الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

 

العودة   منتديات مجلة أقلام > منتديات اللغة العربية والآداب الإنسانية > منتدى البلاغة والنقد والمقال الأدبي

منتدى البلاغة والنقد والمقال الأدبي هنا توضع الإبداعات الأدبية تحت المجهر لاستكناه جمالياته وتسليط الضوء على جودة الأدوات الفنية المستخدمة.

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-08-2009, 05:06 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
د.عبد الرحيم الهبيل
أقلامي
 
إحصائية العضو







د.عبد الرحيم الهبيل غير متصل

Bookmark and Share


Ss7001 الجزء السادس من تجليات الجمال في التشبيه

المبالغة والتوكيد:
لقد فصل البلاغيون العرب بين الغلو والمبالغة رغم تذبذبهم في الخلط بينهما، لكن إجمالاً كان معنى المبالغة يدور حول البلوغ إلى الغاية والكمال في المعنى والصياغة([i])، ولو رجع البلاغيون "للقرآن الكريم لأدمجوا الغلو في المبالغة وجعلوها البلوغ إلى الغاية وأقصى النهاية في المعنى المقصود"([ii]) ومن يتتبع المبالغة في الأساليب يجد أنها لا تتحقق بأساليب محددة؛ لأن الأساليب لا نهاية لها وكذا الأغراض([iii])، فالمبالغة تكاد تشمل جميع الأساليب البلاغية، بل إنها ترتبط بمفهوم البلاغة بشكل عام وبخاصة عند عبد القاهر الجرجاني([iv]). فكيف كانت المبالغة في التشبيه؟
ذهب الجاحظ إلى أن التشبيه يلتفت فيه إلى الصفة البارزة في المشبه به مبالغة في المعنى المراد تشبيهه، وذكر المبرد أربعة أضراب للتشبيه هي: المصيب والمفرط والمقارب والبعيد، الذي لا يقوم بنفسه لحاجته إلى التفسير([v])، لكنه لم يضع حدوداً لتلك المصطلحات كعادة البلاغيين في تلك الآونة، أغلب الظن أنه أراد بالمبالغة معنى بلوغ الغاية حيث قال "التشبيه المفرط المتجاوز ..... ثم زادوا فوق ذلك"([vi]).
ويُجمع البلاغيون على أن التشبيه البليغ هو الذي يتم فيه إلحاق الأغمض بالأظهر، والأقل بالأكثر، والأضعف بالأقوى والأعظم([vii])، للمبالغة والتوكيد والإيضاح([viii])، والتدرج في تطور المعنى والرقي به، لذلك فقد كان من المعلوم أن من حق المشبه به أن يكون من جنس المشبه "فإن كان المتمثل له عظيماً كان المتمثل به مثله، وإن كان حقيراً كان المتمثل به كذلك، فليس العظم والحقارة في المضروب به المثل إذن إلا أمراً تستدعيه حال المتمثل به، وتستجره إلى نفسها فيعمل الضارب للمثل على حسب تلك القضية، ألا ترى الحق لما كان واضحاً جلياً أبلج كيف تمثل له بالضياء والنور، وإلى الباطل لما كان بضد صفته كيف تمثل له بالظلمة"([ix]) لأن المذهب الأمثل في التشبيه والمحاكاة أن يشبه الحسن بالحسن والقبيح بالقبيح([x]).
فقد كان معروفاً أن من حق المشبه به أن يكون أعرف بجهة الشبه وأخص بها وأقوى حالاً معها وأعظم حالاً من المشبه في كل أحواله([xi])، أي أن الغموض لم يكن في المشبه على جهة الإطلاق، وإنما بالمقارنة مع وضوح المشبه به، بمعنى أن المشبه به الأوضح قد يكون هو الأغمض في تشبيه آخر، فيحتاج المتكلم إلى مشبه به أوضح منه، وعلى ذلك يغدو الأغمض والأوضح في أي تشبيه أمراً نسبياً يحدده السياق أو بمعنى أدق؛ يحدده الطرفان (المشبه والمشبه به)، لذلك قيّد الرماني كلاً من الوضوح والغموض في التشبيه، فقد ذهب إلى أن الظهور البيّن يتوافر في المشبه به([xii])، إذا كان مما تقع عليه الحاسة، والمشبه مما لا تقع عليه الحاسة، كقوله تعالى "مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف لا يقدرون مما كسبوا على شيء"([xiii]) أو كان المشبه به مما جرت به العادة، والمشبه مما لم تجر به العادة، كقوله تعالى "إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض"([xiv]). أو كان المشبه به مما يعلم بالبديهة والمشبه لا يعلم بالبديهة، كقوله تعالى "وجنة عرضها كعرض السماء والأرض"([xv]). أو كان المشبه به مما له قوة في الصفة، وكان المشبه مما لا قوة له فيها، كقوله تعالى "وله الجوار المنشآت في البحر كالأعلام"([xvi])، فالتشبيهات "إنما هي الطرق إلى المعاني المحتجبة في الأشياء حتى تبرزها وتكشف عنها وتصورها للأفهام"([xvii]) أو كما يقول العلوي إن التشبيهات تخرج "المبهم إلى الإيضاح والملتبس إلى البيان، ويكسوه حلة الظهور بعد خفائه، والبروز بعد استتاره"([xviii]) ومن واضح التشبيه قول أبي نواس في ذم الدنيا وتقبيحها:

إذا امتحن الدنيا لبيب تكشفت له عن عدّوٍ في ثياب صديق

وهكذا فليس من الإنصاف نعت البلاغة بعامة، والتشبيه بخاصة، بالوضوح كعيب تحمل البلاغة والتشبيهات أوزاره([xix])، كما ليس من الحق أن يقال عن الإيضاح في التشبيه بأنه "يتضمن قدراً من الارتكاز على فقه استدلالي لا علاقة له بالنشاط الأدبي"([xx]) لأن مصطلح الوضوح في التشبيه أو في البلاغة لم يكن يقصد به وضوح الصياغة وابتذالها، وإنما كان يقصد به بيان المعاني الخفية المستورة في النفس بصيغة فنية قادرة على الإفهام والتأثير، فقد "قال بعض جهابذة الألفاظ، ونقاد المعاني: المعاني القائمة في صدور الناس المقصودة في أذهانهم، والمتخلجة في نفوسهم، والمتصلة بخواطرهم، والحادثة في فكرهم، مستورة خفية، وبعيدة وحشية، ومحجوبة مكنونة ... وإنما يحيي تلك المعاني ذكرهم لها، وإخبارهم عنها، واستعمالهم إياها. وهذه الخصال هي التي تقربها من الفهم، وتجليها للعقل، وتجعل الخفي منها ظاهراً، والغائب شاهداً، والبعيد قريباً"([xxi]) انسجاماً مع قولهم بأن المعاني مطلقة والصياغة قيد لتلك المعاني([xxii])، لذلك لم يكن الوضوح أو الإيضاح سمة ضعف في الأسلوب، وإنما سمة قوة وقدرة على التعبير من أجل إبراز خبيئات المعاني المستورة في النفس([xxiii])، بصياغة تخلو من التوعر والتعقيد والإطالة المملة، مما يكشف من زاوية أخرى أن الوضوح إن قصد به الصياغة كان للخروج بالكلام من شرك الابتذال والفجاجة والدخول به في مجالات حسن الترتيب والتنسيق، وبذلك يمسي مصطلح الوضوح مصطلحاً فنياً، لأنه ليس من المعقول أن يجتمع في الكلام وضوح وإيجاز، أو وضوح وتجديد صياغة، بل كيف يمكن للكلام أن يجتمع فيه وضوح وتلاحم؟ أو وضوح وغموض؟ ومعلوم أن الغموض قد أبرزه البلاغيون في الفن، لأنه مدعاة التأمل الجمالي، وعلى ذلك فالوضوح في التشبيه محبب للأنفس؛ لأن التشبيه تصوير فني من عمل القوة الخالقة أو الخيال، مما يجعل وظيفة التشبيه تختلف عن وظيفة الصياغة المجردة، لقدرة الصورة على إبراز روح الفن أكثر من أي صياغة أخرى([xxiv])، فالكلام المجرد من التصوير يشابه صورة صغيرة الحجم، أما التصوير في الإبداع فكأنه الصورة السينمائية التي تكشف ملامح مكونات الصورة، إلا أن ذلك لا يعني فجاجة المعاني؛ لأن طبيعة التراكيب اللغوية تمنع ظهور هذه الحال، حتى وإن كان التشبيه تمثيلياً في أبيات متعددة، لأن كثرة الألفاظ في الأبيات الشعرية أو التراكيب اللغوية تمزج المعاني وتداخلها ببعضها، فيصنع ذلك صنيعه في نفس المتلقي تأثيراً وغموضاً، أي أن الوضوح للتشبيهات يكسبها قوة تتملك أنفس المتلقين، لأن التشبيه سيبقى محتفظاً على الدوام بمعان لا يدركها إلا المتأمل، لما في التشبيه من إيجاز وتجاوز للغة الدلالية إلى اللغة الإيحائية([xxv])، ولقد قال هوراس: "حينما أريد الإيجاز يعتريني الغموض"([xxvi])، لأن الإيجاز يعني الإحاطة بأشياء كثيرة بألفاظ قليلة، وعلى هذا فإن التفصيل في التشبيه فيه إيجاز لما في التصوير التفصيلي من أشياء استطاع المبدع أن يجمعها مع بعضها بنظام من أهم معالمه التناسب والانسجام.
وإذا كان الإمام عبد القاهر قد اعتنى بنظرية التفصيل في التصوير، لأهميتها في إبراز فلسفة الخيال وقدرته على التوفيق بين الأشياء المتعددة فإن الزمخشري أيضاً اعتنى بالتشبيهات لأنها "تريك المتخيل في صورة المحقق والمتوهم في معرض المتيقن، والغائب كأنه مشاهد، وفيه تبكيت للخصم الألد، وقمع لسورة الجامح الأبي"([xxvii]).
وهكذا، فإن الأصل في حسن التشبيه هو القدرة على جمع أشياء عدة بنظام يحفظ لها الظهور ويمنحها المبالغة، فالظهور لتبقى الأشياء متمايزة بلا معاظلة حسية، إذ أن من غير المعقول أن تجمع الأشياء حتى تتراكم، ولكن من الجميل أن تسلك في نسق جمالي، أما المبالغة فهي التي تهب للتشبيه قيمته حين توقعه في القلب موقع القبول، بل اللذة والإمتاع، لأن المبالغة تعني تثبيت المعنى وتأكيده.
ومن التشبيهات الجميلة قول النابغة:

فإنك كالليل الذي هو مدركي وإن خلت أن المنتأى عنك واسع

فهذا التشبيه يجمع بين الظهور والمبالغة "أما الظهور فلأن علم الناس بأن الليل لا بد من إدراكه له أظهر من علمهم بأن النعمان لا بد من إدراكه له، وأما المبالغة فإن تشبيهه بالليل الذي لا يصير دونه حائل أعظم وأفخم وأبلغ في المدح"([xxviii]).
ولا يختلف موقف الزمخشري في ذلك عن البلاغيين، فقد نظر للمفارقة في وجود الصفة بين الطرفين على أنها تزيد الكلام تأكيداً ومبالغة، ففي قوله تعالى "إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم، خلقه من تراب"([xxix]) قال: "فإن قلت: كيف شبه به وقد وجد هو بغير أب، ووجد آدم بغير أب وأم؟ قلت: هو مثيله في إحدى الطرفين فلا يمنع اختصاصه دونه بالطرف الآخر من تشبيهه به، لأن المماثلة مشاركة في بعض الأوصاف، ولأنه شبه به في أنه وجد وجوداً خارجاً من العادة المستمرة، وهما في ذلك نظيران، ولأن الوجود من غير أب وأم أغرب وأخرق للعادة من الوجود من غير أب، فشبه الغريب بالأغرب ليكون أقطع للخصم وأحسم لمادة شبهته إذا نظر فيما هو أغرب مما استغربه"([xxx]).
والمبالغة لا توجد في التشبيه الصريح فحسب، وإنما توجد أيضاً في التشبيه المعكوس([xxxi])، بل ربما تكون المبالغة في التشبيه المعكوس أقوى من وجودها في التشبيه الصريح، لأن المبالغة في التشبيه المعكوس هي الغرض المرجو منه، فقول ذي الرُّمة:

ورملٍ كأردافِ العذارى قَطّعْتُهُ إذا ألبستْهُ المظلمات الحنادس

غلب فيه الفرع على الأصل، فمن عادة العرب أن تشبه أعجاز النساء بكثبان الأنقاء، لكن الشاعر قلب الأمر فشبه كثبان الأنقاء بأعجاز النساء، للمبالغة، أي قد ثبت هذا الموضع وهذا المعنى لأعجاز النساء وصار كأنه الأصل حتى شبهت به كثبان الأنقاء([xxxii]).
وعلى نحو سلبي لا يكشف العسكري عن موقفه الخاص من التشبيه المعكوس، فقد ذهب إلى أن المحدثين شبهوا الأوضح بالأغمض طلباً في زيادة المبالغة، فاستحسنه قوم لما فيه من اللطافة والدقة([xxxiii])، أما الخفاجي ومن بعده الرازي فقد نبذ التشبيه المعكوس([xxxiv])، انسجاماً مع موقفه من التقديم والتأخير حين عدّه ضرورة شعرية، وليس نمطاً جمالياً، وما ذلك إلا لكونه ينظر إلى اللغة نظرة مواضعة واصطلاح، لا ينبغي فيها إلا النسق المألوف في الكلام البليغ، ألا وهو التدرج والتطور نحو الأعلى أو الأوضح أو الأغرب لضمان جاذبية النفس، وبقاء تعلقها بالكلام، مع أن وضوح أو غموض أحد الطرفين في التشبيه صفة مكتسبة من السياق يحددها الطرفان وثقافة المجتمع.
وعلى الرغم من تباين المواقف من التشبيه المعكوس، فإن البلاغيين غلب عليهم قبوله ولو بشروط من أهمها أن يقبل العكس([xxxv])، وبخاصة إذا اجتمع في الطرفين "أوصاف ثلاثة أو اثنان منها وهي: المقدار والهيئة واللون"([xxxvi]) وذلك لأن العكس يجوز في التشبيه إذا تقارب الطرفان، أما إذا تفاوتا فلا يجوز العكس إلا إذا قصدت الغلو في التعظيم أو التحقير، إذ الأصل أن يكون المشبه به أو المحاكى به هو الأعظم أو الأحقر([xxxvii]).
فلماذا أجهد البلاغيون أنفسهم في هذا الفن؟ وما قيمته؟
لقد ذهب كثير من البلاغيين إلى أن عكس التشبيه عملية فنية تضفي الجدة والغرابة وبخاصة إذا كان متبذلاً شائعاً([xxxviii])، كما أن العكس في التشبيه يضفي قدراً من المبالغة في الكلام، كما أنها عملية توهم أن الناقص في الوصف قد كمل حتى فاق الكامل المعروف في الشهرة([xxxix])، ففي قول الشاعر محمد بن وهيب:

وبدا الصباح كأن غرّته وجه الخليفة حين يمتدح

جعل الشاعر وجه الخليفة كأنه أعرف وأشهر وأتم في النور والضياء من الصباح فاستقام له بهذه النية أن يجعل الصباح فرعاً، ووجه الخليفة أصلاً للمبالغة وإغراقاً في التخيل([xl])، فالتشبيه المعكوس لا يكون "إلا إذا كان مبنياً على ضرب من التأوّل والتخيّل يخرج عن الظاهر خروجاً ظاهراً ويبعد عنه بعداً شديداً"([xli]). وفي قوله تعالى "إنما البيع مثل الربا"([xlii]) قال الزمخشري "قد جيء به على طريق المبالغة، وهو أنه قد بلغ في اعتقادهم في حل الربا أنهم جعلوه أصلاً وقانوناً في الحل حتى شبهوا به البيع"([xliii]) فالتشبيه جاء معكوساً تهويلاً ومبالغة في بيان فساد اعتقادهم بجعل الربا الناقص في الوصف كالبيع الكامل المعروف في الشهرة.
وهكذا فقد جاءت المبالغة في التشبيه من المفارقة بين طرفيه سواء ألحق الناقص بالزائد أو العكس، فالشعراء تظل أشعارهم صادقة حقيقية اللهم "إلا أن يقصدوا المبالغة في تحسين حسن أو تقبيح قبيح فيتجاوزون حدود أوصافه الحقيقية ويحاولون بما هو أعظم منه حالاً أو أحقر ليزيدوا النفوس استمالة إليه أو تنفيراً عنه"([xliv])، وفي هذه الحال يحتاج المتكلم إلى توكيد الكلام أو الزيادة في إثباته لأن المبالغة خيال، والخيال غير متفق عليه، ولا يستساغ إلا بزيادة التوكيد، ومن هنا فإن التوكيد في الكلام الخيالي أو التصوير ضرورة يحتمها السياق، للتأثير في أنفس المتلقين، ولهذا يذهب ابن الأثير ومن بعده العلوي إلى أن المتكلم يريد بتشبيهه تقرير المشبه في النفس بصورة المشبه به أو بمعناه، وأول ما يستفاد من ذلك المبالغة فإنها لا تنفك عنه وإلا لم يكن تشبيهاً؛ لأن إفادته للمبالغة مقصده الأعظم، وبابه الأوسع، وكلما كانت المبالغة أكثر كان التشبيه أدخل في البلاغة وأوقع فيها([xlv])، وذلك مثل قول الشاعر:
وكأنها وكأن حامل كأسها
.

إذ قام يجلوها على الندماءِ
.
شمسُ الضحى رقصت فنقط وجهها
.

بدرُ الدجى بكواكب الجوزاء
.

فالشاعر شبه الساقي بالبدر، وشبه الخمر بالشمس، وشبه الحبب بالكواكب إغراقاً ومبالغة فأحسن وأبدع([xlvi])، لأنه أضفى على المعنى قوة باستخدامه كأن التي تدلل على يقين المتكلم بما يقول.
وبهذا يستفاد أن قوة التوكيد تطرد بزيادة المبالغة، وأن قوة الأسلوب يتبعها قوة التأثير، لقوة تمكن المعنى من نفس المتكلم، وأن العرب لم يقولوا بالتفاعل الكامل بين الطرفين([xlvii])، لأنهم لو قالوا به لوصل الطرفان إلى مرحلة الاستواء والتعادل، وغابت المبالغة من الكلام، وبمعنى أكثر تعميماً لغاب التدرج والتطور في الكلام، أو بمعنى آخر؛ لغاب تسرب التأثير وضعفت مسالكه إلى الأنفس.


([i]) انظر: البيان والتبيين 1/7، ورسائل الجاحظ 4/46. والصناعتين: 402. والشريف الرضي، تلخيص البيان في مجازات القرآن 259 تحقيق محمد عبد الغني حسن، دار إحياء التراث، القاهرة، 1955م. والكشاف 3/88، ومنهاج البلغاء وسراج الأدباء 220-223. ودلائل الإعجاز 68.

([ii]) د. منير سلطان، البديع تأصيل وتجديد 158، منشأة المعارف، الإسكندرية، 1986م.

([iii]) انظر: المرجع نفسه: 166.

([iv]) انظر: دلائل الإعجاز: 70-73، 367، 432، 441-450. وأسرار البلاغة 33، 177، 238-239-413.

([v]) انظر: الكامل 3/128.

([vi]) انظر: المصدر نفسه 3/128.

([vii]) انظر: النكت في إعجاز القرآن 81، والصناعتين 264، وسر الفصاحة 235، ودلائل الإعجاز 68، والمثل السائر 2/124، ومنهاج البلغاء وسراج الأدباء 112.

([viii]) انظر: عيار الشعر 23، والنكت في إعجاز القرآن 81، والصناعتين 265، وسر الفصاحة 235، وأسرار البلاغة 220-223، ومنهاج البلغاء وسراج الأدباء 23-24.

([ix]) الكشاف 1/262.

([x]) انظر: منهاج البلغاء وسراج الأدباء 113.

([xi]) انظر: المصدر نفسه 23-24، والطراز 1/274-276.

([xii]) انظر: النكت في إعجاز القرآن 81-85.

([xiii]) إبراهيم 18.

([xiv]) يونس 24.

([xv]) الحديد 21.

([xvi]) الرحمن 24.

([xvii]) الكشاف 3/408.

([xviii]) الطراز 1/277.

([xix]) انظر: الصورة الأدبية 60، والوضوح والغموض في الفكر البلاغي 10.

([xx]) نظرية اللغة والجمال في النقد العربي 260.

([xxi]) البيان والتبيين 1/75.

([xxii]) المصدر نفسه 1/72.

([xxiii]) انظر: الكشاف 1/54، 3/358.

([xxiv]) انظر: د. إحسان عباس، فن الشعر 200.

([xxv]) انظر: د. صلاح فضل، نظرية البنائية في النقد الأدبي، مكتبة الأنجلو المصرية، القاهرة، 1980م.

([xxvi]) فن الشعر 132.

([xxvii]) الكشاف 1/54.

([xxviii]) سر الفصاحة: 236.

([xxix]) آل عمران 59.

([xxx]) الكشاف 1/433.

([xxxi]) أطلق عليه ابن جني اسم غلبة الفروع على الأصول، الخصائص 1/300، حققه محمد علي النجار، عالم الكتب، بيروت، الطبعة الثالثة 1983م. وأطلق عليه ابن الأثير اسم الطرد والعكس، المثل السائر 2/156.

([xxxii]) انظر: الخصائص 1/300، 302، والمثل السائر 2/156-157.

([xxxiii]) انظر: الصناعتين 264.

([xxxiv]) انظر: سر الفصاحة 235، ونهاية الإيجاز في دراية الإعجاز 131.

([xxxv]) انظر: عيار الشعر 17.

([xxxvi]) منهاج البلغاء وسراج الأدباء 115.

([xxxvii]) انظر: المصدر نفسه 115.

([xxxviii]) انظر: أسرار البلاغة 189-190.

([xxxix]) انظر: المصدر نفسه 220-223، 234، ومفتاح العلوم: 345-346، والإيضاح في علوم البلاغة 240-241.

([xl]) انظر: المصدر نفسه 223.

([xli]) المصدر نفسه 226.

([xlii]) البقرة 275.

([xliii]) الكشاف 1/339.

([xliv]) منهاج البلغاء وسراج الأدباء 73، 113، وانظر الكشاف 1/339.

([xlv]) انظر: المثل السائر 2/123، 127، والطراز 1/273-274.

([xlvi]) انظر: الطراز 1/275.

([xlvii]) انظر: د. مجيد عبد الحميد ناجي، الأسس النفسية لأساليب البلاغة العربية 195، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر، بيروت، الطبعة الأولى 1984م.






 
رد مع اقتباس
قديم 25-08-2009, 05:36 PM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
جمال الشرباتي
أقلامي
 
الصورة الرمزية جمال الشرباتي
 

 

 
إحصائية العضو







جمال الشرباتي غير متصل

Bookmark and Share


إرسال رسالة عبر MSN إلى جمال الشرباتي إرسال رسالة عبر Yahoo إلى جمال الشرباتي

افتراضي رد: الجزء السادس من تجليات الجمال في التشبيه

بارك الله بكم

عمل ممتاز يا دكتور







 
رد مع اقتباس
قديم 25-08-2009, 06:32 PM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
د.مصطفى عطية جمعة
أقلامي
 
إحصائية العضو







د.مصطفى عطية جمعة غير متصل

Bookmark and Share


افتراضي رد: الجزء السادس من تجليات الجمال في التشبيه

الأخ العزيز / د. عبد الرحيم الهييل
سلام الله عليك
بحث جميل ، وقد استطعت أن تميز بين المبالغة والغلو والعادي في التشبيه ، من خلال مقولات واقنباسات البلاغيين قديما ، وإن كنت أتمنى عليك ألا نغرق في أمثلة البلاغيين ، وأن تتجه البحوث البلاغية الحديثة إلى القصائد والأشعار الحديثة ، ففيها الكثير والكثير من مظاهر الجماليات النصية ، التي تحتاج إلى نظرات واصطلاحات جديدة .
أكرر شكري وتقديري
أخوك
د . مصطفى عطية







 
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

اشترك في مجموعة أقلام البريدية
البريد الإلكتروني:
الساعة الآن 10:09 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2023, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط