،، رؤية في (تحت خط البياض) للشاعر فرج عمر الأزرق ،،

[أحلام المصري]

،، رؤية في (تحت خط البياض) للشاعر فرج عمر الأزرق ،،


تحت خطّ البياض

لدينا أكثر من سبب كي نلبس النّار
نكبّ الزّيت على شبابيك المدينة
أبوابها الغارقة في العسل
نرشّ الملح على وجه بألف واو
نموت على ياء لا شكل لها
لدينا أفعى تدغدغ ذكر الياسمين
قنّاص مرتبك يقضّ قيلولة الشّجرات
قهوة صفراء تلغز فينا دلالة الصّباح
مقصّ
لحم
مثبّت ألوان
ممحاة
ورق مقوّى
لدينا غيمة تتعثّر في السّماء
و يد بلا أصابع تلبس النّار
تكبّ الزّيت على القصيييييييييييييييييييييييي
يييييييييييييدة
...تحت خطّ البياض نتقاذف الوجع
و نشدّ على ساق الغياب

فرج عمر الأزرق

[أحلام المصري]

لدينا أكثر من سبب لنشكر الشعر،
فهنا قصيدة تتهادى فوق خطوط خطوط الروعة والالق



ولي عودة

[أحلام المصري]

تحية للأزرق الشاعر النبيل
.
(تحت خط البياض)
عنوانٌ لافت..
ولكن لنترك مسافة من البياض للقراءة، عساها لا تجد غرابة بين العنوان والمتن..
.

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فرج عمر الأزرق

تحت خطّ البياض

استهل الناص قصيدته وكأنه تعمد أن يبدو العنوان جزءا من النص كاستهلال له..
فنقرأ..
(تحت خط البياض
لدينا أكثر من سبب كي نلبس النار)
واستكمل بناءه للنص.. وإلا ظلت أسابابه غائبة عن وعي المتلقي لأنها تبقى كامنة في وجدانه، محركة له.. تحث إدراك المتلقي على البحث والتساؤل..
ولم لا.. أليس السؤال باب المعرفة!



لدينا أكثر من سبب كي نلبس النّار
نكبّ الزّيت على شبابيك المدينة
أبوابها الغارقة في العسل
يستمر الشاعر في غضبهن وفي مشوار ثورته التي لها صور وأشكال، فبعدما وجد الأسباب للبس النار، كان هذا سببا تلقائيا ليكب النار على شبابيك المدينة..
وعلى أبوابها الغارقة في العسل!
أتوقف هنا.. أي عسل يا ترى!
ايقصد الناص (السعادة) وأن مدينته المقصودة ينام أهلها في بيوتهم سعداء!
أم أنها نوع من النقد اللاذع، إشارة إلى المثل الشعبي (النوم في العسل) وهو ما يعني الكسل أو التكاسل عما توجبه ظروف الحياة من سعي وجد، أو مواجهة واقع ليس أبدا متماشيا مع النوم اللذيذ!


نرشّ الملح على وجه بألف واو
نموت على ياء لا شكل لها
هنا أتساءل:
أي (واو) يقصدها الناص! وما (الياء) التي لا شكل لها!
ربما هي مدلولات أزرقية خاصة.. عجزت عن استبصارها..

لدينا أفعى تدغدغ ذكر الياسمين
قنّاص مرتبك يقضّ قيلولة الشّجرات
قهوة صفراء تلغز فينا دلالة الصّباح
مقصّ
لحم
مثبّت ألوان
ممحاة
ورق مقوّى
لدينا أفعى.. يليق بها أن (تدغدغ) كل ما تلمسه، ولم لا وهي الناعمة الملساء التي لا تستغرق وقتا لتصل إلى قلوب الأشياء..!
وقناص مرتبك.. تراه ابن الريح غير منتظم الخطى..
تراه المطر الذي أتى فجأة.. فقض قيلولة الشجرات
ويا لها من صورة رائعة..أرسمها أثناء القراءة فأبتسم..
قهوة صفراء.. فنحن في جو خريفي..
هو الخريف بأفعاله التي قد نتعجب لها.. لكننا لا نملك إلا أن نشاركه أجمل ذكرياتنا..
ما تلا ذلك من مفردات.. وكأنها أدوات لرسم اللوحة كما تشاء لها ألوان الأزرق..



لدينا غيمة تتعثّر في السّماء
و يد بلا أصابع تلبس النّار
تكبّ الزّيت على القصيييييييييييييييييييييييي
يييييييييييييدة
...تحت خطّ البياض نتقاذف الوجع
و نشدّ على ساق الغياب

غيمة تتعثر في السماء.. تلد مطرا غير مكتمل النمو.. أو تستعد للحظتها الأبهى، فلا تكتمل
لا بد أن تكون اليد التي بلا أصابع لابسة للنار..
فالنار التي أكلت أصابعها ستتولى أمر الرسم والتلوين..
بل والتطهير أيضا
وتحت خط البياض.. هناك معركة صغيرة.. أخيرة
تنهيها خطوات الغياب..

فرج عمر الأزرق

الشاعر فرج عمر الأزرق
دوما تسمي اقترافاتك الجميلة في مملكة النثر (حماقات)..
فانظر هنا تر ما بعد الحماقات بقليل..


حضرت للقراءة ومحاورة النص
لا محاكمته..
قليلة هي النصوص التي تجبرنا لى البقاء وإجراء محادثة

فشكرا للقصيدة ولك

[راحيل الأيسر]

الرائعة / أحلام

أخبرتك من قبل أن المهارة لا تتجزأ
وهاهنا مصداق قولي ..
فأنت تغوصين قراءة ً ؛ لتصطادي من محارة الحرف أنقى المعاني و بالمهارة ذاتها كاقتناصك لأجمل ظباء الحروف السارحة في سهوب البيان عند الكتابة ..



استمتعت كثيرا هنا بالشعر والشاعر
والناقدة الجميلة / أحلام ،🌹

[أحلام المصري]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة راحيل الأيسر

الرائعة / أحلام

أخبرتك من قبل أن المهارة لا تتجزأ
وهاهنا مصداق قولي ..
فأنت تغوصين قراءة ً ؛ لتصطادي من محارة الحرف أنقى المعاني و بالمهارة ذاتها كاقتناصك لأجمل ظباء الحروف السارحة في سهوب البيان عند الكتابة ..



استمتعت كثيرا هنا بالشعر والشاعر
والناقدة الجميلة / أحلام ،🌹

سلمت حبيبتي راحيل
هي عينك الجميلة، وبهاء حضورك النقي

محبتي وكل التقدير