|
|
|
|
المنتدى الإسلامي هنا نناقش قضايا العصر في منظور الشرع ونحاول تكوين مرجع ديني للمهتمين.. |
مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان) |
|
أدوات الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 20 | |||
|
![]() المدخـــل وصف الۡمُتَّقِينَ: وفى الإسلام - إذا أردنا المقارنة - نجد الصلوات خمساً مُوَزَّعة على اليوم والليلة توزيعًا تربويًا جميلًا؛ حيث يُدرب المسلم على القيام المبكر واستقبال يومه، ونفحات ربه وخيرات نهاره من أول ساعة في اليوم، فيصبح طيب النفس نشيطًا. ويبدأ المسلم ليله بصلاة المغرب، كما بدأ نهاره بصلاة الفجر. والصلاة فيها أفعال وأقوال، وهي أشبه بنظام خاص، يتربّى عليه الإنسان؛ ليدرك أن تَكْرار هذا النظام خمس مرات في اليوم يجعله مُرتبطًا بربه أكثر من ارتباطه بأي شيء آخر. ومن مناقب الإسلام في الصلاة الأذان للإعلام بدخول وقت الصلاة. وهو يعتمد على الصوت البشري، وهو حاسة مدمجة في الإنسان، يستخدمها أكثر البشر في الاتصال والتخاطب، وقد اقتضت الحكمة الإلهية ألا يكون الأذان صِرْف إعلام وتنبيه، بل هو من شعائر الدين، بحيث يكون النداء به على رأس الخامل والنبيه، تنويهًا بالدين. ويكون قبوله من القوم آية انقيادهم لدين الله، فوجب أن يكون مُركّبًا من ذكر الله، ومن الشهادتين والدعوة إلى الصلاة ليكون مُصرحًا بما أريد به. لذلك فالآذان يتعدى كونه نداءً للصلاة، إلى تمجيد لله وشهادة بتوحيده وتجديد لاتباع رسالة نبيه وحثاً على اتباع الهدى، والتحلي بالنشاط للفوز بالفلاح. ولا شَكَّ أنَّ الصلاة في الإسلام هي رأس العبادات، وقربان المؤمن، ومعراج كل تقيّ، ومظهر الخضوع والعبودية لله، ومن ناحية أخرى هي عبادة تربوية؛ إذ هي: أَوَّلًا: شُـكْرٌ للهِ تعالى على نِعَمِهِ الجليلة، والشكر هو سلوك تربوي إيجابي تتبناه الفطرة السليمة، ويفرضه العقل، ويستحسنه العُرْف، قال تعالى: (وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ) لقمان 12. ثَانِيًا: تَهْذِيبٌ للنّفْسِ، وإعانة لها على طاعة الله، والابتعاد عن المعاصي والموبقات الأخلاقية، قال تعالى: (اتْلُ مَا أُوحِىَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ) العنكبوت 45. ثَالِثًا: سِمَةُ الصّالِحينَ والأتقياء الموصوفين بالخُلقِ السّامِي والسُّمْعة الطَّيِّبَة والأفعال الحميدة؛ قال تعالى: (وَٱلَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمۡ سُجَّدٗا وَقِيَٰمٗا 64) الفرقان. وإقامة الصـلاة تشـمل أداءها بأركانها في مواقيتها وعلى هيئاتها مما تقتضيه من ورع وخشية. ولينتفع المسلم بها عليه أن يجتنب ما لا يرضي الله بين الصلاة والصلاة. بل إنها (تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ) العنكبوت 45. والله تبارك وتعالى حين ذكر المتهاونين في الصلاة نعى على الساهين عن أدائها فقال: (فَوَيۡلٞ لِّلۡمُصَلِّينَ 4 ٱلَّذِينَ هُمۡ عَن صَلَاتِهِمۡ سَاهُونَ 5) الماعون، لا الساهين فيها، وهذه رحمة من الله. لكن هذا لا يعني أن يستسلم المرء للخواطر والهواجس والوساوس التي تعتريه أثناء الصلاة، بل إن على المسلم أن يجتهد في رياضة نفسه وتدريبها على التركيز والاستغراق في الصلاة حتى يفوت على الشيطان وساوسه وخدعه ومصايده. والصلاة هي أهم التكاليف الربانية للفرد المسلم، لذلك هي اول ما يسئل عنه عند الله، فإذا صلحت صلح سائر عمله، وإذا فسدت فسد سائر عمله. ومن يتهاون في الصلاة تسهل عليه المعصية في غيرها من الطاعات، فيضعف الإيمان وتكثر المعاصي، حتى يفر الإيمان من قلب المسلم بعد أن نزعت منه التقوى، فلا يبقى فيه شيء من إيمان، ويتحول القلب إلى سواد لا بياض فيه. |
|||
![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | تقييم هذا الموضوع |
|
|
|
|