ماجد أبو غوش يسأل
السؤال الأول
- كيف توفقين بين ازدواجية لغتين ، لغة انجليزية يوميا معاشه ولغة عربية ساكنه في النفس؟
تعاملتُ مع اللغتين العربية والإنكليزية في سن مبكرة ووفّقت بينهما بكل تلقائية لمحبّتي لهاتين اللغتين وممارستي لهما في مجال دراستي الأكاديمية والترجمة و الكتابة بكلتا اللغتين على حدٍّ سواء. أشعر بأنهما أصبحتا طبيعتين في داخلي أتعامل معهما بمرونة كبيرة. عوامل كثيرة ساعدت على ذلك، منها أنني قضيت نصف عمري تقريباً في بلد أجنبي يتحدث اللغة الإنكليزية ، ولكن هذا لم يمنعني من القيام بأي عمل يمكن أن يقوم به أي المبدع في الوطن الأم. كنتُ واعية لهذه الناحية. سيما وأنني توقفت عن تعلّم اللغة العربية منذ اأن أنهيت دراستي للمرحلة الثانوية وبعدها دراستي الجامعية كانت في اللغة الإنكليزية. الأساس كان قوياً ، قراءاتي المكثّفة منذ الطفولة وحتى هذه اللحظة، كانت ومازالت تضعني في الجو الملائم للإستمرارية بذات القوة. قواميس اللغة العربية والإنكليزية والكتب النقدية أفادتني كثيراً . وحين تتعلّق بشغف شيئٍ ما كالشعر ، لامهرب بعد ذلك من أن تعمل المستحيل للإحتراق فيه. الشعر كان بوصلتي . كانت اللغة الإنكليزية معاشة في داخلي يومياً ، وبذات الوقت، لم تكن اللغة العربية بأقل حيوية وتوهجاً منها . لم تكن ساكنة في داخلي أبداً ، بل على العكس تماماً . كانت صاخبة تناديني وألبي نداءها بكل رضا. المكتبات الجامعية المتخصصة باللغة العربية أفادتني كثيراً للتماس مع االشعر والنقد العربي قديمه وحديثه طوال العشرين سنة الفائتة وماقبل عصر الإنترنيت.