مجنونٌ أنا يا سيدتي

[محمد كوري]

مجنونٌ أنا يا سيدتي بهواكِ
أراقبُ النجومَ فلا أرى سِواكِ

فهل إنسٌ أنتِ يا مُهجةَ القلبِ
أم من السماءِ نزلتِ كالملاكِ!

اقطُفيني لعالمكِ يا مُنيَتي
فإنَّ الروحَ أسيرَ مُضناكِ

لا الأرضَ تَسَعُ تَباريحَ سَدَمي
ولا الكونَ ببالغٍ تتيُّم مداكِ

إني يا سيدتي رجلٌ بائِسٌ
وما لهُيامي شِفاءٌ إلّاكِ

جريحُ الهوى يا سيدتي أنا
ومالي طبيبٌ غير شَفَتاكِ

أسيرَ الشوقِ أبقى دوماً
حتى وإن كنتُ بين يداكِ

فهل لي من شَهْدِكِ حظٌ
أم أبيتُ رفيقَ سُهْدٍ وإنهاكِ

يا سيدتي، كيف لي أن أبلغ
غايتي من العِشقِ دون هلاكِ

وكيف لي منكِ قولي لي
والطريقُ إليكِ مليءٌ بأشواكٍ

ولكني قد عقدتُ العزمَ فلم
أزل أصارِعُ إلى حينِ لقاكِ

ولن يكونَ لي طِيبٌ حتى
وإن فَتَكَ بي حبكِ الفَتّاكِ

ولن تَهونَ عليّ النّفسَ حتى
وإن فقدتُ إحساسي وإدراكِ

ولن يَطيبَ لي عَيشٌ حتى
وإن فقدتُ الذِّكرَ دونَ ذِكراكِ

ولن يُغمَضَ لي جَفنٌ حتى
وإن ضاعَ عني البَصَرَ فِداكِ

ولن أكونَ في راحةٍ حتى
وإن خرجَتِ الروحَ صَوبَ الإيَاكِ

يا سيدتي، إني قد تعِبت
تعِبتُ يا سيدتي لأجلِ عَيناكِ

تعِبتُ وروحي هَوَت هذا التّعب
ولازَمَت خُطاها على هُداكِ

تعِبتُ ونفسيَ رأت من الهوى
ما أشقاها كثيراً فأغواكِ

أطارِدُ منذُ ملايينَ السنينِ
قلبيَ المسلوبَ بين ضِلعاكِ

اعتقيني، اعتقيني يا سيدتي
وارحميني من جَورِ جَفاكِ

فإني قريبٌ من الفناء والانتهاءِ
وإني ذليلٌ فيكِ، ماذا دَهاكِ!

اعتقيني واعتقي روحي سيدتي
فإنّ روحي معلّقةٌ في سَماكِ

اعتَقيني واعتقي قلبي سيدتي
وخذيني وروحي، بين نَهداكِ

.
.

[راحيل الأيسر]

شعور رقيق
وكلمات نابعة من حس عاشق مرهف ..


جميل ما كان منك هنا
أستاذنا المكرم أخي / محمد كوري .


تقبل التحية والاحترام ..

[محمد كوري]

كل الشكر والامتنان لمرورك الجميل أختي الكريمة
تحياتي