الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديـات الثقافيـة > منتدى العلوم الإنسانية والصحة

منتدى العلوم الإنسانية والصحة نتطرق هنا لمختلف الأمور العلمية والطبية والمشاكل الصحية و الأخبار والمقالات والبحوث العلمية وآخر الإصداؤرات العلمية والثقافية، إضافة إلى ما يفيد صحة المرء من نصائح حول الغذاء والرشاقة وغيرها..

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-12-2013, 12:43 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
محمود شاهين
عضوية مجمدة
 
إحصائية العضو







محمود شاهين غير متصل


افتراضي إنسان ما بعد الإنسانية !


محمود شاهين
إنسان ما بعد الإنسانية !!
(1) من (4)
+ مقدمة علمية وفلسفية .
يحار المرء أمام التطور الهائل والسريع في العلوم التكنولوجية أن يتصورالحال ستطرأ على حياة البشر بعد مائة عام على سبيل المثال ، فما بالكم بألف عام ؟ تساؤلات كثيرة خطرت لي خلال قراءتي لكتاب عن الدماغ البشري صادر عن دار دجلة في عمان 2012، لمؤلفه سامي أحمد الموصلي . من أهم هذه التساؤلات : هل سيكون الدماغ البشري المزود بشرائح ألكترونية قادرا على الإلمام بثقافة البشرية ؟ والأهم من ذلك ما الذي يمكن أن يبدعه عقل صادرعن هذا الدماغ ؟ فإذا أراد أن يرسم أو يكتب شعرا أو نثرا ، ما شكل الإبداع الذي سينتجه ؟ وماذا عن الحروب والقتل ، فإذا كانت الحروب والقتل بلا رحمة أو شفقة هي سمة عصرنا ، فما الذي ستكون عليه الحروب في العصور القادمة حين يصبح الإنسان بأعضاء معظمها صناعي ، هل سيكون قاتلا رحيما مثلا ، أو أنه سيفقد الحد الأدنى من اإنسانيته ويقتل دون أي إحساس بالإثم ؟ كل هذه التساؤلات وغيرها كثير خطرت لي خلال قراءتي للكتاب .
قسم الكاتب مؤلفه إلى أربعة فصول ، استهلها بمقدمة علمية وفلسفية عن الجهاز العصبي والدماغ كأعقد حلقة مادية في تكوين الإنسان ينتج عنها نشاط "لا مادي أو طاقة لهذه المادة الحيوية وهو العقل "
في المختبرات العالمية يجري الإعداد اليوم لصناعة " جميع أعضاء الجسم الحشوية الباطنية وأعضائه الخارجية وحواسه ، بعد أن تقدمت العلوم الطبية والألكترونية والتكنولوجية " ويشير المؤلف إلى عمليات زراعة القلوب والأطراف وصولا إلى الأذن الألكترونية والبنكرياس الإكتروني"
وعلى الرغم من التقدم الكبير في صناعة الآليات الألكترونية والعقول الألكترونية إلا أن الدماغ ظل عصيا على الصناعة كأن يحل عقل صناعي مكان الدماغ الحي . يقول الكاتب :
" لقد كانت أعقد مشكلة فكرية وفلسفية في التاريخ البشري هي في القول بأن الدماغ مادة أما نشاطه فلا مادي ، فكان التساؤل يدور كيف تنتج المادة – الدماغ – اللا مادة – العقل والفكر ."
" وحتى اليوم ورغم التقدم في علم الأعصاب وجراحة الأعصاب والفسلجة الكهربائية للدماغ نجد هناك اشكالا يطرحه العلماء والفلاسفة عن آلية عمل الدماغ العصبية التي تنتج الفكر والعقل كطاقة ونشاط ووظيفة "
´لقد توصل العلماء حينما تعمقوا في الجهاز العصبي للإنسان وكيفية عمله وتحقيق اتصالاته بين الدماغ والأطراف الحركية من أعضاء خارجية ، إلى وجود طاقة كهربائية ناقلة وحاملة للرسائل من الدماغ إلى العضو وبالعكس "
" والكهربائية نشاط لا يمكن القول أنه مادة ، لأنه حتى الآن تعددت نظريات تفسير الذبذبات الكهربائية بين كونها فوتونات – جسيمات – أو كونها موجات . فالفوتونات يمكن إطلاق كلمة مادة عليها ، مع بعض الإضافات الوصفية الخاصة ، في حين أن الموجات ليست إلا معطيات شكلية عقلية هندسية غير مادية ."
وبعد هذا التطرق لإشكالية الطاقة والمادة وازدواجية التفسير للضوء والطاقة الكهربائية يخلص إلى القول " إن الدماغ يقوم بنشاطه العصبي كاتصالات خارجية للأعضاء أو داخلية حشوية عن طريق هذه الكهرباء الحيوية ، بل تطور الأمر إلى البحث عن موجات كهربائية في كل عمل الدماغ الفكري والعقلي والإنفعالي ... ألخ دعيت موجات ألفا وبيتا ودلتا وثيتا . لقد تبين أن الدماغ كمادة يستخدم مواصلاته لإبلاغ أجزاء الجسم كلها عبر هذه الكهربائية التي يمكن تصويرها والإحساس بها وحساب فولتيتها وأطوال موجاتها " ( ص 10 +11)
بعد أن توصل العلماء إلى آلية عمل الدماغ شرعوا " في بناء العقول الألكترونية والكومبيوتر كمشابه ومقلد لعمل الدماغ ، ولما كانت الكهربائية في المادة اللاعضوية يمكن تحقيق تسارع كبير فيها ، فقد وجدنا كومبيوترات أو عقول ألكترونية تسابق الدماغ في عملها فتسبقه بآلاف المرات ضمن سياقات حسابية معينة " غير أن الدماغ الحي في الإنسان ظل متفوقا على كل هذه العقول لقدرته على الإبداع والتبصر ، فكل هذه العقول لا تستطيع أن تكتب ولو قصيدة واحدة من الشعر الذي يبدعه الدماغ الإنساني الحي ، ولا تستطيع أن تنتج قطعة موسيقية مهما كانت ساذجة .
في ختام مقدمته ، يتطرق المؤلف إلى ما يقوم به العلماء من تجارب على إمكانية زيادة الذكاء الإنساني بربطه بالذكاء الصناعي " حتى أن بعض العلماء أخذ يحذر من تفوق الذكاء الصناعي على ذكاء البشر فيما لو تمت عملية الربط بينهما " وقد يتم ذلك خلال فترة قصيرة يتبعها تطوير معالجات ألكترونية بسرعة الكومبيوتر لتزرع داخل الأدمغة البشرية لتحفيزها على معالجات حديثة ، وهاهم العلماء ينذرون العالم ( إن المستقبل قد ينذر بوصول البشرية إلى منعطف جديد في تاريخها ، بحيث تكون قادرة على إجراء برمجة ذاتية ) يقصد للإنسان . ويعتقد أن زمن تحقق ذلك سيكون بحلول عام 2029 " ( ص 14)
نحن ابتعدنا كثيرا حين طرحنا تصورا للحياة بعد مائة أو ألف عام ، وهاهم العلماء يختصرون
المدة في بضعة أعوام لا غير .
يتطرق المؤلف في ختام مقدمته أيضا إلى "علم النانوتكنولوجي الذي يتعامل مع جزيئات وذرات المادة المفردة ، ويحاول الربط بين المادة اللاعضوية والمادة العضوية ، وقد فاز العالمان الفرنسي ألبرت فير والألماني بيترغرونبغ بجائزة نوبل عام 2007 على ما يرتبط بهذا العلم وتطبيقاته في الأقراص الصلبة ، وهو أول تطبيق فعلي للعلوم النانوتكنولوجية . "
" هذا العلم يتعامل مع الأشياء على مستوى النانو الذي يتضمن جزءا من البليون . فالنانوثانية هي جزء من بليون من الثانية ، والنانومتر هو جزء من بليون من المليمتر وهكذا دواليك . أي أن هذه التكنولوجيا تعد بإعطاء الإنسان التحكم الأقصى بالمادة حيث استطاع البشر الإمساك بالذرات والجزيئات وهي اللبنات الأساسية التي تتألف منها الأشياء كلها ، بحيث يصبح في الإمكان صنع أي شيء من أي شيء ، وبأي حجم ، يمكن صنع مواد لا تخطر في البال مثل غواصة أو مركبة فضاء بحجم لا يزيد عن ظفر الإصبع ، أو صنع ورق أقوى من الحديد وهكذا " ( ص 16)
" إن كومبيوتر النانو المقبل يهتم بإدخال مواد بيولوجية من الكائنات الحية لتندمج الأسلاك وسائر أنواع الموصلات ما يجعل منها عناصر ذكية قادرة على التجاوب والتفاعل مع بقية الأجهزة التي يتألف منها الحاسوب . مثلا لنفكر بالإمكانيات الهائلة للحامض النووي للوراثة الذي يحمل بلايين المعلومات في حجم فائق الصغر في قلب الخلية "( 17)
" لقد خصصت اليابان هذا العقد من القرن الحادي والعشرين للدماغ دراسة وتخصصا وتعمقا على ضوء ما لديها من تقنيات ألكترونية ونانوتكنولوجية ، ولا زالت البحوث جارية على قدم وساق في كل أنحاء العالم على هذا الدماغ الذي تكمن فيه فرادة وتميز الإنسان ، وفيه أكبر معجزة خلقها الله ، هو العقل الناتج عنه " ( ص17)
+ الدماغ – العقل .
احتوى الفصل الأول ثلاثة مواضيع ، هي : الدماغ – العقل .الدماغ – الشخصية . الدماغ الكومبيوتر .
الدماغ – العقل :
يعرض المؤلف في هذا الموضوع ما قاله بعض العلماء والفلاسفة في الدماغ ، فبدأ بما كتبه ألكسيس كاريل الحائز على جائزة نوبل في الطب عام 1912 ، حيث قال :
" اوقف الفلاسفة العظام حياتهم في جميع الأزمان والبلدان على بحث معضلة العلاقة بين الدماغ والعقل ، وهل يرجع العقل إلى فسيولوجيا الدماغ أم أنه كائن لا مادي يتجاوز كل معطيات الكيمياء والفيزياء والفسيولوجيا ؟"
" ما هو الفكر ، ذلك الكائن العجيب الذي يعيش في أعماق ذاتنا دون أن يستهلك اي قدر قابل للقياس من النشاط الكيميائي ؟ هل يتصل بأشكال النشاط المعروفة ؟ هل يمكن أن يكون منظم الكون ؟ وأنه برغم تجاهل الأطباء له أهم من الضوء قطعا ؟ إن العقل مخبأ داخل مادة حية ، يهمله الفسيولوجيون والإقتصاديون إهمالا تاما ، كما لا يكاد الأطباء يلاحظونه ، ومع ذلك فإنه أعظم قوة في هذا العالم .. فهل هو نتاج الخلايا العقلية مثلما ينتج البنكرياس الأنسولين والكبد الصفراء ؟ ومن أي مواد يفرز ؟ هل يأتي من مواد كانت موجودة سلفا كما يأتي الجلوكوز من الجليوكوجين أو الفيبرين من الفيبريفوجين ؟ وهل يحتوي على نوع من النشاط يختلف عن ذلك الذي يدرسه الأطباء ويعبر عن نفسه بقوانين أخرى وتولده خلايا الغشاء المخي ؟ هل يجب اعتباره كائنا غير مادي يوجد خارج الفراغ والزمن ، خارج أبعاد العالم الكوني ، ويدخل نفسه في مخنا بطريقة مجهولة لنا "؟ّ ( ص21+22)
ويتابع المؤلف قائلا "
" إن هذه التساؤلات لعالم تجريبي وطبيب تضع المقاربة بين العقل والدماغ وضعا صحيحا كما كانت معلومات العلماء في النصف الأول من القرن العشرين ، ولعلنا إذا تتبعنا هذه المقاربة ، سنجدها تمتد زمنيا على طول القرن العشرين ، مع التقدم الكبير في علوم الدماغ والأعصاب والطب النفسي والعصبي، حيث نجد أن أحد أطباء النفس وهو يدرس عمليات غسل الدماغ ، يفرز فرزا واضحا بين الدماغ والعقل ، بين المخ والفكر ، فيقول " يجب أن لا يغرب عن البال دوما أن المخ شيء والفكر شيء آخر ، فالمخ أو الدماغ إطار أو معمل أو ماكنة فسلجية مؤلفة من الخلايا والألياف العصبية ، أما الفكر فهو عالم غريب مجهول معقد الرموز لا نعرف كيف يصنعه المخ وسر علاقته بنشاطه " (ص 22)
ويتابع المؤلف عرضه لمفاهيم العلماء والفلاسفة إلى أن يصل إلى الفهم القائل " إن المخ هو عضو العقل كما تكون العين عضو البصر على فرق بينهما فالعلاقة بين فسيولوجيا العين والبصر واضحة ، على حين ان المطابقة بين فسيولوجيا المخ ووظيفة العقل ليست واضحة
تماما ولا تزال فسيولوجيا المخ في حاجة إلى كثير من الدرس " (ص 30)
غير أن دخول عالم الالكترونيات أدى إلى اجتهاد أكثر تطورا في فهم هذه الآلية بين الدماغ والعقل . " يقول صاحب هذا الرأي " بما أن انقسام الخلية منظم تنظيما لا يمكن تصوره على أساس فيزيائي أو كيميائي ، وإنما يمكن تصوره على أنه ألكتروني ، كذلك القوة العقلية التي يستطيعها المخ ، إنما يستطيعها بقوة شبيهة غاية الشبه بالقوة الألكترونية " ( 31)
ويخلص أصحاب هذا الرأي إلى أن " المخ بخواصه الألكترونية والكيميائية والفيزيائية والحيوية ، جماع كل قوانين الكون ، وهي مركزة فيه تركيزا شديدا ، وهو سبب تجاوب المخ مع قوانين الكون ، فالمخ هو جماع القوانين الكونية كلها في صورة مصغرة ، لا يعدو أن يكون عضوا نظامه أقرب ما يكون إلى نظام الكون ، وكل حدث في الكون أو كل قانون من قوانينه يجد في المخ تجاوبا معه ، وتوافق النغم بين الإثنين أمر محتمل جدا " ( ص32) *1
لقد استفاض الكاتب في بحثه هذا عن الدماغ – العقل ، إلى ان خلص إلى نتيجة لم تحسم بعد
انتهى إليها بعض العلماء ومنهم الروس وهي :
" افتراض وجود طاقة خامسة غير معروفة فيزيائيا في العقل، فالفيزياء المعاصرة اعترفت بأربعة أنماط من القوى ، هي القوة الشديدة والقوى الكهرومغناطيسية والقوى الضعيفة وقوى الجذب الكتلي ، وكلها تخضع لقوانين خاصة بها ، لكن ليس هناك استحالة مقررة سلفا تمنعنا من افتراض نظام آخر أو نمط آخر من التفاعل ، بل إننا بانتظار مزيد من البحوث المكثفة "
" ويلتقي هذا الطرح مع ما يتحدث عنه العلماء الروس الذين بحثوا غوامض الطاقة الباراسيكولوجية بحثا دقيقا وتحدثوا عن ما يسمونه الطاقة الحيوية " ( ص40+41)
+ الدماغ – الشخصية
"تحدث الأطباء منذ أبقراط وحتى القرن العشرين عن طبيعة الدماغ ،وقالوا أن خلايا الإنسان تتغير ، تموت ويولد بدلا منها خلايا أخرى ، إلا خلايا الدماغ ، لأن خبرة الإنسان وشخصيته مبنية على وحدة معلوماتية تبنى في ذاكرته " غير أن العلم الحديث أثبت في نهاية القرن العشرين أن خلايا الدماغ تموت وينمو بدلا منها خلايا جديدة .فطريقة عمل الدماغ معلوماتيا هي طريقة هولوغرافية ، فما أن يعطل جزء من الخلايا حتى تقوم خلايا بديلة بنفس نشاطها وكأنها هي ، وهذه أحدث نظريات تحليل المعلومات والذاكرة طبيا . فالذاكرة ليس لديها موقع واحد في الدماغ كما أثبتت دراسات بنفيلد، بل إن الدماغ كله يتوزع المعلومات والذاكرة مما يحافظ على وحدة شخصية الإنسان مهما تلف من بعض أجزاء دماغه " ( ص 42)
" يقول علماء النفس الفسيولوجي ( إن لجسدنا وحدة عضوية لأن الجملة العصبية تنظم انطباعاته وتجمعها ، وهذه الوحدة العضوية هي الأساس الذي تبنى عليه وحدة الشخصية ، إذا فقد المجموع العصبي وحدته عند بعض الأنواع الحية , فقدت الشعور الواضح لشخصيتها، ولذلك كانت وحدة الشخصية تابعة لمركزية الجملة العصبية "( ص 42+43)
" غير أن التقدم العلمي في البيولوجية الجزيئية واكتشاف مفردات الخريطة للجينوم البشري ، قد دفع بالدراسات المتعلقة بالسلوك والشخصية عبر الدماغ والتركيب الجيني له إلى أمام ، وبشكل أكثر عملية وتجريبية من الدراسات الإنسانية السابقة " ( ص 43)
يسهب الكاتب في ايراد نظريات العلماء حول الجينات الوراثية وعمل الدماغ والأعصاب ليخلص في هذا الجزء إلى تساؤلات العلماء حول امكانية نقل ما يحتويه مخ إلى مخ آخر في المستقبل ، وليؤكد أن شخصية الإنسان هي وليدة ذاكرته وذاكرته وليدة دماغه ومن هنا نفهم طبيعة العلاقة والمقاربة بين الدماغ والشخصية .
+ الدماغ الكومبيوتر .
أدى ظهور علم السيبرناطيقا ( المجال الكامل لنظرية التحكم والإتصال في الآلة والحيوان على السواء) إلى دراسة التشابه بين عمل الجهاز العصبي والحاسبات ، وقد لخص الباحث الفرنسي لويس لوفينيال ذلك بقوله :
" بنية الجهاز العصبي عند الإنسان ، وذاكرات بعض الآلات الحاسبة هي بشكل حلقات مقفلة ، ليستنتج من ذلك أن حلقات الجهاز العصبي هي مركز الذاكرة "
" بنية قاع البطين الرابع في الدماغ تشبه بنية آلة معقدة للتعرف على شكل الأحرف الطباعية أيا كان بروزها وأيا كانت أحجامها لاستنمتاج طريقة تكون مفهوم الشكل في الدماغ "
" حالات الشفاء التي تمت بالصدمة الكهربائية وإصلاح آلات حاسبة عن طريق تحريضات ترسل كيفما اتفق ليستنتج منها وجه الشبه بين حلقات الآلات الحاسبة وحلقات الدماغ "
" وقد أشير في مؤتمر السيبرناطيقا عام 1951إلى أوجه شبه أخرى بين آليات ألكترونية وبنيات دماغية حول الآلات الحاسبة والفكر البشري "
" وقد توصلت مؤتمرات السيبرناطيقا الدولية في بداياتها إلى التشابهات عموما بين العمل داخل الجسم البشري عبر المخ وبين إدارة الأعمال الآلية عموما لأي مشروع أو مصنع ، حيث أكدت هذه المعلومات أن الجسم الإنساني يتلقى فيه المخيخ من الدماغ تعيين الحركة التي يجب القيام بها " ( ص 56+57)
يطيل الكاتب الكلام حول العلاقة بين الدماغ والكومبيوتر وما وصل إليه الفكر العلمي في هذا المجال . ويتطرق إلى قدرة الدماغ على الحفظ في ذاكرة المخ " فالحقائق والظواهر لا يمكن حفظها في الذاكرة منفردة ، بل في علاقة مع بعضها البعض ، وتحافظ ذاكرتنا لا على ذكرى لون البحر فحسب ، بل على برودته أيضا وطعم رذاذ الملح والشمس وهي تتلاعب فوق أمواج يوم حار ، والممر الفضي لضوء القمر وهو يمتد بعيدا في الأفق عندما يأتي في المساء ، ويتم حفظ كثير من الحقائق في علاقتها بسياق الكلام " ( ص61)
وينهي الكاتب بحثه في هذا القسم عن علاقة الكومبيوتر بالإنسان ودماغه ،بقول للفيلسوف البريطاني جون لويس "
" إن حقيقة أن الناس ليسوا كالمكائن يمكن اثباتها بحقيقتين فقط ، الماكنة الإنسانية تستطيع أن تقرر ، وأحيانا تقرر أن لا تستمر في الحركة ، بل تدمر نفسها عمدا ، كما أن حزنا عميقا يمكن أن يجرها في بطء إلى التوقف ، والعلوم الطبية تعرف هذا اليوم ، وقد جرت العادة بأنها تحس أنها تموت كمدا ، وهذا ما لا يحدث في الكومبيوتر ، ثم إن الأخير لا ينتحر " ( ص 73)
وكذلك يتطرق إلى قول لسيجموند كوخ حول الإنسان الآلي :" وإذا صنعنا إنسانا آليا ناجحا تماما، استطعنا أن نتنبأ في ثقة بأنه سيشمئز من أي ادعاء بأنه ماكنة ، وبأنه سيخلق نظرية ليبرهن بها على أنه كان انسانا بكل ما في الكلمة من معنى ) 0ص73)
يتبع
هامش *1
هذا الفهم يشير إلى عقل كلي للوجود يتصل به ليس عقل الإنسان وحده بل عقول الكائنات كلها وتطرقت إليه اجتهادا في بحث لي عن الوجود ، حيث قسمت العقل إلى ثلاثة أقسام ترتبط كلها بالعقل الكوني الكلي ، بدءا بعقل الفرد فالعقل البشري (العالمي ) فالعقل الكلي الكوني .والتقسيم نفسه ينطبق على عقول الكائنات الأخرى .
م. ش.






 
رد مع اقتباس
قديم 23-12-2013, 02:19 AM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
محمود شاهين
عضوية مجمدة
 
إحصائية العضو







محمود شاهين غير متصل


افتراضي رد: إنسان ما بعد الإنسانية !

تعقيب عمرو حسني منتيات من المحيط إلى الخليج :

تحياتي اخي محمود شاهين
شكرا على هذا التلخيص الجميل لكتاب مثير ومهم
انسان مابعد الانسانية تسمية مرعبة حقا, المهم في تقديرى هو ما الذى سيتبقي من هذا الانسان حقا؟ هل سعينا نحو الخلود سيقودنا الى نفي ذواتنا الانسانية بحيث نتحول في مرحلة الى اجزاء صعيرة نستكملها بقطع غيار حاسوبية وكأننا في فيلم من افلام الحيال العلمي
تقودنا هذه الأسئلة حول كيفية التفكير وكون الدماغ المادي ينتج الفكرة التى لا تشغل الفراغ ولا والحيز فهي ليست مادة بالضرورة الى اسئلة الفلسفة الاولي حول ايهما اسبق المادة ام الفكر ؟ وبحسب الاجابة يتم تصنيف الفكر ان كان ماديا ام مثاليا! واعتقد ان الفلسفة عليها ان الآن وفى ظل هذا التقدم ان تطر ح أسئلة مختلفة حول الكون والانسان والله
فالانسان تجاوز هذه الطفو لية الوجودية , واصبح بحثه الدائم عن تحسين شروط حياته جزء من رغبته الدفينة في البقاء الدائم فى هذه الحياة او البقاء في الازل مابعد هذه الحياة على الاقل
خالص الود






 
رد مع اقتباس
قديم 23-12-2013, 02:21 AM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
محمود شاهين
عضوية مجمدة
 
إحصائية العضو







محمود شاهين غير متصل


افتراضي رد: إنسان ما بعد الإنسانية !

تعقيب يوسف القبطي منتديات من المحيط إلى الخليج :
. الاستاذ محمود شاهين
كل الشكر على موضوعك الرائع
طبعا كل ما به خرج من عقول علماء عن علم تجريبي
و ليس لنا الا ان نقر ان ما يقدمونه هو اثراء للعلم البشري
طبعا الكتاب مفيد
لكن بالنسبة للهامش الذي زيلت به الموضوع
فهو مجرد هاجس شخصي ليس له اسس ينبني عليها

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمود شاهين
هامش *1
هذا الفهم يشير إلى عقل كلي للوجود يتصل به ليس عقل الإنسان وحده بل عقول الكائنات كلها وتطرقت إليه اجتهادا في بحث لي عن الوجود ، حيث قسمت العقل إلى ثلاثة أقسام ترتبط كلها بالعقل الكوني الكلي ، بدءا بعقل الفرد فالعقل البشري (العالمي ) فالعقل الكلي الكوني .والتقسيم نفسه ينطبق على عقول الكائنات الأخرى .
م. ش.


هذا رأيِ و ليس بيننا الا كل الود







 
رد مع اقتباس
قديم 23-12-2013, 02:33 AM   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
محمود شاهين
عضوية مجمدة
 
إحصائية العضو







محمود شاهين غير متصل


افتراضي رد: إنسان ما بعد الإنسانية !

رد محمود شاهين على يوسف القبطي:

تشكر عزيزي يوسف
أنت آخر واحد يمكن له أن يحتج على الهامش الذي وضعته لأنه يخدم الفكر المثالي المطلق الذي تنطلق حضرتك منه
أي يخدم فكرة الألوهة بشكل عام . اما قولك أنه هاجس لا ينبني على أسس ، فربما لم تتأمل جيدا الفقرات التي تتحدث عن الموضوع والتي تنتهي ب :

يخلص أصحاب هذا الرأي إلى أن " المخ بخواصه الألكترونية والكيميائية والفيزيائية والحيوية ، جماع كل قوانين الكون ، وهي مركزة فيه تركيزا شديدا ، وهو سبب تجاوب المخ مع قوانين الكون ، فالمخ هو جماع القوانين الكونية كلها في صورة مصغرة ، لا يعدو أن يكون عضوا نظامه أقرب ما يكون إلى نظام الكون ، وكل حدث في الكون أو كل قانون من قوانينه يجد في المخ تجاوبا معه ، وتوافق النغم بين الإثنين أمر محتمل جدا " ( ص32) *
أليس في الإمكان الإجتهاد حسب هذا المعطى الذي لدينا ؟
لا أنكر أن المعطى إجتهادي أيضا ، لكنه يخدم فكري .
وآمل أن تتذكر دائما أن الخلاف بيننا ليس على الخالق الإله بل على ماهيته .
فنحن متفقان على وجود خالق وليكن إلها .
للموضوع صلة فهناك ثلاث حلقات قادمة






 
رد مع اقتباس
قديم 23-12-2013, 02:34 AM   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
محمود شاهين
عضوية مجمدة
 
إحصائية العضو







محمود شاهين غير متصل


افتراضي رد: إنسان ما بعد الإنسانية !

شكرا يا أقلام لعدم حذف الموضوع كبعض غيره .







 
رد مع اقتباس
قديم 26-12-2013, 03:11 AM   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
محمود شاهين
عضوية مجمدة
 
إحصائية العضو







محمود شاهين غير متصل


افتراضي رد: إنسان ما بعد الإنسانية !


انسان ما بعد الإنسانية !!
(2) من (4)
محمود شاهين
في الفصل الثاني من كتابه يبحث سامي الموصلي فسلجة الدماغ كهربائيا و وزن الدماغ انثربولوجيا و ذاكرة الدماغ هولوغرافيا .
+ فسلجة الدماغ كهربائيا :
يركز الباحث في هذا الجانب على تشكل الكون من مادة وطاقة .فحينما ننطلق من بديهيات الفيزياء المعاصرة لننظر إلى الطبيعة بكل مكوناتها بما فيها "الطاقات الكهربائية والمغناطيسية
والحرارية والراديوية والصوتية والأشعة المنظورة وغير المنظورة وغيرها ، نجد أن هذا التركيب والمجموعة من المسميات تميل إلى أن تعبر عن نفسها بأنها إما طاقة وإما مادة ، أي أن الموجودات كلها والوجود نفسه يظهر من خلال هذين الوصفين ، وحين ننطلق من بديهيات الفيزياء المعاصرة وخاصة فيزياء الجسيمات الدقيقة ، نجد أن المادة والطاقة إنما هما شكلان لهوية واحدة وذاتية واحدة ، فالمادة تتحول من شكلها المادي إلى شكلها الطاقوي - الطاقة –
إذا ما كانت تتحرك بسرعة الضوء . والطاقة إذا ما أبطأت عن سرعة الضوء ، تتحول إلى مادة . إذن فهذان الشكلان يتبادلان المواقع في الوجود، حسب درجة الإهتزاز والذبذبة والسرعة الضوئية التي تظهر بها . وعلى عملية التغير هذه والتفاعل بين كينونة الطاقة وكينونة المادة تقوم كل الصناعات التكنولوجية والألكترونية التي نبدعها في إحداث تفاعل وتأثير معين على شيء معين ، باستغلال السياقات القانونية العلمية التي تتحرك بها الأشياء بداهة . فإذا ما أردنا البحث عن فيزيائية الجسم الإنساني والقوانين التي تحكمه ، والقوانين التي نستطيع من خلالها إحداث تغيير معين عليه ، فعلينا بدءا أن نتفحص قوانين الطاقة التي تنتظم هذا الجسم ، وبالتالي الطاقة التي يمكننا أن نوظفها لإحداث هذا التأثير، بما لا يحدث أي خلل أو فساد أو ضرر للطبيعة الخاصة المميزة للإنسان وجسده الحي ودماغه الرخو " (ص 77)
" لو حاولنا فهم الحقيقة الفيزيأوية لجسم الإنسان عبر تحليله إلى مكوناته الذرية ، لوجدنا أنه يتكون من 65% أكسجين و18% كربون و10% هيدروجين و3% آزوت و2% كالسيوم و1% فوسفور . كما يتكون من كميات محدودة من البوتاسيوم والكبريت والصوديوم والكلور والمغنيسيوم والحديد ن وكمية من اليود والسليكون والفضة والذهب . ولا شك أن حركة الألكترونات في كل ذرة من هذه الذرات لهاطاقة كهربائية سالبة مقابل شحنة موجبة للبروتونات التي تقع في نواة كل ذرة . هذه الطاقة الأولى في الجسم هي أرضية كل الطاقات اللاحقة . ويجب أن نشير أيضا إلى وجود مواد مشعة بشكل طبيعي أيضا في الجسم البشري ، حيث تبين
أن آثارا صغيرة من المواد المشعة توجد بشكل اعتيادي في الجسم البشري . ويرجع السبب في هذا إلى وجود مواد مشعة بكميات ضئيلة في المواد الغذائية التي نتناولها " (ص78)
وحسب بديهيات الفيزياء فإن كل جسم في الطبيعة يصدر اشعاعا كهربائيا مغناطيسيا ، أي ضوءا " لكن هذا الضوء يظل غير مرئي ما دامت حرارة الجسم الذي يصدره منخفضة "
ويتحدث الكاتب بشكل مفصل عن تركيب الخلية في الجسم وكيفية عملها ، فهي مكونة من " سايتوبلازم ونواة وغشاء ، وجميع العمليات فيها تتم بجهد كهربائي"
والكهربائية هذه لا تقوم بفعلها داخل جسم الإنسان فحسب ، بل بمحيطه أيضا " أما بالنسبة للحقول والمجالات الكهربائية الخارجية للجسم الحي ، فقد ثبت أن كل مادة حية بدءا من الحبة وصولا إلى الإنسان تحيط بها وتؤثر عليها حقول كهربائية – ديناميكية ، ومن الممكن أن تعتبر غلافا للطاقة التي تحيط بالجسم البشري وضربا من قالب ألكتروني ، وكلما تجددت خلايا الجسم سعى حقل القوة إلى أخذ أنسجته الجديدة القالب المناسب " ( ص 82)
" لا شك أن أعظم نظام للتحكم والتنظيم الذاتي – السيبرناطيقي – هو الجسم الإنساني الذ يقول العلماء أنه يحتوي على مائة مليون خلية ، في كل خلية نظام سيبرناطيقي متكامل يستجيب وينظم ويؤثر ويتعامل مع آلاف المتغيرات الحيوية في الجسم ، كما أن هذا الجسم فيه جهاز عصبي أو دماغ وخلايا عصبية يتجاوز عددها 12 ألف مليون خلية ، مع تشابكات عصبية يتجاوز عددها الخيال الإنساني . هذا الجهاز المعقد جدا يتعامل بلغة واحدة مع كافة المتغيرات التي يتعرض لها ، كما يقوم بنشاطه الإعتيادي والإستثنائي بنفس هذه اللغة . هذه اللغة هي النبضة العصبية والتي تساوي فيزيائيا النبضة الكهربائية " ( ص86)
ينتهي الكاتب في هذا القسم إلى الحديث عن فسلجة الدماغ :
" لقد كان على الفسيولوجيين أن يدرسوا جغرافية الدماغ دراسة كهربائية دقيقة لرسم خريطة واضحة لها ، ولما كان الدماغ يحتوي على آلاف الملايين من الخلايا العصبية مع ملايين الملايين من الشبكات والوصلات بين هذه الخلايا وأطرافها ، لذا كانت ولا زالت معرفة جميع هذه المراكز المسؤولة عن السلوك الإنساني خارجيا وعن صحة حيوية الجسم داخليا شبه مستحيلة ، سواء للمساحة الكبيرة التي يحتاجها لعمل هذه الأجهزة الدقيقة جدا أو للدقة الخرافية التي تتشابك بها الألياف العصبية أو الشبكات العصبية بعضها ببعض ." ( ص 90)
أدت دراسة العلماء لكهربائية الدماغ وعلاقتها بالسلوك الإنساني " أنه في حال تنبيه جزء معين من المنطقة الحركية بالنبضة الكهربائية فإن الجسم يحرك طرفا معينا من الجهة المعاكسة للجسم ، وعند تنبيه المنطقة الحسية ، يحس الفرد باللمس والتنميل أو الخدر في جزء من جسمه
رغم أنه لم يلمس شيئا ، وكذلك عند تنبيه اللحاء السمعي ، يسمع الأفراد أصواتا كالصليل أو الرنين أو الحفيف ، وعند تنبيه المنطقة البصرية يرى الإنسان أضواء تتلألاْ أو أضواء زرقاء او أشعة حمراء .. ألأخ " ( ص 90)
" وقد استطاع أحد العلماء التحكم في خزين الذاكرة الإنسانية بعد أن حدد موقعها جغرافيا في خريطة المخ ، حيث بإثارة هذا الموقع يسترجع الإنسان التسجيلات الصوتية والبصرية بشكل حي وكأنه يعيشه الآن . أي أن الإثارة الكهربائية أن تسحب ذاكرة الماضي إلى الحاضر وكأنها تعيشها من جديد . وبهذا أمكن التأثير على ذاكرة الشخص ومسحها أو مسح جزء منها أحيانا ، وهذا ما يحدث عبر الصدمات الكهربائية للمخ .كما أمكن الحديث عن زرع ذكريات كهربائية مصنوعة في مخ الإنسان واستدعائها وكأنه قد عاشها فعلا ويعيشها لحظة الإستدعاء حية ، بل فكر العلماء بنقل ذاكرة شخص إلى شخص آخر كهربائيا "
