الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديات الحوارية العامة > منتدى الحوار الفكري العام > منتدى الحوارات مع المبدعين الأقلاميين

منتدى الحوارات مع المبدعين الأقلاميين كل شهر نحاور قلما مبدعا بيننا شاعرا أوكاتبا أوفنانا أومفكرا، ونسبر أغوار شخصيته الخلاقة..في لقاء يتسم بالحميمية والجدية..

موضوع مغلق

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-03-2009, 11:48 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
إباء اسماعيل
أقلامي
 
الصورة الرمزية إباء اسماعيل
 

 

 
إحصائية العضو







إباء اسماعيل غير متصل

Bookmark and Share


افتراضي الأديب والصحفي الفلسطيني القدير حسن سلامة في حوار مفتوح مع الأقلاميين

عرفناه في أقلام، قلماَ مبدعاً وروحاً تنبض بالكلمة الصادقة المحبة للأصوات الجديدة والأقلام الواعِدة . والمتتبع لآثار حروفه ، يدرك بأنّ وراء هذا الانسان الخصب المعطاء شخصاً حكيماً، مبدعاً ، رائداً وصاحب تجربة كبيرة ومكانة في عالم الأدب والصحافة..
من تجربتي الاغترابية أعلم جيداً كم هو صعب أن تترك لك بصمة ومكاناً خارج وطنك. لكن هذا ماتمكن من تحقيقه بكل جدارة وثقة إلى أن وصل إلى مكان مرموق ولائق بحجم عطائه المتواصِل والمُخلِص.


إنّه الصحفي والأديب الفلسطيني القدير حسن سلامة

فأهلاً به ضيفاً مشرقاً ومتألقاً في حضوره الذي يكشف آفاق الانسان المتواضع العميق والثري في ثقافته وإبداعه.
دعونا نستنبط كنوز أعماقة وخبايا تجاربه الحياتية والابداعية
إليكم أولاً سيرته الذاتية والابداعية:




- من مواليد 7 نوفمبر عام 1951
- يعمل في الصحافة المحلية بدولة الإمارات منذ العام 1974 ، بعد تخرجه من جامعة دمشق مباشرة ..
- درس الفنون التشكيلية مساء في معهد يتبع وزارة الثقافة السورية – خلال دراسته الجامعية ..!
- خلال وجوده في دمشق كان عضواً في اتحاد الكتاب الفلسطينيين .
- أسس أول قسم ثقافي في صحيفة محلية اماراتية عام 1975 .
- - شارك في تأسيس أول مجلة أطفال في الإمارات عام 1976.
- عمل سكرتيراً تحرير في صحيفة الخليج اليومية منذ 1979 وحتى العام 200
- عمل مشرفاً فنياً لمجلة أدبية تابعة لنادي الشيخ محمد بن راشد ، بين الأعوام 1984 وحتى 2000.
- رئيس أول فرع لاتحاد الفنانين التشكيليين الفلسطينيين في الإمارات ( 1988- 1990)
- يعمل حالياً مدير تحرير مجلة أمنية في القيادة العامة لشرطة دبي ، منذ ديسمبر عام 2000 وحتى الآن ..

- نقاط لاحقة

- تزوج في العام 1973 قبل التخرج .. وعنده بفضل الله ، أربعة أولاد وثلاث بنات ( الكبرى متزوجة ولها ثلاثة أولاد ، كما أن أحد الأبناء متزوج وعنده ولد ( حسن ) ، كلهم جامعيون وأصغرهم / ابنة في السنة الرابعة إدارة أعمال ).
- يمارس الكتابة المنتظمة ، في مجالات المقال السياسي والشعر والقصة والمسرح ، والتوجيه ..
- هناك العديد من البرامج التلفزيونية التي كان ضيفاً فيها ..
- كتب أول قصة منشورة عام 1978 ، وأول دراسة عن فلسطين عام 1974 ، وأول شعر نثري عام 1968 ، وأول لوحة مرسومة عام 1964 ..!!!
- له كتاب مطبوع ( ليلة مقتل العصفور 1992)
- شارك في عدد من المعارض التشكيلية ..
- أقام عددا من الأمسيات الأدبية ..









التوقيع

غربةٌ،‏ تنْهشُ الروحَ‏ لكنَّ شوقي،‏
إلى الأرضِ‏ والأهلِ‏ والحُبِّ‏
عصفورةٌ‏ ستؤوبُ إلى أُفْقها
‏ وتُغنّي مع الفجرْ‏ شوقَ البَلَدْ!!..‏

إبــــــــــاء العرب
 
آخر تعديل إباء اسماعيل يوم 18-03-2009 في 08:30 PM.
قديم 13-03-2009, 11:52 PM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
إباء اسماعيل
أقلامي
 
الصورة الرمزية إباء اسماعيل
 

 

 
إحصائية العضو







إباء اسماعيل غير متصل

Bookmark and Share


افتراضي مشاركة: الأديب والصحفي الفلسطيني القدير حسن سلامة في حوار مفتوح مع الأقلاميين

* حدّثنا عن البدايات الأولى في رحلتك مع الأدب والعمل الصحفي؟
* ما هي الإرهاصات – من تجارب وأشخاص ومواقف- التي كوّنت اللبنات الأهم لتبلور شخصيتك الأدبية ؟






التوقيع

غربةٌ،‏ تنْهشُ الروحَ‏ لكنَّ شوقي،‏
إلى الأرضِ‏ والأهلِ‏ والحُبِّ‏
عصفورةٌ‏ ستؤوبُ إلى أُفْقها
‏ وتُغنّي مع الفجرْ‏ شوقَ البَلَدْ!!..‏

إبــــــــــاء العرب
 
قديم 12-04-2009, 01:43 AM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
حسن سلامة
أقلامي
 
الصورة الرمزية حسن سلامة
 

 

 
إحصائية العضو







حسن سلامة غير متصل

Bookmark and Share


افتراضي مشاركة: الأديب والصحفي الفلسطيني القدير حسن سلامة في حوار مفتوح مع الأقلاميين

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إباء اسماعيل مشاهدة المشاركة
* * ما هي الإرهاصات – من تجارب وأشخاص ومواقف- التي كوّنت اللبنات الأهم لتبلور شخصيتك الأدبية ؟


الأخت الموقرة إباء ،
هذا السؤال من ضمن البدايات ، أجبتُ على جزئية منه .. وسأرد على أسئلة اخرى ، لكنني آثرت الرجوع .. ربما يكون الحديث عن أشخاص بعينهم يثير الشجون ، ربما الفنان والشاعر أكثر حساسية من غيره ..
حين تصفحت يوميات ( أثر الفراشة ) للمرحوم محمود درويش ، قلتُ في نفسي : لو كانت هذه اليوميات التي كتبها ، هي الوحيدة لكفاه فخراً وشعراً وتجربة .. وحين لفتت انتباهي كلمات ، شعرتُ كم أنا بعيد ، في فج عميق عميق من الشعر .. لكن العزاء أنني أقتات على هكذا تجربة فريدة ، فتشبع النفس ، وتطمح للمزيد ..
لا مجال هنا للحديث عن درويش ..
لكن كلماته شدتني ودفعتني للحديث عن أشخاص ربما تركوا جرحاً غائراً في النفس ، دون أن أعرف عنهم شيئاً .. أتحدث هنا عن شخص واحد منهم ، رأيته صدفة ..
قبل ذلك ، لنقرأ كلمات من أثر الفراشة :

( .. أما الخريف،
فليس سوى خلوة
للتأمل في ما تساقط من عمرنا
في طريق الرجوع
فأين نسينا الحياة ، سألت الفراشة
وهي تحوم في الضوء
فاحترقت بالدموع ..)


هل يمكن الاحتراق بالدموع ..!!
ربما ،
دائماً حين أسافر في إجازة الصيف في سيارتي ، بعيالي وأغراضي ، أحاول ان أكون مهذباً عند بعض الحدود العربية ، لأنه من السهل جداً هدر كرامة الإنسان ، فإما تفقد حواسك وتقابل السيئة بمثلها فتدفع ثمناً باهظاً مستمراً ، أو تصمت ، فتحترق من الداخل ..
من عادتي دخول أي حدود عند منتصف الليل ، ربما ذلك السكون يدفع العاملين هناك إلى شيء من السكينة ..
ذات صيف، دخلت دولة زائراً ، وبعد أسبوعين ، كنت عند منتصف الليل داخل نقطة حدود ثانية في ذلك البلد بهدف المغادرة ، فمنعوني من الخروج ، لسبب بسيط ( ختم الدخول غير واضح بما يرضي رجل الحدود ) فطلب مني العودة لنقطة الدخول التي تبعد نحو 500 كيلومتر ، فأبيت ، وأصر على الرفض ..!
مكثت في العراء أنا وأسرتي ، وبعض الكلاب التي تعوي من بعيد ..!!
عند منتصف الليلة الثانية ، جاء باص / حافلة / من الشرق ، نزل الركاب ، فتشوا حقائبهم ، ختموا جوازات سفرهم ، صعدوا الباص الذي سار بهم حتى غاب في العتمة بعيداً ..
كنتُ أحسدهم ، وأمقت ذلك الرجل / ضابط الحدود / الذي سلبني جزءاً من إنسانيتي ووقتي ..
نظرتُ ، فرأيت رجلاً يعلق حقيبة على كتفه ..!!
لم أره قبل وصول الباص ، ظننت أنه تخلف عنه ، وسألته عن ذلك، فقال : أخذ الضابط وثيقة سفري ..
هنا ، ما احتجتُ لفهم جنسيته وسوء طالعه ..؟
نظرتُ إليه ، فقد كان شاحب الوجه ، متعرقاً من إرهاق داخلي رغم البرودة الشديدة ..
حزنت لأجله ، فدخلت إلى الضابط ورجوته أن يحل مشكلة ذاك الرجل ، وبلغة سمجة قال : عليك حل مشكلتك قبل مشكلة غيرك ..!!
اقتربت من صاحبي ، فأخبرني أنه من قطاع غزة ، خرج من هناك بعد حرب 1967 إلى هذا البلد لأنه كان قومياً عربياً ، فأكرموه ومنحوه وثيقة سفر ، مكث وقتاً ، ولم يحالفه الحظ في العمل رغم انه ( مهندس ميكانيكي ) ونصحوه بالسفر إلى البلد المجاور .. ففعل ، وحين دخل إلى هناك أودعوه السجن لمدة 12 عاماً ، وخرج من سجنه تلك الليلة فحسب ، وألحقوه بالباص عائداً للبلد الذي منحه الوثيقة ، وهو هنا وقد صادر الضابط وثيقته وتركه قربي وقرب تلك الكلاب التي تعوي من بعيد ..!!
أهو خريف الحياة الذي ما رأينا ربيعها ..؟
أم أنه الضوء الذي يجب أن نحترق به أو فيه ..؟
الحكاية طويلة طويلة .. ختم الضابط جوازاتي ( بعد توسط أحد أفراد حرس الحدود العابرين ، وقد اندهش لوجودي هنا منذ يومين) وبثمن بخس حل المشكلة : علبة سجائر وقبضة مكسرات وما يعادل دولاراً ..!!
بعد أن شغلت سيارتي وأحكمت إغلاق ثلاثة أبواب ، دخلت إلى الضابط : قلت له ( لو طلبت ألف دولار لأعطيتك ، لكنك أذل من ذلك وأنذل ، فقيمتك ما أخذت .. ملعولعفابيةقىبعث ىملعبيتغفلينك ..!!!

خرجت وبقي صاحبنا عند تلك الحدود ..
وبعد ثلاث سنوات قرأت خبراً عنه : المهندس فلان الفلاني ، دخلت زوجته إلى قطاع غزة ومنعت اسرائيل دخول أبنائه ، وأبقتهم عند المعبر إياه .. ولم تسمح لهم السلطات المصرية بالعبور ، لأن الاب غير موجود ، فقد رحل قبل ساعات إلى ليبيا ..!!
ياااه ..
كم هو جميل إحتراق الفراشات ..
إنها تموت عند الضوء على الأقل ....
وليس عند حدود الظلام ..

ألا يجعل ذلك من الإنسان ............ وكاتباً ؟؟

..






 
آخر تعديل حسن سلامة يوم 12-04-2009 في 08:42 AM.
قديم 13-03-2009, 11:55 PM   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
إباء اسماعيل
أقلامي
 
الصورة الرمزية إباء اسماعيل
 

 

 
إحصائية العضو







إباء اسماعيل غير متصل

Bookmark and Share


افتراضي مشاركة: الأديب والصحفي الفلسطيني القدير حسن سلامة في حوار مفتوح مع الأقلاميين

* هل ثمة انعكاسات للأجواء المحيطة سواءً على الصعيد الاجتماعي ، الثقافي و السياسي لإبراز تعددية إهتماماتك التي شملت الشعر والقصة والصحافة والفن التشكيلي، أم أنّ الموهبة هي التي فرضت نفسها؟






التوقيع

غربةٌ،‏ تنْهشُ الروحَ‏ لكنَّ شوقي،‏
إلى الأرضِ‏ والأهلِ‏ والحُبِّ‏
عصفورةٌ‏ ستؤوبُ إلى أُفْقها
‏ وتُغنّي مع الفجرْ‏ شوقَ البَلَدْ!!..‏

إبــــــــــاء العرب
 
قديم 14-03-2009, 12:27 AM   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
حسن سلامة
أقلامي
 
الصورة الرمزية حسن سلامة
 

 

 
إحصائية العضو







حسن سلامة غير متصل

Bookmark and Share


افتراضي مشاركة: الأديب والصحفي الفلسطيني القدير حسن سلامة في حوار مفتوح مع الأقلاميين

بسم الله الرحمن الرحيم

بالله نستعين ، وعليه نتوكل ..


قبل البدء ..

أود الوقوف قليلاً عند كلمات الأخت الكريمة / إباء اسماعيل ..
وكلما أتذكر إصرارها ، ومحبتها للعطاء ، أشعر بغيرة مميزة ، وأغبطُ هذه المرأة الشرقية التي اكتشفت في داخلها كماً هائلاً من العطاء الموجع الذي يستنزف الأعصاب في أحيان كثيرة ، وأكتشف أيضاً كم هي مثقلة بتفاصيل الغربة مثل الكثيرين ، تلك الغربة التي تتلون بالأمكنة والناس ، وينتج المرء وفقاً للمتاح حوله من هامش الحرية ، وهامش الفهم ..
هذه السيدة الفاضلة ، تشحن المرء رغماً عنه ، بكثير من الثفافة الراقية والنقد الجميل ، وهذا ما لفتني منذ بدأت أقرؤها في كلماتها الشاعرية ..
لا أخفيكم سراً أنني ماطلتها حتى درجة اليأس ، لكنها استمرت وتابعت ، مما أخجلني من نفسي ، رغم انشغالي وقلقي الدائمين .. ورغم المحاذير التي قد ننجرف إليها دون أن نعي ذلك .. فأنا أعتد بنفسي كثيراً جداً باعتباري مخلوق أحمل رسالة ، أحاول جاهداً أداءها بما يتاح لي .. لكن الأثمان قد تكون كبيرة في بعض الأوقات والأمكنة ..!
كثيراً ما تراودني فكرة / ما الفائدة من المواقع الثقافية / مثل أقلام وغيرها ، وماذا يمكن أن أقدم شخصياً من كلام مقبول ، فوجدت ، من أسف شديد ، أن الكثيرين لا يعيرون الثقافة الجادة أي انتباه ، وبالتالي لا يتقبلون نقداً أو إشارة لخطأ معين ، هنا أشعر مثل غيري من الذين يحترمون الكلمة ، أننا ننفخ في قربة مثقوبة .. وفي الوقت ذاته ، لا أستطيع أن أتفوه أو أكتب كلمات خارج منظومتي الأخلاقية التي تربيت عليها في تلك البيئة العربية الفلسطينية البسيطة المحاطة بغابات من الشوك والترصد ..

هنا ، أستميح أختنا إباء عذراً ، مطالباً باختزال وحذف المكرر من السيرة التي فوق ، يهمني ، وأيضاً يهمها ، ما نقدمة من كلمات صادقة ..

سأدخل تالياً في الإجابات ..
مع تقديري للجميع ..


أخوكم / حسن سلامة






 
قديم 14-03-2009, 01:14 AM   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
حسن سلامة
أقلامي
 
الصورة الرمزية حسن سلامة
 

 

 
إحصائية العضو







حسن سلامة غير متصل

Bookmark and Share


افتراضي مشاركة: الأديب والصحفي الفلسطيني القدير حسن سلامة في حوار مفتوح مع الأقلاميين

بسم الله الرحمن الرحيم

قبل الحديث عن البدايات الأولى في رحلتي مع الأدب والعمل الصحافي، كانت الرحلة الأساس ، التي أطلقتِ عليها (الإرهاصات) والتجارب والأشخاص والمواقف ،التي كوّنت اللبنات الأهم لتبلور شخصيتي الأدبية .. أو لنقل : شخصيتي / أنا الإنسان / الذي يمثل في مراحل مبكرة فرداً في ذلك الكم الهائل من الناس البسطاء الذين ألقى بهم اليهود وبعض العرب ، على قارعة المجهول المستمر .. فلا السيّارة تلتقطنا ، ولا الأنصار يقاسموننا الوجع وبعض الأمان ..!
في البداية ، كانت تخطر في بالي أسئلة صعبة : عن الغياب الذي انتظره آباؤنا ولم يأت حتى اللحظة .. عن الحق الذي اغتالته القوة ولا تزال ..
منذ البداية ، وربما في الطفولة المبكرة جداً ، كنت أنظر ملياً في وجوه الناس عند زوايا بيوت المخيمات ، والأزقة الضيقة .. كان وباء البؤس يخيم على الجميع ، والحاجة ماسة لكل شيء ..!
في ذلك الوقت ، لفتني رجل عجوز تحكي جوانيته جوعاً خجولاً ، فلم يكن يمد يده أبداً ..!
ولفتني أيضاً ، نساء يتكدسن أمام بوابة وكالة الغوث منذ الفجر ، لاستلام ما يقدمه العالم المتآمر من دقيق مخلوط بالشبة ، وقليل من السكر وصابونة، وزيت أصاب الكثيرين بالعشى الليلي ..
كنتُ أشعر أن الناس شبعوا من جوعهم ..!!
في ذلك الوقت ، تعلمت الرسم ..
رسمت ذلك العجوز .. وتلك النسوة بالسواد .. !!
لم أكن أعلم حجم المصيبة ، لأن الكبار كانوا يتحدثون عن الرجوع بعد أيام ..
ولأن الساسة ينامون على لحمنا ، بعد إيهامنا بصناعة المجد والعودة المظفرة ..
تلك اللوحات البدائية ، هي حجر الأساس ، حين تحولت الألوان إلى كلمات .. والكلمات إلى صور حية تمور في داخلي ، فتعصف بي ، ولم يكن ذلك إلا مشهداً عاماً لكل الفلسطينيين .. الجميع سواسية كأسنان المشط .. فالمخيمات الأولى والتالية واللاحقة لها سمة واحدة : تجمع الكل ، من كل المناطق والقبائل ، والذين كانوا وما كانوا ..
أنا تعلمت معنى الإصرار على الحياة من كل أولئك ..
ومن ذلك الكلب / منصور / الذي هاجر مع أسرة فلسطينية إلى ذلك المخيم .. فقد كان قبل ذلك يحمي بستانهم ودوابهم ، ويشاكس أطفالهم ، لكنه انكسر مثلهم في المخيم ، فلا يهش ولا ينش ، وإن دست على ذيله ..!
ذلك الكلب ، وجدوه ميتا بعد سنوات قليلة .. ربما حسرة ، ربما لأنه تسمم بعد أن أكل جلدة وثيقة السفر ..!!
كم نحن صامدون بعده ..!!
..


ملاحظة : أحب الكتابة هنا مباشرة ، دون تخطيط أو ترتيب ، ليعذرني الجميع إن وقعت في خطأ المعنى أو المبنى ..






 
قديم 14-03-2009, 05:25 PM   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
حسن سلامة
أقلامي
 
الصورة الرمزية حسن سلامة
 

 

 
إحصائية العضو







حسن سلامة غير متصل

Bookmark and Share


افتراضي مشاركة: الأديب والصحفي الفلسطيني القدير حسن سلامة في حوار مفتوح مع الأقلاميين

بسم الله الرحمن الرحيم


ما زالت الإجابة على السؤال الأول لم تكتمل ، وتراودني أفكار كثيرة هي بمثابة خيوط رواية ذاتية إن صح التعبير ، قد تنطبق على معظم الفلسطينيين في تفاصيلها الصغيرة ، وعلى معظم العرب بالتفاصيل العامة ..
أنا أعلم علم اليقين ، ما يعنيه الوطن لكل إنسان ، وفي أي مكان من العالم ، وكيف يتشكل في الوجدان ، حتى يصبح الذاكرة والشاغل في آن واحد ..
أقول : الوطن هو سنوات عشر من الطفولة ..!
السنوات التي تعي فيها الأمكنة والشوارع والمشاغبات ، وبدايات المراهقة ، وإرهاصات صناعة الرجل أو المرأة في نفس الطفل أو الطفلة .. السنوات التي يترعرع فيها الإنسان مع كل ما حوله : أهله ، أصحابه ، مدرسته ، شارعه ، الشجرة التي يمر بجوارها ، قلم الرصاص الذي يكتب به حتى آخر سنه وحتى تلامس المبراة الأصابع ..!
ذلك الوطن ، الكائن الحي كالنعناع أو القطة الصغيرة ، ينمو معنا بالتفاصيل القديمة ، وينتقل معنا أيضاً : مع التلميذ على مقاعد المدرسة ، مع الراعي الذي يهش على أغنامه ، مع الفلاح عند سنابل الفجر الذهبية ، في البيارات مع قاطفي البرتقال ، مع تفتح المخلوقات التي تصحو موحدة عابدة الخالق المبدع ..
الوطن ، ذلك الماكث المسافر معنا / المهاجر المقيم معنا / الهادئ المشاغب معنا .. هو الوطن المناسبة / العيد والجمهور .. هو نزق الطفولة وحكايات الكبار عند الثلث الأول من الليل ..
من ذلك الوطن ، شربت ، وما زلت ، ماء المحبة الحقيقية للأشياء والناس .. وكم كنتُ وما زلتُ أمقت الذين يكرهون ويسبون أوطانهم ..
( أقول دائماً : عليكم بالوطن وليس بعض القائمين عليه الذين قد لا يعجبونكم ، فالوطن باق وهم الزائلون )
من ذلك الوطن ، فهمت معنى انبلاج شجرة اللوز عن أبيضها الناصع ، وشجرة الليمون عن عطرها ، وشجرة الزيتون عن دمعها واحتراقها .. والدروب عن شرايينها الموصلة للبيوت البسيطة ، بطينها ووجوه أهلها ..
من ذلك الوطن ، تأسست في جوانيتي معرفة الله ..
ومنه غرفت المعاني الحاضرة ، حتى وإن كان غائباً إلى حين ..
الوطن ، هو المصداقية ، والمؤاخاة .. وصانع المجد ..
الوطن الجميل هو صانع القيادات والانقلابات والرموز والعداوات والأعداء ، والمصالحات...!
كم هو مدهش هذا الوطن ..
حين نرحل ، ( يتشعبط ) على أكتافنا ويسكن أجسادنا ..!
وحين نحلُ ، ينام في قلوبنا ، وقد يصيبنا بجلطة مفاجئة حين نتقلب فجأة .. أو حين نعجز عن تنفسه بالدرجة المطلوبة ..!
ذلك الوطن ، قد يسعد المرء كثيراً ، وقد يشقيه أكثر .. لذلك تكون الكرامة والعزة بحماية الوطن والذود عنه حتى الاستشهاد .. وتكون المذلة والهوان بالتخلي عنه وبيعه بمصلحة ذاتية فردية / أنانية ..!
لذلك ، نستطيع فرز الناس إلى طائفتين : المخلصين الوطنيين والخونة ..!!
ولذلك أقول : أنا والوطن من خلق الله المبدع ، الذي آلف بيني وبين التراب .. والماء والهواء والكون ..
من معجزة الوطن ، أن الذين يموتون في المنافي ، يقولون : خذوني إلى وطني ..!

هل نتحدث عن رواية أم عن حقائق أم عن فلسفة معينة ..؟!
لا أعرف بالضبط كيف أفصل هذه الأمور عن بعضها البعض .. فقد يعجب الكثيرين هذا السرد ،أو هذه التركيبة البسيطة ، لكن في قرارة نفسي أتمنى أن تتسلل بعض هذه المشاعر إلى الذين يحبون أوطانهم والذين ما زالوا لم يفهمون تلك الأوطان ، ليس من باب الإرشاد والتوجيه والنصح ، لكن لتعميم الفائدة الحقيقية التي قد يجنيها المرء من تلاحمه بوطنه .. فهو قد يمنحك العنفوان والصحة ..!
قد يسع كثيرون من هذه التعابير ، لكن في لحظة ، وفي مكان ما ، نرى البعض ينكر موطنه باعتبار أن ذلك يجلب إليه من الصفات ما لا يريد ، هنا يكون لا شيء/ لا هو ولا وطنه ..!!
ذلك الوطن ، كان زوادتي في الترحال .. والصورة التي لا تفارقني ، ما عرفت في وقت مبكر كيف أرسمه وأشرحه وأحكي عنه بالشكل الذي أردته في مرحلة لاحقة ..
لذلك أتمنى أن أفعل ..
..
..






 
آخر تعديل حسن سلامة يوم 14-03-2009 في 08:16 PM.
قديم 17-03-2009, 10:46 PM   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
إباء اسماعيل
أقلامي
 
الصورة الرمزية إباء اسماعيل
 

 

 
إحصائية العضو







إباء اسماعيل غير متصل

Bookmark and Share


افتراضي مشاركة: الأديب والصحفي الفلسطيني القدير حسن سلامة في حوار مفتوح مع الأقلاميين

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن سلامة مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم

بالله نستعين ، وعليه نتوكل ..


قبل البدء ..



هنا ، أستميح أختنا إباء عذراً ، مطالباً باختزال وحذف المكرر من السيرة التي فوق ، يهمني ، وأيضاً يهمها ، ما نقدمة من كلمات صادقة ..

سأدخل تالياً في الإجابات ..
مع تقديري للجميع ..


أخوكم / حسن سلامة
المبدع الرائع حسن سلامة
لقد انتقيت ماوصلني منك في السيرة الذاتية مالم يتكرر فيما نشرت هنا على ماأرى. قرأت ذلك مراراً ولم أجد أي شيء مكرر. بل إنني كنتُ أبحث عن تفاصيل أكثر تتعلق بسيرتك الذاتية وهذه من باب محبتنا لك ولكي نستوحي مزيداً من الأسئلة في حوارنا هذا. مثلاً:
ماهو المجال الذي تخصصت فيه وتخرجت منه في جامعة دمشق؟
في أية مدينة أو قرية فلسطينية ولدت؟
تحية الإباء والمحبة
وأشكر جميع الأقلاميين وغير الأقلاميين الذين يتواصلون معنا في هذا الحوار الساخن!!!






التوقيع

غربةٌ،‏ تنْهشُ الروحَ‏ لكنَّ شوقي،‏
إلى الأرضِ‏ والأهلِ‏ والحُبِّ‏
عصفورةٌ‏ ستؤوبُ إلى أُفْقها
‏ وتُغنّي مع الفجرْ‏ شوقَ البَلَدْ!!..‏

إبــــــــــاء العرب
 
قديم 18-03-2009, 12:17 AM   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
حسن سلامة
أقلامي
 
الصورة الرمزية حسن سلامة
 

 

 
إحصائية العضو







حسن سلامة غير متصل

Bookmark and Share


افتراضي مشاركة: الأديب والصحفي الفلسطيني القدير حسن سلامة في حوار مفتوح مع الأقلاميين

أحلام الفقراء ..!!

[size=5]أختنا العزيزة إباء ،
توقعت متابعتك السريعة ، واسئلتك التي تتوالى ، لكن إجاباتي قد تكون طويلة و / مسلية / في زمن الضنك الذي نعيش .. وأيضاً وددت اختزال التعريف ..
هنا ، اعتذر للأستاذ محمد النبهان ، والأستاذة شمس الأصيل النبهان ، سأرد عليهما لاحقاً ، فقد إثارا عندي فضول المعرفة في أمر يعنيني ، الحقيقة والطفولة العربية و .. تركيا .. وقد فتحا لي أفقاً آخر لخوضه قريباً ..


تحت عنوان / أحلام الفقراء / هناك أجوبة على أسئلة عدة ، أحببت أن تكون في السياق البسيط ، وربما المضحك المبكي ، وكنت أفضل استمرار السرد ، لكن لا بأس ..
لي صديق في المهنة اسمه / ع . اسماعيل / من حلب الشهباء وقبلها طرطوس .. عرفته على مدي عشرين عاماً ، قال لي ذات يوم ، أن هناك رواية ترجع أصوله إلى المماليك ، وتحديداً الظاهر بيبرس (!) وأن هناك من الأملاك والأراضي التي لا حصر لها في سوريا تعود ملكيتها لأسرته ، تحتاج إلى معملات قانونية بسيطة حتى يصبح صاحبنا من الأثرياء المرموقين عالمياً ، وهو الآن ضمن الطبقة المسحوقة ..!!
استبشرت أسرته خيراً ، وتسابقوا على الزواج المبكر وإنجاب الذكور لتحصيل أكبر قدر من الميراث ..!!
وحين بنى صاحبنا الأحلام الوردية والمشاريع المستقبلية ، ودقق في الأمر قبل تنفيذ الخطط القانونية ، قالوا له أن الاراضي والعقارات وموجودة بالفعل ، لكن عليها منشآت الحزب والحكومة .. !!
أنا كصاحبي ، لكن لا تربطني صلة بالظاهر بيبرس أو بالباطن محروس .. لكن بحكم الظروف وضيق الحال ، كانت إجابتي على سؤال المدرسين كالعادة ، محددة وواضحة وصريحة .. أريد يا أستاذي أن أكون طبيباً في المستقبل (!) وبقية التلاميذ رددوا تلك الأمنية ، وغيرها مثل : طيار أو ضابط أو معلم في الدرجة الاخيرة ، وهي كارثة تربوية سنتطرق إليها لاحقاً ..!!
لم تفارقني الامنية بخاصة أنه تم فرزي للقسم العلمي مع الفالحين في المواد العلمية / كنت أكرة الأدب والمحفوظات / وفي وقت لاحق كرهت الفيزياء والكيمياء .. لكنني أردت ان أكون طبيباً بأي شكل ، دون الأخذ بعين الاعتبار أية ظروف موضوعيةّّ ..
خرجت من قطاع غزة / مسقط رأسي / يعد نكسة حزيران بشهر واحد ، وكنت وقتها في الثاني ثانوي / علمي ، وعبرت فلسطين مشياً على الأقدام مع مجموعة من الفلسطينيين إلى الضفة الغربية فالأردن . بهدف مواصلة التعليم ، ودون تفاصيل ، وجدت نفسي أمام اللامحدود من المساحات والناس والأمكنة .. فقد خرجت من قطاع لا يتجاوز طوله 48 كيلومتراً ومتوسط عرضه سبعة كيلومترات .. وجت نفسي في فضاء وازدحام في آن واحد ..
تنازعتني حاجات الدنيا وضيق ذات اليد ، فانهمر علي الحنين لأهلي ، وفكرت في العودة من ذلك الطريق المرعب .. ( هناك مقال حول ذلك بعنوان / رسائل الاشجان : سفر الخوف / سانقله هنا أن كان ذلك لا يؤثر في سياق الحوار )..
المهم ، أكملت الثانوية العامة ، ولم تساعدني الظروف للسفر إلى اسبانيا لدراسة الطب المأمول .. لأنني لا أملك وقتها ثمن تذكرة سفر ، والذين وعدوني ( من المقربين ) كذبوا علي شر كذب ..!
قلت ، دمشق أقرب وأوفر وأفضل ..
دخلت الحدود السورية للتسجيل في جامعة دمشق ، لا أحمل سوى آمالي ، وبطانية ، وتسعة دنانير اردنية / تعادل وقتها أقل من ثلاثين دولاراً ...؟؟؟
أحد معارفي استضافني في المسكن الذي يقطنه مع زملاء في الجامعة ، وأخذني في اليوم التالي إلى الجامعة / المبنى القديم في الحلبوني ، ودخلت البوابة بحثاً عن كلية الطب ..!!
وحين تسللت في اروقتها ، وجدت بقايا جثث وعظاماً هنا وهناك ، ورائحة التحنيط وأشياء جعلتني اسقط على الأرض (!) فهدأ صاحبي / سليم / من روعي قائلاً : أصلاً أنت غلط في غلط ، في حد يريد دراسة الطب بتسعة دنانير يا حمار ..!!
( كدت أن أنهق وقتها ..) وحمدت الله على نجاتي من الطب .. ومنذ ذلك اليوم أكره الإبر والأدوية ، وزيارة الأطباء ، إلا في الشديد القوي ..!
لم يكن أمامي خيار ، سوى في كلية قريبة من المواد العلمية ، وقد انتهى الوقت ومواعيد التسجيل / المفاضلة ، فدفعت خمسين ليرة سورية للتسجيل في كلية الاداب قسم الجغرافيا ، حتى لا اعود خالي الوفاض ..!!
بتسعة دنانير تريد أن تدرس الطب يا حمار ..!!
ما زالت ترن في اذني ، وأتصل بصاحبي نفسه في ليبيا .. لأشكره ، واعتذر له عن تهوري .. وعن احلام العصافير ..
ثبت لي أن أحلام العصافير لا تتحقق ، وحتى لا يتهمني صديق جديد بالحمورية ثانية ، استدرك بالقول أن العصافير لا تحلم أصلاً ..!!!
وحين تزوجت قبل حرب اكتوبر بعشرة أيام ، وكنت وقتها معلماً وكيلاً في مدرسة كفر سوسة بدمشق ، تم تبليغي من قبل السيد الناظر بنقلي لمدرسة نائية جداَ ، ليدفعني أحدهم (حسب ما فهمت بعد سنوات ) للاستقالة حتى يلهف الراتب الصيفي الذي كان يساوي 630 ليرة سورية ..!!
كم كنت أبني آمالاً على ذلك المبلغ ..!
...
..[/size
]







 
قديم 19-03-2009, 12:52 AM   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
حسن سلامة
أقلامي
 
الصورة الرمزية حسن سلامة
 

 

 
إحصائية العضو







حسن سلامة غير متصل

Bookmark and Share


افتراضي مشاركة: الأديب والصحفي الفلسطيني القدير حسن سلامة في حوار مفتوح مع الأقلاميين

[size=5]بسم الله الرحمن الرحيم

نعلم أن هناك عدداً من الأمراض المزمنة والمستعصية ، عافاكم الله وأدام عليكم الصحة والعافية ، ويجهد العلماء سعياً وراء العلاجات والحد من تلك الامراض ..
لكنني ارى أن هناك مرضاً لا علاج له ، فيروس خطير ، نؤسس له بمحض إرادتنا ولا نريد الفكاك منه .. إنه فيروس / الوطن / والحنين إليه ..
في معظم الحالات التي اعرفها ، ومعظم المغتربين ، يتمنون أن يعودوا لأوطانهم ، أحياء أو غير ذلك ..
هنا صورة للحنين ، ومحاولة التوغل للوطن .. رغم كل شيء ، وهي حلقة من / رسائل الأشجان / قد ترونها وغيرها في هذا المنتدى .. هل قراها أحد ..؟!!!

سفر الخوف

كتب الغلبان في تقديمه لسفر الخوف:
جلست استرق السمع قبالة الوطن ..
كان صوت الصمت يثير الريبة ..
الليل مثل الليل،
والخوف مثل الخوف..
والعتمة مثل العتمة ،
بعضها فوق بعض ، تنام على سفوح الجبال وأسطح المنازل.
كن تمنه قاب قوسين أو أدنى ..
دنوت إلى عبق ترابه وعتيق زيتونه وأزهار لوزه الثلجية..
قريب بعيد هو..
أراه أبي وأمي ..
وأراه الحبيبة .
أراه امرأة تغمر أطفالها بالدفء..
وأراه عيون أطفال تشغلهم الابتسامة عن الحزن ، بيتاً وشارعاً أو وريقات شجيرة تعزف للوقت نهايات الخريف..
وحين تضيع هذه الصور..يكون المرء كمن ولدته أمه عارياً من كل شيء..ضعيفاً لا ظهر له أو سند..
لذلك،كان الخوف المميز من فقدان الصور والأمل..فالخوف هو مكونات المغامرة أو التراجع!
كتب أيضاً على هامش التقديم:
(كان حسين رمضان من رفح ، في دمشق ، يحلم بمدينة فاضلة ..
وكان توفيق حجي من غزة في ليبيا ، يحلم بقرية فاضلة ..
وكان محمود فرسخ من طولكرم ، في إربد ، يحلم بخيمة فاضلة..
وأنا كنت أحلم بغد أفضل ..
نحلم ، كنا جميعا ..
لا أعرف أينهم ، أينني الآن ..
لا أعرف مصير أحلامهم..
فبقيت وحدي..ألهث خلف الذاكرة والحلم.
لكنني أعلم إن هناك ما يربطنا ..
الوطن ..

**
في واقع الحال، لا نستطيع أن نتفق مع الغلبان حول تكريس ظاهرة الخوف في زمن يعج بالشجعان (..!)إلا أنه بطريقة خاصة كان يقنعنا بوجهة نظره في كثير من الأحيان..!
يقول:
كان للغول في عقول الصغار ألف حكاية ..
تحكيها جدتي أو عمتي أو خالتي .. لا أعرف حتى الآن لماذا كانت الحريم فقط تحكي لنا تلك الحكايات ، خصوصا قبل النوم ..؟
كانت الحكايات تلك تترصد أحلامنا ، فيهرب الشاطر حسن من الذاكرة.!
لذلك كنت في حاجة إلى قرار يبعد عني الخوف لاجتاز أكثر من حاجز واجمع شتاتي..
بدايات المنافي تكون مرة ، كدواء ..
لا بد من العودة للوطن مهما كلف الأمر ..
كان يجب أن ابتلع نبض قلبي ، وتدفق شراييني ، حتى لا ترقبني عيون البنادق وأذيال السياط ..
كان اجتياز الأسلاك إلى الوطن جريمة مزدوجة في النهار ،وخوفا واحدا في الليل..والخيار الأفضل هو الثاني ..
الساعة تقترب من الثالثة فجراً..
درب جبلي ، بعد اجتياز النهر ، لا يتسع لاثنين .. جرف جهة اليمين، وهوة نحو اليسار..وعلى بعد عشرين مترا تقريبا ، تسد صخرة منتصف الدرب ..
فوقها شيء أسود لا يتحرك ..
يضع الغلبان بضع نقاط بين قوسين ، يقول:
( أنا الآن في منتصف الخوف..).
خوف أمامي..
خوف خلفي ..
المجازفة الأخيرة يستحقها الوطن..التراجع يحتاج إلى جرأة..والإقدام يحتاج إلى جرأة أكبر..
اقتربت ربع خطوة، نصف خطوة، .... خطوتين ..!
كان ضبع يرقبني، لم يتحرك من جلسته تلك، كأنه كان ينتظرني ، كأنه مخلوق لي ..!
خلعت سروالي وقميصي ( بقيت بالزلط ) وجعلتهما درعاً على ساعدي ..
اقتربت أكثر..شعرت أن أنفاسي تثير عاصفة، حاولت كتمانها..مددت ساعدي حتى إذا راودته فكرة اللحم وقرقشة العظم، القمته ملابس جافة وبقايا نعال ..
ضيق إلى حد الاختناق ذلك الدرب ..
صامت إلى حد الفجيعة ذلك الصمت ..
الأمكنة والوقت كخرم إبرة..
عيناي الآن محدقتان في عينيه ..
وحدي أنا..
وحده هو..
وحدنا نحن ..!
النتيجة تحسمها الشجاعة وليس الخوف..
قلت في نفسي واقتربت، كأني أشم أنفاسه ..
كادت نظراته تخذلني..
ساعدي الآن عند أنفه..
كُلْ.. لم يأكل.. !
تجاوزته في لحيظات كأنها دهر..
تراجعت نحو الأمام رويداً رويداً..خطوة..اثنتين ، ثلا ...
لم أركض حتى لا يطمع في جسدي ..
لا أريده أن يكتشف خوفي الذي تلاشى تماماً من رأسي وسقط في قدمي..
بعد أمتار قليلة..وقفت..نظرت إليه لكنه أشاح بوجهه عني..
..
تركني ارتدي ملابسي..
ذلك الضبع النبيل..استحى أن ينظر إليّ عرياناً..!
...
علمني منذ تلك الليلة أن الخوف من المكونات الأساسية للمغامرة والإقدام..في لحظة ما..
أمامي ساعة قبل أن يشقشق الضوء•• عليّ أن اختبئ من أعدائي المدججين بكل وسائل القوة والبطش ..
أنا أعزل ، لا أريد أن أموت دون ثمن ..!
سأنتظر حتى ينام الليل مرة أخرى على سفوح الجبال وأسطح المنازل..
نمت تحت شجرة تين حتى شمس الضحى ، حين يد مرتعشة لسيدة ترتدي ثوبا مطرزا ، تربت على رأسي ، وفي الأخرى رغيف خبز وبعض زيتون..
ابتسمت، وابتسمت هي..
كان الوطن هو كلمة السر الوحيدة التي نطقت بها العيون..
ابتعدت .. وبقيت تحت شجرتها حتى جن الليل ..
...
.
سلاما أيتها المرأة المطرزة ..
سلاما أيها الضبع النبيل ..!![/size
]






 
قديم 21-03-2009, 12:10 AM   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
إباء اسماعيل
أقلامي
 
الصورة الرمزية إباء اسماعيل
 

 

 
إحصائية العضو







إباء اسماعيل غير متصل

Bookmark and Share


افتراضي مشاركة: الأديب والصحفي الفلسطيني القدير حسن سلامة في حوار مفتوح مع الأقلاميين

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إباء اسماعيل مشاهدة المشاركة
المبدع الرائع حسن سلامة
كنتُ أبحث عن تفاصيل أكثر تتعلق بسيرتك الذاتية وهذه من باب محبتنا لك ولكي نستوحي مزيداً من الأسئلة في حوارنا هذا. مثلاً:
ماهو المجال الذي تخصصت فيه وتخرجت منه في جامعة دمشق؟
وماذا تعني لك دمشق؟
في أية مدينة أو قرية فلسطينية ولدت؟
وماذا تعني لك تلك المدينة؟
تحية الإباء والمحبة
وأشكر جميع الأقلاميين وغير الأقلاميين الذين يتواصلون معنا في هذا الحوار الساخن!!!

سيأتي المزيد من هطولات الأسئلة !!






التوقيع

غربةٌ،‏ تنْهشُ الروحَ‏ لكنَّ شوقي،‏
إلى الأرضِ‏ والأهلِ‏ والحُبِّ‏
عصفورةٌ‏ ستؤوبُ إلى أُفْقها
‏ وتُغنّي مع الفجرْ‏ شوقَ البَلَدْ!!..‏

إبــــــــــاء العرب
 
قديم 21-03-2009, 12:26 AM   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
حسن سلامة
أقلامي
 
الصورة الرمزية حسن سلامة
 

 

 
إحصائية العضو







حسن سلامة غير متصل

Bookmark and Share


افتراضي مشاركة: الأديب والصحفي الفلسطيني القدير حسن سلامة في حوار مفتوح مع الأقلاميين


بسم الله الرحمن الرحيم

الشاعرة الرقيقة إباء ..
لك المجد ، ونحن جاهزون للإجابات ، لكن ليس من المستحب التكرار ..!!
هناك في المساهمة رقم 21 / بعنوان / أحلام الفقراء .. الإجابة التي طلبت ..!!
أما ماذا تعني لي دمشق ، فذلك يحتاج إلى التقاط الأنفاس .. !!
من المؤكد أن الإجابة ستكون .. مفصلة أيضاً






 
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

اشترك في مجموعة أقلام البريدية
البريد الإلكتروني:
الساعة الآن 04:53 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2023, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط