|
|
|
|
المنتدى الإسلامي هنا نناقش قضايا العصر في منظور الشرع ونحاول تكوين مرجع ديني للمهتمين.. |
مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان) |
|
أدوات الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 32 | |||
|
![]() المدخـــل الوحدانية: وإن من مقتضيات عبادة الله ألا يرجى غيره، وألا يُخاف غيره، فإذا تُرك الحق خوفاً من رئيس، أو أُثِرت منفعة من كبير على غير حكم الله، كان هذا من الشرك بالله، واتخاذ أنداد من دونه. إن الله وضع أسس العلاقة بين التابع والمتبوع، والرئيس والمرؤوس، على أن تكون الأرضية التي يقف عليها الجميع هي: مخافة الله: (إِنَّمَا ذَٰلِكُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ يُخَوِّفُ أَوۡلِيَآءَهُۥ فَلَا تَخَافُوهُمۡ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ 175) آل عمران. وإنما قال هنا: (وَأَنتُمۡ تَعۡلَمُونَ) لأن المراد بالعلم هنا العقل التام وهو رجحان الرأي المقابل عندهم بالجهل على نحو قوله تعالى: (قُلۡ هَلۡ يَسۡتَوِي ٱلَّذِينَ يَعۡلَمُونَ وَٱلَّذِينَ لَا يَعۡلَمُونَۗ) الزمر9. وقد جعلت هذه الحال محط النهي والنفي تمليحاً في الكلام للجمع بين التوبيخ وإثارة الهمة فإنه أثبت لهم علماً ورجاحة الرأي ليثير همتهم ويلفت بصائرهم إلى دلائل الوحدانية ونهاهم عن اتخاذ الآلهة أو نفي ذلك مع تلبسهم به وجعله لا يجتمع مع العلم توبيخاً لهم على ما أهملوا من مواهب عقولهم وأضاعوا من سـلامة مداركهم. وهذا منزع تهذيبي عظيم، أن يعمد المربي فيجمع لمن يربيه بين ما يدل على بقية كمال فيه حتى لا يقتل همته باليأس من كماله فإنه إذا ساءت ظنونه في نفسه خارت عزيمته وذهبت مواهبه، ويأتي بما يدل على نقائص فيه ليطلب الكمال فلا يستريح من الكد في طلب العلا والكمال. وقد أومأ قوله: (وَأَنتُمۡ تَعۡلَمُونَ) إلى أنهم يعلمون أن الله لا ند له ولكنهم تعاموا وتناسـوا فقالوا «إلا شريكاً هو لك». |
|||
![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | تقييم هذا الموضوع |
|
|
|
|