الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديــات الأدبيــة > منتدى الأقلام الأدبية الواعدة

منتدى الأقلام الأدبية الواعدة هنا نحتضن محاولات الأقلام الواعدة في مختلف الفنون الأدبية من شعر وقص وخاطرة ونثر، ونساهم في صقل تجربتها.

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع التقييم: تقييم الموضوع: 1 تصويتات, المعدل 5.00. انواع عرض الموضوع
قديم 26-11-2006, 07:28 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
افطيط يونس
أقلامي
 
إحصائية العضو







افطيط يونس غير متصل


افتراضي جريمة قتل في حق امراة { قصة قصيرة }

تحاملت على نفسها وأمسكت بالقضبان الحديدية وهي توجه الحديث الى القاضي :
"يا سيادة القاضي هل من الممكن ان اترافع عن نفسي لان المحامي وان كان يدافع عني فانه لا يستطيع ان يصل إلى أعماق ما يوجد بداخلي لا يستطيع ان يعبر عن أهاتي وأحزاني ولا يستطيع ان يبرر لكم لماذا فعلت هذا لا يستطيع لانه اولا واخيرا ليس سوى مجرد محامي يستند الى دلائل ومستندات"
نظر القاضي إليها مطولا...ملأت وجهه نظرة حيرة بين الرفض والقبول... فهل يقبل بان تدافع عن نفسها وتقول ما عندها او يترك سير القضية ياخذ مجراه الطبيعي.
بين حيرة القبول والرفض تحدثت السيدة مرة اخرى محدثتا القاضي:
" هلا سمحت لي يا سيادة القاضي"
اقترب المحامي من السيدة التي تجاوزت سن الاربعين وقال لها بصوت منخفض:
" ماذا تفعلين اعترافك سيؤدي الى اثبات التهمة عليك"
لم تبالي بوجود المحامي الى جانبها وراحت تتطلع الى القاضي لعله يوافق ويحررها من كل المشاعر المكبوتة داخلها بدوره التفت الى مستشاريه وراح يناقشهم ثم قال:
"تسمح لكي هيئة المحكمة بالترافع عن نفسك ولكن اذا ما رأيناك لا تثبتين شيء فلن يعتبر ترافعك ضمن القضية"
دخل السجان واخرجها من قفص الاتهام وتقدم بها الى منصة المرافعة.
بخطى متثاقلة تقدمت من المنصة صمتت لبرهة ثم رفعت راسها وراحت تسرد...
" لن اقول بانني لم اقتله ولن اقول بانني كنت مجنونة ساعة قتله ولن ادافع عن نفسي على اساس انني لست مذنبة بل ساعطيكم وقائع القصة التي دامت عشرين سنة وبعد ذلك لكم الحق بان تصدروا حكمكم... قصة عذاب... وضحية أحقر رجل... منذ ان تزوجت به لم اعرف معنى الزواج معه حتى انني بت ارى الزواج سجن مؤبد واشقال شاقة... اتصدقون ان السجن المؤبد كان افضل من العيش مع هذا الرجل حياتي كلها معه تحولت الى مسلسل عذاب ولكي تكونوا ملمين بحقيقة ما حصل ساروي لكم عن سلسلة لم تعرض حلقاتها بعد...لا استطيع وصفه بكلمة رجل لانه اقل من خنزير بري ولم يعد جديرا بها فمعه عرفت معنى الضرب بالسوط ومعه عانيت طعم القسوة والتجويع والترهيب ويا ليتها اقتصرت على هذا بل كان يعود من العمل الى المنزل لكي يفجر غضبه من مديره علي انا لان رب عمله كان يعامله بقساوة وهو لا يستطيع ان يفتح فاه...لذلك كان يفرغ غضبه على امراة مسكينة كل ذنبها انها تزوجته في يوم من الايام حتى بت اتسائل هل كل الرجال مثل زوجي هل كل النساء يعانين مثلي ام انني الضحية الوحيدة في هذا العالم المليء بالوحوش المفترسة كنت احب فكرة انني ساستفيق يوما واجد زوجي قد تغير كليا بل كنت اعتقد هذه الفكرة حتى اصبحت اؤمن بها ايمان مطلق لانها كانت الشيء الوحيد الذي يهدئني لكنه كان يزداد يوما عن يوم فظاظة ويبتعد عن كل ما هو جيد في هذه الدنيا كل المقربون كانوا يظنون انه الزوج المثالي والبعل الافضل لانه كان يهتم بالمظاهر ولا يحب ان يعرف الناس وجهه الاخر اعتقدت ان انجاب الاطفال سيغير من حاله وقلت بان هذا طيش منه ومن الممكن ان يغيره وجود الاطفال وزيادة الترابط بيننا لكن للاسف فلحظة انجاب اول اولاده كان هو مسافر في رحلة مع اصدقائه رغم علمه المسبق ان موعد الولادة لم يبقى عليه الكثير...اتعلمون...صمتت للحظة وطاطات راسها والدمعة تسيل من خذيها... لقد انجبت اول اولادي وحيدة في المستشفى لم اذق طعم فرحة الاب باول اولاده لم اشاهده وهو يحمله بين ذراعيه ويحضنه ساعة ولادته كنت كمن لا احد لها غير ابنها الوليد ...وفي الحقيقة هل كان لي غيره...اوتعرفون ما هو الافظع...لقد بخل على تسمية ابنه لولا اصدقائنا اشتروا اللوازم...وقد برر ذلك بان عليه ديون حاليا.
لم يكن يسمح ان يعرف احد بما يدور في المنزل او ان يعلم الجيران بقساواته ومعاملته لي كجارية... انجبنا الولد الثاني والثالث فبدات معاملته لي تتغير فقد اصبح يعاملني كعبدة وليس كزوجة اصبحت كالة منزلية عندي مهام محددة وعلي القيام بها استمر في هذه المعاملة طيلة سنوات استحملته من اجل ابنائي...فقد كنت اعلم علم يقين بانهم سيضيعون اذا افترقنا وسيتشردون
اتذكر جيدا مساء يوم بعد ان عاد الى المنزل متاخرا... طرق الباب عدة
مرات وبشكل قوي اسرعت وفتحت له الباب...وجدت حالته جد مزرية حيث كان اشبه
بخنزير ملطخ بالوحل...تساءلت بينما كان هو لا يزال واقفا امام الباب...هل تشاجر
مع احد او انه سقط من كثر ثمالته...حاولت استفساره عن الامر ولكنه لم يرد كان
ينظر الي كانني من دفعه في الوحل...وبدات نظراته تزداد حدة. نزع السترة ورماها
بعيدا...اتجه نحو الاريكة وارتمى عليه بقوة حتى ظننت انه اغمي عليه ولكن تبدد
الشك بمجرد ان قال : "
هل قلت لاخاك بانني اضربك"
استغربت من سؤاله هذا...لم ارد عليه لان عقلي كان يحاول فهم كلامه...صرخ مرة اخرى موجها الي نفس الكلام...انتفضت من مكاني مذعورة وانا ارد عليه:
" لا لم اقل لاخي اي شيء ولماذا احدث اخي عن شيء يحدث بيننا وافشي سرا من اسرار الزوجية"
اشار باصبعه الى عينه التي تملأها الكدمات وهو يقول:
"وما رايك بهذا الوجه الذي اصبح يشبه وجهك"
بالطبع كان يريدني ان اتبادل معه الشتائم لكي يفرغ علي جام غضبه...ولكنني تغاضيت عن كلامه كانني لم اسمعه...ومضيت اقول له:
"لو كانت عندي نية اخبار اخي لاخبرته منذ ان ضربتني اول مرة...ولكني اعلم بانني اذا قلت له شيئا سيقتلك او ستقتله"
وضع يده على الهالة الزرقاء المحيطة بعينه وهو يقول لي :
"اقسم بالله لو حصل مثل هذا الامر مرة اخرى...فاني ساقتلك اولا ثم اقتل اخاك"
بعد ان اكمل حديثه انصرف الى الحمام...
وبانصرافه بدات افكر من الذي اخبر اخي بانه يضربني...وهل اخي حقا يعلم بان هذا
الحقير يضربني او هناك شيء اخر بينهما...لكن لو كان هناك شيء اخر لما ظن
زوجي هذا الظن...اكيد ان هناك من اخبره...ولكن من....اه وجدته ليس هناك احد غيره
نعم من غير ابني سيخبر خاله بما حصل...فقد كان يتاثر بما يحصل لي وله ولاخوانه
على يد اباه...

يا سيادة القاضي تخيل ان هناك زوجة وجدها زوجها تخونه...وقتلها هل كان الراي العام سيمر دون الوقوف طويلا امام هذه القضية ويتحدث عنها ويشيرالى كل النساء باصابع الاتهام...هل كان ليترك الموقف ياخذ مجراه الطبيعي هل كان سيبرر افعال الزوجة او سيختلق لها الاعذار...هل كانوا سيتهمون الزوج بتهمة القتل او انهم سيساندونه فيما فعله...بدون ان اقول اجابة فالكل يعلم الى اين يوصلنا السؤال...لدى فلنقلب المعادلة ولنتخيل القاتل امراة والاسباب والدوافع واحدة بل ان دوافع المراة كثيرة اما دافع الرجل فهو فقط الخيانة...اين سيقف الان الراي العام هل كما كان موقفه السابق او انه سيقول المراة التي قتلت زوجها وليس زوجها الخائن الذي فعل كذا وكذا؟؟...هل سيتغاضى عن الجريمة التي ادت القتل او انه سيحاول البحث عن مكمن العطب الذي ادى بالزوجة الى حمل السلاح واشهاره والقتل به...اذا كان الاسلام قد وضع الحد بالقتل رميا بالحجارة فاني قد هونت عليه ورميته بالرصاص.

هنا قام محامي الحق العام معترضا وهو يقول:
"ان الحكم بالقصاص لا ينفذ من طرف العامة وانما يكون هناك حكم من طرف القاضي وينفذ اما في حالتك فانت كنت القاضي والجلاد..."
نظرت اليه ثم عادت محدثتا القاضي:
"لقد قلتها في بدا كلامي انا لا ابرر ما قمت به وانما اعطيكم وقائع القصة وانتم الحكم...هل انت يا سيادة المحامي المحترم كنت لتترك المحكمة تصدر الحكم او كنت لتنفذ الحكم من تلقاء نفسك...كيف تبررون افعالكم وتهاجمون المراة عندما تقدم على فعل اقدمتم عليه...لست اتهم احدا او اشير الى احد دون الاخر ولكني اقول للرجال كافة...انكم اشباه سي سيد لكن باوجه اخرى...فكل واحد منكم يحتوي على سي سيد في داخله فهناك من يخفيه ولكن الاغلبية الساحقة تتركه يظهر بطرق وانواع شتى...حتى ان سي سيد لا يرقى الى افعالكم الشنيعة في اغتيال المراة...بل يجب نسبه اليكم وليس نسبكم اليه"
هنا ضجت قاعة المحكمة بالكلام بين مهاجم ومتفق...بين مؤيد ومعارض...قرع القاضي بمطرقته التي تحدث دويا على البقعة الخشبية التي كان الغرض منها مناسبة
حجم المطرقة...وقال بصوت عال"
" هدوء "
عاد الصمت يخيم على قاعة المحكمة في تلك الاثناء كانت السيدة صامتة لا تحرك ساكنا...ثم بعد هنيهة استطردت في الحديث نعم لقد خانني واستحق الموت ولست نادمة على قتله ولكني خائفة من عذاب الله اما عذاب الدنيا فاهلا به...اذا كان الحكم بالاعدام فانه راحة من هذه الدنيا التي ذاقتني شتى انواع العذاب...قد اكون مجرمة في نظر الكثيرين وقد اكون سفاحة في ظر الكثيرين ايضا...ولكني في نظر نفسي ارى انني ام وزوجة تخلصت من اخر عقبات الطريق نحو الحرية...حرية من تسلط دام عشرين سنة لقد كان بالنسبة لي اشبه باستعمار غاشم...افلا تعتقدون انني استعدت حريتي...لدى فاني ارى يوم موته حرية بالنسبة لي...وقد وقعت على وثيقة المطالبة بالاستقلال يوم طالبته بتطليقي
ولكنه كان يعتبر هذا انتقاص من رجولته...لدى فاني اقولها مرة اخرى...لست نادمة على قتله ولكني خائفة من عذاب الله"
بعدما انتهت من الحديث قال القاضي...الحكم بعد المداولة...خرج الجميع من قاعة المحكمة الى حين رجوع القاضي بعد المداولة مع المستشارين...كانت اللحظات تمر بطيئة والناس ينظرون الى ساعاتهم فالمعارضون ينتظرون الحكم ليشفوا غليلهم والمؤيدون يتمنون ان يكون الحكم لصالح المتهمة...ما هي الا نصف ساعة حتى عاد القاضي ليطلق الكلمات الفاصلة في هذه القضية التي دامت طويلا...خيم هدوء رهيب بينما كان القاضي يرتشف من كاس الماء الموجود امامه...ثم سحب ورقة من الملف الموجود على الطاولة...نظر الى السيدة الماثلة
امامه وقال:
"قد تكوون هذه قضية او حالة خاصة حيث عرضت علينا وقائع الحدث بنفسك وصورت لنا ما حصل من منظارك انت...ولكن سير القضية سياخذ مجراه الطبيعي ولن يتاثر بما قيل لدى فقد حكمة المحكمة على المتهمة بالاعدام شنقا...حيث انها اعترفت بما لا يدع مجالا للشك انها القاتلة...رفعت الجلسة...."

ان جريمة القتل لم تكن في حق الرجل بل انها في حق المراة...وهل رفعت الجلسة ولن يتكرر نفس الشيء؟؟ او ان هذه مجرد حلقة من حلقات مسلسل متشابه الحلقات؟؟...هل سيكون هذا الزوج عبرة او ان الحكم سيكون للنساء رادع؟؟...يبقى الحكم الاخير لكم وليس للقاضي ان يتدخل فيه لان القضية لم تنتهي باعدام هذه السيدة بل انها ابتدات عندما اعلن اعدامها...
+++++++++++

خالص تقديري للجميع






 
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مجزرة و جريمة بشعة يقوم بها الأمن الوقائي في حق عائلة فلسطينية ايهاب ابوالعون منتدى الحوار الفكري العام 1 11-07-2006 12:30 PM
جريمة قتل في متحف اللوفر وبيكاسو ؟؟ عبود سلمان منتدى الفنون والتصميم والتصوير الفوتوجرافي 1 19-06-2006 03:20 PM
جريمة اغتيال الحريري طبخت في دوائر<<السي. آي. ايه>> ايهاب ابوالعون منتدى الحوار الفكري العام 0 18-05-2006 01:38 AM
جريمة ! روح المسك منتدى الأقلام الأدبية الواعدة 2 24-04-2006 11:25 PM
استراحة إيمانية قصيرة( 1) سيد يوسف المنتدى الإسلامي 3 01-10-2005 08:44 AM

الساعة الآن 10:45 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط