاصلاح الاجتماعي والسياسي بتغيير الزعامات التي شبهها بالاصنام والتي تخاذلت في الدفاع عن فلسطين..

ناد العروبة علها = تصحوا على صور الفواجع
صور الزعامةِ كيف = يليها على الشعب التنازع
صور الاصنام غدا = كل بأمر الغرب صادع
صور الجيوش تمر = بالساحات مسرعة التراجع

وهذا ما أكده عبد الله التل في مذكراته عن تخاذل الزعامات العربية خلال حرب 1948 ومساهمتها في ضياع فلسطين. ان الشاعر ساهم بوضوح في وقت مبكر في بلورة هوية فلسطينية تكون مشروعاً تحررياً وتكون الثقافة وعياً بالاضطهاد ووعياً بوسائل تجاوزه. وقد صدقت بشائر الزقطان عندما تحول عالم الخيمات والبؤس الى قواعد للثورة في اوائل الستينات، فمن هذا الواقع اشتعلت شرارة التغيير، التي تركت بصماتها على الواقع الفلسطيني جذرياً..



الثورة على الأمر الواقع


يؤكد الشاعر أن الايمان بالحق هو السلاح الاقوى بيد الشعب الفلسطيني وان هذا الحق كفيل ان ينتصر على المدفع والسيف..

يا لها من اغنية خالدة = حبي الاوطان يعلو على كل حبِ

ومعي من عدة الحرب قوى = تضمن النصر اذا اشعلتُ جرحي

انه الايمانُ بالحق ولن = اعدم الجولة والايمان حسبي



وهذا الحق لا يستجدى من احد، ولا يعطى هبة من الاجنبي، وانما ينتزع انتزاعاً بفعل النضال والوحدة والاصرار..

حق لنا والحق لا يعطى = ويؤخذ منه قسرا

فإلى النضال الى الخلاص = فسوف ينجح من اصّرا



وبشر الزقطان في ديوانه بظهور الفدائي اللاجئ في قصيدته "صمت الوثوب" مستيقظاً على الظلم والبؤس متمرداً عليه..

انه الواقع قد ايقظه = مضى مستنكراً للظلم
فاذا الاشلاء من امته = تتهاوى تحت ضغط الاممِ
واذا الموطن يبدو نائياً = كيف يحيا هكذا في الخيمِ

وحملت القصائد رؤية استشرافية عن انطلاق العمل الفدائي من المنفى ومن المخيم..




والذي سيقود الثورة ويعيد الحق هم الشباب أمل البلاد، انه مؤمن بالاجيال الجديدة، اجيال الانتفاضة والمقاومة..

امل البلاد هو الشباب لساعةٍ = ازفت ولن تلقى هناك غاشما



وحذر الشاعر من سياسة قبول الامر الواقع ومشاريع توطين اللاجئين او استيعابهم في المنافي مؤكداً ان ذلك هو تنازل عن حق تاريخي وانساني..

قسماً بكل متشردٍ = وبكل جائعةٍ وجائع

لنثيرها شعواء = تسحق كل ما سموه واقع



إن روح التفاؤل عالية جداً عند الشاعر، مقتنعاً ان ارادة الشعب الفلسطيني ستنتصر في النهاية، وان مقاومة الاحتلال هو الطريق الوحيد لاسترجاع هذا الحق، وليس بالمفاوضات والحوار والحلول الوسط..

لا كان من يرجو الحياة هديةً = فالحق يؤخذ والبنود ترفرفُ



وان استمرار احتلال فلسطين يعني سيطرة الاستعمار على الوطن العربي وثرواته..

خطط الاجرام أحكم صنعها = غرب يماطل شرقنا ويسوف
ثرواتنا، بترولنا، ودماؤنا = ثمرٌ له أنى أتى يقطفُ



وهذا القول ينطبق تماماً على حالنا في الوقت الحاضر حيث تسيطر اسرائيل وحليفها امريكا على العالم العربي سياسياً واقتصادياً وعسكريا. لقد بشر الشاعر بالثورة، بانتفاضة الجياع، وتمرد المخيم، واسكن الهوية الفلسطينية خصوصية جديدة بانتزاع الاعتراف من الطرف الاخر، فلم ينسحب الفلسطيني للمنفى والنسيان ويذوب، تحررت من قلقها، وكشفت اهداف الهوية الايدولوجية الصهيونية القائمة على نفي الاخر...



خاتمـــــــــــة


كانت هذه قراءة سريعة لديوان يعتبر وثيقة تاريخية هامة، مليء ببشائر الوعي السياسي والاجتماعي في مراحل مبكرة من النكبة... واستطيع القول ان هذا الديوان هو النشيد الاول للثورة الفلسطينية برز فيها الفلسطيني كفلسطيني متحرراً من وهم القوميات والايولوجيات الزائفة... انه ديوان يستحق الدراسة المتمعنة والمستفيضة، صنع افقاً للهوية الوطنية الفلسطينة، وسبق كل الافكار الاخرى.



ويمكن استخلاص مجموعة حقائق من دراسة الديوان هي:



اولاً: نفي صفة الخنوع والاستسلام والهروب المذل عن اللاجئين، فعوامل الاستعداد للتضحية، والاصرار على المقاومة والعودة تبرز بوضوح في كافة القصائد دون استثناء..

أيها الشعبُ الذي كفروا بحقك في الحياة

هذي ديارك ليس يرجعها التبرم والشكاة

اركب عنان العصر والق بالشعوب الى الحياة



ثانياً: الديوان يشكل مرشداً للوعي الوطني والاجتماعي في مجالات عديدة منها:



1-الدعوة الى تقييم تجربة الحركة الوطنية قبل 1948، واستخلاص العبر بنبذ الصراعات ومحاربة الفساد واختيار قيادات وطنية واعطاء الجيل الشاب دوره..

يا امتي او بقايا امتي ان الزعامة اهلها قد اخفقوا

حمّى التناحر بينهم قد افسدت روح التضامن فانتهوا وتفرقوا



2-التأكيد على العمل والفعل والتمسك بالارض والوحدة ونبذ الاوهام والاحلام والشعارات الطنانة..

يكفيك ان نتاج ما ناضلته خطب تطوح بالعدو وتعصفُ

يكفيك ان لك الخيام تؤمها ولهم القصور بالطلاء تزخرفُ



3-ينتصر الشاعر للفقراء، والمعذبين والمسحوقين مؤمناً بقدرتهم وبطاقتهم على اشعال الثورة، ويهاجم بشدة الطبقة الارستقراطية المتحكمة التي تقاعست عن النضال وتاجرت بدماء الضحايا. فقال مخاطباً امة العرب:

هذي ثورة الشعوب تناهت لحياةٍ تفيضُ بالاسعادِ

واكفري اكفري بكل زعيم ظل رخو الجناح للأسيادِ

همه في الحياة قصر منيف منه يلقي بأمره للأسيادِ



ثالثاً: وضوح الرؤية والتنبؤ باشتعال الثورة في المخيمات ومن واقع المنفى، مؤمناً بالمستقبل والحياة السعيدة..

ايام من اجل الخلاص = نقول حيا حيا على الكفاح
ايام نخلص بالعناء = الى هناء وارتياح
ايام لا شعب يذل = ولا بلاد تستباح
ايام نكفر بالحروب = وبالمدافع والسلاح


------------------

عيسى قراقع هو نائب في المجلس التشريعي الفلسطيني والمدير العام السابق لجمعية نادي الأسير الفلسطيني في الضفة الغربية. حاصل على شهادة الماجستير في الدراسات العربية المعاصرة من جامعة بيرزيت وله مؤلفات عديدة ومنها: "الاسرى الفلسطينيون بعد اتفاقيات اوسلو"؛ "التعذيب في سجون الاحتلال الاسرائيلي"؛ "كيف تنام وقيدي يكبل حلمك"؛ "زوابع الخنساء في سجن النساء"؛ "زغاريد البلابل المقيدة" (شعر)؛ "حكاية الصامد بن البرتقال" (قصص)؛ "ذاكرة من ملح وحديد". كما نشر العديد من المقالات والابحاث في الصحف والمجلات.






التوقيع

قل آمنت بالله ثم استقم
 
رد مع اقتباس
قديم 16-11-2006, 11:02 PM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
عطية زاهدة
أقلامي
 
إحصائية العضو






عطية زاهدة غير متصل

Bookmark and Share


افتراضي مشاركة: الشاعر الفلسطيني الزكراوي - خليل زقطان ....بقلم عيسى قراقع

يا زكرّيّا ما أجملَكِ .. فمن جمالِكِ جمالُ رجالِكِ .. وكفى بالشاعر المرحوم "خليل زقطان" مثالاً ..







 
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
اخبار "على الهامش" عمر الغريب منتدى الحوار الفكري العام 99 04-01-2007 07:53 AM
قراءة نقدية في ديوان" باب الفتوح" للشاعر أحمد العمراوي الجزء2، بقلم : ثريا حمدون ثريا حمدون منتدى البلاغة والنقد والمقال الأدبي 8 09-12-2006 08:29 PM
قراءة انطباعية .. في المشهد الشعري الفلسطيني : لطفي زغلول لطفي زغلول منتدى البلاغة والنقد والمقال الأدبي 2 10-11-2006 07:50 PM
أنشودة المطر لبدر شاكر السياب نجلاء حمد منتدى الأدب العام والنقاشات وروائع المنقول 4 23-07-2006 05:42 PM
قراءة في ديوان "حبيبتي تفتح بستانها "للشاعر محمود قحطان بقلم :ثريا حمدون عيسى عدوي منتدى البلاغة والنقد والمقال الأدبي 15 23-05-2006 03:23 AM

 

اشترك في مجموعة أقلام البريدية
البريد الإلكتروني:
الساعة الآن 04:21 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2023, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط