هذا نبضي .. حرفاً حرفاً

[عوني القرمة]

توطئـــة:



أكون ...
أو لا أكـــون ...
لَمْ يُتْرَكْ ليَ الخيـــار ...
بين الوجود والوجود.
لا خيـــار ...
بين الحياة والحياة.

[عوني القرمة]

كان منذ بكورة الصبا ينشد لنفسه مكانة أدبية تنافس الكبار. هكذا أملى عليه غرور حداثة السن وقلة الخبرة. ورأى كي لا يضيع أحداث عمره، أن يحبسها في الورق، فكان يقتني دفتر يوميات قبيل بدء العام الجديد، وينشط في تسويد صفحة أو صفحتين، ثم ينشغل أو يمل، وتأخذه مشاغل القراءة والدراسة واللهو، حتى يتذكر حلمه قبيل العام التالي، ليعيد الكرة مع دفتر يوميات جديد لعام جديد. ثم ها هو اليوم في منتصف العقد السادس من عمره، يواجه بالفكرة نفسها، وإن ساقته الحياة إلى غير ما حلم. يقول اليوم، وقد عركته السنون: من أنا حتى أحاكي الكبار؟ قد ذهب العمر، وقاربت الرحلة على الانتهاء، وجل ما تمناه لم يحققه. لكنه مع ذلك لم يسقط الفكرة، وقال: ما ضير أن أجعل هذه الصفحات مراجعة للحساب، ووقفة مع النفس، لعل المدة الباقية من العمر، طالت أم قصرت، تكون أفضل.

[راحيل الأيسر]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عوني القرمة

كان منذ بكورة الصبا ينشد لنفسه مكانة أدبية تنافس الكبار. هكذا أملى عليه غرور حداثة السن وقلة الخبرة. ورأى كي لا يضيع أحداث عمره، أن يحبسها في الورق، فكان يقتني دفتر يوميات قبيل بدء العام الجديد، وينشط في تسويد صفحة أو صفحتين، ثم ينشغل أو يمل، وتأخذه مشاغل القراءة والدراسة واللهو، حتى يتذكر حلمه قبيل العام التالي، ليعيد الكرة مع دفتر يوميات جديد لعام جديد. ثم ها هو اليوم في منتصف العقد السادس من عمره، يواجه بالفكرة نفسها، وإن ساقته الحياة إلى غير ما حلم. يقول اليوم، وقد عركته السنون: من أنا حتى أحاكي الكبار؟ قد ذهب العمر، وقاربت الرحلة على الانتهاء، وجل ما تمناه لم يحققه. لكنه مع ذلك لم يسقط الفكرة، وقال: ما ضير أن أجعل هذه الصفحات مراجعة للحساب، ووقفة مع النفس، لعل المدة الباقية من العمر، طالت أم قصرت، تكون أفضل.

ما أجمل وأصدق هذه الكلمات ..!

نتمنى الكثير ، ويعطينا الله ماهو أصلح لنا وأقوم ..
لو كنا في مكانة عند الله سيصرف الله عنا ، ما قد يكون سببا لكسادنا عنده سبحانه .. ما قد يكون سببا لغرورنا أو تجبّرنا ، قد ندحض عن أنفسنا هذه التخمينات ، ونجزم يقينا أننا في منأى عنها ، لكننا نجهل نفوسنا البشرية صدقني ..

ما يدرينا أخي إن كنا أعطينا ما نتمنى ما كنا نحن فاعلين ؟
لربما نصرنا باطلا ، و خذلنا حقا .. ربما ..!
لريما تحملنا ما لنا طاقة لنا به في دنيانا ويوم يقوم الأشهاد ..!

لكن اليوم وقد بلغنا سن الرشد واجتزنا مرحلة تشكيل شخصياتنا من الداخل والخارج ..


فالعمر أمامنا أخي .. بالسعي الحثيث والمثابرة الحقة ، سنصل .. ليس في الأمر إعجاز ، إنه أمر متاح وحتى آخر العمر ..

في الحياة قصص كثيرة لبدايات بعد سن الخمسين ..
بداية تحقيق الأمنيات بعد أن تخفف الكاهل عن الكثير من أعباء الحياة من زواج وإنجاب وتربية وتأمين القادم ..

إذا سعيت لأمر ما سعيا حثيثا وعملت لأجله جادا موقنا الوصول للهدف .. ستصل بإذن الله وتوفيقه ..

ستصل
ستصل
ستصل

فقط اسع ، وإن طلبت أي شىء من الدنيا فاقرنه بالرحمة والخير .. أن يكون في خيرك وصلاح أمر دينك ودنياك ..
اللهم غنى برحمة وخير حيث لا يطغى ؛ فنطغى ..
وصحة برحمة وخير كي لا ننساك وننسى أننا من ضعف ..!



اسع يا أخي وستصل ..
فعندك لغة صافية ضافية منقحة من الأخطاء ..


كم شجي صادق هذا الحرف الذي جعلني أنسجم وأتفاعل معه ..

لك الدعوات الصادقة أخي وجميل الأمنيات ..

[عوني القرمة]

فالعمر أمامنا أخي .. بالسعي الحثيث والمثابرة الحقة ، سنصل .. ليس في الأمر إعجاز ، إنه أمر متاح وحتى آخر العمر ..

روى أنس بن مالك أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "إِنْ قَامَتِ السَّاعَةُ وَبِيَدِ أَحَدِكُمْ فَسِيلَةٌ ، فَإِنْ اسْتَطَاعَ أَنْ لَا يَقُومَ حَتَّى يَغْرِسَهَا فَلْيَفْعَلْ "

مسند أحمد (12705)، ومسند الطيالسي (2169)، ومسند ابن حميد في باب مسند أنس بن مالك (1220).