الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديات الحوارية العامة > منتدى الأدب العام والنقاشات وروائع المنقول

منتدى الأدب العام والنقاشات وروائع المنقول هنا نتحاور في مجالات الأدب ونستضيف مقالاتكم الأدبية، كما نعاود معكم غرس أزاهير الأدباء على اختلاف نتاجهم و عصورهم و أعراقهم .

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-11-2022, 01:44 PM   رقم المشاركة : 49
معلومات العضو
أحلام المصري
أقلامي
 
إحصائية العضو







أحلام المصري غير متصل


افتراضي رد: ،، د. نديم حسين شاعرا وثائرا ،،

يحرُسُ النَّهرُ غِيابي !



د. نديم حسين


نَهرٌ يسيلُ على إيقاعِهِ أَجَلُ = ليسَت لهُ ناقَةٌ في المَوتِ أو جَمَلُ
يَجري سعيدًا كمَجنونٍ بِلا هَدَفٍ = يمضي شَغوفًا ولا حُلْمٌ ولا أَمَلُ
لهُ الجِّهاتُ . بلادُ اللهِ واسِعَةٌ = قالَتْ خُطاهُ وما ضاقَت بهِ السُّبـُلُ
يطوي البلادَ كمَذبوحٍ بنَشوَتِهِ = "حُرًّا" يَطوفُ ولَو في طَيشِهِ الأَجَلُ
يَهوى البقاءَ أسيرًا رَهنَ رحلتِهِ = يمضي كقَلبٍ،ففي تَرحالِهِ عَمَلُ
تَسري خُطاهُ وإِذْ يأوي لهاويةٍ = شلاَّلَ نَبضٍ يصيرُ الوَجدُ والزَّلَلُ
تأتي إليهِ ضِفافٌ مَسَّها خَدَرٌ = تشتاقُ ماءً كقَومٍ عِندَها نزَلوا
لا يسألُ الناسَ عن أسرارِ لهفَتهم = قد يشربُ الماءُ والأحزانُ تغتسِلُ
ما فارَقَ الدَّارَ لو غابَت قبائلُهُ = يبقى ليَحرُسَ أشواقَ الأُلي رحَلوا
يُبطي ويركُضُ رَيـَّانًا بفِطرتِهِ = مِلءَ المكانِ فلا رَيثٌ ولا عَجَلُ
طَبعٌ بِهِ لجُدودِ العِزِّ حِكمتُهُ: = تمضي السُّنونُ وكَم دالَت بها دُوَلُ
للعُشبِ فَجرٌ على أشلاءِ ليلتِهِ = وفي القلوبِ أزاهيرٌ بها ثَمَلُ
وللظِّلالِ سريرٌ من نسائمِهِ = تَغفو وتَصحو إذا ما صَفَّقَ الحَجَلُ
من مَطلَعِ الشَّمسِ حتى مُنتهى قَمَري = يجري زُلالاً فلا خَلـْفٌ ولا وَجَلُ
يفتي السُّيولَ ذَهابًا في خَلائِقِها = يسقي الظِّماءَ بكأسٍ نارُها بَلـَلُ
ما قالَ أُفٍّ.ولا شَحَّت مناهِلُهُ = يُعطي ويَرمي بفَيضٍ مَوجُهُ قُبـَلُ
ماذا تُريدُ؟ سألتُ النَّهرَ. مَعذِرَةً! = ماذا تَزيدُ وفيكَ الكُلُّ مُكتَمِلُ؟
يمضي غَيورًا يُغَنِّي ذاتَهُ طَرِبـًا = لا الشَّمسُ ضاءَتْ لهُ دَربًا ولا زُحَلُ
يجري أليفًا كمَفتونٍ بغُربتِهِ! = يجري بِلا هَدَفٍ ! لكنَّهُ يـَصِلُ
النَّهرُ فينا وفينا السَّفحُ والجَّبَلُ = تَحكي الحياةُ وكَم تُزري بمَن "فَعَلوا"
أُحرُسْ غِيابَ الذي غابَت مَنازلُهُ = ولا تُصَدِّقْ دموعَ "السَّادَةِ" القَتَلوا !







التوقيع

أنا الأحلام
 
رد مع اقتباس
قديم 18-11-2022, 01:51 PM   رقم المشاركة : 50
معلومات العضو
أحلام المصري
أقلامي
 
إحصائية العضو







أحلام المصري غير متصل


افتراضي رد: ،، د. نديم حسين شاعرا وثائرا ،،

نَومٌ على فِراشِ الإعصار !

د. نديم حسين

( إزميليـَّةٌ على صفحة الماء )


قبلَ الفَجرِ بشَعبٍ واحدٍ ، تشتدُّ النجومُ حنكـَةً . يحضنُ الأخيرُ أخيرةً . يرتفعُ الماءُ . تمضي السفينةُ ليُجرِّبا الموتَ حُبـًّا لذيذًا على فراش الإعصارْ !

يهوي عليهما نيزكٌ . يرتطمُ برعشةٍ أخيرةٍ - ببقائهِ وبقائِها ، بعدَ انحسارِ الماءِ بانحِسارْ !

تُشرقُ الحدودُ . يغرُبان . تبيعهما القيودُ كلَّ مفرداتها ، لينالا بلادًا تشبههما كثيرا أو قليلا .. ورمالاً تبقَّت بعد أن هبَّت رياحٌ على قصورٍ مُقيمةٍ في غُربةِ النهارْ !

وبين " الزِّيبِ " و " عكـَّا " المدينةِ ، شاطئٌ يغرَقُ في انتظارهِ دَمي ! سُفُني توبـِّخُهُ . يُعاتبُها . يُسمـِّي البلادَ جرحـًا ، فتنزِفُ البلادُ من شريانِها البَحـَّارْ !

ويغرقُ الذَّهابُ والإيابُ .. تغرقُ السكاكينُ التي تعتادُني في كلِّ قُطرٍ قليلا .. تغرق الدروبُ التي تسوقُني إلى كل موتٍ سِواها ! ويغرقُ المنجـِّمونَ .. وتغرقُ الغُدَّةُ الدَّمعيـَّةُ في دموعها .. وتغرق المراكبُ كلها .. بمَن عليها .. قلبي عليها .. يغرقُ كل شئٍ وتكون الناجيَ الوحيدَ من غرَقها البِحارْ !

وتقومُ كفـُّنا من لهفةٍ تُصيبُ منديلاً يُريدُ أن يُصبِحَ عندما " يَكبُرُ " ذاتَ شاطئٍ ، فَنارْ !

زيتونتي الحُبلى هي آخِرُ من يرى وليدَها . لها ترابُ قِمـَّةٍ أخيرةٍ باقيةٍ جدا . تشربُ الحكمَةَ من خابيةٍ كنعانيةٍ عتيقةٍ .. ولعاشقِ الزيتِ جُثـَّةٌ مُصابَةٌ بشهوةِ الإنجابِ !! وكلُّ ما تملكهُ ذاكرة مغموسَةٌ بنارْ !

ويحملُ التيارُ عبءَ ظلـِّهِ ، لكي يرى شجرةً حبلى ساجدةً على ضفَّةِ نهرٍ واقفٍ .. في كفـِّهِ مِسمارْ !

شجرتي يُطلُّ من مرآة مائها جسدُ الخريفِ العاري . ورجُلٌ اقتلعت الريحُ الغريبةُ سقفَ بيتهِ ليعتري فراشه لصٌّ غريبٌ - شهيقُهُ وزفيرُهُ " عَزفٌ " على مِنشارْ !

أنا الليلُ الذي يخافُ الظَّلامَ ! يبحثُ عن " أَمانهِ " في إطلالةِ النَّهارْ !

لأنـَّهُ حِمارْ !!!

ليلٌ يخبِّئُني ويَصدُقُني .. يُصادقُني .. لَمـَّا تميلُ كلُّ نجمةٍ فيهِ للإنتحارْ !

ليس عَبَثـًا تأتي إليَّ الليالي ! نورٌ ثقيلٌ على نجماتها يُسكِتُ ارتعاشَ أغصانٍ مُبتَلـَّةٍ بالندى . والنورُ قد ينامُ لحظةً ، لتغفو الأشجارْ !!

هذا الطريقُ يحفظُ عن ظَهرِ قلبٍ قَسَماتِ مهاجِرٍ لا يترك البلاد ! ينزلُ الليلُ غيمةً ثقيلةً على مناماتهِ . أو زَحمَةً ظلاميـَّةً تتركهُ وحيدًا . تموتُ المفرداتُ إذا ما تكلـَّمَ .. ويصمتُ فتُزهرُ المُفردات ! يُساهِرُ بحرًا أُمـِّيـًا غامِقًا وصامِتًا .. فمتى تُسعِفُهُ البلادُ بريحِها الشَّرقيـَّةِ ؟

أيها البحرُ : ما ألَذَّ الحزنَ عندما نحزنُ معًا ! وخَلفَ ظَهرنا مَهاجِرٌ تفسِّرُ الزرقةَ : غَرَقٌ . سلامٌ . عُمقٌ . سلامٌ في الغَرَق . غرقٌ في السَّلامْ !

ويَهدِلُ الحَمامُ مثلَ وردةٍ مغروسةٍ في هَدءَةِ الفضاءِ .. يهدلُ الحَمامْ !


ويَزأَرُ السَّلامْ !!









التوقيع

أنا الأحلام
 
رد مع اقتباس
قديم 18-11-2022, 01:54 PM   رقم المشاركة : 51
معلومات العضو
أحلام المصري
أقلامي
 
إحصائية العضو







أحلام المصري غير متصل


افتراضي رد: ،، د. نديم حسين شاعرا وثائرا ،،

يا تونسيـَّةُ علـِّمي !

د. نديم حسين




أنتِ القصائدُ في الضَّميرِ الأَخضرِ=حِبري دَمي وبَياضُ قلبِكِ دَفتري
خَولاتُهُم بَدَنٌ وعَقلٌ صاهِلٌ=غُمِسا لديكِ بحِفنةٍ من كَوثَرِ
عذراءُ تونسَ روَّضَتْ لي غُربتي=فتأَنسَنَتْ قَسَماتُ بَردِ المهجَرِ
أنجبتِ كلَّ قصائدي فأصابَها=طيْبٌ تغمَّدَ خاطِراتِ السُـكَّرِ
يا تونسيَّةُ عَلِّمي قلبي الهوى=نامَ الفؤادُ على رموشِكِ فاسهَري
ولتُغمِضي فَمَكِ الذَّكـيَّ على فَمي=لشِفاهِنا صَمتُ الكلامِ المُسْكِرِ
أنتِ البلادُ أسيرَةً في ناظِريْ=إنْ ضَـمَّ جَفنٌ جارَهُ تتحَرَّري
جِسرٌ قصيرٌ ضَيِّقٌ سُنَنُ الهوى=مِنِّي إليكِ إليَّ يعبُرُ فاعبُري
عَصفورةٌ نُصِبَتْ على حَرفِ النِّدا=فَرَدَتْ جناحيها ولبَّتْ خاطِري
زُغرودةٌ في مأتَمٍ ودُمَيعةً=عَقَدَ القِرانُ خُلودَها في المِحجَرِ
تتغيَّرُ الدنيا وهذا شأنُها=عربيَّتي رُحماكِ لا تتغيَّري
أنتِ النظافةُ والفَراسَةُ والشَّذا=أنتِ الخُلاصَةُ في حكايا الأَعصُرِ
كَبِدُ الحنانِ وكِبرياءُ أميرةٍ=همسَتْ لخَدَّيها بسِرِّ المجمَرِ
تاجًا على رأسِ الزَّمانِ جعَلتُها=وبِها اكتَمَلتُ كما يدايَ بخِنصَري
كَفِّيْ بكَفِّ مسائِها فَجرًا رَمَتْ=وأَتَتْ بِحارًا مِن ذهابِ الأَنهُرِ
يا بِذرَةً صَخرُ اليَبابِ فِراشُها=أَيُغيثُها غَيمُ الكَلامِ المُمطِرِ ؟
يا ربَّةَ الخِصبِ العميقِ تمهَّلي=عُدِّي خطايا القَحطِ هَونًا واغفِري !
تبكي الخُيولُ فوارسًا يَبكونَها=حاكَتْ قُضاعَةُ كَبوَتينِ لحِمْيَرِ
سمراءُ تونسَ في النساءِ حبيبتي=يا هذه الدنيا احفَظيها تَعمَري
فكأنَّها غجريَّةٌ وكأنني=زِريابُ يَذرِفُ دَمعَ لحنٍ أسمَرِ
في خَدِّها الخَجلان تَنطقُ حُمرَةٌ=نُعِفَتْ على عَلَمِ البلادِ الأحمَرِ
خُبزٌ صهيلُ حنانِها وعيونُها=ماءٌ رَوى أَعتى خيولِ البَربَرِ
كالياسَمينةِ فِكرةٌ لَوزيَّةٌ=مالَتْ تقبِّلُ في حنانٍ أَسطُري
هذا الفلَسطينيُّ يعشَقُ حُرَّةً=فَصَدَ الوَريدَ إذا أَمَرتِهِ فأمُري !







التوقيع

أنا الأحلام
 
رد مع اقتباس
قديم 18-11-2022, 01:55 PM   رقم المشاركة : 52
معلومات العضو
أحلام المصري
أقلامي
 
إحصائية العضو







أحلام المصري غير متصل


افتراضي رد: ،، د. نديم حسين شاعرا وثائرا ،،

أنتِ ذَنْبٌ غافِرٌ !

د. نديم حسين

أَسدِلي جَفنَيكِ كي لا تَسمَعي=بَوحَ عَينٍ أَدمَعَ الفُصحى مَعي
ذا أسيرٌ بينَ ماءينِ بَكى=عاثَ حُبًّا في بلادِ الأضلُعِ
يسكُبُ الروحَ على قاماتِهِ=كي يشِبَّ الشَّنفرى في مخدعي
صَوتُ هذا النَّهرِ سِرٌّ عُمقُهُ=فاعذُري جَهرَ الصدى أو فاقمَعي
كِسرَةٌ مِن وَجهِ صحراءٍ بكتْ=أتخَمَتْ عُمقَ الحكيمِ الأَصمَعي
يا سجينًا جَوفَ قَبوٍ خائِفٍ=بِذرةً في حُلْمِ جذعٍ مُبدِعِ
هل يذوقُ الماءُ ماءً آسِنًا=مُستحِمًّا في خريرٍ مُدَّعي ؟
وقَفوا فوقَ الوقوفِ المُنحَني=أَلفَ عَبْدٍ ، ظِلَّ ظِلٍّ مُدقِعِ
يا تُرابًا بَرَدَ البَردُ بِهِ=عادَ قلبٌ قَلبُهُ لم يرجِعِ
أحرقَتني سفنٌ أحرقتُها=وَدِّعي أزمانَ " كُنَّا " وَدِّعي
صَدِئَ العَدْوُ وشاخَتْ خيلُهُ=ما رجاءٌ من عُراةٍ جُوَّعِ ؟
قصموا ظِلِّي فتاهَتْ قامَتي=واستردَّ النَّهرَ ماءُ المنبَعِ
سُلحُفاةٌ زندُها بَرقٌ دَمي=أينَ شَطٌّ من بطئٍ مُسرِعِ ؟
سائِلي المَيدانَ عن لَونِ الرؤى=أقحوانٌ زانَ غُصنَ المدفَعِ
عِشقُ أهلِ الكَونِ لو هاموا بها=لا يُضاهي مِفصَلاً من إصبَعي
ما لشطآنِكِ بحرٌ عاقِلٌ=يمنحُ المركبَ حُسْنَ المَرجِعِ
فازرعيني وردةً في شاهِدٍ=واسكُبي عُمرًا بكأسِ المَضجَعِ
سامِحيني . أنتِ ذنبٌ غافِرٌ=صَمَتَ القلبُ المُنادي فاسمَعي
دَعكِ من مُعتَصِمٍ رَخوٍ غَفا=أيقَظَ الأمواتَ صَوتُ الرُضَّعِ
فَرَّقَتنا فِرقَةُ الكُفرِ هنا=يا بِلادَ العُرْبِ قومي واجمَعي
يوقِظُ المِحرابَ صوتٌ هادِرٌ=خَمِّسي يا بِنتَ قلبي واخشَعي
أيقِظي عينَيكِ حتى تَسمعي=بَوحَ زندٍ أطرَبَ الدنيا مَعي !

( الرمل )







التوقيع

أنا الأحلام
 
رد مع اقتباس
قديم 18-11-2022, 01:56 PM   رقم المشاركة : 53
معلومات العضو
أحلام المصري
أقلامي
 
إحصائية العضو







أحلام المصري غير متصل


افتراضي رد: ،، د. نديم حسين شاعرا وثائرا ،،

صلاةُ القمح .
صلاةُ القمحِ !
د. نديم حسين

لو ما ملَكتُ من الدنيا سِوى قَـلَمي=لكُنتُ أسعدَ حُزنٍ عاشَ في الأُمـَمِ
تَخبو البلادُ فأُذكي نبضَ خافِقِها=ثَغرًا يُعلـِّقُها نارًا على عَـلَمي
خاطَبتُ زَنبقَها حُبـًّا فخاطَبَني=والمُفرداتُ يُحَلـِّي حِبرَها أَلـَمي
هل جُنَّ عاشقُها ؟ لا عقـَّلَتْ دَمـَهُ=فتوى السيوفِ بنَومٍ عاقِلِ السَّـقـَمِ
يا موجةً ركبَتْ ريـحًا إلى بَـلَـلي=أثقَلتِ جارَتـَنا ما ابتـَلَّ من هِمـَمِ
في جرَّتي نُـتَفٌ من ماءِ فَرحتِها=في قلبِها هطلـَتْ والنَّبعُ من شِيـَمي
من قاعِها نهضَـتْ أملاحُ حَسرتِها=فاءَتْ لواحتـِهاعقليـَّةُ القـِمَمِ
سجَّادةٌ لصلاةِ القمحِ بيدرُها=والخبزُ إنْ سَجَدتْ ينمو من العَدَمِ
نِصفُ الحياةِ إذا شاءَتْ يُخلـِّدُها=والعُمرُ إنْ نكصَتْ كفـَّانِ في الرَّحـِمِ
إنْ قـُلتِ : يا وَلَدي ! أو صِحتِ يا سَنَدي !=شابَهتِ مؤمِنـَةً في باحـَةِ الحـَرَمِ
نحنُ الأُلى صَمَدوا والأرضُ من حِمـَمٍ=ناموا على لَهَبٍ يَنسَـلُّ من حِمـَمِ
واستَعذَبوا وَجعـًا يُقعي على رَمَقٍ=واستَمرؤوا حِقَبـًا داسَتْ على لـَغـَمِ
حُبٌّ يُصَفـِّقُ للعُشـَّاقِ إنْ طربوا=والذُلُّ يَقطـُرُ من أثوابِ مُنهَزِمِ
حَرفٌ من القَسَمِ الوَرديِّ يُطرِبُها=ماذا لو انهَمَرَتْ في أحرُفِ القـَسَمِ ؟
عِشقي لها أَزَلٌ يأوي إلى أَبـَدٍ=والأمرُ لَو أَمَرَتْ أبقى من الهَـرَمِ
قَومُ العمائـِمِ من طُهرٍ ومن شَغَفٍ=يا مَن سكبتِ قلوبَ الناسِ في العِـمَمِ







التوقيع

أنا الأحلام
 
رد مع اقتباس
قديم 18-11-2022, 01:58 PM   رقم المشاركة : 54
معلومات العضو
أحلام المصري
أقلامي
 
إحصائية العضو







أحلام المصري غير متصل


افتراضي رد: ،، د. نديم حسين شاعرا وثائرا ،،

إسْمُنا الآخَـرُ " مِصْر " !
د. نديم حسين


أرضُ الكِنانَـةِ آيـةٌ وتَمِيْمَـةٌ = تَحمي العُروبَةَ من جَوى دَهرٍ سَباها

وتُرابُها وَجَعُ الشَّهيدِ وغَيمُها = قُطـنُ الصَّعيدِ وسَيِّـدُ الدِّلْتـا فَتـاها

زأَرَ المُعِزُّ فأينعتْ جَنَباتُها = بِورودِ فُسطاطٍ على زنْدٍ بَناها

وبمصْرَ مَولدُنا ولو حبِلتْ بِنا = جَنَباتُ أرضِ الكَونِ أو كَونٌ تَلاها

ولمصْرَ طاعتُنا وبعضُ صَلاتِنا = ولها حقوقٌ تقتضي عِزًّا وجَاها

فإِذا دخلتمْ فادخُلوها نِعمةً = حَصَدَ المذلَّةَ مارِقٌ لَمَّا غَزاها

فبَناتُها أَخَواتُنا وشبابُها = أبطالُنا نَشَروا على الدُّنيا جِباها

ونموتُ مِن خَجَلٍ إذا قَسَماتُها = رَفَلتْ بأحزانٍ وما مُتْنا فِداها

أَرضُ الكِنانةِ قِطعةٌ من وَجْدِنا = وهديَّةٌ من خالقِ الدُّنيا سَناها

وكأنَّما الريحُ القويَّةُ صُمِّمَتْ = للوائِها والخِصبُ ما صَلَّى ثَراها

وَهَبَ الإلهُ حبيبةً لحبيبِها = شربَتْ حنانَ النِّيلِ ظَمآنًا رَواها

ولكَمْ تَهافَتَ نحوَ سِرِّهِ عاشِقٌ = فأَبَى شَريكًا في رُؤَى عِشْقٍ سِواها

وجيوشُها فوقَ الرُّؤوسِ وشعبُها = لُغةُ الطَّهارَةِ صاغَها رَبٌّ بَراها

شِئتُمْ فأَهلاً أو غضِبتُمْ فاغضَبوا = ذَبحتْ بهِيَّةُ عاشِقًّا سلِمَتْ يَداها

عُرِفَتْ بشَوقي والحَكيمِ وحافِظٍ = وبفكْرِ عقَّادٍ بإِبداعٍ شَداها

وَهْبيْ وَوَهَّابٍ وأُمِّ غِنائِنا = وسَليلِ أبنودٍ وراميْها شَفاها

وبِناصِرٍ وعُبورِها ونُسورِها = ودُهورِها طُولاً وعَرضًا وانْشِداها

وبِنيْلِها وبسَدِّها وعَميدِنا = طاها حُسَينٍ عَبْرَ دَيْجورٍ رآها

وتَطفَّلتْ مِحَني على سَكَناتِها = فقبِلْتُ إِنْ وَهَبتْ لنا " سَعْدًا " وآها

كم أغْدَقَتْ من دُونِ تَمْنينٍ وكَمْ = حَرَستْ يتيمًا غاصَ في حُزْنٍ وَتاها

فمِنَ المُحيطِ إلى الخليجِ جَناحُها = ومِنَ العيونِ إلى مَآقيْها رِضاها

وبِنيْلِها كَمْ أَبْحَرَتْ آهاتُنا = غَسَلتْ نُفوسَ نُفوسِنا مِمَّا اعَتراها

فلمِصرَ أن تُهْدي لنا أسماءَنا = ولَها ذَهابُ الرُّوحِ في مَعنى هُداها

وجيوشُها فوقَ الرُّؤوسِ وشَعبُها = لُغةُ الطَّهارةِ صاغَها رَبٌّ بَراها

شِئتُمْ فأَهْلاً أو غضبْتُمْ فاغضَبوا = ذَبَحتْ بهيَّةُ عاشِقًا، سَلِمَتْ يَداها







التوقيع

أنا الأحلام
 
رد مع اقتباس
قديم 18-11-2022, 01:59 PM   رقم المشاركة : 55
معلومات العضو
أحلام المصري
أقلامي
 
إحصائية العضو







أحلام المصري غير متصل


افتراضي رد: ،، د. نديم حسين شاعرا وثائرا ،،

مَحسوبَك حارِس أراضيها !
د. نديم حسين
( من ديوان " أغنيات كِنانيَّه " )

ماتحُطـِّشْ إيدَك على إيديْ
لَتروحْ يا منَيـِّلْ في حديديْ
أصلي صعيديْ
وانْ كَنـَّكْ وِلسونْ أو نِلسونْ
أنا والدِتِي سَمِّتني هَريديْ !

****

مالي يا منَيـِّلْ مِشْ مالـَكْ
مالي ومالـَكْ ؟
إِرفَعْ إيدَكْ عن أراضينا
لاقطَعهالـَكْ !
لَو ضيف تيجي وزي الناس
نفتح بابنا !
لو نار تيجي .. أوَكـِّلهالـَكْ .
لو سيف تيجي .. دراعي شْديديْ !
مَصرِ دي قَلعَه وسُورْها رجالها
لو شاري عتِلجاها جريبـِهْ
لو بايِعْ .. عَتشوفها بعيْديْ .
محسوبَك تاج راسَك يا اسْطى
أَجدَعهُم .. والإسمِ هَريديْ !

****

رايِح فينْ ؟
رُوح اسأَلْ عن طهَ حسينْ
كان امفَتـَّح بَلا عينتينْ
شايِف دَربُه بنِنـِّي القَلبِ
وإنتـُم عُميِ القَلبِ وليكـُم مليون عينْ
وَالآَّ اسأَلْ عن عبدِ الناصِر
وَالاَّ نسيتـُهْ يا خويَه كَمانْ
هُوَّ اللـِّي ادَّانا الفـَدَّانْ
لَلجد وإبنو ولِيـَّهْ زَمانْ
وِادَّا لكُـلِّ جَـدَع قِراطينْ
وِشوَيـِّةْ حِبرِ وقَلـَمينْ
جال عَنـَّكْ يا خَواجَه ونُصّ
قال عنـَّك يا بنِ الحراميَّهْ
إنـَّك مَيـِّةْ نار .. مِش مَيـَّهْ
ولَمـَّا " تشرف " ناخُد بالنا
منالمَحروسَهْ ومالدُّزدانْ !
أهو هُوَّا اللي معَمـَّر حِلوانْ
دَه كلام حَسِّيتـُهْ على جـِلدي
مِش رَغيِ في أَيُّتها جَريديْ
محسوبَك حارس أراضيها
أجدَعهُم .. والإسم هريديْ !

****

- ( أوكيي مستَر هريدي .. أوكييْ ! )
- مِستِر غَصبِن عن عينـَك وِلسون يا جاويشْ
واوعـَك تاني تمَستَرني لَتروح في ما فيشْ
والجامعَهْ بَـقِتْ بيتنا التاني
محناش مساطيل الدَراويشْ
رُوح رَوَّح واخلـَعْ واتطـَرَّقْ
أنا سَيـِّدْ ما تمَستَرنيشْ !
لَو جاي فاكِرْ إنـَّا عَبيدَكْ
أنا سيْـدَكْ والشُّقرِ عَبيديْ !
محسوبَك حارس أراضيها
سيـِّدهُم والإسم هريديْ !!.






التوقيع

أنا الأحلام
 
رد مع اقتباس
قديم 18-11-2022, 02:00 PM   رقم المشاركة : 56
معلومات العضو
أحلام المصري
أقلامي
 
إحصائية العضو







أحلام المصري غير متصل


افتراضي رد: ،، د. نديم حسين شاعرا وثائرا ،،

فمُكِ الجوريُّ يقولُ ..

د. نديم حسين

يا فاتنَةَ العينينِ أصيخي نظرَتَكِ الخضراءَ لكي يَصِلَ الأعمى
صُبِّي فوقَ الكفَّينِ سيوفًا طالعةً من غِمدِ الوردةِ
واغتَسِليْ !
قولي نَيسانَكِ حتى تُبدِعَ نجمتُهُ صُبحًا ،
يَهديكِ إليكِ وفيكِ يَضيعُ !


ويعودُ الموجُ من البحرِ الفضِّيِّ لتبدأَ قصَّتُنا
تُلقي بظلالِ الملحِ فُوَيقَ أصابعِنا
وتقولُ الوَردَ على أحلامِ خريفٍ مَهزومٍ هَرِمٍ ،
حتى يزهو بحليبِ الوردةِ آذارُ الرَّضيعُ !


ولتَفتَرِشي عينَ الحُلُمِ الآتي يا سيِّدتي
لتنامي مِلءَ دَمي .
هذي صحراءٌ تنبُعُ من شَجَنيْ .
وحياةٌ تبدأُ من كَفَنيْ .
هذا وَطَنيْ .
فمُكِ الجوريُّ يقولُ ربيعًا مُحتَمَلاً
ويُريقُ زمانًا مُرتَحِلاً
يبكيْ .. والدَّمعةُ سائحةٌ
في جُعبَتِها شمسٌ وعلى يَدِها الصَّقيعُ !


وكسِحنَةِ بَحَّارٍ ثَمِلٍ
قصَصُ الأغرابِ .. وغَيمٌ أبيَضُ من ثلجٍ
ظِلٌّ لمساءٍ جاءَ بهمْ .
عَرَّافٌ دجَّالٌ غَدُهُم .
يا نَزْفَ الوردةِ .. باقِيَتيْ ،
يَرمي ظَهرَ الساحاتِ بأحمرِها
نَومٌ باللونِ الأخضر يرسُمُ أحلامًا خضراءَ
ويُبدِعُ أطفالاً وبلادًا تَسجُدُ ..
تَهمِسُ ..
يَسمعُها السَّميعُ !!.


( فَعِلُن ، فَعْلُن )







التوقيع

أنا الأحلام
 
رد مع اقتباس
قديم 18-11-2022, 02:02 PM   رقم المشاركة : 57
معلومات العضو
أحلام المصري
أقلامي
 
إحصائية العضو







أحلام المصري غير متصل


افتراضي رد: ،، د. نديم حسين شاعرا وثائرا ،،

ثلاثةُ أجنحةٍ لمجنونٍ واحدٍ !

د. نديم حسين

1
) يتحوَّلُ الشريانُ إلى غابةٍ . أشجارٌ تقلـِّمُ أغصانَها لترى الذاهبين الذين لا يُغيثُهم همسٌ ولا يُعيدهم همسٌ . تصرخُ الأشجارُ . تُصابُ بليلٍ حزيرانيٍّ أسوَدَ . تدفنُ غرابًا بين وترينِ . وتسيرُ فتتعثَّر بجثة أسَدٍ ميتٍ . هل يتوجَّعُ الأسَدُ الميتُ ؟ نعم ! ألا ترى الكلابَ تنهشُ لحمهُ ؟ إذًا ، إنهضي أيتها الغابةُ الحمراءُ وارفعي جنوني على كتفَيكِ . قومي واحمِليني . لكِ من ورقِ البردى جناحانِ يلكزان الرياح . طيري إذًا حتى انتهاء السماء ! ستون دقيقة أخرى تسقط كقطرةٍ من حنفيَّةِ الزمنِ . بئرُ روحي تفيضُ عن جنباتها وَقتًا . وتُغدقُ الشمسُ نورَها . والمساءاتُ نجومَها . والبحارُ أمواجَها . ويمنحُكِ الغِمدُ سيفًا . يمنحكِ السيفُ روحًا . غرفةً . فضاءً . يزيدُكِ السيفُ حجمًا . والسيفُ ذاتٌ مُكَبِّرَةٌ . ويقطعُ السيفُ رأسَ خطوةٍ طريَّةٍ لا تذهبُ إلاَّ إلى القاعِ . وهذي كلماتٌ تَنزلُ عن شفَتَيِّ الحِبرِ تفاصيلَ حكايةٍ شَجَرِيـَّةٍ . وجناحًا واحدًا لا يُسعِفُ أحدًا !

2) تجلِدُ الخيولُ السهولَ بسنابكها . هل تفهمُ كيفَ تطيرُ الريحُ يا فارسَ الريحِ ؟ كل الطقوسِ تبدأ من زفرةٍ واحدةٍ . وكل الفصولِ تبدأ من غيمةٍ . ربيعُ البلادِ رسَّامٌ ماهرٌ . يفهمُ الفرقَ بين أقحوانةٍ وقطرةِ دَمٍ . ويعرفُ أن الأبيضَ هو لونُ الفَرَحِ . وأن قلبَ البلادِ أبيضُ . وأن القلبَ يستودعُ قصيدتي دموعَهُ فوقَ البنفسجية . لشرياني ألوانهُ الكثيرةُ . وقلبٌ دامِعٌ . ومنهُ تصعدُ القصائدُ على سُلـَّمٍ من نار . وتحاولُ ابتكار جناحٍ واحدٍ لا يُسعِفُ أحدًا !

3) يبكي كانونُ الأول . يبكي مطَرًا .
هنا .. على حَبلِ البلادِ أعلِّقُ فستانَكِ كي أجِفَّ قليلا !
هنا .. يُلقي دَمي تحيَّةً بلَونِهِ على شرايينِ البلادِ .. غاباتِها !
هنا .. يأكلُ الفقراءُ آخِرَ كِسرَةٍ من رغيفِ أحزانهم !
هنا .. ينامُ البَحرُ في غُدَّةٍ دَمعِيـَّةٍ !
هنا .. فاتحةُ الدموعِ المالحةِ !
هنا .. الأذانُ والمئذنةُ !
هنا .. يعرفُ الوطنُ الغريبُ مَوطنَه !
مِن شَعرِ لحيةِ متصوَّفٍ أحيكُ لكِ قميصَ نَومكِ . نامي قليلاً هنا . وأنا .. كأنا . أظلُّ هنا . وأظلُّ قمرًا وحيدًا يسكبُ ريقَ أشعتهِ على غُرَّةِ زيتونةٍ وحيدةٍ . في ليلةٍ وحيدةٍ .
هنا .. لا أقايضُ وجهَكِ بجناحينِ . لن أطيرَ إلاَّ إليكِ ! لن أقايضَ ذهبَ النجومِ كلها بسجادة الصلاة . وبوَقْعِ خطوةٍ واحدةٍ من خطى سيدةِ النورِ في فِناء بيتي الباقي هنا . وكُوَّتي أقربُ إلى مصطبةِ بيتي من الشمسِ . وأنتِ تصرُخينَ ليلاً . ألا تعرفين أن الظلامَ لا يُطفئُ السَّمَعَ ؟!
هنا .. نضئُ الهدوءَ بنَجمِ الخطى . وصَمتَ السماءِ بوَجهِ القَطا . لأن الركودَ قليلُ الأمانَة . ونَومَ النيامِ شبيهُ الخِيانةْ .
هنا .. ألبَسُ ثلاثةَ أجنحةٍ لكي لا أطيرَ من هنا !!.







التوقيع

أنا الأحلام
 
رد مع اقتباس
قديم 18-11-2022, 02:04 PM   رقم المشاركة : 58
معلومات العضو
أحلام المصري
أقلامي
 
إحصائية العضو







أحلام المصري غير متصل


افتراضي رد: ،، د. نديم حسين شاعرا وثائرا ،،

نامي على نَومي لأصحو !



د. نديم حسين



حبيبَةٌ مِن نَدى ... " نَدى " . أغمِسُها جمرةً في دم الكَونِ ... كَوني . هذا الشتاءُ كِسرةٌ من شاطئٍ للبَردِ والبـَلَل المُرتجِف . هذا الشتاءُ ماءٌ . عَرَقٌ دافئٌ على ظِلِّ " نَدى " . سأغسِلُ الماءَ من جاهليَّتِهِ بدَلوِ صَيفٍ تَقِيٍّ . وأغسلُ الظلامَ من خَوفها عليَّ بتَوبتي النَّصوح .
" نَدى " ... ذاكرةٌ مَشبَعَةٌ بحنيني إليها . . أعلِّقُ على جدارها الأخيرِ ثَوبي وحكايةً آتيَةً ورقصةً غجريَّةً .
" نَدى " ... أحبُّكِ حتى البُكاءِ ! وكانت " نَدى " تبكي بلا سبَبٍ كلَّما مررتُ لأتفقَّدَ موسمَ البرتقال .
" نَدى " ... أموتُ عليكِ لأَحيا ! يا شتائيَّةَ الروحِ . وجهُكِ ستائرُ من نورٍ تَرتديها نوافذُ بيتي كلَّ عيدٍ . فكلّ نورٍ وأنتِ بي ! وإلاَّ ، فبماذا أملأُ غدي الشاغِرَ مِنكِ ؟ بكُرةٍ أرضيَّةٍ يركُلُها النبضُ القاتلُ لتجثو على قَدَمِ رصاصةٍ مَنسيَّةٍ في بنادقَ مُقعَدَهْ !؟
أَم بفارِسَةٍ تجئُ إليَّ على سَرْجِ مُفرَدَهْ !!؟
" نَدى " ... أنتِ ليلٌ يَرتمي على منكَبِ قمـَّةٍ لا تنام . أنتِ رُقطِيـَّةٌ تطيرُ من غصنٍ إلى غصنٍ مثلَ ساعي البريد . لا تَبحثي عنِّي في غَربِ روحي . هناك تقومُ مدائن تبحث عن ضمير . وقبائل دمويـَّةٌ تبحثُ عن أورِدَهْ !!
" نَدى " ... قِبلَةٌ حزينةٌ لأَهِلـَّةِ نيسان التعيس . هل تنامينَ يا " نَدى " على نَوميْ ؟ وهل تُفسِّرينَ أَرَقًا في عَينِ يَوميْ ؟ يُصَلِّي لكِ الماءُ لكي تظلِّي في سمائي غيمةً . عصفورةً معلَّقَةً مثلَ حُلمٍ نحيلٍ على غَصن ليلٍ ذاهبٍ إلى بلادِ الصَّباحاتِ الدَّامِعَة . أنتِ سرُّ الصفاتِ كلِّها . وأنا بئرٌ لِ " رُبعِكِ الخالي " . وبِئرٌ لكُلـِّكِ المُكتظِّ بيْ . بئرٌ لسِرِّكِ . وأنا القوافِلُ المُجهَدَهْ !
" نَدى " ... تغسِلُ بَدَنَها بالبَردِ في ظَهيرَةِ آبْ . أصنَعُ من حزنِها ظَبيَتينِ وعصفورتين وسَجدَتين ودَمعَ الوضوء . أصدِّقُ ما فيها مِن عسلٍ لاسِعٍ . وأقطفُ لوزًا عن أشجار عينيها . وأقرأ نبضَها على مَسمَعِ صيفِ الروحِ لتَنضجَ شمسُهُ .
" نَدى " ... وَسِّعي دربًا إلى قُبلَةٍ ضَيـِّقَهْ . علِّقي أنفاسَكِ الورديَّةَ على حبلِ الحياةِ لكي تصيرَ شَيـِّقَهْ . واصنَعي لعَشبي الجريحِ نقَّالَةً من ظِلِّ نخلاتِكِ المُرهَقَهْ .
" نَدى " ... ينحني قلبي لدموع النساء الطاهرات . ينحني للرجال العائدين من نصرٍ مُبين . ينحني بانتِصابٍ شديد . ويكون قلبي طيفًا لماء القصيدة ، فاشرَبيهْ !
هي ليلةٌ بلا شُرفةٍ . تمشي على الأمواج حافيةً . هي مِلء المساء هبوبٌ مُقَفـَّى لطَيرِ خُطاكِ على حَيرةٍ في القصيدة . وأنا أربِّي القصائدَ كفراخِ الحساسين لأجني غناءً وثيرًا وقِطعةً من ربيع . هل تُعَلِّقين ليلَ الحنين عليَّ لتسكُنيني شمعةً مُطفأَه ؟ أنتِ سنديانةٌ تحترقُ كلَّما رأت وجهَها في مرايا الجَبَل . ناري وراءَ المرايا .
" نَدى " ... يتهدَّجُ صوتي صاعدًا إلى صَدرِ حضورِكِ . وأنا أؤَثِّثُ أحلامَكِ بوجهِ طفلةٍ . بدُميَةٍ وجدارٍ أعلِّقُ عليهِ ما تبقَّى من ثيابي . ووجه غيابي . وكفـًّا تُربِّتُ على كَتِفِ العَذابِ .
" نَدى " ... يا زهرة بلَون امرأة . يا حفنةَ ماءٍ تعلـِّمُ الموجَ طَعمَ التَّلاطُمِ . ماذا سأفعلُ إن صحا وحمُ الأغنياتِ في الصباح الباكرِ ؟ وقد شقَّ عطرُكِ في الروحِ مَجراهُ ، فسِرتُ إليكِ .. ماذا سأفعلُ إذا رسمَ ثَغرُ القصيدِ بما فاضَ عن قلبِهِ مِن نَدى زنبقهْ ؟ وأُحصي فتوحاتِهِ في بلاد القصيدِ مشنقَةَ مشنقَهْ ؟
" نَدى " ... تنامُ برتقالةً تَعبى على أهدابِ بياراتنا العتيقة . سَكينَةٌ بيضاءُ تبلـِّلُ ريشَ العندليبِ . وكلُّ أوقاتها صُبحٌ . وصُبحُها جُرحٌ . وقلبي طبيبٌ . يعودُ من رحلة صيده فريسةً ! تسقط عن صهوة الحسام !
صباحاتُها مدائن لا تكتفي أسوارُها بسيفٍ خشبِيٍّ واحدٍ . فاستسلِمي حبيبتي لصَدري الجبَليِّ . وأنتِ ريشُ السيفِ والنَّعامْ !
لا يصنعُ الطَّنينُ عسَلاً يا " نَدى " ! هل تَقنَعينَ بعاشقٍ جبليٍّ ؟ بشاعرٍ يبحثُ عن أصابع ناريَّةٍ ترسمهُ على ورقٍ من هواءٍ وماء ؟
" نَدى " ... أنتِ وتَرٌ من ماءٍ . مَشدودٌ فوقَ روحِ القَيظِ !
" نَدى " ... نَدهَةٌ مُلقاةٌ على حَرفِ النِّداءِ حُلمًا من صَدى !
وما مِن " نَدى" ... ما مِن " نَدى" ..!







التوقيع

أنا الأحلام
 
رد مع اقتباس
قديم 18-11-2022, 02:09 PM   رقم المشاركة : 59
معلومات العضو
أحلام المصري
أقلامي
 
إحصائية العضو







أحلام المصري غير متصل


افتراضي رد: ،، د. نديم حسين شاعرا وثائرا ،،

حينَ يقولُكِ الصَّمتُ الحَكيم !
حينَ يقولُكِ الصَّمتُ الحكيم !

د. نديم حسين

إجلِسي أمامي لأكتُبَكِ . لأرقبَكِ بعينٍ لا تنتهي . قلبي تعلَّمَ العسَلَ من عينيكِ . وصادَقَ النَّحلَ حتى الاكتظاظِ بِكِ . قلبي رجُلٌ مُطيعٌ يمشي سبعينَ نبضة في الدقيقة الواحدة إليكِ . إجلسي أمامي لتَغارَ المفرداتُ من المفرداتْ . وتتوضَّأَ اللغاتْ . إجلسي أمامي لأنظرَ إليَّ ، فأراني أحترقُ بنشوةٍ عجيبةٍ . وأغسِلُ كـَفَّ النارِ من غبار الوجَع . إجلسي لأعترفَ بين يديكِ بضَعفي ووقاري ومَوتي سعيدًا .. عليكِ !
إجلسي أمامي يا صاحبةَ السموِّ القَمحِيِّ ، ليُصابَ جِلدي وقلبي ولتُصابَ ثقافتي وحياتي بالسُّمرَةِ اللذيذةِ ، سُمرَةِ الحِنطةِ المُعتدِلة . وأنتِ الحِكمةُ السَّمراءُ والهدوءُ الأسمرُ . وأنتِ نِعمةُ الإصغاءِ .. وأنتِ أكثرُ من لغتي ومِنـِّي . إجلسي قليلاً أمامي واقرئيني جيِّدًا ، فأنتِ وأنا شمعتانِ بذُبالةٍ واحدةٍ . نذوبُ في ليلةٍ نحبُّها نهارَ ذاكرةٍ لا تلعنُ الظَّلام . وأنتِ تمُرين فوقَ جسدي المُقَشَّر سكِّينًا .. وتنزفين الدِّفءَ . تمُرينَ فيرتبِكُ نايُ الماءِ . يصمتُ الشلالُ الذي كانَ يعزفني رذاذًا وزبَدًا . وتُفيقُ السَّكينَةُ . تذرِفُ دمعةً على وترٍ مقطوعٍ . وتصيرينَ مَحمِيـَّةً للعِشقِ . دفيئةً تسكنُ فيها ثماري الآتية إلى فصولٍ مُعاقَةٍ . وأنتِ المسافةُ التي أُعِدُّها لأدَّخرَها سحابَةً ذكيَّةً لفصلي الأسوَدَ . وأُعِدُّها سريرَ نبضٍ لِما يلِدُهُ الغَدُ الآتي - قلبًا وليدًا - وتصيرينَ فِكرةً تراقِبُ ارتجافي داخلَ المرآةِ . وتسألينني : مَن أنتَ يا أنتَ ؟ فأقولُ : إجلسي أمامي لأخرجَ من مرآتي وأصادِقَ ذاتي - طفلاً شاطِرًا يعرفُ الإجابات كلها تقريبًا فلجَبَلِ البياضِ ذروةٌ مُغرورقةٌ بالطَلِّ ، وإلاَّ ، فمِن أين آتي بسحابةٍ نظيفةٍ أمسحُ بها دموعَ العابدين ؟
إجلِسي وابتَسِمي لرَمشَةِ آلةِ التصويرِ . للقطَةِ القلبِ التي تُجَمِّدُ بَسمَتَكِ الموناليزيَّةَ الدافئةَ ، لعلَّها تذوبُ عليَّ فأُصبحَ على فصلٍ قادمٍ أكثر سعادةً !
قَفي ! تبسَّميْ ! ليصيحَ المُخرِجُ : " أكشِنْ ! " فأضغطَ زنادَ الكاميرا الذي يأَرشِفُ بسمتَكِ وعودتي إليكِ فيما يأتي من تجهُّمٍ ! إصبَعُ هذا الزمنِ ثَلجٌ . وشئٌ يقَعُ تحتَ الصِّفرِ . وذاتَ شمسٍ أسوقُ لحظتَكِ السعيدةَ دليلاً عليكِ !!
أحببتُكِ قَبلَكِ ! أحببتُكِ لأنَّكِ ستولَدينَ لي . ليغتسلَ النهرُ بماءِ خطوتِكِ العابرةِ . وهو الغارقُ بين قَوسَي ضِفَّتيكِ .. ضفيرَتيكِ !
هل يجوزُ تفسيرُ مكاني بظِلِّ زمنٍ ثقيلٍ ؟ والظلُّ شبيهُ الغروبِ .. غَرُبَت حوافرُ خيلي . ولم يتبقَّ في محابِري ما ينجبُ عُمَريَّةً أخرى . هطلَ الظلُّ على مكاني ، ولا يجوزُ شَرحُ مكاني بظِلِّ زمنٍ ناشِفٍ . ولا يمكنُ رسمُ حالي بطبشورٍ عتيقٍ غادرهُ الكِلسُ . أنذا الكسيرُ .. هَجَرَ توهُّجي ماءُ المسرَّاتِ القديمةِ ، فمن أين آتي بكِسرَةِ ماءٍ تُشبِعُ الرُّبعَ الخالي شجرًا وخُطًى ونخيلا ؟!
إجلسي أمامي لأمنحَكِ خاتَمًا - قيدًا - يدُرُّ حريَّةً وحُبًّا يأخذُكِ إلى بلادِ الإغماءةِ اللذيذةِ بين أضلاعِ قفصي الذهبيّ .. إجلسي لأحوِّلَ أقبيةَ سجنِكِ إلى حدائقَ . وقولي : كيفَ صِرنا لا نُشبهنا ؟ كيف صِرنا نبني جدارًا آخرَ لنحقِّقَ حريَّتَنا ؟ كيف ؟! وميف صِرنا ننتظرُ الغروبَ لنحترمَ فرحَنا ؟ كيف صِرنا نستقدِمُ العتمة لنرى قاماتِنا ؟! كيف هبطنا إلى منتهى القاعِ لنرى ما وراءَ الأكمةِ - أكمتِنا ؟! كيف ؟ وهل نكسِرُ ساعَتَنا الرمليَّةَ لنحوِّلَ الوقتَ إلى غَدٍ من ماءٍ وتربةٍ مهذَّبَةٍ وثَمَر ؟!!
- فراغُنا شِبهُ انتهاءٍ ، فهل نملأُ إبريقَنا الجديدَ بكسرةِ ماءٍ ؟ ماءِ ابتداءٍ شهيٍّ ، ماءِ وجهٍ نميرٍ ؟!
وأنا شجرةٌ واحدةٌ تُبحِرُ بشِراعَي يديكَ صوبَ بقائها الأخضرَ . وأحمَدُ الله لأنَّ بحرَها تُرابيٌّ !!
- أيتها المخلوقةُ الذكيَّةُ الشهيَّةُ ، حياتُنا مَشهَدٌ سينمائيٌّ بالأبيضَ والأسود ، ولهذا فإنني عندما أكتُبُ الحِوارَ أقولُ على لسانِ الناطِقِ الأوَّلِ :
: إليكِ حبيبتي أهدي وردةً حمراءَ . بلَون دمي الأحمرَ . لأجعلَ المشهدَ بألوانه الطبيعيَّةِ !
- ولكنَّهُ مصوَّرٌ بالألوان !
- هكذا يبدو لكِ . ولكنه بالأبيض والأسود . وأنا أسمِّي الألوانَ باسمِها ليراها المشاهدون الكرام !!
- ألا نملِكُ ثمنَ الألوانِ كلها ؟
- بلى ، وباستطاعتنا شراء مصنعِ الطِّلاءِ بكاملِ عُدَّتهِ . ولكننا نستوردُ اللونَين الأبيض والأسود !
- إذًا ، في زمن التطرُّفِ هذا علينا أن نذكُرَ الألوانَ باسمِها لنراها ، فنحنُ عِشقٌ مُصابٌ بعَمى الألوان !.
- لا يا صديقتي ، فالألوانُ مُصابَةٌ بعَمانا نحنُ !!

أيتُها الحبيبةُ إلى ما لا نهاية ، تحبو شفتاكِ على سُندُسِ السَّطرِ ، تُتَأتِئُني . لها الأثيرُ الذي يبحثُ عن كوَّةٍ أمرُّ عبرَها إلى آخر نفَقِ السَّمَعِ ، لأصطادَ لها سربَ خيالاتي ..
أيتها العصفورةُ التي أطيرُ بها إلى أقاليم الإغماءةِ اللذيذةِ . تقوَّسَتْ مخيَّلتي واشتَدَّ سَهمي . يا امرأةَ الدنيا الأولى ، تهبطين من لغة الجنةِ ، وبيدينِ ذكيَّتينِ تُحْكِمينَ وِثاقَ أنفاسي لكيلا أطيرَ من قفصي الصَّدريِّ . أنا يا سيدتي قصبَةُ نايٍ خَدِرَةِ الثقوبِ .. يترنَّحُ النغمُ المبحوحُ كلما زفَرتُكِ ! وعندَ التقاءِ نَهري بنهاري تنتصبينَ .. تتكِئينَ على رذاذِ سحابةٍ كتبتْ على بعض البياضِ ذهابَها إلى دولةِ الإغماءةِ اللذيذةِ !!

أنتِ دمعةٌ في حَلقِ عيني . منِّي يبدأ الليلُ أسرارَهُ ولا أرتوي من الطلِّ . أظلُّ ريشًا بدون ريحٍ . وتظلينَ سياجًا للمسافةِ بين ألَمٍ يعَضُّ نعاسي وصحوةٍ مصبوغةٍ بلون الحرارةِ .. قَمَري قِرطٌ يتدلَّى من روحِكِ . وتغيبينَ فيخجَلُ الغيابُ من دمعتي الحاضرة . لأنفاسِكِ مذاقُ الهديلِ . وتلخِّصُنا شمسٌ تشحَدُ حِفنَةَ نورٍ على أبوابِ المواخيرِ الغريبةِ !
إجلسي أمامي لأصمت كثيرًا !!!!







التوقيع

أنا الأحلام
 
رد مع اقتباس
قديم 18-11-2022, 02:12 PM   رقم المشاركة : 60
معلومات العضو
أحلام المصري
أقلامي
 
إحصائية العضو







أحلام المصري غير متصل


افتراضي رد: ،، د. نديم حسين شاعرا وثائرا ،،

إلبسي الوردَ لأقطفـَكِ !

