|
|
منتدى أدب الطفل هنا يسطر الأدب حروف البراءة والطهر والنقاء..طفلنا له نصيب من حرفنا.. |
مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان) |
|
أدوات الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
07-12-2011, 03:40 PM | رقم المشاركة : 1 | |||
|
الأرنب الطائر
بسم الله الرحمن الرحيم الأرنب الطائر كان الأطفال يطلقون علي الأرنب الأبيض الصغير اسم ( الأرنب الطائر ) ، وذلك لأن صاحبه يقوم بوضعه في مدفع كبير ، ثم يشعل فتيلة ، وفجأة ينطلق الأرنب الأبيض الصغير ، كقذيفة بيضاء في الهواء ، وتكمن روعة هذا العرض أن الأرنب الأبيض الصغير في طيرانه يستقر فوق منصة عالية في فضاء السيرك الكبير ، ثم تحين اللحظة التي ينتظرها الأطفال بشغف ، وهي عندما يترك الأرنب الطائر مكانه فوق المنصة ، وفي اللحظة التي تليها تنفتح مظلة صغيرة قد علقت بظهره ، فيبدو في هبوطه وكأنه طيار محترف يعرف ما يفعله ، وكم أثار هذا العرض شغف الكبار قبل الصغار ، لمهارة الأرنب الطائر ، الذي كان يحب عمله كثيرا ، ويتدرب عليه أكثر . كان الأرنب الطائر قد بدء العمل مع صاحبه بدلا من أمه ، التي كبرت علي هذا العمل ، فتركت ولدها ليكمل بدلا منها ، لأن سنها لم يعد ليناسب هذا العمل الخطير ، والدقيق في نفس الوقت . ولكن الأرنب الطائر وفي ليلة قريبة ، استقر رأيه علي قرار عجيب ، لم يكد ليفاتح فيه أمه العجوز ، حتى قالت له : ـ ولكنك يا صغيري قد تعودت علي العمل وأجدته ، ونحن قد ورثنا هذا العمل داخل السيرك الكبير ، منذ أجيال عديدة ، فلقد ولدت في هذا السيرك وأنا أري جدي يقوم بهذا العرض . قال الأرنب الطائر وهو يحلق بخياله بعيدا : ـ ولكنك يا أمي ، منذ أن حدثتني أن هناك بعيدا خارج السيرك الكبير ، توجد غابة خضراء جميلة ، يكثر فيها الجزر الغريب الشكل والحشائش الطرية وأنواع كثيرة مختلفة من الحيوانات الرائعة ، والطيور المغردة ، منذ ذلك الحين ، وأنا أشتاق كثيرا لرؤية هذه الغابة الخضراء . ولم تستطع الأم العجوز أن تثني صغيرها عما عزم عليه ، فلم تري بدا من أن تملي عليه بعض نصائحها . وفي الليلة التي تلت ذلك اليوم غادر الأرنب الأبيض الصغير السيرك ، وذلك دون أن يعلم ، ما الذي هو مخبأ له في هذا العالم الكبير ، بالنسبة له . *** وكانت مطاردة رهيبة ، انخلع لها قلب الأرنب الطائر ، الذي أطلق لساقه العنان ، وكم كان قدره حليفا له ، إذ لو كان الكلب يمشي علي أقدامه كاملة ، فربما كان الأرنب الأبيض الصغير قابعا داخل معدته . *** حاول الأرنب الطائر أن يتماسك قليلا وهو يسألهم عن مكان الغابة الخضراء ، وهل هي قريبة من مكانه هذا ، ولكن بريق أعينهم اشتد فجأة ، وقد تقوست ظهورهم وبانت أنيابهم ، فعلم أنهم علي وشك الهجوم عليه ، ( يالي من أحمق ) هكذا نعت الأرنب الأبيض الصغير نفسه ، وهو يتقهقر إلي الخلف ، حتى لامس جسده الصندوق ذو الرائحة الكريهة . وفي حركة واحدة جاءت وثبة القطط الثلاث ، ولكنه القدر ، ما زال يقف بجوار الأرنب الأبيض الصغير ، إذ دخل علي الفور ، أسفل الصندوق الكبير ذو الرائحة الكريهة ، في الوقت الذي لم تستطع فيه القطط الثلاث أن يدخلوا وراءه ، لضيق المكان بين الصندوق والأرض ، بل سمح فقط باحتواء جسد الأرنب الصغير ، وهكذا أصبح محاصرا من قبل القطط الثلاث ، وقد أخذوا يخمشون الأرض بأظافرهم ، غير أن الأرنب وقف بعيدا عن متناول تلك الأظافر المتوثبة . لم يكد ليمر وقت قليل ، والأرنب الأبيض الصغير ما زال محاصرا من قبل القطط الثلاث ، عندما سمع صوتيا بشريا زاعقا ، يأتي من بعيد ، لم يستطع أن يميزه ، وإن كان مألوفا لديه . مما جعل القطط يهربون لدي سماعهم للصوت ، فوجدها الأرنب الأبيض الصغير فرصة لا تفوت للهروب ، فمرق من أسفل الصندوق الكبير ذو الرائحة الكريهة ، وقلبه يدق في عنف ، ويالها من ليلة مظلمة ، فلقد كان الشارع الذي هرب إليه الأرنب الأبيض الصغير مسدودا ، مما جعله يوقن بهلاكه ، فعلي مقربة منه ، كان صاحب الصوت البشري يتقدم منه بقامته العالية وقبعته الكبيرة ، يحمل في يده عصي غليظة ، إنما هي ضربة واحدة وتنتهي رحلة الأرنب الأبيض الصغير ، التي لم تبدأ بعد ويضيع معها حلمه ، في أن يري الغابة الخضراء . كان قد اقترب صاحب الصوت البشري من الأرنب الأبيض الصغير وعصاه ترتفع في الهواء ، فأغمض الأرنب الأبيض الصغير عينيه ، منتظرا نهايته الوشيكة . ـ ها أنت ذا يا صغيري ، ما الذي أخرجك من قفصك في هذا الوقت ؟ خشيت عليك كثيرا عندما لم أجدك . ألا تعلم أن الشارع بجوار السيرك يموج بالكلاب الضالة والقطط الشاردة ؟فلنحمد الله أنني عثرت عليك في آخر لحظة ، وإلا كنت الآن طعاما لهم . ويا لها من فرحة لا تصدق ، عندما حمله صاحبه بين يديه وقد ضمه إلي صدره الدافئ ، فظل يمرغ برأسه الصغير في صدره شاكرا له صنيعه ، موقنا أنه لم يولد ، إلا ليضعه هذا الرجل في فوهة المدفع الكبير ، ليراه الأطفال الصغار وهو يسقط من السماء ، معلقا في مظلته ، حينها عندما يضحكون في فرحة ، تكون تلك هي غابته الخضراء ، التي لا تعدلها أي غابة خضراء أخري . |
|||
07-12-2011, 03:46 PM | رقم المشاركة : 2 | |||
|
رد: الأرنب الطائر
أصدقائي الأعزاء أرجوا أن تنال مشاركتي إعجابكم فهي الأولي لي في بابكم الأثير إلي قلبي |
|||
08-12-2011, 11:39 AM | رقم المشاركة : 3 | ||||
|
رد: الأرنب الطائر
اقتباس:
أهلا بك أخي محمد عوض نرحب بك هنا، ونتمنى لكم التوفيق هذا ترحيب أولي سأعود لقراءة النص في وقت لاحق مع أمنياتي |
||||
08-12-2011, 11:23 PM | رقم المشاركة : 4 | |||
|
رد: الأرنب الطائر
جزاكم الله خيرا أخي محمد، بل يكفيني فقط مرورك الجميل هذا. |
|||
09-12-2011, 01:59 AM | رقم المشاركة : 5 | |||
|
رد: الأرنب الطائر
الأخ محمد عوض |
|||
|
|