أحمد سلامة يسأل
السؤال الأوّل
اسمحي لي بالتواجد عبر عطر متصفحك برذاذ من الأسئلة الخفيفة:
متى بدأت الشاعرة إباء دربها مع الشعر.؟!
ومَن الذي ساعدها على تطوير هذه الموهبة؟
كل شيء في عالمي منذ الطفولة وحتى الشباب , كان يقف ضد أن أكون شاعرة !
قارئة نهمة ولكن...!
كل شيء كان متوفراً في مكتبة والدي من روايات عالمية وعربية, فلسفة , سياسة, تاريخ, طب, علم نفس, وماوراء علم نفس, دين....توسعت مداركي وثقافتي من خلالها دون أن أقرأ ديوان ِشعر واحد !
عرفت الشعر في المدرسة, ولم يرق لي كثيراً. بل كنت أراه سمجاً ,لايتناسب مع شخصيتي الحالمة, رغم أني كنت أحب اللغتين العربية والأنكليزية إلى حد بعيد.
بدأت الكتابة وأنا في العاشرة من عمري. كتابتي كانت عبارة عن مذكرات يومية, بل إنها طقوس يومية كنت أعيشها. كان دفتر مذكراتي هو صديقي الحميم الذي أبثه همومي اليومية دون خوف. كنت أشعر بأني في حالة حلم طفولي دائم يتجسد عبر الكتابة. في الثامنة عشرة من عمري تقريباً بدأت أكتب نصوصاً لم أستطع يومها أن أحدد ماهيّتها! كيف لي أن أعرف وأنا لم أقرأ سوى ألشعر العمودي , بل أذكر بأنّ أهم شاعرين أثرا قلمي وأحاسيسي حينها, هما جبران خليل جبران والشاعر الهندي طاغور. المذكرات وخلفية قراءاتي مهدت لكتابة القصة القصيرة حيث شاركت فيها لثلاثة مهرجانات و لثلاثة أعوام متوالية. شعرت بنشوة النجاح ولكن النقد البنّاء أفادني إلى درجة أنه قلب حياتي رأساً على عقب! تقدم نحوي الشاعرالقدير محمد وحيد علي ليقول لي باختصار شديد:
" قصتك جميلة... أنت شاعرة " !!!!!
نظرت إليه باستغراب وأنا أحاول أن أفهم ماوراء الكلمات!
وقعت في حيرة شديدة! خجلت من نفسي لأنني كنت بحاجة حقيقية لمن يكتشفني , وكان هذا مستحيلاً وجو منزلنا علمي بحت .
والدي مدّرس حازم لمادة الرياضيات لكأنها المادة الأهم في العالم! وإخوتي جميعاً نجحوا في دراساتهم العلمية(ترتيبي السابع و الأخير من أربع بنات وثلاثة صبيان)
اطلع على كتاباتي الاخرى وأكد لي بأنها في معظمها شعر يحتاج فقط إلى بعض الرتوش لتكون صالحة للنشر! وفعلاً نشرت بعض القصائد المتفرقة في صحيفة تشرين السورية وغيرها لمدة عام واحد فقط حيث سافرت بعدها إلى الولايات المتحدة الأمريكية. لم أكن قد ثبتّ أقدامي بعد في الساحة الأدبية لاعلى صعيد الشعر ولاعلى صعيد القصة!
إثر قدومي إلى الولايات المتحدة شعرت بحالة من الضياع , والإنقطاع عن العالم االثقافي الجميل الذي كنا نعيشه في سوريا من ندوات ثقافية وأمسيات شعرية ومهرجانات. كل هذا ذهب إلىغير رجعة!
استمر الشاعرالقدير محمد وحيد علي في تشجيعه الدائم لي للإستمرار في الكتابة, دون أن يلح عليَّ أن أكتب الشعر . كان يريدني أن أكتشف ذلك بنفسي . سنوات طويلة مرت وأنا أنظر إلى الشعر وكأنه كائن غريب له قدسيته!