د. نديم حسين

إلبسي الوردَ يا سيدتي إنْ شئتِ أن تُنقذيني من عرائيَ المُرتـَعِشِ . يا طريحةَ الحِرمانِ ، زندُكِ المبتورُ لا يُجديكِ شَبَعًا . شيَّدتِ خيمتَكِ " الجميلةَ " على قارعَةِ ذاتِكِ الغائبةِ ، فتَلا " المضارِعُ " عليكِ صلاةَ الغائبِ . وناولكِ حفنةَ إنشاءٍ وترككِ تستسقينَ غيمةً بيضاءَ . فهل تتقلَّصينَ حتى تغيبي ؟ وهل تصمتينَ فلا أراكِ ؟ وحيدٌ أنا كالرملِ في الصحراءِ . كثيرٌ أنا ووحيدٌ . أراودُ سنبلةً عن ساقيها اللتين تصطكَّانِ على إيقاعِ الريحِ . وينكفئُ فنجاني على فمهِ ليقولَ طالِعي . يمارسُ دجَلـَهُ على بواباتِ مستقبَلي . أسمعهُ فأضيعُ كمدُنٍ ضائعةٍ مثلي . إحمِلي قلبي على ظَهركِ وانطلقي . ليس ثمـَّةَ مكانٌ " بعيدٌ جدا " على نبضٍ مُصابٍ بالذَّهابِ الصَّاهِلِ . ولا تنسَي أن تلبسي الوَردَ !

متى يُشفى الجَوفُ من شتائي الناشفِ ؟ أيتُها المُبـْتـَرِدَةُ على ضفافِ المآقي الدامعَةِ . لشوقي رائحةٌ نَعناعيـَّةٌ تبحثُ عن نافذةٍ عتيقةٍ . وعن قليلٍ من الندى . وأنتِ يا ساقيَةَ النبيذِ ، مـُرٌّ نبيذُكِ . فقد اختمرَ حزني وماتَ العنب . شتاؤُكِ يموتُ على غيمةٍ بيضاءَ . يا مازِجَةَ الوَلـَع الكاوي بملحِ غيابِكِ .. لن أشربَكِ . سأذوبُ على قارِعَةِ الاشتِهاءِ . سأحاورُ نَسرًا بجناحين من كلام . إلبسي العِطرَ لتصيريني . واعدِلي بيني وبيني ، لأراكِ ترفلينَ بثَوبٍ يمانيٍّ . ولا تُناصِري قوَّتي على ضَعفي . أرجوكِ أن تَعدِلي بيني وبيني . ولا تنسي أن تلبسي الوَرد !

في شَرعِ بئري يصيرُ العَطَشُ كُفرًا . فهل أشربُ حضورَكِ ؟ أنا أقرَبُ الناسِ إلى الشمسِ ، فهل ترَينَ احتراقي ؟ أُسدِلُ غيمةً بيضاءَ فوقَ نافذةِ البصيرةِ . يصيرُ ليلُكِ صنَمًا من جيرٍ ووهمٍ وتَعَثـُّرٍ . وأنتِ موجةٌ أنهكَتْ بَحري . وصنَّارتي مُتعَبَةٌ . أيتها المذبوحةُ على أديمِ الوَجدِ . لذاكرَتي عِطرٌ من قواريرِ أنفاسِكِ . دثِّريني بكِ أيتها الغاربَةُ المَشرِقة . أنا أقرَبُ الناسِ إلى شَمسِكِ . يحملُـكِ المطرُ إلى ظمئي . وأنا على قمـَّةِ العذابِ أصلِّي لسماءٍ قريبةٍ . راكِعًا على أرضٍ تُلاصِقُني .. تربِّتُ على جسدي .. جسدي غيابُ الأرضِ . وروحي زبَدُ الغَيمِ البنفسجيِّ . هدوءٌ مُشتعِلٌ . بَردي قارسٌ . وأنا رملٌ وحيدٌ في " رُبعِكِ الخالي " . فهل تمنحينَ قلبي عينيكِ لكي أتحدَّثُ إليكِ كثيرًا ؟ عيناكِ أملانِ يتشبَّثان بوجهكِ . يُضيئانه لأراهُ أكثرَ . وأنتٍ صفصافةٌ تُتيحُ خدَّها لقُبلةِ الماء . لهبٌ يفسِّرُ كلَّ أطباعِ اللهَب . وقليلٌ من سبَبٍ لاحتراقي في ضواحي الشمسِ . أنا جذعٌ مُلقى على روحي ، كُتِبَ عليهِ بالخَطِّ الكوفِيِّ :
كانَ شجرةً قتلَتْ فأسًا . وظَلَّ شجرةً حتى جالَسَها فأسانْ . جذعٌ يتساءلُ : ألَم يتبقَّ لدى المسجونَةِ في كفِّ " المُعتصِمِ " الأبكم مُعتصِمانْ ؟ وقليلٌ من شبَقِ الفُرسانْ ؟ وزَوجٌ من حجَلِ بِلادٍ " طارَتْ " .. وفِراخٌ يأكلُها عُشَّانْ ؟ وبَردٌ قُطبيٌّ بَردانْ ؟ إذًا ، لا تنسَي أن تلبسي الوَرد !

يحملُ الموجُ تحتَ إبطِهِ ما تيسَّرَ من صَوتِ المَوج ويستسلمُ لصَمتِ الشواطئِ . هنا .. على شاطئِ " أبيضِها المتوسَّطِ " .. تصبحُ المفرداتُ وَردًا . وتصيرُ الأفكارُ رائحةً للرحيق . هنا .. أجلسُ لأصنعَ لها شَهدًا . أقيمُ على طَرَفِ سبَّابَتي مملكةً للجهات . وأبحثُ عني وعنها . أراها تقولُ :
مَن يسكُنُ بين العينين لا يرى شيئًا . ومن يسكن بين الفَجرين لا يرى شمسًا . وتضَعُ كفَّها على جبيني . فأُصاب بنعومةٍ بنفسجيَّةٍ . وبرائحة الرحيق . كفُّها ملاكٌ بجناحين من ورقِ الأرزِ . تغمسُني بنظرةٍ لَوزيـَّةٍ . تكتبني من اليمين إلى الشِّمالِ ومن فوقٍ إلى تَحت ، ومن الشِّمالِ إلى اليمينِ ، لتقرأَ في آخرِ الحِبرِ حُزني . وتقولُ :
من حلمين محاربينِ ينهضُ السلامُ . فيغتسلُ النهرُ بماءٍ جديد .
ويلعبُ شَعرُ حبيبتي بالريحِ . وهي مدينةٌ خَلفَ الخيالِ تقطنُ . هي غابةٌ جريحَةٌ أصابَها الصيَّادُ بعدَ أن قفزَتْ ظَبيتي فوقَ الرصاص . إذًا ، أنهضُ . أذهبُ " للربعِ الخالي " .. وعندما أصيرُ رملاً وحيدًا ، أغطِّي جسدي العاري بجُبَّةٍ من المفرداتِ اليمانيَّةِ . وأُلـِحُّ : إلبسي الوردَ يا سيدتي . إلبسيهِ لكي أقطفَكِ !

( - حرارةُ جسدِهِ مرتفِعَةٌ جدا . إنَّهُ يهذي ، فهل أعطيتُموه دواءً ؟
- دَعهُ يَهذي ! دَعهُ يَهذيها ! فهو كلُّ ما فيها !! )







التوقيع

أنا الأحلام
 
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 10:24 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط