الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > منتديات اللغة العربية والآداب الإنسانية > منتدى قواعد النحو والصرف والإملاء

منتدى قواعد النحو والصرف والإملاء لتطوير قدراتنا اللغوية في مجال النحو والصرف والإملاء وعلم الأصوات وغيرها كان هذا المنتدى..

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 31-05-2021, 02:32 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عبدالستارالنعيمي
طاقم الإشراف
 
الصورة الرمزية عبدالستارالنعيمي
 

 

 
إحصائية العضو







عبدالستارالنعيمي غير متصل


افتراضي إن الساكنة (المكسورة الهمزة) في العربية

إن الساكنة (المكسورة الهمزة) في العربية

الالف المكسورة الهمزة والنون الساكنة هذان الحرفان اللطيفان لهما اعمال كثيرة اذا اجتمعا في لغتنا الجميلة وفي الصفحات التالية نأتي بمشيئة الله على تفاصيل ذلك

1- إن النافية
معناها وعملها:
تجيء(إن) بمعنى "ما" النافية (ابن جنِّي)
كقوله عز وجلََّ: (إِنِ الْكَافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ)( الملك 20) ،
أي ما الكافرون إلاَّ في غرور.
اختلف النحويون في عمل "إن" التي بمعنى "ما" النافية. فمن النحاة من أعملها و منهم من أهملها. فمن أهملها سيبويه
وكان سيبويه: لا يرى في ما إلاَّ رفع الخبر ، لأّنها حرف نفي دخل على
ابتداء وخبره وفعل وفاعله ،
ومن أعملها المبرد فذهب إلى قوله : وغير سيبويه يجيز نصب الخبرعلى التشبيه بليس ، كما فعل ذلك في "ما" قال وهذا هو القول ، لأنَّه لا فصل بينها وبين "ما" في المعنى، وذكر الوراق أن بعض النحويين يعملها عمل "ما" في لغة أهل الحجاز ، كقولك ، إن زيد قائمًا. وذلك لمشاركتها ل "ما" في المعنى ، وإنَّما أُعملت عمل ليس من جهة النَّفي ، لا من جهة اللفظ ، فلَّما شاركت "إن" ل "ما" في المعنى ، وجب أن يستوي حكمهما ، وقال ابن الشجري: وغير سيبويه أعمل "إن" تشبيهًا ب "ليس" لأنَّه لا فرق بين "إن" و" ما" في المعنى ، إذ هما لنفي ما في الحال كقول الشاعر
إن هو مستوليًا على أحدٍ --- إلاَّ على أضعف المساكين
فإنَّه شبهها ب "ما" لاشتراكها معها في النفي ضرورة.
وقد ذكر البيت من النحاة : المالقي ، وابن عقيل ، والسيوطي والأشموني وغيرهم ، والشاهد فيه قوله: إن هو مستوليًا: حيث أعمل "إن" النافية عمل "ليس" فرفع بها الاسم الذي هو الضمير، ونصب خبرها الذي هو قوله "مستوليًا". ويؤخذ من هذا الشاهد : أ ن "إن" النافية مثل "ما" في أنَّها لا تختص بالنكرات كما تختص بها "لا" فإن الاسم في البيت ضمير ، ويؤخذ منه أيضا أن انتقاض النفي بعد الخبر لا يقدح في العمل، لأنَّه استثنى بقوله : إلاَّ على ...
وعكس ذلك النَّحاس. ونقل الإجازة عنهما ابن مالك وقال: وتلحق "إن" النافية ب"ليس" قليلا ، ومتقضى النظر أن يكون إلحاق إن النافية ب "ليس" راجحًا، لمشابهتها لها في الدخول على المعرفة ، وعلى الظرف والجار والمجرور، وعلى المخبر عنه بمحصور ، فيقال : إن زيد فيها ، وإن زيد إلا فيها ، كما يقال ب "ما".
ابن مالك وأكثر النحويين يزعمون أن مذهب سيبويه في "إ ن" النافية الإهمال، وكلامه مشعر بأن مذهبه فيها الإعمال، وذلك أنَّه قال (( وأ ما "ان" مع "ما في لغة أهل الحجاز ، فهي بمنزله "ما" من الحروف يصلح لمشاركتها "ما" في هذه المناسبة إلاَّ "إن" فتعين كونها مقصودة))
وصرح المبرد بإعمال "إن" عمل ليس ، وتابعه ابن جنِّي وابن عقيل وتبعهم الكسائي.
ويتضح من ذلك أن سيبويه لم يصرح بإعمال "إن" النافية أو إهمالها ،
وكان الغالب أنَّه أهملها ، وقد تأ ول النحويون ما ورد من كلامه عليها.
أما المبرد فقد أجاز إعمالها ، ونقل المنع عن سيبويه قال المرادي: والصحيح جواز إعمالها لثبوته نظمًا ونثرًا فمن النثر: "إ ن" ذلك نافعك ولا ضا رك ‘قال ابن هشام: وإعمالها نادر كقول بعضهم: إ ن أراد خيرًا من أحدٍ إلاَّ بالعافية. وقال أعرابي : إن قائمًا. يريد: إن أنا قائمًا
ومن النظم البيت الذي سبق ذكره : إن هو مستوليًا على احدٍ...
وقول الآخر
إنِ المرء ميتًا بانقضاء حياته--- ولكن بأن يبغى عليه فيخذلا
ذكر البيت ابن عقيل ، وابن هشام والشاهد فيه قوله: "إن المرء ميتًا "
حيث أعمل "إن" النافية عمل "ليس" فرفع بها ونصب. وقد تبين بهذا بطلان قول من خص ذلك بالضرورة.
قال ابن هشام : وتعمل إن النافية عمل ليس بثلاثة شروط :
أحدهًا: أن يكون اسمها مقدَمًا وخبرها مؤخرًا
والثاني: ألاَّ يقترن بإلاَّ.
والثالث: ألاَّ يليها معمول الخبر وليس ظرفًا ولا جارًا ومجرورًا قال
الغلاييني: فإن تقدم خبرها على اسمها بطل عملها ، وإذا انتقض نفيها ب "إلاَّ" بطل عملها، نحو: إن أنت إلاَّ رجلٌ كريم ، وانتقاض النفي الموجب إبطال العمل ،
إّنما هو بالنسبة إلى الخبر، كما رأيت ، ولا يضر انتقاضه بالنسبة إلى معمول الخبر، نحو: إن أنت آخذًا إلاَّ بيد البائسين.
قال ابن هشام: وتعمل في اسم معرفة وخبر نكرة
وتعمل في نكرتين ، نحو: إن أحد خيرًا من أحد إلاَّ بالعافية ، وتعمل في معرفتين نحو: إن ذلك نافِعك ولا ضا رك. قال ابن عقيل: ولا يشترط في اسمها وخبرها أن يكونا نكرتين ، بل تعمل في النكرة والمعرفة ، فتقول : إن رجلٌ قائماًٌ
، وإن زيد القائم ، وإن زيد قائمًا. قال السيوطي: فكان القياس ألاُّ تعمل ، وجاز اعمالها لمشاركتها ل "ما" في النفي ، وكونها لنفيِ الحال وللسماع.

ونخلص من كل هذا الكلام الى أن :
"إن" النافية التي بمعنى "ما" النافية ، ترفع الخبر ، لأّنها حرف نفي وجحد دخل على ابتداء وخبر وفعل وفاعل وأحدث معنى فيهما، فلذلك لم تعمل لأنَّها لا تختص ومالا يختص لا يعمل ، ولأ ن القياس في "ما" ألاَّ تَعمل. وبعض النحويين يعملها
أجاز ذلك المبرد وابن السراج ، إجراء لها مجرى "ما" الحجازية ، لمشاركتها ل"ما" في المعنى ، فوجب أن يستوي حكمهما.
فأغلب النحويين على إهمالها ، وكثير منهم على إعمالها. فليس هناك
إجماع بصري أو إجماع كوفي على رأي واحد

2- "إن" الواقعة بعد "ما" ألنافية
اختلف النحويين في "إن" الواقعة بعد "ما" ألنافية مؤكدة أم زائدة ، فقال سيبويه: وأ ما "إن" مع "ما" في لغة أهل الحجاز فهي بمنزلة "ما" في قولك "إنَّما": الثقيلة تجعلها من حروف الابتداء وتمنعها أن تكون من حروف "ليس" وبمنزلتها.
وقال ابن الأنباري: مذهب الكوفيين أّنها بمعنى "ما" النافية نحو: ما إن زيد قائم، ومذهب البصريين أّنها زائدة. وحجة الكوفيين كثرة ذلك في كتاب الله وكلام العرب ، وأجازوا الجمع بينها وبين "ما" لتأكيد النفي ، كالجمع بين إن واللام لتوكيد الإثبات. واحتَّج البصريون بأنَّها زائدة لأ ن دخولها كخروجها ، لأنَّه لا فرق في المعنى بين قولك: ما إن زيد قائم وبين ما زيد قائمًا
وأقول: اختلاف الآراء وارد في كل فن وعصر ‘ولكن الإصرار على الخطأ هو الخطأ الأكبر؛ فلو رجعنا إلى كتاب الله عز شأنه ؛فلا يجوز أن نطلق كلمة "زائدة" على أية كلمة او حرف منه وإلا ضعنا في الضلال ؛فلا يوجد في القرآن الكريم بأسره حرف واحد زائد أو صلة ، أي مجرد حلية لفظية ، إذ أن كل حرف من أحرفه وُضِعَ وَضعاً مُحكَماً دقيقاً له مغزاه ، وله دلالة خاصة مقصودة من المجيء به .فالقرآن غاية لا تدرك في الإحكام والإتقان ، ليس فيه حرف زائد على الإطلاق ‘لأنه ليس من كلام البشر
( فليس فيه كلمة إلا هي مفتاح لفائدة جليلة ، وليس فيه حرف إلا جاء لمعنى ، دع عنك قول الذي يقول في بعض الكلمات القرآنية إنها مُقحَمَة ، وفي بعض حروفه إنها زائدة زيادة معنوية ،ودع عنك قول الذي يستخف كلمة ( التأكيد ) ، فيرمي بها في كل موطن يظن فيها الزيادة ، لا يبالي أن تكون تلك الزيادة فيها معنى المزيد عليه فتصلح لتأكيده ، أو لا تكون ، ولا يبالي أن يكون بالموضع حاجة إلى هذا التأكيد أو لا حاجة له به . أجل دع عنك هذا وذاك ، فإن الحكم في القرآن بهذا الضرب من الزيادة أو شبهها ، إنما هو ضرب من الجهل – مستوراً أو مكشوفاً - ، بدقة الميزان الذي وُضِعَ عليه أسلوب القرآن ).
ومع أن القائلين بالزيادة – وأكثرهم من علماء النحو - ، يرون أن القرآن نزل بلغة العرب ، والعرب يفعلون ذلك في لغتهم ، ويذكرون للحرف الزائد معنى مفيداً ،كالتقوية والتأكيد ، ولا قائل منهم بأن القرآن الكريم فيه حرف جيء به لغير فائدة ، والمانعون من القول بالزيادة يقولون : إن التوكيد والتقوية فائدة لا يتم المعنى بدونها ، إذن فليست زائدة . ولا يصح القول بذلك .
الكاف انموذجا لبطلان الزيادة
(لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ )(الشورى 11)
النحاةُ يستشهدون بهذه الآية على زيادة الكاف. وأن الكاف زائدة للتوكيد ، يعني ليس مثله شيء. ويقولون : إن الكاف الداخلة على (مثل) زائدة للتوكيد يقول الطبري: إن الكاف زائدة للتوكيد ، أي : ليس مثله شيء . قال :
وصاليات ككما يؤثفين
فأدخل على الكاف كافا تأكيدا للتشبيه . وقيل : المثل زائدة للتوكيد ، وهو قول ثعلب : ليس كهو شيء ،
(قال أوس بن حجر:وقتلى كمثل جذوع الن --- خيل يغشاهم مطر منهمر)
ولأن للكاف نفس معنى التشبيه. وقسم آخر يقول ليست زائدة ، وفيها كلام كثير لن نخوض فيه. لكن الذي يبدو أنها ليست زائدة. إذ التشبيه درجات في البلاغة، أعلى التشبيه أن تحذف وجه الشبه وأداة التشبيه ،
مثل : هو أسد ، أو هو الأسد ، أو هي البدر..
(هي الشمس مسكنُها في السماء-- فَعَزِّ الفؤادَ عزاءً جميلاً
فلن تستطيع إليها الصعود --- ولن تستطيع إليك النزولا)
هذا أعلى شيء ، ودونه هي كالبدر ، أو هي مثل البدر ، وهم يعتقدون أن (مثل) أعلى في التشبيه من الكاف ، لأن فيها معنى الموازنة، إذا جئت بأداة التشبيه ستكون دون الحذف فإن جئت بأداتي التشبيه سيكون دون ذلك أبعد، فربنا جاء بأداتي التشبيه، الكاف ومثل ، إذن ليس له مثيل ، ولو من وجه بعيد، فهي إذن ليست زائدة وإنما تؤدي معنى
( كمثل) أي ليس مثل مثله شيء
وقد سبقنا إلى تقرير حقيقة بطلان القائلين بالزيادة فضيلة الشيخ الدكتور محمد عبد الله دراز، فقال : ( فليس في كتاب الله كلمة إلا وهي مفتاح لفائدة جليلة ، وليس فيه حرف إلا وجاء لمعنى ، دع عنك قول الذي يقول في بعض الكلمات القرآنية إنها ( مُقحَمَة ) ، وفي بعض حروفه إنها زائدة زيادة معنوية ودع عنك قول الذي يستخفُّ كلمة ( التأكيد ) ، فيرمي بها في كل موطن يظن فيها الزيادة ، لا يبالي أن تكون تلك الزيادة فيها معنى المزيد عليه ، فتصلح لتأكيده أو لا تكون . ولا يبالي أن يكون بالوضع حاجة إلى هذا التأكيد ، أو لا حاجة له به ).
أجل : دع عنك هذا وذاك ، فإن الحكم في القرآن بهذا الضرب من الزيادة أو شبهها ، إنما هو ضرب من الجهل – مستوراً أو مكشوفاً – بدقة الميزان الذي وضع عليه أسلوب القرآن . وخذ نفسك أنت بالغوص في طلب أسرارالقرآن البيانية على ضوء هذا المصباح ، فإن عَمِيَ عليك وجهُ الحكمة في كلمةٍ منه أو حرف ، فإياك أن تعجل .. وقل قولاً سديداً هو أدنى إلى الأمانة والإنصاف. أو قُل : الله أعلم بأسرار كلامه ، ولا علم لنا إلا بتعليمه وهل بعد كل ما سلف ، نستسيغ القول بأن هناك كلمة زائدة في القرآن ..؟

إنّ "إنْ" الساكنة لها صفات و أعمال غير التي ألف النحويون عليها اذ أنهم لا يرجعون – أحيانا- الى التفسير والبلاغة والإعجاز في اللغة
سنتطرق اليها ان شاء الله على الصفحات التالية—

(فقالت يمين الله ما لكَ حيلة--- وما إن أرى عنك الغواية تنجلي)
فلو رجعنا الى قول امرئ القيس هذا لوجدنا حكاية الزيادة توالت تترى على اقوال المفسرين والمعربين وما فارقتهم!
يقول الزوزني (إنْ في قوله - وما إن – إن زائدة ‘وهي تزاد مع ما النافية )
أقول : هذا الكلام جانب الصواب لأنّ الشاعر دائما يسعى لاختصار الكلام ولا يأتي بزيادة مقصودة فيجعل قوله مملا مجردًا من البلاغة ‘ثم إنّ الشاعر لديه مساحة محدودة للتعبير فلا يشغلها بكلمات زائدة لا معنى لها؛
فالتفسير الصحيح لهذه ال"إنْ" هو؛ إن معناها (قط) ليصبح المعنى:
وما قط أرى عنك الغواية تنجلي
قوله تعالى{ وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ } (الأحقاف26)
قال الطبري: يقول تعالى ذكره لكفار قريش: ولقد مكنَّا أيها القوم عادا الذين أهلكناهم بكفرهم فيما لم نمكنكم فيه من الدنيا
وقال القرطبي :
(قوله تعالى : ولقد مكناهم فيما إن مكناكم فيه قيل : إن إن زائدة ، تقديره ولقد مكناهم فيما مكناكم فيه . وهذا قول القتبي . وأنشد الأخفش :
يرجي المرء ما إن لا يراه --- وتعرض دون أدناه الخطوب ‘وقيل : إن ما بمعنى الذي . وإن بمعنى ما ، والتقدير ولقد مكناهم في الذي ما مكناكم فيه )
وقال السعدي:
أي: ولقد مكنا عادا كما مكناكم يا هؤلاء المخاطبون
أقول: نلاحظ الاختلاف الكبير في أقوال اهل التفسير
فمنهم من ذهب الى عكس التفسير الصحيح وهذا تالله اقلاب للغة وانكار لقول الله عز شانه (في ما لم نمكنكم فيه)
ولقد بينّا أنّ "إن" بمعنى قط ؛فالتفسير الصحيح للآية الكريمة هو:
ولقد مكنّا عادا وما قط مكناكم أو في ما لم نمكنكم فيه قط
ولو حذفنا "إن" على مذهب البصريين باعتبارها – زائدة- لانقلب معنى الآية وأصبح (ولقد مكناهم فيما مكناكم) وأصبحت "ما" النافية ما موصولة أي ولقد مكناهم في الذي مكناكم فيه‘ وهذا لعمري ليس بكلام معقول يخاطب قريشاً في الجاهلية ولم تظهر لهم آثار حضارة مادية الى عصرنا هذا‘ ويقارنهم بعاد الذين زادهم الله تعالى علما وجسما
فانظر أيها القارئ الكريم كيف دحضت هذه الآية أقوال الذين ينادون بالزيادة في كلام الله تعالى ولسوف يعلمون أي منقلب ينقلبون
فقول النابغة:
(ما إن أتيتُ بشيءٍ أنت تكرهه--- إذن فلا رفعتْ سوطي إليّ يدي)
أي ما قط أتيتُ بشيء ---
ومثله قول فروة بن مسيك المرادي ؛
)وما إن طبّنا جبن ولكن --- منايانا ودولة آخرينا)
أي وما قط طبنا جبن ---
وقول عمرو بن معد يكرب
(ما إن جزعتُ ولا هلعت--- وان نُغلب فغير مغلّبينا)
اي ما قط جزعت –


3- إن الشرطية:

قال الخليل : من قبل أَنِّي أرى حروف الجزاء قد يتصرفن فيكن استفهامًا، ومنها ما فلا يكون فيه الجزاء، وهذه على حالٍ واحدةٍ أبدًا لا تفارق المجازاة
، منه تقول:إن تأتني آتك
وقال المبرد: إنَّما قلنا: أنّ إِ ن أصل الجزاء لأنَّك تجازي بها في كلِّ ضرب منه، تقول: إِ ن تأتني آتك، وإِن تركب حمارًا أركبه، ثم تصرفها منه في كلِّ شيء
إن الشَّرطية ليست باسم ولا فعل، إنَّما هي حرف، جاء لمعنى، وتقع إِن على كل ما وصلتها به، زمانًا كان أو مكانًا أو آدميًا أو غير ذلك . تقول:
إِن يأتني زيد آتِه . وإن يقم في مكان كذا وكذا أَقم فيه، وإِ ن تأتني يوم الجمعة آتك فيه .
وإِن الشَّرطية عملت الجزم في الأفعال . قال ابن الأنباري :إِنَّما وجب أن تعمل الجزم لاختصاصها بالفعل، ولأّنها تقتضي جملتين، فلطول ما يقتضيه حرف الشَّرط اختير له الجزم، لأّنه حذف وتخفيف .
وقال العكبري: الجزم في اللغة القطع،
فلذلك كان في الكلام حذف الحركةِ أو ما قام مقامها . وحكى ابن الأنباري عن أبي بكر بن السراج أنَّه شبه الجازم بالدواء، والحركة في الفعل بالفضلة التي يخرجها الدواء، وكما أ ن الدواء إِذا صادف فضلة حذفها، وإِن لم يصادف فضلة أخذ من نفس الجسم . فكذلك الجازم إِذا دخل على الفعل، إِن وجد حركة أخذها،
« إِ ن » الشَّرطية هي أُم أدوات الشرط قال العكبري: وأ م الشَّرط لوجهين :
أحدهما: أّنها حرف وغيرها من أدواته اسم، والأصلُ في إفادة المعاني الحروف.
والثاني : أّنها ُتستعمل في جميع صور الشَّرط، وغيرها يخص بعض المواضع،لما لا يعقل . وكذلك باقيها كلٌّ منها ينفرد بمعنى وإن « ما » لمن يعقل، و « من » فمفردًة تصلح للجميع .
قال المبرد: وهي تدخل للشرط، ومعنى الشَّرط، وقوع الشيء لوقوع غيره
. قال ابن الأنباري: وجاز في حرف الشَّرط والجزاء دخوله على الماضي والمستقبل، لأن الأصل في حروف الشَّرط والجزاء أن تدخل على فعل المستقبل، ( والمستقبل أثقل من الماضي، فعدل عن الأثقل إلى الأخف . قال الزمخشري:تدخل على جملتين، فتجعل الأولى شرطًا والثانية جزاء « إِن » حرف الشَّرط أُمّ هذا الباب، للزومها « إِ ن » كقولك: إِ ن تضربني أضربك . قال ابن يعيش:
هذا المعنى، وعدم خروجها عنه إلى غيره، ولذلك اتُّسع فيها، وُفصل بينها وبين مجزومها بالاسم نحو قولهم: صلِّ خَلف فلان وإِ ن، أي:
وإِن كان فاسقًا . ولايكون مثلُ ذلك في غيرها مما يجازى به
اقول : وهذا من باب الحذف كقول رؤبة:
قالت بنات العمّ يا سلمى وإن … كان فقيرا معدما قالت وإن
" إن "الأخيرة حذفت جملة طويلة (وإن كان فقيرا معدما فاني أرضى به) بدليل الجملة التي قبلها
أليست هذه القوى البلاغية المرتبطة ب" إن" الخفيفة على لسان العرب من أعجب الأدوات البلاغية ؛فليدحض قول من يسميها زائدة والزائد لا ضرٌ الا به
واستأنف الزمخشري :وتدخل إنْ على جملتين، فتربط إحداهما بالأُخرى، وُتصيرهما كالجملة، نحو قولك: إِ ن تأتني آتك، والأصلُ.. تأتيني آتيك .
عقدت إحداهما بالأُخرى، حتى لو قلت: إِن تأتني وسكتَّ، فّلا يكون كلامًا، حتى تأتي بالجملة الأخرى .
قال ابن عصفور: وحرف الجزاء يربط جملتين فعليتين . قال ابن هشام: والفعل الأول يسمى شرطًا، وذلك علامة على وجود الفعل الثاني، والعلامة تسمى شرطًا، ويشترط فيه ستة أمور:
أحدها : أَن يكون فعلا غير ماضي المعنى، فلا يجوز إِ ن قام زيد أمسِ أُقم معه،
أو قمت. وأما قوله تعالى: (إِ ن كنْت قلْته َفَقد علِمته)( المائدة: 116) ، فالمعنى إِن يتبين أَنَّي كنت قلته . فإِنَّه مؤول بتقدير: إِن ثبت الآن – أو فيما بعد – أَنِّي كنت قلته فيما سبق فقد علمته .
أقول : في هذا الأسلوب البلاغي لله عز شأنه أيضا وقع الكثير – ومنهم نحويون - في خطأ " تغليط القرآن " فرُد كيدهم في نحورهم حيث التفسير ينص على الحذف والحذف من أدوات البلاغة؛ لأن اللغة العربية من خصائصها الأصيلة الميل إلى الإيجاز والاختصار، والحذف يعد أحد نوعي الإيجاز وهما: القصر والحذف، وقد نفرت العرب مما هو ثقيل في لسانها، ومالت إلى ما هو خفيف.
والثاني : أن لا يكون طلبًا، فلا يجوز أن تقول على أَ ن (لا) ناهية، وأما إِن كانت نافية فإِنَّه يصح، ومنه قولك:
إِ ن لا تؤد واجبك تندمْ .
والثالث : أَ ن لا يكون جامدًَ؛ فلا يجوز : إن عسى زيد أن تقوم ‘
ولا « إِن ليس زيد قائما »
والرابع : أَن لا يكون مقرونًا بتنفيس، فلا يجوز إِن سيقم » ولا « إِن سوف يُقم »
الخامس: أَن لا يكون مقرونًا بقد، لأَن قد تدل على تحقق وقوع ما بعدها، ووضع الشَّرط على أن يكون محتمل الوقوع وعدم الوقوع، فلا يجوز لك أن تقول
« إِن قد يقم » ولا « إِن قد قام زيد »
السادس : أن لا يكون مقرونًا بحرف نفي، فلا يجوز اقترانه بهما نحو: إِن لّما يقم زيد، ويستثنى من ذلك « لا» و « لم » نحو« إن لن يقم ما آمرك به أعاقبك، كقوله تعالى (وإِن لم َتْفعلْ َفما بلَّغْت رِساَلَته)
( المائدة 67) ، ونحو: (إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ) (الانفال73)
و (إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ)(التوبة 40)
و (وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ (33يوسف)
وقال ابن هشام :فيظن الغِر الذي لا معرفة له أنَّها « إِلاَّ » الاستثنائية
بلغني أَن بعض من يدعي الفضل سأل في (إِلَّا تْفعُلوه) الأنفال: 73 ، فقال: ما هذا الاستثناء؟ أمتصل أم منقطع ؟.وهذه المواضع نفسها هي التي إن وقعت جوابًا اقترنت جملة الجواب بالفاء .ثم أَن الفعل الثاني يسمى جوابًا وجزاء، تشبيهًا له بجواب السؤال وبجزاء الأعمال، وذلك لأنَّه يقع بعد وقوع الأول كما يقع الجوا ب بعد السؤال، وكما يقع الجزاء بعد الفِعل المجازى عليه . قال ابن مالك: وإذا كان الشَّرط والجزاء فعلين جاز أَن يكونا مضارعين، وأ ن يكونا ماضيين وأ ن يكون الشَّرط ماضيًا والجواب مضارعًا، وأن يكون الشَّرط مضارعًا والجواب ماضيًا . وقد اتفق في هذا ابن عصفور والمالقي... الخ.
(وإن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم) (الحجرات14)
قال ابن يعيش :وحقُّ إن الجزائية أن يليها المستقبل من الأفعال لأنك تشترط فيما يأتي أن يقع شيء لوقوع غيره، فإِن وليها فعلٌ ماضٍ، أحالت معناه إلى الاستقبال، وذلك قولك: إِن قمت قمت، والمراد: إِ ن تُقم أُقم . قال الله سبحانه:
. (وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا) (النحل 18)
ويليه في الكثرة أن يكونا ماضيين، ولا يظهر فيهما جزم، وهما في موضع جزم في المعنى مستقبلان، وذلك نحو: (وإِن عدُتم عدَنا) (الإسراء 8)، ومنه قوله تعالى:
(إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ)(الإسراء 7)
وأما كون الشَّرط ماضيًا والجواب مضارعًا، فقليل بالنسبة، فيبقى الماضي مبنيًا. ذكر المالقي وأبو علي القالي : قال أكثر النحويين: ويكون المضارع إِذ ذاك مرفوعًا فلا تؤثِّر فيه إِذ لم تؤثِّر في الذي يليها . واستشهدوا على ذلك بقول زهير بن أبي سلمى :
وإِن أتاه خليلٌ يوم مسألةٍ--- يقُولُ لا غائب مالي ولا حرِم
حيث رفع جواب الشَّرط لكون فعل الشَّرط ماضيًا الشاهد فيه: قوله يقول
قال ابن عقيل:وإن كان الشَّرط ماضيًا والجزاء مضارعًا وهو قوله« أتاه جاز جزم الجزاء، ورفعه، وكلاهما حسن: فتقول: إِن قام زيد يقم عمرو، ويقوم عمرو .
وأقل منه كون الشَّرط مضارعًا والجواب ماضيًا، فتعمل في الأول لأنَّه مضارع،
ولا تعمل في الثاني لأنَّه مبني، ومنه (إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ)(الشعراء 4) لأن تابع الجواب جواب .
وموجز الكلام : إنْ الشَّرطية الجازمة حرف وضع لمعنى، وهي أصلُ وأم حروف الجزاء ،وبقية أدواته كّلها دواخل عليها لاجتماعها في المعنى . لأَنَّها يجازى بها في كل وإنْ جازمة لأنَّها لزمت الفعل وأحدثت فيه ضرب منه، خلاف سائر أخواتها،
فقد بان بما ذكرناه أَن جميع ما يستعمل في باب الجزاء مدخلٌ فيها، وغير الأصل، وما سواها محمولٌ عليها
وتقتضي جملتين فعليتين، فتجعل الأولى شرطًا والثانية جوابًا وجزاء . فتربط إِحداهما بالأخرى، وُتصيرهما كالجملة .
ولا يخلو الفعلان، أن يكونا مستقبلين ، وهو الأصل الكثير، أو ماضيين، أوماضيًا فمضارعًا، وهو قليل بالنسبة، وأقل منه كون الشَّرط مضارعًا والجواب ماضيًا .

4- إن المخففة من الثقيلة
قال ابن هشام : ُخففت إن المكسورة لثقلها ، وذلك استثقالا للتضعيف فيما أكثر استعماله ، وتخفيفها بحذف نونها المحركة لأنَّها آخر. وحيث وجدت "إن" وبعدها اللاَّم المفتوحة فاحكم عليها بأن أصلها التشديد.
وقد اختلف النحاة في معنى اللام التي تلزم "إن" المكسورة في خبرها.
قال ابن الحاجب: وأخُتلِف في هذه اللام الفارقة فمذهب أبي على الفارسي وأتباعه كابن جنِّي ، وابن أبي العافية، وابن أبي الربيع ، أنَّها غير لام الابتداء التي تجامع المشددة ، بل هي لام أخرى للفرق ، واستدلوا على ذلك بأنَّها لو كانت لام الإبتداء لبقي لها اختصاصها فلم تدخل إلاَّ على ما أصله مبتدأ وخبر ،ولكنَّها تدخل على المفعول به.
قال ابن هشام: قال أبو الفتح قال لي أبوعلي:ظننت أن فلانًا نحوي محسن حّتى سمعته يقول إن اللام التي تصحب "إن" الخفيفة هي لام الابتداء فقلت له: " أكثر نحويي بغداد على هذا"
وحجة أبي على دخولها على الماضي المتصرف نحو: إن زيد لقام، وعلى منصوب الفعل المؤخرعن ناصبه في نحو قوله تعالى : (وإنْ وجدنا أكثرهم لفاسقين)(الأعراف 102 )،
: ( وذهب جماعة إلى أنَّها لام الابتداء ، قصد بها التوكيد، قال ابن هشام: أفادت مع إفادتها توكيد النسبة وتخليص المضارع للحال – الفرق بين إن المخفَّفة من الثقيلة ، وإن النافية. وهو مذهب سيبويه، والأخفشين ، وأكثر البغداديين ،
واختاره ابن مالك وقال: زعم أبو على الفارسي أن اللاَّم التي بعد المخفَّفة غيرالتي بعد المشددة، واستدلَّ بأن ما بعد هذه ينتصب بما قبلها من الأفعال نحو: (وَإِن كنَّا عَن دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ ) (الأنعام15)
وكقول امرأة الزبير رضي الله عنهما :
شلَّت يمينك إن قتلت لمسلمًا --- حلَّت عليك عقوبة المتعِّمِد
استشهد به الشنقيطي على ايلاء "إن" المخففة غير الناسخ ، فإن الشاعر أدخل "إن" المخففة على لفظ "قتلت" وهو فعل ماضٍ غير ناسخ.
قال ابن مالك: وما بعد تلك لا ينتصب بما قبلها ، ولو قلت: إنك قتلت
لمسلمًا ، لم يجز ، فعلم بهذا أن التي بعد المخفَّفة غير التي بعد المشددة. هذا حاصل قول أبي على في البغداديات ، وهو مخالف لقول أبي الحسن الأخفش في كتاب المسائل الكبيرة ، فإنَّه نص فيه على أ ن اللاَّم الواقعة بعد المخففَّة هي الواقعة بعد المشددة
أقول: "إن" هنا بمعنى (لقد) فصلت لامها وتأخرت لتأتي قبل الاسم كقوله تعالى(وَإِن كُنَّا عَن دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ )( الانعام156)
قال البغوي : (وإن كنا ) وقد كنا ، ( عن دراستهم )
أقول : ولقد كنا عن دراستهم غافلين‘هنا نصب غافلين لأنها خبر كان
وكقول الشاعر(شلَّت يمينك إن قتلت لمسلمًا - حلَّت عليك عقوبة المتعِّمِد)أي لقد قتلت مسلماً‘
أو قبل الفعل الماضي مثل (إن زيدٌ لقامَ) أي لقد قام زيد
(إ ن وجدت الكريم يمنع أحيانًا--- وما إن بذا يعد بخيلا)
أي قد وجدت الكريم ---- وما قط بذا ----
وقال الطرماح(أنا ابن أُباة الضيم من آل مالِكٍ--- وإن مالك كانت كِرام المعادنِ)
أي وقد كانت مالك كرامَ المعادن نلاحظ قد بدون لام لأن لامها محذوف بالأصل (كانت كرام المعادن)
أما إن المخففة من الثقيلة التي شرحوها علماء النحو مفصلا في أعلاه
فهي كما في قول الشاعر ؛
(وإن مالكٌ للمرتجى ان تقعقعت --- رحى الحرب أو دارت علي خطوبُ)
بمعنى إنّ مالك للمرتجى ؛إنّ الثقيلة مخففة واللام للتوكيد
وقول آخر (إن القوم والحي الذي أنا منهمُ--لأهل مقامات وشاء وجامل)
بمعنى إنَّ القوم والحي ----
واللام لام التوكيد(لأهلُ) كقوله تعالى (وإنه لغفورٌ رحيم)(الأنعام 165)
قال ابن الشجري وتستغني عن اللام إذا نصبت ؛ لأن النصب قد أبان
للسامع إن الكلام إيجاب ، وذلك نحو: إن زيدًا قائم ، وإن أخاك خارج ، وإن استعملت اللام مع النصب للتوكيد جاز ، وأنشدوا بالنصب قول الشاعر [مجهول]:
كليب إنِ الناسَ الذين عهدُتهم ---بجمهور حزوي فالرياضِ لدى النَّخْلِ)
الشاهد فيه : نصب "الناس" على نية تثقيل "إ ن".
قال ابن يعيش:
وإذا أُعمِلت ، لم تلزمها اللام ؛ لأن الغرض من اللام الفصل بين "إ ن"
النافية وبين "إن" المخففة التي للإيجاب ، وبالإعمال يحصل الفرق وإن شئت أدخلت اللام في الإعمال. فقلت : إن زيدًا لقائم ، فاللام ههنا المؤكدة دخلت لمعنى التأكيد


5- إن المدغمة بال "لا"

الاصل؛ إن لا
آ- إلاّ مركبة من إن الشرطية المدغمة بلا النافية.
قال تعالى: إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ (التوبة 40)
الَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسادٌ كَبِيرٌ (الانفال 73)
إِلَّا تَنْصُرُوهُ: إن حرف شرط جازم لفعلين، لا نافية
إِلَّا تَفْعَلُوهُ: إن حرف شرط جازم لفعلين، لا نافية
إلا : أصلها " إن " الشرطية مدغمة في " لا " النافية غير العاملة ، وكلاهما حرفان مبنيان على السكون ، لا محل لهما من الإعراب
قال الشاعر(طرفة بن العبد )
وقال ذروه انما نفعها له --- والاّ تردّوا قاصي البَرك يزددِ
إلاّ – إن الشرطية واسمها " تردّوا" مجزوم وجوابها يزددِ أيضا بالجزم سكّنت الدال‘ وكسرت لأجل القافية
ب – إلاّ – أداة حصر‘ اذا إذا كان الكلام قبلها منفيا والمستثنى منه غير مذكور. قال تعالى
) وَما يُلَقَّاها إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَما يُلَقَّاها إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ) (فصلت 35)
وقال الشاعر:مالي إليك وسيلة إلا الرجا … وجميل عفوك ثم أني مسلم

ج – إلاّ- أداة استثناء معناها "فقط" والمستثنى بها له ثلاثة أحوال :
الحالة الأولى : وجوب النصب ، إذا كانت جملة الاستثناء تامة مثبتة ، سواء أكان الاستثناء متصلا ، أم منقطعا .
مثال المتصل : حضر المتفرجون الحفل إلا متفرجا .
ومثال المنقطع : حضر الطلاب إلا كتبهم ، وغادر الحجاج مكة إلا أمتعتهم .
الحالة الثانية : وهي إذا كانت جملة الاستثناء منفية تامة ، جاز في إعراب المستثنى وجهان :
1 ـ النصب على الاستثناء . كقوله تعالى:
( ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك )(هود 81)
بقراءة " امرأتك " منصوبة على الاستثناء .
2 ـ اتباع المستثنى للمستثنى منه ، ويعرب بدلا وفي هذه الحالة تكون " إلا " مهملة غير عاملة . نحو : ما تأخر الطلاب إلا طالبٌ .
الحالة الثالثة : أن يعرب الاسم الواقع بعد إلا حسب موقعه من الجملة ، وذلك إذا كانت جملة الاستثناء منفية ناقصة ، وفي هذه الحالة يلغى عمل حرف الاستثناء ، وهذا النوع يعرف بالاستثناء المفرغ . أي : ما قبل حرف الاستثناء تفرغ للعمل فيما بعده . مثال الرفع على الفاعلية : ما تفوق إلا خالدٌ .
ومثال نائب الفاعل : ما كوفئ إلا الفائز . وما عولج إلا المريض .
ومثال الرفع على الابتداء : ما في البيت إلا محمدٌ .

6- إن المدغمة ب "ما"

إما تأتي على الحالات التالية:
آ - إمَّا : أصلها : إن الشرطية مدغمة مع ما ، وكلاهما حرفان مبنيان على السكون لا محل لهما من الإعراب .
كقوله تعالى : { وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله }(الاعراف 200)
(وَإِمَّا) إن الشرطية وما زائدة ، والواو عاطفة. «يَنْزَغَنَّكَ» مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة ، والكاف مفعوله وجملة فعل الشرط ابتدائية لا محل لها.
ب- إمّا (للتفصيل والتخيير )
إمّا - حرف يفيد التفصيل، أو التخيير، والسياق هو الذي يحدد المعنى. والمعنى لا يؤثر في إعراب (إما) لأنها حرف.
قال تعالى(:قالُوا يا مُوسى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ) (الاعراف 115) إما: حرف أفاد التخيير.
ولو قلنا: الناس نوعان: إما جاهل وإما عالم. ؛إما حرف أفاد التفصيل.

7- اِن بمعنى لقد
وَإِن وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ (الاعراف102)
اين كثير : وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين ) أي : ولقد وجدنا أكثرهم فاسقين خارجين عن الطاعة والامتثال

8- إنْ بمعنى قد

وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ (يوسف 3)
البغوي: وإن كنت ) وقد كنت ( من قبله )

9- إنْ - بمعنى الآستفهام

{‏إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بِهَذَا‏}‏ (يونس 68)
السعدي ؛أي‏:‏ هل عندكم من حجة وبرهان يدل على أن لله ولدًا


والحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على نبيّنا وآله وصحبه وسلم
----------------------------------------------
عبدالستاربكرالنعيمي abd_sattar97@yahoo.com






التوقيع


الحب نفحةُ جنَّةٍ في أرضنا
كُن أنت مَن يحتاجهُ، يحميهِ

 
رد مع اقتباس
قديم 10-10-2022, 09:17 PM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
محمد داود العونه
أقلامي
 
إحصائية العضو







محمد داود العونه غير متصل


افتراضي رد: إن الساكنة (المكسورة الهمزة) في العربية

بعد التحية الطيبة..
متصفح مهم لمن يبحث عن الإفادة..
المبدع / عبد الستار النعيمي
نرجو أن تكون بخير..
وننتظر شروقك..
محبتي وتقديري







التوقيع

أحبك ِ..
كطفلٍ ساعة المطر!
 
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 01:59 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط