|
|
|
|
منتدى البلاغة والنقد والمقال الأدبي هنا توضع الإبداعات الأدبية تحت المجهر لاستكناه جمالياته وتسليط الضوء على جودة الأدوات الفنية المستخدمة. |
![]() |
مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان) |
|
أدوات الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | |||
|
![]()
نشرى جريدة القبس الكويتية مقالا جديدا للدكتور مصطفى عطية جمعة ، بعنوان " أدب الجسد يرفع كتابا وألقى بآخرين إلى الظل " ، على هذا الرابط : http://www.alqabas.com.kw/Article.aspx?id=536706&searchText وهذا نص المقال : أدب الجسد.. رفع كتّابا وألقى بآخرين إلى الظل كتب د. مصطفى عطية جمعة: شاع مصطلح «كتابة الجسد» في الأوساط الأدبية في السنوات الأخيرة، وهو يعني أن يعبر الأديب عما هو موجود، وملموس حسي بالنسبة إليه، ومن هذا الحسي جسده، هذا البناء العضوي الذي يحوينا، ونتعايش به، ونتلذذ بحواسه. وطرحوا فكرة أن نعبر عن أجسادنا بكل أعضائها، من دون التفرقة بين عضو وآخر، ويستطيع القارئ الفطن أن يعي أن هذه الفكرة تحمل في ثناياها مفهومًا علمانيًا ماديًا أساسه: لا للروح ولا للتعبير عنها، لأنها غير ملموسة، وإنما التعبير عن الجسد المادي فقط، وأنه لا قيود أخلاقية على الكتابة الجسدية، فالمنظور ثابت: نعبر عن كل جسدنا ولذائذه، مثل لذة الطعام والشراب والجنس. هكذا شاع المصطلح في الأدب الغربي، وكان يضاد الكتابات الأدبية التي اتخذت الروح والعقل ميدانًا لها، فأغرقت في الفلسفة، وهومت في الشعور، ونسيت أن للجسد حقا عليها، فتجاهلته وتجاهلت إحساساته، فكانت الصيحة المعلنة: لنعد لأجسادنا ولنعبر عن حواسنا. وقد جاء هذا المصطلح متماشيًا مع الجيل الثالث من جماعات حقوق الإنسان، هذا الجيل الذي راح يعترف بحقوق الشواذ، وطالب بشرعية العلاقة، وهاجم نظام الزواج القديم. فظهرت كتابات حملت اسم «كتابة الجسد» في شعر وقصة ومسرح وفن تشكيلي، ورأى الجمهور الغربي عرايا على المسرح تحت دعوى مسرح الجسد. وكالعادة انتقل المصطلح إلى أدبنا العربي بموجة تهليل لكل ما هو قادم من الغرب، وادّعى من روّجوه أنهم ينقلون آخر إبداعات أوروبا، وطالبوا بشرعية كتاباتهم، فكان أن ظهرت موجة كبيرة بين الشعراء والقصاصين تبنت الكتابة الجسدية، فرأينا بعض قصائد النثر التي كتبت عن تفاصيل يومية حساسة، وعن المعاكسات في المواصلات العامة، وعن الرغبات المحرمة المكبوتة. واشتدت الموجة أكثر مع ظهور رواية الكاتب المغربي محمد شكري التي حملت عنوان «الخبز الحافي، سيرة روائية محرمة» وفيها استعرض الكاتب/ الروائي تاريخه مع جسده منذ طفولته، مع والديه وأقرانه، وعلاقاته وهو مراهق مع بنات الهوى، في مراكش والدار البيضاء. وكل ما خطّه كان بشفافية مطلقة عن حياته – كما ادعى - من دون زيف أو ادعاء. والغريب أن هذه الرواية ترجمت ونشرت في فرنسا، وحققت شهرة كبيرة، قبل أن تنشر في بيروت، ولأنها منعت منذ الإصدار الأول، فقد تم بيعها سرًا بعشرات الآلاف من النسخ، فكل ما هو ممنوع مرغوب، ونال كاتبها شهرة لم يحلم بمثلها، وفجّرت هذه الرواية أزمة في الجامعة الأميركية في القاهرة، حين أقرها أحد أساتذة الأدب على الطلاب، واعترض عليها أولياء الأمور، والمعروف أن الجامعة الأميركية لا يلتحق بها إلا أبناء الطبقة الغنية المتغربة، ولكن لفظاظة الرواية اهتاج الطلاب والطالبات وأولياء الأمور. وعلى الجانب الآخر ( الأنثوي )، ظهرت الكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمي التي كتبت رواية «سيرة جسد»، وحققت من ورائها شهرة ضخمة بسبب تبني جماعات حقوق الإنسان الغربية لقضيتها، وتعاطف العلمانيين العرب معها، حيث تناولت مستغانمي سيرتها الجنسية كامرأة، في كل تقلباتها وعلاقاتها الذكورية والأنثوية، واعتبرت أنها مقموعة في مجتمعها الشرقي الذكوري، وقد ازدادت شهرتها بعدما اشترى المخرج العالمي يوسف شاهين هذه الرواية، وقرر أن يحولها إلى فيلم سينمائي، وكان هذا منذ عشر سنوات، وحتى الآن لم يظهر الفيلم للوجود، ومازالت الرواية محبوسة في أدراج مكتب الراحل يوسف شاهين. وسار الأدباء العرب على نفس النهج، ولعلنا نذكر أزمة الروايات الثلاث التي فجّرها نائب الإخوان المسلمين في مصر محمد جمال حشمت ضد وزارة الثقافة، حيث نشرت سلسلة أصوات أدبية ثلاث روايات على نفس المنوال السابق للأدباء: ياسر شعبان، ومحمود حامد، وتوفيق عبد الرحمن، واندفعت الأقلام تهاجم المتشددين وتدافع عن حق المبدع في الكتابة. فرواية الطبيب ياسر شعبان جاءت معبرة عن أجواء الانحراف في المستشفيات المصرية من خلال علاقة طبيب شاب مع الممرضات والطبيبات والمرضى. أما رواية المخرج توفيق عبد الرحمن، فقد سارت على نفس منوال محمد شكري، فاستعرض سيرة جسده مع تمصير الطرح والأحداث، بفجاجة شديدة، وجرأة في اللفظ والوصف. ورواية الأديب محمود حامد فهي وللمفارقة لا تحتوي إلا على مشاهد جنسية بسيطة وقليلة، وموظفة فنيًا في العمل الأدبي، وهي في مجملها رواية راقية فنيًا وفكريًا. وهذه الرواية تعرضت لظلم كبير، وقد أصيب كاتبها بالإحباط واعتزل الكتابة الأدبية نهائيًا، وهذا يدل على أن المسألة ليست حكمًا نقديًا قيميًا بل مجرد أهواء ونزعات. |
|||
![]() |
![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | تقييم هذا الموضوع |
|
|
|
|