الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديات الحوارية العامة > منتدى الأدب العام والنقاشات وروائع المنقول

منتدى الأدب العام والنقاشات وروائع المنقول هنا نتحاور في مجالات الأدب ونستضيف مقالاتكم الأدبية، كما نعاود معكم غرس أزاهير الأدباء على اختلاف نتاجهم و عصورهم و أعراقهم .

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-03-2010, 11:30 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
جولي عليان
أقلامي
 
إحصائية العضو







جولي عليان غير متصل


خبر سلطانات الرمل

احترت أي مقطع ممكن أن اختاره من هذه الرواية الساحرة التي حصلت عليها أخيرا


من يريد أن يقرأ رواية ساحرة -فليقرأ سلطانات الرمل للكاتبة السورية لينا هويان الحسن

(حمرا الموت


الزمان لن يُخفق في تذكرها حين يهطل التاريخ، لأنه يستطيع الآن أن يسمع ما رآه يوماً. لا لصاً يقدر على اختلاسها من خزائن الأمس ولا سكيراً يمكنه أن يعبث بسرابها الضخم.. أي أزل ذاك الذي اكتسحته «حمرا» وأدهشتنا نحن الفانون؟!..
البعض قال إنها كانت ساحرة حرقت حافر حمار وحش وسحقته واكتحلت به، هكذا قالوا عن سر نظرتها الذبّاحة، جسدها كان خالياً من الشعر مثل مرآة، بنات عمها قُلْنَّ أنها صنعت خلطة من مخ أرنبة ومرارتها، تحول دون إنبات الشعر المنتوف. وحمت بشرتها البيضاء القرنفلية من النمش الذي تسببه شمس الصحراء بمرهم، قيل أنها كانت تصنعه من مرارة ذئب مخلوطة بالورس. ومن دم أفعى وزيت نبتة صحراوية صنعت ما يجعل شعرها طويلاً كثيفاً لا يمكن لأنثى أخرى أن تنافسها بطول جدائلها. وانتقمت لأمها التي ماتت مقهورة بسبب زوجة أبيها الثانية، بأن جعلتها تبول على بول ذئب فعقمت.
وحين هزل صقر اسمه «المختلس» كان لأبيها، عالجته وجعلته يسمن بعد أن ألقمته على يدها لحم هدهد حي غير مذبوح ولحم قنفذ منقوع بالخل، فسمُنَ وعاد يرافق أباها في صيده، لم تكن تحب الغزلان ولا الحبارى ولا القطا. كانت تحب الطيور الحرة وتعرف كيف تعاملها، لهذا ـ كما قيل ـ كان لها سطوة على الرجال.
أنثى، تعرف كيف ترفع البرقع عن وجه الجارح، تبعد وجهها عن رأسه، فأول شيء يفعله هذا الطائر حين يفتح عينيه، ينظر إلى العيون، ينظر إلى عينيك مباشرة، فضولي ونبيل، يتصفح الوجوه ككائن حر بالمطلق. يهوى العيون التي تحمل بريقاً مجلوباً من تاريخ سحيق.
كانت تعرف أن الرجال الحقيقيين مثل الصقور، لايحبون الدخان والغبار والحائط والباب والأجمة والمرأة الحائض، حين تقلع عن زيارة طير أبيها في «الرَبْعة» كان الجميع يحزر بأنها حائض.
«حمرا»، كانت رشيقة كغزالة، متنبهة كثعلبة، وشريرة كعفريتة، فخورة كملكة، إلى أن تأتي اللحظة المناسبة وتعلن عن حقيقتها بغتة واقفة مثل كوبرا.
للجمال عند أهل الصحراء منطق، وأكثر من شرط، وأسرار كثيرة. لا يكفي أن يكون فاتناً، لابد أن يكون جارحاً أو ضارياً..
عذوبة الملامح يجب أن تسرّب مرارة غير مفهومة، كذلك لابد للجمال أن يكون هادئا لا ينبس ببنت شفة وأن يكون حرّاقاً بشكل ما، أيضاً يريدونه مسيطراً، ويخلِّف الحسرة أينما حلّ.
وتحدث الحياة في صحراء مبسوطة مثل قماشة حرير ذهبي يفردها تاجر أمام امرأة ثرية.
الصحراء: المكان الذي يعطيك حرية إلى حدّ العصيان.
في ذلك الزمن لم تكن الظباء خرافة كما الآن، ولم تكن الصحارى مشقوقة بإسفلت الطرقات أو مشوهة بأعمدة كهرباء.
قبل سنين طويلة حين كانت الذاكرة ترتسم بخطى ذئب كان هنالك البدو، أبناء الصحراء الخام. البدو لم يلعبوا الشطرنج ولا الكوتشينة ولا البلياردو.. هنالك لعبة واحدة فقط: القدر.
فيما السراب السيد ذو الشوارب في الصحراء يلحس كل قشدة الأرض ويحولها إلى أكاذيب رائعة الغواية.
«فارس على حصان أبيض، فارس الأحلام».
ربما البدويات هنَّ اللواتي سربن هذا الحلم إلى باقي إناث الأرض، كذلك جميعنا نعرف أن الأذن تعشق قبل العين أحياناً.
هكذا عشقت «حمرا» ابنة شيخ عشيرة «طي»، أحمد بيك الأبوريشة أمير قبيلة «الموالي»، واحداً من أشهر محاربي الصحراء، في النصف الثاني من القرن التاسع عشر.
أحمد، كان قد لُقِّب بالبيك تودداً من باشا حلب لخاطر ضمان سير القوافل بين الشام والعراق وتأمينها من تعدِّي القبائل، كان يتقاضى مبلغاً سنوياً من والي حلب لقاء حمايته قراها من طغيان العشائر الأخرى، ولقاء ذلك أخذ أيضاً بضعة قرى إقطاعاً له..
كانت «حمرا» جميلة و ذكية، أي خطراً صافياً يمشي على قدمين، ومثلما فعلت «سعدا» ابنة الزيناتي خليفة يوم عشقت عدو أبيها، «مرعي» ابن الأمير «حسن» أمير بني هلال، وقعت «حمرا» بغرام البيك وأنجزت رسم فارسها على الرمل، فيما الشعراء الجوالون يتناقلون سيرته ومآثره، والسراب يمر محملاً بالأحلام ببراءة عابر سبيل.
مع أحد أولئك الشعراء، أرسلت «حمرا» في طلبه دون أن يرفَّ لها جفن. ضد القدر، ضد المنطق، لا فرق، لا يهم، كانت تريده بكل ما أوتيت من شغف ومكر وثبات أعصاب.
وعلى الدروب المتيقظة، التي أثثها الامتداد، مشت «حمرا»، وفي عينيها نظرة عميقة واسعة، كصياد أرسل صقره يجلب له الطريدة بعد أن يفقأ عينيها.
صبرت «حمرا» ججفف انتظارها تحت شمس غرامها الساطعة. هناك.. فقط الصبر شيء متاح، ولا بد من إتقانه لحد أن يكون «صبراً جميلاً».
كان على حامل رسالة «حمرا» الشفهية إلى «أحمد بيك»، أن يعبر تلك المسافة المترعة بالقبائل المتحاربة، نزولاً من الشمال حيث قبيلتا «طي» و«شمر»، إلى الجنوب حيث يخترق خط التلغراف أعالي الفرات واصلاً بغداد، نصبته الحكومة التركية خصيصاً لمراقبة قبيلة «العنزة»، وعليه أن يجتاز المراكز العسكرية التي بناها الأتراك على بقايا الثكنات الرومانية، التي أنشأها الروم في بلاد مابين النهرين لمراقبة البدو وكبح جماحهم...
ووصلت أشهر رسالة حب في تاريخ البدو، قصفته «حمرا» برسالة حبها وبادلها الفتنة عن بعد، وجهز «أحمد» بيك الأبو ريشة أربعين فارساً يعدون وراءه في أشهر رحلة عرفتها البادية لجلب
عروس . . )






 
رد مع اقتباس
قديم 01-04-2010, 01:05 AM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
خليف محفوظ
أقلامي
 
الصورة الرمزية خليف محفوظ
 

 

 
إحصائية العضو







خليف محفوظ غير متصل


افتراضي رد: سلطانات الرمل

لك جزيل الشكر أخي جولي عليان على هذه الإفادة الأدبية بجديد الأدب

و سننقلها لباب المقول تعميما للفائدة


تحيتي و تقديري







 
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 08:07 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط