الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديات الحوارية العامة > منتدى الأدب العام والنقاشات وروائع المنقول

منتدى الأدب العام والنقاشات وروائع المنقول هنا نتحاور في مجالات الأدب ونستضيف مقالاتكم الأدبية، كما نعاود معكم غرس أزاهير الأدباء على اختلاف نتاجهم و عصورهم و أعراقهم .

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-12-2007, 02:16 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
د. حسين علي محمد
أقلامي
 
إحصائية العضو







د. حسين علي محمد غير متصل


افتراضي حوارات في الأدب والثقافة

(1) هدي العجيمي تتحدث عن الأدباء الشبان:

أستضيف المبدعين.. من أسوان إلي مرسي مطروح
قدمت الكثير من الأسماء إلي الحياة الثقافية
أنا صاحبة فكرة مؤتمرات أدباء الأقاليم
مشكلتي وفرة الأعمال المطروحة للمناقشة

حوار: د. زينب العسال
..............................

لا يختلف اثنان في أن برنامجها الإذاعي "مع الأدباء الشبان" هو الباب السحري الذي دخل منه المئات من المبدعين والنقاد إلي الساحة الثقافية ناقشهم وقدمهم والتقوا عبر الإذاعة بالآلاف من المستمعين الذين وجدوا في كتاباتهم ما يغري بالمتابعة في الكتب وما تنشره الصحف.
* قلنا: كيف بدأت الصلة بين هدي العجيمي والأدب؟
* * قالت: منذ طفولتي وأنا أحب القراءة وكانت قراءاتي فترة صباي في بورسعيد منوعة وإن أحببت أعمال المنفلوطي والعقاد وطه حسين وجبران ثم اتجهت إلي الشعر وحاولت كتابة القصيدة وأرسلت ما كتبت إلي الإذاعة فاختار منه الأديب الكبير الراحل فاروق خورشيد ما قدمه في برنامج للطلبة كما نشرت لي المجلات العربية بعض محاولاتي.
* قلنا: هل كان لدراسة الأدب العربي تأثيرها في مشوارك؟
* * قالت: نعم كان لدراسة الأدب العربي تأثيرها الذي يصعب إغفاله وفتحت لي دراسة الشعر والأدب آفاقا في القاهرة والتقيت بكبار الأدباء أمثال سهير القلماوي ومحمد كامل حسين وعبد الحميد يونس وشوقي ضيف وحسين نصار وكلهم درسوا لي وتعلمت منهم الكثير كما أفدت من مكتبة الجامعة التي كانت تضم آلاف الكتب والمجلدات التراثية وقد أحب جيلنا التراث العربي كثيرا وكنا نقرؤه بنهم وكان لبوفيه كلية الآداب دور فقد تعرفت فيه إلي الناقد الكبير رجاء النقاش والشاعر الكبير أحمد عبد المعطي حجازي والروائي محمد جلال والفنان بليغ حمدي بالإضافة إلي زملائي القدامى مثل بهاء طاهر وسمير سرحان.
بلا واسطة
* قلنا: كيف التحقت بالإذاعة؟
* * قالت: لم يكن الجو العام يجري وراء الواسطة. كنت فتاة صغيرة بلا سند أو واسطة أو أقارب وأديت امتحان المذيعين في كافة المجالات شفهيا وتحريريا وأمام الميكروفون واستغرق ذلك ثلاثة أشهر وبعد التصفية امتحنتني لجنة من عبد الحميد الحديدي وبابا شارو ومسئول بالهندسة الإذاعية فضلا عن د. مهدي علام الذي كان يتعرف إلي أي مدي إجادتنا العربية والإنجليزية واجتزت الامتحان وكنت الفتاة الوحيدة الناجحة.
* قلنا: ما الظروف التي رشحتك لتقديم البرامج الثقافية؟
* * قالت: في البداية اختارتني صفية المهندس لكي أعمل معها في برامج المرأة وكنت سعيدة بأنني أعمل مع نجمة كبيرة وقد تبنتني صفية المهندس وساندتني في أعوامي الأولي بالقاهرة ، كانت منظمة جدا وفنانة إلي أبعد الحدود وتعلمت منها الكثير وقدمت برنامجا باسم "إذاعة ترانزستور" عن فكرة لأحد المؤلفين أراد أن يفيد من ظاهرة انتشار راديو الترانزستور وكانت فقرات البرنامج قصيرة تشمل الأغنية والمعلومات والتمثيلية القصيرة. ثم فكرت في أن أقدم برنامج منوعات يتفق وميولي الثقافية وقدمت "من سور الأزبكية" ونال البرنامج شهرة واسعة ورشحني بابا شارو لبعثة في ألمانيا كي أدرس برامج الشباب والمنوعات وبعد عودتي طلب مني الشاعر فاروق شوشة رئيس البرامج الثقافية آنذاك أن أقدم برنامجا باسم "زهور وبراعم" ثم تغير الاسم إلي اسمه الحالي.
نافذة وحيدة
* قلنا: هل تذكرين الأسماء المهمة التي قدمها البرنامج؟
* * قالت: صعب للغاية.. فقد قدم الكثير من الأسماء للحياة الثقافية بداية من جميل عبد الرحمن وسعد عبد الرحمن ودرويش الأسيوطي وعبد الستار سليم وعزت الطيري.. إلي الأجيال الحالية وكان برنامجي هو النافذة الوحيدة التي أطل منها عدد من أجمل المبعدين أمثال جمال بخيت ورجب الصاوي كما قدم نماذج من إبداعات عبد القادر القط وملك عبد العزيز ونجيب محفوظ وصالح جودت ويحيي حقي وأجريت مع هؤلاء المبدعين الكبار حوارات حول فن الروايات وفن القصة.
* قلنا من هم النقاد الذين تعاونوا مع البرنامج في بداياته؟
* * قالت: استعنت بكبار النقاد بالإضافة إلي نقاد مبتدئين أكملوا دراساتهم فيما بعد وأصبحوا أساتذة في الجامعة.. ومعظمهم حصل علي جوائز الدولة وأذكر من كبار النقاد: أحمد هيكل وسهير القلماوي ومحمود الربيعي وصلاح عبد الصبور وسيد النساج وفؤاد حداد وقد حرصت بالتعاون مع النقاد علي وضع خريطة للحياة الثقافية من أسوان حتى مطروح.
كل الأدباء في هذه الأقاليم عرفتهم وهو ما تجلي في انتخابات مجلس إدارة اتحاد الكتاب حيث حصلت علي أعلي الأصوات.
* قلنا: بماذا أفادتك هذه التجربة؟
* * قالت: ثمة أشياء إيجابية. في مقدمتها إدراك المرء أنه لابد أن تكون له رسالة أنا أشعر أن اكتشاف المواهب لابد أن يتم وأن المياه الراكدة لابد من تحريكها وأعتز بأن البرنامج كان أول من دعا إلي فكرة مؤتمر أدباء مصر في الأقاليم.
قلنا: ماذا يميز البرنامج عن غيره من البرامج التي تتعامل مع الأدباء؟
* * قالت: التقييم النقدي. بعض البرامج تستضيف الشبان وتذيع إبداعاتهم وبعض تلك الإبداعات يستحق التقدير وبعضها لا أهمية له في برنامجي التقييم النقدي الدقيق والمتابعة النقدية التي ترشد المبدع إلي نقاط القوة أو الضعف في إبداعه. وتوضح له إن كان يستمر أم يحاول التدبر.
* قلنا: ما المادة التي يعني بها البرنامج؟
* * قالت: ماذا يقرأ المبدع وفي رأيي أنه لابد للمبدع أن يتكئ علي ثقافة تراثية وهو ما نقدمه بعنوان "كتاب نرشحه للقراءة" نختاره من التراث العربي القديم.
* قلنا: ما المشكلة التي حاول البرنامج إيجاد حل لها؟
* * قالت: كانت المشكلة المتجددة هي أزمة النشر بالنسبة للمبدعين وقد تعددت فيما بعد منافذ النشر مثل إشراقات والكتاب الأول وإبداعات والنشر الإقليمي وغيرها كما تابع البرنامج جهودا فردية مثل سلسلة "أصوات معاصرة" التي يصدرها د. حسين علي محمد، وندوة الاثنين التي يشرف عليها عبد الله هاشم.
* قلنا: في تقديرك: ما حظ الإبداع المكتوب في الإذاعة والتليفزيون؟
* * قالت: ثمة قناة ثقافية كاملة وهي تعمل بجدية تستحق الاحترام وتحتاج إلي من يتابعها وفي الإذاعة هناك البرنامج الثقافي وإن كان يعاني من ضعف موجة التردد. وأتمنى أن تقوي الموجة كما كان الحال سابقا.
* قلنا: ماذا عن برنامجك؟
* * قالت: كان نصف ساعة ثم اختزل إلي 20 دقيقة. وأنا أحاول تدبير أموري وأعتقد أنه يؤدي دورا كنافذة نقدية مهمة بالنسبة للأدباء. ويشغلني أن أهتم بكل ما يصلني من الأدباء سواء كان مطبوعا أو مخطوطا وأحمد الله أن المتعاملين مع البرنامج يبعثون رسائل من لبنان وسوريا والسعودية والولايات المتحدة وغيرها. نحن نسمع علي النايل سات والصلة بين البرنامج والمستمعين جيدة جدا المشكلة في وفرة الأعمال التي تنتظر دورها وقد يمتد إلي ثلاثة أشهر!
.................................
*المساء ـ في 15/9/2007م.






 
رد مع اقتباس
قديم 09-12-2007, 02:19 PM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
د. حسين علي محمد
أقلامي
 
إحصائية العضو







د. حسين علي محمد غير متصل


افتراضي رد: حوارات في الأدب والثقافة

أي الكتب قادر علي الدفاع عن الإسلام؟
................................................

صافي ناز كاظم: القرآن.. أبلغ رد علي كل السخافات
د. طه وادي: مؤلف هيكل يستحق الترجمة لكل اللغات
د.بسطاويسي: "المثنوي" يقدم الإسلام في شكل أدبي وجمالي
د. الفقيه: أين إنتاج العقاد والحكيم والشرقاوي؟!
عبد الوهاب الأسواني: أحمد أمين قدم وجهات النظر المختلفة

حوار: د. زينب العسال
..........................

مع اقتراب شهر رمضان يطالعنا الإعلام الغربي بهجوم متجدد ضد الإسلام ورسوله وهو هجوم لا يناقش ولا يستند إلي أدلة ووقائع لكنه يكتفي بالرسوم الكاريكاتورية والعبارات المسيئة. ولأن الفكر الإسلامي لا تعوزه وسائل الاقناع ورد الصواب بالخطأ فقد اتجهنا بالسؤال إلي عدد من الأدباء والمفكرين: ما الكتاب الذي تجد أنه يحسن الدفاع عن الإسلام بحيث يخاطب عقل القاريء غير المسلم ويعرفه بحقائق الدين الحنيف؟
بداية تشير الكاتبة صافي ناز كاظم انها لا تعبأ بما يقال في السويد أو الدانمارك فهم قوم غير مسلمين. الخطر الحقيقي فيما يكتبه مجموعة من الكتاب بيدهم مفاتيح أشياء كثيرة انهم يهاجمون الدين والمتدينين كأنهم يسعون لرفع قيم الدين من روح الإنسان المسلم والمسائل أراها جدا وليست هزارا ما يعني أن يطالعنا مسئول بالقول إن مهمة مجلسه الأول هو البحث عن شروط الدولة المدنية؟ ألسنا في دولة مدنية؟ أين هي الدولة الدينية التي يريدون تغييرها؟ قضيتنا ليست في نظرة الغرب إلي الإسلام لكن قضيتنا ما يحدث في أن نحافظ علي ديننا من أعدائه وخاصة أن يحدث هذا في أرض حافظت دوما علي الإسلام.. أنا أري أن القرآن الكريم وما جاء به هو الرد البليغ علي كل ما يقال عن الإسلام ونبيه. الإسلام بما جاء به من أسس أخلاقية سمحاء وما دعا إليه من دعوات الخير والتعاون والرحمة والعدل والحكم بالقسط إلخ في الغرب يفهمون الإسلام لكن علمانيتهم الملحدة والمتعصبة تعمي عيونهم. ما يحركهم هو نتائج الحرب الصليبية وفتوحات الدولة العثمانية لماذا هم قلقون مما يحدث في تركيا؟ دولة علمانية وقانونها علماني أليس ما حدث نتيجة انتخابات ديمقراطية؟ لا يوجد سبيل للرد علي كل تلك الترهات والسخافات سوي القرآن الكريم.
رد موضوعي
ويذهب د.طه وادي إلي انه لم يقرأ منذ صباه وحتي اليوم كتابا يتصل بسيرة الرسول والإسلام أفضل من كتاب "محمد" للدكتور محمد حسين هيكل هذا الكتاب ألفه صاحبه وفي ذهنه الرد غير المباشر علي المستشرقين وعلي الذين يتصورون مواقف غير عقلانية في المسلمين. الكتاب رد أيضا علي بعض السذج من أنصار الإسلام وبعض الخبثاء من المستشرقين. وقد جاء الكتاب بعد الدعوات التي طالبت باستلهام المناهج الغربية بعد دراسة ومعرفة المناهج العلمية والأدبية وبعد أن اشتغل صاحبه بالصحافة مدة طويلة وعمل بالسلك السياسي. هذا الكتاب يستحق في تقديري أن يترجم إلي العديد من اللغات العالمية وأتمني من المجلس الأعلي للشئون الإسلامية ووزارة الأوقاف أن يترجم الكتاب كاملا أو مختصرا حتي يتعرف العالم علي القيم التي دعا إليها الرسول الكريم في كشف الصورة الإنسانية التي تعد قدوة حسنة للبشرية جمعاء. لأن هذا الكتاب ألفه للخصوم والأنصار. فهو من ثم أفضل رد موضوعي علي ما يتعرض له الإسلام والرسول الآن من جملات كشف الحقيقة يأتي عن طريق بيان الوجه التاريخي المشرق. وتقديم الحقائق الموضوعية للإسلام. وأتمني أن تقرر وزارة التربية والتعليم أجزاء منه في المدارس الثانوية وما في مستواها وكذلك في الكليات الأزهرية حتي نزيل الضباب الذي يعيش فيه الكثيرون.
ويتحدث د.رمضان بسطاويسي عن "المثنوي" لجلال الدين الرومي لقد اهتم به الشعراء والكتاب في الغرب. وتأملوا الحكم الروضية ويتفاعلون معها وقد تم عمل احصاء عن أهم الكتب التي بيعت خلال القرن السابع فوجد أن القرآن الكريم حيث بيع منه حوالي 800 مليون نسخة كما ثبت انتشار كتاب "المثنوي" الذي يقدم الإسلام في شكل أدبي جمالي وحتي الآن فإن الشعراء الأمريكيين يتحدثون عن تلك التجربة الروحية المبثوثة في الإسلام وقد أبرزت ذلك كاتبة فرنسية هي مورال نسراي بوضع قصص مقتبسة من حياة الرومي. وتعاملت مع شخصيات اقتربت من الرسول كالصحابة والتابعين وصورت المحبة الإلهية والوجدانية الموجودة في الأعمال الأدبية التي استلهمت قيم الإسلام. الخطاب الأيدلوجي الذي يتحدث عن الإسلام يجد من يرد عليه بينما الأعمال الأدبية التي تستلهم قيم الإسلام تقدم مناطق تماس مع كل ما هو إنساني مشترك بين الحضارات المختلفة وبين الناس جميعا لقد جعلت اليونسكو جلال الدين الرومي شخصية عام 2007 بمناسبة مرور 800 عام علي وفاته ذلك لأن القائمين علي اليونسكو لاحظوا اهتمام الغرب به وبأعماله فهو يدير حوارا خصبا مع التجربة الإسلامية لعرض سيرة حياة الرسول والإسلام في الوجدان الإنساني بشكل عام.
خطة متكاملة
يري د.أحمد إبراهيم الفقيه أن أباء الحركة الأدبية الثقافية هم الذين قدموا مثل هذا الفكر. ولكن إلي أي مدي تم تقديمه والترويج له كما حدث بالنسبة لكتاب محمد للدكتور هيكل الذي يعد من أمهات الكتب التي ترجمت. وقدمت للشباب ورأيته في مكتبات الجامعات الأوروبية. كذلك كتاب توفيق الحكيم عن الرسول والحق أن المسألة ليست مجرد ترجمة لكلية أو لجامعة أو لدار نشر المفروض ان تقدم مثل هذه الأعمال كجزء من خطة متكاملة للقاريء العام بما يليق بروح العصر عبر وسائط تتصل بحياة الناس مثل C.D أو توضع علي الانترنت أو تقدم في برامج تليفزيونية تعرض علي القنوات الفضائية وكل دولة من أعضاء المؤتمر الإسلامي يمكن لها المساهمة في هذا المجال فضلا عن تقديم قنوات فضائية هدفها تقديم الوجه الحقيقي للإسلام وليس تقديم الإسلام حسب تقسير طائفة أو مذهب بعينه أي يقدم الإسلام قبل ان يصبح مذاهب وشيعا والكتب كثيرة مثل محمد رسول الله للشرقاوي وهو من أهم الكتب التي صيغت بصورة عصرية جدا علي ضوء العلوم الحديثة إلي جانب أنه قراءة علمية جادة للسيرة النبوية وثمة كتب العقاد كلها واجتهادات أخري تضع في اعتبارها معطيات السوق والقاريء العادي والاتجاهات الفكرية السائدة.
ويجد الروائي عبدالوهاب الأسواني أن من في مقدمة من أحسنوا تقديم الإسلام المفكر الراحل أحمد أمين في سلسلة الكتب التي اصدرها بداية من فجر الإسلام لأنه تتبع ما طرحه الإسلام في النواحي الفكرية وكان صريحا في إدانة ما قام به الساسة في العصرين الأموي والعباسي لتبرير توليهم الخلافة كما تتناول كتب أحمد أمين في الوقت نفسه أبعاد الصراع بين المذاهب الفكرية والسياسية من معتزلة وشيعة وسنة ومرجئة وغيرها دون أن يتحيز لمذهب محدد وكأنه روائي يقدم حدثا روائيا واحدا من وجهات نظر متعددة وعلي القاريء أن يستخلص ما يعتقد انه الحق. وقد بذل أحمد أمين مجهودا كبيرا في تصوير ما أسهمت به الشعوب الأخري من اضافات للحضارات العربية الإسلامية.
ويقول الروائي حسني سيد لبيب: كثيرة هي الكتب المنصفة للإسلام لذا فإن أفعل التفضيل لايفيد في تحديد أفضل كتاب قدم الإسلام بصورة صحيحة ولكن من المهم التحدث عن الكتب التي قدمت الإسلام بصورة جيدة ومن الكتب التي صادفتني وأنا اتصفح موضوعات الانترنت في هذا المجال ما عرضه موقع www.esnips.com عن كتاب رائع يشرح بالتفصيل الإسلام بصورة جيدة وعنوانه islam - guide ومن أهم المواضيع التي يتناولها: الإعجاز العلمي في القرآن الكريم: من الجنين في رحم أمه إلي الجبال وخلق الكون مرورا بخلق البحار والأنهار وأعماق المحيطات وما يوجد داخلها من أمواج داخلية وأحياء. كما ناقش الكتاب ما ورد في القرآن الكريم عن الحوادث المستقبلية التي لم تحدث بعد وناقش تنبؤ الإنجيل بمولد الرسول الكريم كما تحدث عن حياة الرسول صلي الله عليه وسلم ومعجزاته وتحدث عن الازدياد الكبير في أعداد المسلمين في العالم وكذلك ناقش المدخل إلي الجنة والنجاة من النار والوصول إلي سعادة الروح كما شرح الإسلام وأركانه الكتاب أرشحه للترجمة إلي العربية حتي يمكن لعامة المسلمين الاطلاع عليه باللغة العربية كما أرجو أن يطلع عليه علماؤنا رجال الأزهر والكتابة عنه ومقارنته بالكتابات الأخري.
....................................
*المساء ـ في 8/9/2007م.







 
رد مع اقتباس
قديم 09-12-2007, 02:21 PM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
د. حسين علي محمد
أقلامي
 
إحصائية العضو







د. حسين علي محمد غير متصل


افتراضي رد: حوارات في الأدب والثقافة

المثقفون يطالبون بتعدد مسئوليات أمين المجلس الأعلي للثقافة

د. حسين علي محمد: الملاحظة السلبية الوحيدة أن د.عصفور كان يمسك كل الخيوط في يده
د.عتمان : تنفيذ توصيات اللجان .. واجب
د.عبدالمطلب : القاهرة عاصمة دائمة .. للثقافة العربية
الحديدي : التقليل من المؤتمرات
حسني سيد لبيب : المزاوجة بين تراثنا .. والغرب

حوار: د. زينب العسال
.............................

بعد أن تولي د.جابر عصفور مسئولية المشروع القومي للترجمة. أصبح علي أبوشادي أميناً عاماً للمجلس الأعلي للثقافة. ولقد كانت الفترة الطويلة التي تولي فيها د.عصفور أمانة المجلس إيجابية في مجموعها. وأثرت الحياة الثقافية بالكثير من الأنشطة والإنجازات المهمة. وفي المرحلة بين مسئولية قيادتين يناقش المثقفون دور المجلس الأعلي للثقافة. ما له. وما عليه. وإمكانات تطويره.
في تقدير د.عبدالمنعم تليمة أن أصحاب الفكر المسئول يسعون دائماً إلي تحديد دور الدولة في المجال الثقافي. حتي تتيسر للناس سبل الاستفادة. وحتي يسهل علي المهتمين المشاركة والمتابعة والمساءلة. ولاشك أن المجلس الأعلي للثقافة أهم أدوات الدولة في أدواء دورها الثقافي. ولاشك كذلك أن تاريخ علي أبوشادي الطويل. في المواقع الثقافية القيادية التي نهض بها. يشهد له. فهو تاريخ يشرف صاحبه. ويجعلنا لانرجو منه. ولا نتمني عليه. وإنما نتوقع منه : صياغة مباديء محددة ومعلنة لعمل المجلس. وضع خطة تفصيلية لأنشطة المجلس شهرياً وسنوياً. جعل الأساس في عمل المجلس في مجال النشر قائماً علي الأصول والأمهات التي لايستطيع الناشر الخاص النهوض بتكلفتها. عقد اتفاقات تؤسس التآخي بين المجلس وكل جهات النشر والتعليم والإعلام والعلم.. كل هذا وما يراه غيرنا إنما يمكن ضبطه بإدارة جديدة في المجلس. يسميها إدارة المتابعة. تكون عضويتها لأهل الاختصاص من المفكرين والعلماء المستقلين. ويكون دستورها التقويم الدائم لعمل المجلس من جهة المسئولية الفكرية والعلمية والأداء الديمقراطي. وضمان حرية التعبير والتفكير والاجتهاد والبحث.
أعباء ثقيلة
ويؤكد الشاعر والناقد الدكتور حسين علي محمد أن المجلس أثناء تولي د.جابر عصفور أمانته العامة قد أدي دوراً يصعب إنكاره. بل إنه في أنشطته المختلفة مثل وزارة ثقافة مصغرة. وأربك هيئات الوزارة الأخري. والمثل نجده في المطبوعات التي يصدرها مقابلاً لما تصدره هيئة الكتاب. والندوات التي تمثل النشاط الثقافي الأهم في كل القضايا. وفي كل ألوان المعرفة الإنسانية. وفي المسابقات التي يتوفر فيها حد معقول من الشفافية والموضوعية إلخ.. ولعل الملاحظة السلبية الوحيدة أن د.عصفور كان يمسك كل الخيوط في يده. ولأن الأعباء ثقيلة فقد كان يكل بعض تخصصاته إلي موظفين لاتعد تلك التخصصات من صميم عملهم. ليكن الأمين العام للمجلس مخططاً ومشرفاً ومتابعاً. علي أن تحدد أعمال الإدارات المختلفة بما يدفع العجلة إلي السير دون تسرع. وبلا إبطاء. لا أتصور مثلاً أن يتولي المشرف علي اللجان مسئولية النشر. ولا أن تقترب مواعيد المؤتمرات والمحاضرات والندوات وتتباعد دون خطة واضحة ومعلنة. علي كل مسئول في إطار النشاط الكلي للمجلس أن يؤدي دوره المحدد. بحيث لا تختلط الأوراق. وينتظم الأداء.
ويري د.أحمد عتمان أن الدكتور جابر عصفور بعث الحياة في المجلس الأعلي للثقافة. وجعله شعلة نشاط متعددة الجوانب. وأصبح الناس يشعرون به. ليس فقط داخل مصر. وإنما علي امتداد الوطن العربي. وصارت لأنشطته أصداء في أنحاء العالم. هناك مؤتمرات عدة رصدت جوائز كبيرة للشعر والرواية. هذا الدور كان له تقديره من الأدباء والمثقفين. فقد استطاع جابر أن يفعل هذا بهؤلاء المثقفين الذين التفوا حوله. أما الأمين الجديد وهو الصديق العزيز فقد سعدت بوجوده في المجلس لعدة أسباب. إنه صاحب تجربة واسعة في مجال العمل الثقافي بعد توليه عدة مناصب في الثقافة الجماهيرية والمصنفات الفنية. إضافة إلي صدقه الفني وصراحته وطموحه. وبالتالي فنحن نأمل أن يسير علي هذا الدرب. ويعمق التجربة. وتكون له سياسة. ونحن واثقون أن طموحاته سيقدرها الجميع. ونشهد له بالأمانة والصدق في كل المواقع التي شغلها. ولن نجد من هو أفضل منه. وأنا واثق أن المثقفين سيلتفون حوله كما التفوا حول جابر عصفور. وهو بخلقه ودماثة أخلاقه قادر علي أن يحتوي كل الأدباء والمثقفين. ولي أمنية أتمناها علي الأمين الجديد. أن يجعل قرارات وتوصيات اللجان قابلة للتنفيذ. بمعني أن يكون هناك ارتباط وثيق بين مناقشات اللجان. وما يجري علي الساحة في مجالات العمل في وزارة الثقافة. وأن يكون للجان الثقافية فيها نتاج ثقافي. فتصدر مجلات. ويكون لها مؤتمراتها الخاصة. كل في مجال تخصصه. كي تقود الحياة الثقافية بالفعل. فمن خلال معايشتي ألحظ أن هناك مناقشات تدور وأفكاراً تطرح. وما يطرح علي الساحة مخالف لذلك تماماً. أرجو أن يتم سد هذه الفجوة.
منجزات
ويطالب د.محمد عبدالمطلب الأمين العام الجديد للمجلس أن يحافظ علي المنجزات التي حققها جابر عصفور. وأن يجعل القاهرة عاصمة دائمة للثقافة العربية. علي أن يقلل بعض الشيء من المهرجانات والمؤتمرات التي تتطلب أموالاً باهظة دون أن يكون لها عائد حقيقي في الثقافة المصرية. وأن تنفق في نواح تساعد علي تنشيط الحركة الثقافية. وتشجع الأدباء والمثقفين. وتيسر وسائل النشر. ونأمل من علي أبوشادي أن يركز علي ارتباط الثقافة المصرية بالثقافة العربية. ويربطها بالثقافة الإنسانية كلها. وأن يعمل علي زيادة المبالغ المخصصة لمجال التفرغ. والمخصصة لمجال نشر الكتاب الأول. وأن يتعاون مع المشروع القومي للترجمة لكي يحقق نهضة ثقافية كاملة.
أما الروائي حسني سيد لبيب فهو يحدد في نقاط ما يراه جديراً باهتمام الأمين العام الجديد للمجلس الأعلي للثقافة : إلقاء الضوء علي الثقافة العربية قديمها وحديثها. مع الاهتمام بنشر الثقافة الغربية. عدم الاكتفاء بنشر كتب لرافد ثقافي معين وإلقاء الضوء علي مؤلفات قيمة في التراث العربي. أو إعادة طباعتها والحرص علي طرح مطبوعات المجلس بسعر يتناسب مع كل القدرات. الاهتمام بنشر الموسوعات والمعاجم وتشجيع الكتاب بشراء نسخ من مؤلفاتهم ورعاية المواهب الأدبية الشابة والعمل علي نشر مؤلفاتهم وإصدار مجلة شهرية تكون منفذا جديداً للنشر وألا يكون نشر شعر العامية بديلاً لشعر الفصحي وأن تصدر لجنة القصة سرداً زمنياً للرواية المصرية. يتضمن اسم الرواية ومؤلفها وسنة الصدور ودار النشر وملخص للرواية.
ويذهب الروائي والمترجم محمد الحديدي إلي أن وظيفة المجلس الأعلي للثقافة يجب أن تكون معنوية أكثر منها مادية. أي ينشر الوعي بالأدب والفنون للإنسان العادي. أما بالنسبة للجان فإن لها في الأغلب أهدافها وأغراضها وعلي الأمين العام أن يقلص الجانب المادي. وينظم المؤتمرات لأغراض محددة. ويكون المؤتمر كالمنتدي لكل الأدباء والفنانين. لقد دخلت الدولة في الستينيات بثقلها في كل شيء. ولأن الحكومة لها حدودها. فقد أفسدت أشياء كثيرة. ولعلي أتمني عودة عصر الحكيم والمازني. حيث المبدع لايهمه أن يكسب مما يتم بيعه من كتبه. لا أريد أن تتدخل الدولة. والحكومة الآن تتجه إلي الخصخصة. فنحن نعود لاقتصاديات السوق. ونريد أن تحيا الفنون والآداب علي رجلين. دون تدخل من مؤسسات الدولة.
....................
*المساء الأسبوعية ـ في 31/3/2007م ـ صفحة: قضايا أدبية.







 
رد مع اقتباس
قديم 09-12-2007, 02:24 PM   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
د. حسين علي محمد
أقلامي
 
إحصائية العضو







د. حسين علي محمد غير متصل


افتراضي رد: حوارات في الأدب والثقافة

طوفان الرواية ازدهار .. أم فوضي؟!

الخراط: كتب كثيرة تحمل قدراً من الإنتاج الجيد
د. تليمة: النقد مشكلة.. يعاني من الجمود
طلب: الأنواع الأدبية تزدهر بتجاورها
طوبيا: العرض والطلب يحدد الأصلح

حوار: د. زينب العسال
............................

الظاهرة تطالعنا في معارض الكتاب المختلفة. وفي إعلانات الكتب في الصحف ووسائل الإعلام. معظم المطبوعات أعمال روائية لأجيال مختلفة. بحيث قضت علي الرأي المتوارث بأن الغلبة في اصدارات المطبعة العربية لكتب الدين والسياسة والجنس. هذا الطوفان الروائي: هل هو تعبير عن ظاهرة صحية. أم مجرد فوضي بلا ضابط ولا رابط؟
في تقدير الروائي إدوار الخراط ان الرواية نوع له قدر كبير من الإغراء والرواية. حتي الشعراء ينضوون تحت رايتها. لكن هذا الطوفان فيه - بالبداهة - الغث والثمين. إنه ظاهرة نرحب بها لأنها تحمل أيضاً جوانب مشرقة. إلي جانب النواحي التي قد تكون موضع سؤال أو إنكار. ومن ثم فهي ظاهرة صحية. علي كل حال فإن الاجتياح الغزير للروايات يحمل في طياته قدراً من الانتاج الجيد. والعكس صحيح. ليس الكم هو المهم في النهاية. لكن المهم هو الكيف في داخل ما يسمي طوفان الرواية. قدر من الأعمال الجيدة والأعمال الواعدة. وكلاهما ظاهرة صحية نرحب بها ونقدرها. نرجو المزيد من مثل هذه الطوفانات إن صح الجمع. فهي تحمل الوعد. كما تحمل ما تستحق الالتفات.
وكل الأنواع الأدبية - في رأي د. عبد المنعم تليمة - في صحوة. ولا تخفي علي الراصد. الإبداع في ازدهار وصعود. بينما النقد والفكر في ضمور وجمود. ذلك لأن المبدع يملك طرائق التحقق من اصطناع المجازات والاستعارات والصور والرموز. بينما الفكر يرتبط مباشرة بالحريات. فلا يملك المفكر في واقعنا المستبد حق التعبير والنقد والتقويم والتفسير. ومادام طوفان الإبداع الروائي في إطار ازدهار يشمل الأنواع الادبية والفنية قد صار أمراً موضوعياً. فمن الصعب ان نصفه بالظاهرة المرضية أو الصحية. إنما علي الدارس ان يجد التفسير الاجتماعي والجمالي. ولنا في هذا الشأن وقفتان: الأولي ان الرواية فن الشخصية. وصار معلوماً ان الشخصية في عالمنا الراهن تنتقل من المكونات البسيطة إلي المعقدة فالمركبة. وهذا يفتح آفاقاً غير مسبوقة أمام الرأي المبدع. أما الوقفة الثانية فهي ان أهم تغير اجتماعي في مكونات الشخصية الحديثة والعصرية. خروج المرأة إلي حياة واسعة من الأوضاع والمسئوليات الفعلية علي مستوي الحياة العامة والتعليم والإعلام والإبداع. نحن نعتد بأن معظم الإنتاج الروائي العربي في العقدين الأخيرين من إبداع المرأة. خرجت به المرأة العربية إلي المجتمع والعالم. فرحة بتحررها وحريتها. وصاغت هذا روائياً. والأمر كله في حاجة إلي مؤرخ الأدب الراصد. وإلي الناقد المحقق. والمفكر المسئول.
ويوافق الشاعر حسن طلب علي الزيادة الواضحة في كم الروايات التي أصدرتها المكتبة العربية في الفترة الأخيرة. وهي زيادة ربما كان لها أسباب. وهذه الأسباب قد تمثل ظاهرة صحية. لكن الأهم ليس الكم. وهو ما يتجلي في تأثير الرواية الحاد علي الأنواع الأدبية الأخري مثل الشعر والمسرحية. وإن كانت الأنواع الأدبية تزدهر بتجاورها. الأهم في الأمر هو المستوي الرفيع من الروايات. المستوي الجمالي يبين في الرواية. ويستشرف جديداً. ويقدم تقنيات في السرد. وفي لغة الرواية. طوفان الروايات ظاهرة صحية أم فوضي؟ سؤال لا أزعم أني أمتلك الاجابة عنه. لأنني لم أتابع كل الروايات التي صدرت. لكن بعضها كان يتمتع بالعشوائية. وبعضها ذات مستوي جيد. وإن كان الكم أكثر من الكيف بعامة. ثمة روايات لسعيد الكفراوي ومحمد البساطي وبهاء طاهر وصنع الله إبراهيم وأمينة زيدان وسحر الموجي. وثمة روايات أخري لا ترقي إلي المستوي. لكن الاحصائيات غائبة دائمة. ويبقي ان نتساءل: هل الروايات التي صدرت وكونت هذا الانتاج الغزير. قد أثرت علي الشعر مثلاً؟ وأين دور النقد الذي يبين إن كان فن الرواية متفوقاً أم لا؟. أنا لا أري أن هناك متابعة للرواية. ولابد ان نضع في الحسبان ان نقد الشعر ومتابعته صعبة جداً. فليس كل النقاد قادرين علي متابعة الشعر. لأن نقد الرواية يتمثل في تلخيص أحداث الرواية. والتعامل مع مضمونها. ومجموع الأفكار. وأنا لم أر نقداً روائياً يستطيع ان يقدم كشوفات عن اللغة. وإفادتها من فن الشعر. وبناء الشخصيات. والتجديد. والتقنيات في أسلوب الرواية. هذا ما ينبغي ان يهتم به النقد كي يكشف لنا عن هذا الطوفان الروائي.
ويؤكد الروائي مجيد طوبيا ان ما يحدث هو ظاهرة صحية. أذكر - في الستينيات - كنا مئات. لم يستمر إلا المثابر والموهوب. وتقاعس من كان يظن نفسه موهوبا. لابد أن تأتي الغربلة. ومن يظنون أنفسهم روائيين من الشباب سيتحولون إلي قراء يقتنون الروايات وهذا أمر جيد حتي في البلاد الأوروبية التي زرتها يوجد فيها الكثير من الأدباء الشباب الذين يشكون من أن الأدباء الكبار يغلقون عليهم الطريق. لا يوجد نقد أدبي. ولا توجد صحف أدبية. والأبواب الأدبية اقتصرت علي إجراء الحوارات. لكن الحركة النقدية غائبة منذ عشرين عاماً. زمان كان يوجد فؤاد دوارة ولويس عوض. وكان يوسف الشاروني يقدم رؤية نقدية في بعض الأحيان. وعبد الفتاح الجمل كانت صفحته كاملة تقدم يومياً. الآن تقلصت مساحة الأدب. وأتفه إعلان يلغيها. الأديب الشاب يبيع اللي وراه واللي قدامه ويدفع لنشر رواية له. من ناحيتي أذكر أن أعجبت برواية صفاء عبد المنعم "من حلاوة الروح". وقدم خيري رمضان رواية جيدة ثم اختفي. أنا متعاطف مع الجدد. وإن كان العرض والطلب هو الذي يحدد الصالح. والذي يستمر. لكن طبع كل الروايات عبث أو مأساة!
إعادة نظر
وفي تقدير الناقد حسين عيد أن ما نشر من روايات كثيرة خلال الفترة الأخيرة. يحتاج إلي نظرة مدققة فاحصة. نحن إذا حاولنا ان نعلل هذه الظاهرة. فسنجد أن أول عنصر فاعل فيها هو سهولة النشر الخاص. بمعني ان من يستطيع ان يدخر مبلغاً من المال يطبع به عدداً من النسخ. أصبح صاحب رواية في سوق الأدب. وهذه ظاهرة خطيرة لأنها لا تخضع لأي فحص أو مراجعة قبل النشر. العنصر الآخر هو الدور الرسمية التي تنشر روايات في سلاسل مختلفة تحتاج أيضاً إلي إعادة نظر في فحص تلك الأعمال. قبل الموافقة علي نشرها. من ناحية ثالثة. ليست هناك حركة نقدية مواكبة تستطيع ان تفرز الغث من النفيس. وتبرز المواهب الحقيقية . من هنا. لانستطيع ان نعول علي كثرة الروايات المنشورة باعتبارها عنصراً إيجابياً. بل إنني - من وجهة نظري الخاصة - أعتقد أن هناك أزمة خاصة في الروايات المنشورة. ولجيل الشباب بخاصة. هذا حكم يعتمد علي متابعة متأنية لما ينشر داخل مصر. وفي العالم العربي. اضافة إلي ما ينشر من روايات أجنبية. تكون كاشفة لمستوي رواياتنا عند المقارنة. وهذا يرجع في جوهره إلي غياب حركة نقدية مواكبة في الصحف والدوريات وأجهزة الإعلام المختلفة.
ويقول الروائي وائل وجدي إنه إذا كانت القصة القصيرة تحتاج من كاتبها القدرة علي التقاط اللحظة القصصية. وسردها في إطار محدد الأبعاد. فإن الابداع الروائي يستلزم فهما تاما لتقنيات السرد الروائي. وإتقان رسم الشخصيات من الداخل والخارج. وإضفاء الألوان والظلال المكانية والزمنية علي نصه الروائي. وهذا لا يتوافر إلا بعد سنين من الإبداع المستمر الدءوب. حتي يتقن الكاتب السباحة في بحر الرواية المتلاطم. لذلك فإن فيض الروايات في السنوات الأخيرة. يجعلنا نتساءل: هل أصبح الإبداع الروائي من السهولة بمكان أم أنه بالفعل موضة العصر؟ في رأيي أن الابداع الروائي الجيد لا غبار عليه. أما الروايات التي ظن البعض أنها سرد حكائي. دون اهتمام باللغة. ولا برسم الشخصيات. أو تقنيات السرد الروائي الحديثة. فإنها تسئ إلي هذا الفن الجميل.
...............................
*المساء ـ في 22/9/2007م.







 
رد مع اقتباس
قديم 09-12-2007, 02:26 PM   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
د. حسين علي محمد
أقلامي
 
إحصائية العضو







د. حسين علي محمد غير متصل


افتراضي رد: حوارات في الأدب والثقافة

هل القصة القصيرة تنحدر.. وتفقد جمهورها؟
(بعد 50 عاماً علي صدور مجموعتي إدريس والشاروني)

حوار: د. زينب العسال
.............................

في فبراير 1954 أصدر يوسف إدريس مجموعته القصصية الأولي "أرخص ليالي". وفي مارس من العام نفسه أصدر يوسف الشاروني مجموعته الأولي "العشاق الخمسة".. وقد أحدثت المجموعتان تغييراً مؤكداً في مسار القصة القصيرة. جاوزت التقليدية التي كانت تسم معظم محاولاتها لتقدم الواقعية الجديدة كما سميت أعمال إدريس. والواقعية التعبيرية كما سميت أعمال الشاروني.
بعد مضي خمسين عاماً علي صدور "أرخص ليالي" و"العشاق الخمسة".. ما الصور التالية والحالية للقصة القصيرة في مصر؟
في رأي د. ماهر شفيق فريد أن المشهد القصصي اليوم بالغ الاختلاف عما كان عليه عند صدور مجموعتي إدريس والشاروني منذ نصف قرن. لقد كرست مجموعة إدريس "أرخص ليالي" مفهوم الواقعية بكل ظلالها التسجيلية والنقدية والاشتراكية. بينما كرست مجموعة الشاروني "العشاق الخمسة" الاتجاه التعبيري. والميل إلي التجريب. وكسر قواعد المنظور التقليدي في النظر إلي الأشياء. وكان تأثير إدريس في من تلوه أعظم كثيراً من تأثير الشاروني رغم أن هذا الأخير لا يقل عنه موهبة. فأغلب المجموعات القصصية في أواخر الخمسينيات وأوائل الستينيات لعبد الله الطوخي وفاروق منيب وصالح مرسي وأحمد نوح وغيرهم. تحمل بصمات إدريس. وكانت تلك هي فترة المد الواقعي المتعاظم الذي دعمته كتابات نقدية لمحمود أمين العالم وعبد العظيم أنيس وعلي الراعي.
وحتى في فترة لاحقة وجدنا أثر إدريس ممتدا في أقاصيص محمد صدقي. ثم محمد المخزنجي وربيع الصبروت. وإن وجب الإقرار بأن كلاً من هؤلاء قد اهتدى فيما بعد إلي صوته الخاص. ولكنني لا أستطيع أن أفكر في قاص واحد تتلمذ علي الشاروني. رغم أنه شجع بصفة عامة اتجاهات التجديد التقني. والانفتاح علي تيارات الحداثة عند "كافكا" و"كامي" وغيرهما.
وخلال السنوات الخمسين الأخيرة شهدت ساحة القصة القصيرة تيارات مختلفة. تتلاقي أحيانا وتتعارض أحياناً أخري. هناك كما يبين د. سيد النساج وغيره من مؤرخي القصة المصرية اتجاهات رومانسية عند عبد الحليم عبد الله والسباعي وعبد القدوس وصلاح ذهني وجوهر والخميسي وسعد حامد. مع قدر من الواقعية. وهناك اتجاه التحليل النفسي وأعظم ممثليه إدوار الخراط في مجموعته الأولي "حيطان عالية" "1959" ونعيم عطية وبدر الديب. وهناك الاتجاه الواقعي الشاعري. وهو مختلف في المذاق عن واقعية إدريس في قصص حقي والبدوي ومكاوي وجبريل والشرقاوي وشكري عياد. والواقعية الملتزمة أيديولوجياً عند لطفي الخولي والسعدني وسعد الدين وهبة.
وهناك اتجاه فكري. وإن لم يخل من أبعاد اجتماعية في قصص الحكيم ومصطفي محمود وأبو النجا. حيث يعالج الكاتب قضايا الخير والشر والبراءة. وعلاقة الفرد بالمجتمع. وبالإضافة إلي ما سبق هناك اتجاهات الحساسية الجديدة الأربعة كما حددها الخراط. تيار الحياد أو التغريب "بهاء طاهر. أصلان. محمود الورداني" والتيار الداخلي الحسي "مبروك. حافظ رجب" وتيار استحياء التراث العربي والفولكلوري "الغيطاني ومستجاب ويحيي الطاهر وعبد الجواد وعبد الحكيم قاسم" وتيار الواقعية الجديدة "صنع الله. فياض. القعيد". لكن المشهد القصصي اليوم والأدبي بوجه عام يبدو لي في حالة انحدار من منجزات كل هؤلاء.
سؤال
ويقول د. مجدي يوسف الأستاذ بآداب القاهرة: قبل طرح هذا السؤال يجب أن يسأل الأدباء عن الهم الاجتماعي الذي تتناوله تقنياتهم. ويعالج بالتالي من خلالها تراث القصة. إني أطالب الأديب أن تكون له نظرية عامة بالمعني الفلسفي قبل أن يكتب. وعندما طرحت السؤال علي نجيب محفوظ. قال إنه يعيش وسط الناس. الجانب المنهجي لدي الكتاب بعامة "واقع" خالص! ليس لديهم موقف اجتماعي واضح من خلال أعمالهم.
وخلال نصف قرن والرأي الروائي والقاص أمين ريان بدأنا بالواقعية الإنسانية وانتقلنا إلي الواقعية الاشتراكية. وحدث صراع بين الاتجاهين. وكانت أزمة النشر بسبب أن أصحاب الواقعية الاشتراكية كانوا يرون أن الأدب المصري يعتبر محليا ولا يوازي الحراك الاجتماعي الذي كنا نعيشه آنذاك. ولأن عقيدتنا دينية. فلم يتمكن تيار الواقعية الاشتراكية أن يسيطر. وكان يصل إلينا عن طريق النقد المقارن آداب لم نكن نعرفها تحمل أفكاراً عبثية ووجودية..كما ظهر النشاط النسوي في الكتابة. والتعبير عن الذات والسير الذاتية واليوميات والترجمات. ودخلنا أفق الاعتراف متأخرين جدا. وظهرت لدينا حركة خطيرة جدا. هي الانفصام بين الفصحى والعامية. ولعبت جهود يحيي حقي دورا كبيرا في إعادة الكثير من المفردات إلي أصولها الفصحى.
المبدع والمتلقي
ويري القاص والناقد التشكيلي عز الدين نجيب أن قدر جيله من كتاب القصة هو أنه مر بجميع مراحل تطور القصة القصيرة منذ أواخر الخمسينيات حتى الآن. بداية من الواقعية الطبيعية كعدسة الكاميرا في نقل صورة الواقع. مرورا بالواقعية الاجتماعية التي تنحاز للمهمشين والكادحين. ثم الواقعية التعبيرية التي تعيد بناء الواقع وفق الرؤية الداخلية للكاتب بمنظور جمالي يضع السياق البنيوي قبل السياق الزماني والمكاني. ليكون الزمن نفسياً. والمكان متنقلاً في لحظات توهم الحدث بين موقع وآخر. ثم الواقعية السحرية التي تنحت شخصياتها من الخرافة والأحداث غير المنطقية بالمفهوم العقلي. وتقيم بناء درامياً سحريا موازيا للواقع الحقيقي. يتطلع في النهاية لحقيقة فنية قابلة للتصديق. وانتهاء بالقصة العبثية. أو الشريحة الانشطارية من الواقع بما يقترب من الشعر. أو لقطات السينمائيين التي تشكل بتحاورها غير المنتظم شكلا فسيفسائياً.
وفي هذا المسار كانت القصة تفقد في كل مرة بعضاً من جمهورها لبعد المسافة بين المبدع والمتلقي في السياق الثقافي والذوقي حتى باتت محصورة في نطاق بالغ الضيق في السنوات الأخيرة.
وفي تقدير الباحث الكبير أحمد حسين الطماوي أن القصة القصيرة الآن. وفي المستقبل أكثر ملاءمة لجمهور القراء من الرواية. لأنها تلازم الإيقاع السريع للعصر وحركة الحياة. لقد تقلصت الرواية مراعاة لظروف العصر. وتطورت القصة القصيرة واستحدثت فيها تقنيات مختلفة. مثل المونولوج والاسترجاع وتعدد الأصوات وغيرها. كما أن السرد القصصي في كثير من القصص القصيرة لم يعد تعبيراً عن هوية الأشخاص وتفصيلات الأحداث بقدر ما هو رؤية ذهنية للمؤلف. الأمر الذي قضي أو كاد علي عنصر التسلية. وجعل من القصة القصيرة رؤية عقلية أو وجهة نظر.
وتعيب القاصة وفية خيري علي القصة القصيرة الآن أنها بدأت تأخذ الشكل الغربي غير المفهوم .. لقد فقدت الحدوتة. وما القصة في الحقيقة إلا موقف أو حدوتة. ولا يمكن أن تنتهي الشخصية الانفعالية من حياتنا. كذلك لا أتصور أن تنتهي القصة القصيرة من أدبنا. من الممكن أن يندثر الشعر مثلاً. أو يقل الإقبال علي كتابته. أما القصة فلا. مع ذلك فإن القصة تعاني بسبب ما سبق أن ذكرته. إنها لا تقرأ بسبب غموضها. أذكر أن يوسف إدريس قدم قصصاً مبتكرة. وأفكاراً غريبة وجريئة. لكنها كانت تدور في إطار القصة ذات الحكاية. لهذا أقبل الناس علي قراءتها.
أخيراً. يري يوسف الشاروني صاحب "العشاق الخمسة" أن القصص التي يتولى تحكيمها في المسابقات المختلفة ممتازة. وليس فيها تغيير كثير في التكنيك. لا يوجد قصص تختلف عما كتبته منذ خمسين عاماً.
لقد تجاوزت نهايات قصص إدريس التحول أو الإغارة علي الحدود. لكني كنت أكتب هذا النوع من القصص قبل نكسة 1967 بعشر سنوات. أكتب وأنا متوجس فيما حدث في الماضي بالنسبة لنكبة 48. ثم تكررت بالفعل. وبصورة أوسع. وبدأ الكتاب يكتبون بطريقتي. وهي طريقة التنبؤ. وأعتقد أن قصصي لو قرئت اليوم فستظل معاصرة كما لو كانت قد كتبت الآن. إنه تيار لا يزال موجوداً علي الساحة.







 
رد مع اقتباس
قديم 09-12-2007, 02:30 PM   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
د. حسين علي محمد
أقلامي
 
إحصائية العضو







د. حسين علي محمد غير متصل


افتراضي رد: حوارات في الأدب والثقافة

(6) المشهد الثقافي كما يراه فؤاد قنديل:

نعاني أزمة في النقد ..وليس في النشر!!
الشباب .. يكتفون بالاستماع الي آراء الاصدقاء!
احيي الذين يمنحون وقتهم للمواهب الجديدة
لا أومن بنسخ المذاهب الأدبية .. لابد من التعايش
عادل إمام يفوز بجائزة الفلسفة .. لورشح لها نفسه!!

حوار: د. زينب العسال
.............................

يتميز فؤاد قنديل بابداعاته في مجالات الرواية والقصة القصيرة والنقد الادبي وادب الرحلات وغيرها من الانسانيات ويتميز من ناحية ثانية باسهاماته اللافته في حياتنا الثقافية. من خلال عضويته في مجلس ادارة اتحاد الكتاب. ومجلس ادارة نادي القصة ورئاسة تحرير سلسلة "ابداعات" التي تصدرها هيئة قصور الثقافة. وسلسلة "كتابات جديدة" عن هيئة الكتاب. بالاضافة الي مشاركاته الفعالة في غالبية مؤتمراتنا ومهرجاناتنا الثقافية في امتداد الاقاليم. وبالطبع فإنه من خلال ذلك كله يعبر فؤاد قنديل عن آراء مهمة. تشير بالتجربة والخبرة الي مواطن الايجاب والسلب في الواقع الثقافي.
عن رأيه في المشهد الثقافي يقول فؤاد قنديل: انه يعاني للاسف من بعض الاوجاع. مثل هيمنة الشللية علي الكثير من الجوائز. فهي تخضع للتصنيف الادبي. سواء مذاهب ادبية ينتمي لها الادباء. أو مذاهب سياسية يؤمنون بأيديولوجياتها. وثمة غياب منابر النقد. لان الصحف التي كانت تتيح الفرصة لنشر رؤية النقاد الادبية تقلصت. ولم تعد هناك مساحات تذكر تتيح الفرصة لالقاء الضوء علي المنجز الادبي. وهو كبير جدا. سواء لكبار الادباء او الشباب الجديد.. وهذه ابرز نقاط الضعف. ايضا مسألة الحراك الثقافي. ودور الندوات في تحليل المذاهب الفنية المختلفة. وتقديمها. وابراز المستجدات الثقافية.
أزمة نقد
* قلنا : انت تشرف علي أكثر من سلسلة تعني بابداعات الشباب.. ما رأيك في هذه الابداعات. وهل الاجيال الطالعة مبشرة؟
** قال : أنا اشعر بسعادة غامرة. حين أقرأ اعمال الادباء الشباب. واجد ان مواهبهم مبشرة. فقط هم في حاجة الي ايد حانية من الكبار. كما انهم بحاجة ماسة للنقد. فلا توجد ازمة نشر بقدر ماتوجد ازمة نقد. الاعمال يتوالي صدورها كل يوم. دون ان تكون هناك رؤية نقدية. تقيم التجربة لذلك فأنا غير متفائل باكتفاء هؤلاء الشباب بالاستماع الي أنفسهم فقط. او الي آراء الاصدقاء هذه في نظري ليست ظاهرة صحية. والمفروض ان يكون هناك تواصل بين الاجيال. وان كان واجبي ان احيي بعض ادبائنا الكبار الذين يمنحون من وقتهم للشباب أنا مطمئن جدا لمواهب الشباب. لكنهم بحاجة الي نصح ورعاية. كما يحتاجون الي الصبر لانهم يفتقدونه. فضلا عن ان بعضهم في حاجة الي مزيد من قراءة النماذج الرفيعة للادب العالمي. والادب العربي أيضا. ولعلي أهمس في آذانهم بأنه لاداعي للاعتماد علي الذات فقط كموضوع للقصص والروايات. فالتجارب الحياتية مطلوبة سواء للكاتب نفسه. أو تجارب الاخرين. والالتحام بالمجتمع مطلوب كذلك لانني أنزعج عندما اجد مبدعا أو ناقدا يتعالي علي المجتمع ويتنكر له.
كاتب محير
* قلنا : يوصف ابداعك من قبل بعض النقاد بأنه ينتمي الي الواقعية السحرية.. هل توافق علي هذا الرأي؟
** قال: انهم يرون اني كاتب محير. فابداعاتي تعبير عن الرمزية والواقعية والسحرية والواقعية الجديدة. وقد تنتقل الي الواقعية الرومانسية والفانتازيا واللامعقول .. النقاد يرون في العادة ان الكاتب ملتزم الي حد كبير بلون واحد من الوان الكتابة. فهو قد يميل الي الاتجاه التاريخي. او الي الاتجاه الواقعي. او الي الواقعية التسجيلية الخ.. لكنهم يرون ان هذا لايحدث في حالتي. فكل رواية تتجه الي مدرسة اسلوب جديد من البناء والسرد. ومن ثم يصعب التصنيف. انا اعترف بهذه الصفة. ولااظن انه بالامكان رسم صفة الواقعية السحرية علي كل ما اكتب.
* قلنا : الا تري ان الكتابة مابعد الحداثية تجاوزت الواقعية السحرية؟
** قال : انا لا أومن كثيرا بنسخ المذاهب. اي ان المذهب الجديد ينسخ القديم. وانما لابد من ان يتعايش الجميع. وان يجتهد الكتاب لضخ دماء جديدة من مذاهب قديمة.. المسألة ليست موضة نتركها. ونقبل في العام التالي علي غيرها .. نحن في مصر نرتكب جريمة ربما لاينتبه اليها احد. وهي سرعة القفز بين المذاهب.. المذهب الادبي في اوروبا يظهر ويرسخ حتي تضيق به الذائقة الادبية. وتعلن افلاسه بعد عشرات السنين. ثم ينتقل المنظرون الي مذهب اخر ينبثق من المذاهب او المدارس القديمة. كما حدث مع الواقعية والرمانسية والسوريالية الخ. فلنبتعد عن التجارب العابرة والسطحية. بحيث نعني بترسيخ كل اتجاه ادبي. واعطائه حق اللجوء الفني بشكل كامل داخل البني السردية. وفي رأيي ان الاقبال علي اكتشاف وابتكار مذاهب جديدة بصورة متوالية يهدد الابداع بقسوة. لانه يؤثر علي اقبال القراء. ليس في كل الاحوال تأتي هذه المذاهب بما يليق بالذائقة المستقرة للقراء. ولنذكر ان ربع القرن الاخير شهد تراجعا لافتا في عدد القراء بسبب التجديد الهائل للمعالجات الادبية. لذلك فأنا اظن ان كل المذاهب لابد ان تتعايش وبالنسبة لما بعد الحداثة. فلعلي مضطر للاعتراف بوجود القارئ الضمني. انا اكتب لنفسي اولا. ثم للقارئ.. البعض يتصور الكتابة للنفس فقط. فلابد للكاتب من جمهور. لاقيمة لما يكتب دون هذا المتلقي.
اجراءات خاطئة
* قلنا : يقال ان منح الجوائز مرتبطا بالشخص ومدي قربه من السلطة الثقافية. هل توافق علي إنشاء هيئة مستقلة تعمل علي غربلة وترشيح من يستحق هذه الجوائز؟
** قال: معظم الإجراءات التي يتخذها المجلس الأعلي للثقافة خاطئة. هناك لجان يكلفها المجلس بقراءة الأعمال المقدمة للجوائز وعندما تقدم هذه اللجان - التفوق مثلا - ترشيحاتها. تنحي الترشيحات جانبا ويختارون من يشاءون حسب الشهرة لا حسب الكفاءة والاستحقاق ومن غير المعقول أن يجلس 50 مثقفا هم أعضاء اللجنة العليا ليختاروا عددا ضخما من الفائزين في كافة المجالات في بضع ساعات. ولا أغالي لو قلت انه لو تقدم عادل إمام إلي جائزة الفلسفة فسيحصل عليها ترتيبا علي شهرته والملاحظ ان لا يوجد ضمن أعضاء اللجنة العليا لجان نوعية. هناك مندوبون من وزارات الشباب والتربية والتعليم والأزهر والخارجية.. الحق اني لا أدري ما علاقة هؤلاء الناس بالحياة الثقافية وبالمثقفين. ينبغي أن تنشأ لجان نوعية في كل المجالات: لجنة أدبية تختار الفائزين بجوائز الأدب ولجنة فنية للفن التشكيلي ولجنة للموسيقي وأخري لسينما هذا - كما نعرف - غير موجود بحيث يصبح التحفظ علي الأسماء الفائزة حقا لنا.
.................................
*المساء ـ في 10/11/2007م







 
رد مع اقتباس
قديم 09-12-2007, 02:32 PM   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
د. حسين علي محمد
أقلامي
 
إحصائية العضو







د. حسين علي محمد غير متصل


افتراضي رد: حوارات في الأدب والثقافة

(7) الكتابات النسائية..وصورة المرأة

صفاء: قصصي تحمل ّماً هائلاً من الرؤي الفلسفية
منار: الكتابة هي المعادل الوحيد للحياة
منال :أسعد بأفكار الأخريات

حوار: د. زينب العسال
...........................

مع تعدد الكتابات النسائية. أي الكتابات التي تبدعها المرأة. فإن الأسئلة تثور حول رصد صورة المرأة بقلمها. وفكرتها عن ذاتها. وهل تغيرت هذه الذات بتجدد المتغيرات الاجتماعية والنسائية؟ وكيف تري المرأة أختها المرأة؟ وما طبيعة العلاقة بينهما؟ وما النموذج الذي ارتضته الكاتبة للمرأة؟
"قضايا أدبية" ناقشت هذه الأسئلة. وقضايا الكتابة النسائية بعامة. في ندوة شارك فيها عدد من الكاتبات اللائي حققت إسهاماتهن وجوداً لافتاً في الساحة الإبداعية.
البداية - بالنسبة للقاصة صفاء عبد المنعم - كانت في 1983. عندما كتبت أول قصة "يوم عاصف". نشرت ضمن مجموعة "حكايات الليل" في 1984. وتقول صفاء: ربما يكون حظي مدهشاً وغريباً في الوقت نفسه. ففي 1982 حصل ماركيث علي جائزة نوبل. وصدرت الأعمال الكاملة ليحيي الطاهر عبد الله. وامتلكت - لأول مرة - مالاً خاصاً بي. وغرفة خاصة بي أيضاً. حيث أصبحت موظفة في الدولة. هذا حدث لي وعرفت قيمته. قبل أن أقرأ كتاب "غرفة تخص المرء وحده" لفرجينيا وولف. خضت التجربة بشكل حقيقي قبل ان أقرأ تجارب الآخرين. أول قصة قرأتها وأدهشتني حتي البكاء قصة "العطسة القاتلة" لتشيخوف. وكذلك قصة "المسخ" لكافكا. ثم قصة "جبل الشاي الأخضر" ليحيي الطاهر. وزادت المعجزة الإلهية عندما قرأت "عينا الكلب الأزرق" و"أجمل غريق في العالم". ثم توالت الدرر. وعرفت جوركي ويوسف إدريس. ثم عرفت بعد ذلك طريق الندوات. وصدرت مجموعتي "تلك القاهرة تغريني بسيقانها العارية" في .1990
وتعد أول مجموعة صادمة في حينها عندما تبنت فكرة "كتابة الجسد".
والآن. بعد ان صدر لي الكثير من الأعمال القصصية فإني أجيب عن السؤال ذي الشقين: ماذا قدمت القصة لي؟ وماذا قدمت أنا للقصة؟. لقد قدمت القصة لي عالماً واسعاً من الخيال الجميل. والواقع المرير. والتجارب الشخصية الهائلة. والإرث الثقافي المبهر منذ محمد ومحمود تيمور إلي الآن.
أما ما قدمته للقصة. فأزعم - دون غرور - أني قدمت الكثير. حين أقرأ أول قصة كتبتها عام 1983. وآخر قصة كتبتها أمس. أري بعيني المبدع المحايد فرقاً شاسعاً من حيث اللغة. البناء. الثقافة. الرؤية. أنا أكتب القصة مثل لسعة النحل سريعة. وخفيفة. وقصيرة. ولكن بها كماً هائلاً من الرؤي الفلسفية. بحيث يحق لي أن أقول أني صاحبة فلسفة خاصة. صنعتها علي مهل. وفي عزلة تامة. وعلي حدة. فلسفة شربت من ثقافة الجسد. وثقافة الحياة الشعبية. والثقافة الورقية. والتاريخ والحب والموت والوحدة.
جينات أدبية
القاصة والناقدة منار فتح الباب لا تشعر - كما تقول - أنها تحققت كإنسانة إلا من خلال تحققها ككاتبة. ففي الكتابة أحلق في عالم الحرية الذي لا يتاح لي في الواقع. أعبر عن الأنثي بحرية. أعبر عن المرأة. الكاتبة. عن الرجل. عن الإنسان. أكتب آرائي في المجتمع. والعلاقة بين الرجل والمرأة. أكتب نثراً يشبه الشعر كثيراً. وأشعر بلذة لا متناهية بينما أكتب. وعند اكتمال الكتابة أشعر بإشباع وارتياح كأني امتلك العالم. نعم. إن كتابة المرأة تحقق ذاتها. والعكس صحيح. فالكاتبة التي تتوقف عن الكتابة أجدر بها ان تموت صمتاً. إنني أقتنص لحظات النقاء والبراءة والأمان الأبدي حين ألتحم بإبداعي متشكلاً علي الورق. ومن قبل ذلك ألتصق بجنين الكتابة متشكلاً في حلم يقظة. وحين أكتب أشعر بالخلود الذي كان يشعر به المصري الفرعوني القديم وهو يبني الأهرامات. وينقش علي جدران المقابر.
في مجموعتي الأولي"لعبة التشابه" كنت أحكي سيرة ذاتية للطفلة الأنثي. وأفلسف فكرة التشابه. أحاول أن أقترب من الآخرين دون خوف. وعلي الرغم من ميلي نحو كتابة السيرة الذاتية. فقد اهتممت بقضية الحرية لدي الإنسان في تعبيره عن ذاته. وفي مجموعتي الثانية "القطار لا يصل إلي البحر" اعتمدت اللغة التشكيلية للقص. بعد كبت موهبة الرسم داخلي. وتأكدت أن الكتابة هي المعادل الوحيد للحياة نفسها. وفي مجموعة "القطار لايصل إلي البحر" أتميز ككاتبة بابتكاري رمزاً واسعاً للطموح الإنساني هو القطار. وأبتكر معادلات موضوعية لمناقشة قضايا مثل كبت الأنثي والحرية والاغتراب والظلم الاجتماعي والنفاق الإعلامي والتعبير عن ثنائيات الحياة. الموت والحلم. الحقيقة. الوهم والكوابيس التي تختلط بالحقيقة.
وبعد انتهائي من مجموعة "القطار" كنت أتصور أنني لن أكتب ثانية. ذلك هو ما أحسه أحياناً بعد كل عمل. لكني أبدعت "ظلال وحيدة" التي تعد رواية قصيرة مقسمة إلي أجزاء. تحكي - في بعضها - عن تخيل زوجة تأخرت في الإنجاب أنها أنجبت طفلة تعيش معها. ولعلي أري أن البذرة الجينية للأدب التي ورثتها عن أبي الشاعر الكبير حسن فتح الباب تنقذني دائماً من شبح التوقف أو الوهم بالانتهاء ككاتبة تبوح بأسرارها من خلال القص.
وتشير القاصة منال السيد إلي انشغالها بالصمت منذ طفولتها. فلم يكن بينها وبين أفراد الأسرة حوار. بسبب ترتيبها بين أفراد أسرتها. وتقول منال: كنت أتمني ان أعيش الحياة لا أكتبها. ليس لدي أفكار منظمة تجاه العالم ولا أريد أن أغير العالم. ظللت فترة طويلة أكتب ولا أعرف أن هذا الذي أكتبه سينشر. كنت أظن أني ألعب. وأخذني من أقتنع بما أكتب. فنشر لي قصة. كما نشر لغيري من أبناء جيلي.
والغريب - والطريف - ان الناس استقبلوا مجموعتي الأولي "الذي فوق" بما كان يحفل به من أخطاء. وظل اسمي مقترناً بتلك المجموعة. لكن مجموعتي الثانية "أحلي البنات تقريباً" - رغم أنها أكثر نضجاً - لم تحقق النجاح الذي حققته المجموعة الأولي. لم أكن أعترف بوجود تصنيف جنسي للكتابة. وكان رأيي أن القيمة هي الفن. لكنني بدأت - ككاتبة - أحتفي بكتابة الأخريات. وبدأت أسعد بمنجزات المرأة الكاتبة.
ورداً علي مداخلة من الأديب عبد الناصر العطيفي قالت صفاء عبد المنعم: فكرة ان أكتب بضمير الأنا. كانت تدفع أي قارئ - حتي لو كان مثقفاً - إلي البحث عما إذا كانت التجربة شخصية. وحقيقية. ولكن مع جدية الكتابة انبثقت شخصية الكاتبة من النص بشكل عام. وتأكد أننا كاتبات بحق وحقيق.
تجارب
وقالت منال السيد في مناقشتها لمداخلة الأديب طه عبد المنعم: كتابة الجسد لا شأن لها بالدين. الجسد الذي أعنيه هو الجسد الثقافي. أن أفتح الباب علي الثقافي بداية من التاريخ ثم وجهة نظرك المحملة بالتجارب الجديدة ووجهات النظر المختلفة.
وعن سؤال للأديب فايز أحمد حول الموضوعات التي تتفوق المرأة في كتابتها عن الرجل. قالت صفاء عبد المنعم: هناك التجارب الشخصية. ونظرتي إلي الأشياء التي رأيتها حين تدخل في ذاتي تختلف عما يكتبه غيري. اضافت: لقد تحدثت - في دقائق قليلة - عن تجارب عشرين عاماً من الألم والقراءة والقهر. وأملنا أن نفيد الأصدقاء بهذه الخبرة الطويلة.
وتعددت المداخلات من هاني صلاح وإبراهيم السيد وعائشة عبد الواحد وهدي توفيق وغيرهم حول رفض تقسيم الأجيال. وتقسيم الكتابة إلي نسوية وذكورية. وهو ما رفضه الأديب صبحي شحاتة الذي أكد علي المذاق الخاصة للكتابة النسوية. لكن المشكلة تكمن في الثقافة التي نعيش فيها. وهي ثقافة تغلب كل ما هو ذكوري. فهي ذات مركز واحد.
..................................
*المساء ـ في 27/10/2007م.







 
رد مع اقتباس
قديم 09-12-2007, 02:34 PM   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
د. حسين علي محمد
أقلامي
 
إحصائية العضو







د. حسين علي محمد غير متصل


افتراضي رد: حوارات في الأدب والثقافة

حوار حول كتاب الطفل
----------------------

بمناسبة اليوم العالمي لكتاب الطفل:
يوسف الشاروني: قلة النصوص الجيدة.. أولي المشكلات
د. حسين علي محمد: النشر يحتاج إلي مال قارون وصبر أيوب
نادر أبوالفتوح: قصص الأطفال أوفر حظاً من الكبار

حوار: د. زينب العسال
...........................

اليوم العالمي لكتاب الطفل الذي احتفلت به مصر هذا الأسبوع من خلال وسائل الإعلام المختلفة. أثار قضية كتاب الطفل: هل يعاني أزمة مثل التي تواجه الكتب الأخري؟ هل أصبح الكاتب يدفع للناشر استمراراً لظاهرة النشر العشوائي التي تنتشر كالبثور علي وجه حياتنا الثقافية. أو أن كتاب يجد من الرواج. ومن الاحترام. ما يدفع للناشر إلي البحث عن الكتاب الجيد الذي يدفع لمؤلفه ما يستحقه من مقابل مادي؟
يلاحظ يعقوب الشاروني أنه لا يوجد كاتب أطفال يدفع للناشر حتي ينشر كتابه. في حين أن هذا هو السائد في عالم كتب الكبار. بل إني علي ثقة أن كاتب الطفل الجيد سيجد من ينشر له. سواء في المجلات. أو في دور النشر. وحين أجلس مع رؤساء التحرير يشكون من قلة النصوص الجيدة. بالإضافة إلي أن هناك كتاباً ذات مستوي أعلي من المتوسط. ولابد من أن يكون كتاب الطفل جيداً. لكن هناك كتباً للأطفال من الهواة. وهي للأسف دون المستوي. فسهولة النشر تجعل العرض أكبر من المعروض الجيد. ورغم الكثير من دور النشر. وصدور السلاسل التي تنشر كتب الأطفال. فإن حركة التقييم والنقد غير موجودة إلا من خلال ندوة دائمة في مكتبة سوزان مبارك. ومن المؤكد أنه لن يرتقي أدب الطفل أو الكتابة للأطفال. إلا بوجود حركة نقدية تعزز الكتابة الجديدة. وتشير إلي العيوب.
وفي تقدير نادر أبوالفتوح أن كتاب الطفل أكثر حظاً من كتاب الكبار. لعدة أسباب. أولها أن نسبة الأمية في الكبار مرتفعة. أما نسبة الأمية بين الأطفال فأقل كثيراً. ثاني الأسباب أنه بعيداً عن المكتبات العامة توجد مكتبة الأسرة. حيث توفر كتاباً للطفل يقتنيه بمصروفه. وثالث الأسباب أن هناك سلسلة تنشر كتب الأطفال بانتظام منذ سنوات. وهي سلسلة كتاب قطر الندي. وهذا الكتاب منتظم في الصدور. بالإضافة طبعاً إلي مكتبات الرعاية المتكاملة. والمكتبة المتنقلة. ومكتبة القرية المحمولة التي توضع علي الشجرة. وقد شاهدت مشهداً رائعاً في الفيوم: الطفل في الغيط وقت الراحة يقرأ الكتاب تحت الشجرة. إن كتاب الكبار يعاني محنة الشاشة وأخواتها. لكن هذه الوسائط لم تأخذ الطفل حتي الآن من الكتاب. فليس كل طفل لديه كمبيوتر. وإن كان في استطاعة الطفل أن يشتري كتاباً. باعتباره أقل تكلفة من الإنترنت. وبكل ثقة أقول إن كتاب الطفل يعيش الآن فترة ازدهار رائعة وحقيقية. لم أرها في حياتي. هناك الحملات الإعلامية لتوعية الأسرة. والأب يرجع إلي أبنائه وفي يده كتاب لهم. وإذا وجد الكتاب وسيلة للإعلام عنه. فسوف يكون مصدراً للدخل. ومن الممكن أن تقل تكاليفه أو خسائره. لو ساهم رعاة ورجال أعمال في الطباعة ونشر كتب الأطفال. سوف يقل العبء علي الدولة لأنها تخسر الكثير في كتاب الطفل.
وتؤكد فدوي البستاني: نعم. يعاني الكتاب مثلما يعاني كتاب الكبار. فليس من عادتنا المهمة القراءة وحب المطالعة. والكتاب للأسف سلعة غير مطلوبة. تضيف البستاني: علينا أن نعرف أن كتاب الطفل أكثر تكلفة في إخراجه من كتاب الكبار. وهذا بالطبع يؤثر علي سعر الكتاب. كما يعاني الكتاب من قلة التوزيع. حتي في المعارض المتخصصة لكتاب الطفل. وهناك صعوبة في إيجاد نص جيد. هذه حقيقة أنا كناشر أعاني منها. وهناك قلة من الفنانين الجيدين الذين يرسمون لكتب الأطفال. لذلك لجأ الناشرون لشراء حقوق نشر قصص الأطفال من دور النشر الأجنبية لضمان جاذبية الرسوم.
ويذهب الشاعر والناقد د.حسين علي محمد إلي أن المشكلة تتسم بالعمومية. وهي تتصل بصناعة الكتاب في مجملها. لماذا يطبع من الكتاب الواحد في دول العالم المتقدم ملايين النسخ. بينما يقتصر عدد المطبوع في بلادنا علي بضعة آلاف سقفها عشرة آلاف نسخة. مع ذلك فإنها تحتاج كما يقول المثل الذي يردده الناشرون إلي مال قارون وصبر أيوب. بمعني أنها تحتاج إلي الإنفاق الكثير. ثم تحتاج إلي الوقت الطويل الذي تحصل فيه علي عائد التوزيع. قد تبدو المشكلة صعبة. لكن الحل السهل يأتي في اعتماد مكتبات المدارس والجامعات والأندية والهيئات الحكومية والأهلية مخصصات حقيقية لشراء الإصدارات الجديدة. سواء للصغار أو الكبار. بحيث يجاوز الكتاب ما يعانيه من أزمات. لا تقتصر علي مرحلة سنية ما. ولكنها تشمل كل الأعمار. وتتصل بصناعة الكتاب بصفة عامة.
جوائز عالمية
ويري الشاعر أحمد فضل شبلول أن حال نشر كتب الأطفال في بلادنا لا يسر. لأن معظم الناشرين في هذا المجال لا يريدون الاستثمار في هذا الجانب. لارتفاع تكلفته من ناحية. وعدم حصولهم علي المردود والمأمول من ناحية أخري. والحق أن نشر كتب الأطفال مقارنة بأعمال الكبار يتطلب فنية عالية في الإخراج. ونوعية معينة من الورق. وحروف أكثر سماكة. وتشكيل كل حرف. حتي الغلاف لابد أن تكون له مواصفات معينة. فمن الممكن أن يعد من القماش مثلاً. أو البلاستيك. أو أية خامات أخري غير الورق المقوي والكرتون. وهناك محاولات جادة في هذا المجال مثل كتاب قطر الندي. وإذا انتقلنا إلي الجانب الالكتروني. سنجد أيضاً أن مواصفات إصدار أسطوانة مدمجة للأطفال. سيختلف كثيراً عن مواصفات إصدار أسطوانة مدمجة عادية أو للكبار.. فالتقنيات المستخدمة للأطفال من مادة مسموعة ومرئية ومحركة وألعاب وتسالي وفوازير ولقطات فيديو وغير ذلك. غير التقنيات المستخدمة أو المقدمة للكبار. وأعتقد أننا مازلنا نحبو في هذا الجانب. مع تقدير لكل الجهود المبذولة. أو التي تحاول خوض هذا المجال.
ويقول الفنان التشكيلي صلاح بيصار أنه رغم الجهود الكثيرة التي بذلت في السنوات الأخيرة بالنسبة لكتاب الطفل. خاصة بعد جائزة سوزان مبارك التي جعلت من كتاب الطفل صناعة حقيقية. تتضافر فيها كل الجهود من الناشر إلي المؤلف إلي الرسام. ورغم أن كتاب الطفل المصري حصل علي جوائز عالمية عديدة. فإن كتاب الطفل المصري يعاني أزمة حقيقية. فليس من المعقول أن أقصي عدد لطبع الكتاب لا يزيد علي خمسة آلاف نسخة. وقد لا يطبع منها ثانية في مجتمع يتجاوز عدد سكانه 70 مليون نسمة. المشكلة هنا أن نحتاج إلي كتاب شعبي. بمعني أن هناك مرحلة سنية من 12 إلي 15 سنة تحتاج إلي كل الجهود لتحصل علي مطبوعة أنيقة وبسيطة. ومن الممكن أن تكون مطبوعة أسود وأبيض. لكنها تحسن مخاطبة الطفل في هذه المرحلة بشكل غير مباشر. من خلال الاقتراب من مشكلاتهم الحقيقية. وتقديم إبداعات تجيب علي هذه المشكلات. فحتي الآن لم تتطرق كتب الأطفال إلي مشكلات الموت. والعالم الآخر. والانفصال الزوجي. وأطفال الشوارع.. هذه المشكلات عالجتها كتب الأطفال الأجنبية بشكل بسيط وجذاب. وقد استمد بعض الكتاب من ألف ليلة وليلة عناصر من الجذب والتشويق. لقد حققت هذه الكتب رواجاً وإقبالاً من الكبار والصغار.
...............................
*المساء ـ في 8/4/2006م.







 
رد مع اقتباس
قديم 25-11-2009, 04:03 PM   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
د. حسين علي محمد
أقلامي
 
إحصائية العضو







د. حسين علي محمد غير متصل


افتراضي رد: حوارات في الأدب والثقافة

(36) حواران مع الدكتور أحمد زلط:
الموهبة وحدها لا تصنع مبدعاً

حاوره: أ.د. حسين علي محمد

أدب الطفل في أدب اللغات العالمية من تخصصات الأدب الدقيقة والمتجددة، وقد شهد القرن الأخير اهتماما متزايداً من الدول والمبدعين بغية تحقيق الأهداف الإنسانية المرجوة من ذلك الفرع الأدبي الحيوي من فروع شجرة الأدب الكبرى. وفي الأدب العربي ظهرت كواكب لا يُستهان بها من المُسهمين في دفع مسيرة ذلك اللون الأدبي، وقد برز اسم الدكتور أحمد زلط (المولود عام 1952) كأول أكاديمي عربي تخصص في أدبيات الطفولة من كليات الآداب، وقد أصدر عدداً من الكتب في هذا المجال الخصب، منها: "أدب الطفولة: أصوله، مفاهيمه، رواده" (أربع طبعات)، و"أدب الأطفال بين أحمد شوقي وعثمان جلال"، و"أدب الطفولة بين كامل كيلاني ومحمد الهراوي"، و"الطفولة والأمية"، و"رواد أدب الطفل العربي"، و"أدب الطفل العربي: دراسة في التأصيل والتحليل"، و"الخطاب الأدبي للطفولة" .. وغيرها، وقد انتهى مؤخراً من إعداد أول قاموس مصطلحي لأدب الطفل العربي (في فنونه، وتربيته، وأدبه، وثقافته) .. وقد حاورته حوارين عن تجربته الإبداعية قاصا، وتجربته النقدية في أدب الطفل:
1-الأديب(1):
*ما القضايا التي تؤرقك كأديب؟ وهل انعكس ذلك على إبداعاتك ؟
-من المؤكد أن بؤرة اهتمامات الأديب تتركز بداية حول ذاته قبل أن تؤرقه قضايا الآخر أو هموم المجتمع وتطلعاته؛ فالكتابات الأولى للأديب لا تكون محملة في مجملها بالقضايا المحفزة للإبداع أو الإنجاز، وإنما تجمع بين الفعل الإبداعي المعلن عن موهبة المبدع وبين الأنا المتمايزة في ذاتيتها للمبدع في ذاته. وعندما ينغمس الأديب مع الآخر تتبدّى الخبرات والمواقف والعوالم التي لا مناص منها .. هنا تؤرق الأديب بعض قضايا المجتمع، فينفعل بها، ويختزنها، وتظل تؤرقه إلى بدء عملية الشروع في التعبير الإبداعي.
وتجربتي الخاصة مع ما يؤرقني أجدها لخطة استشعاري أوجه الظلم أو القبح في شتى صنوف الأفعال الشريرة للبشر، وعلى وجه الخصوص الأنموذج الناهب، بكل ما يحمل هذا الأنموذج من فساد وإفساد. وكان من المنطقي في ظل تلكم الرؤية أن أرسم بقلمي صوراً مغايرةً تهدف إلى الإصلاح .. إصلاح الفرد في سياق المجتمع ككل، ومنه يشتم في قصصي الرؤية الأخلاقية المبررة بالفن مع اعترافي أن قصص البدايات لديَّ غَلَّبت الطابع الأخلاقي على حساب مصلحة الفن، وبتمرس الكتابة والوعي بأدوات أدب القص عقدت مزاوجة بينهما .. إذن فرؤاي تنبعث من منطلق أخلاقي وحضاري يطرق الواقع في وعي وإحساس اجتماعيين .. والأحداث والشخصيات والأماكن والأفكار في قصصي صدى لكل ذلك، ولعل مجموعتي القصصية الثانية "المستحيل" أكثر فنية حول ذلكم المفهوم.
*ما أهم سمات أبناء جيلك ؟ وهل أنتم تتميزون عن الجيل السابق؟
-سمات أبناء جيل السبعينيات شائكة بمنجزاتها وانكساراتها، فالسمات غير فارقة بسبب التشرذم والشتات، وتغليب قضايا "الأدباء" على قضايا "الأدب" ، وانقطاع التواصل الحقيقي بين الأجيال بسبب "الأنا الضيقة" تارة، وسيادة أصحاب الصوت العالي في وسائط الثقافة والإعلام تارة ثانية. لكن تبقى بعض السمات الواضحة في نتاج بعض أدباء السبعينيات، من مثل: محاولة الجمع بين القديم والجديد، والمغامرة والتجريب في الأنواع، وقراءة المدارس أو المذاهب المعاصرة في أدب اللغات الإنسانية .. وغيرها.
أما السلبيات فتبدو في انسحاب بعض الأصوات الأصيلة الجادة من الساحة، واستغراق الحداثيين التام في الأنموذج الحداثي مع العداء للتراث، وطغيان الغموض، أو الوقوع في براثن الأساطير الغريبة عنا، والتطاول على الرموز المقدسة … وغيرها.
إنني مؤمن بإمكان إعادة دراسة ظاهرة الإبداع في الربع قرن الأخير بمنهج محايد يرصد الذخائر في أعماق البحر، بمثل ما يكشف الزبد الذي يُغطّي سطحه المضطرب واللاهث. إن جيلي لا يمكن أن يتمايز عما سبقه إذا استمرأ الحداثة لذاتها، وهي فكرة تنفي تواصل أي إسهام لمنظومة الأجيال في الإبداع الخلاق.
*ألاحظ انشغالك بقضايا النقد. ألا يجني ذلك على عملك كقاص؟ ثم ما مبررات انشغالك بالنقد؟
-اعترف بطغيان انشغالي بالنقد الأدبي على حساب الإبداع القصصي، وبخاصة من ناحية "الكم"، والواقع أريد إلقاء معاذيري هنا بهدف إيجاد تفسير أو دفاع مُعلَّل لذلك.
اكتشفت بعد سن الأربعين أنني لست أحد رموز أدب القص، بينما عرفتني الحلقات الأدبية ناقداً أكثر من كوني مبدعاً في الأساس، فتوفرت على الإبداع النقدي في توجه جمالي يفيد من إبداعية الأدب ونظريات العلوم الإنسانية، وربما كان في مخيلتي ـ دون قصد ـ تحول "النقاد الكبار" من الإبداع إلى النقد، أمثال الأساتذة الدكاترة: عبد القادر القط، ويوسف خليف، ومحمد زكي العشماوي … وغيرهم. فهل أنتظم لأحاول اللحاق بأول أثر لخطاهم الباقية؟
ربما كانت تربيتي في الطفولة تربية ناقدة تطلق العنان لحرية التعبير بالرأي من وراء اتجاهي ـ فيما بعد للنقد. ومن العوامل التي يمكن إضافتها تعضيد جماعة "أصوات معاصرة" لقلمي الناقد من ناحية، ومحاولات في بعض الدوريات لكتابة المقالات الناقدة من ناحية أخرى .. ناهيك عن دور (صالون د. صابر عبد الدايم) في تقديمي المتواصل لجمهور رواده كناقد.
.. لقد تضافرت مثل تلك العوامل، وعملت جميعها مع استغراقي المطوّل في منهج أساتذتي بالدراسات العليا، ومحاولة التعرف على الدور الحقيقي للنقد بدراسة مناهجه ومذاهبه وأعلامه، ومن ثم فقد حاولت المزاوجة بين الاتجاه الأكاديمي والاتجاه الصحافي في أسلوبي لنقد الأعمال الإبداعية .. في ضوء ذلك تراكمت المقالات الأدبية، وتزايدت المؤلفات النقدية بينما تقلّصت القصص. تلك جناية الصحافة والتخصص الأكاديمي في الالتفات إلى النقد دون الإبداع القصصي.
إن المبررات التي طرحتها قد تتغير في القادم من الأيام، وإن كنت أشك في تغليب أدب القص على النقد ذلك لمثيرات، منها أني أشعر بفرحة الكتابة، وبوعي بريقها، وسبر أغوارها عندما أتأمل نصوص الآخر، خصوصا أن فن القصة القصيرة في النثر يظل كالشعر المسرحي في الشعر، يظل في ذيل قائمة الفنون المجمّعة، والتي تلتقط الأدب الروائي في الأعمال التمثيلية في معظم الأحوال، وإن لم تكن كل الأحوال.
إن فن "السيناريو" يتجه للرواية أو القصة الطويلة، ولا أظن أن للقصة القصيرة نصيباً في ذلك، أضف لذلك متطلبات أنهر الصحف للقصة القصيرة جدا، أو قبول الكتابة حسب الطلب! ويبقي القول إنني أبوح بين الحين والآخر بتجربة قصصية خصوصاً إذا كنت في حالة حفز إبداعي أو حالة تأزم مع الآخر، وهي قليلة في الأعم الأغلب.
*ما رأيك في مقولة "نحن جيل بلا أساتذة" التي طرحها القاص محمد حافظ رجب في الستينيات؟
-لا أوافق الكاتب على تلك المقولة لأنها تحمل الشكوى ومرارة الانكسار والتشاؤم، كما يبدو في ظاهرها بعض المغالطات؛ لأن من يعمل في حقل الكلمة له أساتذته ممن قرأ لهم وعنهم، ومن الإنصاف القول إن الأديب يتكون مخزونه الثقافي من رصيد قراءاته، ولأن الموهبة وحدها لا تصنع أديبا مبدعا، فأدواته وتشكيل رؤاه، ونمو محصوله اللغوي مرهونة بالتأثر بمن يقرأ لهم من الأساتذة، و"كم" ما يقرأ، حتى لو لم يلتق بهؤلاء الأساتذة في الواقع.
أما إذا كان مقصد القاص الكبير محمد حافظ رجب من مقولته تلك: الشكوى من عدم متابعة النقاد لنتاج الأجيال المعاصرة، فإن المناخ الثقافي عامة والنقدي خاصة يشهد العديد من الأمراض التي تؤثر بالسلب على مسار الحركة الأدبية والنقدية، وهذا يعني أن ينحت كل جيل أو كل عقد من العقود نقاده، لأن هذا مطلب ضروري، ولكن مع ذلك سيظل تأثير الشيوخ والأساتذة يعمل جيلا بعد جيل، وإن توهم البعض عدم المتابعة بالإهمال، فقد يكون حرصا على سدِّ ذرائع الهالوك أو البعد عن الضجيج من ناحية، وتناوُل الشهد المصفّى في مراحل لاحقة من ناحية أخرى.
*ما رأيك في المطبوعات الأدبية (الماستر) التي يصدرها بعض أبناء جيلك مثل "عالم القصة"، و"أمواج"، و"فاروس" و"أصوات معاصرة" وغيرها؟
-مثلت مطبوعات التصوير الضوئي (الماستر) مرحلة أو فترة من حياة أدباء السبعينيات، كانت صرخة ودليل احتجاج في وجه منافذ النشر الرسمية، وأرى في التجربة بعض النجاحات الجزئية أو الحل المؤقت لإبلاغ الأصوات المحتجبة إلى قاعدة الجمهور القارئ مهما كانت محدودة! لكنني أرى وجوب تطوير شكل الطباعة مثلما طوّر الأدباء تجاربهم، واستوى عودهم، ورسخت أصوات بعضهم.
وليت دراسات تاريخ الأدب المعاصر تتناول بالتأريخ وتحليل المحتوى مثل تلك الإصدارات. إن تكريس دور مثل تلك الإصدارات يجب أن يستمر مع التجويد الطباعي والفني، ومراعاة نبذ التكرار .. وألمح في الثوب الجديد من "أصوات معاصرة" صورة لما يجب التأكيد عليه شكلا ومضمونا .. وبالتالي تتسع القاعدة، وتثبت الظاهرة بما ينشأ حولها من دراسات ورؤى ومراجعات واقتراحات.
*هل تعتقد أن الظروف الأدبية ملائمة لأن تقدم ما تريد تقديمه؟
-على المستوى الوطني أشك في إمكانية أن تتسع دوريات القاهرة العامة والمتخصصة لإسهاماتي أو إسهامات أمثالي ممن ارتبطوا بالأرض في الأقاليم، بينما يُتيح "صندوق البريد" ـ ويناسب ـ الإسهام على المستوى العربي (البحثي والصحافي)؛ فالدار الوطنية للنشر في مصر تحوّلت إلى "هالوك" و"عناكب" و"شبه ملكية لأصحاب الأيديولوجيات المادية، والشلل التي تُسيطر على قنواتها هي ذات الأسماء المتحوِّلة كسلاحف (النينجا)، تمرّر، وتُقدِّم، وتؤخِّر، وتُجيز؛ فالتأشيرات علاقات، والعنوانات التي تصدر تُشير إلى أسوأ ما في المناخ الثقافي من ظواهر سلبية!! لم يبق سوى "الهلال": الأصالة والعصرية والتفرد، وأرى أن المستقبل يحمل على أجنحته تعاظم دور النشر الخاصة مع حركة العلم والأدب في الأقاليم ومراكز الثقافة بها في المحليات، بالإضافة إلى اتساع صوت وصدى "البرنامج الثاني الثقافي"، وهي أوعية جديدة يُمكن إضافتها إلى أدوار دور النشر الكبرى كدار المعارف وهيئة قصور الثقافة المركزية، ودور النشر الخاصة.
إن تجربة أندية الأدب في مدن المملكة العربية السعودية كفيلة بإحداث تغير ثقافي ملحوظ في المناخ الأدبي في مصر لو طُبِّقت في شكلها ومضمونها وغايات أنشطتها وتواصل رسالتها.
إنني، وبطريقة مدروسة، أستطيع نشر نتاجي بعناية دار المعارف ومؤسسات النشر الخاصة دونما تعجل للصدام مع الآخر المسيطر على منافذ الدار الوطنية، وأنهر الصحف أو الدوريات "الملاكي".
*لماذا لم تلجأ إلى المغامرة الأسلوبية كما لجأ بعض معاصريك من أبناء جيلك في مصر والعالم العربي؟ ثم ألا ترى أن مساحة القصص الموباساني تتقلص الآن؟
-المغامرة الأسلوبية تحديث في التشكيل اللغوي في العمل الأدبي بما يُثري التجربة، ومع ذلك لا ألجأ إليها عن عمد في قصصي، وإنما تجيء عفوية من مرجعية الذهن، ومحاولة تطويع الأسلوب لفكرة تلاقح الأنواع: الشعر والنثر وفنونهما. الأسلوب عندي لغة حية متجددة، مدعمة بمنجزات وسائط الاتصال الحديثة والمعاصرة، وبقدر تأثري برواد الأسلوبية الأدبية، فالكاتب هو ما يكتب، وهو ثمرة لما يقرأ ويسمع ويرى.
إن تأثير قصص جي دي موباسان في الأدب المعاصر لا يُمكن أن يُحيل الأداء اللغوي للكاتب إلى "صور باهتة"للمحاكاة، فاللغة التي يعبر بها بالأساليب يظل مصدرها أو نبعها الأساس الجهاز اللغوي الدماغي للكاتب ذاته دون غيره، وإن تأثر أو اقتدى بنهج الآخر تبقى العلامات الدالة على كل، مثل الألفاظ المستعملة (القاموس الخاص)، الجمل القصار "التلغرافية"، تيار الوعي اللغوي الداخلي إلخ.
إن تقلص محاكاة موباسان، أو بوتزاتي، أو ألبرتو مورافيا، أو هوجو وغيرهم، يدل على ما ذهبنا إليه من أهمية مقولة سقراط قبل أن تُعرف الأسلوبية: "تحدث .. أعرف من أنت".
*ما مفهومك للخيال والحداثة في الأدب؟
-الخيال في تصوري قدرة أو استعداد ذاتي لدى الفنان، ويتمايز الفنان على رصيفه في طبيعة الخيال ومستواه، وبقدرة قوة التعبير الخيالي نلمح روعة النص الأدبي وعمق تأثيره .. فالخيال في ضوء ذلك رسم للصور. والصورة التي تستغرق النص أو تسري مادتها بين ثناياه. هي صور الخيال في حيويته وتدفقه غير المتعمد من الفنان، بينما تطل الصورة الجزئية الثانوية معجونة بتعمِّد اختيار الفنان ورسمه، فالخيال في جوهره طبع ورقش كذلك. والخيال بالنسبة للقاص اختزان للمدركات الحسية الإنسانية، ثم إعادة تقديمها في قالب السرد التصويري أو في جملة الأفكار المتخيلة. إنها عملية بنائية في صوغ أدب القص من خلال تنظيم مجموعة من الخبرات الماضية أو الملتقطة من الواقع ذاته، وفي حالة اختيار مفردات الخيال وعناصره يتحول العمل الأدبي إلى توهم. والخيال والتخيل والتوهم والإيهام جميعاً تنتظم عقل المبدع وأحاسيسه: قصديته ورؤاه، خبراته وتحليقاته وموهبته .. بتدفق الصورة المتخيلة ونفاذها، أو بمحدوديتها وجفاف مادتها. تلكم العناصر والأشياء هي التي ترسم للمبدع خياله الفني: الأساس منه والثانوي، بل يتفاوت الخيال في قيمته وفقا لقدرة المبدع على الاتحاد مع عناصر ذلك الخيال.
(يتبع)






 
رد مع اقتباس
قديم 25-02-2010, 02:52 PM   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
د. حسين علي محمد
أقلامي
 
إحصائية العضو







د. حسين علي محمد غير متصل


افتراضي رد: حوارات في الأدب والثقافة

محمد عبد الغني حسن (1907 ـ 1985م)

ـ ولد في المنصورة في 19 من أغسطس سنة 1907م من أبوين من مركز ببا بمحافظة بني سويف.
ـ تخرج في دار العلوم سنة 1932م.
ـ عضو مجمع اللغة العربية بالقاهرة.
ـ عمل في التدريس ثم مديراً للنشر بوزارة الثقافة.
ـ نشرت قصائده ـ في شبابه ـ في الصفحة الأولى بصحيفة «الأهرام»، حتى لقب بـ «شاعر الأهرام».
ـ نشر مئات القصائد والمقالات في "الثقافة" و"الرسالة" و"الكتاب" و"الأديب" و"الهلال" و"الضاد" و"الثقافة" (د. عبد العزيز الدسوقي) ... وغيرها
ـ توفي سنة 1985م.
ـ صدرت له عدة دواوين منها:
1-من وراء الأفق.
2-ماض من العمر.
3-من وحي النبوة.
4-من نبع الحياة.
5-سائر على الدرب.
*وله ديوان مازال مخطوطاً، وعلمت أن أحد الزملاء في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وهو الدكتور حسن النعمي يعدُّ لنشره.
له العديد من المؤلفات الأدبية، منها:
1-بين السطور.
2-الشعر العربي في المهجر.
3-فن الترجمة في الأدب العربي.
4-جوانب مضيئة من الشعر العربي.
5-مي: أديبة الشرق والعروبة.
6-الفلاح في الأدب العربي.
7-من أمثال العرب.
8-ابن الرومي.
9-بطل السند.
10-تميم بن المعز: الأمير الشاعر.
... وغيرها.
***
مع الشاعر والباحث محمد عبد الغني حسن

حاوره: أ.د. حسين علي محمد

انضمّ أخيراً إلى مجمع الخالدين (مجمع اللغة العربية بمصر) الشاعر الكبير محمد عبد الغني حسن.
وقد ولد محمد عبد الغني حسن بمدينة المنصورة بمصر في 19 من أغسطس سنة 1907م من أبوين من مركز ببا بمحافظة بني سويف. وقد حصل على ليسانس كلية دار العلوم سنة 1932م، وقد كتب في الدراسات الأدبية أكثر من عشرين كتاباً، منها «الشعر العربي في المهجر»، و«جوانب مضيئة في الشعر العربي»، و«فن الترجمة» ... وغيرها.
وله عدة دواوين شعرية، أولها «من وراء الأفق» و آخرها «سائر على الدرب» ..
*كيف يُمثِّل التراث تياراً دافعاً في حركتنا الأدبية؟
-أرجو من القارئ العصري ألا يعد توجيه هذا السؤال من ناحية، ومحاولة الجواب عنه من ناحية أخرى بُعداً عن روح العصر وإغراقاً في «السلفية » التي يؤسفني أن الجيل الحديث قد انصرف عنها، وقطع ما بينه وبينها .. وكأنا يا أخي أصبحنا نعيش على اللحظة الحاضرة، وعلى الساعة التي نحن فيها. وكأن ما بيننا وبين ماضينا قد انبتت أواصره وتقطّعت أسبابه.. فصار جيلنا المسكين منقطعاً عن ماضيه مبتوتاً عن جذوره، وصار كالولد اليتيم الفريد، لا سند له من والدين ولا كيان له من أسرى، ولا مرجع له من أهل. وكيف يعيش مثل هذا اليتيم الحائر الضائع؟
إن من لا ماضيَ له يُحاول أن يخلق له ماضياً يعود إليه، وقد رأينا أمريكا كلها ـ بشمالها وجنوبها ـ وهي حديثة الميلاد، حديثة التاريخ بالنسبة إلى أمم أخرى عريقة الأنساب تُحاول أن تخلق لها ماضيا "مقدسا" من ماضيها القريب الذي لا يتجاوز ثلاثة قرون أو أربعة .. ورأيتُ بعيني في البرازيل كيف يتشبث القوم هناك بكل أثر أو معلم أو بناء لا يزيد عمره على مائة عام، فيقيمون حوله الأسوار، ويجذبون إليه الأنظار، ويُسجلونه على أنه أثر من الآثار. ورأيتُ القوم في شمالي البرازيل يتحدثون أعجب الأحاديث عن كنيسةٍ بلغ عمرها قرابة ثلاثمائة عام، ويعدونها تراثا عالميا وذخراً تاريخيا ثميناً .. فما بالك بتراثنا وآثارنا وهي ترجع إلى عشرات المئات من السنين؟ وما بالك بتراثنا العربي وهو يرجع إلى خمسةَ عشرَ قرنا؟
ألا يُدركك الزهو يا أخي ويغمرك شعور العز وأنت تقرأ قصيدة لامرئ القيس، أو للنابغة الذبياني، أو لعمرو بن كلثوم كما كان يقرؤها هؤلاء القوم منذ أربعة عشر قرنا؟ وتفهم نصوص هذه الأشعار كما كان يفهمها أصحابها وسامعوهم، إلا ما حدث من غرابة بعض الألفاظ التي أضاعها عدم الاستعمال، فإن الاستعمال هو في ذاته تجديد دائم للغة وإحياء مستمر لها.
ونحن لا نتشبّث بالتراث لأنه شيء قديم أو أثر عتيق، ولكننا نطلبه بإلحاح لنصل ما بين ماضينا وحاضرنا فلا ينقطع ذلك الرباط الوثيق الذي يشد أزمان الأمة كلها بعضها إلى بعض. وقد يكون في التراث القديم ما لا يُلائم حضارتنا المُعاصرة، لأنه كان مُناسباً في زمانه، ومُوائماً في أيامه، ومُلائماً لأذواق أهله واحتياجاتهم في عصورهم القديمة. ولكننا نستطيع أن «نحول» هذا التراث إلى مجرى حياتنا المُعاصرة، وأن نجعل منه مـادة ملائمة لزماننا هذا، وأن نبني عليه أسس حضارتنا الحديثة.
ألست ترى معي أن أوربا في عصر نهضتها قد التجأت إلى اللغتين القديمتين: اليونانية واللاتينية، وجعلت منهما سبباً لقيام نهضتها؟ ثم ألم يعلم هؤلاء المتنكرون لتراثهم العربي، أن الثقافة اليونانية واللاتينية كانت هي الأسس في مدارس أوربا وجامعاتها منذ العصور القديمة؟ ولولا روائع اليونان والرومان في الفكر والفلسفة والخطابة والأدب والقصة والتاريخ والرياضة لما بلغت أوربا ذلك المبلغ العظيم الذي وصلت إليها منذ عصر نهضتها.
فأوربا الواعية العاقلة، والغرب المتنبه اليقظ لم يمسك بفأس ليحطم ثقافة اليونان والرومان، ويقول عنها إنها ثقافة عتيقة غير ملائمة، ولكنه أخذ هاتين الثقافتين وأجراهما مجرى حياته المُعاصرة، واستخرج منها مادة صالحة و«خامة» عظيمة لأسباب تقدمه الفكري.
وما أحوجنا نحن إزاء تراثنا العربي إلى نشره وتقبله ونخله وغربلته واستخراج أكثر ما فيه ملاءمة ونفعاً لزماننا الحاضر. ولن يكون ذلك إلا بالنشر العلمي الصحيح لذلك التراث، وتحقيقه على أسلم أسس التحقيق، والإفادة منه في المجالات التي يحتويها.
وأذكر لك على سبيل المثال كتابيْن يُعدَّان من مفاخر التفكير الإسلامي، وكانا ـ ولا يزالان ـ رائديْن في موضوعهما. أما الأول فهو كتاب «السير الكبير» للإمام محمد بن الحسن الشيباني تلميذ الإمام أبي حنيفة وصاحبه، وقد شرحه الفقيه السرخسي فكان الأصل والشرح من معالم الفقه الدولي الذي تزعم أوربا أنها السابقة فيه، مع أن العرب والمسلمين هم أصحاب الفضل الأول فيه.
فهذا الكتاب الثمين جدا يعد مصدراً قديماً إسلاميا للقانون الدولي، ويكفيه ـ حتى أنه بعد عصر الرومان ـ أول كتاب عالمي في الأحكام والقوانين الدولية المتصلة بالحرب والسلم وآداب الجهاد والأمان والعهود ومعاملة الأسرى على أسس من العبقرية الإسلامية والنزعة الإنسانية التي تُميز بها الإسلامُ في تشريعاته ومُعاملاته.
أما الكتاب الثاني فهو كتاب «أدب القضاء» لقاضي القضاة شهاب الدين ابن أبي الدم الحموي الشافعي المتوفى سنة 642 هـ. ويقدم هذا الأثر النفيس للمشرع العربي نموذجاً عاليا رفيعاً في نظام المُرافعات وأصول التقاضي، ونظام الدعاوى ابتداءً من رفع الدعوى، وانتهاءً بصدور الحكم وتنفيذه. وكأن مؤلف هذا الكتاب ـ وهو من رجال القرن السابع الهجري ـ يضع تشريعاً قضائيا لهذا العصر الذي نعيش فيه.
وتحقيق مثل هذه الكتب التراثية ونشرها اليوم هو إحياء للفكر العربي، ووصْلٌ له، وإجراء له إلى مجرى العصر الحديث. فهو ليس اعتزازاً بتحفة قديمة ثمينة، ولكنه انتفاع بها، وتحويل وجه النفع بها إلى جيلنا الحاضر.
ولقد كانت مصر نشطة منذ أكثر من عشرين عاماً إلى إحياء التراث على أسس سليمة، وكان عندها نخبة من المُحققين أمثال الأساتذة: أحمد محمد شاكر، وأحمد زكي العدوي، ومحمود محمد شاكر، ومحمد أبو الفضل إبراهيم، والسيد صقر، وعلي محمد البجاوي.. وغيرهم من أهل الفضل والعلم ممّن يحول المقام بيننا وبين نشر أسمائهم. ولكن بعض البلاد العربية اليوم قد دخل في هذا الميدان فأحسنه. وهنا نذكر بالإعجاب تلك الجهود الرائعة الموفقة التي يقوم بها مجمع اللغة العربية بدمشق في هذا السبيل؛ فمطبوعاته التراثية حافلة، وتمتاز بالتحقيق الجيد، والإخراج الأنيق، والطبع السليم الخالي من الأخطاء والتحريفات.
إن حركة النهضة الأدبية في مصر في القرن الماضي قد قامت على أكتاف حركة إحياء التراث العربي ونشره، وجهود المطبعة الأميرية في هذا المجال لا تُنكَر.
فلما اطلع الناس على كتب التراث التي طُبعت وأُزيح عنها الظلام تفتّحت عيونُهم على روائع من الفكر العربي والأدب العربي تنبّهوا لها، وحاكوها، ومحمود سامي البارودي وعبد الله فكري، والشاعر شهاب الدين، وعلي أبو النصر، ومحمود صفوت الساعاتي، ومحمد عثمان جلال، والشيخ حسن العطّار، والشيخ حسين المرصفي (صاحب «الوسيلة الأدبية » )، وإبراهيم المويلحي، والشيخ علي يوسف .. هم بعضُ نتاج هذه النهضة.
وكذلك الفترة التي أنجبت طه حسين، وأحمد أمين، والعقاد، والبشري، ومصطفى صادق الرافعي، والمازني، وصادق عنبر، وأحمد ضيف، ومحمد عبد المطلب، وأحمد الإسكندري، وعلام سلامة .. وغيرهم.
فقد قرأ هؤلاء كتب التراث المطبوعة، وأفادوا منها فائدة عظيمة، بل كان بعضهم يحفظها عن ظهر قلب.
فلا أمل لنا في تقدم الحركة الأدبية إلا بالرجوع إلى التراث العربي، ولعله من المُلاحظ أن الأدباء الذين يتمتّعون اليوم بأصالة وعمق أدبيين هم أكثر الأدباء اتصالاً بالتراث العربي ورجوعاً إليه. ولا تعوزني الأمثلة، من أمثلة: د. شوقي ضيف، ود. حسين نصّار، وعلي أدهم المفكر، وسلامة موسى، وعبد الحميد العبادي المؤرخ، ود. أحمد الحوفي، ود. بدوي طبانة، ود. محمد زغلول سلام .. وغيرهم.
*ما رأيكم في حاضر الأدب العربي: إبداعاً ونقداً؟ وهل تقوم المجلات بدورها في إثراء الحركة الأدبية في إثراء الحركة الأدبية؟
-على الرغم من طروء بعض العناصر المسببة (للهزال) في الأدب العربي الحاضر، فإنني لستُ متشائماً من غده. وما تلك العناصر المعوقة إلا طوارئ عارضة، قد يكون لبعضها بريق خادع ـ كحركة الشعر الجديد ـ ولكن البقاء دائماً للأصلح. لقد كان ظهور كتاب واحد جيد يعد علامة من علامات الزمن، أو معلماً من معالم الطريق. فقد كان كتاب «طبائع الاستبداد» ـ مثلاً ـ للكواكبي بُشرى بزلزلة قواعد الحكم المستبد المطلق وظهور حكم الشورى في العالم العربي. وقد كانت «عبقريات» العقاد نواة لتغيير كتب التراجم والسيرة في الأدب العربي الحديث، وقد كان كتاب مثل كتاب «قضايا الفكر في الأدب المُعاصر» للأديب المفكر الرصين وديع فلسطين إيذاناً بانشغال الأفكار بهموم الفكر العربي وقضاياه. ويكفي أن نخرج كل عام بكتاب أدبي واحد يستحق أن نقول عنه إنه كتاب، وأن نضعه في مصاف الكتب الأجنبية التي تزخر بها المكتبة الأوربية أو الأمريكية.
وإذا كنا إلى الآن لم نظفر بأديب عربي حظي يجائزة نوبل فإنه لن يغيب عنا الظروف السياسية التي تحيط بمنح هذه الجائزة.
وقد يكون لاشتقاق اللغة العربية من لغة سامية غير آرية أثر في حرمان الإنتاج فيها بالتقدير العالمي، ومع الترجمة إلى اللغات الأجنبية سيزيد التقدير لفكرنا وأدبنا المُعاصر.
إن «الأصالة» هي العنصر الذي يفتقده أدبنا المُعاصر فأغلب كتابنا المعاصرين يقرؤون كتباً غير عربية، ويتأثَّرون بها، ويحاكونها ويقتدون بها.. تمشيا مع نظرية ابن خلدون القائلة باقتفاء المغلوب أثر الغالب. وقد ظللنا مغلوبين ـ سياسيا ـ زماناً طويلاً، فلا بد من وقت مناسب لكي يظهر استقلالنا الفكري، ويضيع منا أثر «المغلوبية». ولن يكون هذا اليوم بعيداً.
وعلى الرغم مما تقوم به بعض مجلاتنا الأدبية في هذا السبيل، فإن أثرها لا يزال محتاجاً إلى بروز، ثم ما هي هذه المجلات التي أخذت تتضاءل وتنكمش وتنحرف عن رسالتها إلى أغراض أخرى؟
أتظن معي أن «الهلال» اليوم هي «الهلال» منذ أربعين أو ثلاثين عاماً؟ وأين كتابها من طراز محمد حسين هيكل، ومحمد مصطفى المراغي، وأحمد زكي باشا، وطه حسين، ومحمد فريد وجدي، ومحمد كرد علي، وأنيس المقدسي، والعقاد، وسلامة موسى، وحسن الشريف، وعبد الرحمن شكري، والجريديني، وجرجي زيدان .. وغيرهم؟
وهل «الثقافة» الحديثة و«الرسالة» الجديدة هما ثقافة أحمد أمين ورسالة أحمد حسن الزيات؟
وهل عندنا بمصر غير «الهلال» و«الثقافة» التي يرأس تحريرها أخونا عبد العزيز الدسوقي؟
أما مجلة «الوعي العربي» التي تخرج من مدينة القاهرة فهي تمثل اتحاد الجمهوريات العربية، ولكنها لا تتسع إلى ما يمثل آفاق هذا الاتحاد.
ولقد ظهرت في بلاد النفط العربي مجلات رائعة الإخراج كمجلات «العربي» و«الدوحة» و«المجلة العربية». ولكن لا تزال تدخل «المُجاملات» واعتبارات أخرى غير أدبية في الكتابة فيها!!
لقد كان الدكتور يعقوب صروف يؤرقه السهر على تحرير «المقتطف» حتى تخرج كل شهر لائقة بالقارئ العربي والمثقف العربي. وقد كان الشيخ إبراهيم اليازجي كثير الأرق والسهر على تحرير مجلاته، ومنها «الضياء». وكان أنطون الجميِّل ساهراً على تحرير مجلة «الزهور» حتى صارت تحفة في عالم الأدب والصحافة الأدبية، وكذلك كان محمد حسين نائل المرصفي مع مجلة «الجديد»، ولم يقل عنه البرقوقي أرقاً وسهراً وجهداً لإخراج مجلة «البيان».
وليفهم مصدرو مجلات الثراء البترولي أن المسألة ليست مسألة ورق صقيل، وصور ملونة، وإخراج فاتن .. بما تُتيحه إمكانات النفط، ولكن المادة المنشورة هي ذات المحل الأول في الاعتبار .. مع عدم إغفالنا لأثر الورق الجيد، والحرف الجيد والإخراج الجيد.
*هل تروْن أنه سينمو جيل من الأدباء في هذه الظروف: غلاء الورق، وتعذر الطباعة، وعدم إتاحة الفرص أمامهم؟
-ومتى كانت الظروف يا أخي حائلاً بين الأدباء والموهوبين والإنتاج الأدبي الجيد؟ إن الأديب الحق يحتال على كل الظروف ليقوى أمامها، ويتغلّب عليها، ولن تقف أمام موهبة عقبةٌ مهما كانت. ولعلك تود أن تعرف أن الإمام ابن سهل السرخسي القاضي وهو من كبار رجال الأحناف أملى كتابه «المبسوط» في الفقه الحنفي وهو سجين بالجب في (أوزجند) بولاية (فرغانة)، ولم تمنعه قيود الحديد في السجن أن يؤلف كتاباً واسعا يُعَدُّ حجة في فقه الإمام أبي حنيفة.
...............................................
*المصدر: مجلة "الثقافة" السورية، في عدد يوليو 1978م.


</i>






 
رد مع اقتباس
قديم 09-12-2007, 02:36 PM   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
د. حسين علي محمد
أقلامي
 
إحصائية العضو







د. حسين علي محمد غير متصل


افتراضي رد: حوارات في الأدب والثقافة

نوبل جائزة عالمية..ولكن !!
.................................

د. ماهر: القيمة المادية ليست معياراً
د. عتمان: الدافع السياسي له اعتباره في التحكيم
حميدة: جائزة مشبوهة
وفية: اهتمام مثقفي العالم بأدبنا.. أفضل
قدري: حصلت علي مكانتها لأنها قديمة وعريقة
د. مجدي: ينقصنا الكثير لتعريف الآخرين بإبداعنا

حوار: د. زينب العسال
............................

يعلن خلال أيام- وربما ساعات- اسم الفائز بجائزة نوبل في الآداب هذا العام. وهو حدث تنتظره الأوساط الثقافية في كل العالم.. ورغم تعدد الجوائز الأدبية. مثل بوكر. واتحاد الناشرين. وجونكور. وبوليتزر. والفيصل. وغيرها.. فان القيمة الأهم تظل لنوبل. ويفرض السؤال نفسه: لماذا؟ ونضيف سؤالا آخر: هل يمكن إنشاء جائزة عربية موازية لجائزة نوبل. وتقاربها في المكانة والتأثير؟
ليس هناك- علي حد تعبير ماهر شفيق فريد- ما يدعو إلي الدهشة في كون جائزة نوبل أهم الجوائز العالمية. وذلك إذا وضعنا في الاعتبار عدة أمور: فهي أولاً أقدم الجوائز. إذ يرجع عهدها إلي عام .1902 وقد ظلت تمنح بانتظام منذ ذلك الحين. ولم تنقطع إلا مرات نادرة عند نشوب الحربين العالميتين الأولي والثانية. نوبل- ثانيا- أكبر الجوائز قيمة من الناحية المالية. وان كانت قيمتها تتفاوت من عام إلي عام. وقد بلغت في عام 2006 ما يعادل 3.1 مليون دولار أمريكي. وهي- ثالثاً- كانت من نصيب أدباء عالميين. لا خلاف علي عظمتهم. مثل طاغور وإليوت وفوكنر وبيكيت وكامي. ومن ثم كانت تتويجاً لانجازهم عبر حياة أدبية كاملة. وهي- رابعاً- جائزة عالمية. فاز بها أدباء من القارات الخمس. وان كانت الولايات المتحدة الامريكية وفرنسا هما أكثر الدول حصولاً عليها- وهي- خامساً- جائزة واسعة الأفق. لا تقتصر علي اتجاه دون اتجاه. فقد حصل عليها يمينيون مثل الشاعر الاستعماري الانجليزي كبلنج. ويساريون مثل شاعر شيلي نيرودا. ومؤمنون مثل مورياك. وملحدون مثل سارتر. ومحافظون مثل تشرشل. واشتراكيون مثل برناردشو. فضلاً عن انها شملت ممارسي مختلف الأنواع الأدبية من روائيين وشعراء ومسرحيين ونقاد. بل كانت من نصيب فلاسفة مثل برجسون وراسل. ومؤرخين مثل تشرشل. ومن ثم تنقلت عبر مختلف درجات الطيف الثقافي. ولا أعتقد- والحال هكذا- أننا نستطيع ان نوجد جائزة عربية توازيها في المكانة. هناك جوائز أدبية أوروبية وأمريكية كثيرة. تحظي بالاحترام. مثل جونكور وبوكر وبوليتزر وسيرفانتس. لكنها لا ترقي إلي مقام نوبل. نوبل تكتسب مصداقيتها- إلي حد كبير- من وضع الدولة التي تمنحها. وهي السويد التي عرفت بحيادها وبعدها عن المنازعات الدولية. ولاشك ان في البلاد العربية من يملك- بفضل ثرواته البترولية- ان يمنح جائزة أكبر قيمة مادية من نوبل. لكنه لا يملك أن يمنحها القيمة المعنوية التي انعقدت حول نوبل. نتيجة لتضافر عوامل التاريخ والجغرافيا والمثل الأعلي الذي أرساه نوبل. حين أراد أن يكفر عن اختراعه الديناميت بمنح جوائز تعمل علي تقدم العلوم والآداب. وخدمة قضية السلم العالمي.
ترشيحات
ويري د. أحمد عتمان ان جائزة نوبل لابد ان تؤكد علي أهميتها. ليس بالقيمة المادية. وإنما بطريقة الترشيح. فمن يكتبون الترشيحات ينتمون إلي العديد من الدول. ومنه شخصيات عربية. فهي إذن جائزة عالمية. لأن الترشيح يأتي من كل بلاد العالم. سواء في الشرق أو الغرب. إلي جانب طريقة العمل بواسطة لجان متعددة. تشمل قوميات متعددة. وهذا ما يعطي الجائزة أهمية. وكأن العالم كله يشترك فيها. مع ذلك. فان لنا عليها مآخذ. مثل وجود الدافع السياسي أحياناً. لقد حصل عليها نجيب محفوظ. وكان يستحقها كذلك طه حسين والحكيم والعقاد وغيرهم. المشكلة في عالمنا العربي ان معظم الجوائز تحكمها الذاتية. قد لا يكون العيب في القائمين علي الجوائز. لكن الجو العام يحتم ان يتم اختيار المرشح من قبل صديق أو حبيب. واذا كان فلان لا يعجبني فإني أحرمه من الترشيح للجائزة. وهذا خطأ فادح. فلابد من الموضوعية والتحرر من أية عوامل شخصية. وإعطاء الجائزة لمن يستحقها بالفعل. الجوائز تذهب- في معظم الاحيان- إلي غير مستحقيها.. من الناحية المادية فان مجموع الجوائز التي تمنح في الوطن العربي تفوق نوبل عدة مرات. سواء في مبارك والتقديرية في مصر. والتقدم العلمي في الكويت. والفيصل في السعودية. فلماذا لا يجتمع الوطن العربي حول جائزة واحدة. تفوق نوبل. وتعطي لأي شخص سواء كان عربياً أم فرنسياً أم روسياً أم أمريكياً في العالم العربي هناك إمكانيات هائلة. لكنها مهدرة.
أما الشاعر عبدالقادر حميدة فهو يجد أن نوبل- رغم ذيوع صيتها- جائزة مشبوهة. وان كانت فوائدها أعم من الشبهات التي تحوم حولها.. ويقترح حميدة رصد جائزة للمبدع والعالم والمفكر العربي تكون نابعة من تراثنا وتقديرنا للفكر والابداع. جائزة الملك فيصل تتكامل فيها شروط الجائزة علي مستوي العالم العربي كله. وبالنسبة لمصر. فإنه ينبغي ان نحاول النهوض بالحركة الثقافية والفكرية العربية. ويؤثر في مستوي إبداعه. علينا- اذا فكرنا- في إنشاء جائزة عربية أن تنبع من تراثنا وفكرنا. لابد أولاً من الاهتمام بالبذرة حتي يتم لها الخصوبة. ولتكون مؤهلة للحصول علي الجائزة. إضافة إلي ان يعطي للمبدع الحرية في الابداع والتعبير عن الرأي.
جوائز للآخرين
وتري الكاتبة وفية خيري ان نوبل جائزة لها تاريخ. ولها سمات محددة منذ نشأتها ومن الأصوب ان نفكر في عمل جائزة لها هدفها الموازي. وهو ما لن يتم الا اذا فكرنا ملياً في الهدف الذي ننشده من إنشاء الجائزة. قد يكون الهدف تعرف الآخر إلي آدابنا وتراثنا وثقافتنا. أي أننا نعطي الجائزة للآخرين. سواء في الشرق أو في الغرب. بما يشجع المفكرين والأدباء والنقاد في الخارج أن يهتموا بالعرب ومشكلاتهم. ليتنا نخصص جائزة للفكر والعلوم ثم نخصص جائزة ثانية للابداع كخطوة تالية. فلدينا حالياً عدة جوائز تغطي المجال الأدبي.
ويعيد كاتب أدب الرحلات حسين قدري إلقاء السؤال: لماذا جائزة نوبل هي أشهر وأهم الجوائز العالمية؟ ويجيب: أتصور ان السبب في ذلك مبرر الجائزة نفسها. يبدو واضحاً من أسباب إنشاء الجائزة أنها نوع من تكفير الذنوب. الخواجة السويدي ألفرد نوبل حين اخترع البارود فرح باختراعه كاكتشاف انساني جديد. يمكن ان يضيف لتطور البشرية. وقد ظلت نوبل هي الأصل. والباقي تقليد. لأنها تعطي في فرع واحد من فروع العلم والحياة. والجوائز الأخري تعطي في فرع واحد من فروع الأدب أو الصحافة. نوبل قديمة وعريقة. والجوائز الأخري بنت امبارح لأنها تعطي لمن يحصل عليها "القيمة" وكأنه علي قمة أعلي جبل في العالم. بينما الجوائز الأخري ينسي اسم الحاصل عليها بعد أسبوع واحد.
ويشير د. مجدي توفيق إلي أن جائزة نوبل تكتسب قيمتها من النظام الدقيق الذي تتبعه في اختيار الفائزين. بصرف النظر عن الاتفاق مع الاختيار أو الاختلاف معه. فهو علي الدوام دقيق ويتميز بشبكة ضخمة من الترشيحات. تغطي آداب العالم إلي حد كبير. مما يحقق لها قدراً كبيراً من الاهتمام الاعلامي الذي يساعد علي جعل الأديب الفائزة في كل عام- محل اهتمام كبير في ثقافات العالم المختلفة والمطلب الأهم- في تقدير د. مجدي- هو ان نعيد تقويم مؤسساتنا الجامعية لتكون لها القدرة علي تقديم معرفة حقيقية غنية وواسعة بالأدب العالمي. أتمني- في الوقت نفسه- ان تتجاوز الجامعة العربية محاولاتها لتقديم معرفة ضئيلة بالأدب العربي. إلي محاولات أكثر مسئولية وجدية وتأثيرا. فنغرس في الناس عادة القراءة. ونوفر لهم المكتبات العصرية. ونعين دور النشر العربية علي أداء الدور المأمول منها.
..........................
*المساء ـ في 6/10/2007م.







 
رد مع اقتباس
قديم 09-12-2007, 02:38 PM   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
د. حسين علي محمد
أقلامي
 
إحصائية العضو







د. حسين علي محمد غير متصل


افتراضي رد: حوارات في الأدب والثقافة

كيف يتحول التاريخ إلي نص روائي..؟!

د. صالح مفقودة: لابد من الإلمام بالأحداث.. قبل التعامل مع أي عمل أدبي
د. عمار شلواي: الإبداع يستلهم شخصيات من الماضي ويعالج الواقع الحالي
الحكيم واجه الزمن.. في "أهل الكهف"

حوار: د. زينب العسال
...............................

الندوة عن التاريخ والإبداع.. كيف تتحول الفترة التاريخية إلي نص إبداعي؟ ما الحد الذي يجب أن يلتزم به الفنان في رؤيته للتاريخ. وصوغه في عمل أدبي. "قضايا أدبية" دعت إلي الندوة في مقر رابطة الأدب الحديث. تحدث فيها الناقدان الجزائريان د. صالح مفقودة ود. عمار شلوي. وشارك بمداخلات وأسئلة عدد كبير من المبدعين والنقاد..
تحدث د. صالح مفقودة عن تناول الكاتب الجزائري "واسيني الأعرج" لبعض أحداث التاريخ. وأكد أن قاريء "واسيني" يلزمه الرجوع إلي بعض الكتب التاريخية. فقاريء رواية "نوار اللوز" - علي سبيل المثال - في حاجة إلي قراءة سيرة بني هلال. وقراءة رواية "فاجعة الليلة السابعة بعد الألف" تستلزم مراجعة بعض الأمور التاريخية عن حضارة العرب في الأندلس. لقد اتخذ واسيني من "ألف ليلة وليلة" إطارا لروايته. مع تغيير في عناصر الحكاية التراثية المعروفة. فمن حيث راوي الحكاية نجده عند الكاتب دنيا زاد وليست شهرزاد المعرفة ودنيا زاد هي أخت شهرزاد. وتقول ما لم تقل أختها من قبل. تلك التي تعرف الحقيقة. لكنها أخفتها عن الملك شهريار. وعدد الليالي في رواية "واسيني" يزيد قليلا ليصل إلي الليلة السابعة بعد الألف. وللرقم سبعة تواجد كبير في الرواية. وله دلالة معينة هي الكلية والتمام. فوصول الليلة السابعة يعني نهاية حكم الحكيم شهريار. تحكي دنيا زاد للحكيم عن قصة البشير الموريسكي الذي انتظرته الرعية. وانتظره علماء المدينة. والذي عاد من الكهف بعد طول السنين ليعمل علي التغيير.
شخصية البشير الموريسكي ليست شخصية مجسدة بقدر ما هي شخصية فكرية. لذلك فهي تستبدل بشخصيات تراثية أخري. والبشير الموريسكي عاد من الكهف. واختلفت حوله الآراء. فهناك من يقول إنه طرد من الجنة لأن الجنة أغلقت أبوابها منذ دخول الصحابي الجليل أبي ذر الغفاري مجللا بالعطش. وهناك من يقول إنه طرد من النار لأن سياسته فاقت كل تصور. وبعضهم يقول إنه بعث ليعيد الرواية إلي مسارها الحقيقي بعد أن زيف الوراقون الرواية. والوراقون يرمزون إلي المؤرخين الذين يزيفون التاريخ. هؤلاء الوراقون ضد البشير الموريسكي يصفهم الكاتب قائلا: كلما هبت عليهم رياح الخوف ينزلون إلي وديان القصب الجافة. ثم يبدأون في نشر أقلام جديدة من القصب. ويتنافسون من الأشطر في الكذب. وتحويل الهزائم إلي انتصارات.
ذكاء الحكيم
أما د. عمار شلواي فقد تحدث عن مسرحية "أهل الكهف" لتوفيق الحكيم. قال إن الحكيم لم يقصد بها التواصل والإبلاغ فحسب. أو التمثيل علي خشبة المسرح. وإنما عبر بها عن صرخات قلبه وتجربته بمتاهات الزمن. وكلما كانت هذه الخبرة عميقة وجوهرية. استطاعت أن تصمد في وجه التاريخ. لأنها الإنسان. يفني توفيق الجسد. ويتغير الزمن باختلاف الأجيال. وينحسر المكان أو يتغير. نتيجة العوامل الطبيعية أو العمران.. لكن "أهل الكهف" تظل صامدة شامخة كذروة تل في وجه الزمن. لأنها تمثل بصمة أو سطرا من بصمات الحياة وسطورها الخالدة. وقصة أهل الكهف استمدها توفيق الحكيم من القرآن الكريم. وهذا يدل علي مدي ذكائه في انتقاء هذه القصة بالذات من بين القصص القرآنية العديدة. فلم يسبقه إليها أحد. وجرأته التي تتمثل في الاقتراب من الكتب السماوية بعقلية المؤلف المسرحي. فهو أول أديب عربي يتناول مادة متصلة بالعقيدة الإسلامية والمسيحية. بريشة الفنان المبدع التي لا شك في أنها ستخلق من مادتها شيئا جديدا. إن قراءة أو سماع "أهل الكهف" البسيط في تركيبه العميق في إيجاءاته ودلالاته. تجعلنا ندرك علي الفور. ونسترجع من غير إطالة التفكير. قصة ثلاثة فروا بدينهم إلي الكهف بقصد الاختفاء. وتبدأ المأساة. أو رحلة عذاب الإنسانية مع الزمن. وما يجعل هذه القصة الأسطورة تتعلق بأذهان الناس. وتفهم بسرعة من خلال المسمي السابق. هو الزمن الأعجوبة الذي قضاه هؤلاء الفتية وهم نيام في الكهف. ثم انبعاثهم من جديد. هذه الفكرة - أي فكرة البعث التي تعود إلي أسطورة أوزوريس. تنعكس في المسرحية علي مستوي الفرد. وعلي مستوي الجنس البشري كله.
رؤية
عن أهل الكهف. سأل كاتب أدب الرحلات حسين قدري.. ما هي الرؤية التي نظر بها الحكيم إلي الواقعة القديمة؟
قال د. عمار شلواي: إن ركيزة الصراع الذهني في أهل الكهف هو الزمن. وصراع الإنسان بين الواقع والحقيقة كما يقول توفيق الحكيم في مقدمته لمسرحية الملك أوديب. وهذا العمل يتناص ويتأثر بالرمزية الغربية. وبصفة خاصة موريس ماترلنك "بلباس وميثيزالند". وقد أقر الحكيم أنه تأثر بهذا الكاتب في "شهرزاد" حيث يقول في مقدمة "مع الزمن": لقد كنت في شهرزاد أعلن أنني متأثر بالرمزيين. وعلي رأسهم ماترلنك.
وسأل الباحث أحمد حسين الطماوي: كيف تحققت الصلة بين الرواية والتاريخ في رواية "فاجعة الليلة السابعة بعد الألف"؟.
قال د. مفقودة: لقد استغل الكاتب فترة من تاريخ العرب في الأندلس. وقد استمد منها شخصية بطلة. وهي شخصية موريسكية ذات أصول مغربية. ووظف هذه الشخصية لمعالجة قضايا راهنة. فحقق ربطا بين ما مضي وما حضر. وربط بين الأندلس والمغرب.
وقد استخدم الكاتب نوعين من الشخصيات. حقيقية كابن رشد وحمود الإشبيلي وأبوعبدالله الصغير. وشخصيات أخري خيالية كالبشير الموريسكي وماريانة وماريوشا. ومثل هذه الشخصيات كانت تحمل خصائص ومواصفات رمزية وحضارية. كما تستند الرواية إلي وقائع تاريخية ونصوص. كالإشارة إلي قصة أهل الكهف. وتعتمد علي تراث عريق كحكايات ألف ليلة وليلة. وتوظف أمورا أدبية شعبية كاستخدام شخصية سيدي عبدالرحمن المجدوب. كما تعالج الواقع الراهن المعيش. وبذلك فهي تخلط الماضي بالحاضر.
استلهام التاريخ
وقالت الناقدة زينب العسال: تحدث "واسيني الأعرج" في روايته عن القهر. وهذا قدم في العديد من الروايات التي استلهمت التاريخ مثل "قلعة الجبل" و"سيرة الحاكم بأمر الله" و"الزيني بركات" و"من أوراق أبي الطيب المتنبي" وأعتقد أن هذه الرواية تتماس مع ثلاثية غرناطة لرضوي عاشور. لكن رضوي قدمت صورة بانورامية ملحمية لهؤلاء المورسيكيين. كما أعتقد أن واسيني الأعرج أفاد من منامات الوهراني في بناء روايته.
قال د. صالح مفقودة: أظن أن "واسيني الأعرج" - حين كتب روايته - قرأ في التاريخ والجغرافيا والسياسة والدين والحركات الفكرية والفلسفية. وبالطبع قرأ "الوهراني".
وتحدث الشاعر محمد محمود عبدالعال عن الرواية العربية في الجزائر.. ما صلتها بالتاريخ. وهل استطاعت أن تفرض وجودها؟.
قال د. صالح مفقودة: لقد استطاعت الرواية الجزائرية المكتوبة بالعربية أن تحقق وجودها وعالمها مع ظهور أحلام مستغانمي وواسيني الأعرج. وأحب أن أسجل أن الرواية مرتبطة بأحداث المجتمع وتطوره. وأذكر منها الثورات الشعبية. مثل مظاهرات مايو 1945. وكذلك مرحلة السبعينيات. ثم المرحلة الحاضرة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*المساء ـ في 23/4/2005م .







 
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
عجائب "بسم الله الرحمن الرحيم" هشام اللاحم منتدى الحوار الفكري العام 4 09-01-2011 01:04 AM
( عليُّ بنُ أبي طالب ) عبدالرزاق الياسري المنتدى الإسلامي 84 04-11-2007 10:52 AM
هل الاكتشافات العلميةُ من القرآن ممكنةٌ؟ عطية زاهدة المنتدى الإسلامي 5 24-11-2006 05:52 PM
حوار مع الناقد والأديب أ. د حلمي القاعود.... نايف ذوابه منتدى الأدب العام والنقاشات وروائع المنقول 1 20-11-2006 02:28 PM
الأفكار الفردية وضررها على الجماعة والمجتمع أحمد الحلواني المنتدى الإسلامي 35 21-05-2006 11:23 PM

الساعة الآن 10:33 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط