الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > منتديات اللغة العربية والآداب الإنسانية > منتدى البلاغة والنقد والمقال الأدبي

منتدى البلاغة والنقد والمقال الأدبي هنا توضع الإبداعات الأدبية تحت المجهر لاستكناه جمالياته وتسليط الضوء على جودة الأدوات الفنية المستخدمة.

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-01-2024, 07:57 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عبدالستارالنعيمي
طاقم الإشراف
 
الصورة الرمزية عبدالستارالنعيمي
 

 

 
إحصائية العضو







عبدالستارالنعيمي غير متصل


افتراضي الشعر والنبوة

لا يزال أبو الطيب المتنبي، ومع اقتراب ذكرى مرور ما يقارب 11 قرناً على رحيله أو مقتله، يثير الرغبة في البحث والدرس، ولا يكف عن فرض جوانب من حياته وتجربته الشعرية، على النقاد والباحثين والدارسين. ومن هنا تأتي دراسة الناقدة الأكاديمية الفلسطينية ريتا عوض "الشعر والنبوة: أبو الطيب المتنبئ بالشعر" (المؤسسة العربية للدراسات والنشر)، بوصفها دراسة نقدية متميزة في اتساعها وعمقها، واشتمالها على كثير من الشروح وآراء الشارحين لشعره، فتشكل إضافة إلى المكتبة العربية المتخصصة بالمتنبي، شاعر العربية الأكبر.
الكاتبة، وهي صاحبة المنجز الثقافي والبحثي العريض، وخصوصاً أننا عرفناها في كتب مثل "أسطورة الموت والانبعاث في الشعر العربي الحديث"، و"أدبنا الحديث بين الرؤيا والتعبير"، وسلسلتها عن أعلام الشعر العربي الحديث: أحمد شوقي، وأبو القاسم الشابي، وإلياس أبو شبكة، وبدر شاكر السياب، وخليل حاوي... تتناول في كتابها الجديد هذا (560 صفحة، مقدمة وستة فصول وخاتمة، موثقة ومذيلة بالهوامش، وعدد كبير من المصادر والمراجع)، ما تصفه بالعلاقة بين الشعر والتنبؤ، والنص المقدس، وتركز بحثها ابتداءً وأساساً على مفهوم التنبؤ الذي أكسب الشاعر لقبه "المتنبي"، محاولة تأكيد معنى "النبوءة بالشعر"، أو عبر الشعر، من دون أن تنفي نيته بلوغ درجة النبوة.
ترى المؤلفة – ابتداءً - أن التراث الشعري العربي يتفرد بـ"وجود شاعر فيه، يعد شاعر العربية الأكبر، يحمل لقباً مرتبطاً بالنبوة..."، وكان المتنبي يفسر لقبه بأمرين: أولهما، أنه سمي المتنبي لأنه تشبه بالأنبياء في إحدى قصائده، وثانيهما، أنه تنبأ بالشعر، أو كان أول من تنبأ به. وهما سببان لا يحملان نفياً صريحاً وقاطعاً بأنه لقب بالمتنبي لأنه ادعى أنه نبي.

كتاب جديد وشامل عن المتنبي (المؤسسة العربية)
ومن القضايا التي تعنى بها هذه الدراسة النقدية، وتركز فيها القول، تلك العلاقة الملتبسة بين القول الشعري والقول النبوي، والجمع بين الشعر والنبوة في وصف المتنبي إبداعه الشعري، وتجليات التعبير الفني الجامع بين القولين الشعري والنبوي في شعر أبي الطيب المتنبي. إن وصف الشعر العظيم بأنه نبوي لا يراد به، بأي شكل من الأشكال، معادلة ذلك الشعر بالنصوص الدينية المقدسة، بل يقصد به القول إن هناك ما هو مشترك بين القولين الشعري والنبوي، وهو اعتقاد قديم العهد في التاريخ الثقافي الإنساني يعود إلى اليونان القديمة. ولم يكن هذا الاعتقاد غريباً عن التراث الثقافي العربي قبل الإسلام، وذلك مما يبينه اتهام الرسول محمد بأنه شاعر، بعد ما سمع المشككون بصدق نبوته ما كان ينزل عليه من آيات القرآن.
أسئلة الدراسة
تمهد الباحثة لدراسة الديوان ببحث مسألة العلاقة الملتبسة بين الشعر والنبوة في التراث الثقافي والديني الإنساني عامة، وفي التراث العربي بخاصة، وعرض ما وصلنا من أقوال القدماء ورواياتهم حول ادعاء المتنبي النبوة ومناقشة تلك الأقوال، وما قاله النقاد وشراح ديوانه في شأن ما وصفوه بطريقته المخترعة في الشعر. وتلقي الضوء على الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية في العصر الذي عاش فيه المتنبي عامة، وفي البيئة التي نشأ فيها خاصة، وهي أوضاع كان لها الأثر الكبير في ما تطلع إلى تحقيقه، سواء كان في ادعائه النبوة، أم في صورته الشعرية المبتدعة، أم في شعره ذي الصوت التنبُّئي.
هذه المسائل تفتح آفاقاً واسعة في دراسة شعر المتنبي، وتسهم في إظهار زوايا جديدة للنظر فيه، وتوفر أدوات نقدية تساعد على سبر أغواره وكشف أسرار عبقرية الشاعر، وتتيح تجلية خفايا ما دعاه أحد شراح ديوانه "إعجاز نبوته"، وجعل شعره على كل شفة ولسان قروناً طويلة، منذ أن كان يطوي البلاد مسافراً ما بين العراق والشام ومصر وفارس، وصولاً إلى اليوم، ومن دون أن يخفت بريق شعره وجاذبيته الشديدة.
تعرض ريتا عوض وتناقش عدداً كبيراً من آراء النقاد والشراح لديوان أبي الطيب، الديوان الذي وضعه بنفسه، ورتبه زمنياً بحسب مراحل كتابة قصائده، ليظهر "التطور" في مسيرته الشعرية، منذ كان فتى في الكوفة حتى ما قبل مقتله في عام 356 هجرية. وتجلو المؤلفة التحولات التي تنطوي عليها هذه المسيرة المتفردة في الشعر العربي، بصرف النظر عمن مدحهم الشاعر أو هجاهم، أو تعامل معهم، خصوصاً في ما يتعلق بمديحه لسيف الدولة، أو معاتبته، ثم مديحه لكافور الإخشيدي قبل أن يضطر إلى مفارقته وهجائه المعروفين.
وتعود المؤلفة في بحثها هذا، إلى أقدم ما وضعه العلماء من شروح ديوان المتنبي بخاصة، وتقول إنها زادت على الـ40 شرحاً، مستأنسة بما قالوه في تفسير غريب شعره، ومنها شرح أبي الفتح ابن جني "الفسر"، وشرح أبي العلاء المعري "اللامع العزيزي"، وشرح أبي الحسن الواحدي، الذي اعتمدته المؤلفة أساساً، لكونه - كما ترى - أكثر الشروح تداولاً بين الناس لقرون طويلة، ويعد أفضلها. وقد امتاز باعتماد الترتيب الزمني لقصائد الديوان، وهو الترتيب الذي وضعه المتنبي لديوانه كما خطه بيده وأملاه على رواته وتلامذته ومريديه. وضمن عودتها هذه تقوم بتحليل شعر المتنبي في ضوء ما وفره النقد الأدبي الحديث من رؤى وأدوات لم تكن متاحة للناقد أو الشارح في قرون سابقة.
في الثقافة العربية والإنسانية
تهتم الكاتبة بكل صغيرة وكبيرة في ما يتعلق بشرح كثير من القصائد والأبيات، فتورد شروحات عدد من الشراح للبيت الواحد، وتذكر المناسبة والظروف التي أحاطت به، رابطة بينه وبين السؤال المركزي في بحثها المتعلق بالشعر والنبوة أو النبوءة. وهي تتناول ذلك في سياقات وعناوين كثيرة، يبدو أنها جديدة على الدراسات الحديثة والمعاصرة، وكلها ضمن مسيرة المتنبي وطموحاته ورؤيته المعقدة والشاسعة للحياة والأخطار التي عاشها، لتؤكد غموض حياته وتطلعاته إلى الحكم وممارسة شكل من أشكال السلطة التي يستحقها، بحسب اعتقاده، وكما تراها هي أيضاً، خصوصاً في مدحه كافور: "وغير كثير أن يزورك راجل/ فيرجع ملكاً للعراقين والياً". والمقصود بالعراقين، الكوفة والبصرة اللتين أراد كونهما تحت ولايته.
وفي بحثها في الربط بين الشعر والنبوة لدى المتنبي، وربطه بالثقافة من قبله، تعود الباحثة إلى مراجع ومصادر عدة، فتستعير ما دعاه أفلاطون بكون الشعراء "أنبياء آلهة الشعر". وأن هذا الفيلسوف اليوناني "رأى في الشاعر المترجم المستقل للغة الإلهية". كما تستعيد قول حازم القرطاجني (608 - 684 هجرية) بأنه "كان لغير العرب بين الأمم في القديم أيضاً من العناية بالشعر والتأثر له وحسن الاعتقاد فيه ما كان للعرب. وقد قال أبو علي ابن سينا: إنهم كانوا ينزلون الشاعر منزلة النبي، فينقادون لحكمه ويصدقون بكهانته. هذا على أن العرب انتهت من إحكام الصنعة الجديرة بالتأثير ما لم تنته إليه أمة من الأمم".
بين الأساسات في هذا البحث، وتحت عنوان "سورة الشعراء: إزاحة الرموز السائدة وتفكيك الأساطير القديمة"، يبرز تحليل الباحثة آيات من سورة "الشعراء"، وما يعرف بـ"آيات التحدي" في القرآن، وهي الآيات التي تتحدى أن يأتي أحد بما جاء به القرآن، وتناقش المفهوم السائد للإعجاز بوصفه علامة النبوة في الثقافة العربية الإسلامية. وتعود إلى ما نقل من تفسير أبي الطيب لقبه، بأنه لقب بالمتنبي لأنه تنبأ بالشعر، وتقول إنه في حين ظل السؤال الذي شغل من كتب عن لقب المتنبي، وهل ادعى أبو الطيب النبوة ولذا لقب بالمتنبي، فإن التفسير للقب "المتنبي" الذي يجمع بين قولين: شعري ونبوي، لم يجد ما يستحق من عناية دارسي المتنبي وشعره، قدماء ومحدثين ومعاصرين.
ومن بين أبرز العناوين التي يتضمنها بحث ريتا عوض، محور بعنوان "أبو العلاء المعري وكتابه "معجز أحمد"، الذي ترى فيه أن أبا العلاء المعري كان أكبر المتعصبين للمتنبي وأكثرهم شهرة في هذا التعصب. وقد بلغ من إعجابه بشعر المتنبي أنه كان يصف ديوانه بأسره بالمعجز. وقد نسب إلى المعري شرح لديوان المتنبي سمي "معجز أحمد"، وأحمد اسم أبي الطيب.
أما عن أسباب إطلاق لقب "المتنبي"، فثمة عدد من أبيات شعره يعدها النقاد ضمن هذه الأسباب، ومن بين أبياته الشهيرة يتوقف ابن جني مثلا عند قوله "أنا من أمة تداركها الله/ غريب كصالح في ثمود". وكان يقول: إنه بهذا البيت سمي بالمتنبي. وقيل إنه لبيته: "ما مقامي بدار نخلة إلا/ كمقام المسيح بين اليهود"، بينما كان المتنبي نفسه يعزو لقبه هذا إلى بيت شهير له هو: "ومن نكد الدنيا على الحر أن يرى/ عدواً له ما من صداقته بد".
بينما أعاد المعري اللقب إلى أحد المعاني التي وضعها اللغويون العرب لكلمة "نبي"، وفسروها على أنها "أخذت من النبوة والنباوة، وهي الارتفاع عن الأرض، أي إنه [أي النبي] أشرف على سائر الخلق".
وعلى هذا النحو، تمضي الباحثة في القراءة والتحليل متوقفة عند عشرات، بل مئات الروايات حول كل ما يتعلق بحياة المتنبي وشعره، بأسلوب يتجاوز البحث الأكاديمي الجاف، لتضعنا أمام سيرة هي - في اعتقادي - في غاية "الإمتاع والمؤانسة".






التوقيع


الحب نفحةُ جنَّةٍ في أرضنا
كُن أنت مَن يحتاجهُ، يحميهِ

 
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 12:59 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط