قلة أدب!

[إبراهيم محمد شلبي]

كتلة من الهباء نحن، نتلاشى وئيدا، ونختفي رويدا، نتشدّق تعابير الوجود وننثني كالخاصرة فوق سكين العدم، نسافر في الظلّ والريح، ونسكن سطح الأرض حينا لا يدوم.

من أنت تطرق نجم الليل بالحلم؟

شتاتٌ بين اللفظ والمعنى؛ صحفٌ تسرق أو "تستعير" مواضيعَ بعضها، وأخرى تُعيد نشر ما نشرت في استخفافٍ بغيضٍ بعقليةِ قارئ لا يقرأ... كاتبةٌ تنفّس عن أنوثتها في مجتمع ذكوري، وأخرى تلقي ثقلها على الحرف الضعيف، وأخَرُ يصفّقن لما لا يفقهن فيه شيئا، ومتحاذقة تنشر لا شيء في كلّ شيء، وبجانب العنوان واسمها صورتها الأقرب لعرض الأزياء أو جمال مصطنع منها للتعريف عن كاتبة لا تكتب أصلا.

كتلة من الضياع الآن في الليل الباكي يا صحراء اللغة نحن؛ كاتبٌ يرسم لوحة مشبوهة عبر أثير إذاعة تحترف الوطنية نهجا بالقول، ومذيعٌ ينافس نفسه بتعليق نواقصه النفسية أوزارا لغيره، وكاتبٌ باسم الأرض يمتهن تجارة العملات الصعبة، وأديب وجد السياسة طاقة الأدب للشهرة والعهر الوطني الكاذب، وشاعرٌ يبيع النصّ باليورو ويكيل الحبر بالاسترليني وبالدولار، وصحافيٌ بارز يكتب في العلم وفي الدين وفي الفن وفي السياسة وفي حوادث السير والقتل والحيوانات الضالة والسلعوّات والجن والخرافات وشرف العائلة وتلوّث البيئة والأدب، وينظم شعرا، وينصّ قصصا ومقالات، ويكتب الرواية والمسرحية ولا ينسى نصيبه من النقد، وكل هذا أدب!

نحن أشباح اللغة نلبس الحبر للكتابة وننتحر على السطر كالحيتان، ولو كنّا غير ذلك فاسألوا الفراشة قد تجيب، أو اسألوا الغزالة قد تجيب، أو لربما تسألون تلك التي كتبت لأجلها يوميات غيابها: فقد تُجيب.

[عبد السلام الكردي]

لقد ضاقت بنا ذرعاً واستطرقت سارحة في تفاهتنا كثيراً ومازالت عند كل مفترق جريمة في حقها
تحنو فلا تشكي ولا تبكي ونحن القساة الذين لا ندرك مدى قدسيتها ولا نستخدمها إلا لتعليق ما قد أصابنا من علل في نفوسنا على أكتاف الغير دون التطرق إلى الحل وإيجاد فكرة النجاة
وهي التي وجدت من أجل إيجاد الحل لأي معضلة أو كارثة بين صنوف البشر أو من هم أشباه البشر
اللغة أخي الكريم ما زالت ترزح تحت سياط الجلادين ممن إمتهنوا الكتابة لكسب "الرزق" او الشهرة" او وفي غالب الأحيان اللعنة التي قد تصيب القارىء
ما أجمل ما ذهبت إليه هنا استاذي ابراهيم
لقد اختصرت الكثير مما تريد أن تقوله تلك المسكينة المظلومة بين أقلامنا والدفتر
أعجبني قولك كثيراً حين قلت"وأخرى تُعيد نشر ما نشرت في استخفافٍ بغيضٍ بعقليةِ قارئ لا يقرأ... " ما أجمل هذا التعبير وقد بلغ من البلاغة ما يكفي لاختزال المعنى الذي ايحتاج إلى كثير من الصفحات والتي قد تبوء بالفشل في أغلب الأحيان ولا يصل منها إلى عقل القارىء سوى الخاتمة التي قد تكون في أغلب الأحيان"تحياتي لكل من مر من هنا "

نحن أشباح اللغة نلبس الحبر للكتابة وننتحر على السطر كالحيتان، ولو كنّا غير ذلك فاسألوا الفراشة قد تجيب، أو اسألوا الغزالة قد تجيب، أو لربما تسألون تلك التي كتبت لأجلها يوميات غيابها: فقد تُجيب.
لا أوافقك في هذه أخي الكريم
أنتم لستم إلا مؤنسي اللغة وروادها الكبراء
فإن من كتب مثل هذه السطور لا يمكن أن يكون إلا زهرة في حديقة اللغة تنثر شذاها في جميع الأرجاء
نعم سنسأل الفراشة والغزالة وظلها
ستسأل القلب حين تلفت ونسأل المغتربين حين كتبوا رسائلهم إلى ذويهم
والصباح الجميل
سنسأل الشرفيين في الدين والشاكرين وسنسأل الابراهيمي أحمد
كثيرون من ستسألهم وثق تماماً أنهم سوف يجيبون

للتثبيت حتى لا تغيب عنا شمسه




اعتذاري على عدم استخدام علامات الترقيم المعطلة لدي

[إيمان الأحمد]

إبراهيم محمد شلبي
كلماتك من ذهب , تستحق عليها الخمس نجوم .. دام قلمك نابضاً

[أميمة وليد]

الأخ الكاتب إبراهيم شلبي ...
وترك في هذا النص حزين لما حلّ بالأدب واللغة ، وقد تكون محقًا إلا أنني أتفق جدًا مع الأستاذ عبد السلام في أنّ للغة أهلا جديرين بحملها والدفاع عنها ويستحقون بامتياز حمل لقب أديب وبالتأكيد أنت واحد من هؤلاء .
لك التحية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أهنئ ذلك القلم الحكيم..
الذي فطن لعبث تلك الأقلام الهشة
التي جعلت من أحرفها شبكة
تصطاد بها الأسماك الساذجة!
جزيت خيراً أخانا الكريم..
أم هناء

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عودة أخرى!
أخي الكريم..
لي وجهة نظر حول العنوان قد
تكون ليست في محلها..
لكن أحببت طرحها..
ما رأيك لو كان العنوان(سوء أدب)
بدلاً من (قلة أدب)؟
نص متألق كهذا..أخشى أن يسيء إليه العنوان!
ربما أكون مخطئة..فأنا مبتدئة!
لكم تقديري..
أختكم:أم هناء

..

[عبدالله البت]

الأخ الكريم // إبراهيم شلبي
تلك التداعيات الصادرة من موطن حرفك ، ومكتنز لفظك
نؤمن أنها أكثر من رائعة ، ولم تحد عن درب الكلمة
الهادفة المعبرة.
كما نؤمن أنها ممن يحمل قضية ، ودعوة
ليست بالهينة اليسيرة ، وقد تكون مرض العصر في
سربال الغفلة ، والطبيب الأديب..
إلاَّ أنني ، ومما يُساقُ على مسلك الآمال
تمنيتُ لو خرجنا من ريع بيانها الساحر
وصرخة لفظها الباهر بما يكون لشأنها العظيم
خير حاجز ، وأصدق رادع.
فهل لأخيك من منشد أمنيته سعة لنيل
في انتظار ما أذن الرحمن لصيغة ردع الصدع
والله يحفظك ويرعاك..

[عبد السلام الكردي]

للرفع كيلا يندثر في الاقبية المعتمة