|
|
|
|
منتدى الأدب العالمي والتراجم هنا نتعرض لإبداعات غير العرب في كل فنون الأدب. |
![]() |
مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان) |
|
أدوات الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | |||
|
![]()
زاوية جديدة نعرض فيها مقالات نقدية أو تقارير صحفية تتحدث عن عمل مترجم أو عن شخصٍ مترجِم. ونبدأ بمقالة نقدية نشرت اليوم في إحدى الصحف الأردنية. الزاوية للتثبيت. «هنا أنت أيها الهوية» مَكبث شكسبير ترجمة عودة القضاة سليم النجار إن الصراع في الترجمة العربية كان يأخذ طابع التحرر من الآخر ، غير العربي ، لمزيد من توضيح الهوّية وتوكيد الاختلاف ، النبرة "العربية" وتعزيزها في الثقافة العربية. فلم تكن الترجمة (العربية) إلا تنوعاً ثقافياً بخصوصية معينة ، داخل الثقافة العربية. هذا ما طرحه المبدع المترجم عودة القضاة ، في ترجمته للمسرحية الخالدة "مكبث" لوليم شكسبير ، الصادرة عن دار اليازوري في عمّان. القضاة حين ترجم مسرحية "مكبث" بدأ بتفجير المعاني ، ومن هنا بدأ كأنه يريد أن يهيمن على الأطراف الأخرى ، وأن يحوّلها إلى أتباع وهوامش أو إلى شركاء ثانويين. وبدا كأنه ينسف "السقف" المصطلح عليه ، ويغير أعراف الترجمة. وبدا هذا نوعاً من عنف إبداعي تجلى في ترجمته لنص مسرحية "مَكبث" . ومن القضايا التي أثارها المترجم لنص "مَكبث" المفهوم الذاتي للصورة المسرحية ، ويتجلّى هذا المفهوم في الاعتقاد أن مصدر الصورة هو الذات أولاً ، ومن ثم الموضوع ، والذات - كما هو معلوم - تغذي الصورة بالفكر والعاطفة واللاشعور والخيال. لهذا وجدنا تركيز القضاة على معاني الصورة كفكر ، ومن ثم كشعور وخيال. وعلى الرغم من أن العناصر الذاتية ذات أصول موضوعية ، لأن الذات في الأساس في تقاطع لعلاقات اجتماعية بشكل من الأشكال ، فلا الموضوع ولا الذات ولا المادة ولا العقل تشكل جميعها او بمفردها أمر نفي... وهذا اللانفي منعكس في اللغة. لذا فإن تركيز المترجم على المشترك والأنا المشتركة لا يعيشان على نحو منفصل بل يتداخلان. ولعل ربط الصورة المسرحية بالوجدان ، جعل الواقع الموضوعي بشكلية الحسي والاجتماعي ثم الفكر والوجدان واللاشعور والخيال ، يعزز من قدرة القضاة للوصول إلى نبض الكلمة المسرحية الأصلية. الأمر الذي جعله يترجم نصاً يحمل جزءا لا بأس به من ثقافته العربية. وينتقل بنا القضاة بالنص الذي ترجمه لمسرحية "مَكبث" لسؤال اجتماعي هام: هل صحيح أنه ليس المسرح مكاناً للتشويق الاجتماعي؟. هذا السؤال القاطع للقضاة ، يعود بنا إلى عصر ظهور الميلودراما وملاهي البرجوازية المنتصرة في أوائل القرن التاسع عشر. موضحاً أنه كان المسرح ومنذ شكسبير مسرحاً للتشويق وقص الحكايات المسلية ، فالنقد الأيديولوجي المتزمت الذي يقيس كل الفنون على مقاسه وهواه ، ويصنف الناس طبقات منتصرة وأخرى مهزومة ، ما هو إلا تاجر خاسر. وهنا تتجلى قدرة القضاة على التقاط الكلمة الحرفية بحرفيتها ، ليترجمها ، ليس نصاً حرفياً ، بل تحمل معاني فكرية ، تؤكد على أن التاريخ الإنساني ، لم يبدأ من تاريخ المنتصرين الذين بدأوا قراءة التاريخ الإبداعي والاجتماعي ، منذ الحرب العالمية الثانية ، ومن ثم يعادون قراءة الإبداع الإنساني من زاوية المنتصر. وكأن التاريخ بدأ منذ ذلك اليوم. هذه القراءة التاريخية الإبداعية ، التي تتأتى عبر نص المترجم ، ما هي إلا قدرة على فهم عميق لجدلية الكتابة المسرحية. تعكس ترجمة القضاة لنص المسرحية ، وكيفية تناول الشخصية المسرحية إلى نمطين: الأول الشخصيات الواقعية المنسجمة مع نفسها وممارساتها المنطقية التاريخية. والثانية: شخصيات متخيلة ، منبثقة وهما من ذهن الكاتب. ويعزي الكاتب هذا المتخيل بالأوهام ، فعندما يعزي الإبداع أوهاماً ، يرتقي بها إلى حد (النمذجة) ، فهو يدخل خانة التظليل ، خاصة إذا كان عملاً مسرحياً درامياً. هذه الإشارة التي جعلنا القضاة نلتقطها ، من خلال قراءتنا للنص الذي ترجمه ، لمسرحية "مَكبث" نعيد الاهتمام بإحدى القضايا المهمة التي تختص بالتمييز بين التعددية الثقافية وما يمكن أن نطلق عليه "تعدد الثقافات الأحادية" فهل وجود تنوع من الثقافات ، التي يمكن أن تمرر كل منها الأخرى كجار غريب تلتقيه مصادفة ولا تعرف شيئاً عنه ، يعتبر حالة ناجحة عن التعددية الثقافية؟ حيث ان تاريخية نص شكسبير ، كانت تعيش في مجتمع إنجليزي ممزق بين "التفاعل" و "الانعزالية" ، فإن التمييز بين التعبيرين بالغ الأهمية وله وقع على الإبداع بشكل عام. وكأن المراد من هذه التعددية المأزومة القول ، إن الثقافات المنفصلة لابد بشكل ما أن تظل في صناديق معزولة. هذه الإلتقاطات ليست إلتقاطات مجردة ، ولا هي ملامح معينة لإسقاطها على تعقيدات الحياة المعاصرة. إنما هي مشكلات تاريخية ، منذ الأزل ، ألا وهي أن هناك إصراراً على أن هوية الشخص يجب أن تقررها جماعته. مع إغفال كل الانتماءات الأخرى لأي شخص (والتي تتنوع من اللغة والطبقة والعلاقات الاجتماعية ، إلى الآراء السياسية والأدوار المدنية) . ومن خلال إعطاء أولوية آلية لما هو متوارث من التقاليد على التفكير والاختيار. إن الإبداع عندما يضع نفسه في خدمة التكنيك الثقافي ، يعزز أصالته ومبرر وجوده ، وهذا ما فعله القضاة من خلال ترجمته لنص مسرحية "مَكبث" للمسرحي الخالد وليم شكسبير. - كاتب أردني آخر تعديل عبد العظيم هريرة يوم 24-12-2008 في 01:24 AM.
|
|||
![]() |
![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | تقييم هذا الموضوع |
|
|
|
|