الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديات الحوارية العامة > منتدى الحوار الفكري العام

منتدى الحوار الفكري العام الثقافة ديوان الأقلاميين..فلنتحاور هنا حول المعرفة..ولنفد المنتدى بكل ما هو جديد ومنوع.

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-07-2021, 10:05 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
رياض أبو بكر
أقلامي
 
إحصائية العضو







رياض أبو بكر غير متصل


افتراضي الطريق إلى الدكتوراه ( قصة حقيقية )



الطريق إلى الدكتوراه
(قصة حقيقية)

بعد أن فوجئت بأني قد حصلت على معدلٍ متميز في امتحانات الثانوية العامة عام 98 حيث كانت كتب التوجيهي تلازمني في أحراش قريتنا وأثناء صيد العصافير, أخبرني الكثير بأن جامعة بيرزيت في فلسطين هي جامعة مرموقة ومن الأفضل أن التحق بها حيث وفرت لي وزارة التعليم العالي منحة لدرجة الباكالوريوس لوكني من الثلاثة الأوائل على المحافظة . ألتحقت بكلية التجارة ونصحني الجميع بالتخصص في قسم المحاسبة ولكني لم أرغب ذلك التخصص خاصة أني وجدته بعيداً عن مادة الرياصيات التي كنت أعشقها... تخرجت في عام 2002 وكنا الدفعة الوحيدة اللتي لم تقم لها حفةُ تخرج.. بعد سنتين من العمل في رام الله شعرت اني بحاجةٍ الى درجة في الدراسات العليا رغم أنني كنت لا أتقاضى راتباً مقابل عملي لعدة أشهر, فتقدمت بطلبي وقبلت في قسم الاقتصاد في جامعة بيرزيت حيث كان الأقرب إلى الرياضيات ولكني فوجئت بأني رسبت في معظم مواد أول وثاني فصل حيث نصحني الكثير ومنهم أساتذتي بالخروج من البرنامج ... لكن وعدت نفسي أنني سأستمر ولن أتراجع وأخذت البرنامج بكل جد حتى أصبحت كل علاماتي ممتازة وكان يجب أن أحصل على 100% في أخر امتحان لي حتى أحصل على امتياز وحصلت... لم أحضر حفلة التخرج الثانية من بيرزيت حيث حصلت على تأشيرة سفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية.... حين وصلت ولاية كاليفورنيا, أدركت أن شهادتي لا تسمن ولا تغني من جوع بعد أن تقدمت لعدة وظائف دون جدوى باستثناء مقابلة واحدة لوظيفة حارس في جامعة سان فرانسيسكو ستيت ولم أٌقبل في تلك الوظيفة. بعد أن وصلت أمريكا بشهر واحد توفى الله والدي بعد أن شرب ماء كان مخلوطاً بمواد كيميائية أثناء عمله في احد المزارع. توفى والدي بعد أن أفنى عمره عاملاً بسيطاً وعتالاً يرفع مواد بناء ثقيلة على طهره المنحني وبيده اللتي كانت تعاني من إعاقة دائمة. عملت في مطعم طوال الليل: أنظف وأجلي الأواني وأعمل بيتزا وأرسلها إلى البيوت.. وبقيت هكذا لمدة عامين ثم فكرت في أن أعمل شيئاً لي فحصلت على رخصة تاكسي في مدينة سان فرانسيسكو ولكن العمل الشاق والتعامل مع العديد من الزبائن السئيين جعلني أفكر بأني قد اقتربت من نسيان كل ما تعلمت. فبدأت رحلة البحث عن دراسات عليا في أمريكا خاصة وأني قد تزوجت واصبحت مواطناً امريكياً.. فقالوا لي بأن هناك العديد من المتطلبات والامتحانات والرسوم وغيرها مما يجبرني على اليأس ولكني تقدمت بكل الامتحانات واحداً تلو الآخر مرة ومرتين وثلاثة حتى حصلت على منحة ماجستير آخر ودكتوراه اقتصاد في أحدى أفضل جامعات كاليفورنيا وهي جامعة كاليفورنيا...
بدَأت رحلتي الطويلة في قسم الماجستير الثاني والدكتوراه بحيث تأخذ كلا الشهادتين أكثر من خمس سنوات.
فوجئت بأن الدكتوراه ليست بالسهلة وبأني بحاجة إلى الدراسة من الساعة الثامنة صباحاً إلى منتصف الليل هذا عدا التزامات البيت ولكن الجامعة تغطي مصروفاً شهرياً بالإضافة إلى الرسوم والتي تتجاوز ربع مليون دولار.... القبول لم يكن سهلاً حيث قبِلَت الجامعة من أصل ثلاثمائة متقدماً, عشرة ومن هؤلاء العشرة خمسة لم يتمكنوا من اكمال مشوارهم.
بعد أكثر من نصف عام من العمل الشاق أصبت بصداع شديد في الرأس لم أشهده من قبل ,فهرعت إلى قسم الطوارئ في أقرب مشفى وقام الأطباء آنذاك بوضعي في غرفة منعزلة ولم أرجع إلى مقاعد الدراسة. حاول أربعة من الأطباء المهرة التعرف على ما أصابني ولم يتمكنوا حيث قام المشفى بارسال عينات من الدم إلى أكبر مراكز التحليل والمختبرات في الولاية.... تدهور وضعي الصحي بصورة سريعة وأصحبت الأنابيب والأجهزة الكهربائية تملؤ جسدي وبت في غيبوبة حيث حاول الأطباء كل ما بوسعهم لانقاذ حياتي. كان دماغي يفيق كل أسبوع على ضوضاء ودقات قلب سريعة وصرع مستمر حتى اقتربَت عائلتي من فقد الأمل بأن يكتب لي عمرٌ جديد وتنقلت من مشفىً لآخر حيث تم تحويلي إلى أفضل المشافي الخاصة واللتي كانت تكلفتها أكثر من خمسة آلاف دولار لليلة الواحدة... بقيت في غرفة العناية المركزة أكثر من شهرين حيث بدأت أفتح عيني وتوقع الأطباء بأني على الأقل اجتزت مرحلة الموت المحقق. فخرجت من المشفى بعد شهرين وكان التأمين الصحي قد تكلف بأكثر من نصف مليون دولار تكاليف علاجي. خرجت ولكن على كرسي متحرك مشلولا ولا أردي أن كنت سأمشي مرة اخرى أم لا..... بعد نصف عام وبفضل الله شوفيت تماما ورجعت إلى الدكتوراه وقد فاتني القطار و من بقي من زملائي انتقل إلى مرحلة متقدمة. ولكن كوني طالباً أمريكاً لا يوجد زمنٌ محدد لإنهاء الدكتوراه..... كنت وصلت إلى مرحلة اليأس لكثرة ما فقدت وكوني طالبا بين من تقدم ومن جاء بعدي.
لم استسلم وبدأت أنجز بسرعة فائقة بفضل الله حتى تمكنت من الوصول إلى مرحلة زملائي بل اجتزتهم وتمكنت من نشر كل أبحاث أطروحة الدكتوراه في مجلات علمية عالمية معروفة قبل نقاش الرسالة وتخرجت قبل الوقت المحدد وبفضل الله عملت مباشرة في عدة جامعات منها: جامعة كاليفورنيا, جامعة كولارادو ستيت, كليتة ترنتي,الجامعة الأمريكية في الكويت, جامعة هارتفارد.....قوبلت لوظائف جامعية في عدة ولايات أمريكية ودول أخري وقوبلت في مكتب الإدارة والموازنة التابع للرئيس الأمريكي في البيت الأبيض. حالياً أعمل بروفيسوراً في جامعة نورثسنترال في كاليفورنيا ورئيساً للجنة رسالة الدكتوراه لعدة طلبة في نفس الجامعة وأعمل محاضراً بدوام جزئي في جامعة كاليفورنيا.
إضافة إلى مجال تخصصي في الاقتصاد, فقد كتبت عدة مقالات وقصص قصيرة في صحف محلية وعربية وعربية في دول أجنبية وكتبت عدة قصائد وشاركت في كتاب "مختارات من الشعر العربي المعاصر" واللذي أعده الكاتب والأديب اللبناني د. قيصر عفيف والذي كان يعمل مدققا لدى الكونغرس الأمريكي ونُشر الكتاب في ولاية نيوجيرسي.
الحمد لله الذي لولاه لا تتم النعم.









 
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 07:49 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط