|
|
منتدى القصة القصيرة أحداث صاخبة ومفاجآت متعددة في كل مادة تفرد جناحيها في فضاء هذا المنتدى..فهيا لنحلق معا.. |
مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان) |
|
أدوات الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
06-04-2015, 04:58 AM | رقم المشاركة : 1 | |||
|
الاحلال و التماثل
على رقعة فسيحة كان يتحرك ينتفض كخلايا تتمزق ، وتخاصم بعضها . يتوهج كعاشق يتأتئ كأن حبات الرمل تحولت إلي كلمات و الكلمات إلي حبات وهج ، و شفاه غليظة أو رقيقة ، تبعثر قبلاتها كزخات مطر من حريق . بدا كمجنون الغريب أنه كان يمرر شفتيه على الرمل ، فلا يعلق بهما ، بل تزدادا أحوارا و ترطيبا . وتسمع أنفاسا لا يمكن أن تكون له وحده ، بل لمدينة آهلة . ربما لو وضعت نفسك في نفس المكان العلوي الذي سبق هذا ، تمكنت من سبر غوره ، ووقفت على ما أشجاه ، وطيّر اتئاده ، و سحبه هكذا على وجهه ، و ربما لن ترى ما رأى . لن تخسر شيئا على كل حال ، إذا ما أقدمت على تنفيذ ما ارتأيت .. هاهي التبة التي كان يعتليها ، تأكد أن الزاوية نفسها كانت لك ، و اتجاه البوصلة لم يتغير . يلزمك أن تعد نفسك لحالة التوحد ذاتها ، حين لا تجد الرمل كما رآه ، بل شيئا ما كان يلون عينيه ، و يغور في خلاياه . الفراغ في داخلك لا يشاركه إلا التساؤل ، و اقتفاء اللحظة ، و التقيد بعيدا عن أحكام الذات المفردة ، يرحل بك في الرمل ، و علامات التعجب المدرجة هنا وهناك ، تتعقب ما خلفت الزواحف و الريح ، و بعض الأعشاب الجافة أو المخضلة ، أو هشاشة الرمل و صفائه ، مع الأفق المنحدر في البعيد ، مع دوران الشمس ، و ذبولها عند حافته . المحاولة غير مجدية ، و أنت تتلهف الفتك بسره ، و رؤيته على وجه النصوع .. أمامك دون القدرة على مواجهته أو معايشته اللحظة أينما تكون ، ليس سوى مطاردة حالة شبقية ، أو عشقية عسيرة الفهم ، و الترويض أيضا . لا بد من وجود مسافة بين السطح و التبة ، بين العلة في قاعك و تجلي الرؤية في انعطافات هواجس الرمل في عينيك ، لتكون في نفس خط الطول و خط الرسم الواصل بينك و بين تهادي جسده و روحه في فلك الرمل ، أو الفلك الغامض عليك ! الشجرة لا تسأل عن وجودها ، و لا الرمل يئن في استجابات الطحالب ، و لا اعتكاف الزواحف و القوارض في أفخاخها و جحورها ، و ربما الريح عن تعثرها في نقيع التهالك ، و استدارة زوابعها في نقطة محمومة ، قد تثير الريبة ، أو تفض شقاوة الاحتمال في ذات ما ، يهلكها التفاوض مع العبث الأزلي ، في صحراء تتيه في إعجاز صمتها عن ما تخزن من أسرار و نوايا باطنة ، قد لا تكون سوى ذرائع ، أو محض كوابيس ! عد لمنطَقَة البداية ، حيث حطت به الأسباب ، إلي الأسباب نفسها ، و علة الوصول ، ليكون كجعران مفخخ بالحنين و الأشواق إلي ما كان و ما هو كائن ، و ما يكون ، أهو السعي في البرية بغير هدى ، أم هو السأم و البحث عن جدوى في شساعة الرمل ، أم اليأس و الرحيل في العدم ؟ انتبه إلي ما تبرعم ، و ما آل إليه ، حيث فاض و علت صرخة ، ظلت تطارد الصمت حتى أسقطته صريعا ، بينما استفاق الرمل في أميرة تنامت على جسده ، تتكور بطنها ، وتتفجر ينابيع ، و رأسها تأكل الطير منه ، تثقب أرضا لتخرج ما تخبئ تحت قشرتها ، فتكون سدرة و مدنا و قرى . ثم ترحل به إلي سيرتها الأولى ، فتنال منها الريح ، و ينال منه النكوص و الخذلان ؛ ليعود إلي ذات التبة ، عله يرى السطور الأولى جيدا ، ليكتشف سر ما اجترأت عيناه على النفاذ في أقطاره ! |
|||
07-04-2015, 06:18 PM | رقم المشاركة : 2 | |||
|
رد: الاحلال و التماثل
ليس رملا بل شبائب فكر مشتعل ينبسط سديما على رحاب الخيال، يتأجج ليتشظى ألقا وأنوارا بديعة التشكيل...لا تسعف التبة كمرصد ولا التحول جعرانا لتمثله والتفاعل معه... لا أدري كيف استسيغ أن الابداع يرسم خطوات إبداع ،بمعنى آخر كيف أن يحل الرمل إحلال العابث به وكأنهما وجه لعملة واحدة بل نقطتا ماء لا تمييز بينهما جميل هدا النص يذكرني بكتابة جبران حين يسيح وراء شطحات قلمه وفكره حيث لا حدود ولا حد للتسامي بالخيال...وتحضرني بشدة الآن ما خط تحت عنوان الأرواح المتمردة...والآلهة لا وجود لتناص ولكن اتساق ونسق... ـ تنويه : لعلك تقصد احورار... مودتي وموفور تقديري حدريوي مصطفى (العبدي ) |
|||
09-04-2015, 04:51 AM | رقم المشاركة : 3 | |||
|
رد: الاحلال و التماثل
و كأنها دائرة مغلقة لا بداية لها و لانهاية ، تدور فيها و حين تشعر أنك قد قاربت على الوصول تجد نفسك عند نقطة الانطلاق .. |
|||
09-04-2015, 02:54 PM | رقم المشاركة : 4 | |||||
|
رد: الاحلال و التماثل
أقول: استمتعت بنص باذخ الخيال.
|
|||||
13-04-2015, 12:39 AM | رقم المشاركة : 5 | ||||
|
رد: الاحلال و التماثل
اقتباس:
فأظن من وهجها أنها تسعى إلي رحابة أفسح و أدق في تفاصيلها فإذا بقوايا الخائرة تلعنني و تطرد الهاجس إلا بعض ما تناثر في أديم استباقها ! محنتني الكثير هنا .. و أشعلت ظنوني قوارير بأصابع السماء محبتي أستاذي |
||||
13-04-2015, 11:03 AM | رقم المشاركة : 6 | |||||
|
رد: الاحلال و التماثل
القدير ربيع عبد الرحمن
|
|||||
13-04-2015, 10:48 PM | رقم المشاركة : 7 | |||
|
رد: الاحلال و التماثل
الأستاذ الحبيب الرائع ربيع عبدالرجمن |
|||
14-04-2015, 02:08 AM | رقم المشاركة : 8 | ||||||
|
رد: الاحلال و التماثل
اقتباس:
هي كلمة حق أخي الأستاذ / عدي والربيع حين أزهر في جدبنا ، بانت تباشير الخضرة ، ومواكب الزهر .. لغته الوارفة يلوذ إليها المتعب الهارب من صخب الحياة فثم الخضرة ووجه الحرف الحسن ، ومتعة على إيقاع كلمات منغمة .. لكن أخي عدي مالذي يمنعك من أن تعود مشرفا لقسم القصة القصيرة ، فتعطي النصوص حقها ، ويستوفي كاتبوها منك مستحقهم .. أنت تعلم أني كنت عينت هنا مشرفة بصورة مؤقتة ، فقط لأسد فراغا كان خلفه من هم هجروا المكان ، ولست أطيق كل هذا العبء في ظل غياب أغلب المشرفين من مختلف الأقسام ، كان يجب أن يكون إشرافي هنا بصورة مؤقتة ، لكنه طال .. لماذا لا تعود مشرفا ؟ أما عن النص فحقا هو للروائع أهل ، والروائع به معتز فخور .. فإلى شرفة الروائع إذن .. مع كامل امتناني لحرف تعلمنا منه ولا زلنا نمني النفس أن ننهل منه ما نروي شغفنا وعطشنا لمثل هكذا نداوة .. احترامي لسيدي ربيع وكل التقدير . ولك أخي عدي ..
|
||||||
14-04-2015, 07:27 AM | رقم المشاركة : 9 | ||||
|
رد: الاحلال و التماثل
اقتباس:
و قراءة هذا النص كما أسعدني ما أبديت من رؤية أثمنها خالص محبتي |
||||
15-04-2015, 12:15 AM | رقم المشاركة : 10 | ||||
|
رد: الاحلال و التماثل
اقتباس:
سعيد أن أعجبك النص محبتي |
||||
16-04-2015, 10:57 PM | رقم المشاركة : 11 | ||||
|
رد: الاحلال و التماثل
اقتباس:
نحن في حاجة إليك و إلي وجودك بيننا .. الأقلام التي ترسو على ضفاف الأقلام تناديك برجاء الاستجابة فالجزر عميق و الموانئ عطشى تحتاج من يرطب جفافها ! محبتي |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | تقييم هذا الموضوع |
|
|