|
|
منتـــدى الخـواطــر و النثـــــر للخاطرة سحر و للنثر اقتدار لا ينافسه فيه الشعر، فهنا ساح الانتثار.. |
مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان) |
|
أدوات الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
07-12-2011, 05:15 AM | رقم المشاركة : 1 | |||
|
رسالة مرة
اعذروني هنا فجبهتي تؤلمني من كثرة ارتطام الجدار بها، هذه مساحة للنيل من كل الأوغاد ، مساحة أتركها لوطن فقد عيونه ، و تمترس بوضوءٍ كافر. سألعن نفسي ألفا , و لا تدعوا لي بالمغفرة و الهداية ، فأنا قررت الانتحار عاراً أمام حانات عواصم القرار العربي . لي في الموت جحيم أتمناه . إرفعوا نخب دمشق عالياً ، لتصطك الكؤوس و يندلق الخمر على طاولات نبيل العربي و اليتم . فالرصيد بعد كل الشهداء سيكون تحت الصفر, إضافة إلى هامش غواية شمطاء . و ألف شريف سيبكي حسرة ما يجري. حسيرا سيمضي النورس . و تعيسا سوف يسدل الستار. وقح أنا سوف أكون, نذلٌ جداً ، أتمرغ في وحل الرذيلة أمامكم يا سادة القرار. فأرسلوا ملائكتكم لتلعنني جهراً و أنـا في طريقي إلى حمص . أحمل نعشي على كتفي ,و أنتشي بجراحاتي . العنوني إن أتيتم إلى هنا . صوبوا رماحكم إلى صدري ,و ظهري .. لكني سأصل إلى البرتقال في اللاذقية, وطرطوس.ورفح, قبل أن يسقط . وألتقم حبات اللوز في رنكوس,وصيدنايا وتلفيتا,قبل أن تجف. و سأموت حينما أنهي تراتيل سور سخطي الطويلة . أتحرك كالموتى و فاقدي الإدراك. أحاول أن أتشبث بخيوط تتدلى من السماء ، و من نوافذ القمر ، من بركة الدماء تلك التي أرى وجهي ينعكس عليها ، وطنا فقد رئته و ازدان بالبكاء . أتلقف عمى روحي وسط ظلام المحاق ، أغرس ضلعي الأيمن زيزفونا أصفر، و أناضل على الطريق بقدميَ هاتين اللتين فقدتهما على رصيف مدجج بالشوك ، ووجه أبي الراحـل . أطرق حانة المدينة المهمشة، تزكمني رائحة الوجع المنتشية على أغصان الأمل ، أقبل جبهة السقوط طويلاً ، و أطلب لي قدحاً من نبيذ مسكر، فيه قطع ثلج سوداء ، أغطي بها الكثير من ضياع أمتي . هنا . أحتاج لأن أهرب مني ، من جلدي ، أسلخه عن عظمي ، و ألوذ من أفكاري و أشيائي الصغيرة ، من أرجوحة الأطفال ، و غيرة النساء ، و انسيابية الموت على كف ضئيلة معلقة في الهواء تلوح للشهداء , للجرحى. سأنتحر و أطلب شنقي على جذع زيتونة، و أعلق تهمتي على جبهتي . أسلم مفاتيح القلب لأبطال حماه ، و أدعو اللاهثين لقطرة لعاب الظمأ, أن يبتلعوني . سأثمل الليلة و غدا , لن أنفك أبرح ضجيج اللحد و الخيبة العتيدة في داخلي . سأستقيم كمسطرة طالب هندسة ، أرقم الاتجاهات ، و أستأنف المضي ارتفاعا. أنـا سيء جدا , قريب من الشراسة ، و عمري آفل لا تسعه قبضة اتزان . أنا بضع من بضعة هفوات خافتة ، ترمق الشر يتأجج من عيون جاحدة , و لا أدري هل يجوز فتح فمي ؟ و إطلاق الماء من حنجرتي ، و البكاء !! هل هنا من يمنحني بكاءً يليق بي فحسب,بهوية اتهموها ب " اللانتماء ؟؟ " يحملون موتي قطعة قماش بالية ، و شوارع بلدتنا ترزح تحت القتل ، و الندى لم يعد يسقي الزهر و لا يروي عطش البرية. نوافل الربيع اصفرت و نامت عيون الأطفال و هي مبتلة بحلم لم يكتمل. سأرفع قبعتي ، و أتسلق حجراً ضخماً ، و أحفر عليه اسماً عابراً ، قضم طبشوري ، و استباح عري يرقاتي ، سأقف عاريا إلا من الانتكاسات العشر ، أوزع نيشان الصفعات على جند الطغاة ، و أنقذ الشقيق من سيف أخيه ، و ألثم يد القدر أن ترحم صرخة أم ثكلى ، سأجرنبيل العربي من تلابيبه ، و أدعوه ليؤخر قطارات المرافيء ، أنفخ في الريح صرختي و أشرد أفكاري على حبل الغسيل المهتريء. ألتهم قطع لحمي .. فإني جائع و لا أستلذ مائدتك أيها العربي يا صاحب البندقية العاتية . و أخيرا بعدما سحقتني حوافر الصمت العربي ، و اصطكت بي جدران تميد على خاطري , و بعدما حلفت يمينا أنني اكرههم جميعاً ، و بعدما رفعت رأسي عاليا لأقيس ارتفاع رايات العرب و لازلتُ الأضخم و الأطول. و بعدما تورطت في سيجارة مسمومة أنفث دخانها في قلبي ، و بعدما سجلت انتسابي الساحق للصعاليك و الفقراء . و بعدما لم يعد يهمني شيء , لا أنثى , و لا وطن , و لا أهل. قررت أن آتي إلى هنـا ، لأنحر براءتي ، و أرتكب مجازر في مدن أشعاري. و أبصق في وجه السادة ثلاثا . و "طز" في وطنيتي , و في انتمائي و في هويتي . طز في مباديء القومية ، و شعارات الانتصار ، و في المجد المبين ، و مؤتمرات القمة و مؤتمرات السلام . طز من المحيط إلى الخليج .. من بيت لحم إلى الجليل. و عذراً للشيخ " ياسين ", عذراً لأطفال الحجارة فقد صرنا حجارة , الأجدر أن تقذف في قعر الجحيم. عذراً لكل الشرفاء . و أصحاب الهمم العالية في العالم. عذراً " لناجي " ، و " الماغوط " ، و الأقلام الحزينة. و عذراً للأنبياء . عذراً يا دمشق. |
|||
07-12-2011, 11:44 AM | رقم المشاركة : 2 | |||
|
رد: رسالة مرة
|
|||
07-12-2011, 12:29 PM | رقم المشاركة : 3 | |||
|
رد: رسالة مرة
اشتدت حلقاتها .. فصبر جميل |
|||
07-12-2011, 01:35 PM | رقم المشاركة : 4 | |||
|
رد: رسالة مرة
آه , ثم آه , ثم آه |
|||
07-12-2011, 03:52 PM | رقم المشاركة : 5 | |||
|
رد: رسالة مرة
كـــــــــــــــــلنا حـــــــــــياء مـــــــــن عــــــــار الـــــــقرارات |
|||
07-12-2011, 04:10 PM | رقم المشاركة : 6 | |||
|
رد: رسالة مرة
صبراً جميل فما بعد الظلمة إلا النور فالليل يليه الفجر تتلوه شمس النهار بنورها ودفئها فالنصر للأحرار قادم فأبشر أخى بغدٍ جميل |
|||
08-12-2011, 01:14 AM | رقم المشاركة : 7 | |||
|
رد: رسالة مرة
|
|||
08-12-2011, 02:45 AM | رقم المشاركة : 8 | ||||
|
رد: رسالة مرة
اقتباس:
سحقاً له حين يكون عقيماً لا ينجب أكثر من الساسة الكذب..والوطنيون الكذب,حتى الدماء كذب. لكنها لا تلطخ قميص يوسف يا أم شام,ولا تعيدرائحتها بصير أبيه ولا دمشق تعزو ألمها اليومخ إلى طائر الفينيق ولا براءة زنوبيا ولا أنوثتها التي تشبه أنوثة المدينة واسألي عن هذا حسن سلامة. تاريخ عقيم,والانجاب صار غيرمحمود على هذا التراب |
||||
08-12-2011, 02:48 AM | رقم المشاركة : 9 | |||
|
رد: رسالة مرة
يحق لك يا أخت علا,ربما لم أفهم ما طبيعة الرابط بين الأغنية والمكتوب,لكن الألم والدمع كان أكثر تفهماً للمسألة وشرحا فكرتك جيداً..شكراً لمرورك.
|
|||
08-12-2011, 03:13 AM | رقم المشاركة : 10 | ||||||
|
رد: رسالة مرة
اقتباس:
اقتباس:
اقتباس:
والمقطع الأخير بثورته وغضبه ذكرني بقصيدة قمم / قمم معزى على غنم لمظفر النواب .. دمشق عروس وإن سعوا أن يجعلوها تتشح السواد برهة من زمن ، لكنها حتما ستعود بهية ، لن يكون السواد سرمديا أبدا أخي القدير .. وستنقشع الغيوم لتشرق الشمس ساطعة لا محالة ( ألا إن نصر الله قريب ) . أخي وأستاذي / عبد السلام الكردي تحية لنصك الثائر والموغل في الألم ، كم أتعبني هذا النص .. |
||||||
25-01-2012, 03:16 PM | رقم المشاركة : 11 | ||||
|
رد: رسالة مرة
اقتباس:
شكراً لمرورك أخي عبد السلام. |
||||
25-01-2012, 03:21 PM | رقم المشاركة : 12 | ||||
|
رد: رسالة مرة
اقتباس:
ومتى كان المسائيل العرب يهتمون للدم العربي يا أخت ميسون سخقا للنفط فقد سرى في عروقهم وصارت أرواحهم تشتعل وفق اسعاره العالمية فحسب. لنا الله يا أخت ميسون وشكراً لمرورك الميل. |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | تقييم هذا الموضوع |
|
|