" أما الإمكانات المفتوحة لكهربائية الدماغ فقد قادت العلماء إلى أنه يمكن زرع أقطاب كهربائية في أدمغة الناس في مراكز العقاب لديهم وتحريكهم مركزيا عبر بث أشبه بالراديوي والتلفزيوني، بل ويمكن زرع هذا القطب لدى الأطفال قبل بلوغهم والتحكم في تسييرهم ألكترونيا ومركزيا وبالتالي جعلهم يتصرفون وكأنهم مبرمجون وليس لهم حرية اختيار خارج هذه الإثارات الكهربائية " ( ص 91)
+ وزن الدماغ انثربولوجيا :
" لا شك أن جهازنا العصبي موروث وآلية جارية على أنماطها المرسومة لها ، وكما قال أحد الدارسين ( هو الجهاز الذي كان يعمل في أبطال وشخوص هوميروس وهو الذي يعمل الآن في شخوص وأفراد القرن العشرين ، والذي تبدل فيه عاداته وتمدينه ، أما استجاباته فهي هي : الشدائد أو العقاقير أو الممارسات العنيفة والطقوس الصاخبة التي تودي به إلى القلق والإكتئاب ، التهيج أو الوسوسة ، الهستيريا أو الإرتياب أو الغضب أو الإعتداء ، فالأنماط السلوكية الأساسية للبشر منذ أقدم العصور وحتى الآن هي صفحات فسلجية راقدة في جهازنا العصبي .)
( ص 92)
ويتحدث الكاتب عن " تميز الإنسان عن الحيوان بسلوكه وقدرة دماغه على التبصر والتفكير .كما ان دماغ الإنسان يبلغ حوالي ثلاثة أضعاف حجم دماغ الغوريلا ، رغم أن الغوريلا يزن حوالي ثلاثة أضعاف وزن الإنسان . غير أن كبر الدماغ وحده ليس معيارا يعتمد عليه في قياس القدرة العقلية . فمثلا بين الأدمغة التي فحصت كان أكبرها وزنا هو دماغ إيفان تورجنيف الكاتب الروسي الذي عاش في القرن التاسع عشر إذ بلغ وزن دماغه أربعة أرطال وسبع اوقيات ، وبالمقابل كان أقلها وزنا دماغ أناتولي فرانس وهو مثل تورجنيف كاتب مشهور ، حيث كان وزن دماغه حوالي رطلين وأربع اوقيات فقط ".( ص 93 )
"على أن وزن الدماغ لدى معظم بني الإنسان البالغين يبلغ حوالي ثلاثة أرطال .والأهم من حجم الدماغ هو تركيبه وشبكة الممرات الداخلية فيه ، فالإنسان الذي يصنف كأبله نتيجة صغر حجم جمجمته يكون له دماغ في وزن دماغ الغوريلا ، ومع ذلك يكون سلوكه كسلوك الإنسان لا الغوريلا ، فبوسعه الكلام وفهم اللغة ، وعلى ذلك فإنه لا يجوز الإعتماد على مقياس الجمجمة في الحفريات المتحجرة للإستدلال على ما كانت عليه قدرة صاحبها العقلية " ( ص 94)
وعن تميز الإنسان عن الحيوان من حيث التطور يورد الكاتب نص أحد العلماء " إن ما هو مؤكد تماما أن الإنسان الحديث لا ينتسب انتسابا وثيقا إلى أي نوع من الرئيسيات الباقية على قيد الحياة ، والسلف المشترك الأقرب للإنسان والقرود ربما كان قد مات قبل حوالي ثلاثين مليون سنة ، ولذلك فإن الإنسان الحديث والقرد الحديث يفصل بينهما حوالي ستين مليون سنة من التغير الإرتقائي . إننا لسنا محض قرود في أجسادنا ، ومن المؤكد أننا لسنا محض قرود في عقولنا " ( ص 96 )
ويتحدث الكاتب مطولا عن نمو وتطور الدماغ إلى أن يصل إلى نتيجة أن الإنسان بحد ذاته
ما زال في حال التطور إلى ما لا نهاية : " إن طبيعة الشروط الفيزيولوجية العصبية للدماغ التي أكدت أن الإنسان غير منته وغير متكامل لا بسبب أن دماغه لا يكون تام النمو عند الولادة فحسب ن بل إن حالة اختلال التوازن التي يجد نفسه فيها تتركه عملية مفتوحة النهاية ليس لها حد نهائي " ( ص 101 )
+ ذاكرة الدماغ هولوغرافيا .
" إن كل ما يحدث في الحياة الواعية لدى أي شخص لا يمحى أبدا ، فكل ما يعيشه الشخص يسجل من قبل هذا الجهاز أيا كانت أهمية الحدث ، وعندما قام الفسيولوجي بنفليد بوضع الكترود دقيق جدا في القشرة الدماغية ، ونتيجة حث كهربائي ، حدث انبعاث لمشاهد معاشة منسية تماما ، ولا يقصد بالأمر إحدى الذكريات المرتبكة بل على الاصح كل حلم يقظة ، فعندما قام المنشط الكهربائي ببعث الماضي ، اطلع المريض على أشياء كان يعيها خلال تلك الفترة من حياته دون أن يفقد مفهوم الحاضر ، أي خاصيته الحالية "
" يخزن الدماغ خزنا حيويا كل ما يمر به أثناء ادراكه وحياته بكل تفاصيلها ، ورغم أن هناك أماكن معينة استعادها الإلكترود كذاكرة حية إلا أن مسألة تحديد موقع الذاكرة في مكان محدد غير صادق تماما " ( ص 103 )
ثم يتطرق الكاتب إلى الآلية التي يتم بها تخزين المعلومات في المخ ، فهل هي آلية كهربائية أم كيميائية ، ويستعرض الأبحا ث البشرية في هذا المجال :
" لقد كانت النظرية الشائعة تقول ( إن المخ آلة كهربائية ، فكان هناك شبه اجماع على أن طبيعة تخزين المعلومات في المخ كهربائية ، وقد شجع هذا الرأي بعد التطور السريع في صناعة العقول الإلكترونية ، لكن مع تطور البيولوجية الجزيئية ومع اكتشاف أماكن تخزين المعلومات في سلسلة من الجزيئات ، اكتسبت فكرة تخزين المعلومات كيميائيا تأييدا كبيرا . على أن هناك شبه اتفاق على أن الذكريات القريبة يتم تخزينها بطريقة كهربائية ، أما القديمة فيتم تخزينها على طريقة جزيئات مادة ال- د ن ا – التي في المخ ، وبنفس الطريقة التي تحتفظ بها جزيئات مادة – د ن ا – بالخصائص الوراثية للإنسان ." ( ص 105-106 )
ويتطرق الكاتب إلى ارقام خيالية للخلايا العصبية للقشرة الدماغية بحيث تتجاوز كثيرا أية أرقام سبق أن افترضها الفلكيون في قياس المسافات بين النجوم " إن عدد الوصلات الخلوية الداخلية الموجودة تشريحيا والمتاحة للإستخدام في سلسلة قصيرة من الخلايا العصبية القشرية الدماغية للمنطقة البصرية التي تثيرها الصورة المرتبطة بشبكة العين .. سوف تتجاوز كثيرا العدد 102783000 الذي سبق أن ذكرنا ، أنه عدد الإتحادات الممكنة نظريا في مجموعات الخليتين فقط ، إن مقارنة هذا بعدد الذرات في الكون تبدو مخيفة والتي تبلغ ستة وستين أس عشرة ذرة "
" فإذا أضفنا لكل هذا أن المستعمل من قدرة الدماغ للعباقرة لا يتجاوز 10% من خلايا الدماغ ، فإن الفجوة تتسع أكثر لمعرفة القدرة الخرافية لخزن المعلومات في الخلايا العصبية ، مما طرح على العلماء البحث عن طريق حفظ الدماغ لهذه المعلومات الفلكية في مساحة لا تتجاوز 1200 سنتمتر مربع المتمثل بدماغ الإنسان العاقل شديد الذكاء " ( ص 108 )
يتبع







 
رد مع اقتباس
قديم 26-12-2013, 08:35 PM   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
محمد صوانه
إدارة المنتديات الأدبية
 
الصورة الرمزية محمد صوانه
 

 

 
إحصائية العضو







محمد صوانه غير متصل


افتراضي رد: إنسان ما بعد الإنسانية !

على الرغم من يقيني التام بأن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان كاملاً دفعة واحدة من خلال سيدنا (آدم) عليه السلام، وهو أبو البشر شاء من شاء وأبى من أبى.. أقول على الرغم من ذلك وقناعتي بأن ما يدعيه بعض المتفلسفين ومدعيّ التبحر في علم التطور.. ما هو إلا ضرب من التفسير الفاسد- فإنه لا بأس من الاطلاع على هكذا مقالات وبحوث، من باب معرفة كيف يفكر هؤلاء العلماء التجريبيون والمتنظرين..

أدم عليه السلام هو أبو بني الإنسان وليس هناك أي تطور سواء من قرد أو خلافه نتج عنه إنسان!
الإنسان إنسان، جاء بالتوالد من أب وأم وأصله أدم وحواء، على وجه التحديد.

أما الحيوانات فكلها حيوانات جاءت من حيوانات لا غير.

وشكراً.






التوقيع

اللهم أغِث هذه الأمة.

 
رد مع اقتباس
قديم 28-12-2013, 12:34 AM   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
محمود شاهين
عضوية مجمدة
 
إحصائية العضو







محمود شاهين غير متصل


افتراضي رد: إنسان ما بعد الإنسانية !

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد صوانه مشاهدة المشاركة
على الرغم من يقيني التام بأن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان كاملاً دفعة واحدة من خلال سيدنا (آدم) عليه السلام، وهو أبو البشر شاء من شاء وأبى من أبى.. أقول على الرغم من ذلك وقناعتي بأن ما يدعيه بعض المتفلسفين ومدعيّ التبحر في علم التطور.. ما هو إلا ضرب من التفسير الفاسد- فإنه لا بأس من الاطلاع على هكذا مقالات وبحوث، من باب معرفة كيف يفكر هؤلاء العلماء التجريبيون والمتنظرين..

أدم عليه السلام هو أبو بني الإنسان وليس هناك أي تطور سواء من قرد أو خلافه نتج عنه إنسان!
الإنسان إنسان، جاء بالتوالد من أب وأم وأصله أدم وحواء، على وجه التحديد.

أما الحيوانات فكلها حيوانات جاءت من حيوانات لا غير.

وشكراً.
حسب أعمار الأجيال الواردة في الكتاب المقدس ( التوراة والإنجيل ) فإن ما مر على خلق آدم لا يتجاوز 7500 سنة في الوقت الذي يتحدث فيه هذا الكتاب عن ستين مليون سنة تفصل الإنسان الحديث عن القرد الحديث. إن الزمن الوارد في التوراة عن خلق الإنسان هو نتاج خيال بشري وليس نتاج وحي إلهي ، ولقد تجاهل القرآن الكريم هذا الزمن ( التوراتي ) ليبقي تاريخ خلق آدم مجهولا .






 
رد مع اقتباس
قديم 01-01-2014, 09:43 PM   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
محمود شاهين
عضوية مجمدة
 
إحصائية العضو







محمود شاهين غير متصل


افتراضي رد: إنسان ما بعد الإنسانية !

انسان ما بعد الإنسانية
(3) من (4)
محمود شاهين
في الفصل الثالث من كتابه ( الدماغ البشري ) يتطرق سامي الموصلي إلى أمراض الدماغ : الأمراض العقلية والنفسية . الأمراض الكهربائية والأمراض السايكوسوماتية .
+ الأمراض العقلية والنفسية :
قالت دراسة هولندية على ضوء صور الرنين المغناطيسي أنه اتضح أن 13% من البالغين الأصحاء لديهم خلل في المخ لم يشخص ، ولكنه غير مؤذ.
"أجري البحث على نحو ألفي متطوع فوق سن الأربعين عاما ، حيث يمكن للرنين المغناطيسي أن يقدم صورة لتركيبة المخ ، وأظهر أكثر من 7% وجود أدلة على جلطات في المخ . ولكن الجلطات كانت صغيرة للغاية بحيث لم تسبب ظهور أي أعراض ، وكانت شائعة في ما يبدو مع تقدم العمر . وكان 2% مصابين بتضخم الأوعية الدموية في المخ والذي يمكن أن يسبب انفجار تلك الأوعية إذا كان كبيرا للغاية ، مما يؤدي إلى سكتة دماغية . غير أن 32 من 35 حالة تضخم في الأوعية الدموية كانت صغيرة للغاية ، ولم يوص الباحثون بمتابعة هذه الحالات لعلاجها ." ص 115 .
" إذن فإن أمراض الدماغ لها هذه السعة والإنتشار حتى أن واحدا من كل ثمانية أشخاص هو مصاب بخلل في المخ ، ومع هذا ليس الجميع يحتاجون إلى علاج" .
" وفي دراسة حديثة أيضا كشفت أن الأشخاص الأكثر عرضة لحالات الإكتئاب والحزن الشديد بشكل مستمر يكونون أكثر الناس عرضة لتلف وموت خلايا الدماغ ."
"كذلك خلصت دراسة أمريكية حديثة إلى أن اختلالا في نشاط كهربائية المخ يمكن أن يكون السبب في الإصابة بمرض الإكتئاب ، حيث تبين للعلماء بعد استخدامهم تقنية تصوير الدماغ أن الآليات المختلفة للإكتئاب ووسائل العلاج تمر في النهاية من خلال دائرة كهربائية واحدة ، ويبدو كما يقول العلماء أن تغييرات في طريقة مرور النبضات الكهربائية في هذه الدائرة هي السبب في حالات الإصابة بالإكتئاب " ( ص 116)
" على أن من أحدث العلوم التي ظهرت في نهاية القرن العشرين هي ما سمي بعلم النفس العصبي، وهو العلم الذي يقوم على دراسة العلاقة بين السلوك والمخ أو دراسة وظائف المخ من ناحية والسلوك من ناحية أخرى ، وحتى عام 1980 لم يكن علم النفس العصبي أحد التخصصات ، حتى قامت الجمعية الأمريكية لعلم النفس في أواخر الثمانينات بتحديده في القسم الأربعين منها ."
" إن أحدث الوسائل التي توصل إليها العلماء بدراسة الدماغ عبر تصويره بجهاز البوزترون بعد أن تجاوز مسألة موجات الدماغ وتصويره وحتى الرنين النووي المغناطيسي، هذا الجهاز يقوم بإطلاق البوزترون بالتصوير بأشعة اكس وهي أداة اوتوماتيكية لتجسيد وتصوير كيمياء الدماغ . وعمله يقوم على ملا حظة كمية الكلوكوز المستهلكة وبالتالي تحديد ميكانيكية بايلوجيا الأعصاب في جذور العملية العجيبة عند الإنسان "
" إن أمراض المخ المخ أو الدماغ أو الجهاز العصبي عموما تشعبت وتفرعت ، فمنها الأمراض العقلية سواء كانت عضوية او لا عضوية ، ومنها الأمراض النفسية بمختلف توجهات العلماء فيها ، سواء عبر فسيولوجية الأعضاء أو التحليل النفسي. وقد ظهرت هناك أمراض يمكن وصفها بالكهربائية نتيجة التعرض لتشابكات أو أحداث ذات طابع ألكتروني في التاثير على الدماغ ، كما ظهرت بشكل واسع الأمراض السايكوسوماتية النفسجسمية ، فكيف يمكن تحديد بعض هذه الأمراض ، استنادا إلى مادة الدماغ الحية العضوية وعلى نشاطه الفسيولوجي اللا عضوي ؟"
" لقد قسم العلماءالأمراض العقلية إلى قسمين : أمراض عقلية نشأت بسبب آفات وعلل عضوية ظاهرة في الجسم ، وأمراض عقلية لا تعرف لها أسباب عضوية "على أن هناك تداخلا بين الأمراض العقلية والأمراض النفسية ، بل إن بعض الإختصاصيين يعتبرون الأمراض العقلية - نوعيا – كالأمراض النفسية ، وإن الإختلاف بينهما هو اختلاف درجة لا اختلاف نوع " ص 119 )
ويخلص الكاتب إلى الإشارة إلى أن الطب لم يتوصل بعد إلى تعيين الأسباب المادية لمعظم الأمراض العقلية ، أو إلى تعيين مركز الإضطراب في الدماغ "
واعتبر الجنون قمة الأمراض العقلية . وهذ يعني أن الدماغ لا يعمل بشكل سليم ، سواء كخلايا عصبية أو اتصالات كهربائية أو كيميائية أو افرازات هرمونية أو كل ذلك .
+ الأمراض الكهربائية .
" يتركز النشاط الكهربائي بشكل أكبرفي الخلايا العصبية ، في الجهاز العصبي المركزي ، إضافة إلى الغدد والأنزيمات التي تعكس في الصور هالات كهربائية مختلفة .ومن المعروف أن نشاط الخلايا العصبية يقوم أساسا على هذه الكهربائية التي تسري في الأعصاب ،وأي قطع في أي عصب يقطع وصول هذه الطاقة يتحول العضو فيها إلى الشلل التام "
" لقد أكد العلماء اليوم أن الجسم البشري له قدرة كبيرة على امتصاص الموجات الكهرومغناطيسية أ وأن لهذه الموجات قدرة كبيرة على النفاد إلى الأجسام الحية ، وعند دخولها تحدث تغييرات بيولوجية في الجسم بشكل يحدث خللا في عمل الاجهزة المختلفة كالجهاز الدوري والجهاز التناسلي والمخ والأعصاب . وهذا بدوره يؤدي إلى إصابة الإنسان ببعض الأمراض ، بل إن بعض الدراسات أكدت أن العمل بالقرب من الأسلاك الكهربائية قد يزيد من احتمال إصابة الإنسان بسرطان المخ ، كما أكدت دراسات أخرى على احتمال إصابة الأطفال الذين يعيشون بالقرب من التوصيلات الكهربائية ذات التيار العالي باللوكيميا والورم اللمفاوي وأورام الجهاز العصبي ن وكذلك أكدت دراسات أخرى أن العاملين في محطات البث الإذاعي والتلفزيوني يتعرضون إلى موجات كهرومغناطيسية تزيد عن الحد المأمون . وفي ولاية كاليفورنيا أكد العلماء أن الإكثار من استخدام الهاتف له أضرار بالغة على الصحة ، تبدأ المتاعب في الجهاز العصبي والقلب والدورة الدموية وتصل إلى حد عدم القدرة على الإنجاب " ( ص 124 )
" إن الموجات اللاسلكية تدخل الدماغ وتؤثر الذبذبات العالية على التفاعلات الكيماوية التي تدور في الخلايا الحية وتتداخل مع المجالات الكهربائية الطبيعية لأغشية الخلايا مما يؤدي إلى الإصابة بالسرطان . وهكذا نجد أن هناك علاقة بين الكهرباء وأمراض الإنسان التي قد تصل إلى السرطان . على أن الكهرباء لعبت دورا في تشخيص الأمراض
نفسها وخاصة بعد اكتشاف الموجات الدماغيىة المعروفة التي استخدمت للتشخيص ، كما استخدم النشاط الكهربائي للمخ وتصويره في تشخيص وعلاج داء الصرع والشقيقة وغيرها إضافة إلى العلاج بالصدمة الكهربائية . بل لقد وجد العلماء أن النشاط الكهربائي للدماغ ، يتأثر حتى بتناول حبة أسبرين واحدة ، وهذا يعني أن كهربائية الإنسان والدماغ خاصة تتفاعل عموما مع أي تركيب كيماوي صحة ومرضا " ( ص 125 )
ويخلص الباحث في هذا القسم إلى أن مضار النانو تكنولوجيا على جسم الإنسان عموما وعلى الدماغ خصوصا مضار خطيرة للغاية وخاصة حين يفكر العلماء "بربط مخ الإنسان بجهاز كومبيوتر أو زرع رقائق في دماغ الإنسان محملة بذاكرة إضافية أو أنها تعمل على بلوغ أماكن مستعصية في مخ الإنسان ، حيث يفكر العلماء بالقضاء على بعض الأمراض العصبية كالزهايمر وصولا إلى الإنسان الذي نصفه آلة ونصفه بايلوجيا ؟ إنها ولا شك تولد أمراضا لا تخطر علي بال أحد " ( ص 129 )
+ الأمراض السايكوسوماتية .
" يعرف بعض المختصين الإضطرابات السايكوسوماتية بأنها تكون ناتجة عن التوترات االإنفعالية المحظورة ، فمن المعروف أن الإنسان يصارع الحياة من أجل البقاء وأن التغييرات الفسيولوجية التي تظهر في حالة الإنفعال تنتهي بعد زوال الموقف ، لكن في بعض الأحيان تستمر المواقف المنتجة للإنفعال ولا تذهب بسهولة "
" وهذا ما ينتج عنه أمراض مثل النبض السريع وضغط الدم المرتفع المتضمن اجابة دائمة للطوارئ وإلى تلف الأنسجة الذي ينتج مثل قرحة المعدة " ( ص 130)
" وثمة تعريف آخر يقول " هذه المجموعة من الأمراض عبارة عن أعراض جسدية لمشاكل نفسية وتسمى سايكوسوماتية ، ويطلق عليها أمراض العصر للعلاقة الوثيقة بين الضغوط النفسية والتوتر الداخلي ، لأن أي نوع من الإنفعالات يصاحبها تغيرات بدنية خارجية وتغيرات فسيولوجية داخلية "
وقد اعتمد التنويم المغناطيسي في علاج هذه الأمراض ، ويرى الكاتب أن العالم الروسي بافلوف هو أبرز من برع في هذا النوع من العلاج " عن طريق دراسة الإرتكاسات – ردود الفعل الجسدية أمام المثيرات الخارجية – "
" على أن بعض مدارس السايكوسوماتك العلاجية ومن خلال تركيزها على التنويم المغناطيسي قد أكدت حقيقة قدرة الجهاز العصبي على العلاج ، وقد وصفت حالة التنويم المغناطيسي بأنها حالة استنفار للجهاز العصبي بحيث يمارس هذا الجهاز شكلا واقيا من أشكال وظيفيته "
ويتطرق الكاتب إلى دور الإيحاء في هذا العلاج حيث " نجد أن الدماغ حينما يتسلم معطيات عقلية معينة عبر الإيحاء يستطيع أن يحقق علاجات شافية بمجرد تغييرات فسيولوجية داخل الجسم تتعامل مع هذه المعطيات ، بل إن الكلمة نفسها كما ذكر بافلوف من حيث كونها منبه شرطي إشاري هي في الوقت ذاته شيء مادي محسوس بالنسبة للشخص الذي ينطق بها أو يسمعها او يقرأها ويكتبها ، بإمكانها في جميع الأحوال أن تحدث تحولات في السلوك . معنى ذلك أنه متى توافرت شروط مادية فسلجية واجتماعية خاصة فإن الكلمة تقوم بوظيفتها المشار إليها " ( ص 138 )
ويتطرق الكاتب إلى أناس انتشوا قدم لهم ماء بدلا من الكحول وهم في حالة تنويم جزئي ، وامرأة شعرت بالإنتعاش
والإنشراح قيل لها أنها تشم رائحة عطر زكي يتضوع أريجه في حين ان المادة التي بالقرب من أنفها كانت غاز الأمونيا الكريه الرائحة ! " وتناول بعضهم مادة مرة المذاق على أنها سكر " ( ص 139 )
ويختتم الكاتب هذا القسم بالقول " إن كل ما تقدم من أمراض وعلاجات إنما تدل على أن الدماغ يمكنه أن يمرض الإنسان بالإيحاء ويشفيه بالإيحاء وذلك بتغيير آليات الفعل الفسلجي للخلايا العصبية لتقوم بعملها "
يتبع







 
رد مع اقتباس
قديم 06-01-2014, 12:32 AM   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
محمود شاهين
عضوية مجمدة
 
إحصائية العضو







محمود شاهين غير متصل


افتراضي رد: إنسان ما بعد الإنسانية !

إنسان ما بعد الإنسانية
(4) من (4)
محمود شاهين
في الفصل الرابع من كتابه ( الدماغ البشري ) يتحدث سامي الموصلي عن البحوث المستقبلية التي تجري حول الدماغ متطرقا إلى إمكانية زرع الدماغ – جراحيا . والحرب على الدماغ ، وأخيرا الدماغ بين البايوألكترونكس والنانوتكنولوجيا .
+ زراعة الدماغ - جراحيا .
يعرض الكاتب الآراء المختلفة السابقة حول إمكانية ذلك في المستقبل ، وعدمها ..فهناك من فكر في انسان المستقبل (السوبرمان) لاستشراف آفاق المستقبل البشري ، غيرأن معظم هؤلاء المفكرين لم يكونواعلماء فأطلقوا العنان لخيالهم ، أما العلماء الذين يميلون إلى التنبؤ بالمستقبل فهم يلتزمون بما تمليه عليهم آداب المهنة فلا يذهبون بعيدا في الشطح .
وهكذا ظلت فكرة زرع الدماغ بعيدة عن أي تصور إلى أن ظهرت كتابات تتحدث عن زرع ذاكرة وذكريات في مخ الإنسان ، بل وتحدثت ( عن تصنيع الذكريات وتسجيلها وتغذية المخ بها سواء كهربائيا أو كيميائيا " وبهذا يستطيع الإنسان " أن يختار عالم الأحلام الذي ينبغي أن يعيش فيه "
وبعد الإسهاب في هذا العرض وإمكانية الإحتفاظ بالدماغ لألف عام للإفادة مما يحتويه ، يطرح
السؤال الأهم ( هل يمكن زراعة دماغ رجل في جسم شاب تعرض لموت الدماغ ، سواء كان فيزيائيا عبقريا مثل آينشتاين أو مصلحا اجتماعيا مثل غاندي ؟!) وإذا ما تم ذلك فهل يكون الرأس رأس الإنسان القديم أم رأس الإنسان الجديد ؟
ويخلص الكاتب إلى القول :
" لم تتحقق مسألة زراعة الدماغ حتى اليوم ، لكن تحقق زرع أجزاء منه تعطلت بسبب حادث اصطدام أو انسداد شريان أثر نوبة قلبية أو بسبب تورم خبيث ، ,انه يمكن معالجة مرض باركنسون- صعوبة في الحركة والكلام – ومرض الزهايمر- صعوبة تذكر الحوادث – وأمراض مشابهة ."
" على أن تصحيح الخلل في الدماغ سيحصل عام 2020 وهنا يتساءل أحد الكتاب وماذا بعد ذلك ؟ فيجيب : يحلم بعض العلماء الآن بإدخال كومبيوتر صغير إلى دماغ الإنسان ليساعده بخزن المعلومات . إن تقنية الإنسان تتزايد بسرعة هائلة ، فكل سنة من أوائل القرن الحادي والعشرين ، تساوي عشر سنين من أوائل القرن العشرين في االتقدم العلمي ، والسرعة قد تتزايد "
( ص 152-153 )
+ الحرب على الدماغ !
يتطرق الكاتب إلى إحصائيات علماء النفس التي تشير إلى " أن نسبة 1% من حوادث الموت في العالم تتم انتحارا ، والموت هنا بالمفهوم السيكولوجي مدفوعا عبر المرض النفسي بتعدداته من الخوف والقلق والإكتئاب وأي دافع نفسي آخر للإنتحار"
" وحينما يتحدث علماء الباراسيكولوجيا عن إمكانية قتل الإنسان عن بعد ، يتحدثون عن التنويم المغناطيسي وطبيعة الشخص ضعيف الشخصية الذي يتقبل إيحاءات المنوم المغناطيسي للقيام بأعمال تؤدي إلى قتل نفسه لسبب غير مبرر عقليا "
" واليوم حين يتحدث علماء الأعصاب وكهربائية الدماغ والفسيولوجية الكهربائية ومن يعملون بالآلات الحيوية أو البايو الكترونكس ، فإنهم يؤكدون علميا أنه بالإمكان زرع ألكترودات بالدماغ والتحكم بها عن بعد ، فيتصرف الإنسان بموجب الإثارة الكهربائية لمراكز معينة في الدماغ تخلق عنده هستيريا شديدة تصيبه بآلام شديدة تدفعه إلى قتل نفسه "
" أما حين يتحدث المؤمنون العقائديون المتدينون عن سبب قيام إنسان بتفجير نفسه لهدف أكبر قيمة من حياته ، فإنهم يتحدثون عن الإيمان والعقيدة التي تحول الإنسان – مهما كان مضمونها – إلى قنبلة ، فيكون سلوكه محكوما بمعطيات فكرية معنوية تدفعه لهذا السلوك دفعا " ( ص 154)
" إن العقل الإنساني يمكن التحكم به عن طريق الدماغ ، ويمكن التحكم بالدماغ باعتباره مادة خلوية أو طاقة كهربائية عبر التأثير على غرائز الإنسان الطبيعية باستثارة مركز هذه الغرائز في الدماغ ، حتى بالإمكان جعله يشعر بالجوع وهو ليس بجائع ، ويشعر بالشبع وهو يكاد يموت جوعا "
" كما يمكن استثارة أي انفعال مطلوب أو أي حركة عضوية مطلوبة عبر ذبذبة كهربائية صناعية توجه لمركز ذلك الإنفعال أو الحركة العضوية . كما يمكن استثارة أي انفعال سلبي أو إيجابي عبر زرع إيحاءات نفسية معينة عبر التنويم المغناطيسي في اللاشعور ، وتوقيت حدوث الإنفعال بسماع كلمة معينة أو صوت موسيقي أو أي شيء آخر ، فنرى الشخص موضوع التأثير يتصرف وفق معطيات الإيحاء السابق بدقة " (ص 155)
" من كل ما تقدم نستطيع أن نبني فرضية تقول أنه من الممكن التحكم بالسلوك الإنساني عبر أي ممارسة من هذه الممارسات ،وصولا إلى إمكانية التحكم عن بعد بهذا السلوك الإنساني عبر ذبذبة كهربائية بالريموت كنترول أو عبر تنويم مغناطيسي عن بعد وببرمجة السلوك وفق المتطلبات والحاجات " ط (ص 156)
وينتقل الكاتب إلى الحديث عن حروب الدماغ في محاولة للسيطرة عليه وبالتالي السيطرة على الإرادة الإنسانية ، فيمكن لدكتاتور على سبيل المثال أن يزرع الكترودات في أدمغة الأطفال عند ولادتهم أو بعد ذلك بقليل ليكون سلطانه على رعاياه شاملا ومذهلا !!
وتدرس الدول الكبرى مثل أمريكا وروسيا "إمكانية السيطرة على الأفراد والجماعات دون زرع ألكترودات في الأدمغة ، حيث أمكن اليوم أن يلبس الإنسان طاقية فيتحكم بدماغه حسب إرادته بل بمجرد إرادته وهمته تتحرك الأشياء التي يريد تحريكها ، وهذا ما ما طرحته الأجهزة التكنولوجية المتقدمة اليوم " ( ص 162 )
" إن النتيجة التي يسعى إليها السياسيون والقادة الأمنيون الذين يمارسون هذا العمل ( هو اختراق حواجز اسرار تركيبة الدماغ البشري للسيطرة على عقل الإنسان وإرادته والتمكن من تحويل جمجمة الإنسان إلى ورشة عمل يمكن تفكيك وتركيب القطع المركزية والحساسة فيها وبالتالي تحويل الإنسان إلى مجرد آلة حديدية إنسانية توجه لخدمة مصالح الفئة المتفوقة في المجتمع " ( ص166 )
+ مستقبل الدماغ بين البايوألكترونكس والنانو تكنولوجي .
يستعرض الكاتب ما وصلت إليه علوم التكنولوجيا بتصميم " نماذج صنعية بمقدورها انجاز التحولات الطاقية التي تقوم بها الكائنات الحية ، وتستطيع هذه الجزيئات المرنة التقلص والتمدد مستجيبة لإشارات كيميائية أو كهربية "
" إن السير في هذا الطريق ولد علوما جديدة سمي بعضها الألكترونيات الحيوية ، تتناول استخدام المواد الجزيئية في التطبيقات الألكترونية ، وهناك توقعات أن تتحول من عصر الألكترونيات المجهرية إلى عصر الألكترونيات الجزيئية ، وعلم آخر جديد ظهر باسم علم الأحياء الجزئي بناء على تطور علمي الكيمياء والفيزياء وامتدادهما نحو علم الأحياء .
من كل ما تقدم ظهر علم ما يسمى الإحيائيات الألكترونية أو الألكترونات الإحيائية التي تعمل
على واجهتين مشتركتين ،واجهة المادة الجامدة باسم الألكترونيك وواجهة المادة الحية باسم البايو ، وهكذا ولد مصطلح البايوالكترونكس للدلالة على هذا النوع من العلوم " ( ص 170- 171)
" إن المحور الأساسي للبايو ألكترونكس اليوم يقف عند التعامل بين زراعة كمبيوتر صغير في الدماغ أو رقيقة سيليكونية تحمل المعلومات وتضيف إلى الدماغ خزينا بآلاف الأصناف بحيث تتعشق المعلومات الصنعية في الرقيقة مع ذاكرة الإنسان الحيوية في الدماغ "
ونتج عن هذا العلم علم النانوتكنولوجي ، فمعطيات هذا العلم فيها إمكانيات أكبر إذا ما تعاملت مع ربط الدماغ البشري بالكومبيوتر . فالعلماء يحلمون فعلا بإدخال كومبيوتر صغير إلى دماغ الإنسان ليساعده في تخزين المعلومات .. وتتحدث المعلومات التنبؤية عن كمبيوتر بحجم حبة العدس يزرع تحت جلد الرقبة ويصل بالدماغ مباشرة أو عن طريق العمود الفقري وتساوي قدرته على حفظ المعلومات قدرة ألف دماغ وتصل ربما إلى مليون دماغ ،وهو يحفظ أرقام الهواتف وأسماء الناس ووجوههم والمواعيد والعناوين والأماكن الجغرافية في العالم والتواريخ والأشعار والنكات والحوادث وغير ذلك ، وفي حال كهذه ماذا عن التعلم والتعليم والدراسة ، هل توضع المعلومات الدراسية داخل الكمبيوتر مسبقا وتدمج في الدماغ ؟ حينئذ لن يكون هناك تعليم ولا من يتعلمون "!! ( ص 176 )
" إن النانو تكنولوجي ستتمكن من تحويل الإنسان إلى نصف آلة يقرر حاضره ومستقبله وشكله ومظهره ، وتفكر في خلق الإنسان البيولوجي – الألكتروني أو الكائن الموجه ، بربط دماغه ومجمل أعضائه بحاسوب ذكي يوجه نشاطه بالحصول على كل المعلومات الضرورية ، وبالتالي خلق أرقى جنس بشري "
" كهنة العلم الحديث ورسله ، يعدوننا بمستقبل زاهر : حب حسب الطلب . علم بلا حدود . قوة خارقة . تسيير عن بعد . إنها تقنيات لو وقعت بأيدي شريرة تفوق في خطورتها الأسلحة النووية ، فيمكن لهذه التقنيات أن تساهم في حرب جرثومية عن بعد وأن تخضع مجموعات بشرية كاملة وتهدئ من روع البعض وربما تسخير جزء هام من البشر لأغراض الخبراء "
إن هذا التطور قد لا يبشر بالخير بقدر ما يبشر بالشر الذي يمكن أن يدمر الحياة . يقول أحد الكتاب في تعريفه لإنسان عصر النانو" هو انسان يحمل بطاقة تعريف نانوية ، مراقب عن بعد ، يحمل جسمه آلات متعددة ، واحدة تحت السن للقيام بالإتصالات التلفونية . وأخرى تلتقط المعلومات عن اضطرابات القلب والأوعية ،وأخرى داخل الجسم تلتقط المعلومات حول إمكانية الإصابة ببعض الأمراض ، وأخرى تدعم ذاكرته وتكيف إحساسه ، وأخرى تقوي عضلاته . سيعج جسمه بالرقائق والأنابيب الكربونية . هو إنسان آلي فاقد للإرادة والإحساس المستقل ، هو إنسان فائق القدرات محور جينيا وقع فرزه في المخابر والأنابيب ، وخضع لتكنولوجيا النانو . هو إنسان يحمل جين الخلود ، يأكل من خليط كاربوني وأزوطي ، إنه انسان بعد الإنسانية ، فاقد للإنسانية ، إنه فعلا تقزيم الإنسانية بفضل الآلات القزومية النانوتكنولوجية "( ص 183 )
إن ما أوردناه من عرض لهذا الكتاب ليس إلا جزءا لا يكاد يذكر مما يحتويه ، وهذا بالتأكيد لا يغني عن اقتنائه وقراءته . وفي الإمكان القول إنه أهم كتاب علمي قرأته في حياتي .
م.ش.
****************************
انتهى







 
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 10:21 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط