|
|
|
|
منتدى البلاغة والنقد والمقال الأدبي هنا توضع الإبداعات الأدبية تحت المجهر لاستكناه جمالياته وتسليط الضوء على جودة الأدوات الفنية المستخدمة. |
![]() |
مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان) |
|
أدوات الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | |||
|
![]()
إخواني وأخواتي سلام الله عليكم اسمحوا لي أن نجعل نص الشاعر محمد نديم ورشة نقدية ، نتحاور حولها ، والشاعر محمد نديم شاعر مصري مقيم في الكويت ، وله نتاجات شعرية فريدة ، وأعمال قصصية مبدعة ، وهذا أحد نصوصه التي أرجو أن يكون حولها نقاش بيننا . وهذا هو النص ، وبعده مفتتح للنقاش . ذاكرة العشب .... والزنابق للشاعر / محمد نديم كل الكواكب ... من هنا مرت .. ومر ضياؤها أقمارها .. صارت محاقا .. وانمحت ... كل المدارات القديمة... واستباحتها الرياح العاتية. كل المواسم ... من هنا مرت .. ومر بهاؤها أزهارها .. صارت حطاما .. وانمحت ... ألوانها. كل الزنابق ... من هنا مرت .. ومر ربيعها . وأنا كعشب الأرض، يسكنه الندى ... نـَزِقُ الطفولة ... والهوى .. قد خالفتني الذاكرة . كل الزنابق ... من هنا مرت ... ومر عبيرها .. لا النبض أغراه الشذى من سحرهنَّ ... ولا المواسم علَّقتْ أجراسها في دفتري . كل الزنابق لملمت أغصانها .. إلاكِ ..(سمراء الزنابق) .. ها هنا. ما زلتِ عيدا لا يغيب. هل جئت حتى ترحلي؟ أم جئت كي لا ترحلي؟ أمَّ ما الذي أبقاكِ عندي في مرايا الروح نبتا غائرا؟ كل الحروف تلعثمت في خاطري .. كل القصائد من يديَّ علي يديكِ تناثرت. ما الذي أرساك عندي ... ها هنا؟ نزقُ الطفولة ؟ أم عبيرك في المدى؟ أم ذا جنون العشب ... يسكن في دمي ... وأنا ألملم ما تبقى من ندى؟ أم أنني قد أتعبتني الذاكرة؟ المفتتح الأول للقراءة النقدية : د. مصطفى عطية ( الكويت) هنا نص رقيق جميل ، وترتكز الجماليات فيه على تشعير النباتات والزهور ، ودمجها في أعماق الذات الشاعرة ، فتكون الذات كالأعشاب : تختزن الشموس والأقمار ، وكالزهور تفوح عطرا وذكريات . ما الذي أرساك عندي ... ها هنا؟ نزقُ الطفولة ؟ أم عبيرك في المدى؟ أم ذا جنون العشب ... يسكن في دمي ... وأنا ألملم ما تبقى من ندى؟ أم أنني قد أتعبتني الذاكرة؟ هذا المقطع الختامي الدال على جوهر المضمون ، إنه يعبر عن شجن النفس وهي تستعيد بعضا من ذكرياتها البريئة ، وجاءت الأعشاب والعبير والندى كرموز وعلامات لهذه الذكريات . إنها قصيدة الشجن حين تعتلي الذكريات بؤرة التفكير ، ولا تجد الذات الشاعرة إلا أن تمزجها بالطبيعة . المفتتح الثاني : قراءة د. شادية شقروش ( الجزائر ) من أديم الأرض يخلق البشر ومن أديم لأرض ينبت العشب ،قال تعالى "وأنبتناكم من الأرض نباتا"وإذا كانت للعشب ذاكرة ،فإنها ذاكرة صامتةوفي الوقت ذاته ثابتة تختزن كل شىء في حين أن كل مايمر ، بالذاكرة متحرك وغير دائم ،وفي ثنائية الحركة والسكون تبقى الذاكرة ثابتة والعشب متغيرا متحركا، وإذا عبّر الشاعر بالعشب عن الثابت والمتحوّل فإنه يحاول أن يعبّر عن حال ذاكرته وذاكرة الشعوب: كل الكواكب ... من هنا مرت .. ومر ضياؤها أقمارها .. صارت محاقا .. وانمحت ... كل المدارات القديمة... ستباحتها الرياح العاتية نلاحظ في المقاطع الموالية ثناية الحياة والموت /الظهور والأفول فضياء القمر صار محاقا وامحى والمدارت القديمة تلاشت بالرياح ثم: كل المواسم ... من هنا مرت .. ومر بهاؤها أزهارها .. صارت حطاما ..لوانها كما هو ملاحظ كل شىء طاله التغيير إلا زنبقة واحدة ..(سمراء الزنابق والسمرة لصيقة بالعربي ،فالأنزياح يحيل ليها من هنا يمكننا اكتشاف الذاكرة المستبطنة ،الموشومة أمَّ ما الذي أبقاكِ عندي في مرايا الروح نبتا غائرا؟ كل الحروف تلعثمت في خاطري .. كل القصائد من يديَّ علي يديكِ تناثرت هي هكذا الأيام تمضي والثابت يتحرك ويتحول إلا جراحا ت الشعب العربى لا تتغير مهما توالت المواسم وتجددت الكواكب ولعل السؤال الاستنكاري الذي جاء في الخاتمة النصية يحيل على الإجابة الضمية ذاكرة يرسمها للأجيال المقبلة ويرويها العشب ، يروي العشب قصة الزنبقة السمراء ويروي الشاعر قصة االشعب العربي. |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 2 | |||
|
![]()
|
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 3 | |||
|
![]() قراءة الأستاذ الشاعر والناقد / عبد الحفيظ بخيت متولي يسكب الشاعر ذاكرة الوطن على قارعة هذا النص الجميل راسما فيه ملامح تلك الذاكرة التى اختزلت تاريخ الوطن فى فضاء زمنى رسم من خلال العلاقة بين العشي والزنابق والكواكب والفصول وهذا التركيب جزء من تركيب الذاكرة العربية التى ارتبطت بالزمن دون غيره من الاشياء واستطاعت ان يبدع حضارة زمنية كل الكواكب ... من هنا مرت .. ومر ضياؤها أقمارها .. صارت محاقا .. وانمحت ... كل المدارات القديمة... واستباحتها الرياح العاتية. وهذه الذاكرة ترصد رحلة الاستعمار التى مرت على الوطن وتختزل التاريخ العربى الذى لم ينبهر بزيف الحضارات الاخرى التى رغبت فى خداعة بالبريق السراب لتسيطر عليه ولكنه مع صلابته صارت الكواكب محاقا وانمحت كل المدارس كل الزنابق ... من هنا مرت .. ومر ربيعها . وأنا كعشب الأرض، يسكنه الندى ... نـَزِقُ الطفولة ... والهوى .. قد خالفتني الذاكرة . كل الزنابق ... من هنا مرت ... ومر عبيرها .. لا النبض أغراه الشذى من سحرهنَّ ... ولا المواسم علَّقتْ أجراسها في دفتري . كل الزنابق لملمت أغصانها .. إلاكِ ..(سمراء الزنابق) .. ها هنا. ما زلتِ عيدا لا يغيب. وهذه الزنابق حين مرت تحطمت امام صلابة هذا الوطن ولم تبق الازنبقة واحة سمراء هى زنبقة العروبة والشاعر مراوغ فى هذا النص حين يتحول من خطاب الذاكرة الى خطاب الزنبقة الوطنوهنا يتحول بزمن النص الى زمن مقاطع من شانه ان يصدم واعية المتلقى معتمدا على التحول بالخطاب من الخبر الى الانشاء فاستخدم الاستفهام كحسن التخلص فى النص القديم هل جئت حتى ترحلي؟ أم جئت كي لا ترحلي؟ أمَّ ما الذي أبقاكِ عندي في مرايا الروح نبتا غائرا؟ كل الحروف تلعثمت في خاطري .. كل القصائد من يديَّ علي يديكِ تناثرت. ما الذي أرساك عندي ... ها هنا؟ نزقُ الطفولة ؟ أم عبيرك في المدى؟ أم ذا جنون العشب ... يسكن في دمي ... وأنا ألملم ما تبقى من ندى؟ أم أنني قد أتعبتني الذاكرة؟ وقلق السؤال هنا يكشف عن حيرة الشاعر امام هذه الزنبقة التى ما ان تحققت واستقامت تحاول الهجر انها حالة الانهزام امام تردى الاوطان العربية ومحاولة التخلى عن ذاكرتها امام المد الاستعمارى لذلك هو متعب بهذه الذاكرة التى لن تستطيع التخلص من تاريخها العربى ومجدها العربى امام الهزائم المتكررة والشاعر حين اتخذ مفردات الطبيعة كرمز كان موفقا فى توظيف هذا الرمز الرشيق ونجح فى ان يضى تلك المسافة بين الرمز وما واراء الرمز بما لا يعىى واعية المتلقى ويجهدة فى كشف مغالق النص ولذلك يستحق التقدير على هذا النص الجميل والشكر كل الشكر للدكتور مصطفى عطية على هذا الطرح الجميل والفكرة الرائعة ونتمنى عليه ان تستمر ويطرح كل حين نص للدراسة والمناقشة |
|||
![]() |
![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | تقييم هذا الموضوع |
|
|
|
|