الشاعر والصحفي السوري مردوك الشامي في حوار مفتوح مع الأقلاميين

[د.رشا محمد]

أحبتي ..

يُسعدنا أن نواصل هذه الصفحة التي نلتقي من خلالها أحد المميزين في منتديات أقلام الثقافية .. واليوم ضيفنا ..
الشاعر والصحفي / مردوك الشامي

انثروا ما شئتم من الأسئلة لنُلقي عليه ضوءاً من نوع آخر ولتكن أسئلتكم مسلطة على شخصيتها كخيوط الشمس الذهبية

تتسلط على أرض الحقيقة فتلامسها برفق دون أن تحرقها….

سأبدأ بأولى أسئلتي ..


أجمل الدروب هو درب الكلمة .. متى بدأ مردوك الشامي دربه مع الصحافة والشعر؟


لكل شاعر طقوسة الخاصة عند الكتابة ، ما هي طقوس مردوك الشامي عند ولادة حروفه ؟


ما هي أهم الكتب التي أثرت في حياتك؟


هل الشاعر هو أكثر قدرة من غيره على التعامل مع اللغة بجرأة شديدة؟


هل تذكر أول قصيدة كتبتها .... وكم كان عمرك وقتها؟


ما هي أهم المحطات التي تعتقد أنها ساهمت في تشكيل هويتك الثقافية؟



تحياتي اليك ... وبانتظار أسئلة الاقلاميين ..

دمت بود ..

[نجاة باقر]

بسم الله الرحمن الرحيم

هلا بأخي مردوك كنت معنا و اختفيت والحمد لله انك عدت الينا ، ماذا تمثل لك اقلام ؟

شكرا ابنتي رشا

[د . حقي إسماعيل]

	أختي د . رشا . أخي أستاذ مردوك . اسمحا لفضولي الشرقي أن يحشر نفسه ليوجه أسئلة ما كادت لتنتهي من لساني ، وهذه خطوة جيدة في طريق الإبداع أن يكون هناك لقاء مع أحد الأقلاميين ، واليوم عرس الأقلاميين اللقاء مع الأخ مردوك على أن تكون الإجابة بصراحة ؛ لأنها لا تفتقر إلى الخبث الثقافي أحيانا الذي لا يخلو من روح الدعابة . أسئلتي : ـ كل شاعر تصنعه معاناة ( وبغيرها لا يعد شاعرا ) ، فما المعاناة التي جعلتك تعتقد بهذه الشاعرية ؟ . ـ قال تعالى : (( بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق )) ، كيف تعبر عنها شعرا ؟ . ـ ما السبق الصحفي ( وليس الصحافي ؛ لأن كلمة الصحافي غلط × غلط ) الذي أحدثته ؟ ومن أين حصلت عليه ؟ وكيف ؟ . ـ بم تهتم وأنت ذاهب إلى عملك ؟ . ـ ( الغاية تبرر الوسيلة ) مبدأ موجود عند كثير من الناس ، هل تؤمن به في مهنتك ؟ ، وإلى أي مدى أنت ملتزم به ؟ . ـ هل أنت شاعر مصنوع أو مطبوع ؟ ، وما الفرق النفسي بين الصنع والطبع عند الشاعر ؟ . ـ افترض نفسك حاكما عربيا ( مع احترامي لك ) ، وخاطبك ذاتك في قول قصيدة ( من 8 أبيات ) بحقها ، فما أنت قائل ؟ . ـ هل رثيت مدينة ؟ ، وبأي شيء ؟ . ـ كيف تعمل على تجميع الصورة المشتتة داخل النص ؟ . ـ بعد أن تكتب أي نص ؛ شعريا كان أم نثريا ، فتقرأه ، ما رأيك به ؟ ، ولماذا ؟ . ـ تتردد مقولة عمود الشعر العربي ، يسمع به أكثر الناس ويهزون رؤوسهم ، لكنهم ـ للأسف ـ لا يعرقونه ، فهل لك أن توجز لنا هذا العمود ؟ ، ثم هل أن نصوصك تخضع له ؟ . ـ يقال : إن الصحافة مهنة المتاعب ، إلى أي حد وصلت بك الأمور ـ وأنت تنشر خبرا ـ نفسيا حين تنشر خبرا ثم يظهر أنه خبر غير صحيح ؟ . تحياتي

[فاطمـة أحمـد]

أشكر الأخت الدكتوره رشا على هذه الفرصه وعلى مقدمتها الرقيقه

أشكر الأخ حقي على مجموعة الأسئله والتي أدهشني بعضها لأنها لا تكون إلا من إنسان واسع الثقافه وبداخله فيلسوف


أخ مردوك

ماذا يعني ( إسمك ) ؟ أقصد ما معناه ؟ وهل هو إسمك الحقيقي ؟

شكراً لك

تحرير

[مردوك الشامي]

أحبتي جميعا
ثقتكم بي تمنحني بطاقة العبور الى البوح الشفاف . تضيف الى تجربتي المتواضعة الألق والشرعية .
أقلام ليست مجرد عائلة في فضاء مفترض وأثير اصطناعي , هي محاولة لزراعة قلب طبيعي ورئتين في زحمة القلوب العربية التي من كرتون وغبار . محاولة جادة لرفع منسوب الشعر في زمن الديكتاتوريات , وترسيخ نظام
اللهفة في عهود المؤامرات , وتكريس دستور العناق في عصر ,العالم كله يخطط فيه لذبح العرب من الوريد الى الوريد !
أقلام تمثل بالنسبة الي ولا أقولها مجاملا , كيس المصل الشافي في وقت جميعنا نرقد فيه في غرفة العناية المركزة .
أظنني بهذا أجيب على سؤال الأخت الكبيرة التي احترم وأجل نجاة باقر .

[مردوك الشامي]

أحبتي
لن أحاول اعتماد أسلوب السؤال والجواب كما تجري الأمور في أقبية تحقيق المخابرات العربية , سـأقول مالدي ببساطة , بعفوية , وكأنني أدردش مع أحبة لي يريدون قراءتي من الداخل بحب , ومن دون محاولة اقتلاع جلدي لمعرفة أين تختبيء القصيدة , أتذكر قبل أكثر من عشرين عاما اقتادوني الى أحد الأقبية لأفسر لهم ماعنيت باحدى قصائدي , كانوا أسخياء بصمتهم , الكرباج وحده كان يوجه الأسئلة , وجروحاتي أجابت على كل ماأرادوه !
وقتها كنت أعتبر القصيدة باقة ورد أحمله الى العالم , منذ تلك الزيارة القسرية وزيارات تلتها , أدركت أن القصيدة ليست باقة الورد , هي عبوة ناسفة , وسكين , وشاهدة بالحق على مجتمعات الزور !
في بلادنا يعتبرون الشاعر من فصيلة العصفور , لهذا يفضلون الاستماع اليه وهو في قفص . ولم أكن أحب الأقفاص , لذلك حملت حقيبة كتبي وأوراقي , وخطفت حبيبتي وطرنا الى بيروت .
الى قفص أكثر اتساعا !

[مردوك الشامي]

منذ طفولتي عشقت القراءة , لا أذكر أنني أنفقت مصروفي على اقتناء لعبة كما أترابي وقتذاك , قرأت الأدب الروسي وآداب مترجمة عديدة وكنت لاأزال في المرحلة الاعدادية , قرأت المعلقات وكثيرا من شعر العرب القديم , كان يملؤني شجنا صوت جدي رحمه الله يصحو كل يوم فجرا يصلي ويقرأ القرآن حتى تطلع الشمس , فاستسلمت لصفحاته الكريمات وآياته , يذهلني فيه الايقاع اللغوي المتين ثم بدأت أفهم أنه الدستور والحافظ وأول وآخر اليقين .
أول نص شعري دونته كان بعنوان الفلاّح , كنت في الصف السابع , وطلب مدرس اللغة العربية كتابة موضوع تعبيري عن الفلاح , لا أعرف لماذا خرقت قانون حصة التعبير وحولت الفكرة الى قصيدة , كان مدرسي من شعراء مدينتي القامشلي التي تقع في أقاصي الشمال السوري , أعجبته القصيدة , أتذكر أنني بعد سنتين من تلك القصيدة البسيطة , وقفت على منبر المركز الثقافي في المدينة أشارك أستاذي أمسية شعرية بقصائد أحبها الناس .
كنت أصغر شاعر تعترف به المدينة , شاعر في صف البروفيه , ينافس شعراء المدينة الكبار .

[مردوك الشامي]

كنت أحيانا وأنا على مقاعد الدراسة الاعدادية أتأمل استاذي الشاعر , يقف أمام النافذة , الضوء وراءه وملامحه تتقد فطنة وشغفا , لا أدري لماذا وقتها أعتبرت الشاعر كائنا أسطوريا ؟.
حين تقدمت في التجربة قليلا أدركت أن الشاعر كائن عادي تماما , وأن عبقر الشعر وجنيات القصيدة مجرد خرافة لا أكثر , الفارق الوحيد بين الشاعر والآخرين أنه أكثر ضعفا وهشاشة أمام الجمال والحب والألم , وأن دمه من زمرة الحبر , وأنه يميل الى الجنون قليلا اعتقادا منه أن الجنون معادل للحكمة ؟.
لم أعتمد مرة على طقوس خاصة في كتابة القصيدة , أكتب في الضوضاء والصمت , في غرفتي والشارع , القصيدة نوع من الألم , لا ينتهي الا لحظة نقذف به يعيدا , الى الورق .
نحن كشعراء جلّ مانسعى اليه أن يشاركنا الآخرون آلامنا !

[مردوك الشامي]

اللغة رأسمال الشاعر , بضاعته التي يفاخر ويتاجر بها , مادته الخام التي من خلالها , يتميز ويتألق ويعلن مقدرته الصناعية .
أحيانا أشعر أن اللغة لاتكفي لأقول كل مالدي , اللغة مساحة للتداول يملكها الآخرون كلهم , يتلاعبون بها , يصدقون بها ويكذبون , يتحابون بها ويتحاقدون ويتخاصمون ,
الشعر أكبر من اللغة , أكثر اتساعا من الحروف , لهذا مهمة الشاعر الاحتيال على الأبجدية لكي يختال فوقها .
الكتابة الشعرية نوع من أنواع اللعب , الأشطر من الشعراء من يحتفظ ببعض طفولته لتبقى اللغة لعبته مدى الحياة .

[مردوك الشامي]

المحطات التي شكلت هويتي الشعرية والثقافية عديدة في حياتي , الفقر والعائلة والأم والمدينة والنهر والظلم والحرمان , الحب والموت والحياة بحد ذاتها وهي تتقلب وتقبل وتدبر , القراءات الأولى , الطموح الى التغيير والتمرد , الانكسارات الشخصية وهزائم الأمة التي بلا عدد .
أستغرب كيف لا يكون كل مواطن عربي شاعرا بامتياز , والواقع العربي يقدم لجميعنا أهم مسبب للقصيدة ومحرض عليها : المعاناة !

[على الرفاعى]

بسم الله الرحمن الرحيم

أستاذى الفاضل مردوك الشامى

بارتباك شديد أخطو وسط أساتذتى الذين سبقونى ..

لكننى-حقا- لم أستطع أن أمر مرّ الكرام دون أن أعبر عن اعجابى و تقديرى الشديدين ..

لى استفسار أرجو أن يتسع صدركم الكريم له..

تنظم الشعر المرسل .. مع قدرتك -التى لا تخفى- على نظم القصيدة العمودية..

فهل تعتقد أن الشعر المرسل هو أقدر على التعبير عن هذا العصر.. وافسح مجالا لمواضيع يصعب

على القصيدة العمودية تناولها؟؟!!

احترامى لشخصكم الكريم..

[أحمد سلامة]

أخي الحبيب مردوك الشامي
اسمح لي أن أقتحمك بأسئلة تختص في المجال الصحفي كونك صحفي

- الكثير من طلبة الثانوية العامة يحبون الالتحاق بكليات الإعلام للعمل بإحدى وسائل الإعلام المختلفة المقروءة والمرئية والمسموعة ظنّاً منه أنه سيصل لمكانة مرموقة في المجتمع، خاصة وأنه أخذ صورة بعيدة المدى عن عمل الصحفي الذي هو واقعه هو عكس ما نراه تماماً وخصوصاً على الصعيد المحلي.. ما تعليقك؟!

هل صحيح أن حياة الصحفي المهنية معلقة على صفيح ساخن كما يقولون فقد يُغيّب في لحظة غضب وقد يُهمّش لرأي شخصي صدر منه.. وقد يخسر عمله ويُطرد منه لمجرد أنه قدّم فكرة أو كتب شيئاً من الحقيقة عن أحد المسئولين الفاسدين في مجتمعه! وكيف يمكن للصحفي أن يقول الحقيقة دونما خوف!؟


محبتي..