|
|
منتدى البلاغة والنقد والمقال الأدبي هنا توضع الإبداعات الأدبية تحت المجهر لاستكناه جمالياته وتسليط الضوء على جودة الأدوات الفنية المستخدمة. |
مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان) |
|
أدوات الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
10-05-2022, 08:02 PM | رقم المشاركة : 1 | |||
|
من سـحر البيـان: مراعـاة النظير
مراعـاة النظير مراعاة النظير من المحسنات البديعية، ويسميه أصحاب البديع: التناسب والائتلاف والتوفيق والمؤاخاة، ويقصد به أن يجمع المتكلم في الكلام بين أمر وما يناسبه أو بين أمور متناسبة لا على جهة الطباق والمقابلة، بل على جهة الاتفاق والتناسب. وله أربع صور: 1) الجمع بين أمرين متناسبين، كقول المتنبي: الخَيْلُ وَاللّيْلُ وَالبَيْداءُ تَعرِفُني ..... وَالسّيفُ وَالرّمحُ والقرْطاسُ وَالقَلَمُ 2) أو بين ثلاثة أمور متناسبة، كقول البحتري: يَتَرقْرَقْنَ كَالسَّرَابِ وقَدْ خُضْــ ..... نَ غِمَاراً مِنَ السَّرَاب الْجَارِي كالْقِسِـيّ الْمُعَطَّفَـاتِ بَلِ الأَسْــ ..... هُمِ مَبْـرِيَّـــــةً بَـلِ الأَوْتَـــــــارِ 3) أو أربعة أمور متناسبة، كقول الشاعر: والطير تقرأ، والغدير صحيفة .....والريح تكتب والغمام ينقط 4) أو بين أكثر من أربعة أمور متناسبة، كقول الشاعر: أَصَحُّ وَأَقْوَى مَا سَمِعْنَاهُ فِي النَّدَى ..... مِـنَ الْخَبَــرِ الْمَأْثُـورِ مُنْـذُ قَدِيـمِ أَحَادِيثُ تَرْوِيهَا السُّيُولُ عَنِ الْحَيَا ..... عَنِ الْبَحْرِ عَنْ جُودِ الأَمِيرِ تَمِيمِ وله نوعان: 1) تشابه الأطراف: ويقصد به تشابه أطراف الكلام بداية ونهاية في الانسجام، 2) والتوفيف: وهو أن تكون المعاني متلائمة في جمل متساوية متقاربة المقادير. |
|||
15-05-2022, 01:43 PM | رقم المشاركة : 2 | |||
|
رد: من سـحر البيـان: مراعـاة النظير
تشابهُ الأطرافِ قسمان معنويٌّ ولفظيٌّ: فالمعنويُّ: هو أنْ يختمَ المتكلِّمُ كلامَه بما يناسبُ ابتداءَه في المعنَى، كقول الشاعر: ألذُّ من السحرِ الحلالِ حديثُهُ ..... وأعذبُ منْ ماءِ الغمامةِ ريقُهُ واللفظيُّ نوعانِ: الأولُ: أنْ ينظرَ الناظمُ أو الناثرُ إلى لفظةٍ وقعتْ في آخرِ المصراعِ الأولِ أو الجملةِ، فيبدأُ لها المصراعَ الثاني، أو الجملةَ التاليةَ، كقول أبي تمام: هَوًى كانَ خِلساً، إنَّ من أحسن الهوَى ..... هوًى جُلْتُ في أفنائه وهوَ خاملُ رَمَتْنِي وسِـتْرُ اللَّه بيني وبينَها ..... عشِـيَّةَ آرامِ الكِناسِ رميـمُ رميمُ التي قالتْ لجاراتِ بيتِها ..... ضمِنْتُ لكـم ألاّ يزالَ يهيـمُ ...................... يتبع: التفويف |
|||
17-05-2022, 02:06 PM | رقم المشاركة : 3 | |||
|
رد: من سـحر البيـان: مراعـاة النظير
التفويف: التفويف في الشعر فن قديم هدفه إظهار مهارة الشاعر، وترميز ما يريده من غاية. وهو مأخوذ من قولهم: برد مفوف لما على لون وفيه خطوط بيض على طول. والتفويف عند أهل البديع أن يؤتى في الكلام بمعان متلائمة وجمل مستوية المقادير أو متقاربة المقادير كقول عنترة: إِن يُلحَقوا أَكرُر وَإِن يُستَلحَموا .....أَشدُد وَإِن يُلفَوا بِضَنكٍ أَنزِلِ وكقول المتنبي في مدح سيف الدولة:أَقِلْ أَنِلْ أَقْطِعْ احملْ علِّ سلِّ أعِدْ ..... زدْ هِشَّ بِشَّ تفضّلْ أَدْنِ سَرِّ صِلِ تهْ أحتملْ، واستطلْ أصبرْ، وعزَّ أهنْ، ..... وَوَلّ أُقْبِلْ، وَقُلْ أسمَعْ، وَمُرْ أطعِ حْلُ وامْرُرْ، وَضُرَّ.....وانْفَعْ، وَلِنْ واخْشَنْ ...................... يتبع: مراعاة النظير في القرآن الكريم |
|||
18-05-2022, 01:04 PM | رقم المشاركة : 4 | |||||
|
رد: من سـحر البيـان: مراعـاة النظير
مراعاة النظير في القرآن الكريم: من التلاؤم: - الجمعُ بين أمرينِ متناسبين، قوله تعالى: ﴿وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ﴾ الشورى 11، ويلحظ الذهن نوع تآلف وتقارب بين ﴿السَّمِيعُ﴾ و ﴿البَصِيرُ﴾ لا يحصل لو كان اللفظ الثاني "الخبير" مثلاً. ومنه قوله: ﴿الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ﴾ الرحمن 5، وقوله: ﴿يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَان﴾ الرحمن 22، وقوله: ﴿وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ﴾ التوبة 34، ولا يخفى التناسب بين كل اثنين. - ومن الجمعُ بين أكثر من أمرينِ، لا على جهةِ التضادِّ، قوله تعالى: ﴿أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرُوُاْ الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ﴾ البقرة 16، فإنّ معنى ﴿اشْتَرُوُاْ﴾ هنا "اختاروا"، لكن مجيء معنى الاشتراء صبغ العبارة كلها بصبغته، ومن ثَمَّ جاء بعد ذلك حديث الربح والتجارة، مراعاةً للنظير الذي هو الاشتراء. وإذا وضعنا في الحسبان أن استعمال ألفاظ الاشتراء والربح هو هنا استعمالٌ غير حقيقي، أي: مجازي مُجتلَب تفرضه اللغة بمعانيها الدقيقة، أدركنا الجمالية التي يحققها استخدام معانٍ تنتمي إلى بيئة واحدة أو حرفة واحدة . فكأن لإبقاء الذهن في منطقةٍ واحدة من مناطق المفردات، أو استخدام معجم الأشياء المتقاربة في الواقع، أمرٌ يقرب المقصود من الصورة إلى الأذهان. ومن تشابهُ الأطرافِ المعنوي، قوله تعالى: ﴿لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾ الأنعام 103، فإنَّ اللطفَ يناسبُ ما لا يدركُ بالبصرِ، والخبرةَ تناسبُ منْ يُدركُ شيئاً فإنَّ مَنْ يدركُ شيئاً يكونُ خبيراً بهِ، وقوله تعالى: ﴿لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ﴾ الحج 64، قال الغنيُّ الحميدُ لينبِّهَ على أنَّ مالهُ ليسَ لحاجةٍ، بل هو غنيٌّ عنهُ جوادٌ بهِ، فإذا جادَ بهِ حمدَه المنعَمُ عليهِ. ومنْ خفي هذا الضربِ قولُه تعالى على لسان عيسى بن مريم عليه السلام ُ: ﴿إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ المائدة 118، فإن قوله: ﴿وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ﴾ يوهمٌ أنَّ الفاصلةَ الغفورُ الرحيمُ، ولكنْ إذا أنعمَ الإنسان ُالنظرَ علِم ُأنه يجب ُأنْ تكوَن ما عليهِ التلاوة ُ، لأنه لا يغفرُ لمن يستحقُّ العذابَ إلا من ليسَ فوقَهُ أحدٌ يردُّ عليه حكمَه، فهو العزيزُ لأنَّ العزيزَ في صفاتِ اللهِ هو الغالبُ منْ قولهِم: عزَّهُ يُعزُّهُ عزًّا إذا غلبَه، ومنه المثلُ منْ عزيزٍ أيْ منْ غلبَ سلبَ، ووجبَ أنْ يوصفَ بالحكيمِ أيضاً، لأنَّ الحكيمَ منْ يضعُ الشيءَ في محلِّه، واللهُ تعالى كذلكَ، إلا أنهُ قدْ يخفَى وجهُ الحكمةِ في بعضِ أفعالهِ فيتوهَّمُ الضعفاءُ أنه خارجٌ عن الحكمةِ، فكانَ في الوصفِ بالحكيمِ احتراسٌ حسنٌ، أيْ وإنْ تغفرَ لهم معَ استحقاقهِمُ العذابَ فلا معترضَ عليكَ لأحدٍ في ذلكَ، والحكمةُ فيما فعلتَهُ . ومن اللفظيُّ قوله تعالى: ﴿اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ النور 35. فقد كرر المصباح والزجاجة . ...................... يتبع: الفرق بين الطباق ومراعاة النظير
|
|||||
16-11-2022, 06:19 AM | رقم المشاركة : 5 | |||||
|
رد: من سـحر البيـان: مراعـاة النظير
|
|||||
25-02-2024, 06:08 PM | رقم المشاركة : 7 | |||
|
رد: من سـحر البيـان: مراعـاة النظير
|
|||
25-02-2024, 11:57 PM | رقم المشاركة : 8 | |||
|
رد: من سـحر البيـان: مراعـاة النظير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته |
|||
26-02-2024, 12:03 PM | رقم المشاركة : 9 | ||||||
|
رد: من سـحر البيـان: مراعـاة النظير
اقتباس:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، صدقت أستاذي، عصر الاحتجاج اللغوي ينتهي عند بدء اختلاط اللسان العربي بغيره من الألسنة، وقسموه إلى بيئتين: الحواضر والبادية، ولكنهم رغم ذلك اختلفوا في تحديد قطع الاحتجاج. هذا في "الاحتجاج اللغوي". أما الاستشهاد بمعاني الشعر ومضامينه وبيانه، فهذا شأن آخر.
|
||||||
24-03-2024, 06:30 PM | رقم المشاركة : 10 | |||||
|
رد: من سـحر البيـان: مراعـاة النظير
|
|||||
|
|