الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديات الحوارية العامة > منتدى الأدب العام والنقاشات وروائع المنقول

منتدى الأدب العام والنقاشات وروائع المنقول هنا نتحاور في مجالات الأدب ونستضيف مقالاتكم الأدبية، كما نعاود معكم غرس أزاهير الأدباء على اختلاف نتاجهم و عصورهم و أعراقهم .

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-07-2012, 09:35 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
حسين العفنان
أقلامي
 
إحصائية العضو







حسين العفنان غير متصل


افتراضي فريد البيدق ( نية الأديب ونصوص أخرى )

بسم الله الرحمن الرحيم
هذه النصوص للأديب الكبير : فريد البيدق..
وهي لم تنشر في هذا المنتدى الكريم..


(1)
لماذا مصطلح "الأدب الإسلامي"؟
***
يعترض الكثيرون على مصطلح "الأدب الإسلامي"، وقد ألمحت في مقالي "النقد الأدبي الإسلامي" إلى تهافت ذلك؛ لاعتماد هؤلاء المعترضين على تصنيف الآداب وفق سمات الموضوع أو البناء الفني.
وهنا أركز في مسوغات وجود هذا المصطلح.
كيف؟
الإسلام لا ينفذ في حياة عموم الناس.
لماذا؟
لأن الناس تربوا ونشأوا على علمانية الحياة.
كيف؟
يصلي المسلم ويخرج من المسجد، بل وهو على باب المسجد نجد سلوكه بعيدا عن الدين في شأن التجارة والتربية وتربية التصورات والْفِكَر و... إلخ.
وهذا ما يجعل مبدأ "تطبيق الشريعة" مطلبا حقيقيا ينادي به الكثيرون، وهذا ما يجعل مصطلح "الأدب الإسلامي" وغيره من المصطلحات التي تحاول إلغاء العلمانية عن جوانب سلوك البشر بصبغها بصبغة الإسلام مثل الاقتصاد والاجتماع والنفس و... و...- شيئا حقيقيا له مسوغات وجود واقعية وفكرية وحياتية، ولن تسقط إلا إذا عاد الإسلام إلى الحياة وشئونها، ولحظتها سيكون كل شيء إسلاميا، فيصير وصف شيء ما بأنه إسلامي وصفا مرفوضا؛ لشيوع الإسلام وصيرورته الأصل في التصور والفكر والواقع والحياة.
وإلى أن يحدث ذلك سيظل مصطلح "الأدب الإسلامي" ضرورة دينية وأدبية وحياتية.






 
رد مع اقتباس
قديم 26-07-2012, 09:39 AM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
حسين العفنان
أقلامي
 
إحصائية العضو







حسين العفنان غير متصل


افتراضي رد: فريد البيدق ( نية الأديب ونصوص أخرى )

(2)
العقيدة والشريعة في البناء الفني للأدب الإسلامي
***


(1)
هل تتصل العقيدة والشريعة بالأدب؟
نعم.
كيف؟
إن الأدب يعالج الحياة وشئونها بشخصياته وأحداثه وبنائه الفني، والعقيدة تمثل الركائز التي ينبني عليها الفكر والسلوك، والشريعة تنظم خطوط السير في الحياة.
ومن هنا تمثل العقيدة والشريعة لحمة موضوع الأدب وسداه.
كيف؟
إن تصرفات الشخصية الأدبية وسلوكها وقولها وكل ما يتصل بها إما أن تنطلق من العقيدة الصحيحة وتتمشى مع أحكام الشريعة، وإما لا.
فما موقف الأديب المسلم الملتزم بالإسلام في بنائه الفني إذا رسم شخصياته مخالفة؟ وما موقفه إذا رسمها موافقة؟
(2)
إذا رسمها موافقة فإنه لا يغيب عنه كلمات ربعي بن عامر في حواره الذي عبر فيه عن جوهر رسالة الإسلام مع رستم الفارسي عندما أرسله سيدنا سعد بن أبي وقاص.
[قال له رستم:
- ما جاء بكم؟
قال ربعي:
- الله ابتعثنا؛ لنخرج مَنْ شاء مِنْ عبادة العباد إلى عبادة الله، ومِنْ ضيق الدنيا إلى سعتها، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام].
كيف؟
يحرص على أن تكون شخصياته في خوفها وحبها ورجائها واستعانتها وطلب مددها و... إلخ متجهة إلى الله تعالى فقط؛ فهي لا تخاف إلا الله ولا ترجو إلا الله ولا تطلب العون إلا من الله ولا تنتظر المدد إلا من الله، و... إلخ مع بذل الأسباب الصحيحة المحققة للتوكل الصحيح.
يُظهر ذلك ويُبرزه من خلال المواقف الجزئية التي تُكوّن الموقف العام الذي هو الموضوع، فيعبِّد العباد لرب العباد لا لغيرهم من العباد الأغنياء أو الحكام أو غيرهما.
كيف؟
في مواقف النفع والضرر نجد الأدب العلماني يواجه الخرافة بالعلم القادم من الغرب كما حدث في "قنديل أم هاشم" ليحيى حقي، وكما يحدث عند التزام الشباب في الأعمال الأدبية العلمانية فإن المجتمع بأعرافه يضغط ويخوف ويكسب في النهاية وكأنهم يتمثلون قول قوم لوط: {وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ} [الأعراف: 82].
ومواقف النفع والضر هذه ينبني عليها الصراع في الأدب العلماني، لكنه هناك نفع دنيوي شهواني وضر دنيوي لا صلة للعقيدة بهما ولا مدخل ولا إشارة إليها فيهما.
أما في الأدب الإسلامي فإن الأديب الملتزم بالإسلام سيبرز الإيمان وأثره في حياة الشخصية ومواقفها في صراعها مع الباطل الذي يضاد العقيدة الصحيحة والشريعة.
كيف؟
الحلاق الذي سيرفض حلق اللحية سيرفضه المجتمع وسيضغط عليه، وسيخوفه بالرزق وقلته أو انقطاعه. والحائك الذي لن يقبل حياكة ثوب لرجل فيه إسبال سيحدث معه ما حدث مع الحلاق. والطبيب الذي يشترط وجود محرم مع المريضة، والمهندس الذي سيجعل أسس معماره ستر نساء البيت، وضابط الشرطة أو الحربية الذي سيلتزم باللحية، والعامل الذي سيترك عمله في الفنادق التي تقدم الخمور وغيرها من الخبائث، والمسئول الذي سيرفض أمر رئيسه المخالف للشريعة، وصاحب المحل الذي لن يبيع السجائر فيه وغيرها من المحرمات التي قبلها المجتمع، والموظف الذي سيرفض الهدايا، والمدرس الذي لن يسمح بالغش مهما كانت مزاعم الظروف الإنسانية، والمرأة التي ترفض وظيفة مغرية في عالم السياحة لحجابها الذي يرفضه العمل.
والأب الفقير الذي سيرفض تزويج ابنته من تارك الصلاة الغني أو ممن يعتنق فِكَرا إلحادية، والزوجة التي تطلب الطلاق من زوجها المشهور أو الغني أو صاحب النفوذ لإنكاره ما هو معلوم من الدين بالضرورة، والابن الذي يعصي والديه إذا أمراه بمعصية الله ويبرهما فيما وراء ذلك، و... و... إلخ.
كلها شخصيات أدبية حية تحتوي بذور الصراع الحقيقي والأدبي، وتحمل بذور البناء الفني المتميز.
لماذا؟
لأنها ستواجه من مجتمعها العلماني الذي يرى النفع في وجود راتب ثابت مستقر ومكانة اجتماعية حتى لو كانت وهمية، وكل ما يهدد ذلك فهو ضرر فادح لا يحتمل، ولا يهم معه مبدأ ولا حلال ولا عقيدة.
كيف سيأتي الحل؟
كلها شخصيات لن ينقذها إلا عقيدة صحيحة تربطهم بربهم، وتجعل توكلهم توكلا صحيحا يبذل الأسباب ويسأل الله عز وجل نجاحها وثمرتها، وتجعل صراعهم من أجل الحق لا من أجل الشهوات والشبهات كما ينتشر في الأدب العلماني، وتقدم الحل الأدبي والواقعي.
(3)
وإن الأديب المسلم الملتزم بالإسلام لن يرسم شخصياته مخالفة ابتداء؛ لأنه لا يغيب عنه قول الله تعالى:{وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا} [النساء: 140]. ولا قوله تعالى: {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [الأنعام: 68].
هذا مع ما لا ينشئه المرء فكيف بالأديب الذي ينشئ؟ فهل ينشئ هو واقع يهزأ من دينه أو من شعائره؟
لكنه لو رسمها مخالفة فسيبرز العقيدة ويظهرها وكذلك الشريعة في ظل بناء فني حقيقي خال من الوعظ الخطابي، وسيجعل المتنحي الأدبي هو العرف العلماني المخالف والسائد الأدبي هو الموافق للعقيدة والشريعة.






 
رد مع اقتباس
قديم 26-07-2012, 09:40 AM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
حسين العفنان
أقلامي
 
إحصائية العضو







حسين العفنان غير متصل


افتراضي رد: فريد البيدق ( نية الأديب ونصوص أخرى )

(3)
شخصيات أدبية مقترحة للأديب المسلم الملتزم بالإسلام
***


(1)
عندما أتانا الأدب الغربي أتانا فكرا وموضوعا تحمله شخصيات مثلت أنماطا غير إسلامية، وشوهت شخصيات إسلامية.
مثل ماذا؟
مثل شخصية الراقصة التي أصبحت شخصية رئيسة في أعمال أدبية كثيرة، ومثل الساقطة في الرذيلة، ومثل معلم الموسيقى والفن، ومثل إبراز المجرم، ومثل المرابي، و... إلخ.
وكان هذا جانبا من جوانب حرب العلمانية الأدبية بتجذير هذا النوع من الشخصيات، فهل كان هذا الجانب الوحيد في جوانب الحرب الأدبية على الإسلام؟
لا.
كيف؟
لقد أضافوا إلى رسم الشخصيات غير الإسلامية وتجذيرها في الوجدان- تشويه الشخصيات الإسلامية.
كيف؟
شوهوا شخصية الداعية والواعظ وخطيب المسجد، وشوهوا شخصية مدرس اللغة العربية، وشوهوا كل شخصية تقترب من الإسلام وتدل عليه، وشوهوا اللحية التي ألبسوها شخصيات مرفوضة اجتماعيا، وشوهوا الحجاب الذي جعلوه على شخصيات غير متفاعلة مع عصرها و...إلخ.
كيف؟
سخروا من كل ما يتصل بهم من ملابس، ولغة، وأسلوب حديث واهتمامات و... إلخ، وجعلوا الشخصيات الأخرى غير الإسلامية في فعلها وسلوكها محببة إلى نفس القارئ وعقله.
(2)
هذا ما فعله الأدب العلماني وأدباؤه، فماذا يجب على الأديب المسلم الملتزم بالإسلام؟
يجب عليه أن يعمل في جوانب ثلاث.
كيف؟
يجذر الشخصيات الإسلامية التي يظهر الإسلام وقيمه في سلوكها وزيها وتعبيرها، ويعيد الاعتبار إلى الشخصيات التي شوهها الأدب العلماني، ويحارب الشخصيات التي يجذرها الأدب العلماني.
كيف؟
يبرز شخصية المجاهد التي انطمست في الأدب العلماني، وعندما أراد التعبير عنها انحرف فاختار الشخصية المناضلة في سبيل الماركسية كما في الأدب اليساري. ويبرز شخصية ولي الأمر الذي شعاره "وليت عليكم ولست بخيركم؛ فإن أطعت الله فأطيعوني، وإن عصيت فقوموني"، ويبرز شخصية رجل الأعمال الذي يهمه دينه أكثر من إنماء رأس ماله إنماء حراما، و... إلخ.

ويحارب الشخصيات غير الإسلامية كشخصية المرابي التي تتزيا بأزياء كثيرة، وشخصية الراقصة، وشخصية بائعة الهوى، و... إلخ.
ويحسن ما قبحه الأدب العلماني من شخصية الواعظ ومدرس اللغة العربية، و... إلخ.
(3)
وهو في كل ذلك يتمثل قرآن ربه.
كيف؟
قال تعالى مشوها ذلك النموذج: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [الأعراف: 175، 176].
وقال تعالى محسنا مؤمني الكهف في سورة الكهف: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى (13) وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا} [الكهف: 13، 14]، ومضت الآيات تسرد قصتهم.






 
رد مع اقتباس
قديم 26-07-2012, 09:42 AM   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
حسين العفنان
أقلامي
 
إحصائية العضو







حسين العفنان غير متصل


افتراضي رد: فريد البيدق ( نية الأديب ونصوص أخرى )

(4)
أيجدد الأديب المسلم الملتزم بالإسلام في الحبكة أم في الموضوع؟
***

(1)
تقول "الموسوعة العربية العالمية" عن الحبكة: (الحبكة أو ما يسمى عقدة القصة، تروي ما يحدث لشخصيات القصة، وتبنى حول سلسة من الأحداث التي تجري خلال فترة معينة من الزمن.
وتجدر الإشارة إلى أنه لا توجد قوانين معينة لترتيب الطريقة التي تقدَّم بها تلك الأحداث.
وللحبكة الموحدة بداية ووسط ونهاية، أي أن الكاتب يقودنا من موقع ما شخصية تواجه مشكلة معينة، عبر مسار ما الشخصية وهي تواجه تلك المشكلة، إلى موقع آخر الشخصية وهي تتغلب على، أو تغلبها تلك المشكلة.
أما بالتعبير الأدبي فيمكننا القول: إن القصة تبدأ بعرض جوانب القصة، ويتلو ذلك تصاعد الحدث، ثم وصوله إلى الذروة وحل عقدة الحدث أو النتيجة النهائية. والكشف هو سرد لخلفية القصة ووضعيتها.
أما تصاعد الحدث فهو يبنى على أساس المادة المطروحة وهو الذي يولد عناصر التشويق، أو ما يمكن أن يوصف بأنه رغبة القارئ في معرفة ما سيتلو من أحداث.
أما الذروة فهي قمة مواضع الإثارة والتشويق، بينما يمثل حل عقدة الحدث نهاية القصة).
وتقول عن الموضوع: (الموضوع هو الفكرة الأساسية أو الرئيسة التي يُعبر عنها عمل أدبي ما، وهو يتطور بالتفاعل بين شخصيات القصة وحبكتها).
(2)
والحبكات تختلف باختلاف نوع الأدب اجتماعيا أو علميا أو سياسيا أو ... إلخ، ويمكن حصرها بالاستقراء. وقد حصر الدكتور أحمد خالد توفيق حبكات الخيال العلمي في 23 تصنيفا، منها:
1- غرباء بيننا: علم الفضائيين: قصص الغزو إذا كانوا واضحين، وقصص الرعب إذا كانوا مجهولين.
2- العوالم البديلة: مجرات أخرى عليها أرضين أخر.
3- الانتقال الجزيئي: تحول الإنسان إلى جزئيات تنتقل من مكان إلى مكان تتجمع فيه.
4- مدن الغد: مدن الفضائيين وبشر الغد.
5- السايبر بانك cyber bunk : عالم المتسللين إلى الأنظمة والكمبيوترات ذات الذكاء الصناعي "hackers"، والسايبورج.
6- اليوتوبيا: المدينة الفاضلة.
7- نقيض اليوتوبيا: حيث نرى المستقبل كابوسا.
8- الإدراك الفائق للحواس: مثل قارئ الأفكار والمحركين عن بعد و... إلخ.
9- الخيال العلمي الصعب: المرتبط بنظريات العلم ولا يتحمله إلا المتخصصون.
10- البحث عن الخلود : كالإحياء المؤقت.
11- أوبرات الفضاء: التي يستخدم فيها سيوف الليزر، ومعارك مكوكات الفضاء.
12- ما بعد المحرقة: الأرض بعد حرب نووية أو وباء أو نفاد الطاقة .
13- العلم ينفلت عياره : التجارب الخاطئة التي تصنع مسوخا أو طفرات وراثية.
(3)
ومن الحبكات الاجتماعية ارتباط رجل وامرأة خارج الأسرة، ثم يطلب الرجل المرأة من الأسرة التي تكون لها مشروعها في هذه المسألة، فترفض الأسرة، وينشأ الصراع، ويستمر إلى أن تحل العقدة حلا ينتصر للحب على ما عداه إما بتحقيق رغبة المرأة والرجل وإما بتحقيق رغبة الأسرة لكن مع رفض القارئ ذلك؛ لأنه تشبع أولا بالعلاقة بين الرجل والمرأة وبسيطرة الحب.
ومن الحبكة السابقة تتفرع حبكة التقاء رجل وامرأة مع عدم وجود الكفاءة بينهما ويركز الأدب العلماني في الفارق المادي، وترفض الأسرة، وينشأ الصراع ويستمر إلى أن تحل العقدة حلا ينتصر للحب على ما عداه ... إلى آخر ما ورد في الفقرة السابقة.
ومن الحبكات العاداتية حبكة الثأر والانتقام، ومن الحبكات السياسية حبكة المطاردة والتخفي، ومن الحبكات النفسية حبكة الأمراض المؤثرة في السلوك، ومن الحبكات البوليسية حبكة الغموض وانجلائه شيئا فشيئا، ومن الحبكات الحضارية حبكة المفاضلة والموازنة بين واقع في مكان ما وواقع آخر في مكان آخر يختلف معه في المنطلق الفكري "الأيديولوجية"، و... إلخ.
(4)
والآن لنا أن نسأل: ما علاقة الحبكة بالموضوع؟ هل يتأثر الموضوع بالحبكة؟ وهل يؤثر فيها؟ أم هل العلاقة بينهما منفكة فلا تاثير ولا تأثر؟
يحدث التأثير والتأثر بينهما، فهل يجدد الأديب المسلم الملتزم بالإسلام في الموضوع فتتأثر الحبكة؟ أم هل يجدد في الحبكة فيتأثر الموضوع؟
والجواب: له أن يجدد فيهما، وهذا هو الأفضل الذي يحدث فارقا. لكن إذا لم يتح ذلك فالأولى والمهم أن يجدد في الموضوع، وبالتراكم ستنشأ حبكات خاصة بالأدب الإسلامي بعد كثرة موضوعاته وتفرع معالجاتها.






 
رد مع اقتباس
قديم 26-07-2012, 09:43 AM   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
حسين العفنان
أقلامي
 
إحصائية العضو







حسين العفنان غير متصل


افتراضي رد: فريد البيدق ( نية الأديب ونصوص أخرى )

(5)
إبراز قيم الإسلام وبخاصة التي يحاربها الغرب شرط آني من شروط الأدب الإسلامي
***


(1)
بعد أن أعد الأديب المسلم الملتزم بالإسلام نية كما ورد في مقال "النية التي القصد شرط من شروط إنتاج الأدب الإسلامي"، وبعد أن أدرك معرفة أن تفصيل الحلال وإجمال الحرام شرط أيضا كما ورد في المقال الذي يحمل العنوان نفسه، وبعد أن صحح تصوره لنفسه ووظيفته وأثره وعلاقته بالآخرين كما في مقال "الأديب المسلم الملتزم بالإسلام موجِّه عالمي".
بعد كل ذلك عليه أن يدرك أن موضوعه ينبغي أن يتحلى بقيم الإسلام، وأن أدبه سلاح من أسلحة دينه كما فعل الصحابي الجليل حسان بن ثابت الذي شجعه الرسول صلى الله عليه وسلم كما ورد في صحيح البخاري (حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَدِيٌّ أَنَّهُ سَمِعَ الْبَرَاءَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِحَسَّانَ: اهْجُهُمْ أَوْ هَاجِهِمْ وَجِبْرِيلُ مَعَكَ. وَزَادَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ عَنْ الشَّيْبَانِيِّ عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ قُرَيْظَةَ لِحَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ: اهْجُ الْمُشْرِكِينَ؛ فَإِنَّ جِبْرِيلَ مَعَكَ).
لماذا؟
لأنه مؤثر ينشئ ولا ينفعل بالمتاح الموجود فقط، فينبغي أن يعمل على إبراز قيم الإسلام في أدبه لا سيما في هذا الزمن حتى يؤثر في النفوس ويغرس فيها ما ينبغي لا ما هو موجود.
لماذا؟
لأنه زمن عجز المسلمين وظهور غير المسلمين في مجالات الحياة كافة، وشيوع شعاراتهم وعاداتهم وسلوكياتهم فنشأ عليها كهول المسلمين وتربى عليها شبابهم، فتوهموا أنها أصيلة منهم لكنها عند الواعين من الغرب.
ويكون تأثيره مساويا وعيه بقيم الإسلام ومخالفات الواقع المعاش والقدرة الفنية على دمج ذلك في البناء الفني حتى يتسرب من دون وعي إلى عقل المتلقي ونفسه.
كيف ذلك؟
(2)
إن عالم الأدب عالم يكون فيه المتلقي ضيفا والأديب مرشدا؛ لذا فهو يساوقه ويحمل قناعاته؛ لذا نجد الأدب العلماني يعمد إلى ذلك ويبرع فيه.
كيف؟
في رواية "شيكاجو" لعلاء الأسواني نجد الشخصيات الرئيسة هي مسلمة متحجبة ومسلم ملتح رئيس رابطة الطلبة ونصراني مغترب وشيوعي أو ملحد مغترب.
فماذا كان سلوك هؤلاء؟
المسلمة المتحجبة سقطت وزنت، والمسلم الملتحي منافق، أما النصراني والملحد فهما المستقيمان.
ماذا يترك ذلك في نفوس القراء بعد معايشة تلك الشخصيات في مواقفها الإنسانية وحديثها وأفعالها وحركاتها وسكناتها؟
سيترك الأثر السلبي تجاه الملتزمين بالإسلام حتما.
وإذا كانت هذه رواية مطبوعة فهناك نصوص الأفلام السائدة.
ماذا فيها؟
فيها إشاعة جو البهجة والضحك، وفي ثنايا هذا الضحك والبهجة تتسرب مبادئ غير إسلامية كإباحة الاختلاط والثورة على الآباء والمجتمع وتسييد الحب إلها يأمر فيطيع المحبون رغباتهم وأهواءهم و... و... إلى آخر ما يعلمه الجميع ولا يحتاج إلى تفصيل، ومما ينعكس في قبول ثقافة الغرب التي تؤدي إلى تفكك الأسر وإزالة الضبط الاجتماعي الذي هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
فإذا كان العلمانيون يفعلون ذلك فواجب على الأديب المسلم الملتزم بالإسلام أن يفعل ذلك نصرة لدينه.
كيف؟
(3)
عليه إشاعة قيم الإسلام على مستوى الفرد مع نفسه ومع مجتمعه.
كيف؟
يشيع الأذكار تلك العادة اليومية في حياة المسلم الملتزم، ويشيع قيم الإسلام في الفرح التي تأتي بعد الطاعة متمثلا حكمة العيد الأسبوعي وعيد الفطر بعد رمضان وعيد الأضحى بعد الحج. وفي الفرح لا يقف عند سببه بل يمتد إلى مظاهره فتأتي منضبطة مع الإسلام وقيمه التي تحرم الإسراف والاختلاط و... إلخ.
وليس الفرح فقط الذي غادر عموم الناس فيه قيم الإسلام، بل هناك الحزن الذي لا تظهر فيه قيمة الرضا وما تستتبعه من أحوال، وكذلك الغضب، و... و... إلخ.
ولا يقتصر على إشاعة القيم بذكرها فقط بل يستدعي نماذجها الإسلامية، ويكثر من الاستشهاد والتوثيق من القرآن والسنة ولا يردد أقوال الغربيين أئمة الأدباء العلمانيين.
ويبرز قيمة الأسرة ووجوب الحفاظ عليها من خلال توثق العلاقات بين الأبناء والآباء والزوجين أحدهما تجاه الآخر، وكذلك القرابات والرحم.
ويبرز ما لا يتسق مع الإسلام من نظريات اجتماعية واقتصادية و... إلخ.
ومما نحن بشأنه أن يذكر من الكنايات والأمثال ما ورد في تراثنا العربي التي تدل على الشخصية العربية وثقافتها، فلا يكرر كنايات الغرب التي نمتصها من الأدب الغربي وتابعه من الأدب العلماني ومن أفلامه ومسلسلاته، مثل "أرفع له القبعة" وغيرها. ولن أستطرد في هذه الجزئية فلعل الله تعالى يقدر لها موضعا آخر تنفرد فيه بمقال.
(4)
ولن أستطرد مع ذكر تفاصيل القيم التي تبرز خلال السلوك اليومي اللحظي، لكنني أؤؤكد الضابط الحاكم في ذلك الأمر.
ما هو؟
إنه إبراز قيم الإسلام لا قيم الواقع المعاش الذي تغرب في تفاصيله واغترب. لكنه ينبغي أن يكون كل ذلك جزءا لا يتجزأ من البناء الفني حتى لا يتحول الأدب إلى وعظ غير مقبول.






 
رد مع اقتباس
قديم 26-07-2012, 09:44 AM   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
حسين العفنان
أقلامي
 
إحصائية العضو







حسين العفنان غير متصل


افتراضي رد: فريد البيدق ( نية الأديب ونصوص أخرى )

(6)
إبراز قيم الإسلام وبخاصة التي يحاربها الغرب شرط آني من شروط الأدب الإسلامي
***

(1)
في المقال السابق "النية التي هي القصد شرط من شروط الأدب الإسلامي" بينت أن النية من شروط الأدب الإسلامي وهو شرط يختص بالأديب لكن أثره يظهر على العمل الأدبي، وهنا أتحدث عن شرط من شروط الأدب يختص بالعمل نفسه، وهو يتمركز حول معالجة الأحداث أدبيا.
كيف؟
يقول الله تعالى: {وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا} [الفرقان: 72].
وهذا شعار الأديب المسلم الملتزم بالإسلام.
كيف؟
إن الأدب العلماني يسبح في الحرام ولا يعبأ تحت وهم "سيادة الأدب على ما عداه مهما كان"، أما الأدب الإسلامي فإنه يضع الحلال نصب عينيه عندما يفصل الحلال وعندما يتناول الحرام أيضا تناولا مجملا؛ لأنه أدب له أن يتناول الجوانب المظلمة، لكنه يتناولها بطريقة مشرقة لا بطريقة مظلمة تزيد الظلام إظلاما.
كيف يفعل ذلك؟
(2)
إذا مر بمعالجة موقف أدبي فإنه يجمل إذا كان فيه معصية فلا يسرف إسراف الأديب العلماني في تفصيل لحظات ممارسة الفاحشة أو الجنس بين الزوجين، ولا يسرف في وصف المرأة، ولا في مشاهد المخدرات والخمور و... إلخ.
وإذا وجد أن ذلك ضرورة فلا بد أن ينتهي وصفه بما لا يترك في نفس القارئ شيئا من حب المعصية.
لماذا؟
لأن القرآن أرشدنا إلى أن الإجمال مطلوب في اللحظات الخاصة الحلال فما بالنا بما عداها من الحرام؟
كيف؟
لاحظ كيف عبر الله تعالى عن المعاشرة الزوجية في قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ} [الأعراف: 189].
ولاحظ كيف أجمل الله تعالى موقف معصية امرأة عزيز مصر فقال: {وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (23) وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ (24) وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [يوسف: 23 - 25].
ولو تناول أديب علماني هذا الموقف لوضع مكان جملة "راودته" صفحات وصفحات كلها إغراء بالفاحشة وتحبيب لنفوس القراء فيها.
ولاحظ كيف وصف الله فعل ملكة سبأ {قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [النمل: 44].
(3)
لاحظنا قبلا الإجمال، وإذا لاحظنا موقفا قرآنيا آخر وجدنا البسط والاستطراد.
كيف؟
قال تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ (4) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (7) وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (8) وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (9) أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ} [المؤمنون: 1 - 10].

وقال: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا (63) وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا (64) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا (65) إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (66) وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا (67) {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69) إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (70) وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا (71) وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا (72) وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا (73) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا (74) أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا (75) خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (76) قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا (77) } [الفرقان: 63 - 77].
(4)
وعلمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة "ما بال أقوام"، وهي تتصل بأدب المذكرات والذكريات اتصالا وثيقا، ذلك النوع من الأدب الذي يفضح فيه الإنسان نفسه بحجة قول الحقيقة كما وقعت.
وأذكر مثالا واحدا من صحيح البخاري على الرغم من تكرار هذا كثيرا (حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ يَحْيَى عَنْ عَمْرَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: أَتَتْهَا بَرِيرَةُ تَسْأَلُهَا فِي كِتَابَتِهَا فَقَالَتْ إِنْ شِئْتِ أَعْطَيْتُ أَهْلَكِ وَيَكُونُ الْوَلَاءُ لِي، وَقَالَ أَهْلُهَا: إِنْ شِئْتِ أَعْطَيْتِهَا مَا بَقِيَ وَقَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً: إِنْ شِئْتِ أَعْتَقْتِهَا وَيَكُونُ الْوَلَاءُ لَنَا. فَلَمَّا جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَّرَتْهُ ذَلِكَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ابْتَاعِيهَا فَأَعْتِقِيهَا؛ فَإِنَّ الْوَلَاءَ لِمَنْ أَعْتَقَ. ثُمَّ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ -وَقَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً فَصَعِدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ- فَقَالَ: مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَشْتَرِطُونَ شُرُوطًا لَيْسَ فِي كِتَابِ اللَّهِ مَنْ اشْتَرَطَ شَرْطًا لَيْسَ فِي كِتَابِ اللَّهِ فَلَيْسَ لَهُ وَإِنْ اشْتَرَطَ مِائَةَ مَرَّةٍ).
(5)
ونذهب إلى موقف عملي في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم يشبه مواقف التحقيق الجنائي الآن التي تستوجب التفصيل الذي لا يعرف كناية ولا مجازا؛ لترتب حكم على ما سيقال- لنرى كيفية تعبير النبي عن ذلك في هذا الموقف الذي يفوق مواقف الإبداع الأدبي.
ورد في صحيح البخاري (حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَعِيلَ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ حَدَّثَنِي يَعْلَى عَنْ عِكْرِمَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ح حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ وَعُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ قَالَا: حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ يَعْلَى يَعْنِي ابْنَ حَكِيمٍ يُحَدِّثُ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِمَاعِزِ بْنِ مَالِكٍ: لَعَلَّكَ قَبَّلْتَ أَوْ غَمَزْتَ أَوْ نَظَرْتَ قَالَ: لَا).
(6)
والمواقف كثيرة لمن طلبها في القرآن والسنة، وكلها تؤكد البسط حيث الحلال والإجمال في المعصية، وكلها تؤكد التناول الذي لا يحبب المعصية إذا حدث تناول معصية؛ لذا وجب على الأديب المسلم الملتزم بالإسلام أن يعمد إلى ذلك متمثلا قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [النور: 19]. ومتمثلا الآية التي صدرت بها المقال {وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا} [الفرقان: 72].






 
رد مع اقتباس
قديم 26-07-2012, 09:45 AM   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
حسين العفنان
أقلامي
 
إحصائية العضو







حسين العفنان غير متصل


افتراضي رد: فريد البيدق ( نية الأديب ونصوص أخرى )

(7)
الأديب المسلم الملتزم بالإسلام موجِّه عالمي
***

(1)
في مقالي "النية التي هي القصد شرط من شروط إنتاج الأدب الإسلامي" بينت أن الأديب المسلم لا بد أن تكون له نية قبل البدء في عمله الأدبي.
هذا الشيء الذي سميته النية يصيغه المعنيون بالأدب في سؤال: "لماذا أكتب؟" كما ورد في كتيب "كيف تكتب القصة" الصادر عن دار المعارف في سلسلة "كتابي"؛ فهو من أسس الفن.
وفي مقالي "تفصيل الحلال وإجمال الحرام شرط من شروط الإدب الإسلامي" بينت شرطا في الموضوع الأدبي كما يظهر من العنوان.
وهنا أكتب حول تصور الأديب نفسه ورسالته، وهو تصور مستمد من كونه مسلما يعي رسالة دينه في العالم والزمن.
وإن الأدب العلماني يبحث هذه الجزئية بتدعيمه الاتجاه الفوقي الذي يجعل الأديب يستشعر فوقيته عن بقية المواطنين؛ لأنه يحس بما لا يحسون به ويرى ما لا يرونه؛ لذا فهو الموجِّه، وإن الأوطان والأمم تقاس بالأدب ومكانة الأدباء، و... إلخ.
لكن أهكذا ينبغي أن يكون الأديب المسلم الملتزم بالإسلام؟
(2)
إن الأديب المسلم الملتزم بالإسلام يضع نصب عينيه كتاب ربه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، يستمد منه تصوراته حول نفسه وحول وظيفته ورسالته، وحول علاقته بالآخرين.
كيف؟
يقرأ الأديب المسلم الملتزم بالإسلام قوله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} [الذاريات: 56 - 58]- فيعلم سبب الخلق ووظيفة المخلوقين.
ويقرأ قوله تعالى: {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [آل عمران: 139]، وقوله تعالى: {فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ} [محمد: 35]- فيعلم أنه بإيمانه الأعلى والأعز وإن كانت الأسباب المادية ليست الآن في جانبه وجانب أمته الإسلامية.
ويقرأ قوله تعالى: {وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} [العنكبوت: 64]، وقوله تعالى: {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا} [الكهف: 46]- فيعلم أن المتاع زائل، فيعيش مع القيم والباقيات الصالحات.
ويقرأ قوله تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} [آل عمران: 110]، وقوله تعالى: {وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ} [الحج: 78]، ويقرأ قول رسول الله صلى الله عليه وسلم كما ورد في صحيح البخاري (حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدٍ الْقَارِيُّ عَنْ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي سَهْلٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ خَيْبَرَ: لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ غَدًا رَجُلًا يُفْتَحُ عَلَى يَدَيْهِ يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ! فَبَاتَ النَّاسُ لَيْلَتَهُمْ أَيُّهُمْ يُعْطَى، فَغَدَوْا كُلُّهُمْ يَرْجُوهُ. فَقَالَ: أَيْنَ عَلِيٌّ؟ فَقِيلَ: يَشْتَكِي عَيْنَيْهِ. فَبَصَقَ فِي عَيْنَيْهِ وَدَعَا لَهُ، فَبَرَأَ كَأَنْ لَمْ يَكُنْ بِهِ وَجَعٌ، فَأَعْطَاهُ فَقَالَ: أُقَاتِلُهُمْ حَتَّى يَكُونُوا مِثْلَنَا؟ فَقَالَ: انْفُذْ عَلَى رِسْلِكَ حَتَّى تَنْزِلَ بِسَاحَتِهِمْ، ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ وَأَخْبِرْهُمْ بِمَا يَجِبُ عَلَيْهِمْ، فَوَاللَّهِ لَأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بِكَ رَجُلًا خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ)- فيستشعر وظيفته العالمية، ويستحضر مسئوليته عن كل الناس في العالم.
ويظل يقرأ كتاب ربه وسنة رسوله فيكون التصور الصحيح عن نفسه مسلما وأديبا، فماذا يرى؟
(3)
يرى أن أرضه حيث يوجد الإسلام، وأنه مسئول عن كل ما يخص المسلمين أينما كانوا، وأنه مسئول عن غيره من كل سكان العالم مهما كانوا.
ولنا أن نسأل: أيكون بهذا عنصريا كما يقول الغربيون في شبهتهم التي بها يحاولون تقليل اعتزاز المسلم بدينه؟
لا؛ فهو تصور ليس من عند نفسه، بل هو من عند ربه. أما هم فإنهم يمارسون التمييز العنصري من عند أنفسهم على أساس الجنس والقومية وأشياء أخرى زائلة وتتداولها الأمم حسب الرسم البياني للحضارات والتاريخ.
ويبرز سؤال آخر يردده الأذناب المنحصرون في القومية والوطنية: أتهون قضايا الوطن والأمة بذلك ويقل الانتماء وتحدث العمالة للخارج؟
والجواب: لا؛ فإن الوطن هو أقرب الأماكن إلى القلب فِطْرةً، وهو أرض إسلامية. ومن يردد ذلك يحصر نفسه في دائرة ضيقها رسمها له المستخربون الغربيون، حتى ينحصر في أزماته ويحدث التفرق والتشرذم، وهو ما نعاني منه بما لا يخفى على غير ذي عينين، فما البال بذي العين؟ وما البال بذي العينين؟ وما البال بذي العينين والبصيرة؟ فيصير من يردد ذلك هو المتهم بالعمالة للخارج وهو المتهم بقلة الانتماء.
وإن من يردد ذلك يعجب أشد العجب من النماذج المخترقة هذه الحدود السياسية الضيقة المسماة الأوطان.
كيف؟
إنهم يمجدون "جيفارا"، ويجعلونه محررا إنسانيا، ويرسمونه على الملابس وأغطية الرؤوس. يفعلون ذلك وينكرون عالمية الإسلام ونماذجه، فيدل ذلك على عنصريتهم المعادية للإسلام والموالية للغرب.
(4)
لكن أيعني هذا انحصاره وانزواءه بعيدا عما يرد من الغرب؟
الجواب: لا، وألف لا.
لماذا؟
لأنه سينفتح على العالم.
لماذا؟
لأنه استشعر وظيفته نحو هذا العالم؛ لذا فهو سينفتح ليفهم ماذا يجري؛ ليحدد كيف يؤدي وظيفته كما فعل الأجداد العظام كالغزالي وابن تيمية من دراستهم الوارد وفهمه ثم دحضه.
فهو سينفتح انفتاحا أكثر مما كان عليه قبل إدراك أهميته، وسيلتهم ما يأتي من الغرب.
إذن: أين يكمن الفرق؟
إنه يكمن في التفاعل مع هذا الوارد.
إنه قبلا كان يتابع ليتَّبِع ويصير ذنبا، وينتظر الجديد ليغير التبعية. أما الآن فهو يتابع ليفهم ويقود ويوجِّه ويستطيع أن يستعين بربه؛ لأنه ينطلق من تصور كتابه الكريم وسنة نبيه الأمين.






 
رد مع اقتباس
قديم 26-07-2012, 09:46 AM   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
حسين العفنان
أقلامي
 
إحصائية العضو







حسين العفنان غير متصل


افتراضي رد: فريد البيدق ( نية الأديب ونصوص أخرى )

(8)
النية التي هي القصد شرط من شروط إنتاج الأدب الإسلامي
***


(1)
المسلم الملتزم بإسلامه عليه أن يعرف حكم سلوكه قبل أن يسلكه.
كيف؟
إذا أحب الصيد، وعرف أنه سيمارسه- فواجب عليه أن يتعلم فقه الصيد. وإذا أحب التجارة أو السمسرة أو إدارة عمل تجاري فواجب عليه أن يدرس فقه المال والأعمال. وإذا أحب الفن التشكيلي وجب عليه أن يدرس فقه التصوير، وإذا أحب ...، وإذا أحب ... إلخ.
وإذا أحب الأدب وجب عليه أن يدرس فقه الأدب الذي يدله على أهمية الكلمة، وخطر وظيفتها، ووجوب عدم إشاعة الفاحشة، و... إلى آخر ما ذكرته في مقالات سابقة تعالج هذا الأمر.
هذه الدراسة القبلية ترسم له الأضواء في الأرض التي يود أن يتحرك عليها.
لماذا؟
لأنها تحدد نيته.
وما أهمية ذلك؟
أهميته أنها تجعله يحدد ضوابطه التي ستحكم سلوكه طوال سيره في نشاطه، وستحدد علاقاته، وستجعله يُنجح نشاطه مجتمعيا.
وهل الأدب نشاط؟ وإذا كان فهل هو نشاط مجتمعي؟
نعم، الأدب نشاط إنساني خاص في إبداعه بنسبة ما مجتمعي في تداوله يحكم بضوابط يحددها الدين ثم العرف والقانون في المساحات التي تركها الدين لتطور المجتمعات.
(2)
وهل يستلزم الأدب نية كغيره من سلوك المسلم؟
نعم.
لماذا؟
لأن النية شرط من شروط العبادات، وهي تفرق العادة عن العبادة.
كيف؟
ورد في صحيح البخاري: (حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ أَنَّهُ سَمِعَ عَلْقَمَةَ بْنَ وَقَّاصٍ اللَّيْثِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى الْمِنْبَرِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى. فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا أَوْ إِلَى امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ).
وورد عند أبي داود وصححه الألباني (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ اللَّيْثِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى؛ فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيَا يُصِيبُهَا أَوْ امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ).
(3)
ولقد استطردت النية ومراعاتها في الدين واللغة.
كيف؟
في جريمة القتل نجد فرقا بين القتل العمد والقتل الخطأ، قال تعالى: {وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (92) وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا} [النساء: 92-93].
ونجد القلم يرفع عمن لا يقصد.
ورد عند ابن ماجه وصححه الألباني (حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيُّ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ عَنْ أَبِي ذَرٍّ الْغِفَارِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ عَنْ أُمَّتِي الْخَطَأَ، وَالنِّسْيَانَ، وَمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ).
(4)
وفي اللغة نجد في المقدمات النحوية في مقدمة "الكلام وما يتألف منه"، وعند شرط الوضع أورد الشيخ حسن حفظي في شرحه للآجرومية (بقينا في كلمة واحدة في التعريف وهي كلمة بالوضع، فما المراد بها؟ اختلف شراح ابن آجروم أو مقدمة ابن آجروم في المراد بقوله بالوضع؛ فبعضهم يقولون: المراد بكلمة الوضع القصد أن يكون المتكلم قاصداً إفادة السامع، وبعضهم يقول: لا، ليس المقصود به القصد، وإنما المقصود به أن يكون مما تعارف العرب على وضعه).
وفي الشعر تسمى القصيدة قصيدة لأنها مقصودة من قائلها وسامعها.
(5)
والآن، وبعد أن رأينا أهمية النية وعظيم قدرها، واستطراد وجودها في الأفعال- يعن سؤال.
ما هو؟
إنه: ما فائدة اشتراط النية عند الأديب وهناك اتجاهات أدبية نقدية تميت المؤلف، وتجعل النص بعد إنتاجه منفصلا عن كاتبه وثقافته وتجربته الأدبية بكل عناصرها؟
وهذا يبرز سؤال يخص عنوان هذا المقال.
ما هو؟
إنه: أهذا عنوان حقيقي؟ أم مجازي؟
وأجيب بأنه عنوان حقيقي.
لماذا؟
لأن هذا اتجاه من اتجاهات، وكلها لا تفعل ذلك.
ويبرز سؤال: ما يدلنا على نية الأديب؛ فإنه كتب عمله الأدبي وأخرجه ولم نكن معه، ولم نعرفه؟
والجواب يسير ظاهر؛ فإن الأديب المسلم تظهر علاماته في عمله بدءا من اختيار موضوعه وانتهاء ببنائه الفني ومرورا برسم شخصياته وسلوكهم كما بينت ذلك تفصيلا في مقال سابق.
(6)
لماذا أقول ذلك؟ ولماذا أتى العنوان بصورته هذه؟
لأنني قلت قبلا: إن الأدب الإسلامي أدب محتوى، فإن اتصف بما لا يصطدم مع الشريعة فهو أدب إسلامي وإن كتبه كافر أو فاسق أو منافق.
فأردت هنا النص على النية التي بها يحتسب الأديب عمله كما هو شأن المسلم، كما قال تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163) قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (164) وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ} [الأنعام: 162 - 165].
وكما قال سيدنا معاذ بن جبل لسيدنا أبي موسى الأشعري في الحديث الذي رواه البخاري (حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: بَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَدَّهُ أَبَا مُوسَى وَمُعَاذًا إِلَى الْيَمَنِ فَقَالَ: يَسِّرَا وَلَا تُعَسِّرَا، وَبَشِّرَا وَلَا تُنَفِّرَا، وَتَطَاوَعَا. فَقَالَ أَبُو مُوسَى: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، إِنَّ أَرْضَنَا بِهَا شَرَابٌ مِنْ الشَّعِيرِ الْمِزْرُ وَشَرَابٌ مِنْ الْعَسَلِ الْبِتْعُ، فَقَالَ: كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ، فَانْطَلَقَا. فَقَالَ مُعَاذٌ لِأَبِي مُوسَى: كَيْفَ تَقْرَأُ الْقُرْآنَ؟ قَالَ: قَائِمًا وَقَاعِدًا وَعَلَى رَاحِلَتِي، وَأَتَفَوَّقُهُ تَفَوُّقًا. قَالَ: أَمَّا أَنَا فَأَنَامُ وَأَقُومُ، فَأَحْتَسِبُ نَوْمَتِي كَمَا أَحْتَسِبُ قَوْمَتِي. وَضَرَبَ فُسْطَاطًا، فَجَعَلَا يَتَزَاوَرَانِ. فَزَارَ مُعَاذٌ أَبَا مُوسَى فَإِذَا رَجُلٌ مُوثَقٌ فَقَالَ: مَا هَذَا؟ فَقَالَ أَبُو مُوسَى: يَهُودِيٌّ أَسْلَمَ ثُمَّ ارْتَدَّ؟ فَقَالَ مُعَاذٌ: لَأَضْرِبَنَّ عُنُقَهُ).
(7)
وهل هناك بأس من عد الأدب غير الصادم للشريعة من الأدب الإسلامي؟
نعم.
كيف؟
لقد حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم على صلاة المسيء في صلاته بأنها ليست صلاة على الرغم من أنه أداها تحت بصره.
ورد في صحيح البخاري (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ الْمَسْجِدَ، فَدَخَلَ رَجُلٌ فَصَلَّى فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَرَدَّ وَقَالَ: ارْجِعْ فَصَلِّ؛ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ. فَرَجَعَ يُصَلِّي كَمَا صَلَّى، ثُمَّ جَاءَ، فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَ: ارْجِعْ فَصَلِّ؛ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ، ثَلَاثًا. فَقَالَ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، مَا أُحْسِنُ غَيْرَهُ، فَعَلِّمْنِي! فَقَالَ: إِذَا قُمْتَ إِلَى الصَّلَاةِ فَكَبِّرْ، ثُمَّ اقْرَأْ مَا تَيَسَّرَ مَعَكَ مِنْ الْقُرْآنِ، ثُمَّ ارْكَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ رَاكِعًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَعْدِلَ قَائِمًا، ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ جَالِسًا. وَافْعَلْ ذَلِكَ فِي صَلَاتِكَ كُلِّهَا).
وفي الحديث القدسي الذي ورد في صحيح مسلم نرى عدم الإخلاص علامة لحبوط العمل.
(حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا إِسْمَعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ الْقَاسِمِ عَنْ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْقُوبَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنْ الشِّرْكِ مَنْ عَمِلَ عَمَلًا أَشْرَكَ فِيهِ مَعِي غَيْرِي تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ).
إذن لا بد من وجود الدافع والنية لاكتساب الفعل؛ لذا فالأدب الإسلامي لا يكتبه إلا أديب مسلم ملتزم بالإسلام.







 
رد مع اقتباس
قديم 26-07-2012, 09:50 AM   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
حسين العفنان
أقلامي
 
إحصائية العضو







حسين العفنان غير متصل


افتراضي رد: فريد البيدق ( نية الأديب ونصوص أخرى )

(9)
النقد الأدبي الإسلامي
***

(1)
يعترض الكثيرون من العلمانيين ومن يتأثر بهم على مصطلح "الأدب الإسلامي".
لماذا؟
لأنهم يرون أن الأدب هو الأدب، أي أنه آلة لا تتأثر بمن يستخدمها.
لكن هل هم صادقون؟
لا.
لماذا؟
لأنهم أنفسهم يقولون: المدرسة الواقعية، والمدرسة الرومانسية، والمدرسة الرمزية، و... إلخ.
ما معنى ذلك؟
معناه أن الأدب يمكن أن يوصف بصفات تنشأ من موضوعه أو السمة الغالبة على بنائه الفني.
هم يعترفون بذلك ولا يجدون غضاضة فيه، لكنهم عند وصفه بما يقربه إلى الإسلام يعترضون، ويرغون ويزبدون لا انتصارا للموضوعية بل انتصارا على الإسلام الذي يرفضونه مع أي مجال اقتصادي أم اجتماعي أم غيرها.
وعلى الرغم من ذلك فإن المصطلح بات منتشرا!
(2)
إذا كانوا يفعلون ذلك مع مصطلح "الأدب الإسلامي" فسيحاولون أن يكونوا كذلك في مصطلح "النقد الأدبي الإسلامي"، لكنهم لن ينجحوا في حجبه كما لم ينجحوا مع سابقه إن شاء الله مهما حاولوا التنفير والاتهام.
ما النقد الأدبي الإسلامي؟
إن "النقد الأدبي الإسلامي" نقد يتتبع شبكات بناء الحرام في العمل الأدبي، ويبين أن الحرام ليس لازما ذاتيا من لوازم بناء الأدب، لكن وجود الحرام في بناء الأدب جاء إلينا من الغرب الذي يدخل الحرام في منظومته الإبداعية. فالنقد الأدبي الإسلامي ينبه إلى المفاهيم الخاطئة التي تدخل في البناء الفني.






 
رد مع اقتباس
قديم 26-07-2012, 09:57 AM   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
حسين العفنان
أقلامي
 
إحصائية العضو







حسين العفنان غير متصل


افتراضي رد: فريد البيدق ( نية الأديب ونصوص أخرى )

(10)
مصدر تفكير الأديب المسلم والأديب العلماني
***

(1)
الأديب المسلم تكون أصول دينه على ذُكْرٍ منه خلال تجربته الأدبية بدءا من الفكرة إلى اختيار الشخصيات إلى آخر ما يتصل بالتجربة الأدبية وعناصر تكوينها التي تناولها مقال "التجربة الأدبية عند الأديب المسلم".
أما الأديب العلماني فهو يهمل دينه مما قد يوقعه في الكفر.
كيف؟
لم أكن أعلم أن موت رأس الكنيسة هذا الأسبوع سيجعل بعض من يرون أنهم أدباء من المسلمين يقدمون تجارب أدبية يتركون فيها دينهم من أجل الظهور والإعلام والدعاية.
كيف؟
مات الأنبا شنودة فخرج علينا علاء الأسواني بمقال قصصي أو قصة قصيرة يُظهر الأنبا في الجنة ويقيم حوارا بينه وبين "عماد عفت" أحد مسئولي دار الإفتاء المصرية ومسلم آخر، ويشترك معهم الملاك الحارس ونصرانيان آخران.
يقول علاء الأسواني في قصته القصيرة "من يستقبل البابا شنودة؟!" المنشورة في أكثر من مكان إلكتروني:
(لا يمكن وصف هذا المكان لأنه فريد من نوعه، يفوق قدرتنا على التخيل .. سوف نعتبره، على وجه التقريب، حديقة شاسعة مليئة بأشجار كبيرة مثمرة وزهور رائعة الجمال، تتمايل بفعل موجات من نسيم منعش لا مثيل له.. الحديقة لها بوابة مستديرة مكللة بالورود، يقف أمامها رجل وسيم ملتح يرتدى ثوبا ناصع البياض ويشع من وجهه نور غريب.. فى أنحاء الحديقة ينتشر آلاف البشر الذين تبدو عليهم آثار النعمة والفرحة. بين الحين والحين يتوجه الرجل إلى البوابة ليستقبل الوافدين الجدد.. بالأمس وقف الرجل ليستقبل البابا شنودة، الذى تقدم نحوه بخطوة مستقيمة نشيطة.. اختفت التجاعيد تماما من وجه البابا واستقام ظهره وتخلص من الآلام وارتد شعره أسود تماما، كأنما عاد إلى العشرينيات من عمره... انحنى الرجل وقال:
- أهلاً وسهلاً يا قداسة البابا شرفتنا.
تطلع البابا حوله بدهشة وقال:
- أهلا يا ولدى.. ما اسمك؟!
- أنا الملاك الحارس.
- كيف عرفت بمجيئى؟!
- أنا أعرف كل شىء عن ضيوفى، لأننى مكلف باستقبالهم.. اتبعنى من فضلك.
تقدم الملاك الحارس وخلفه البابا شنودة.. مشيا فى ممر بين الأشجار تحيط به صفوف من الأزهار الملونة. فى نهاية الممر فوجئ البابا بأربعة أشخاص واقفين يبتسمون ويلوحون كأنهم ينتظرون وصوله. لاحظ أن أحد الواقفين شيخ معمم يرتدى قفطاناً. لوح لهم البابا بحرارة. أصبحت حركة يده الآن أقوى بعد أن استرد صحته تماماً.. وقف الملاك الحارس بين البابا ومستقبليه وقال بصوت مرح:
- كل ضيوفنا المصريين كانوا يريدون أن يكونوا فى شرف استقبالك.. لكننا اخترنا هؤلاء الأصدقاء الأربعة كممثلين عن زملائهم.. فليتقدم كل واحد فيكم ويعرف نفسه.
تقدم الشيخ وصافح البابا قائلا:
- السلام عليكم يا قداسة البابا. أنا اسمى الشهيد عماد عفت من شيوخ الأزهر ...).
واستمر يُجري الحوار على هذا النسق الذي يعطي مثالا حيا على توظيف الكفر في الأدب، فأنتج أدبا كفريا صادم القرآن الكريم والسنة النبوية وإجماع المسلمين وما هو معلوم من الدين بالضرورة.
كيف؟
قررت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء كما ورد في كتاب "فقه النوازل .. دراسة تأصيليةتطبيقية"، محمد حسين الجيزاني، المجلد الثاني، دار ابن الجوزي، ص56 و58- في معرض دحضها فكرة "وحدة الأديان" ما لا يجب أن يغيب عن ذهن المسلم عقديا لا سيما إذا كان أديبا يكتب ليؤثر في فكر وسلوك الآخرين، ولا سيما في نظرته إلى دينه الحق الإسلام مقابل غيره من الأديان الباطلة:
أولا: إن من أصول الاعتقاد في الإسلام المعلومة من الدين بالضرورة، التي أجمع عليها المسلمون- أنه لا يوجد على وجه الأرض دين حق سوى دين الإسلام، وأنه خاتمة الأديان، وناسخ لجميع ما قبله من الأديان والملل والشرائع، فلم يبق على وجه الأرض دين يتعبد الله به سوى الإسلام، قال الله تعالى: "وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ" [آل عمران: 85]، والإسلام بعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم هو ما جاء به دون ما سواه من الأديان.
ثانيا: ومن أصول الاعتقاد في الإسلام أن كتاب الله تعالى (القرآن الكريم)، هو آخر كتب الله نزولا وعهدا برب العالمين، وأنه ناسخ لكل كتاب أنزل من قبل من التوراة والزبور والإنجيل وغيرها، ومهيمن عليها، فلم يبق كتاب منزل يتعبد الله به سوى القرآن الكريم، قال الله تعالى: "وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ" [المائدة: 48].
ثالثا: يجب الإيمان بأن التوراة والإنجيل قد نسخا بالقرآن الكريم، وأنه قد لحقهما التحريف والتبديل بالزيادة والنقصان، كما جاء بيان ذلك في آيات من كتاب الله الكريم، منها قول الله تعالى: "فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ" [المائدة: 13]، وقوله جل وعلا: "فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ" [البقرة: 79]، وقوله سبحانه: "وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ" [آل عمران: 78].
ولهذا فما كان منها صحيحا فهو منسوخ بالإسلام، وما سوى ذلك فهو محرف أو مبدل. وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه غضب حين رأى مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه صحيفة فيها شيء من التوراة، وقال عليه الصلاة والسلام: "أفي شك أنت يا ابن الخطاب ؟ ألم آت بها بيضاء نقية ؟! لو كان أخي موسى حيا ما وسعه إلا اتباعي " رواه أحمد والدارمي وغيرهما.
رابعا: ومن أصول الاعتقاد في الإسلام أن نبينا ورسولنا محمدا صلى الله عليه وسلم هو خاتم الأنبياء والمرسلين، كما قال الله تعالى: "مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ" [الأحزاب: 40]، فلم يبق رسول يجب اتباعه سوى محمد صلى الله عليه وسلم. ولو كان أحد من أنبياء الله ورسله حيا لما وسعه إلا اتباعه صلى الله عليه وسلم، وأنه لا يسع أتباعهم إلا ذلك، كما قال تعالى: "وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ" [آل عمران: 81]. ونبي الله عيسى عليه الصلاة والسلام إذا نزل في آخر الزمان يكون تابعا لمحمد صلى الله عليه وسلم، وحاكما بشريعته، وقال الله تعالى: "الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ" [الأعراف: 157].
كما أن من أصول الاعتقاد في الإسلام أن بعثة محمد صلى الله عليه وسلم عامة للناس أجمعين، قال الله تعالى: "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ" [سبأ: 28]، وقال سبحانه: "قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا" [آل عمران: 158] وغيرها من الآيات.
خامسا: ومن أصول الإسلام أنه يجب اعتقاد كفر كل من لم يدخل في الإسلام من اليهود والنصارى وغيرهم، وتسميته كافرا، وأنه عدو لله ورسوله والمؤمنين، وأنه من أهل النار كما قال تعالى: "لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ" [البينة: 1]، وقال جل وعلا: "إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ" [البينة: 6]. الآية وغيرها من الآيات.
وثبت في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "والذي نفسي بيده، لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به- إلا كان من أهل النار".
ولهذا فمن لم يُكَفِّر اليهود والنصارى فهو كافر؛ طردا لقاعدة الشريعة (من لم يُكَفِّر الكافر بعد إقامة الحجة عليه فهو كافر).
(2)
إن كل من يرون أن الأعمال هي أساس دخول الجنة بغض النظر عن المعتقد الموافق للقرآن والسنة النبوية كما تقول اللجنة في المرجع السابق يهدفون إلى: {إلغاء الفوارق بين الإسلام والكفر، والحق والباطل، والمعروف والمنكر، وكسر حاجز النفرة بين المسلمين والكافرين، فلا ولاء ولا براء، ولا جهاد، ولا قتال لإعلاء كلمة الله في أرض الله، والله جل وتقدس يقول: "قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ولا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ ولا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ولا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ" [التوبة: 29] ، ويقول جل وعلا: "وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ" [التوبة: 36]}.
ويتجاهلون قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} [التوبة: 33]، و{هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا} [الفتح: 28].
ويصطدمون مع قوله تعالى: {قَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [المائدة: 17].







 
رد مع اقتباس
قديم 09-09-2012, 05:53 PM   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
فريد البيدق
أقلامي
 
إحصائية العضو







فريد البيدق غير متصل


افتراضي رد: فريد البيدق ( نية الأديب ونصوص أخرى )

بوركت أخي الحبيب، ودمت عنوانا للحب، وبقي أثرك، وجزاك خيرا!







 
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
آه لست أدري...... عبلة جابر منتدى الأقلام الأدبية الواعدة 7 17-02-2007 06:20 PM
أجنحة طائر الأدب ( رؤية حول الابداع والنقد وإشكالية الأديب الناقد ) خالد جوده منتدى البلاغة والنقد والمقال الأدبي 8 05-06-2006 01:36 AM
لست أدري...شعر عبد النور إدريس عبد النور إدريس منتـدى الشعـر المنثور 3 24-05-2006 12:20 AM
تساؤلات موجعة لكنها مجرد تساؤلات سيد يوسف منتدى الحوار الفكري العام 4 12-05-2006 11:32 PM
أعشقك لماذا لا أدري روني خالد بهلوي منتدى الأقلام الأدبية الواعدة 1 24-03-2006 10:29 PM

الساعة الآن 04:29 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط