الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > منتديات اللغة العربية والآداب الإنسانية > منتدى أدب الطفل

منتدى أدب الطفل هنا يسطر الأدب حروف البراءة والطهر والنقاء..طفلنا له نصيب من حرفنا..

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-12-2011, 03:40 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
محمد عوض
أقلامي
 
الصورة الرمزية محمد عوض
 

 

 
إحصائية العضو







محمد عوض غير متصل


افتراضي الأرنب الطائر

بسم الله الرحمن الرحيم
الأرنب الطائر
اعتاد الأرنب الأبيض الصغير في كل صباح ، أن يستيقظ علي صوت صاحبه وهو يفتح له باب القفص الذي ينام فيه ، يحمل له بين يديه طعامه اللذيذ ، من الجزر والخص الطازجين ، فيأخذ في تناولهما في نهم ، ثم يشرع في التدريب مع صاحبه ، علي العرض القصير الذي كان يقوم به داخل السيرك الكبير ، وكم كان هذا العرض شيقا جدا ومحبوبا لدي أطفال المدارس ، الذين يأتون من أجل هذا العرض بعينه .
كان الأطفال يطلقون علي الأرنب الأبيض الصغير اسم ( الأرنب الطائر ) ، وذلك لأن صاحبه يقوم بوضعه في مدفع كبير ، ثم يشعل فتيلة ، وفجأة ينطلق الأرنب الأبيض الصغير ، كقذيفة بيضاء في الهواء ، وتكمن روعة هذا العرض أن الأرنب الأبيض الصغير في طيرانه يستقر فوق منصة عالية في فضاء السيرك الكبير ، ثم تحين اللحظة التي ينتظرها الأطفال بشغف ، وهي عندما يترك الأرنب الطائر مكانه فوق المنصة ، وفي اللحظة التي تليها تنفتح مظلة صغيرة قد علقت بظهره ، فيبدو في هبوطه وكأنه طيار محترف يعرف ما يفعله ، وكم أثار هذا العرض شغف الكبار قبل الصغار ، لمهارة الأرنب الطائر ، الذي كان يحب عمله كثيرا ، ويتدرب عليه أكثر .
كان الأرنب الطائر قد بدء العمل مع صاحبه بدلا من أمه ، التي كبرت علي هذا العمل ، فتركت ولدها ليكمل بدلا منها ، لأن سنها لم يعد ليناسب هذا العمل الخطير ، والدقيق في نفس الوقت . ولكن الأرنب الطائر وفي ليلة قريبة ، استقر رأيه علي قرار عجيب ، لم يكد ليفاتح فيه أمه العجوز ، حتى قالت له :
ـ ولكنك يا صغيري قد تعودت علي العمل وأجدته ، ونحن قد ورثنا هذا العمل داخل السيرك الكبير ، منذ أجيال عديدة ، فلقد ولدت في هذا السيرك وأنا أري جدي يقوم بهذا العرض .
قال الأرنب الطائر وهو يحلق بخياله بعيدا :
ـ ولكنك يا أمي ، منذ أن حدثتني أن هناك بعيدا خارج السيرك الكبير ، توجد غابة خضراء جميلة ، يكثر فيها الجزر الغريب الشكل والحشائش الطرية وأنواع كثيرة مختلفة من الحيوانات الرائعة ، والطيور المغردة ، منذ ذلك الحين ، وأنا أشتاق كثيرا لرؤية هذه الغابة الخضراء .
ولم تستطع الأم العجوز أن تثني صغيرها عما عزم عليه ، فلم تري بدا من أن تملي عليه بعض نصائحها . وفي الليلة التي تلت ذلك اليوم غادر الأرنب الأبيض الصغير السيرك ، وذلك دون أن يعلم ، ما الذي هو مخبأ له في هذا العالم الكبير ، بالنسبة له .

***
كانت مطاردة رهيبة انخلع لها قلب الأرنب الطائر ، فبعد أن استطاع مغادرة السيرك الكبير دون أن يراه أحد ، وعلي مسافة بعيدة منه ، رأي ذلك الكلب الأعجف ، يسير علي ثلاثة أقدام فقط ، فعجب لذلك كثيرا ، وقد فكر أنه من الممكن ، أن الكلاب خارج السيرك ، ربما تسير علي أقدام ثلاثة فقط ، فهي ليست مثل كلاب السيرك الكبير . وكما كان داخل السيرك لا يخشي الكلاب ، تقدم الأرنب الطائر من الكلب ذو القوائم الثلاثة ، ليسأله عن أقرب طريق للغابة الخضراء ، ولكن الكلب الأعجف بعد أن اشتم رائحته ورآه ، تغير وجهه ، وسال لعابه ، بعد أن كشر عن أنيابه ، ممنيا نفسه بوجبة ، ربما لم يذق مثلها في حياته .
وكانت مطاردة رهيبة ، انخلع لها قلب الأرنب الطائر ، الذي أطلق لساقه العنان ، وكم كان قدره حليفا له ، إذ لو كان الكلب يمشي علي أقدامه كاملة ، فربما كان الأرنب الأبيض الصغير قابعا داخل معدته .

***
كان الأرنب الطائر يلهث من شدة التعب ، وقد أيقن بهروبه من بين براثن ذلك الكلب الغريب ، ذو القوائم الثلاثة . وبجوار صندوق كبير ، تفوح منه رائحة نتنة ، تكاد لا تطاق ، وقف الأرنب الطائر يلتقط أنفاسه ، عندما سمع صوت جلبة كبيرة ، تأتي من داخل الصندوق الكبير ، الذي يقف تحته ، هم الأرنب الطائر أن يولي هاربا ، معاودا الكرة مرة أخري ، عندما سمع صوت مألوفا إليه ، فقال محدثا نفسه ، أن ذلك الصوت هو صوت قطة ، وربما كانت تعرف مكان الغابة الخضراء . رفع صوتا مناديا عليها ، عندما قفز من فوق الصندوق فجأة ثلاث قطط ضخام ، ارتعب لمنظرهم كثيرا ، وقد التمعت أعينهم بلمعة عجيبة ، لم يرها من قبل في عيون القطط ، داخل السيرك الكبير ، عندما كان يلعب معهم في أحيان كثيرة .
حاول الأرنب الطائر أن يتماسك قليلا وهو يسألهم عن مكان الغابة الخضراء ، وهل هي قريبة من مكانه هذا ، ولكن بريق أعينهم اشتد فجأة ، وقد تقوست ظهورهم وبانت أنيابهم ، فعلم أنهم علي وشك الهجوم عليه ، ( يالي من أحمق ) هكذا نعت الأرنب الأبيض الصغير نفسه ، وهو يتقهقر إلي الخلف ، حتى لامس جسده الصندوق ذو الرائحة الكريهة . وفي حركة واحدة جاءت وثبة القطط الثلاث ، ولكنه القدر ، ما زال يقف بجوار الأرنب الأبيض الصغير ، إذ دخل علي الفور ، أسفل الصندوق الكبير ذو الرائحة الكريهة ، في الوقت الذي لم تستطع فيه القطط الثلاث أن يدخلوا وراءه ، لضيق المكان بين الصندوق والأرض ، بل سمح فقط باحتواء جسد الأرنب الصغير ، وهكذا أصبح محاصرا من قبل القطط الثلاث ، وقد أخذوا يخمشون الأرض بأظافرهم ، غير أن الأرنب وقف بعيدا عن متناول تلك الأظافر المتوثبة .
لم يكد ليمر وقت قليل ، والأرنب الأبيض الصغير ما زال محاصرا من قبل القطط الثلاث ، عندما سمع صوتيا بشريا زاعقا ، يأتي من بعيد ، لم يستطع أن يميزه ، وإن كان مألوفا لديه . مما جعل القطط يهربون لدي سماعهم للصوت ، فوجدها الأرنب الأبيض الصغير فرصة لا تفوت للهروب ، فمرق من أسفل الصندوق الكبير ذو الرائحة الكريهة ، وقلبه يدق في عنف ، ويالها من ليلة مظلمة ، فلقد كان الشارع الذي هرب إليه الأرنب الأبيض الصغير مسدودا ، مما جعله يوقن بهلاكه ، فعلي مقربة منه ، كان صاحب الصوت البشري يتقدم منه بقامته العالية وقبعته الكبيرة ، يحمل في يده عصي غليظة ، إنما هي ضربة واحدة وتنتهي رحلة الأرنب الأبيض الصغير ، التي لم تبدأ بعد ويضيع معها حلمه ، في أن يري الغابة الخضراء .
كان قد اقترب صاحب الصوت البشري من الأرنب الأبيض الصغير وعصاه ترتفع في الهواء ، فأغمض الأرنب الأبيض الصغير عينيه ، منتظرا نهايته الوشيكة .
ـ ها أنت ذا يا صغيري ، ما الذي أخرجك من قفصك في هذا الوقت ؟ خشيت عليك كثيرا عندما لم أجدك . ألا تعلم أن الشارع بجوار السيرك يموج بالكلاب الضالة والقطط الشاردة ؟فلنحمد الله أنني عثرت عليك في آخر لحظة ، وإلا كنت الآن طعاما لهم .
ويا لها من فرحة لا تصدق ، عندما حمله صاحبه بين يديه وقد ضمه إلي صدره الدافئ ، فظل يمرغ برأسه الصغير في صدره شاكرا له صنيعه ، موقنا أنه لم يولد ، إلا ليضعه هذا الرجل في فوهة المدفع الكبير ، ليراه الأطفال الصغار وهو يسقط من السماء ، معلقا في مظلته ، حينها عندما يضحكون في فرحة ، تكون تلك هي غابته الخضراء ، التي لا تعدلها أي غابة خضراء أخري .






 
رد مع اقتباس
قديم 07-12-2011, 03:46 PM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
محمد عوض
أقلامي
 
الصورة الرمزية محمد عوض
 

 

 
إحصائية العضو







محمد عوض غير متصل


افتراضي رد: الأرنب الطائر

أصدقائي الأعزاء أرجوا أن تنال مشاركتي إعجابكم فهي الأولي لي في بابكم الأثير إلي قلبي







 
رد مع اقتباس
قديم 08-12-2011, 11:39 AM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
محمد صوانه
إدارة المنتديات الأدبية
 
الصورة الرمزية محمد صوانه
 

 

 
إحصائية العضو







محمد صوانه غير متصل


افتراضي رد: الأرنب الطائر

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد عوض مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأرنب الطائر
اعتاد الأرنب الأبيض الصغير في كل صباح ، أن يستيقظ علي صوت صاحبه وهو يفتح له باب القفص الذي ينام فيه ، يحمل له بين يديه طعامه اللذيذ ، من الجزر والخس الطازجين ، فيأخذ في تناولهما في نهم ، ثم يشرع في التدريب مع صاحبه ، علي العرض القصير الذي كان يقوم به داخل السيرك الكبير ، وكم كان هذا العرض شيقا جدا ومحبوبا لدي أطفال المدارس ، الذين يأتون من أجل هذا العرض بعينه .
كان الأطفال يطلقون علي الأرنب الأبيض الصغير اسم ( الأرنب الطائر ) ، وذلك لأن صاحبه يقوم بوضعه في مدفع كبير ، ثم يشعل فتيلة ، وفجأة ينطلق الأرنب الأبيض الصغير ، كقذيفة بيضاء في الهواء ، وتكمن روعة هذا العرض أن الأرنب الأبيض الصغير في طيرانه يستقر فوق منصة عالية في فضاء السيرك الكبير ، ثم تحين اللحظة التي ينتظرها الأطفال بشغف ، وهي عندما يترك الأرنب الطائر مكانه فوق المنصة ، وفي اللحظة التي تليها تنفتح مظلة صغيرة قد علقت بظهره ، فيبدو في هبوطه وكأنه طيار محترف يعرف ما يفعله ، وكم أثار هذا العرض شغف الكبار قبل الصغار ، لمهارة الأرنب الطائر ، الذي كان يحب عمله كثيرا ، ويتدرب عليه أكثر .
كان الأرنب الطائر قد بدء العمل مع صاحبه بدلا من أمه ، التي كبرت علي هذا العمل ، فتركت ولدها ليكمل بدلا منها ، لأن سنها لم يعد ليناسب هذا العمل الخطير ، والدقيق في نفس الوقت . ولكن الأرنب الطائر وفي ليلة قريبة ، استقر رأيه علي قرار عجيب ، لم يكد ليفاتح فيه أمه العجوز ، حتى قالت له :
ـ ولكنك يا صغيري قد تعودت علي العمل وأجدته ، ونحن قد ورثنا هذا العمل داخل السيرك الكبير ، منذ أجيال عديدة ، فلقد ولدت في هذا السيرك وأنا أري جدي يقوم بهذا العرض .
قال الأرنب الطائر وهو يحلق بخياله بعيدا :
ـ ولكنك يا أمي ، منذ أن حدثتني أن هناك بعيدا خارج السيرك الكبير ، توجد غابة خضراء جميلة ، يكثر فيها الجزر الغريب الشكل والحشائش الطرية وأنواع كثيرة مختلفة من الحيوانات الرائعة ، والطيور المغردة ، منذ ذلك الحين ، وأنا أشتاق كثيرا لرؤية هذه الغابة الخضراء .
ولم تستطع الأم العجوز أن تثني صغيرها عما عزم عليه ، فلم تري بدا من أن تملي عليه بعض نصائحها . وفي الليلة التي تلت ذلك اليوم غادر الأرنب الأبيض الصغير السيرك ، وذلك دون أن يعلم ، ما الذي هو مخبأ له في هذا العالم الكبير ، بالنسبة له .

***
كانت مطاردة رهيبة انخلع لها قلب الأرنب الطائر ، فبعد أن استطاع مغادرة السيرك الكبير دون أن يراه أحد ، وعلي مسافة بعيدة منه ، رأي ذلك الكلب الأعجف ، يسير علي ثلاثة أقدام فقط ، فعجب لذلك كثيرا ، وقد فكر أنه من الممكن ، أن الكلاب خارج السيرك ، ربما تسير علي أقدام ثلاثة فقط ، فهي ليست مثل كلاب السيرك الكبير . وكما كان داخل السيرك لا يخشي الكلاب ، تقدم الأرنب الطائر من الكلب ذو القوائم الثلاثة ، ليسأله عن أقرب طريق للغابة الخضراء ، ولكن الكلب الأعجف بعد أن اشتم رائحته ورآه ، تغير وجهه ، وسال لعابه ، بعد أن كشر عن أنيابه ، ممنيا نفسه بوجبة ، ربما لم يذق مثلها في حياته .
وكانت مطاردة رهيبة ، انخلع لها قلب الأرنب الطائر ، الذي أطلق لساقه العنان ، وكم كان قدره حليفا له ، إذ لو كان الكلب يمشي علي أقدامه كاملة ، فربما كان الأرنب الأبيض الصغير قابعا داخل معدته .

***
كان الأرنب الطائر يلهث من شدة التعب ، وقد أيقن بهروبه من بين براثن ذلك الكلب الغريب ، ذو القوائم الثلاثة . وبجوار صندوق كبير ، تفوح منه رائحة نتنة ، تكاد لا تطاق ، وقف الأرنب الطائر يلتقط أنفاسه ، عندما سمع صوت جلبة كبيرة ، تأتي من داخل الصندوق الكبير ، الذي يقف تحته ، هم الأرنب الطائر أن يولي هاربا ، معاودا الكرة مرة أخري ، عندما سمع صوت مألوفا إليه ، فقال محدثا نفسه ، أن ذلك الصوت هو صوت قطة ، وربما كانت تعرف مكان الغابة الخضراء . رفع صوتا مناديا عليها ، عندما قفز من فوق الصندوق فجأة ثلاث قطط ضخام ، ارتعب لمنظرهم كثيرا ، وقد التمعت أعينهم بلمعة عجيبة ، لم يرها من قبل في عيون القطط ، داخل السيرك الكبير ، عندما كان يلعب معهم في أحيان كثيرة .
حاول الأرنب الطائر أن يتماسك قليلا وهو يسألهم عن مكان الغابة الخضراء ، وهل هي قريبة من مكانه هذا ، ولكن بريق أعينهم اشتد فجأة ، وقد تقوست ظهورهم وبانت أنيابهم ، فعلم أنهم علي وشك الهجوم عليه ، ( يالي من أحمق ) هكذا نعت الأرنب الأبيض الصغير نفسه ، وهو يتقهقر إلي الخلف ، حتى لامس جسده الصندوق ذو الرائحة الكريهة . وفي حركة واحدة جاءت وثبة القطط الثلاث ، ولكنه القدر ، ما زال يقف بجوار الأرنب الأبيض الصغير ، إذ دخل علي الفور ، أسفل الصندوق الكبير ذو الرائحة الكريهة ، في الوقت الذي لم تستطع فيه القطط الثلاث أن يدخلوا وراءه ، لضيق المكان بين الصندوق والأرض ، بل سمح فقط باحتواء جسد الأرنب الصغير ، وهكذا أصبح محاصرا من قبل القطط الثلاث ، وقد أخذوا يخمشون الأرض بأظافرهم ، غير أن الأرنب وقف بعيدا عن متناول تلك الأظافر المتوثبة .
لم يكد ليمر وقت قليل ، والأرنب الأبيض الصغير ما زال محاصرا من قبل القطط الثلاث ، عندما سمع صوتيا بشريا زاعقا ، يأتي من بعيد ، لم يستطع أن يميزه ، وإن كان مألوفا لديه . مما جعل القطط يهربون لدي سماعهم للصوت ، فوجدها الأرنب الأبيض الصغير فرصة لا تفوت للهروب ، فمرق من أسفل الصندوق الكبير ذو الرائحة الكريهة ، وقلبه يدق في عنف ، ويالها من ليلة مظلمة ، فلقد كان الشارع الذي هرب إليه الأرنب الأبيض الصغير مسدودا ، مما جعله يوقن بهلاكه ، فعلي مقربة منه ، كان صاحب الصوت البشري يتقدم منه بقامته العالية وقبعته الكبيرة ، يحمل في يده عصي غليظة ، إنما هي ضربة واحدة وتنتهي رحلة الأرنب الأبيض الصغير ، التي لم تبدأ بعد ويضيع معها حلمه ، في أن يري الغابة الخضراء .
كان قد اقترب صاحب الصوت البشري من الأرنب الأبيض الصغير وعصاه ترتفع في الهواء ، فأغمض الأرنب الأبيض الصغير عينيه ، منتظرا نهايته الوشيكة .
ـ ها أنت ذا يا صغيري ، ما الذي أخرجك من قفصك في هذا الوقت ؟ خشيت عليك كثيرا عندما لم أجدك . ألا تعلم أن الشارع بجوار السيرك يموج بالكلاب الضالة والقطط الشاردة ؟فلنحمد الله أنني عثرت عليك في آخر لحظة ، وإلا كنت الآن طعاما لهم .
ويا لها من فرحة لا تصدق ، عندما حمله صاحبه بين يديه وقد ضمه إلي صدره الدافئ ، فظل يمرغ برأسه الصغير في صدره شاكرا له صنيعه ، موقنا أنه لم يولد ، إلا ليضعه هذا الرجل في فوهة المدفع الكبير ، ليراه الأطفال الصغار وهو يسقط من السماء ، معلقا في مظلته ، حينها عندما يضحكون في فرحة ، تكون تلك هي غابته الخضراء ، التي لا تعدلها أي غابة خضراء أخري .

أهلا بك أخي محمد عوض
نرحب بك هنا، ونتمنى لكم التوفيق
هذا ترحيب أولي
سأعود لقراءة النص في وقت لاحق
مع أمنياتي






 
رد مع اقتباس
قديم 08-12-2011, 11:23 PM   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
محمد عوض
أقلامي
 
الصورة الرمزية محمد عوض
 

 

 
إحصائية العضو







محمد عوض غير متصل


افتراضي رد: الأرنب الطائر

جزاكم الله خيرا أخي محمد، بل يكفيني فقط مرورك الجميل هذا.







 
رد مع اقتباس
قديم 09-12-2011, 01:59 AM   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
عبدالسلام حمزة
أقلامي
 
الصورة الرمزية عبدالسلام حمزة
 

 

 
إحصائية العضو







عبدالسلام حمزة غير متصل


افتراضي رد: الأرنب الطائر

الأخ محمد عوض
شكرا ً على جمال الأسلوب , وبساطة السرد التي تناسب الأطفال فعلا ً
لكن يا صديقي , مالذي تريد إيصاله للطفل من خلال هذه النهاية ؟







 
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 08:53 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط